المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الـــزنــــا.. آثاره وعاقبته في الدنيا والآخرة.



ولد نجد
29-06-2003, 10:01 PM
الــــــزنـــــا


وبعضه اكبر من بعض، قال الله تعالى: (( ولاتقربوا الزنا إنه كان فاحشة
وساء سبيلا )) وقال الله تعالى: (( والذين لايدهون مع الله إلاهاً اخر
ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولايزنون ومن يفعل ذلك يـلــق
أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مُهاناً إلا من تاب ))

وقال الله تعالى: (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة
جلدة ولاتأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم
الآخر وليشهد عذابهماطاءفة من المؤمنين )).

قال العلماء : هذا عذاب الزاني والزانية في الدنيا إذا كانا عازبين
غير متزوجين فإن كانا متزوجين أو قد تزوجا ولو مرة في العمر فإنهما
يرجمان بالحجارة إلى أن يموتا. كذلك ثبت في السنة عن النبي صلىعليه
وسلم فإ لم يستوفا القصاص منهما في الدنيا وماتا من غير توبة فإنهما
يعذبان في النار بسياط من نار. كما ورد في الزبور مكتوباً : إن الزناة
معلقون بفروجهم في النار يضربون عليها بسياط من حديد، فإذا أستغاث
من الضرب نادته الزبانية أين كان هذا الصوت وأنت تضحك وتفرح وتمرح ولا
تراقب الله تعالى ولا تستحي منه؟!

وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لايزني الزاني حين
يزني وهو مؤمن، ولايسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين
يشربها وهو مؤمن، ولاينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليه أبصارهم حين ينتهبها
وهو مؤمن ). وقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا زنى العبد خرج منه الأيمان
فكان كالظلة على رأسه ثم إذا أقلع رجع اليه الأيمان ).

وقال صلى الله عليه وسلم: ( من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان
كما يخلع الإنسان القميص من رأسه ). وفي الحديث النبوي قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم
ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر ).

وهن أبن مسعود رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله: أي الذنـب أعظم
عند الله تعالى؟ قال : أن تجعل لله نداً وهو خلقك. فقلت: إن ذلك لعظيم
ثم أي ؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قلت ثم أي؟قال: أن تزني
بحليلة جارك-يعني زوجة جارك-فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك:
(( والذين لايدعون مع الله الاها ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
ولايزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد
فيه مهاناً إلا مـــن تـــاب )).
فانظر رحمك الله كيف قرنا الزنا بزوجة الجار بالشرك وقتل النفس التي
حرم الله إلا بالحق، وهذا الحديث مخرج في الصحيحين.


وفي صحيح البخاري في حديث منام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه
سمرة بن جندب، وفيه أنه جاء جبريل وميكائيل قال: فانطلقنا فأتينا على
مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع، فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه
فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا
أتاهم ذلك الهب ضوضوا- أي صاحوا من شدة حره - فقلت من هؤلاء ياجبريل؟
قال هؤلاء الزناة والزواني -يعني من الرجال والنساء- فهذا عذابهم إلى
يوم القيامة. نسأل الله العفو والعافية.


وعن عطاء في تفسير قول الله عن جهنم ( لها سبعة أبواب ). قال: أشد تلك
الأبواب غماً وحراً وكرباً وأنتنها ريحاً للزناة الذين أرتكبوا الزنا بعد
العلم. وعن مكحول الدمشقي قال : يجد أهل النار رائحة منتنة فيقولون
ماوجدنا أنتن من هذه الرائحة، فيقال لهم هذه ريح فروج الزناة. وقال ابن
زيد أحد أئمة التفسير: إنه ليؤذي أهل النار ريح فروج الزناة. وفي العشر
الآيات التي كتبها الله لموسى عليه السلام : ولاتسرق ولاتزن فأحجب عنك وجهي
فإذا كان الخطاب لنبيه موسى عليه السلام فكيف بغيره؟!


وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أبليس يبث جنوده في الأرض ويقول لهم
أيكم أضل مسلماً ألبسته تاجاً على رأسه، فأعظمهم فتنة أقربهم إليه منزلة
فيجئ إليه أحدهم فيقول له: لم أزل بفلان حتى طلق أمراته، فيقول: ماصنـعت
شيئاً سوف يتزوج غيرها، ثم يجئ الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى ألقيت بينه وبين
أخيه العداوة، فيقول: ماصنعت شيئاً سوف يصالحه، ثم يجئ الآخر فيقول: لم أزل
بفلان حتى زنى، فيقول إبليس: نعم مافعلت فيدنيه منه ويضع التاج على رأسه،
نعوذ بالله من شرور الشيطان وجنوده.


وعن أنس قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإيمان سربال يسربله الله
من يشاء، فإذا زنى العبد نزع الله منه سربال الإيمان، فإن تاب رده عليه.
وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يامعشر المسلمين اتقوا الزنا
فإن فيه ست خصال، ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا: فذهاب
بهاء الوجه وقصر العمر ودوام الفقر وأما التي في الآخرة فسخط الله تبارك وتعالى
وسوء الحساب والعذاب بالنار. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من مات مصراً
على شرب الخمر سقاه الله تعالى من نهر الغوطة وهو نهر يجري في النار من فروج
المومسات ). يعني الزانيات، يجري من فروجهن قيح وصديد في النار، ثم يسقى ذلك
لمن مات مصراً على شرب الخمر.


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مامن ذنب أعظم عند الله من نطفة وضعها
رجل في فرج لايحل له. وقال ايضاً عليه الصلاة والسلام: في جهنم وادٍ فيه حيات كل
حية ثخن رقبة البعير تلسع تارك الصلاة فيغلي سمها في جسده سبعين سنة ثم يهتري
لحمه. وإن في جهنم وادياً اسمه جب الحزن فيه حيات وعقارب وكل عقرب بقدر البغل
لها سبعون شوكة في كل شوكة راوية، ثم تضرب الزاني وتفرغ سمها في جسمه يجد مرارة
وجعها ألف سنة، ثم يهترى لحمه ويسيل من فرجه القيح والصديد.


وورد ايضاً: أن من زنى بامرأة كانت متزوجة كان عليها وعليه في القبر نصف عذاب
هذه الأمة، فإذا كان يوم القيامة يحكم الله سبحان وتعالى زوجها في حسناته هذا
اذا كان بغير علمه، فإذا علم وسكت حرم الله عليه الجنة لأن الله تعالى كتب على
باب الجنة: أنت حرام على الديوث وهو الذي يعلم الفاحشة في أهله ويسكت ولايـغـار.


وورد ايضاً أن من وضع يده على أمراة لاتحل له بشهوة جاء يوم القيامة مغلولة يده
في عنقه، فإن قبلها قرضت شفتاه في النار، فإن زنى بها نطقت فخذه وشهدت عليه يوم
القيامة، وقالت: انا للحرام ركبت، فينظر الله تعالى إليه بعين الغضب، فيقع لحم
وجهه ويكابر، ويقول: مافعلت فيشهد عليه لسانه فيقول: أنا بما لايحل نطقت، وتقول
يداه: أنا للحرام تناولت، وتقول عيناه أنا للحرام نظرت، وتقول رجلاه: أنا للحرام
مشيت ويقول فرجه: أنا فعلت، ويقول الحافظ من الملائكة: وأنا سمعت، ويقول الآخر:
وانا كتبت ويقول الله تعالى: وأنا أطلعت وسترت. ثم يقول الله تعالى: ياملائكتي
خذوه ومن عذابي أذيقوه فقد أشتد غضبي على من قل حياؤه مني، وتصديق ذلك في كتاب
الله عز وجل: (( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )).


وأعظم الزنا الزنا بالأم والأخت وامرأة الأب وبالمحارم وقد صحح الحاكم: من وقع
على ذات محرم فاقتلوه. وعن البراء أن خاله بعثه رسول الله صلى الله وعليه
وسلم الى رجل عرس بامرأة أبيه أن يقتله وخمس ماله.

فنسأل الله المنان بفضله أن يغفر لنا ذنوبنا إنه جواد كريم.


## نقلاً عن كتاب الكبائر للأمام الحافظ شمس الدين الذاهبي..