المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لذة ما ذاقها الكثير ... ( دريش تعني قف ! )



Tallica
10-07-2003, 04:14 AM
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبادة الذين اصطفى



جمعني الله به في خلوة شعورية أخرى ...


فبادرته معتذراً عن ما سببته له في لقاءنا الأخير


فقال : على العكس ... فإن حديثنا السابق قد أعاد النبض إلى قلبي ... وأحل الأمل في نفسي


وكما أخرجنا الله سبحانه في المرة الأولى من ديارنا ومن بين أهلينا ومن علينا بنعمة ( ركوب السنام )


فهو القادر بمنة وكرمة أن يعيدنا إلى طريقه .


قلت : وعن ماذا سوف تحدثنا هذه الليلة ؟


قال : عن أجمل ما في تلك الأيام !


قلت : وما هي ؟!


قال : بعد أن وطئت أقدامنا أرض الرباط بدأنا نلح عليهم في تحصيل اللذة وتحقيق الرغبة ...


ولكنهم كانوا مع كل إلحاح وطلب .


يرددون : ليس بعد ... ليس بعد ...


فما يزيدنا قولهم إلا شوقاً وإلحاحا !!!


ولم يكن رفضهم إلا لأننا لم نبلغ الحلم في أرض الرباط ، وهي لذة لا ينالها إلا السابقون السابقون ...


فهي مع أنها لذة عظيمة إلا أنها مسئولية جسيمة لا تسند إلا لأولي العزم من الرجال .


وبعد أسابيع كنت قد أتقنت استخدام السلاح ورمي القنابل !


فأصبحت مؤهلاً لها .. مستجمع لشروطها ...


وفي يوم لا أنساهـ .... قالو لي إنك الليلة على موعد مع الحبيب !!! في خلوة نرجوا أن لا يعكر صفوها غريب ...


ولكن قبل أن تذهب تذكر أن


( دريش تعني قف ! )


فقلت له : رحمك الله ما هذه اللذة العجيبة ؟ وما هذه الكلمة الغريبة ( دريش ) ؟


فقال : أما ( دريش ) فهي كلمة باللغة البشتونية تعني ( قف ! )


أما اللذة فهي ( لذة الحراسة في سبيل الله )


فهي من أعذب اللذات وأعظم العبادات ... كيف لا ! وقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارس في سبيله بالنجاة من النار .. حيث قال : ( عينان لا تمسهم النار ، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله . )


ومن نجا من النار فقد دخل الجنة ...


لذة جميلة في ممارستها ... عذبة في معانيها ...


لذة بدأت منذ أن وضعوا أسمي في كشف الحراس لتلك الليلة في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ...


وعند الاستعداد للنوم فإنه من الواجب أن أبيت مصطحباً نية الاستيقاظ للحراسة في سبيل الله .


...... ثم تبدأ اللذة تتعاظم ..........


وفي الوقت المحدد .....


تترك فراشك الدافئ في الليلة الباردة لاستلام دورك ، فتشعر أنك تعيش لحظة تستجاب فيها الدعوات ...


فترفع يديك قائلاً : يا ربي وخالقي .. قمت من فراشي الدافئ ونومي العميق وفي هذا الجو الماطر والبرد القارص . رغبة في النجاة من النار


فنجني منها يا أرحم الأرحمين ...


ثم أأخذ مكاني ممتشقاً سلاحي ملتفاً بغطائي ( البتو )


فأتقلب من حال إلى حال ...


فتلك الحال هي أجمل الأوقات لذكر الله .. كيف لا !؟


وأنت تقف أمام جبال بيضاء ... وغابات خضراء ... وجداول تجري ... وذئاب تعوي ...


فإن رفعت بصرك .. رأيت النجوم كحبات اللؤلؤ المنثور يتوسطها تاج النجوم وسيدها مكتمل في بدره .


فكل ما حولك يذكرك بعظمة الخالق ..


قلت : ما أسعدها من لحظات ... وكم عدد الأشخاص الذين تحرسهم في العادة ؟


قال : أكثر من مليار مسلم !!!


قلت : ماذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!


قال : إن مما يعظم في نفس المرابط شعوره أثناء الحراسة !....


إنه يقف على بوابة من بوابات الأمة !


فهو يقف متيقظاً خوفاً أن يدخل الشر للأمة من بوابته


فهو بوقوفه في هذا الليل البهيم لا يحرس بضعة رجال نائمون في الخندق !!


بل إنه حقيقة يحرس أمة نامت ملئ جفونها ...


تسهر أنت من أجل أمنها ... من أجل عزها ...





قلت : وماذا عن عدوكم في هذا الليل البهيم ؟


قال : سبحان من جعل عدونا سبب لسعادتنا ونيلنا للأجر العظيم ... وسبحان من جعلنا عذاب وشقاء عليه في ليله ونهاره


إن ليلهم ليس كـ ليلنا !



فمعسكرنا ينام ملئ جفونه إلا حراسه .. وهم لا يغمض لهم جفن خوفا من عذاب قد نصبهم عليهم في هذا الليل الأسود !


فطوال ليلهم لا يرقدون ... فذاك يطلق من سلاحه الزوكياك ( مضاد الطائرات ) الذخيرة الحية المضيئة على ( جبل قباء ) تمشيطا له من زحف المجاهدين ...


والآخر يطلق قذائف الهاون المضيئة حتى يتحول ليلهم إلى نهار مضيء يكشف لهم أرضهم خوفا من تسلل جند الله ...


فسبحان من أسهرهم خائفين ... و أنامنا مطمئنينا .....





منقول

(muslm)
10-07-2003, 11:07 AM
السلام عليكم


سبحان الله الخالق سبحان الله الجبار


الله على كل شئ قدير الله على كل شئ قدير

جزاك الله خيرا ان شاء الله و شكرا على هذا النقل الطيب

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سيف الأسلام
10-07-2003, 02:12 PM
بارك الله فيك يأخي الفاضل ...

وجزاك الله خيرا على نقلك لهذا الموضوع الأكثر من رائع ...