NEDVED11
10-07-2003, 08:59 PM
http://www.lacancha.com/images/CARLTURF.jpg
بعد الإخفاق البرازيلي الكبير في بطولة القارات 2003 التي انتهت مؤخرا في فرنسا بتتويج المنتخب المضيف بلقب البطولة، أصبح المدرب البرازيلي المخضرم كارلوس ألبرتو بيريرا (الظاهر بالصورة ;)) في وضع لا يحسد عليه، وهو المدرب الذي يقود كتيبة السامبا العالمية التي أحرزت قبل عام فقط كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها..
الإخفاق البرازيلي الذريع والذي ترافق مع عروض متواضعة دفعت الكثير من النقاد للتساؤل عن إمكانية استمرار بيريرا على رأس الجهاز الفني، خصوصا وأن المنتخب الذهبي حقق 3 انتصارات فقط في جملة المباريات ال9 التي خاضها منذ ظفره بكأس العالم الماضية..
فهل أصبح بيريرا حقا قاب قوسين أو أدنى من الإقالة من تدريب المنتخب الذي يحلم جميع المدربين بتدريبه؟
أخطاء كارلوس ألبرتو بيريرا منذ أغسطس 2002:
1- الإعتماد على خطط تكتيكية عتيقة:
نستغرب كثيرا عودة المنتخب البرازيلي لخططه القديمة المألوفة (4-4-2) و (4-5-1) بعدما حقق نتائج باهرة في المونديال الأخير بخطته المطورة (3-5-2) ..
وعروض البرازيل الأخيرة فضلا عن لغة الأرقام تكشف لنا عن فشل أفراد منتخب السامبا حتى الآن في هضم نظم خطط ألبرتو بيريرا..
ففي جملة اللقاءات ال8 التي خاضها البرازيل منذ تولي بيريرا مجددا الإشراف عليه، حققت البرازيل الفوز في 3 لقاءات فقط، وتعادلت في 3 وخسرت اثنتين..
وسجلت في جميع هذه اللقاءات 10 أهداف بمعدل 1.25 هدفا في كل مباراة، واستقبلت شباكها بالمقابل 7 أهداف كاملة بمعدل 0.875 هدفا كل مباراة..
وللمقارنة فقط دعونا نستعرض أرقام منتخب السامبا في المونديال الأخير حيث خاضت 7 لقاءات حققت الفوز في جميعها مسجلة 18 بمعدل 2.57 هدفا في كل مباراة، واستقبلت شباكها 4 أهداف فقط بمعدل 0.57 هدفا في كل مباراة..
وشتان ما بين هذين الرقمين، رغم أن مباريات البرازيل كانت أكثر سهولة في عهد بيريرا، حيث واجهت كوريا الجنوبية والصين والمكسيك والبرتغال ونيجيريا والكاميرون والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وجميعها لعبت بمنتخبات تجريبية جديدة غاب عنها نجومها الكبار كفيغو في البرتغال وهوان آهن في كوريا وايمري ونهاد قهوجي وايمري في تركيا..
أما أبرز عيوب خطط بيريرا التكتيكية فنلخصها في هذه النقاط السريعة:
1- الإعتماد غالبا على مهاجم واحد في خطة (4-5-1) أو مهاجمين صريحين (4-4-2) دون وجود مهاجم مساند، وهذه خطة تفشل بسهولة عندما لا تصل الكرة للمهاجم..
2- غياب صانع ألعاب فعلي للمنتخب: رونالدينيو يميل للأطراف كثيرا، وريفالدو تراجع مستواه كثيرا سواء في صناعة اللعب أو في الهجوم، وكاكا ودييغو لم يمنحا الفرصة بعد، أما البقية فكلهم دون المستوى..
3- غياب الشغل الإيجابي على الجناحين ولا سيما الأيمن نظرا لغياب كافو وتواضع باقي العناصر عموما التي شغلت هذين المركزين وخصوصا زي روبرتو وكليبرسون..
4- عدم وجود العمق الدفاعي وغياب التفاهم عن قلبي الدفاع، وهذا على خلاف الخطة السابقة التي كان فيها لوسيو أو روكي جونيور يمثلان العمق الدفاعي اللازم لتشتيت الكرات الخطرة..
5- رتم اللعب البطيء وخصوصا في انتقال الكرة من وسط الملعب إلى خط المقدمة، وهو الأمر الذي يتيح للمنافس سرعة الارتداد لقطع الكرة..
2- مجاملة بعض اللاعبين على حساب آخرين:
http://eur.news1.yimg.com/eur.yimg.com/xp/ap_photo/20030611/all/l839917.jpg
وخصوصا في المباريات الأولى للبرازيل ضد كوريا والصين والبرتغال، حيث وضح جدا أن أسماء اللاعبين إجمالا بقيت كما هي رغم تواضع أداء الكثير منهم وعلى وجه الخصوص كليبرسون وزي روبرتو وأدميلسون وريفالدو وكافو ورونالدو..
والغريب في الأمر أن لاعبين آخرين وأبرزهم سرجينيو وأموروسو وألبير وبيليتي وأدريانو كانوا يقدمون عروضا لافتة في الآن نفسه، ولكن لم يستدعى أحد منهم باستثناء أموروسو، والذي لم تسعفه الأجواء لتقديم مهاراته الراقية..
3- إهمال الأسماء المتألقة، والنجوم الصاعدة:
لعل الشيء الذي يحز في نفس كل عاشق للسامبا هو عدم قدرة المدرب على اختيار لاعبين مناسبين رغم الكم الهائل من النجوم الذين يمكنه الاستفادة منهم، وأبرزهم:
http://www.soccer-gallery.net/pics/serginho1.jpg
سرجينيو: جناح أي سي ميلان الأيسر الرائع، صاحب المهارات الكروية العالية، مكانه محجوز أصلا لدينيلسون، ولكن مع تراجع مستوى هذا الأخير ثم إصابته توقع الجميع أن تتاح الفرصة لسرجينيو للإبانة عن مهاراته في صفوف المنتخب الذهبي، ولكن بيريرا كان له رأي آخر حيث ضم زي روبرتو، ورغم المستويات المتواضعة لهذا الأخير إلا أن بيريرا لم يفكر إلى الآن بضم سرجينيو!!
http://www.soccer-gallery.net/pics/elber10.jpg
جيوفاني ألبير: المهاجم البرازيلي الخطير وهداف الدوري الألماني، لطالما تمنى لو يحظى بفرصة مناسبة لتمثيل بلاده، ولكن باستثناء 3 مباريات في بطولة الكأس الذهبية قبل بضع سنين لم يجد البرازيلي مكانا له إطلاقا في تشكيلة منتخب بلاده، رغم إتاحة الفرصة لأنصاف المهاجمين غيره كروني وواشنطن وجيل ولويزاو!!
http://www.soccer-gallery.net/pics/amoroso6.jpg
مارسيو أموروز: المهاجم البرازيلي صاحب الللمسات الفنية العالية والخطورة الدائمة على مرمى الخصوم، صحيح أن حظه كان أفضل من ألبير حينما استدعاه بيريرا للمنتخب، ولكن هذا الأخير لم يمنحه الفرصة الكافية لإظهار جزءا من مستواه الرنان الذي أطرب به من قبل عشاق أودينيزي وبارما، وحاليا بروسيا دورتمند..
http://www.el-mundo.es/mundial/2002/equipos/brasil/imagenes/juliano_haus_belleti.jpg
بيليتي: الظهير البرازيلي الأيمن الاحتياطي، أحد أفضل مدافعي الليغا الاسباني هذا الموسم رغم تأخر فريقه فياريال في ترتيب القائمة، ممتاز دفاعيا، وتحسن مستواه كثيرا من الناحية الهجومية أيضا، هو الأجدر حاليا بحمل لواء الظهير الأيمن في منتخب السامبا بعد التراجع المخيف لمستويات كافو وأدميلسون، لكنه يبقى احتياطيا في الغالب لهما!!
http://www.soccer-gallery.net/pics/anderson5.jpg
سوني أندرسون: الاسم البرازيلي الأبرز في سماء الكرة الفرنسية، قائد مثالي وهداف بارع ولاعب ماكر، قاد ليون لتحقيق لقب الدوري الفرنسي لأول مرة في تاريخه قبل أن تتكرر أفراحهم مرة أخرى هذه السنة، انتقل مؤخرا إلى فياريال بعد موسم عانى فيه من كثرة الإصابات، لكن يبقى سجله الحافل مع أندية مرسيليا وموناكو وليون الفرنسية وبرشلونة الاسباني دليلا على تميز هذا النجم المظلوم كثيرا في بلاده..
http://www.reforma.com/Galeria_de_fotos/images/246/490335.jpg
ثياغو موتا: لاعب الإرتكاز الصاعد في صفوف برشلونة الاسباني، حجز مقعدا له في التشكيلة الأساسية لفترات طويلة رغم قوة وتميز زميلاه اكزافي وكوكو، يمتلك مهارات فنية عالية تمكن بفضلها من إحراز بعض من أجمل أهداف الليغا هذا الموسم، لكن تبقى مهاراته التكتيكية في استخلاص الكرة ومراقبة الخصم أبرز ما يميز هذا الناشئ البرازيلي الواعد..
http://www.olympiquelyonnais.com/contenu/Breves/Images/juni2.jpg
جونينيو: نجم فريق ليون الفرنسي، وأكثر لاعبيه ثباتا في المستوى، يلعب كصانع ألعاب، ولكنه يستطيع اللعب أيضا كلاعب وسط أيمن أو أيسر أو حتى كارتكاز!، يتحرك كثيرا في الملعب، يجيد التمرير والتسديد وخصوصا من الركلات الحرة، فأين هو من المنتخب البرازيلي؟
http://hai-online.com/Artikel/25/edisi19/images/f6idxhai.jpg
سيلفينيو: ظهير سلتا فيغو الاسباني الأيسر وأحد أهم نجومه في الموسم الحالي، متميز جدا دفاعيا وهجوميا، ويعتبر بنظري البديل الأنسب حاليا لروبرتو كارلوس، خصوصا مع تراجع مستوى جونيور، مدافع بارما الأنيق..
http://english.laliga.org/fotos/jugadores/35/17331.jpg
ايدو: مهاجم سلتا فيغو، لاعب فعال جدا وخطير في ضربات الرأس، لاعب يستحق نيل فرصة تمثيل بلاده على غرار من سبقوه ممن يقلون عنه وزنا وقيمة..
http://www.sportal.it/imagelib/752969.jpg
ايلتون: نجم برازيلي آخر من نجوم البوندسليغه، كان هداف القسم الأول من البطولة هذا الموسم، لكنه اكتفى في النهاية بالمركز الثاني خلف مواطنه ألبير، مهاجم قناص قادر على استغلال معظم الفرص المتاحة له..
روجر: قائد فريق كورينثيانز البرازيلي، وأحد ألمع اللاعبين في بطولات البرازيل، متخصص في جميع أنواع الكرات الثابتة لا سيما الركلات الحرة، فضلا عن تميزه الشديد بحسن القيادة ودقة التمرير والتصويب..
فأين هؤلاء جميعا من صفوف المنتخب البرازيلي؟
عندما سئل بيريرا عن السبب، أجاب بأنه يريد تجربة لاعبين صاعدين..
ولكن ما نفع فريق يشارك في بطولة عالمية ككاس القارات دون أن يكون فيه نجوم على قدر معقول من الخبرة الكروية الكبيرة؟
ثم إن بيريرا لم يوجه الدعوة لأبرز لاعبيه الصاعدين باستثناء أدريانو..
http://www.soccerage.com/en/00/59397.jpg
وإلا كيف نفسر غياب روبينيو ودييغو وكاكا وفابيو أوريليو عن صفوف الفريق الشاب الذي جر اذيال الخيبة في كأس القارات الأخيرة؟
http://www.wsoccer.com/players/r/robinho/robinho3.jpghttp://www.wsoccer.com/players/d/diego/diego1.jpghttp://www.thai.net/owennie/kaka.gifhttp://www.uefa.com/MultimediaFiles/Photo/competitions/UCL/28683_351X180.jpg
4- غياب الانسجام عن أفراد المنتخب البرازيلي:
لاحظنا هذا منذ مباريات السينيساو الأولى بعد المونديال الأخير، حيث التجانس مفتقد كثيرا بين أغلب عناصر الفريق البرازيلي ولا سيما الجدد منهم..
والعجب أيضا أن بعض القدامى أيضا لم يكونوا أيضا على نفس الانسجام مع زملائهم، ومنهم بالخصوص كليبرسون وزي روبرتو اللذان كانا يتحركان كثيرا ولكن دون فعالية تذكر!!
وتبقى بطولة القارات المثال الأوضح، فالتنسيق الهجومي كان غائبا إلى حد كبير، أما دفاعيا فكانت الأخطاء التي ارتكبها المدافعين شنيعة، ومن بعضها جاءت الأهداف ال3 التي ولجت شباك البرازيل خلال هذه الدورة..
وأختتم كلامي في هذه النقطة، بعرض مقتطف مما قاله اللاعب أليكس بعد الخروج المخزي للبرازيل في البطولة الأخيرة:
" منتخب البرازيل لم يكن فريقا، بل كان مجموعة من اللاعبين الذين تم تجميعهم في آخر لحظة ..
لكي تشكل فريقا فإنك تحتاج إلى فترة من الوقت .. والوقت شيء لم يكن لدينا!
لم يكن لدينا فريق .. كان لدينا بعض اللاعبين الذين تجمعوا قبل البطولة بأسبوع في نيجيريا .. "
5- الفشل في قراءة المباريات ومجاراة سيرها:
رغم شهرة كارلوس ألبرتو بيريرا ونجاحه في تحقيق إنجازات مهمة ككأس العالم 94 إلا أن لديه عيبا تكتيكيا واضحا يجعله فعليا أقل ممن دونه من عباقرة التدريب البرازيليين كزاغالو وسكولاري..
هذا العيب يتمثل في فشله غالبا في تغيير معطيات المباراة لصالح فريقه عندما لا تسير الأمور على عكس ما يشتهي..
هذا العيب يتضح جليا مع المنتخبات العالمية الأخرى السابقة التي دربها بيريرا وأخص بالذكر منتخبي الإمارات الذي شارك في كأس العالم 1990 ومنتخب المملكة العربية السعودية في التظاهرة ذاتها عام 1998..
ولعل مسؤولي المنتخب السعودي انتبهوا فعلا آنذاك لهذا العيب بعد المبارتين الأوليتين التي انتهتا بخسارة السعودية (0/1) و(0/4) أمام الدنمارك وفرنسا على التوالي، فتمت إقالة بيريرا وإسناد المهمة في اللقاء الأخير لمدرب وطني نجح في قلب تخلف السعودية أمام جنوب أفريقيا (0/1) ليتقدم (2/1) قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي (2/2) بعد عرض سعودي مشرف هو الأفضل لها طوال تلك البطولة ..
ولو تابعنا المباريات الأخيرة للبرازيليين لشاهدنا نفس هذه الملاحظة خصوصا في كأس القارات الحالية ضد الكاميرون وأمريكا حيث لم يستطع بيريرا تغيير أسلوب فريقه للأفضل رغم التفوق الميداني الواضح للكاميرونيين والأمريكان، والنتيجة بالطبع خروج البرازيل من أدوار البطولة مبكرا رغم أنه كان من أبرز المرشحين لنيلها!
http://eur.news1.yimg.com/eur.yimg.com/xp/ap_photo/20030625/all/l848442.jpg
فهل سيتدارك بيريرا نفسه قبل أن تتداركه مقصلة المدربين؟
فلننتظر ولنترقب حكم الأيام القادمة
شكرا لقراءتكم للموضوع، وأرجو أن تكون قد نالت إعجابكم
بعد الإخفاق البرازيلي الكبير في بطولة القارات 2003 التي انتهت مؤخرا في فرنسا بتتويج المنتخب المضيف بلقب البطولة، أصبح المدرب البرازيلي المخضرم كارلوس ألبرتو بيريرا (الظاهر بالصورة ;)) في وضع لا يحسد عليه، وهو المدرب الذي يقود كتيبة السامبا العالمية التي أحرزت قبل عام فقط كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها..
الإخفاق البرازيلي الذريع والذي ترافق مع عروض متواضعة دفعت الكثير من النقاد للتساؤل عن إمكانية استمرار بيريرا على رأس الجهاز الفني، خصوصا وأن المنتخب الذهبي حقق 3 انتصارات فقط في جملة المباريات ال9 التي خاضها منذ ظفره بكأس العالم الماضية..
فهل أصبح بيريرا حقا قاب قوسين أو أدنى من الإقالة من تدريب المنتخب الذي يحلم جميع المدربين بتدريبه؟
أخطاء كارلوس ألبرتو بيريرا منذ أغسطس 2002:
1- الإعتماد على خطط تكتيكية عتيقة:
نستغرب كثيرا عودة المنتخب البرازيلي لخططه القديمة المألوفة (4-4-2) و (4-5-1) بعدما حقق نتائج باهرة في المونديال الأخير بخطته المطورة (3-5-2) ..
وعروض البرازيل الأخيرة فضلا عن لغة الأرقام تكشف لنا عن فشل أفراد منتخب السامبا حتى الآن في هضم نظم خطط ألبرتو بيريرا..
ففي جملة اللقاءات ال8 التي خاضها البرازيل منذ تولي بيريرا مجددا الإشراف عليه، حققت البرازيل الفوز في 3 لقاءات فقط، وتعادلت في 3 وخسرت اثنتين..
وسجلت في جميع هذه اللقاءات 10 أهداف بمعدل 1.25 هدفا في كل مباراة، واستقبلت شباكها بالمقابل 7 أهداف كاملة بمعدل 0.875 هدفا كل مباراة..
وللمقارنة فقط دعونا نستعرض أرقام منتخب السامبا في المونديال الأخير حيث خاضت 7 لقاءات حققت الفوز في جميعها مسجلة 18 بمعدل 2.57 هدفا في كل مباراة، واستقبلت شباكها 4 أهداف فقط بمعدل 0.57 هدفا في كل مباراة..
وشتان ما بين هذين الرقمين، رغم أن مباريات البرازيل كانت أكثر سهولة في عهد بيريرا، حيث واجهت كوريا الجنوبية والصين والمكسيك والبرتغال ونيجيريا والكاميرون والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، وجميعها لعبت بمنتخبات تجريبية جديدة غاب عنها نجومها الكبار كفيغو في البرتغال وهوان آهن في كوريا وايمري ونهاد قهوجي وايمري في تركيا..
أما أبرز عيوب خطط بيريرا التكتيكية فنلخصها في هذه النقاط السريعة:
1- الإعتماد غالبا على مهاجم واحد في خطة (4-5-1) أو مهاجمين صريحين (4-4-2) دون وجود مهاجم مساند، وهذه خطة تفشل بسهولة عندما لا تصل الكرة للمهاجم..
2- غياب صانع ألعاب فعلي للمنتخب: رونالدينيو يميل للأطراف كثيرا، وريفالدو تراجع مستواه كثيرا سواء في صناعة اللعب أو في الهجوم، وكاكا ودييغو لم يمنحا الفرصة بعد، أما البقية فكلهم دون المستوى..
3- غياب الشغل الإيجابي على الجناحين ولا سيما الأيمن نظرا لغياب كافو وتواضع باقي العناصر عموما التي شغلت هذين المركزين وخصوصا زي روبرتو وكليبرسون..
4- عدم وجود العمق الدفاعي وغياب التفاهم عن قلبي الدفاع، وهذا على خلاف الخطة السابقة التي كان فيها لوسيو أو روكي جونيور يمثلان العمق الدفاعي اللازم لتشتيت الكرات الخطرة..
5- رتم اللعب البطيء وخصوصا في انتقال الكرة من وسط الملعب إلى خط المقدمة، وهو الأمر الذي يتيح للمنافس سرعة الارتداد لقطع الكرة..
2- مجاملة بعض اللاعبين على حساب آخرين:
http://eur.news1.yimg.com/eur.yimg.com/xp/ap_photo/20030611/all/l839917.jpg
وخصوصا في المباريات الأولى للبرازيل ضد كوريا والصين والبرتغال، حيث وضح جدا أن أسماء اللاعبين إجمالا بقيت كما هي رغم تواضع أداء الكثير منهم وعلى وجه الخصوص كليبرسون وزي روبرتو وأدميلسون وريفالدو وكافو ورونالدو..
والغريب في الأمر أن لاعبين آخرين وأبرزهم سرجينيو وأموروسو وألبير وبيليتي وأدريانو كانوا يقدمون عروضا لافتة في الآن نفسه، ولكن لم يستدعى أحد منهم باستثناء أموروسو، والذي لم تسعفه الأجواء لتقديم مهاراته الراقية..
3- إهمال الأسماء المتألقة، والنجوم الصاعدة:
لعل الشيء الذي يحز في نفس كل عاشق للسامبا هو عدم قدرة المدرب على اختيار لاعبين مناسبين رغم الكم الهائل من النجوم الذين يمكنه الاستفادة منهم، وأبرزهم:
http://www.soccer-gallery.net/pics/serginho1.jpg
سرجينيو: جناح أي سي ميلان الأيسر الرائع، صاحب المهارات الكروية العالية، مكانه محجوز أصلا لدينيلسون، ولكن مع تراجع مستوى هذا الأخير ثم إصابته توقع الجميع أن تتاح الفرصة لسرجينيو للإبانة عن مهاراته في صفوف المنتخب الذهبي، ولكن بيريرا كان له رأي آخر حيث ضم زي روبرتو، ورغم المستويات المتواضعة لهذا الأخير إلا أن بيريرا لم يفكر إلى الآن بضم سرجينيو!!
http://www.soccer-gallery.net/pics/elber10.jpg
جيوفاني ألبير: المهاجم البرازيلي الخطير وهداف الدوري الألماني، لطالما تمنى لو يحظى بفرصة مناسبة لتمثيل بلاده، ولكن باستثناء 3 مباريات في بطولة الكأس الذهبية قبل بضع سنين لم يجد البرازيلي مكانا له إطلاقا في تشكيلة منتخب بلاده، رغم إتاحة الفرصة لأنصاف المهاجمين غيره كروني وواشنطن وجيل ولويزاو!!
http://www.soccer-gallery.net/pics/amoroso6.jpg
مارسيو أموروز: المهاجم البرازيلي صاحب الللمسات الفنية العالية والخطورة الدائمة على مرمى الخصوم، صحيح أن حظه كان أفضل من ألبير حينما استدعاه بيريرا للمنتخب، ولكن هذا الأخير لم يمنحه الفرصة الكافية لإظهار جزءا من مستواه الرنان الذي أطرب به من قبل عشاق أودينيزي وبارما، وحاليا بروسيا دورتمند..
http://www.el-mundo.es/mundial/2002/equipos/brasil/imagenes/juliano_haus_belleti.jpg
بيليتي: الظهير البرازيلي الأيمن الاحتياطي، أحد أفضل مدافعي الليغا الاسباني هذا الموسم رغم تأخر فريقه فياريال في ترتيب القائمة، ممتاز دفاعيا، وتحسن مستواه كثيرا من الناحية الهجومية أيضا، هو الأجدر حاليا بحمل لواء الظهير الأيمن في منتخب السامبا بعد التراجع المخيف لمستويات كافو وأدميلسون، لكنه يبقى احتياطيا في الغالب لهما!!
http://www.soccer-gallery.net/pics/anderson5.jpg
سوني أندرسون: الاسم البرازيلي الأبرز في سماء الكرة الفرنسية، قائد مثالي وهداف بارع ولاعب ماكر، قاد ليون لتحقيق لقب الدوري الفرنسي لأول مرة في تاريخه قبل أن تتكرر أفراحهم مرة أخرى هذه السنة، انتقل مؤخرا إلى فياريال بعد موسم عانى فيه من كثرة الإصابات، لكن يبقى سجله الحافل مع أندية مرسيليا وموناكو وليون الفرنسية وبرشلونة الاسباني دليلا على تميز هذا النجم المظلوم كثيرا في بلاده..
http://www.reforma.com/Galeria_de_fotos/images/246/490335.jpg
ثياغو موتا: لاعب الإرتكاز الصاعد في صفوف برشلونة الاسباني، حجز مقعدا له في التشكيلة الأساسية لفترات طويلة رغم قوة وتميز زميلاه اكزافي وكوكو، يمتلك مهارات فنية عالية تمكن بفضلها من إحراز بعض من أجمل أهداف الليغا هذا الموسم، لكن تبقى مهاراته التكتيكية في استخلاص الكرة ومراقبة الخصم أبرز ما يميز هذا الناشئ البرازيلي الواعد..
http://www.olympiquelyonnais.com/contenu/Breves/Images/juni2.jpg
جونينيو: نجم فريق ليون الفرنسي، وأكثر لاعبيه ثباتا في المستوى، يلعب كصانع ألعاب، ولكنه يستطيع اللعب أيضا كلاعب وسط أيمن أو أيسر أو حتى كارتكاز!، يتحرك كثيرا في الملعب، يجيد التمرير والتسديد وخصوصا من الركلات الحرة، فأين هو من المنتخب البرازيلي؟
http://hai-online.com/Artikel/25/edisi19/images/f6idxhai.jpg
سيلفينيو: ظهير سلتا فيغو الاسباني الأيسر وأحد أهم نجومه في الموسم الحالي، متميز جدا دفاعيا وهجوميا، ويعتبر بنظري البديل الأنسب حاليا لروبرتو كارلوس، خصوصا مع تراجع مستوى جونيور، مدافع بارما الأنيق..
http://english.laliga.org/fotos/jugadores/35/17331.jpg
ايدو: مهاجم سلتا فيغو، لاعب فعال جدا وخطير في ضربات الرأس، لاعب يستحق نيل فرصة تمثيل بلاده على غرار من سبقوه ممن يقلون عنه وزنا وقيمة..
http://www.sportal.it/imagelib/752969.jpg
ايلتون: نجم برازيلي آخر من نجوم البوندسليغه، كان هداف القسم الأول من البطولة هذا الموسم، لكنه اكتفى في النهاية بالمركز الثاني خلف مواطنه ألبير، مهاجم قناص قادر على استغلال معظم الفرص المتاحة له..
روجر: قائد فريق كورينثيانز البرازيلي، وأحد ألمع اللاعبين في بطولات البرازيل، متخصص في جميع أنواع الكرات الثابتة لا سيما الركلات الحرة، فضلا عن تميزه الشديد بحسن القيادة ودقة التمرير والتصويب..
فأين هؤلاء جميعا من صفوف المنتخب البرازيلي؟
عندما سئل بيريرا عن السبب، أجاب بأنه يريد تجربة لاعبين صاعدين..
ولكن ما نفع فريق يشارك في بطولة عالمية ككاس القارات دون أن يكون فيه نجوم على قدر معقول من الخبرة الكروية الكبيرة؟
ثم إن بيريرا لم يوجه الدعوة لأبرز لاعبيه الصاعدين باستثناء أدريانو..
http://www.soccerage.com/en/00/59397.jpg
وإلا كيف نفسر غياب روبينيو ودييغو وكاكا وفابيو أوريليو عن صفوف الفريق الشاب الذي جر اذيال الخيبة في كأس القارات الأخيرة؟
http://www.wsoccer.com/players/r/robinho/robinho3.jpghttp://www.wsoccer.com/players/d/diego/diego1.jpghttp://www.thai.net/owennie/kaka.gifhttp://www.uefa.com/MultimediaFiles/Photo/competitions/UCL/28683_351X180.jpg
4- غياب الانسجام عن أفراد المنتخب البرازيلي:
لاحظنا هذا منذ مباريات السينيساو الأولى بعد المونديال الأخير، حيث التجانس مفتقد كثيرا بين أغلب عناصر الفريق البرازيلي ولا سيما الجدد منهم..
والعجب أيضا أن بعض القدامى أيضا لم يكونوا أيضا على نفس الانسجام مع زملائهم، ومنهم بالخصوص كليبرسون وزي روبرتو اللذان كانا يتحركان كثيرا ولكن دون فعالية تذكر!!
وتبقى بطولة القارات المثال الأوضح، فالتنسيق الهجومي كان غائبا إلى حد كبير، أما دفاعيا فكانت الأخطاء التي ارتكبها المدافعين شنيعة، ومن بعضها جاءت الأهداف ال3 التي ولجت شباك البرازيل خلال هذه الدورة..
وأختتم كلامي في هذه النقطة، بعرض مقتطف مما قاله اللاعب أليكس بعد الخروج المخزي للبرازيل في البطولة الأخيرة:
" منتخب البرازيل لم يكن فريقا، بل كان مجموعة من اللاعبين الذين تم تجميعهم في آخر لحظة ..
لكي تشكل فريقا فإنك تحتاج إلى فترة من الوقت .. والوقت شيء لم يكن لدينا!
لم يكن لدينا فريق .. كان لدينا بعض اللاعبين الذين تجمعوا قبل البطولة بأسبوع في نيجيريا .. "
5- الفشل في قراءة المباريات ومجاراة سيرها:
رغم شهرة كارلوس ألبرتو بيريرا ونجاحه في تحقيق إنجازات مهمة ككأس العالم 94 إلا أن لديه عيبا تكتيكيا واضحا يجعله فعليا أقل ممن دونه من عباقرة التدريب البرازيليين كزاغالو وسكولاري..
هذا العيب يتمثل في فشله غالبا في تغيير معطيات المباراة لصالح فريقه عندما لا تسير الأمور على عكس ما يشتهي..
هذا العيب يتضح جليا مع المنتخبات العالمية الأخرى السابقة التي دربها بيريرا وأخص بالذكر منتخبي الإمارات الذي شارك في كأس العالم 1990 ومنتخب المملكة العربية السعودية في التظاهرة ذاتها عام 1998..
ولعل مسؤولي المنتخب السعودي انتبهوا فعلا آنذاك لهذا العيب بعد المبارتين الأوليتين التي انتهتا بخسارة السعودية (0/1) و(0/4) أمام الدنمارك وفرنسا على التوالي، فتمت إقالة بيريرا وإسناد المهمة في اللقاء الأخير لمدرب وطني نجح في قلب تخلف السعودية أمام جنوب أفريقيا (0/1) ليتقدم (2/1) قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي (2/2) بعد عرض سعودي مشرف هو الأفضل لها طوال تلك البطولة ..
ولو تابعنا المباريات الأخيرة للبرازيليين لشاهدنا نفس هذه الملاحظة خصوصا في كأس القارات الحالية ضد الكاميرون وأمريكا حيث لم يستطع بيريرا تغيير أسلوب فريقه للأفضل رغم التفوق الميداني الواضح للكاميرونيين والأمريكان، والنتيجة بالطبع خروج البرازيل من أدوار البطولة مبكرا رغم أنه كان من أبرز المرشحين لنيلها!
http://eur.news1.yimg.com/eur.yimg.com/xp/ap_photo/20030625/all/l848442.jpg
فهل سيتدارك بيريرا نفسه قبل أن تتداركه مقصلة المدربين؟
فلننتظر ولنترقب حكم الأيام القادمة
شكرا لقراءتكم للموضوع، وأرجو أن تكون قد نالت إعجابكم