المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يجب أن يجمع العالم الإسلامي كلمته لمقاومة القوى التي تحاول القضاء على الإسلام



كن وحيدا
13-07-2003, 11:47 AM
منقوووووووول

المنظَّمات التنصيرية تستعدّ برعاية القوات الأمريكية

لتنصير المسلمين في العراق.

حوار مع فضيلة الشيخ عبدالخالق المدراسي وكيل رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم ، ديوبند


لقد بدأت القوى الصليبية بالحرب الصليبية بشكل مُنَظَّمٍ تحقيقاً لحلم إقامة دولة إسرائيل الكبرى ؛ حيث قامت أمريكا بالهجوم الوحشي على العراق غيرَ مُباليةٍ بالتظاهرات ومسيرات الاحتجاج التي شهدتها أرجاء العالم كله ، والتي لا يوجد لها نظير عَبر التاريخ. وبلغت في الهمجية والبربرية والضَّراوة ذروتها ، مما يُشَكِّل وصمة عارٍ على جبين الإنسانية وأكبر مآساةٍ في التأريخ ، هذا الهجوم الغاشم قد بلغ في الشناعة مبلغًا تعجز عن وصفها جميع كلمات التنديد والإدانة.

وقد أدرك العالم كله حقيقة الهجمات العدوانية التي قامت بها أمريكا ضدّ أفغانستان والعراق مُقدِّمةً لها مبرراتٍ بأسماءٍ بَرَّاقةٍ كـ " الحرب ضد الإرهاب " و " الحرب ضد الدكتاتورية " وَلْيَعِ العالمُ كلُّه أنَّه لن يعودَ بمنجاةٍ من كابُوس الإرهاب الأمريكي بعد ضرب بغداد وتدميرها ، وإنما يمتد ويتعدى نحو كل دولةٍ – بالإضالة إلى إيران وسورية – تشكِّل عقبةً كؤودًا في سبيل إقامة دولة إسرائيل الكبرى.

والجدير بالذكر أنّ العمليات الإرهابية الأمريكية والبريطانية ليست جزءًا من السياسة الدولية فحسب ، وإنما هي حرب صليبية بشكلها المُنَظَّم كما كان قد صرّح بها الرئيس الأمريكي الحالي "جورج بوش" قبل بدء الهجوم على أفغانستان ؛ بناءًا على ذلك فقد تحاول أمريكا السيطرة على العراق في جانبٍ وتَنْشَطُ المنظَّمات التنصيريةُ لتنصير المسلمين في العراق في جانبٍ آخر ، حيث تصل العديد من المجموعات التنصيرية باسم الإغاثة الإنسانية إلى العراق ، والتي تهدف إلى تنصير المسلمين المنكوبين بالحرب عن طريق تقديم المساعدة لهم. وقد نشرت صحيفة "دي تائمس" البريطانية المعروفة في عددها الصادر 19/أبريل 2003م مقالا عنوانه :

"Alarm of American Crusade to Convert Muslim"

---AMERICAN Christian groups are heading to Iraq to provide humanitarian aid and to seek to convert Muslims.

وقد وَضَّحت الصحيفة في مقالها ما يتربَّى في نفوس النصارى من عواطف السَّخَطِ والكراهيةِ ضِدَّ المسلمين ، والذين يصفون الإسلام بـ " دين العنف والأصولية " ويعتبرونه خَطرًا عظيمًا تبريرًا لتنصيرهم. وَصَرَّحَت الصحيفةُ نقلاً عن مَوْقِعٍ في شبكة المعلومات الدولية (الإنترنيت) بنسبة هؤلاء النصارى أولي النوايا العدوانية :

According to a poll published last week by the Ethics & Public Policy Centre and Beliefnet, a Christian website, 70 per cent of senior evangelists consider Islam to be "a religion of violence" and 81 per cent believe it is "very important" to convert Muslims.

وَقَد رَكَّزَ أساقفةُ النَّصَارى عنايتَهم على المسلمين العراقيين المصابين بالهجوم الأمريكي الغاشم ، ونَشِطُوا لبعث الإرساليات التنصيريّة إلى العراق ، كما شَنُّوا حَمْلة الدِّعايات الشرشة ضد الإسلام والمسلمين ، وقد ذكرت ذلك صحيفةُ "دي تائمس" البريطانية بإيجازٍ حيث قالت :

The Southern Baptist Convention, America's largest Protestant denomination, is preparing missionaries to be sent to Iraq. Jerry Vines, the group's former president, has denounced Muhammad, the founder of Islam, as "a demon-possessed paedophile who had 12 wives". The Centre for Ministry to Muslims is training 20,000 missionaries for work in Islamic countries. "God is not willing that Muslims, the descendants of Ishmael, should be without an adequate witness to the truth of the Gospel of Jesus Christ," says the group's mission statement.

وقال التقرير في الصحيفة : إنّ الأساقفة في "أطلانطا" قد أعلنوا عن إقامة محطة الإذاعة الأمريكية في العراق حتى يتمكنوا من بَثِّ المسيحية في أوساط العراقيين :

In Touch Ministries, an evangelical group based in Atlanta, which broadcasts the Christian message to Iraqis via shortwave radio, plans to start a television service in Iraq.

كما أعلن " فرنيكلن غراهم " أحد الأساقفة المعروفين ورئيس إحدى المنظمات التنصيرية المتطرفة عن وصوله بمجموعة نشطائه إلى العراق ، وعيّن لذلك 194 مليون دولار ، بينما تعمل من ذي قبلُ هذه المجموعةُ على بَثِّ المسيحية في أوساط المسلمين في الأردن والسودان.

ومن الطريف أن المستر "غراهم" صديق حميم للرئيس الأمريكي "بوش" وعدوٌ لَدودٌ للإسلام ، وهو يصف الإسلام بـ "دين الفساد والخطر". وقام المستر "غراهم" أثناء الحرب الخليجية الأولى بإرسال ثلاثين ألف نسخة من الإنجيل إلى المملكة العربية السعودية والكويت والعراق حتى يتم توزيعها مجانًا على المسلمين هناك. ومجموعة "غراهم" هذه تتلقى مساعدةً ماليةً سنويا حتى يواصل مسيرتها ضد المسلمين ، وقالت الصحيفة المذكورة أعلاه في تقريرها :

"تلقت هذه المنظمة مساعدةً ماليةً متَمَثِّلةً في عِدَّةً ملايين دولار أمريكي اعتبارًا من 1988م حتى اليوم".

والجدير بالملاحظة أن المسلمين في أمريكا اعتبروا النوايا الخبيثة للنصارى وعلى رأسهم المستر "غراهم" صورةً عملية للحرب الصليبية ، وذلك يطابق على أرض الواقع حقا ، فَوَصْفُ الهجوم الأمريكي الغاشم ضدّ المسلمين بالأسماء البرَّاقة بدلاً من الحرب الصليبية يعني التعمية على المجتمع الدولي.

فنظرًا إلى هذه الأوضاع تتضاعف مسؤوليات المسلمين والعالم الإسلامي ؛ ذلك أن العدو إذا هجم على بلد من بلاد المسلمين يجب عليهم أن يقوموا بمقاومته حفاظًا على دينهم ودفاعًا عن ديارهم ، فتواجد قوات التحالف في المملكة العربية السعودية والكويت والعراق يحتم على كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية أن يقاومها حتى يطردوها من ديارهم وبلادهم .

إن الهجوم على المسلمين يعني الهجوم على الإسلام ؛ فإن كان العدو المهاجم لا يريد القضاء على الإسلام وإنما يريد تدمير القوة السياسية والعسكرية للمسليمن فحينئذ كذلك لا يجب على المسلمين في تلك البلاد مقاومة هذا العدو فحسب وإنما يجب ذلك على مسلمي العالم كله ، غير أنه يجب مناضلته على مسلمي تلك البلاد وجوبَ عينٍ ، وعلى مسلمي العالم كله وجوب كفايةٍ ، كما يجب علينا نحن المسلمين دينيًا و أخلاقيًا أن نُحبِّذ المجهودات التي يَبْذُلها العراقيون ضِدَّ العدوان الصليبي حفاظًا على دينهم وبلادهم ؛ ذلك أن القوات الأمريكية إن لم يَتِمَّ طردها الآن من أرض العراق بكل قوةٍ وشجاعةٍ فلا يحولُ دونَ تحقيق حُلْمِ النصارى تُجاهَ تنصير المسلمين حائلٌ.

إن الحفاظ على الحرية الوطنية من أهم القضايا لدى المسلمين في هذه الآونة ؛ فإن القضاء على الحرية يحرمهم من منهج الاجتماع الإسلامي الذي تتوقف عليه حياتهم الدينية.

فإذا قام العدو بالهجوم على بلد إسلامي ، وصبّ على أهله أنواع الظلم والتعذيب ، ويحرمهم حقوقهم ، ويرزأهم في دينهم ومعتقداتهم ، ويقضي على حكمهم وسلطتهم فحينئذ يجب مقاومته على كل فرد من أفراد المسلمين ؛ وقد يتم كل ذلك في وضح النهار في العراق على أيدي القوات الأمريكية ، فيجب على جميع المسلمين عامة وعلى مسلمي العراق والدول المسلمة المجاورة لها خاصةً أن يقوموا قومةَ رجلٍ واحدٍ ضِدّ القوات الأمريكية والبريطانية ، ويطردوها من أرض العراق كما طردنا نحن المواطنين الهنود الإنجليزَ من أرض الهند ، ويقاطعوا شراءَ وبيعَ البضائع الأمريكية والبريطانية ، ويقوموا بتفشيل المنظمات التنصيرية برفض مساعداتهم ، ويؤكدوا لهم أنّ المسلمين لا يُسَاوِمونَ دينهم وعقيدتَهم إلى آخر لحظةٍ من لحظاتِ حياتهم ، كما يجب على المنظمات الإسلامية أن تُقدِّم بدائل المنظمات التنصيرية ، ويقوم العالم الإسلامي بدلاً من الثرثرةِ الفارغة بتكوين الجيش الإسلامي المتحد ، ويستخدم القوة الإيمانية بالإضافة إلى الوسائل والمعدات المادِّية لمقاومة القوى الصليبية ، فإذا قام المسلمون بذلك فلاشك أنهم يُصْبِحُون مرفوعي الهامة مسموعي الكلمة ومكرَّمين وموقرين.

إعداد : إعجاز أرشد القاسمي

صاغ الحوار بالعربية : محمد ساجد القاسمي


أخوكم



كن وحيدا