المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يا فتاة الاسلام ؟



عــ SAR ــواطف
19-07-2003, 10:21 PM
منعاً للاختلاط .. وسداً للفتنة .. نجد أماكن مخصصة للنساء في مختلف مرافق الدولة ، فنجد في المساجد مصلى للنساء مفصول تماماً عن مصلى الرجال ، وفي المستشفيات عيادات للنساء وأخرى للرجال حتى أن هنالك مستوصفات وأسواق نسائية فقط ولا تستقبل الرجال مطلقاً . ومن الأماكن التي تحقق هذا الهدف أيضاً المنتزهات كالملاهي فهي تتكون من قسمين للجنسين ، حتى حديقة الحيوان وبعض المنتزهات التي تتألف من قسم واحد، خصصت أياماً للنساء وأياماً للرجال .
وصحيح أن الدولة وضعت هذه الأماكن لراحة النساء وتمكينهن من اللهو والاستمتاع وأخذ الحرية التي لا يستطعن الإحساس بها في المنتزهات المختلطة .. ولكن هذه الحرية مقيدة وليست مطلقة كما يعتقد الكثير من النساء .. هذه الحرية مقيدة في حدود تعاليم شريعتنا السمحة والتي إنما وُضعت لتكون نبراساً يضيء لنا الطريق في هذه الحياة ونستمد منها قوتنا وطاقتنا ، شريعتنا التي لم تأمر بشيء إلا وفيه خير ومصلحة لنا ولم تنهنا عن شيء إلا وكان فيه شرٌ وفساد .
لكننا عندما نزور مثل هذه المنتزهات نرى العجب ! يشكُّ الداخل للوهلة الأولى أنه في بلد إسلامي ! قد يصدق إذا قيل له إنه الآن في لندن أوفي باريس لكنه لن يصدق أنه في بلد أبناؤه مسلمون ! لن نتسرع بالحكم قبل أن نعلم ماذا رأى وماذا سمع … فهو يجول ببصره في كل اتجاه فلا تقع عينه إلا على مناظر مؤسفة تدمع لها العين ويندى لها الجبين ويتفطر لها القلب ، ماذا يرى ؟ يرى تلك الملابس الفاضحة ـ والتي تسمى تجاوزاً ملابس ! يرى البنطال وقد غزا أجساد النسوة بكل أشكاله وألوانه .. يرى الملابس الضيقة التي تكاد ـ لفرط ضيقها تتمزق وتتلف .. يرى الفتحات الواسعة والتنورات القصيرة التي تبرز العورات والمفاتن .. يرى نساءً كاسيات عاريات قد علت الثياب أجسامهن ولكنه مجردة عن الستر .. يرى من توعدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .
ويثير عجبه أكثر أن بعض المنتزهات النسائية يتواجد فيها الرجال فالباعة في حديقة الحيوان مثلاً رجال ، واللذين يطعمون الحيوانات رجال ، وسائق القطار بها رجل و كل ذلك لا يحرك في النساء ساكناً ولا يدفعهن إلى التستر والاحتشام ولبس العباءة داخل الحديقة وإذا سألت البعض عن سبب ذلك تعللوا بأن هذا اليوم للنساء وأنه لا دخل لهن بهؤلاء الرجال .
ماذا يرى الداخل أيضاً ؟ يرى التشبه بالرجال في أقصى درجاته ، فمن لبس القبعات والأحذية والقمصان الولاَّدية ـ وكأن الأسواق لا تحوي أشياءً نسائية كهذه ـ إلى تخشين الصوت ورفعه وتقليد الفتيان بإظهار العضلات ودفع المارَّة والشجار التافه مع كل من يروق لهن الشجار معه، إلى غيره من الطباع التي تذهب بأنوثة المرأة ورقتها وتقلل من هيبتها وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على انعدام التربية وقلة الأدب .
ماذا يرى أيضاً ؟ يرى هذه الشعور المسكينة التي تتقلب بشتى الألوان والأشكال ، يرى تسريحات عجيبة وأشكالاً غريبة يرفضها العقل والفطرة السليمة ، تتخذ الطابع الغربي الذي أساسه التقليد .. التقليد الأعمى فقط دون النظر وإبداء الرأي ، ومراعاة الأجمل والأنسب . يرى تلك الحواجب المنتوفة التي تثير الضحك والاشمئزاز معاً ، يرى النامصات اللاتي طُردن من رحمة الله أو على الأصح طردن أنفسهن بأنفسهن من رحمته تعالى .
يُؤَذَّنُ للصلاة فماذا يرى ؟ بل ماذا يسمع ؟ أيرى الجميع بدؤوا الاستعداد للصلاة تاركين كل ما في أيديهم ملبيين النداء : حي على الصلاة ، حي على الفلاح ؟ أيجد الهدوء الذي يتخلله ترديد الناس وراء المؤذن ؟ كلا .. بل العكس : يجد أن الجميع يرفعون من أصواتهم ليتمكنوا من سماع بعضهم هذا إن لم يتذمروا من ذلك الأذان الذي عكر صفوهم والعياذ بالله ، ليس هذا فحسب بل إن البعض يرفعون صوت المسجل بالأغاني ! المؤذن يقول الله أكبر الله أكبر وصوت المسجل يرتفع أكثر فأكثر ! والبعض الآخر لا يلزمها المسجل فنجدها تجهر بصوتها وتصدح بالغناء دون خجل أو حياء من الله ولا حتى من الناس والله المستعان .
وعند باب الخروج .. يرى العباءات التي تصلح لحضور الحفلات والمناسبات ؛ فقد علتها الألوان والنقوش والزخارف والتطريز ، وهي رقيقة رهيفة تخرج بها فتنفتح مع أول نسمة هواء ! يرى الوجوه المكشوفة المتبرجة ، أو المنقبة التي تظهر منها العيون المكحلة ..وقد نسيت لابسات هذه الأشكال من العباءات أو تناست أن العباءة إنما خلقت للستر والحشمة وليس للتبرج والفتنة .
ويخرج زائر هذا المنتزه حزيناً آسفاً مطأطئاً رأسه ولسان حاله يقول يا ليتني ما دخلت وما رأيت حال المسلمين اليوم مع دينهم .
وأكثر ما يثير الألم والحزن معاً أن كل هؤلاء من الفتيات الشابات .. أمهات المستقبل ، مربيات الأجيال ، صانعات الرجال ، اللاتي تعلق عليهن الآمال ، فلماذا يا ابنة الإسلام ؟ لماذا يا حفيدة خديجة وعائشة ؟ لماذا هذا الانحطاط والانحلال ؟ لماذا النزول إلى هذه المستويات الهابطة ؟ لماذا يكون هذا حال المرأة المسلمة ؟ أين ذهبت شخصيتها المتميزة القوية ؟ أين غيرتها على دينها ؟ لماذا البعد عن الله ؟ متى نقدر تعاليم شريعتنا التي وضعها الله لنا ليضمن لنا حياة هانئة سعيدة ؟ متى نستشعر أن التمسك بعقيدتنا هو قارب النجاة في الدنيا والآخرة ؟ إلى متى هذه الغفلة ؟ أما من مجيب لهذه الأسئلة يا أمة الإسلام ، أما من مجيب لها قولاً وفعلاً ؟
آهٍ لذلة أمـَّة ضحكت لغفلتهـا أمم ما صانها أحفادها كلا ولم يرعوْا ذمم