المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح حديث : ( لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ ) .



(muslm)
05-08-2003, 08:12 PM
السلام عليكم



السؤال:


أريد أن أعرف شرح هذا الحديث : ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) .




الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث رواه مسلم (438) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا ، فَقَالَ لَهُمْ : ( تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ ) .

ورواه أبو داود (679) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ عَنْ الصَّفِّ الأَوَّلِ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

ومعنى الحديث :

أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وجد بعض أصحابه متأخرين عن الصف الأول ، فأمرهم بالتقدم إلى الصف الأول ليقتدوا به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وليقتدي بهم من بعدهم ، ممن يصلي في الصفوف المتأخرة الذين لا يرون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

ويحتمل أن المعني : يقتدي بهم من بعدهم من الأمة ، لأنهم ينقلون إليهم صفة صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التي رأوها . قاله السندي رحمه الله .

ثم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ولا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ ) .

أي : لا يزال قوم يعتادون التأخر عن الصف الأول ، أو عن الصفوف الأولى حتى يعاقبهم الله تعالى فيؤخرهم .

قيل معناه : يؤخرهم عن رحمته أو جنته ، أو عظيم فضله ، أو عن رفع المنزلة ، أو عن العلم .

ولفظ أبي داود كما سبق ( حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ فِي النَّارِ) .

قيل : معناه : إذا أدخلهم الله تعالى النار أخَّرهم فيها ، فلا يخرجون مع من يخرج منها ، بل يخرجون بعدهم .

وقيل معناه : يؤخرهم عن دخول الجنة بإدخالهم النار أولاً ، ثم يخرجون من النار ويدخلون الجنة .

ولا مانع من حمل الحديث على جميع هذه المعاني .

قال الشيخ ابن عثيمين في معنى الحديث :

رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوماً يتأخرون في المسجد يعني : لا يتقدمون إلى الصفوف الأولى فقال : ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) . وعلى هذا فيخشى على الإنسان إذا عود نفسه التأخر في العبادة أن يبتلى بأن يؤخره الله عز وجل في جميع مواطن الخير اهـ .

باختصار من فتاوى ابن عثيمين (13/54).

وذهب بعض العلماء إلى أن المقصود بهذا جماعة من المنافقين ، والصحيح أن الحديث عام وليس خاصا بالمنافقين .

قال الشوكاني في "نيل الأوطار" :

قيل : إن هذا في المنافقين . والظاهر أنه عام لهم ولغيرهم . وفيه الحث على الكون في الصف الأول ، والتنفير عن التأخر عنه اهـ .

والحاصل أن الحديث فيه الترغيب في صلاة الرجل في الصف الأول أو الصفوف الأولى ، وذم اعتياده الصلاة في الصفوف المتأخرة .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا للمسارعة إلى الخيرات والمسابقة إليها .

والله تعالى أعلم .



الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)



و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

DE NILSON
06-08-2003, 07:40 AM
جزاك الله خير اخوي على الموضوع