المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كنز من النصوص الإسلاميه الداعيه للسلام مع المخالف



عربي انا
11-08-2003, 12:28 PM
التسامح.. فريضة شرعية وضرورة حضارية

سعود بن صالح السرحان *


حظي عصرنا هذا بأكبر نصيب من المؤلفات والكتابات والمؤتمرات والدعوات إلى بث روح «التسامح» و«المحبة» و«التعايش» بدلاً من «الكراهية» و«العداء» و«النفي المتبادل» بين الطوائف والأجناس والعرقيات والأديان، إلا أن الذي حصل هو انتشار «الكراهية» وأعمال العنف الطائفية بصورة متزايدة; مما يهدد استقرار الدول بل والعالم بأسره. وبغض النظر عن دوافع انتشار أعمال العنف والكراهية، وهي أسباب كثيرة، إلا أن هذا يجب أن لا يثني جهود المصلحين من دعاة «السلم» و«التسامح»، بل يدعوهم إلى مضاعفة جهودهم لتكون ثقافة «التسامح» و«الحوار» هي الثقافة الأم لعالم جديد. وهذه الثقافة لها جذور قوية في عمق الشريعة الإسلامية، وفي تصرفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وأصحابه البررة، رضي الله عنهم. وسأذكر بعض الشواهد على هذا من القرآن الكريم، ومن فعل النبي وأقوّاله، وفعل أصحابه وأقوالهم: أولاً: مخاطبة غير المسلمين بأسلوب حسن لين: قال تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بالذي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. فقد أمر الله، عز وجل بعدم الجدال مع أهل الكتاب إلا بأسلوب حسن، بل أمر باستعمال الأسلوب الأحسن وليس الحسن فقط. ومعنى «التي هي أحسن»: الخصلة التي هي أحسن، كمقابلة الخشونة باللين، والغضب بالكظم، والمشاغبة بالنصح، والسَّورة بالأناة. كما ذكر الألوسي. وقال بعض المفسرين: المراد منه: لا تجادلوهم بالسيف، وإنْ لم يؤمنوا، إلا الذين ظلموا وحاربوا، أي: إذا ظلموا ظلماً زائداً على كفرهم. و(الذين ظلموا) هم: أهل الحرب، وهم الذين ظلموا المسلمين، قال ابن جرير: «فإنه لم يعنِ بقوله (إلا الذين ظلموا منهم) ظُلْمَ أنفسِهم، وإنما عني به: إلا الذين ظلموا منهم أهل الإيمان بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فإن أولئك جادلوهم بالقتال». أما الألوسي، فيرى أن الآية لا تفيد بأن مجادلة الظالمين تصل إلى حد القتال، حيث قال: «وهذه الغلظة التي تفهم الآية الإذن بها [أي: في مجادلة الظالمين] لا تصل إلى القتال لأولئك الظالمين من أهل الكتاب، على أي وجه من الوجوه المذكورة كان ظلمهم». وقال تعالى مخاطباً موسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى. فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}. ومعنى الآية كما قال ابن عباس: لا تعنّفاه في قولكما، وارفقا به في الدعاء. وحكى ابن كثير الأقوال في ماهية القول اللين، ثم عقب عليها بقوله: «والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق; ليكون أوقع في النفوس، وأبلغ وأنجع». وقال القرطبي: «فإذا كان موسى أُمر بأن يقول لفرعون قولاً ليناً; فمن دونه أحرى بأن يقتدي بذلك في خطابه، وأمره بالمعروف في كلامه». وقال ابن كثير: «هذه الآية فيها عبرة عظيمة، وهي أن فرعون في غاية العتو والاستكبار، وموسى صفوة الله من خلقه، إذ ذاك، ومع هذا أُمر أنْ لا يخاطب فرعون إلا بالملاطفة واللين». وقال الألوسي: «إنَّ تليين القول مما يكسر سَورة عناد العتاة، ويلين قسوة الطغاة.... وفيه دليل على استحباب إلانة القول للظالم عند وعظه». ثانياً: إكرام غير المسلمين: لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم، بإكرام كرام الناس، ولم يفرّق بين مسلم وكافر، ومارس هذا صلى الله عليه وسلم في حياته العملية. فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» رواه ابن ماجة وقواه السخاوي. وهذا الحديث عام ويدخل فيه الكافر. ورد المناوي على من استثني منه الكافر والمنافق. وقال الكتاني: «وفي حال جريان الأعمال الحربية مجراها، أو السلم أو الصلح أو الهدنة كان عليه السلام يتألف كبار المشركين والكفار، ويلين لهم القول، ويظهر لهم إذا قدموا عليه مزيد الاعتبار; ائتلافاً لهم، وليعرفوا خلقه، وناهيك بقصة عبس وتولى». ثالثاً: النهي عن إهانة غير المسلمين: ومن قرأ ما كتبه الخلفاء الراشدون إلى عُمَّالهم، في إحسان معاملة أهل الذمة، وعدم ظلمهم وتكليفهم فوق طاقتهم; عرف مقدار الاهتمام بكرامة الناس عندهم، رضي الله عنهم، ويغني عن ذلك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أبو داود عن صفوان بن سليم أنه أخبره عدة (في رواية البيهقي أنهم ثلاثون) من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن آبائهم دنية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا من ظلم معاهداً، أو انتقصه، أو كلّفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس; فأنا حجيجه يوم القيامة» صححه السخاوي. وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من سمَّع يهودياً أو نصرانياً; دخل النار» وإسناده صحيح. والتسميع هو: التسخير والاستهزاء. ومن ذلك ما ورد في عهد علي بن أبي طالب، للأشتر لما ولاه على مصر، فمما قال له فيه: «وأَشعِرْ قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين، وإما نظيرٌ لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أنْ يعطيك الله من عفوه وصفحه». ولو تتبعنا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، من إحسان معاملة غير المسلمين وإكرامهم، وعدم مجابهتهم بما يكرهون; لوجدنا من ذلك الكثير الطيب، ولعل في ما سبق كفاية. رابعاً: إثبات الأخوة لغير المسلمين: فالأخوة أنواع، منها: أخوة القرابة، وأخوة الوطن، وأخوة الدين، فالمسلم يختص بأخوة الدين، أما غير المسلم فتكون له أخوة النسب، وأخوة الوطن، ولا تلغى عنه، قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ان انتم الا مفترونَ}، وقال: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُه}، وقال: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ}، وقال: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ}، وقال: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخر وَلا تَعْثَوْا فِي الأرض مُفْسِدِينَ}، وقال: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَاف}. خامساً: تحيّتهم: فإذا قال غير المسلم: السلام عليك، فمن حسن الخلق الذي أُمر به المسلم أن يرد: وعليك السلام. وأما ما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب; فقولوا: وعليكم» فقد ذكر ابن القيم أنه حديث له مناسبة خاصة وهي أن مشركي قريش أو اليهود والنصارى... كله إذا تحقق أنه قال: السام عليكم، أو شكَّ في ما قال. فلو تحقق السامع أن الذميَّ قال له: سلامٌ عليكم لا شكَّ فيه; فهل له أن يقول: وعليك السلام، أو يقتصر على قوله: وعليك؟ إن ما تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة أن يقال له: وعليك السلام; فإن هذا من باب العدل، والله يأمر بالعدل والإحسان، وقد قال تعالى: «وإذا حييتم بتحية فحيّوا بأحسن منها أو ردوها» فندب إلى الفضل، وأوجب العدل، ولا ينافي هذا شيئاً من أحاديث النبي بوجه ما، فإنه صلى الله عليه وسلم إنما أمر بالاقتصار على قول الراد: وعليكم; بناء على السبب المذكور الذي كانوا يعتمدونه في تحيتهم، وأشار إليه في حديث عائشة، رضي الله عنها، فقال: ألا ترينني قلت: وعليكم; لما قالوا: السام عليكم؟ ثم قال: إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم. والاعتبار وإن كان لعموم اللفظ فإنما يعتبر عمومه في نظير المذكور لا فيما يخالفه، قال تعالى: (وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول) فإذا زال هذا السبب، وقال الكتابي: سلام عليكم ورحمة الله; فالعدل في التحية يقتضي أن يرد عليه نظير سلامه. وبالله التوفيق، اهـ نص كلام ابن القيم. وهو قول ابن تيمية، وقال ابن تيمية، انه لا بأس أيضاً بمثل: أهلاً وسهلاً، وكذلك إذا خاطبه بما يؤنسه. وذهب جماعة من الصحابة والسلف إلى جواز بداءة غير المسلم بالسلام، فمن ذلك: ما ورد عن ابن عباس أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: السلام عليك. وعن أبي أمامة أنه كان لا يمر بمسلم ولا يهودي ولا نصراني إلا بدأه بالسلام. وعن عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وفضالة بن عبيد أنهم كانوا يبدأون أهل الشرك بالسلام. وعن عون بن عبد الله قال: سأل محمد بن كعب عمر بن عبد العزيز عن ابتداء أهل الذمة بالسلام؟ فقال: نرد عليهم ولا نبدأهم. فقلت: وكيف تقول أنت؟ قال ما أرى بأساً أن نبدأهم. قلت: لم؟ قال: لقول الله: «فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون». وعن ابن مسعود أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: السلام عليك. وعنه أيضاً: أنه قال: لو قال لي فرعون خيراً لرددت عليه مثله. وهذا هو قول ابن وهب، وقول لبعض الشافعية، وبعض الحنابلة، ومال إليه ابن عبد البر. ولقد وجدتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد بدأ غير المسلمين بالسلام، في مكاتباته معهم، فمن ذلك: أنه كتب كتاباً إلى النجاشي، قبل إسلامه، وإلى أسقف أيلة وأهلها، وإلى مجوس هجر، وإلى الأسبذيين ملوك عمان، وإلى الهلال صاحب البحرين; فقال: «سلمٌ أنتم». وإلى يهود خيبر وغيرهم: «سلام أنتم». وإلى بني نهد: «السلام عليكم». وكذلك خلفاؤه وأصحابه، كانوا كثيراً ما يبدأون كتبهم إلى غير المسلمين، بالسلام عليهم، فمن ذلك: أن عمر بن الخطاب كتب إلى أهل رعاش: «سلام عليكم». وكتب حبيب بن سلمة إلى أهل تفليس: «سلم أنتم». سادساً: برُّ غير المسلمين، وصلتهم: وفي ذلك نصوص كثيرة، منها: ما رواه البخاري ومسلم أن أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، قالت للنبي، صلى الله عليه وسلم: إن أمي قدمت عليّ وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك. ومعنى «راغبة»: أي راغبة في الصلة، أو راغبة عن الإسلام كارهة له. بل أمر الله، عز وجل، ببر الوالدين، وإنْ كانا مشركين، بل ولو جاهدا ابنهما على الشرك بالله، فقال تعالى {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ، وقال: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}. سابعاً: الإهداء إلى غير المسلمين، وقبول هديتهم: تواتر عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه أهدى لغير المسلمين، وقبل هديتهم. أما فعل السلف; فهو كثير جداً، فمن ذلك ما رواه البخاري ، ومسلم أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بعث بحلّة أعطاه إياها النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى أخٍ له من أهل مكة، قبل أنْ يسلم. ومن المهم التنبيه هنا إلى أن عمر بعث إلى أخيه في مكة، ومكة كانت بلاد حرب، ولم يكن فعل عمر مناقضاً للإيمان. ثامناً: تكنية غير المسلمين: فقد ورد عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه كنّى بعض المشركين والمنافقين، والكنية من الإكرام. فمن ذلك: أنه كنى عبد الله بن أبي، رأس المنافقين، فقال لسعد: «ألا تسمع ما يقوله أبو حباب؟» رواه البخاري ومسلم. وكنى صفوان بن أمية، فقال: «انزل أبا وهب»، رواه عبد الرزاق من مرسل الزهري. وكنى عتبة بن الوليد، فقال: «أفرغت أبا الوليد؟» رواه ابن هشام من مرسل محمد بن كعب القرظي. وكنى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسقف نجران، وكتب له: «إلى أبي الحارث». وعلى هذا جرى أصحابه من بعده، وعلماء الإسلام. تاسعاً: عيادة غير المسلمين: ومن ذلك أن النبي، صلى الله عليه وسلم، عاد عبد الله بن أبي; فروى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قيل للنبي، صلى الله عليه وسلم: لو أتيتَ عبد الله بن أبي. قال: فانطلق إليه وركب حماراً، وانطلق المسلمون يمشون معه، وهي أرض سبخة، فلما أتاه النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: إليك عني فوالله لقد آذاني نتن حمارك. قال: فقال رجل من الأنصار: والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وسلم، أطيب ريحاً منك، قال: فغضب لعبد الله رجل من قومه; فشتما، قال: فغضب لكل واحد منهما أصحابه، قال: فكان بينهم ضرب بالجريد وبالأيدي وبالنعال، قال: فبلغنا أنها نزلت فيهم «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما». وعن أنس رضي الله عنه، قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي، صلى الله عليه وسلم، فمرض، فأتاه النبي، صلى الله عليه وسلم يعوده; فقعد عند رأسه فقال له: أسلم. فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم، صلى الله عليه وسلم، فأسلم، فخرج النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري.. وفي الباب أحاديث أخرى، منها عيادته لعمه أبي طالب. عاشراً: شهود جنائزهم: فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أمه توفيت وهي نصرانية، وهو يحب أن يحضرها. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: «اركب دابتك وسرْ أمامها». رواه الدارقطني.. وهو، وإنْ كان إسناده ضعيفاً، إلا أن معناه صحيح، وعليه جرى عمل الصحابة، وورد هذا الحديث موقوفاً على عمر بن الخطاب، وأفتى بمعناه أحمد بن حنبل، وغيره من الفقهاء. فيجب أن نعلم أبناءنا وطلابنا هذه الأخلاق الرفيعة، ونعودهم على حسن التعامل مع المخالف لنا في الفكر والعادات. وإذا كانت هذه النصوص الكثيرة هي في «المخالف لنا في الدين» فكيف سيكون الحال مع المخالف لنا في «المذهب» والفكر من المسلمين؟ فنحن بأمس الحاجة إلى وجود ثقافة عامة ترسخ قيماً ومبادئ حضارية مثل: الحوار والتسامح والمحبة.
* كاتب وباحث سعودي
assarhan@yahoo.com

مجاهد الاسلام
13-08-2003, 02:09 AM
جزاك الله خير