المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إدفع لنثبت أنك لاجئ!



Ibn Ghareeb
14-08-2003, 01:05 PM
كثيرة هي صور الظلم في عالمنا الظالم، وهذه إحدى الصور القديمة والتي جددت خلال الفترة الأخيرة طبعا لجمال الصورة .. أكيد!

يحمل جزء من شعب الأرض المغتصبة، الشعب الفلسطيني وثائق سفر مصرية، وهذه الوثائق منحت لهم منذ أيام الهجرة ولها مزايا عديدة منها:

1- أنها لا تخول صاحبها دخول دولة مصر إلا بتأشيرة.
2- أنها لا تعطي صاحبها أي حصانة. فهو لاجئ وبلا وطن.
3- تميز أصحاب هذه الوثائق أنهم لا يستطيعون دخول أي دولة من دول الخليج، إلا بإستقدام عمالة وبمعنى آخر لا صيف دبي ولا دورات تدريب ولا حتى زيارة عابرة.
4- تمنح هذه الوثائق صاحبها، الممانعة المسبقة في دخول أي دولة عربية، ولا غرابة فإن الدولة المصدرة لها لا تسمح لداخلها دخول دولتها.
5- تعطي هذه الوثاقة لكل من يتعامل مع حاملها الحق في إهانته ومضايقته وقلة أدبه عليه، فهو بلا مرجعية، ويرجع الأمر لأخلاق ذلك العسكري أو طول بال الضابط أو أمانة المفتش.
6- لا يحق لأصحاب هذه الوثائق التعليم الجامعي في دولة في العالم إلا على حسابهم الشخصي، بمعنى على حساب أهاليهم، فهم لاجئون ليسوا فلسطينيون أو مصريون أو غير ذلك.
7- توفر هذه الوثيقة للمبدعين في حملتها من مدراء أو مهندسين أو أطباء، توفر لهم القدرة على الإنتحار وعدم التقدم أو التواصل مع العالم الخارجي لأنهم لا يستطيعون السفر بها او التحرك بها.

وهنالك العديد من المزايا المهمة لهذه الوثيقة، على ذلك النحو ولكن الجديد في الأمر أن حكومة الدولة المغتصبة، بدأت بتنفيذ قرار جديد يفرض على كل حامل لهذه الوثيقة أن يدفع للدولة مبلغ 5% من راتبه بأثر رجعي 20 شهر سابقة، بمعنى إن كان راتبك الحالي مثلا 1000 دولار شهري فعليك أن تدفع منها للدولة الآن 1000 دولار أي راتبك كله، وبعدين تدفع 5% شهريا للدولة، مقابل ماذا؟ مقابل ورقة تعطيك إيها تثبت بها أنك لاجئ ليس لك وطن ولا يمكنك العودة الى فلسطين، وبإختصار أنت تدفع لتثبت أنك لاجئ.

الجدير بالذكر أن الذي سن هذا النظام يعلم كل العلم بأن 1000% إن إفترضناها كما هي يتوجب عليك دفع منها التالي:
1- مصاريف حياتك الحالية من أكل وشرب وغيره.
2- مصاريف إعالة أسرتك وما يترتب عليها.
3- إيجار بيتك.
4- قيمة العلاج لأبنائك إذا أصابهم مكروه لاقدر الله.
5- أنت تدفع منها رسوم ضريبية غير معلنة.
6- تدفع منها أيضا ما يعيل أبويك أو أحد إختوتك.
7- تدفع منها ما يعلم واحد من العيلة، لأن هنالك من دفع لك وعلمك من العائلة.
8- تدفع منها بشكل متقطع غير دوري تبرعات للدولة لمغتصبة.

والنتيجة هي بكل بساطة أنك تسير في إحدى الشوارع في المدينة التي تعيش فيها فتصادف إمرأة أو طفل يقول بأنه فلسطيني ويحتاج لحق الدواء أو حق الغذاء.

النتيجة أنك لا تعلم كيف ستعلم أبناءك وكيف ستعمل عندما تقع لا قدر الله.

فما هو الحل برأيكم، هل أترك عملي وأتبع المثل الشعبي الذي يقول "شريك السوء إخسر وخسره" أو أستمر وأقول "حسبي الله ونعم الوكيل" كما قالها من قبل أبوي وأجدادي؟

وأعتقد ان المحصلة تقتضي لأن تدفع لأنك لن تستطيع تجديد وثيقة سفرك التي تمنحك حق الوقوف المجاني في المكان الذي تقف به منذ أكثر من 50 عاما.