المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هـــــــــــــيــــــــــــــــــــلة ..احــــــد شافها ؟



HArb200
24-08-2003, 05:54 PM
السلام عليكم

مبروك المنتدى ..جميعا ,,



هيلـــــــــــــة



لم يزل البحث عن "هيلة" جاريا‍!




لم تحفل باكتشاف أنوثتها! وهل إ أحدا يحتفل بـ "الدم"...؟ وما تلبث أمها منذ أن بلغت هيلة مبلغ الحريم وهي تبين لها بين فينة وأخرى أنها "خلق آخر" غير إخوتها! قدر هيلة أن تكون البنت من بين ستة أولاد... هي لم تكد تجد كبير فارق بينها وبين أشقائها سيما الخضاب والحناء! عندما يزين يدها وأحيانا يمس أطراف قدميها... ومن حينها وهيلة تروح في اقتفاء أثر أشقائها حتى عندما يعتمرون كوفية أبيهم والشماغ والعقال ـ في سبيل من محاكاة والدهم تفعل هيلة ذات الفعلة وتتقن الأداء بأحسن مما يصنعه إخوتها... في الأثناء التي تأنف معها أن تحاكي أمها في أي شيء من سمتها الحريمي... ولربما أن نرى هيلة تلك الأنثى ـ الوحيدة ـ التي تأتي المسجد دون أن تأبه لنظرات جماعة المسجد ولم تستنكف أن تؤم إخوتها يوم أن تخلفوا مرة عن صلاة الجماعة، وألحت عليهم ألا يتقدمها أحد حيث إنها ـ فيما تظن وتفقه ـ الأولى بالإمامة نظير أنها وحدها من أتقن حفظ جزء عم فيما أخفق إخوتها في مقاربة حفظه! أليست هي الأقرأ ؟ هكذا أوحى لها فقهها! بالمناسبة هيلة لا تعرف سيما فقه الحنابلة ولم تكن تعرف حينها أن ثمة عالما نحريرا اسمه أبو حنيفة.


* (ياهيلة اعقلي وأنا أمك لم تعودي تلك الصغيرة التي...) تقاطع هيلة أمها بقولها: (يمه وش تبين أسوي ... عجزت أتصور أن أكون امرأة من بعد أكثر من أربعة عشر عاما تبين أنسى... يمه أنا ما نيب دفتر تمزق صفحاته الأولى حتى أبدو جديدة من أي شخمطة سابقة... يمه اسمحي لي أن أقول لك أن الخطأ خطاك أنت وأبوي ليش لم تذهبوا بي إلى العيش في كنف خوالي من أجل أن عندهم بنات في مثل عمري) الأم وهي تعبث بطرف خمارها تحاول أن توقف هيلة بقولها: (صح... بس وشلون تبين أفرط فيك وأحطك عند خوالك وأنت فلذة كبدي) كما هو الشأن دائماً ينقطع حوارهما عند سماعهما جلبة الباب إيذانا بمجيء الأب الصارم.


... عبثا كانت هيلة ترجىء سالفة الزواج، هكذا كانت هيلة تسمي الزواج مجرد سالفة وتنعته بـ: سباحين تنتهي بقصص معاناة الضحية فيها تلك المتعوسة ما غيرها! من هنا كانت هيلة يقشعر بدنها ساعة أن يطرق خاطب باب بيتهم ابتغاء أن يطلب يدها وبقية أطرافها! استنفدت كل الأعذار التي تمارس عادة في مكابرة من الرد والرفض إلى أن تمت الموافقة على شاب يكبرها بسنتين يمارس عمل من لا عمل له! بالضبط إنه مدرس في مدرسة قريبة من دارهم حيث إن والده كان مستخدما في مكتب وزير التربية والتعليم وبحسب الأقربين أن يكونوا أولى بالمعروف!
هيلة من بعد البارحة باتت زوجة معزبة! أمها لا تسعها الفرحة إذ إنها وحدها التي كانت تكابد تمرد هيلة على أنوثتها! أما وقد تزوجت فلعل هذا المارد الذي يسكن هيلة يعود أدراجه إلى قمقمه!
زوج هيلة "علي" في ذات ليل زواجهم تجاسر ومد يده! يروم مصافحتها! هيلة ثنت أصابعه وآلمته! "علي" ببلاهة: (واوه... يا الله والله يا أنت قوية...!)
... (اعقل وخلك ثقل.. اركد) بهذا أسكتت هيلة معلم الصبيان: علي! بان الصبح ولم يبرحا مكانهما... علي أمضى ليلة في نفض أصابعه ونفخها وهو يردد: (بجد والله ما توقعتك بها القوة... الله لا يضرك يا بعدي)!


بادرت أم علي ابنها صباحا: (بشر وأنا أمك كيف هي مصابيح يومك) لم يدعها تكمل سارعها بقوله: (الله لا يوريك... قسما أني لم أر امرأة بقوتها...) ومد بحمق قبالة ناظر أمه أصابعه المحمرة! لم تملك أم علي سوى أن حوقلت ورددت بجوفها: (الله يخلف علي...) ثم انصرفت في حال سبيلها!
... (يمه... ألم أقل لك مالي وللزواج؟) لم تشأ أم هيلة أن تعقب على كلمة ابنتها الآنفة... غير أن قالت لها: يا بنت الحلال اذكري الله... المعرس لا يسأل عن عرسه صبيحة يومه الأول.
هيلة بصوتها اليائس قالت: (أيه... هين اللي هذا أوله... الله يعين على تاليه...)!
علي ينتصب قبالة السبورة في فصل سادس (أ) ... الدرس كان نحوا / قواعد يراجع لطلابه الدرس الغائت في موضوع الممنوع من الصرف من يأتي بمثال لممنوع من الصرف لعلة أو لعلتين!؟ بالضبط أنت يا محمد هات مثالاً.
محمد ينتهض من مقعده ويجيب هيلة ينتفض علي وترتعد فرائصة، ضعها ـ يقولها بارتجاف ـ إذن بجملة مفيدة؟
محمد: (هيلة امرأة قوية)!
تنفلت من علي قولته وما رأيك بعلي!؟ يضحك التلامذة! في حين يبتلع علي ريقه، وينقذه جرس الحصة الثانية!.


... سبعة أشهر وهيلة لم تكن تمارس مع علي سوى أن تلقنه دروساً في الرجولة غير أنه ظل كما هو على طمام المرحوم، ثمة سريران يتنازعان غرفة النوم الخاصة بهما! لم تشأ هيلة أن يجمعهما سرير واحد وهو لم يزل بعد دون رجولة هيلة!
... تطاول أفغاني صاحب مخبز على "علي" وتلاسنا! وما إن كادت الأيدي تتلامس حتى كف علي بتأخره المفاجئ! ولم تبرحه سورة غضبه! غير أنه لم يصنع شيئاً ذا بال وبخاصة أن الأفغاني راح يردد بصوت مرتفع وأصبعه تتجه صوب علي: أنت ما فيه رجال! إبانها تمنى علي لو أنه استعار من هيلة شيئاً من قوتها ليلقن الأفغاني درسا! تفطن علي لشيء ما وبصق على الأرض في محاذاة قدمه وهو يقول: واعيباه ... بس! دلف بيته ولم يكن معه الخبز والفول ومن أجل أن يسلم من المساءلة ساق كذبته: "شفتي يا هيلة لأول مرة يأخذ إجازة الأفغاني".


دست هيلة بقية أشيائها في شنطتها في مشهد من وداعية "مبكية" من "علي" وهو بمكان قصي من "الصالون" يرقبها بعينين دامعتين! (من جد أنت عازمة على الذهاب لأهلك والله إني مستأنس بالمرة... وبعدين كيف تتركيني وحدي في هذا البيت الكبير، أقسم لك أني لا أجسر على البقاء وحدي هنا) أوقفت هيلة عليا عند هذه الجملة ورمقته وهي تغالب ضحكة تقتحم شفتيها ثم نهضت وهي تأخذ طريقها للباب قالت له: (أنت كنت الوحيد ولدا ـ من بين شقيقاتك الأربع! بينما كنت ـ أنا ـ الوحيدة بين ستة من الأشقاء... أتمنى أن تجد لك بنتا تناسبك! ولعلي أن أوفق بـ "رجل" أكتشف معه أنوثتي...) أوصدت الباب ولم تأبه لشأن علي حيث راح يبكي وأظنه لم يزل للتو يبكي، وبحسب أم علي أن تكفكف أدمع ضناها /علي في مشهد جنائزي كئيب يموت فيه علي أكثر من مرة في الأثناء التي تحيا فيها "هيلة" مرة أخرى!

منقول من الكاتب /خالد صالح السيف ..

yosr
24-08-2003, 07:32 PM
روعة حلو القصة
خاصة و هي تعكس امرا هاما في مجتمعنا فالفتاة التي تحيا في بيت كله اشقاء شبان من الطبيعي ان تنشا مثلهم و ان تكتسب رجولتهم

انها قصة رائعة

HArb200
26-08-2003, 03:43 PM
العفو اختي الكريمة ..

..daredevil..
26-08-2003, 11:17 PM
مشكور يا هارب على القصه اللي شدت كامل انتباهي..
وجعلتني اطنش كل اللي بالمسنجر (&)

HArb200
26-08-2003, 11:48 PM
العفو يادير ديفل .. وفعلا القصه جذابه

DE NILSON
02-09-2003, 03:58 PM
مشكور اخوي على القصة
وفعلا قصة حماسية

Kubaj
11-09-2003, 04:47 PM
سلمت يداك يا هارب ..أقصوصة جميلة ..

HArb200
15-09-2003, 09:58 PM
خنباج ,,
الله يسلمك .. بالفعلا انها اقصوصه ..