.::RaK_BoY::.
25-08-2003, 06:47 PM
"هندوووه.. هندوووه.. !!!! وين راحت هاذي ؟؟"
كانت سعاد واصلة حدها من الغيظ، ودوّرت هند في البيت بكبره..اللي يشوف سعاد تعجبه على طول، جميلة وأنيقة وأهم شي عندها ان مظهرها يكون حلو ومرتب.. شعرها كستنائي وطويل وناعم، بس لأنها حرمة أم عيال وعندها مسئوليات تعودت انها دوم تلفه..
سعاد أصلا عصبية بطبعها.. بس من بدت إجازة الصيف وهي تحس انه أعصابها خلاص تعبت.. بنتها هند اللي عمرها 15 سنة وايد متعبتنها، طول اليوم وهي بيت عمها وما ترد البيت الا الساعة تسع فليل.. ويوم ترمسها أمها ترد عليها بكل وقاحة وقلة أدب..
غمضت سعاد عيونها وحاولت انها ما ترتجف من القهر اللي فيها وقالت: " يا ربي متى بتبدا المدارس وبفتك من أذيتها!!.. على الأقل بتنشغل بدراستها.."
"سعاد يا حياتي خفّي على البنية شوي.." نصحها أبوها سعود الراهي اللي دش الصالة ولقى بنته مشتطة كالعادة.. "انتي تعرفين انه الضغط يولّد الإنفجار.. لا تكتمين أنفاسها عشان ما تنجلب ضدج بعدين.."
سعود الراهي ريال كبير في السن، كويتي الجنسية.. سكن في الإمارات عقب وفاة مرته مريم أم سعاد، وبما انه سعاد هي بنته الوحيدة، قدرت تقنعه انه ايي ويسكن عندها في دبي.. ومن 8 سنين وهو ساكن وياهم ..
عقب ما توفت مرته مريم اللي كان يحبها بجنون، كل شي صار يذكره فيها في بيتهم بالكويت.. وهذا هو السبب الرئيسي اللي خلاه يودر اهله وينتقل للإمارات..
يوم كانت سعاد ياهل، كانت دلوعة أمها وابوها.. وكبرت وصارت أنانية وحقودة.. وغيورة لأبعد الحدود.. لدرجة انها كانت تغار من بنتها هند..
ويوم تزوجت سعاد من حمدان ، كانت تعرف انها بتترك الكويت للأبد وما فكرت ولا لحظة في أمها وأبوها اللي يموتون فيها وما عندهم غيرها.. وعقب ما تزوجت سعاد.. مرضت أمها من الهم والوحدة وماتت ..
سعاد كانت تحب أبوها بس طبيعتها الأنانية وشخصيتها العصبية كانت تمنعها من انها تظهر هالحب أو تعبر عنه.. وكانت تفتشل منه ساعات لأنه كبير ويخرف.. وأحيانا كان يقول الصراحة وما يهمه حد.. بس هي كان في نظرها انه لسانه طويل..
سعود عمره ما حس انه واحد من أهل حمدان.. مع انه عاش باجي أيامه كلها في الإمارات .. بس كان دوم يحس بالغربة.. وهذا بعد كان إحساس سعاد.. اللي كانت دوم تحاتي انها ترتكب أي غلطة في تربية عيالها.. عشان لا يعايرونها و يقولون انها ما عرفت تربيهم لأنها كويتية..
قطعت الخدامة تينا حبل أفكار سعاد لما يت وقالت: " ماما موزة يريدج على التيلفون.."
سعاد: "تينا حطي العشا انتي وأم جمال.. الساعة الحين تسع وهند بعدها ما يت.. برايها بنتعشى عنها.."
تينا: "اوكى مدام.."
وراحت تينا تخبر أم جمال، المربية، إنهم بيتعشون من دون هند.. وتظايجت أم جمال اللي تحب هند وتعتبرها بنتها.. أم جمال لبنانية عمرها فوق الأربعين.. تشتغل في بيت حمدان بن ضاحي من أكثر من 12 سنة.. تعرفت عليها سعاد يوم كانت مسافرة لبنان ويا ريلها وأصرت عليه انه يكفلها عشان تساعدها في تربية عيالها... وعمرها ما ندمت على قرارها هذا لأنه أم جمال ما قصرت وياها وويا عيالها..
كانت سعاد تهتم بس بالأولاد ناصر وراشد، وأهملت هند بدرجة كبيرة.. أم جمال هي اللي كانت تهتم فيها وترقدها.. هي اللي ربتها ودلعتها.. وسعاد ارتاحت لأنه هند تعلقت في أم جمال لأنها من يوم يابتها وهي عايفتنها.. وبسبب معاملة سعاد لهند، ازدادت المشاكل بينها وبين ريلها حمدان..
اطالعت أم جمال ساعتها وتظايجت وايد.. الساعة الحين تسع.. وين راحت هند؟ أكيد امها مشتطة الحين ويمكن تظربها.. ليش هند جذي؟ دوم هي ومشاكلها؟ كأنها تدور على المشاكل.. بس أم جمال تعرف.. انه هند تسوي كل هذا عشان تجذب انتباه امها لها.. عشان تحسسها بوجودها..
دشت سعاد الصالة وهي بتموت من القهر، وشلت السماعة.. ويلست وغمضت عيونها عشان تخفف من صداعها.. موزة هي مرة مانع أخو حمدان.. وفي نفس الوقت يارتهم.. لأن حمدان ومانع ومحمد بيوتهم حذال بعض..
سعاد: "هلا أم هزاع، شحالج غناتي؟"
موزة: "هلا ام راشد حبيبتي.. بخير الله يعافيج.. اشحالج انتي؟"
سعاد: "الحمدلله بخير.."
موزة: "عاد بغيت أخبرج انه هند سارت العزبة ويا عيال عمها سلطان و شما.. وبعدهم ما ردوا.."
سعاد (وهي تصارخ): "شو مودنها العزبة؟؟ شو وصلها الذيد؟؟؟ أنا كم مرة قايلة لها ما تظهر ويا سلطان!! وبعدين ولدج هذا بيكمل 18 سنة وبعده ما عقل.. شله باليهال والبنيات ييلس وياهن؟ يا موزة انا نبهت عليج أكثر من مرة ما تخلينها تسير وياهم.."
أم هزاع يحليلها حست انه ويهها احترق.. وانقهرت وهي تسمع سعاد محتشرة بس كتمت غيظها وقالت: " أنا قلت لسلطان بس الله يهديه ما يسمع الرمسة.. تعرفينه شما ما تهون عليه ويوم قالت له بتسير العزبة ما رام يكسر بخاطرها.."
سعاد: " والله محد مخرب بنتي غير عيالج يا موزة.. اسمحيلي بس الحق ينقال.."
موزة: "خلاص.. اليوم يوم بيردون بهزبهم.."
سعاد: "تسوين خير.."
سكتت أم هزاع .. كانت تعرف انه سعاد بتنفجر في ويهها وعشان جي كانت مترددة انها تتصل.. والحين تنهدت وحاولت تغير الموضوع..
موزة: "يحليلج يا ام راشد باجر بتتعبين.. عازمتنا نحن وقوم محمد .. ما تبيني اساعدج الغالية؟"
سعاد: "لا ما يحتاي مشكورة.. البشاكير يسدن.. " كانت سعاد قافطة لأنها احتشرت على موزة وهي تعرف انها مسكينة مب بإيدها وانه عيالها بروحهم شياطين.. وقالت: "اسمحيلي يا ام هزاع بس هند هاذي بتطلع لي قرون منها.. وايد تعاند.. والله انه اخوانها الصبيّان أهدى وأعقل عنها.. ما أعرف من وين ورثت هالاطباع.."
موزة: "ما يندرى والله.." وفي خاطرها قالت " طالعه عليج بعد على منو بتطلع.."
------------------------------
في الذيد، كانت هند وعيال عمها مانع يالسين يسولفون ومب حاسين بالوقت..
تنهدت هند وهي تطالع النجوم وقالت: " ما أبا ارد بيتنا.. بتم هني الليلة.."
سلطان (وهو يطالع ساعته): " واخيبتيه الساعة تسع!! بسرعة خل نرد البيت.."
هند: "ليش نرد.. ؟ نتم هني احسن.."
شما: "هي سلطوون نتم.."
شما وهند عمرهم 15 سنة، دوم ويا بعض ومتفقين في كل شي.. بس شما كانت تموت في هند وتطيعها وتحترمها.. لأنه هند جريئة وواثقة من عمرها وهالشي تفتقده شما الخجولة الهادية.. وبما انه هند وشما ما عندهم خوات وعايشين في بيئة كلها شباب.. سوو لهم حزب خاص فيهم وكانوا يلعبون ويا بعض وكل وحدة تخبر الثانية بأسرارها..
سلطان: "اسمحولي ما فيه على لسان الكويتية.." < يقصد أم هند..
ومشى سلطان جدا موتره وهند وراه وهي تراقب ريوله.. سلطان يعري شوي لأنه كان مسوي حادث يوم كان عمره 12 سنة وتعورت ريوله وايد.. ومع العلاج اللي كان في أمريكا وبسبب شجاعة سلطان نفسه.. قدر انه يتغلب على هالشي ومحد كان يلاحظ إعاقته البسيطة الا اللي يدققون في مشيته..
بالرغم من هالحادث، كان سلطان رياضي وخيّال من الدرجة الأولى .. وأبوه مانع كان دوم يفتخر به جدام اخوانه..
هند: "سلطان اصبر.. بتمنى امنية قبل لا أركب الموتر.."
سلطان: "شو هالخرابيط؟ والله انج ياهل.."
هند: " أف منك!! شو دراك انته؟ يدي قال لي كل ما تروحين العزبة تمني أمنية وبتتحقق ان شالله.."
سلطان: "يدج هذا متفيج.."
هند: "يدي احسن عنك.."
سلطان: "محد قال شي انزين.. يالله تمني خلصيني.."
غمضت هند عيونها وتمنت.. وقلدتها شما بعد وتمنت.. أول ما بطلت هند عيونها سألت شما.. "شو تمنيتي؟"
شما: "ما بخبركم.. بتضحكون عليه.."
هند: "والله ما بضحك.. قولي.."
شما: " تمنيت أستوي مطربة.. لأنه صوتي حلو.."
ضحكت هند من الخاطر وسلطان ابتسم وقال: "عاد هالامنية مستحيل تتحقق لأنه صوتج اخس عن صوت بقر أمايه.."
عصبت شما وقالت: "كنت متأكدة انكم بتضحكون.."
سلطان: "هنادي انتي شو تمنيتي؟"
هند: "باجر الجمعة.. يعني كلكم بتكونون في بيتنا وبتلعبون كورة شرات كل مرة صح؟"
سلطان: "صح.."
هند: "تمنيت تخلوني ألعب وياكم.."
سلطان: "لو تموتين ما بتلعبين ويانا.."
هند: "وليش ان شالله؟ تخافون أغلبكم؟"
سلطان: "تخسين والله لا نقطعج تقطيع.."
عصبت هند.. ما تحب حد يقلل من قدراتها وانقهرت أكثر يوم قال سلطان: "والله انج ياهل.. ألحين تأكدت انج ياهل.."
هند: "ياهل؟ أنا ياهل؟؟.. يكون في علمك اني بكمل 16 سنة عقب ثلاث شهور.. بستوي حرمة فديتني.."
سلطان (وهو يضحك): " هنادي انتي عمرج ما بتستوين حرمة لأنج أصلا ما فيج شي من الأنوثة.. " والتفت على اخته شما وقال: "شما مثلا.. كلها أنوثة.. بس انتي؟.. لا.."
احمرّ ويه هند من القهر وقالت: "وانته يا سلطان .. شو تمنيت؟"
سلطان: "أنا مب ياهل ولا بنية عشان اصدق هالخرابيط.."
ابتسمت هند، سلطان وايد يعيبها.. وحتى يوم يحاول يغيظها ما تزعل منه.. بالعكس تستانس لأنه يهتم فيها..
هند: "سلطان والله تخلوني ألعب وياكم باجر.."
سلطان: "حتى لو خليتج تلعبين.. أخوج ناصر ما بيطيع.."
هند: "نصور يعرف اني العب احسن عنه.. عشان جذه ما يبا يفتشل جدامكم.."
سلطان: "أنا ما يخصني.. خبري أبوج.. تراه يموت فيج وما يروم يرفض لج طلب.."
ضحكت شما وقالت: "كل حد يموت في هند.. مب بس أبوها.."
هند: "كل حد ما عدا امايه.. هي الوحيدة اللي تكرهني"
سلطان: "حرام عليج.."
شما: "صدق والله خالوه أم راشد ما تداني هند.."
هند من يوم ياهل وهي تتمنى تكون ولد.. عشان امها تحبها شرات ما تحب اخوانها الشباب.. كانت تكره ألعاب البنات.. وكبرت وهي تقلد الأولاد في كل شي.. بس محد كان يسوي لها سالفة كثر سلطان ولد عمها.. هو اللي علمها تركب الخيل وهو الوحيد اللي يرضى يلعب وياها كورة.. ودوم يدافع عنها وعشان جذي تعلقت هند بسلطان.. واعتبرته اخوها.. لأنه اخوانها راشد وناصر دوم يواجعونها وما يسوون لها سالفة..
سلطان بعد كان يحب هند ومعزتها عنده نفس معزة شما .. بس أخوه العود هزاع كان يكرهها .. ويقول عنها مغرورة وخبلة.. يوم ركبت هند الموتر اطالعها سلطان من الجامه وابتسم يوم يت عينه في عينها.. هند بشرتها حنطاويه وناعمة .. وعيونها فيها غرور كبير بالرغم من صغر سنها.. بس شخصيتها وايد حلوة وسلطان يعيبه فيها مرحها وعنادها.. ويوم تعصب محد يروم يوقف في ويهها.. باختصار كانت هند شعلة من النشاط والجاذبية.. وكان سلطان يعرف انه مكانته عندها كبيرة وتعاملها معاه غير عن تعاملها مع باجي عيال عمها..
سرحت هند في عالمها الخاص وتذكرت امنيتها الحقيقية.. طبعا مب الامنية اللي قالتها لعيال عمها.. اللي ما تعرفه شما ولا سلطان هو انه مشاعرها لسلطان بدت تتغير من شهر تقريبا.. بدل لا تعتبره اخوها.. صارت تشوفه حبها وفارس أحلامها.. ويوم كان يحط عينه في عينها كانت تستحي وقلبها يدق بقوة.. وحاولت أكثر من مرة انها تسيطر على مشاعرها بس من دون فايده.. أمنية هند كانت انه سلطان يكون من نصيبها في يوم من الأيام.. ويعطيها ولو جزء بسيط من حبه وقلبه..
كان سلطان متنرفز وهو يطالع ساعته..
سلطان: "الساعة عشر وربع.."
هند: "أمي يتقطّعني.." كانت بتموت من الخوف ...
سلطان: "وأنا بتشتمني.. وبتخبر أبويه يهزبني كالعادة.."
هند: "تستاهل.. محد قال لك تودينا العزبة.."
سلطان: "والله يالسبالة؟ انزين!! اللي يوديج هناك مرة ثانية.."
سكتت هند وردت تفكر بأمها اللي بتطلع حرتها فيها الليلة..
أول ما وصلوا البيت، طلعت لهم أم جمال..
أم جمال: "وينك يا هند؟ أمك بدها تدبحك.."
هند (وهي تضحك): "شوي شوي على عمرج يا أم جمال لا يرتفع ضغطج واطيحين هني علينا.."
بس ضحكة هند اختفت يوم دشت الصالة وشافت أمها اللي كانت شابة نار..
سعاد أول ما شافت بنتها داشة الصالة، وقفت وسارت صوبها وصرخت عليها..
سعاد: "إنتي ما تخافين ربج؟ وين هايتة لى هالحزة؟"
هند: "أمايه فديتج هدي شوي.. أنا سرت العزبة ويا سلطون وشموه.. ونسيت أخبرج.. "
راشد وناصر، اخوان هند الكبار، نزلوا من غرفهم عشان يطمشون..
يوم شافتهم هند قالت: "انتو بعد شو يايبنكم؟ هذا اللي ناقصني!!"
ناصر اللي عمره 23 ووغد لأبعد الحدود.."تستاهلين كل اللي بييج يالدبة.."
سعاد: "نصووووور صخ !! مب وقته الحين.."
تلفتت هند في الصالة ادور ابوها عشان يدافع عنها.. بس ما كان موجود.. ويدها أكيد راقد.. يعني ما شي محاميين.. وعقب ما هزبتها أمها وما خلت كلمة ما قالت لها اياها..
سعاد: "التعني حجرتج ما أبا أشوف ويهج لين باجر.."
هند: "أمايه انا بعدني ما تعشيت.."
سعاد: "ماشي عشا.. يالله ذلفي حجرتج.."
سارت هند حجرتها وهي تتأفف وأول ما دشت الحجرة كانت بتطير من الوناسة لأن أم جمال كانت داخل ووياها صينية العشا.. وحمدت ربها لأنها تذكرتها خصوصا انها بتموت من اليوع..
في الصالة، اتصلت سعاد بريلها حمدان اللي كان بيت أخوه محمد..
سعاد: "وينك انت؟ تعرف انه بنتك توها رادة من الذيد؟ كنت أباك تهزبها.."
حمدان: "انزين ما فيها شي يا ام راشد، تراها سايرة ويا عيال عمها.."
سعاد: "محد بيضيع هندوه غيرك انت يا بوراشد.. وايد تدلعها.."
تظايج حمدان من رمسة مرته وتساءل في داخله ليش ما تحب هند؟ وين راحت الإنسانة اللي حبها من كل قلبه وتزوجها رغم معارضة امه وابوه؟؟ شو اللي غيرها وخلاها تتحول لوحدة أنانية وخالية من المشاعر؟؟
------------------------
في هالوقت كانت هند منسدحة على شبريتها تحاول ترقد.. بس كل أفكارها كانت عند سلطان.. تتذكر كل كلمة قال لها اياها.. ويوم شافت عمرها مب رايمة ترقد.. قامت وطلعت مذكرتها من الدرج.. وكتبت..
" سلطان..
هناك في العالم الآخر..
هناك في المدى البعيد.. البعيد..
حين لا يكون للزمن قياس ولا للإحساس الصادق قيود أو فوارق..
هناك فقط أستطيع أن أراك.. أستطيع أن ألمسك..
أن أعيشك..
وأن أقول بأني أحبك مرات ومرات.. " *
ردت هند مذكرتها في الدرج وحاولت ترقد.. وعاهدت عمرها انه حبها لسلطان يكون سر بينها وبين نفسها.. لأنها متأكدة انه أمها اذا درت بتحاول قد ما تقدر انها تخرب كل شي.. وغمضت عيونها وهي تحلم فيه..
* من كلمات شهرزاد..
-------------------
نهاية الحلقة الأولى
نشت هند من الرقاد على صوت أذان الفجر، وبطلت عيونها وهي تسمع صوت المؤذن اللي خلاها تبتسم وتتفاءل انه هاليوم بيكون حلو..
الساعة الحين خمس الفجر، وهند متعودة تنش هالحزة كل يوم من بدت إجازة الصيف.. وقتها المفضل هو الفجر لأنه أهلها كلهم يكونون رقود..
قامت هند وصلت ولبست جينز جديم وقميص أبيض وطلعت في الحوي والكرة في إيدها..
يوم طلعت شافت الدريول اسحاق يغسل سيارة ابوها وابتسمت له وكملت دربها لين وصلت الملعب الصغير اللي يلعبون فيه اخوانها وعيال عمها كرة كل اسبوع.. وبدت تتدرب مثل عادتها كل يوم..
هند تعودت تنش الفير يوميا وتلعب ساعتين قبل لا تنش أمها وتشوفها.. كان خاطرها تلعب ويا اخوانها ، ولأنهم ما يطيعون كانت تلعب بروحها الفير.. وتحس بالحرية اللي تنحرم منها وهي بين أهلها..
الساعة 8 الصبح ردت هند حجرتها بسرعة ولبست جلابية وطلعت توايج من البلكونة على بيت عمها مانع، كانت خدامتهم برى تنظف الحوي.. بس سلطان محد.. أكيد راقد لأنه متعود ينش الساعة 11..
يوم نزلت هند الصالة، شافت أم جمال جدامها وخبرتها أنه أمها وابوها نشوا ويالسين يتريقون في غرفة الطعام..
دشت هند وسلمت عليهم، وباست يدها سعود قبل لا تيلس حذا ابوها..
هند: "أبويه.."
حمدان: "لا!"
هند (وهي تضحك وتبوسه على خده): " شو؟ أنا بعدني ما طلبت عشان ترفض.."
حمدان: "أعرف اللي تبينه وجوابي ما بيتغير.. لا.."
سكتت هند وشلت الكرواسون وبدت تاكل، ومن طرف عينها لاحظت انه ابوها يبتسم.. فاستغلت الفرصة واطالعته بعيونها العسلية الواسعة وعطته أحلى ابتسامة عندها.. ابتسامة محد يحصلها غيره هو ويدها سعود.. كانت تعرف انه أبوها يذوب يوم يشوف هالابتسامة وما بيرفض طلبها..
هند: "أبويه فديتك.. أبا ألعب وياكم اليوم العصر.. والله اعرف العب.. ما بفشلك.."
انقهرت سعاد من بنتها وقالت في خاطرها متى بتيوز عن سوالفها؟ كانت تعرف انه هند يالسة تحاول بدلعها انها تأثر على ابوها..
سعاد: "هندوه بس عاد! أبوج قال لأ.. لا تأذينه واكلي وانتي ساكتة.."
زعلت هند ونزلت الكرواسون من إيدها .. بس أمها طنشتها وشلت المجلة وبدت تقراها.. كانت تعرف انه هند يالسة تطالعها بس حاولت قد ما تقدر انها ما تتنرفز..
هند: "أمايه ليش ما تبيني ألعب وياهم؟"
سعاد: "لأنج بنت.. مب واحد من الشباب.. وعيب البنات يلعبن كرة.."
هند: "إنتي لو ترومين جان لعبتي وياهم.."
سعاد: "هندوه عن قلة الأدب.."
هند: "شو؟ غلطت؟ انتي تبيني استوي شراتج.. بس أنا مابا.. أبا استوي شرات ابويه فديته.. صح بابا؟"
حمدان: "شو؟ شو السالفة؟"
حمدان يحليله كان يالس يقرا الجريدة وما انتبه لرمستهم... بصراحة من كثر ما مرته وبنته يتناقرون، تعود انه يطنشهم..
في هاللحظة دشوا ناصر وراشد وهم مسطلين يبون يرقدون.. لأنهم أصلا راقدين الفجر.. وتغيرت ملامح سعاد أول ما شافتهم وابتسمت وحطت المجلة على صوب..
ناصر: "راسي بينفجر.."
سعاد: "بسم الله عليك غناتي.. ليش متى رقدت أمس؟"
ناصر: "الساعة خمس.. ما شبعت من الرقاد.." وباس امه على راسها والتفت على هند وقال: "هنادي اشحالج؟"
"زينة" قالت هند وهي تطالعه بحقد "أنا بروح بيت عمي مانع.." وطلعت من البيت من دون ما تتريى رد من امها وابوها..
أول ما طلعت هند شلت سعاد المجلة وردت تبتسم لناصر وراشد وقالت: "اليوم هندوه بتحشرنا.. تبا تلعب وياكم العصر وابوها ما طاع.."
راشد: "هذا اللي قاصر بعد.. هالدبة تلعب ويانا.."
ناصر: "أكيد ابويه ما بيطيع.. وين تبا هاذي؟ منو بيخليها تراكض جدام عيال عمي مانع وعمي محمد.."
حمدان: "أنا مب متفيج لخرابيط هندوه.. عندي أشغال اهم.."
كانت سعاد مستانسة انه ريلها – ولأول مرة- ما تأثر بأساليب بنته وما طاوعها.. وحطت إيدها على ايده وابتسمت له..
يدهم سعود اللي كان سرحان، انتبه الحين وقال: "شو عندكم محتشرين؟"
سعاد (باستخفاف): "هندوه ومصايبها المعتادة.. تبا تلعب ويا عيال عمها كرة العصر.."
سعود: "إي.. زين تسوي والله.. عشان تراويهم اللعب على أصول.."
-------------------------
دشت هند بيت عمها مانع من دون ما تسلم وراحت على طول حجرة شما ونطت على الشبرية.. شما كانت متعودة على هند وما تفاجأت يوم شافتها هالحزة..
شما: هلا والله
هند: أهلين
شما: بلاج معصبة؟
هند: مب بس معصبة إلا بموت من القهر..
شما: أبوج ما طاع صح؟
هند: هيه بس شو دراج؟
شما: ليش في شي ثاني ممكن يظايجج؟
هند: والله يا شما اني كنت برتكب جريمة في امايه..
شما: كل حد وده يرتكب فيها جريمة مب الا انتي..
هند: والله حظج في أمج.. خالوه موزة محد يسواها.. ليتها أمي انا..
شما: هى والله فديت امايه..
شما وأمها علاقتهم وايد حلوة.. موزة تعتبر بنتها شما صديقة لها لأنها بنتها الوحيدة.. وهالشي هو اللي تفتقده هند..
شما: ليش امج تعاملج بهالاسلوب؟
هند: يمكن لأني الصغيرة والبنية الوحيدة..
شما: بالعكس المفروض هذا يكون سبب انها تدلعج.. مب تناقرج اربعة وعشرين ساعة..
هند: اماية ما تحب الا رشود ونصور هالوحوش.. مالت عليهم.. والله نصور بموت منه.. كل ما يشوفني يتحرش فيه.. واذا ما كان له نفس يقول شي.. نظراته ما تقصر.."
شما: بس رشود يحليله يحبج..
هند: رشود طيب.. بس ناصر هو اللي واقف لي في بلعومي..اتمنى يسفرونه برى يدرس في امريكا ولا بريطانيا.. والله ساعتها بفتك منه..
شما: يحليلج يا هند يعني اليوم ما بتلعبين وياهم..
هند (تتنهد): لا والله خلاص استسلمت..
شما: غريبة. .أول مرة..
هند: مالي نفس اعاند.. ما فيه على حشرة سعادوه..
في هاللحظة سلطان وابتسمت هند واشرق ويهها أول ما شافته..
هند: سلطان!! هلا والله..
سلطان: هلا كابتن هند.. اليوم المباراة الساعة 4 لا تتأخرين..
سلطان كان يعرف انها مستحيل تلعب ويبا يغيظها بس..
هند: للأسف أبويه ما طاع..
استانس سلطان وابتسم.. وحست هند انه قلبها يدق بقوة يوم شافت ابتسامته..
سلطان: غريبة.. عمي حمدان رفض لج طلب؟
هند: مب منه.. من امايه هي اللي مجرجتنه عليه..
في هاللحظة زقرتهم أم هزاع تحت عشان يتريقون ونزلوا كلهم غرفة الطعام...
-------------------
عقب صلاة الجمعة، اجتمعوا مانع ومرته موزة وعيالهم هزاع وسلطان وشما وال Baby سعيد و محمد ومرته ناعمة وبناتهم ظبية وعفرا اسما في بيت أخوهم العود حمدان مثل عادتهم كل جمعة.. وكانوا كلهم يالسين في الصلاة يسولفون إلا هند اللي بعدها ما نزلت من غرفتها..
هند لبست جلابيتها وكانت بتنزل بس في آخر لحظة غيرت رايها وقالت: "أنا اراويج يا امايه.. " وغيرت جلابيتها ولبست البنطلون الجينز والقميص الأبيض اللي كانت لابستنه الصبح ونزلت..
في هالوقت، كانت أمها متنرفزة وتوها بتنش تزقرها يوم شافت نازلة من فوق.. وشهقت واطالعتها بنظرة حادة عشان ترد تغير ثيابها قبل لا حد يشوفها، بس للأسف ما لحقت لأن سلطان شافها..
سلطان: "هنادي وينج؟ من متى نترياج..!"
هند( تبتسم لأمها): "نسيت انكم بتتغدون عندنا اليوم.."
حست سعاد انها بتختنق.. هالبنية لازم تفشلها.. شو هاللبس اللي لابستنه؟؟
سعاد: "هندوو انتي شو لابسة؟؟ يالله سيري بدلي ثيابج.."
هند: "ليش انا دوم هذا لبسي في البيت.."
سعاد: "قلت لج سيري غيري ثيابج يالله اشوف!!!"
هند: "ان شالله .. حتى في اللبس بتتحكمون فينا.."
وردت حجرتها عشان تغير ثيابها وهي تضحك في داخلها وتقول.. "عشان مرة ثانية يوم اطلب من ابوية شي ما تخربين عليه.."
سعاد يحليلها ما عرفت كيف تتصرف وويهها استوى احمر من الفضيحة.. الحين بيقولون انها مدلعة بنتها وتخليها تلبس على كيفها.. وصدت على ريلها وشافته يبتسم ويطالع ابوها سعود.. وما تجرأت تحط عينها في عين موزة او ناعمة لأنها تعرف انهن يالسات يطمشن عليها الحين..
موزة (تهمس لناعمة): يحليلها سعاد.. متأذية أذية من هالبنية..
ناعمة: هي اللي ما عرفت تربيها.. فرتها على أم جمال اللبنانية من يوم كانت ياهل..
موزة: حرام عليج .. انتي تعرفين اشكثر سعاد تحب عيالها..
ناعمة: تحب نصور ورشود.. ولا هالفقيرة هندوه اربعة وعشرين ساعة هايتة .. يا في بيتنا أو في بيتكم..
في نفس الوقت، كانت عفرا وأسما بنات عمها محمد يحشن فيها بعد..
عفرا: هندوه هاذي بس تبا تخق جدامنا ..
اسما: اسكتي عفاري بروحي مب طايقتنها .. والله حركاتها مب حركات وحدة عاقل..
عفرا: شفتيها شو لابسة؟
اسما: مب منها .. أمها كويتية.. هاذيلا عادي عندهم
شما سمعتهم وسكتت مع انها كانت مقهورة وتبا تدافع عن هندوه ، بس تعرف انها اذا رمست ما بيخلونها في حالها.. وفي هاللحظة نزلت هند بجلابية عنابية وراحوا كلهم يتغدون وتمنت سعاد انه هاليوم يعدي على خير..
الساعة اربع العصر، طلعوا كلهم برى عشان يشوفون الشباب وهم يلعبون .. وهند كانت يالسة حذال شما والكآبة في عيونها.. طبعا ما خلوها تلعب وياهم ويوم خلصوا ياهن سلطان ويلس وياهن..
سلطان: "هنادي لا يكون تظايجتي؟"
هند: "مب مهم.."
سلطان: "شو اللي مب مهم؟"
هند: "مب مهم اتظايجت ولا لأ.. انتوا متى حسيتوا فيني أصلا؟"
سلطان: "أفا يا هنادي.. ألحين أنا مب حاس فيج؟"
هند: "لا سلطان انته غير.."
سلطان: "وانتي بعد غير هندوه.."
هند (وقلبها يدق): "غير؟ شو قصدك؟"
سلطان: "يعني يا هندوه يا حياتي.. انتي معزتج من معزة شما.. والله انج شرات اختي واكثر بعد.."
هند (تبتسم من دون نفس): "آهاا.. اختك!.. هى حتى انته شرات اخويه .."
ابتسم سلطان وراح يسولف ويا عيال عمه واخوه ويلست هند تفكر في حظها الردي..
----------------------------
في نفس الليلة، فاجأت الأمطار الكل وتساقطت بغزارة.. هند كانت في الصالة وحاسة بملل فظيع.. تبا تسير عند شما بس المطر يمنعها .. ويوم اتصلت بها عشان تسولف وياها، كانت شما مشغولة تلاعب اخوها سعود.. راحت هند تيلس عند اخوانها ناصر وراشد بس أول ما شافوها صكوا الباب في ويهها وقفلوه..
فيلست في الصالة بروحها لين يتها أم جمال..
أم جمال: مساء الخير
هند: هلا مسا النور ام جمال..
أم جمال: شو بكي؟
هند: ملانة.. أم جمال تعالي العبي ورقة ويايه..
أم جمال: لا يا حبيبتي انا عندي شغل.. بس جدك فاضي ما عنده شي..
هند: هى والله يدي متفيج.. وينه؟
أم جمال: برى بيمشي في المطر.. الحقي عليه قبل لا يمرض..
هند: ان شالله .. مشكورة ام جمال..
يوم طلعت هند في الحوي ضحكت على يدها اللي كان يتمشى ولا كأنه الدنيا غرقانة من المطر.. واقتربت منه وقالت: يدي فديتك بتمرض...
سعود: خل امرض عادي.. مب كل يوم نستانس بالمطر..
هند: عن الدلع يالله نسير داخل انا ملانة..
سعود: زين بس اول بنسير الملحق.. خاطري في جيكارة وامج ما تداني ريحتها في البيت..
ابتسمت هند وراحت وياه الملحق.. وعقب ما داخ الجيكارة وخلص..
سعود: تبين؟
هند (وهي تضحك): يدي انته شو تقول.. ؟ تباني أدوخ؟
سعود: مرة وحدة بس ما بتضرج..
هند : ههههههههه والله انك دمار يا يدي سعود.. أخاف باجر تطور وتعطيني مخدرات..
سعود: لا وين بحصلهن المخدرات وامج واقفة لي شرات العظمة في بلعومي..
باست هند يدها وقررت انها ما تكسر بخاطره وجربت الجيكارة لأول مرة.. ويحليلها لاعت جبدها ويلست تكح وتكح ويدها يضحك عليها ويقول: دواج.. عشان لا تقربين صوب هالسموم مرة ثانية..
هند: والله يا يدي؟ يبالي اسير اخبر عليك امايه..
سعود: لا دخيلج والله ما فيه على لسانها..
وردت هند ويدها البيت وأول ما دشوا الصالة شافوا ام جمال اللي على طول شمت ريحة الجيكارة.. وتوقعت انه مصدرها سعود.. بس انصدمت يوم رمست وياها هند وشمت الريحة فيها..
أم جمال: يخرب بيتك!! انتي بتركضي ورا المشاكل ركض؟؟
هند (مصدومة): ليش ؟ شو سويت؟
أم جمال (وهي تشد اذن هند): شو فاكرة نفسك صبي؟؟ ضحك عليكي هالعجوز وخلاكي تشربي هالأرف؟؟
هند (اللي فهمت السالفة أخيرا): والله اخر مرة ام جمال والله..
سحبتها أم جمال فوق وخلتها تنظف أسنانها وتسبح.. بس هند أول ما خلصت حست بلوعة من طعم الجيكارة اللي بعده ما راح من حلجها ويلست المسكينة ترجّع.. فراحت أم جمال وخبرت سعاد انه بنتها مريضة بس ما قالت لها السبب..
عقب شوي دشت سعاد حجرة بنتها وابتسمت لها بحنان..
سعاد: بلاج حبيبتي؟ شو صار عليج؟ توج ما فيج شي..
هند (بدلع): ما اعرف اماية.. جبدي لايعة..
سعاد: ما عليه فديتج انا الحين بسير اسوي لج شوربة وعصير ليمون.. وبتخفين ان شالله..
هند: يدي سعود وين؟
سعاد( تتنهد): الله يهديه ابوي.. راقد في الصالة وثيابه كلها ماي..
هند: امايه حرام عليج قعديه بيمرض..
سعاد: والله عاد هو مب ياهل..
هند: فديته يدي والله بيمرض.. امايه الله يخليج تعرفين انه مخرف..
سعاد: خلاص الحين بسير اقعده وبخليه يغير ثيابه..
وباست بنتها على خدها وطلعت عنها..
وابتسمت هند ابتسامة رضا قبل لا تغمض عيونها وترقد على طول من التعب..
--------------------------------
نهاية الحلقة الثانية
الممزر، يونيو 1989:
كانت هند تتمشى ويا شما بنت عمها على البحر حزة المغرب، واثنيناتهن مستانسات انه النتايج طلعت ونجحن في أول ثانوي.. بس في شي واحد كان عافس مزاج هند ومخلنها مب قادرة تاكل أو ترقد من أسبوع.. من يوم ما خبرتها أمها أنه منى بنت عمتها المرحومة فاطمة بتزورهم عقب اسبوعين وهي بتموت من الظيج..
منى هاذي ساكنة في بوظبي ويا أبوها ومن يوم توفت أمها من 7 سنوات وهم مب شايفينها لأن أبوها نفسه خايسة وما يدانيهم.. بس عقب ما أصرت عليه بنته، وافق انها تزور بيت عمها حمدان وتيلس وياهم اسبوعين.. لا أكثر..
هند: شماني بموت من الظيج..
شما: ليش غناتي؟
هند: ليش بعد؟ مناية بتشرف باجر.. وأكيد بترز بويهها في كل قعداتنا..
شما: ما فيها شي بنت عمتنا وبعدين صار لنا 7 سنين مب شايفينها
هند: مب لازم نشوفها، صبرت عنا هالسنين كلها، شو ذكرها فينا الحين؟
شما: هندوه حبيبتي هن الا 10 ايام وبيعدن على خير ان شالله
هند: شموه يقولون عنها وايد حلوة..
ضحكت شما، هذا اللي مظايج هند.. ما تبا حد ينافسها بجمالها وبدلعها..
شما: هنادي انا حاسة انه مناية وايد حبوبة، ويوم ما تبين تيلسين وياها، فريها علي.. هي كبرنا صح؟
هند: لا أكبر عنا بسنة.. عمرها 16..
شما: يالله يعني بتكون أفكارها نفس أفكارنا.. الله وناسة!! أخيرا بنغير الروتين..
تمنت هند انه مناية تطلع خسفة وغبية، عشان تفرها على شما الطيوبة اللي ما تعرف تقول لأ.. ابتسمت هند وهي تفكر بهالفكرة، شما فعلا طيبة وهمها الوحيد انها ترضي هند وتسمع كلامها.. خلاص هند قررت، مناية بتم ويا شما، وهند بتستغل الفرصة وبتتقرب من سلطان..!
يوم السبت، كانت هند تلعب ورقة ويا عيال عمها واخوها ناصر في البيت. وأول ما سمعوا صوت الموتر في الحوي.. ركضت هند وشما للباب يوايجون.. وهند مب قادرة تتنفس من التوتر، تبا تشوفها بسرعة اذا احلى منها ولا لأ عشان ترتاح.. ويوم نزلت منايه من الموتر، شهقت شما واحمر ويه هند من القهر.. كانت مناية آية من الجمال.. والظاهر انه ابوها وايد free لأنها كانت مب لابسة عباة..
بطلت شما الباب وسلمت على بنت عموتها وحظنتها بقوة.. وأول ما دخلت وشافوها عيال خوالها تموا مبهتين ومبطلين حلوجهم.. ووقفوا عشان يسلمون عليها.. ولاحظت هند نظراتهم وخصوصا نظرات سلطان وماتت من القهر..
منايه كانت حاسة بنظرات الكل وانحرجت وايد، لدرجة انها كانت مب عارفة تمشي من المستحى.. كل الأنظار كانت عليها ومحد كان مسوي سالفة لهند أبدا..
في هاللحظة يت سعاد ويا موزة عشان يسلمون على مناية اللي كانت بتموت من المستحى وهي تسلم على الشباب.. ويلست مناية في الصالة وسط معجبيها وهند تدقق في ملامحها عشان تطلع فيها شي غلط، بس للأسف كانت كاملة والكمال لله سبحانه.. وعقب ما يلست تسولف وياهم ساعة ونص في الصالة، خذتها هند فوق عشان تراويها حجرتها..وتتعرف عليها أكثر..
عقب الغدا، طلعت هند ويا مناية عشان يسيرون بيت عمهم مانع.. وفي الصالة شافوا سلطان يالس لروحه.
هند: منايه هذا سلطان ولد خالج مانع..
منايه (بخجل): هى أعرفه..
سلطان: هلا والله .. شحالج منى؟
منايه: الحمدلله ربي يعافيك.. انته شحالك؟
سلطان: بخير يعلج الخير..
لاحظت هند النظرات بين سلطان ومنى بس حاولت تتجاهل انه سلطان كان بياكل منى بعيونه..
منايه: سلطان؟
سلطان: هلا
مناية: ما بتوديني العزبة؟ خاطريه اركب الخيل..
سلطان (متشقق من الوناسة): من عيوني والله ما طلبتي.. متى تبين تسيرين..؟
منايه: باجر..!
سلطان: خلاص باجر بوديج..
هند كانت غرقانة في كآبتها وشربت عصيرها وهي ترتجف من الغيظ، بس سلطان لاحظ انها ظايجة وسحب العصير من ايدها وشربه عنها.. مجرد انه شاركها عصيرها خلا هند ترد تبتسم.. وتمنت تكون مناية لاحظت غيرتها وفهمت انه سلطان حقها هي وبس .. عشان لا تتعدى حدودها..
بس سلطان عقب ما شرب عصيرها، طنشها تماما.. ويلس يسولف هو ومناية ولا سووا سالفة لهند المسكينة.. وين بيعبرونها وهم في عالمهم الخاص؟ منايه تبتسم بكل خجل لسلطان وسلطان ذايب..!
في هاللحظة نزلت شما ويا اخوانها هزاع وسعيد ويلسوا وياهم، و طبعا خربوا على سلطان ومنايه جوهم الرومانسي..
---------------------------
في نفس اليوم ، على العشا.. حست منايه انها خلاص تعودت على كل حد في بيت خالها حمدان وارتاحت وياهم.. الوحيد اللي بعدها ما شافته هو يدهم سعود، اللي دش متأخر ويلس يتعشى وياهم..
سعود (وعيونه على منايه): "منو هالغزال اللي يالس ويانا؟"
سعاد: "أبوي هاذي منى بنت المرحومة فاطمة.."
سعود: "من هي فاطمة؟ ما اعرفها.."
سعاد: "فاطمة اخت حمدان الله يرحمها.. ما تذكرها؟ ماتت في نفس السنة اللي ماتت فيها امي.."
سعود: "إي إي ذكرتها.."
ناصر (اللي ماصدق يحصل فرصة عشان يرمس منايه): "منى هذا يدي سعود.."
راشد (اللي يبا يسرق الأضواء عن اخوه): "منايه طنشيه.. هذا مخرف.. كلنا نطنشه في البيت.."
هند (بتحدي): "أنا عمري ماطنشت يدي.."
ابتسمت منايه لناصر وراشد وقالت هند في خاطرها: شو هاللعابة؟ كل شوي تبتسم لواحد!!! حتى لو كانوا عيال خالها بس بعد ما يحق لها!
الظاهر انه يدهم سعود بعد انعجب في منايه لأنه راح ويلس حذالها ع العشا، سعاد هزت راسها وهي مب مصدقة انه ابوها يالس يتغزل في منى المسكينة.. بس محد كان مستانس كثر هند اللي قالت تستاهل .. بنشوف كيف بتتحمل يدي سعود..
قعدت منايه وشما وهند في حجرة منايه يسولفون..
منايه: هالحجرة وايد حلوة، كل شي هني حلو.. في بيتنا ما احصل حد يقعد ويايه..
شما: منايه حبيبتي هذا بيتج واحنا كلنا اهلج.. ومتى ما تبين تعالي حتى من دون ما تخبرينا
منايه: تسلمين غناتي ..
هند: شو رايج بخواني وعيال عمي مانع؟
منايه: هههه.. يحليلهم وايد طيبين.. والله حبيتهم من كل قلبي..
هند: هم بعد متخبلين عليج.. الظاهر انج أول ما توصلين بوظبي بتنخطبين.. ما شفتي شقايل يعاملونج
منايه: هند فديتج انتي فاهمة غلط أكيد.. ما اعتقد انهم متخبلين عليه بالمعنى اللي انتي تقصدينه.. السالفة وما فيها اني بنت عموتهم اللي ما شافوها من زمان.. عشان جذه وبدافع الفضول والأدب.. يلسوا ويايه.. أنا متأكدة انه باجر محد بيعبرني..
هند: أوكى.. بس انتي محد عيبج فيهم؟
منايه (وويهها أحمر من المستحى): لا والله ما انتبهت لهم وايد.. توني متعرفه عليهم..
هند (وهي تطالع منايه بتحدي): انتي ما انتبهتي لهم بس هم قطعوج بعيونهم..
شما: هنادي شو فيج حطيتي ع البنية ؟ شو ياج؟
سكتت هند وطلعت لسانها لشما اللي ضحكت وقالت: يالله بسرعة سلطان يتريانا بنسير الذيد..
اللي قهر هند انه منايه خذت مكانها ويلست جدام، وهند وشما يلسوا ورا.. وطول الدرب كانت منايه وسلطان يسولفون ويضحكون بروحهم ولا كأن هند وشما موجودين وياهم في نفس المكان.. سلطان اندمج وياها بسرعة ومنايه زادت ثقتها بنفسها وكانت طول الوقت اطالعه..
حست هند بالغيرة تحرقها.. وحطت راسها على كتف شما وطنشتهم لين ما وصلوا الذيد..
في العزبة ، اتفاجئوا يوم شافوا هزاع (أخو سلطان) وناصر وراشد سابقينهم ويالسين يلعبون ورقة.. وعلى طول عرف سلطان انهم ما بيفوتون الفرصة دام انه منايه في الموضوع..
هزاع يوم شاف منايه يالسة جدام حذال سلطان، تمنى في داخله انها ما تحبه..واستغرب شو اللي يعيب البنات في سلطان؟ ليش ما لاحظت انه يعري؟ يعني تقريبا معوق! أكيد ما لاحظت ويوم بتلاحظ بتبتعد عنه.. وساعتها بيستلمها هزاع..
ناصر فقد اهتمامه بمنايه وما يا العزبة الا لأنه الكل كان هني.. وما يبا يتم في البيت بروحه.. وراشد يوم حس انه سلطان عايبتنه منايه.. قرر ينسحب عشان لا يتزاعل ويا ولد عمه..
وعقب ما لعبوا وركبوا الخيل واستانسوا.. ردوا البيت عقب المغرب وهم منهد حيلهم من التعب.. بس سلطان لاحظ انه هند طول اليوم كانت منعزلة ومتظايجة ويوم وصلهم البيت ونزلوا من السيارة سحبها من إيدهاو سألها..
سلطان: شو بلاج هنادي؟
هند: ما بلاني شي..
سلطان (يبتسم): هنووده أنا اعرفج زين..
هند: لا ما تعرفني..
سلطان: لا أعرفج وأعرف شو اللي مظايجنج.. انتي تغارين من منايه.. عشان كل حد مهتم فيها ومب معبرينج.. (وحط عيونه في عيونها عشان يتحداها تنكر).. طول اليوم وأنا اراقبج وهذا اللي لاحظته..
هند: لا انته غلطان .. انا بس مصدعة..
سلطان: هنادي حبيبتي الا تحاولين تنكرين.. مثل ما قلت لج انا اعرفج زين.. فديت روحج حتى لو كلهم لبسوج.. بتمين غالية عليهم.. وانتي تعرفين معزتج عندي انا بالذات..
استانست هند وقالت: أدري.. تسلم سلطان
سلطان: مب لازم تكونين انتي الدلوعة دوم.. عطي منايه فرصة انها تتعرف علينا .. وخليها تستانس بالاهتمام اللي تحصله الحين.. لأنه عقب اكيد محد بيسوي لها سالفة
هند: سلطان قلت لك انا منايه ما تهمني.. انا صج مصدعة.. الجو اليوم كان حار وأثر علي.. بسير ارقد
سلطان: سوي اللي يريحج بنت عمي.. أنا بسير اسولف ويا منايه وشما..
هند: لا خلاص عيل بتم وياكم..
سلطان: اوكى..
ودشت هند البيت وياه ويلس يسولف عندهم للساعة 12 ، وباتت شما عند هند ومنايه لأنها وايد تعلقت بمنايه وما شبعت من سوالفها.. خبرتهم منايه عن ابوها وربيعاتها في المدرسة.. وتعرفوا عليها اكثر وحست هند انها بدت تحب منايه غصبن عنها.. البنية تنحب .. حتى لو حاولت تكرهها ما تروم..
منايه: تعرفون يوم كنا في العزبة ناصر كان يطالعني بنظرات غريبة..
هند: مسود الويه ..!! ليكون قال لج شي..؟
منايه: هى.. قال لي اني وايد عايبتنه ويبا يخطبني.. ههههههه
شما: هههههههه ما اصدق انه ناصر يتصرف جذي..
هند: ما قدر يقاومها يحليله اخويه!!
شما: انتي شو قلتي له؟
منايه: انا ما عرفت شو اقول.. وسرت عنه.. استحيت
هند: ههههههههه عشان جذه كان قاعد بعيد عنا .. استحى من اللي سواه..
منايه: هندوه اسمحيلي بس اخوج موووووول ما دانيته..
هند: عادي نفس الشعور
منايه: بس سلطان ماشالله عليه حليو وطيوب وايد.. (وابتسمت منايه واحمرت خدودها)
هند: سلطان؟
حست هند انه قلبها بيوقف بس ضغطت على عمرها عشان ما تصرخ من الغيظ اللي فيها..
منايه: هى سلطان..
هند: سلطان؟؟ متأكدة؟؟ ولد عمي الأعري؟
منايه: هى اللي يعري.. سلطان وسيم وايد وحبوب وعلى فكرة يوم شفته يعري حبيته اكثر.. أحس هالشي زاد من مكانته في قلبي..
هند: ليش صار له مكانة في قلبج؟
شما: هندوه!!!
كانت هند تبا تصرخ وتعبر عن مشاعرها بأي طريقة.. كانت تبا تيود منايه وتصرخ في ويهها.. تبا تقول لها ما يخصج بسلطان.. سلطان حقي انا وبس!!.. بس طبعا ما تروم تسوي هالشي.. وقررت بينها وبين نفسها انها تتخلص من منايه.. وفكرت بخطة.. تقتل فيها أي مشاعر بين سلطان ومنايه.. وقالت في داخلها: خسارة.. انا بديت احبج يا منى .. بس اسمحيلي.. كله ولا سلطان..
مرت ثلاث أيام على الليلة اللي قررت فيها هند انها تنتقم من منى، وفي هالفترة تعمدت هند انها تتقرب من منى واستوت شرات ظلها، ما تفارقها ولا لحظة.. سعاد استانست وايد انه بنتها تغيرت وودرت دلعها وبدت تحب منى.. وعقب ثلاث أيام كانت منايه تثق بهند ثقة عمياء وتخبرها بكل مشاعرها وكل اللي يستوي وياها.. وهذا بالضبط هو اللي كانت هند تبا توصل له..
في نفس الوقت، كانت هند بتطير من الوناسة لأنه عيال عمها واخوانها بدوا يهتمون فيها وايد عشان تقربهم من منايه.. وكل واحد يقول لها توسطي لي عند منايه ابا ايلس وياها.. هند يحليلها ما كسرت بخاطرهم وحاولت ، بس منايه كانت خلاص متعلقة بسلطان وما تبا حد غيره..
وفالليل قبل لا يرقدون، كانت هند في حجرة منايه تسولف وياها..
منايه: تدرين يا هند..؟ أحس انه سلطان يعتبرني شرات اخته شما..
هند: بس انتي كنتي واثقة انج تعيبينه..
منايه: مدري والله .. اشوفه لين الحين ما اعترف لي بشي.. ولا لمح لي انه يحبني..
هند: ههههههه.. منايه اصبري الريال توه يعرفج من يومين وين لحق يحبج؟
منايه: هنادي حتى انا اعرفه من يومين.. بس والله حبيته.. والله..
هند: انزين تعرفين شو؟ سلطان يموت فيه ودوم يخبرني بأسراره.. حتى شما ما يخبرها باللي يخبرني اياه.. شو رايج اختبره واعرف لج اذا يحبج ولا لأ؟
منايه: هى دخيلج هنادي .. ريحيني..
هند: أوكى بس على شرط..
منايه: شو؟
هند: لا تخبرين شمووه.. تراها مشخلة.. بتسير وبتخبر سلطان.. (وقالت في خاطرها سامحني يا رب)
منايه: ان شالله ما بخبرها.. بس هنادي.. لا تبينين له اني انا اللي ابا اعرف..
هند: طبعا ما ببين له.. شو تتحريني غبية؟
من الوناسة حضنت منايه هندوه وقالت لها: فديتج والله محد يسواج..
اليوم الثاني عقب العشا، اتصلت هند بيت عمها مانع وطلبت سلطان.. وقالو لها انه في الحوي يلعب basket .. استأذنت هند من امها وسارت بيت عمها ونادته عشان ترمسه..
هند: وع شو ها؟ ثيابك كلها عرق..
سلطان (وهو يضحك): والله محد ضربج على ايدج وقال لج تعالي رمسيني..
هند: المهم.. شو سالفتك ويا منايه؟؟ أشوفك أربعة وعشرين ساعة وياها..
سلطان: وانتي شلج؟
هند: لأنه ابويه لاحظ هالشي وسألني وما عرفت شو ارد عليه.. ما عرفت كيف ادافع عنك..
سلطان: ما فيها شي.. منايه بنت عموتي وانا كنت اونسها عشان ما تحس بالغربة بينا..
هند: هى يحليلها.. تصدق سلطان؟ ما توقعت انه منايه تطلع حلوة جي.. ماشالله عليها تجنن.. قطعة!
سلطان: أكيد بتطلع حلوة.. على عموتي الله يرحمها ولا أبوها خسف..
هند: تعرف؟ اليوم منايه اعترفت لي انها معجبة بواحد منكم.. (حست هند انها شرات الحية اللي تراقب ضحيتها عشان تهجم عليها.. بس ما اهتمت واصرت انها تكمل خطتها).
سلطان ويهه تغير وسألها: منو؟
هند: نصور اخويه..
سلطان: نصووووووور؟؟؟؟!!!
هند: هى
سلطان: هندوه عن السخافة.. ولا تكذبين
هند: ليش يعني؟ أخويه نصور يجنن .. وبعدين حبوب وسوالفه ما تنمل..
سلطان: هندوه لا تحاولين ما اصدقج..
هند: يحليلك.. والله انك مب في الدنيا.. منايه امس طول الليل سهرانه وياه .. يوم نشيت اقعد يدي عشان يصلي الفير شفتها يالسة تسولف وياه في الصالة.. ويوم شافوني ارتبكو..
سلطان: سهرانة وياه؟؟ والله انج كذابة!
هند: والله يعلني الموت لو كنت كذابة.. بس اياني واياك تخبر حد.. تراها محلفتني ما اخبر.. و انته تعرفني ما اروم اخش عنك شي..
تنهد سلطان وقال من دون نفس: أوكى.. ومشكورة ع الخبر الحلو..
هند: بلاك جي تغيرت مرة وحدة؟ لا يكون قلبك عورك؟ (حاولت هند انها تخبي ابتسامتها بس ما قدرت فمثلت انها تكح عشان ما تنكشف)
سلطان: لا تغيرت ولا شي..
هند: شكلك معجب بمنايه والحين تحطمت أحلامك..
سلطان: والله انج سخيفة وما عندج سالفة.. يالله فارجي برد العب..
هند: أوكى.. باااااااااي..
وراحت عنه هند وهي تضحك من الخاطر وتتفدى عمرها ..
سلطان يحليله ما قدر يصدق انه منايه اللي يفكر فيها ليل نهار حبت نصور الغبي.. وحس بدمه يغلي وطلع كل حرته في الكرة اللي في ايده.. نصور !!!.. مستحيل.. والله مب لايق عليها.. ورد يفكر بهند وقال: هاذي بعد مب هينة.. لا يكون؟
أول ما وصلت هند البيت، ركضت حجرة أمها وزقرت منايه اللي كانت تسولف ويا سعاد.. وراحوا حجرة هند ..
منايه: هنادي يالله عاد خبريني والله بمووت ابا اعرف..
هند: سوري حبيبي والله ما رمت اطلع منه حرف واحد.. أحسه متغير .. مستوي غامض وكتوم..
منايه: يا ربي! شو هالحظ؟
هند: انصحج تصبرين.. ولا تبينين له مشاعرج لين ما هو يلمح لج انه يحبج..
منايه: وليش ما ابدا انا والمح له..؟
هند: لا حياتي .. ولد عمي واعرفه زين.. اذا بينتي له حبج.. بيبتعد.. أدري به ما يحب البنية تستقوى وتركض وراه..
منايه: على الأقل عندي أمل.. نظراته لي فيها ألف رسالة حب.. وألف كلمة شوق.. آااااااه يا سلطان..
هند: أهم شي انج تصبرين.. واثقلي..
منايه: ان شالله غناتي.. مشكورة عذبتج ويايه..
باستها منايه على خدها وحست هند بالذنب للحظة، بس هالاحساس راح على طول وابتسمت هند وراحت تنام..
مرت الأيام ومنايه تتنقل من بيت حمدان لبيت مانع وبيت محمد مثل الفراشة اللي تنتقل من زهرة لزهرة.. كل يوم كانت تبهرهم بجمالها وذوقها واناقتها.. واللي خلا هند تستانس انه سلطان ابتعد تماما عن منايه من يوم رمسته هند.. ومنايه صارت ما تطريه بالمرة.. كأنها عرفت انه خلاص ما يباها.. وحست هند بطعم الانتصار..
-----------------------------
في الأيام الأخيرة لمنايه في دبي، صارت هند ما تشوفها بالمرة.. كانت تطلع وايد ويا بنات عمها محمد.. وأحيانا كانت تروح الذيد ويا شما وسلطان وأم هزاع.. وهند ما اهتمت ، كل اللي كان يهمها انه خطتها نجحت نجاح باهر.. وضربت عصفورين بحجر، بعدتها عن سلطان وفي نفس الوقت افتكت هي منها لأنها صارت تبات عند أسما وعفرا وظبية بنات عمها محمد.. بس اللي استغربت منه هند هو انه سلطان بعد ابتعد عنها، وما تشوفه الا ع العشا في بيت عمها مانع.. وتوقعت هند انه سلطان بعده متظايج من سالفة منايه وناصر وما يبا يكون موجود وياها في نفس المكان.. ورغم انه هالشي عور لها قلبها بس قالت في خاطرها: ما عليه.. بينساها مع مرور الوقت..
وأخيرا يا اليوم اللي بترد فيه منايه بوظبي.. سلمت عليهم كلهم وصاحت لأنها بتودعهم.. كانت تتمنى اتم وياهم أكثر بس ابوها كان حاس بالوحدة بروحه في بوظبي ويباها ترد البيت بسرعة.. دشت منايه حجرتها عشان تلقي عليها نظرة أخيرة قبل لا تطلع.. وهند كانت في الصالة تترياها تنزل عشان تسلم عليها..
في هاللحظة دش سلطان الصالة ويلس حذال هند، وعطاها ورقة في ظرف أبيض وقال: هنادي وصلي هالرسالة لمنايه.. أمانه أوكى؟
هند: شو ها الظرف؟ شو داخله؟
سلطان: هالرسالة فرصتي الأخيرة.. تحملي لا يشوفها ناصر.. بيجتلني لو درى اني اخونه..
ابتسمت هند بشفقة لسلطان وقالت: مع انه ناصر اخويه وما يهون عليه اخونه.. بس عشانك بوصلها..
سلطان: ما تقصرين هنادي..
طلع سلطان من البيت ودشت هند المطبخ بسرعة وبطلت الرسالة، وكانت تقول لنفسها: مسكين يا سلطان.. والله انك ما تهون.. بس محد قال لك تصدقني.. وضحكت هند وهي تبطل الرسالة اللي كان مكتوب فيها..
" لعبتج انكشفت يا هنادي.."
انصدمت هند، وحست بالدم يتجمع في خدودها.. وعيونها دمعت من الاحراج.. ردت تقرا المكتوب مرة ثانية وثالثة ورابعة وهي مب مصدقة.. وفي النهاية.. قصت الورقة وفرتها في الزبالة.. ويلست في المطبخ وهي مب عارفة شو تسوي.. أو كيف تواجه منايه وسلطان.. بس أم جمال قطعت عليها حيرتها وسحبتها وياها الصالة عشان تسلم على منايه..
رفعت هند راسها وهي طالعة الصالة وقررت تتصرف وكأنها ما سوت شي.. وشافت منى حاضنة شما اللي كانت تصيح من خاطرها.. التفتت هند وهي تدور سلطان بس ما لقته.. وارتاحت.. وابتسمت وهي تحضن منايه وتوعدها انها بتزورها في بوظبي.. وبتتصل بها كل يوم..
بس قبل لا تركب منايه الموتر ويا الدريول، انصدمت هند يوم شافت سلطان يقترب منها ويهمس لها في اذنها.. منايه ابتسمت واطالعته بخجل .. حست هند انه قلبها طاح.. وكانت مب قادرة تتنفس.. وحست بدوخة وهي تراقب منايه اللي ركبت الموتر وراحت.. وسلطان اللي تم واقف في مكانه حتى يوم طلع الموتر من البيت واختفى من جدام عيونه..
التفت سلطان واقترب من هند وقال بنبرة حاده : "اياني واياج تقصين علي مرة ثانية.. انتي فاهمة؟"
بطلت هند حلجها عشان ترد عليه بس ما عرفت شو تقول.. وضغطت على عمرها عشان ما تطلع الدموع المتيمعة في عيونها.. كانت تطالعه من دون ما تغمض عيونها.. تخاف تغمضهم وتنزل دموعها جدامه..
في هاللحظة ابتسم سلطان وقال: "والله انج شيطانه هنادي.. " وشد اذنها بقوة وقال: "شو اسوي فيج؟ خبريني!!"
---------------------------
قربت إجازة الصيف تنتهي وكانوا العوايل الثلاث مجتمعين في بيت حمدان وفاجئ سلطان الكل بقراره انه يبا يكمل دراسته في أمريكا..
هند أول ما سمعت الخبر، طارت حجرتها ويلست تصيح من خاطرها.. سلطان استأذن من سعاد وراح لها الغرفة يشوفها.. بس أول ما بطل الباب صرخت هند في ويهه : اطلع برى!!!!!!!!!!!!!!
طبعا سلطان ما سوى لها سالفة ودش ويلس على الشبرية يطالعها بكل برود وهي تصيح.. كانت معصبة ومتظايجة ومحتارة.. ومشاعر وايد كانت تتصارع في داخلها..
هند: بتسافر الشهر الياي ولا فكرت انك تخبرني حتى... أنا آخر من يعلم..
سلطان: هند أنا ما بطول.. سنتين وراد لكم ان شالله.. بعدين انتي مب اخر من يعلم .. محد كان يعرف غيري انا وابويه وعمي حمدان .. بس..
هند: وليش ما خبرتني من قبل؟
سلطان: كنت اعرف انج بتتظايجين وبتصيحين.. وانتي ما تهونين عليه..
هند توها استوعبت انه بيتم هناك سنتين وعقدت حياتها والتفتت له: سنتين؟
سلطان: سنتين
هند (وهي تمسح دموعها من على خدها): يعني كم شهر؟
سلطان: والله عاد احسبي بروحج انا ما فيه احسب..
هند: يعني متى بترد؟
سلطان: هندوه شو ياج؟ قلت لج بتم هناك سنتين.. يعني برد عقب سنتين..
هند: وليش ما تدرس في جامعة الامارات ولا مب تارسة عينك؟
سلطان: أنا لو بإيدي ما بدرس موليه.. بس ابويه سجلني في معهد هناك عشان اكتسب لغة.. والله اني بسافر عشان خاطره بس..
هند: أنا بعلمك انجليزي سلطان لا تسافر.. والله اني بلبل في الانجليزي .. بعلمك والله..
ابتسمت هند بحزن وهي تطالع ويهه اللي كان مب واضح من كثر الدموع في عيونها..
سلطان (وهو يضحك): ارتاحي مابا منج شي.. ما فيه تذليني بعدين
هند: انزين وفي الاجازات ما بترد؟
سلطان: مممممممم.. ما أظن لأنه اخويه هزاع قال انه هو بييني امريكا في الاجازات.. وبنسافر لندن رباعة
شهقت هند وقالت: حتى في العيد ما بتكون موجود؟ (حست هند بفراغ كبير بمجرد ما فكرت انها بتعيش سنتين من دونه)..
سلطان: لا هنادي ما بكون موجود..
تقطع قلب سلطان وهو يشوف بنت عمه تحط ايدها على ويهها وتصيح من كل قلبها.. كان متفاجئ من ردة فعلها القوية .. توقع انها تتظايج بس مب لهالدرجة .. فاقترب منها ومسح على شعرها.. وقال: هنادي انا ما بموت ولا بهاجر.. سنتين مب فترة طويلة.. والله ما بتحسين بهن..
هند: بالنسبة لك مب فترة طويلة بس بالنسبة لي انا عمر يا سلطان.. (وردت تصيح مرة ثانية)
سلطان: هندوه حرام عليج حتى امي ما صاحت كثر ما صحتي انتي..
هند: تخيل حبيت لك امريكية؟ بتتزوجها وبتعيش هناك على طول وما بشوووووووفك..
ضحك سلطان من الخاطر ، وتمنت هند لو كان يحبها كثر ما هي تحبه.. يمكن ساعتها ما كان بيفكر انه يسير وبيودرها..
سلطان: هندوه خافي ربج انا بعدني ما كملت 18 سنة وتبيني اعرس؟ لا تستهبلين.. وبعدين يوم بفكر اعرس مستحيل اخذ الا بنت البلاد..
هند: ما اعرف.. المهم اني ما اباك تسير.. بتم بروحي ويا الوحوش نصور ورشود ومحد بيدافع عني.. خبرني يوم بتسير منو بيعبرني وبيلعب ويايه؟
سلطان: بدق لج كل يوم.. والله ما بخليج تتولهين عليه..
هند: احلف
سلطان: والله.. بدق لج وبخبرج بكل صغيرة وكبيرة اسويها هناك.. وانتي بعد لا تقصرين دقيلي
هند: انا بدق لك في الاسبوع مرة..
سلطان: هههههههه أفا!! بس مرة؟
هند: هى ما فيه تخسرني..
مد لها سلطان ايده وطلع هو وياها وراحوا الصالة، وهي تمشي وياه.. حست هند ولأول مرة بمعنى الحب الحقيقي.. عمرها ما فكرت شو نوع حبها له او متى ابتدا ينمو في كيانها ولا حاولت تفسر الشعور الدافئ اللي يتحرك في داخلها واللي ابتدى يحرق قلبها ..في البدايه كان حب تملك وشعور بالأمان وياه.. احساس انوجد لسلطان وبس.. والحين فهمت تفكيرها فيه كل هالليالي.. وخرابيطها اللي تكتبها في مذكرتها.. فهمت غيرتها من منايه وشوقها الابدي له.. كان اكثر من مجرد رغبة في لفت الانتباه.. كان حب.. وقبل كانت هند فاهمة الحب غلط.. بس وجوده وياه الحين.. وادراكها انه بيغيب عنها.. خلاها تنتبه وتفهم أخيرا..
وفي لحظة طايشة، كانت هند بتبطل حلجها وبتقول له انها تحبه..بتعترف له انه حياتها في نظرة عيونه.. وانه قلبه يدق بعنف كل ما سمعته يناديها.. بس كتمت مشاعرها وحست انه غلط اللي تفكر فيه وغلط تبين له مشاعرها.. وبعدين ليش تخبره وهو يعتبرها اخت لا أكثر ولا أقل؟ ليش تخبره وهو لين الحين يدق لمنايه كل يوم ويطمن عليها؟ يمكن اذا خبرته يرتبك .. أو يبتعد عنها على طول عشان تنساه.. وعشان جذي سكتت.. وتحملت..
يوم رد سلطان البيت، كان طول الوقت متظايج ويفكر بهند وكيف كانت تصيح ويوم سألته شما شو بلاه خبرها..
سلطان: شماني ، كانت منهارة.. عمري ما شفتها تصيح هالكثر..
شما: يحليلها هندوه..
سلطان: والله قلبي عورني عليها.. توقعت انها تظايج وتصيح بس مب لهالدرجة..
شما: فديتها ما تهون عليه.. بسير اشوفها
سلطان: هى شموه فديتج سيري لها..
شما: اوكى بس انته لا تظايج بعمرك..
سلطان: شما انا وايد مستانس اني بسافر .. من زمان اتريى هالفرصة عشان اكتسب لغة وخبرة واجرب اعيش بروحي واعتمد على نفسي.. والله اني اتمنى اسافر اليوم قبل باجر.. بس هند غمظتني
شما: خلاص انا بسير لها الحين..
راحت شما ويلس سلطان يفكر بالمغامرات اللي تترياه في امريكا.. وقرر انه ما يبين فرحته لهند احتراما لمشاعرها.. وحاول انه يفهم سبب حزنها واستنتج اخيرا انه هو اقرب لها من ناصر وراشد وهذا اللي خلاها تصيح هالكثر.. بس من ناحيته هو، اكيد وعده لها انه يدق لها كل يوم كان مجرد كلام.. صح انه سلطان بيشتاق لها وبيشتاق لشما.. بس بيتعود على البعد والغربة مع الايام..
يوم دشت شما بيت عمها حمدان، شافت سعود يالس يعابل الزراعة واقتربت منه بدافع الفضول.
شما: يدي سعود ودر الزراعة اذا شافتك خالوه ام راشد بتحتشر..
سعود: هلا شماني .. وليش تحتشر؟ أنا ادور ياسمين..
شما: بس يدي الله يهديك هاذي شيرة لومي ما بتحصل فيها ياسمين..
سعود: انتي شتبين الحين.؟
شما: تعال فديتك نسير عند هند تراها متظايجة وايد وتصيح
سعود: منو مظيج بها؟ لا يكون هالظبعة امها؟
شما: لا يدي .. انته تعال ويايه وانا بخبرك السالفة كلها..
بصعوبه قدرت شما تقنعه انه يتحرك من مكانه ودشت وياه البيت وكانت هند يالسة في بلكونة الصالة اللي فوق.. وحاطة اغنية محمد عبده (جمرة غضى) وغرقانة في عالم الكآبة.. راحت شما صوب المسجل وبندته وهي تقول.. : حد يسمع اغاني حزة المغرب؟ هذا وقت استغفار يالدبة..
هند: استغفر الله العظيم.. نسيت
في هاللحظة انتبهت هند انه يدها ويا شما وعلى طول ردت تصيح وبصوت أعلى عن قبل.. يلس يدها حذالها وحظنته هند وهي تصيح.. وهو يمسح على شعرها.. وطلعت عنهم شما عشان تاخذ هند راحتها في الرمسة..
سعود: كل اللي بتاخذينه من الصياح عوار الراس ولوعة الجبد..
فكرت هند بكلامه وهدت شوي..
سعود: يحليله سلطان بيسير امريكا..
هند: بيودرني.. وأنا اخر وحدة اعرف بهالخبر..
سعود (بحنان): ادعيله يروح ويرد بالسلامة..
هند: يدي.. سلطان بيتم هناك سنتين... كيف بتحمل اتم هني من دونه؟
تذكر سعود مرته الله يرحمها وقال بحزن: بتتحملين لأنه مو بإيدج شي..
هند: يدي والله احس اني بموت
سعود: سكتي عن لا تسمعج امج وتحتشر .. تعرفينها ما تحب الدلع..
هند: انزين عشان جي انا يالسة اصيح هني فوق.. يوم بشبع بنزل تحت
سعود: ليش بعدج ما شبعتي ؟ بسج وايد صحتي
هند: يدي انا.. أحب سلطان..
سعود: كلنا نحب سلطان مب انتي بس
هند: لا يدي أنا غير
سعود: هههههههه.. ادري انج غير.. ما بتكونين هندوه اذا ما كنتي غير عنا كلنا..
تنهدت هند، يدها اللي كانت بتعترف له بحبها لسلطان مب راضي يفهم.. خاطرها تخبر أي حد وتشكي له بس منو؟
سعود: قبل لا اعرس حبيت وحدة.. وسافرت هالوحدة ويا ابوها لبنان وتمت هناك سنين.. وانا طول هالفترة يلست اترياها وعايش على ذكراها.. تعرفين يا هند؟ يوم ردت ويتني تبا تعرف اخباري.. استغربت من عمري.. وسألت نفسي شو حبيت فيها؟ احساسي صوبها تغير تماما واكتشفت اني لا حبيتها ولا شي.. ساعات يالغالية نحتاج انا نبتعد عن اللي قلبنا حبهم.. البعد ولو لفترة قصيرة.. يخلينا نشوفهم بشكل اوضح.. ونقدر نحدد مشاعرنا من صوبهم من دون ما نكون تحت تأثيرهم.. فهمتي شي؟
هند كانت مصدومة من اللي قاله يدها.. يقولون انه مخرف.. بس ساعات يصدمها بتصرفاته.. وابتسمت وهي تقول له: هى يدي فهمت.. تعرف اني احبك؟
سعود: يمكن اعرف بس نسيت..
هند: أذكرك؟
سعود: ههههه.. تسوين خير..
حظنت هند يدها بقوة ولصقت خدها بخده وهو يضحك وصرخت بصوت عالي أحبك!!!!!!!!!!!
----------------------
في نفس الليلة.. هجرها النوم.. وحست بوحدة فظيعة ما يحس فيها الا اللي تعود يسهر بروحه.. وكتبت هند في مذكرتها..
" هل تأتي؟
هل تعد قلبي بأنك لن تهجره؟
هل تبقى؟ لأني أطلب منك ألا تسافر..؟
هل ستصدق كل هذا الحب وتبقى؟
اشتقتُ حتى قبل أن تحزم قرارك.. وشوقي يستحق من أجله أن تهجر السفر إلى الأبد.." *
---------------------
مر شهر 8 بسرعة كبيرة ووقفت هند في صالة بيت عمها مانع، تتريا سلطان عشان تسلم عليه قبل لا يسافر.. ووسط حزنها تذكرت يدها سعود وكلامه.. انها بتتعود على غيابه.. وتمنت الالم اللي في قلبها يروح بسرعة.. ونزل سلطان وسلم على اهله كلهم.. وحظن شما اللي كانت تصيح ووقف يهمس لها بشغلات خلتها تضحك وسط دموعها.. بعدين راح وسلم على اخوه هزاع اللي كان في داخله مستانس لأنه سلطان بيسافر..
كان هزاع يراقب سلطان وهو يسلم عليهم وحس براحة كبيرة انه بيتخلص منه ولو لفترة بسيطة.. كل حد كان يحب سلطان.. كلهم يموتون في سوالفه ويتفاخرون به.. ورغم انه هزاع كان الكبير.. بس أبوه كان يحترم سلطان أكثر عنه.. سفر سلطان بيعطيه الفرصة انه يثبت لأبوه واهله كلهم انه قد المسئولية..
سعيد اللي كمل سنتين هالشهر كان في حظن هند ويطالع سلطان ومب فاهم ليش الكل يصيحون.. اقترب سلطان من هند وخذ سعيد عنها وقال: بعدج زعلانة مني؟
هند: هى.. وما بسامحك الا في اليوم اللي بترد فيه..
نزلت هند عيونها عشان ما يشوف دموعها.. بالنسبة لسلطان، كانت هند اخته الصغيرة.. بس هند كانت تعتبره حياتها وقلبها والهوا اللي تتنفسه..
في هاللحظة ركبت موزة السيارة هي وريلها مانع ونادوا على سلطان عشان يستعيل لا تفوته الطيارة.. وطلعوا كلهم برى يودعونه..
ووقفت شما وهند في الحوي يصيحن عقب ما طلعت السيارة من البيت وتأكدن انه خلاص راح..
--------------------
مرت الأيام الأولى على هند بصعوبة كبيرة.. مرت ببطء شديد.. كانت كله ساكتة وحتى يدها سعود ما قدر يطلعها من الجو الكئيب اللي هي عايشة فيه.. وشما يحليلها تتبعها في كل مكان تروح له.. وتحاول تضحكها وتشغلها بس هند تعصب عليها وقالت اكثر من مرة تخليها في حالها..
وعقب اسبوع من هالكآبة، عصبت شما وقالت: هاذي مب حالة هندوه بس عاد طلعي من هالجو التعيس!!
هند: أنا حزينة.. ما يحق لي اكون حزينة؟ ولا بتحرموني حتى من مشاعري؟؟
شما: سلطان ولد عمج وانتي تتصرفين جنه اللي راح ريلج أو حبيبج..
هند (في لحظة غضب): أنا أحب سلطان... عندج مانع؟ وما يهمني منو تخبرين..
انصدمت شما: تحبينه؟
هند (بتحدي): هى احبه ومن زمان بعد..
سكتت شما وهي حاسة بغيرة كبيرة منهم هم الاثنين.. طول عمرها وهي ويا هند، والحين حاسة بالتهديد من اخوها.. حست انه اذا حبته هند.. بتبتعد عنها وبتم وياه على طول.. وصرخت في ويه هند: صج انج مراهقة.. عيب عليج.. انتي تعرفين انه سلطان ما يحبج ويحب منايه.. ليش تعذبين عمرج في حب من طرف واحد؟؟
هند: حبي له مب من طرف واحد وانا ما ابا ارمسج عقب اليوم انتي فاهمة؟
طلعت هند من بيت عمها مانع ووقفت شما في الصالة وهي تصيح من القهر.. متى حبت هند سلطان؟ وليش ما خبرتها من البدايه؟ والحين هند ما ترمسها وبتم بروحها..
-----------------------
مرت الأيام وابتدى الدوام في المدارس.. وهند بعدها ما ترمس شما.. كان الدريول يشلهن اثنيناتهن المدرسة وطول الدرب كانت شما تطالع هند وهند لافة ويهها صوب الدريشة ورغم انهن كانن في نفس الصف بس هند كانت تتعامل وياها ببرود فظيع وتتجاهل وجودها تماما.. وفي الفسحة كانت توقف ويا ربيعاتها ويوم تشوف شما مرت حذالها تضحك بصوت عالي عشان تحسسها انها مب مهتمة.. حتى المدرسات والطالبات لاحظوا هالشي..
شما كانت بطبعها طيبة وفوق هذا كانت تموت في هند وما تتحمل اللي يالس يستوي من بينهم.. هند عنيدة وايد وشما تعرف انها مستحيل تبدا بالسلام.. بس بعد ما كانت تبا تبين لها انها ضعيفة لأنها أصلا ما سوت شي غلط..
وفي الأسابيع الأولى، لاحظت شما انه كل ربع هند صاروا ما يرمسونها وحاولت وايد انها تيود عمرها بس اول ما وصلت البيت يلست تصيح وما قدرت تاكل طول اليوم.. وفي اليوم اللي عقبه، في حصة التاريخ.. ضعفت شما وحست بوحدة فظيعة.. خصوصا انه البنات كلهم ابتعدوا عنها..
داست شما على كرامتها وكتبت ورقة لهند: "هند لين متى بتمين زعلانة مني.. والله تولهت عليج.."
مررت شما الورقة ووصلوها البنات لهند، ورغم انها استانست وايد انه شما تبا ترمسها بس في نفس الوقت استقوت.. وما ردت عليها.. فطرشت شما المسكينة ورقة ثانية.. "هنادي انا اسفة.. والله ما كنت قاصدة اقول الرمسة اللي قلتها.. اعترف اني غلطت عليج.. سامحيني والله تولهت عليج.."
قرت هند الورقة وقررت اتم ساكتة للفسحة وبعدين بتكلمها.. بس شما انهارت ويلست تصيح في الحصة والأبلة انصدمت وحاولت تعرف شو فيها .. بس طبعا محد من البنات خبرها.. وحست هند بذنب فظيع وهي تشوف بنت عمها تصيح.. وراحت لها وحظنتها واستأذنت من الأبلة وطلعت وياها برى عشان تراضيها..
وعقب ما هدت شما.. قالت هند: خلاص شماني انا ما احب سلطان.. ولا بحبه .. بس انتي لا تزعلين ولا تظايجين..
ابتسمت شما وقالت: وليش يظايجني هالشي بالعكس المفروض افرح.. بس انا اللي تظايجت منه هو انج ما خبرتيني من البدايه
فكرت هند وقررت تخبي مشاعرها عن بنت عمها.. لأنها تخاف تخبر امها ويوصل الخبر لسعاد اللي اكيد بتهزب هند وبتمنعها تسير بيت عمها وابتسمت وقالت: شماني والله خلاص ما احبه.. انا بس كنت متظايجة انه راح وتحريت اني احبه.. صدقيني سلطان شارت اخويه
ضحكت شما وحضنت بنت عمها وللمرة الاولى من شهر.. حست براحة كبيرة..
الممزر 1990:
أمس كان عيد ميلاد هند اللي كملت 17 سنة، و كالعادة محد تذكر ولا احد ياب لها هدية.. بس عقب العشا كانت قاعدة في الصالة ويا أمها ويدها وخبرها يدها انه بيسير يشتري لها كمبيوتر باجر الصبح..
هند (وهي بتطير من الفرحة): والله يدي؟؟؟ كمبيوتر؟؟؟
سعاد: ابوي ليش الكمبيوتر؟ هند مب محتاجتنه
هند: أووهوو .. امايه لا تخربين علي
سعود: يا سعاد البنية طلبت مني كمبيوتر وانا ما اروم اردها
سعاد: بس هندوه بتخربه في نفس اليوم انا متأكدة .. ما عليك من طولها ترى مافيها عقل..
هند: أمايه!!!!!!!
سعود: هنادي مب ياهل عشان تخربه.. وبعدين هي محتاجته في دراستها..
سعاد: خلاص عيل لا تخسر بيزاتك على الكمبيوتر.. اذا تبا تفيدها صج، سجلها في دورة انجليزي
هند: أنا اعرف انجليزي ماله داعي ادش دورات.. وبعدين انا ابا كمبيوتر.. محد من ربيعاتي عندها كمبيوتر وانا اباه!!!
سعاد: هندوه انتي حتى فراشج ما ترتبينه.. أم جمال تسوي لج كل شي..
هند: بس هذا كمبيوتر مب قطوة.. يعني ما يباله اهتمام خاص.. عادي امايه!!
سعود: ما عليج من امج انا باجر بشتري لج اياه
سعاد: انا ما اعرف شقايل بربيها وانته تزيد في دلعها كل يوم اكثر عن اللي قبله..
هند: ماما انتي تغارين مني عشان يدي يحبني اكثر عنج.. (ولصقت في يدها عشان يدافع عنها)
سعود: أكيد تغار.. تعرف انج حياتي وهي كبرت على الدلع خلاص..
سعاد: أنا ما برد عليكم.. سووا اللي تبونه ..
وراحت امها حجرتها عشان ترقد.. ويلست هند ويا يدها يسولفون ويضحكون على أمها اللي تعصب بسرعة..
------------------------
في نفس الليلة حاولت هند انها ترقد بس ما قدرت.. كانت تحس انه العالم كله راقد الا هي.. كانت تفكر بسلطان.. وتتمنى لو كان وياها عشان ما تحس بهالوحدة الفظيعة.. غمضت هند عيونها بس ما كان في أي مجال انها ترقد خلاص.. وطلعت من حجرتها ومشت في الممر الخالي المظلم.. ونزلت الصالة وهي متجهة لحجرة يدها سعود.. في شي كان يدفعها لغرفته.. شوق كبير لهالانسان اللي محد غيره يفهمها.. وببراءتها وقلبها الكبير.. ما فكرت بالوقت ولا حست انه الليل عائق..
الساعة 3 فليل، دشت هند حجرة يدها سعود بكل هدوء.. كانت خايفة أمها تقعد وتشوفها.. اليوم انهزبت وايد بس يدها فديته ما قصر ووقف وياها.. وكانت تبا تقول له انها تحبه وايد وتروح ترقد.. وقفت هند عند الشبرية ومن دون تردد اقتربت ويلست على الأرض وحطت ايدها على الشبرية ومسحت على راسه.. وابتسمت وهي تسمع صوت انفاسه.. ابتسمت وهي تتذكر طفولتها وذكرياتها معاه.. الحب اللي بينها وبين يدها حب من نوع خاص.. محد وصل له ومحد بيوصل له.. حب حسسها انها غالية عليه وعلمها معنى الأمان..
شمت هند ريحة جيكارة في الحجرة وضحكت وهي تفكر انه يدها تجرأ وداخ في حجرته.. لأول مرة.. ما كان هاين عليها انها تقعده من الرقاد.. بس شو تسوي وهي متولهة عليه موت؟ وهي محتاجة ترمسه وتسمع صوته؟ ... وتبا تخبره شكثر تحبه وانها بتهتم بدراستها وبتحافظ على الكمبيوتر اللي بيشتري لها اياه..
مسحت هند على راس يدها مرة ثانية بس يدها ما انتبه.. فسعلت مرة ومرتين وثلاث.. وفجأه انتبه يدها وبطل عيونه وهو خايف..
هند: يدي انا هندوه لا تخاف..
سعود: بسم الله الرحمن الرحيم.. بلاج يالسة تطالعيني شرات الينية؟
هند: تولهت عليك.. حرام؟
سعود: ههههههه لا مب حرام.. منو حرمه؟
هند: يدي ابا ارمسك..
سعود: ليش يالسة تحت.. تعالي تلحفي الحجرة باردة..
انسدحت هند حذاله وتلحفت وهي تبتسم من الوناسة.. من زمان ما رقدت ويا يدها.. وهالليلة ردت لها ذكريات طفولتها الحلوة..
سعود: ها غناتي؟ شو بغيتي؟
هند: يدي انته تحبني؟
سعود: شو هالسؤال الماصخ؟ أكيد احبج.. انتي الغالية يا هند
هند: يدي سعود؟
سعود: عيون يدج سعود
هند: الكمبيوتر
سعود: بلاه؟
هند: امايه قالت لك اني بخربه.. بس والله اني راح اهتم فيه.. أوعدك بهالشي..
سعود: أدري يا غناتي.. لا تحاتين بشتري لج اياه الصبح اذا الله راد..
هند: والله؟
سعود: ان شالله..
هند: يدي؟
سعود: هااا هندوه ما بتخليني ارقد؟
هند: لا يدي اصبر بقول لك شي..
سعود: قولي..
هند (بخجل): انا الكمبيوتر ما يهمني.. ولا عمري فكرت اني اخذه.. بس انا اباك تاخذ لي اياه لغرض في نفسي..
سعود: ههههه.. شو هالغرض؟ الله يستر..
هند: لأني أحبك يدي.. إنته أكثر واحد أحبه في هالدنيا كلها.. وأباك تاخذ لي اياه عشان يذكرني فيك على طول
سكت سعود لفترة وهو مب رايم يرمس.. حس بالدموع تتجمع في عيونه .. كلام هند أثر فيه وخلاه يحس بوناسة عمره ما حس فيها.. وبطلت هند عيونها ع الآخر عشان تقدر تشوف ملامحه في الظلام وتستنج منهن ردة فعله على الرمسة اللي قالتها..
سعود: حتى أنا احبج موت يا غناتي يا هند.. ومحد وصل مكانج في قلبي ولا ظن انه حد بيوصله..
ابتسمت هند وحظنت يدها..
سعود: يالله عاد سيري ارقدي وخليني ارقد..
هند: يدي برقد عندك..
سعود: رقدي فديتج بس نشي من وقت الصبح وسيري حجرتح.. إذا شافتج امج هني بتواجعج.. وانتي ما تهونين عليه..
هند: تطمن يدي انا انش قبلها..
ورقدت هند ويا يدها.. وعلى ويهها ابتسامة كلها قناعة ورضا..
------------------------------
انتبهت هند الساعة خمس الفير وهي حاسة ببرد فظيع، وحست بجسمها يرتجف بعنف.. فاقتربت من يدها سعود عشان تدفى بجسمه.. ومرت لحظات قبل لا تكتشف انه البرودة هاذي كلها مصدرها جسم يدها .. مسحت هند على ويه يدها وانصدمت يوم لقته بارد برود الثلج..
يلست هند وهي تشهق واطالعت ويهه.. كان مبتسم.. وفكرت هند انه مسوي فيها مقلب وفي أي لحظة بيضحك وبيطنز عليها.. بس مرت دقيقة ويدها على نفس الحالة.. وجسمه يزداد برود.. كان ويهه مثل القناع.. خالي من كل شعور واحساس..
ضغطت هند بخدها الحار على خده وحظنت ويهه بإيدها.. وحست بدموعها تنزل من ويهها لويهه.. و تغسل ملامحه الغالية على قلبها.. كان جسمها يرتجف من الغصة اللي حاسة بها.. وابتدت تصيح بصوت عالي يقطع القلب.. ودموعها تنهمر من عيونها وتحس بها تحرق خدودها.. الحزن اللي كان في قلبها كان رهيب وحست به يخنقها.. يدها رااااح.. غناتها وحبيبها واللي كان سندها وأغلى صديق عرفته راح... وهند كانت حاظنتنه بكل قوتها وهي مب عارفة شو تسوي أو شو تقول عشان ترد الزمن لحظة لورا.. يمكن لو ما رقدت كانت تقدر تلحق عليه.. يمكن لو تمت ترمسه للفير..؟؟ بس هالافكار زادت دموعها وخلتها تكره عمرها وحسستها بالذنب أكثر وأكثر...
مضانين عيني ليتهم يوم دبّروا..........لبّات قلبي عوّضوني ردودها
تلّوا فوادي تلّ من باطن الحشا........وجرّوا معاليج الكبد من عمودها
قفّوا وخلّوني وخلّوا مدامعـــــي........من عبرتي تخشى غرقها خدودها
ساروا وخلّوني مجيمه وونّتي..........تسهر بها الهيّاع ويّا رقودهــــا
أعّزى ونفسي في العِزى ما تطيعني...وتذوب من حر الجلد في جلودها
يا قلّ صبري عقبهم يالحالتي..... من الهمّ والفرقا وكثرة جهودهــــا
كانت أفكارها مخيفة وهي تفكر شو بيستوي لها ومنو بيعوضها في غيابه؟ شو كانت اخر كلماته؟ وعدها اييب لها الكمبيوتر.. وما حست بعمرها الا وهي تصرخ في ويهه: "وين رحت عني حرام عليك!!!" كانت مب قادرة تيود عمرها او تتحكم بالطريقة اللي كانت تصرخ فيها.. وكل حد في البيت قام على صوت صراخها..
دشوا سعاد وناصر وراشد وحمدان حجرة يدهم وتذكرت هند أخر جملة قالها يدها : " إذا شافتج امج هني بتواجعج.. وانتي ما تهونين عليه.." كان دوم يدافع عنها ولآخر لحظة في حياته كان خايف عليها..
اقترب حمدان من بنته وحاول يبعدها عن يدها بس هند كانت متعلقة فيه بكل قوتها.. وسحبها حمدان عنه بصعوبه وحظنها عشان يخفف عنها.. كانت مصدومة بموت يدها وترتجف بعنف فظيع.. وسعاد كانت حالتها حاله وحظنت ابوها وهي تصيح من خاطرها.. ويوم حست انها تروم تتكلم قالت: اطلعوا ابا اتم بروحي ويا ابويه..
طلعوا عيالها وريلها احتراما لرغبتها.. وفي مشهد يقطع القلب..مسحت سعاد دموعها بإيدها وباست أبوها على جبهته بحزن.. ونزلت دموعها بغزارة على الأبو اللي انشغلت عنه في حياته وحست بحبها الجارف له بعد فوات الأوان.. بكت الأب اللي عرفته في طفولتها.. الأب اللي كان بالنسبة لها مثال وحلم.. الأب اللي كان يحبها أكثر من حياته .. على الاقل لحد ما يت هند وخذت كل حب أبوها منها..
مسحت سعاد على ويه أبوها وقالت: يا خوفي تكون مت وانته مب مسامحني يبه.. عمرك ما كنت راضي بزواجي من حمدان.. ولا حبيت فكرة اني اودر ديرتي وايي هني.. سامحني يبه.. يبه انت بس قوم.. تنفس وانا بسوي لك كل اللي نفسك فيه.. بس أبا أخبرك اني احبك يبه.. لا تحرمني من هالشي ارجوك..
وردت سعاد تصيح وهي تعرف انه فات الأوان وكل كلماتها ما تنفع وما راح ترده لها ولو للحظة.. وفي داخلها لامت هند على كره ابوها لها.. هند سرقت منها أبوها وريلها.. بسحرها وتمثيلها ودلعها المصطنع جذبتهم حقها وبينت لهم انها ضحية أمها.. هند هي السبب في الالم اللي تحس به سعاد في قلبها.. هي سبب كل عوار القلب وسبب فقدانها لأبوها..
غمظت سعاد عيونها عشان تمحي صورة جسم ابوها النحيل وهو ممدد جدامها على الشبرية.. جثة بلا روح.. ما كانت تبا تتذكر شكله وهو ميت.. كانت خايفه تلاحقها هالصورة في مخيلتها على طول.. وكرهت عمرها لأنها كانت تفتشل من تصرفاته ساعات وتستحي تاخذه وياها برى البيت.. بس رغم هذا ورغم انه كان حاس ببعد بنته عنه.. كان سعود ريال بشوش وما يعرف للحقد طريج..
مرت أيام العزا كئيبة جدا على عايلة بن ظاحي.. وطول المدة كانت هند قاعدة بروحها.. في حجرتها.. ما ترمس حد.. كانت بعدها مصدومة.. ومب مستوعبة اللي صار.. حاسة بفراغ كبير في قلبها.. رحل اللي كان فرحة عمرها وغناة روحها.. وخلفها وراه مثل الوطن المهجور..
الولايات المتحدة الأمريكية، ولاية لويزيانا ، 1991:
الستة أشهر الأولى من حياة سلطان في أمريكا كانت بالنسبة له ممتعة جدا، لأنه بكل بساطة ما خلا مكان الا وراحه.. وكان في كل إجازة يسافر لندن واسبانيا.. وخلال هالفترة كان يتصل بأهله باستمرار.. وأمه سارت له أمريكا ويا هزاع مرتين عشان تطمن عليه.. ودراسته في جامعة لويزيانا كانت ممتازة وكل المواد اللي خذها ياب فيها A في أول كورس..
وأثناء دراسته هناك تعرف على شباب إماراتيين (علي وخالد) وسكن وياهم في شقتهم، ومع مرور الوقت صاروا ربع واخوان..
وخلال فترة دراسته، تعرف سلطان على بنية اسبانية كانت تدرس في صف اللغة وياه.. اسمها جيزيل.. بس سلطان وربعه كانوا يسمونها غزالة.. وكانت جيزيل متخبلة على سلطان اللي كان يستحي ومب متعود على حركاتها وتحرشاتها.. بس مع مرور الوقت تقرب منها وعيبته شخصيتها وصاروا ربع وحبايب.. وفي يوم عيد ميلاده، احتفل وياها بروحهم في شقتها .. وكانت تحاول تقنعه انه يكمل دراسته هني في لويزيانا وما يرد البلاد..
جيزيل (بالإنجليزي طبعا ): سلطان عشاني لا ترد دبي.. ما بتتوله علي؟
سلطان: أكيد بتوله عليج.. بس ..ما اروم اودر البلاد أكثر عن جذي.. انتي ترومين تودرين اهلج واتين ويايه دبي؟
جيزيل: هى اذا تباني ارد وياك برد.. كل شي يهون عشانك
سلطان حس انه توهق وقال: انتي ما تعرفين عاداتنا.. أمي وابويه مستحيل يرضون انج تكونين ويايه. .أصلا لو دروا عنج الحين بيجبروني أرد البلاد..
جيزيل: بس انته ريال.. المفروض ما يأثرون عليك أهلك.. لي متى بتم ولد امك..؟
سلطان عصب بس قرر ما يرد عليها.. شدراها هاذي بعاداتهم وباحترام الوالدين عندهم.. المهم سكت عنها بس تظايج من كلامها وشغل عمره بالأكل اللي جدامه..
جيزيل حست انها غلطت عليه وقالت: سلطان حبيبي انا اسفة.. بس حاسة انك مخبي علي شي..
سلطان: أنا جدامج كتاب مفتوح.. شو ممكن اخبي عليج يعني؟
جيزيل: انته عندك وحدة تحبها في بلادك؟
فكر سلطان بمنايه... بس بصراحة .. من يوم وصل امريكا وهي مول مب على باله.. ولا فكر حتى انه يتصل فيها.. لا .. هذا ما كان حب.. كان مجرد اعجاب .. ورد عليها بكل ثقة: لا يا جيزيل.. ما عندي حد في البلاد..
انصدمت جيزيل: سلطان انته تكذب علي.. معقولة واحد مثلك ما عنده girlfriend في بلادك؟
سلطان: لا تصدقين .. كيفج..
جيزيل: ههههههه... أكيد ما عندكم بنات حلوات..
ابتسم سلطان وفكر بشما وهند.. وقال بينه وبين نفسه.. تتمنين انتي الجمال الموجود عندنا.. بس بعد ما رد عليها.. كانت جيزيل تحاول بكل طريقة انها تستفزه عشان يتم وياها او على الاقل يعرض عليها انها ترد وياه.. بس سلطان كان أكبر عن هالخبال.. وعارف حدوده.. وأنه مهما حب جيزيل.. بيتم مجرد حب مؤقت.. ينتهي بانتهاء فترة اقامته في امريكا..
جيزيل: سلطان؟
سلطان: ها حياتي
جيزيل: منو البنية اللي تدق لك كل يوم أثنين وتسولف وياها بالساعات؟
ابتسم سلطان وقال: هاذي بنت عمي..
جيزيل: شو اسمها؟
تردد سلطان.. وقال عقب فترة: هند
جيزيل: اسمها حلو..
سلطان: ليش تسألين؟
جيزيل: خاطري أشوفها.. ما عندك صورتها
سلطان: ما بقص عليج.. عندي صورتها بس ما اباج تشوفينها
جيزيل: ههههههه.. وليش يعني؟
سلطان: هند جزء من حياتي الخاصة.. ما احب اشارك حد فيها..
كانت في عيونه نظرة خلت جيزيل تغير الموضوع على طول.. وحست فجأة بالغيرة من هند.. أما سلطان فهو بروحه ما عرف ليش تصرف وياها هالتصرف.. وليش ما كان حتى يبا يخبرها باسم هند.. وارتاح يوم غيرت الموضوع ويلسوا يرمسون عن الدراسة..
------------------------------
مرت سنة على وفاة سعود.. وهند تعودت كل اسبوع تتصل بسلطان مرة.. وتخبره بكل شي يستوي في بيتهم وبيت عمها مانع..
يوم الاثنين، كالعادة.. اتصلت هند بسلطان.. وعقب السلام والسوالف المعتادة..
هند: شو شاغلنك عنا؟؟ امك تقول انك من اسبوعين ما دقيت لهم..
سلطان: والله مشغول هنادي.. الدراسة ماخذه كل وقتي..
هند: والله انك زلمة.. ليش تدرس؟ احمد ربك انته ما عندك أم شرات امي.. تخيل انها كل نص ساعة تدش حجرتي عشان تتأكد اني يالسة أدرس..
سلطان: ههههههه.. يحق لها يحليلها.. هندوه انتي في امتحانات نص السنة رسبتي في مادتين.. وامج تباج تييبين نسبة ترفع الراس .. هاذي ثانوية عامة .. مب أي كلام..
هند: أف.. الحين لا تيلس تنصحني؟؟ كفاية امي.. بدرس والله وبنجح بتشوفون
سلطان: عمي حمدان شحاله؟
هند: يسلم عليك أمس كنا كلنا بيت عمي محمد ونحش فيك.. ههههههه..
سلطان: الله يستر شو كنتوا تقولون..
هند: لا ما عليك انا دافعت عنك.. اصبر بخبرك شو استوى
سلطان: شو استوى.. ؟
هند: ناصر هزبني عشان شي تافه.. وانا انتقمت منه..
سلطان: ههههههههه.. شو سويتي يالسبالة؟
هند: خذت ثيابه كلها وفريتها من الدريشة..
سلطان: حرام عليج!!!!!!... وسكت عنج؟
هند: لا طبعا.. كان بيجتلني واضطريت اني ابات عند شما اسبوع .. خفت على حياتي..
سلطان: هههههههه ما تيوزين عن سوالفج يا هندوه..
سكتت هند... كانت تبا تسأله اذا توله عليها ولا لأ.. بس غيرت رايها وقالت: يالله خسرت ابويه وايد.. ادري انك ما بتدق لي.. المهم بدق لك الاسبوع الياي
سلطان: اوكى غناتي.. سلمي على امج وابوج ونصور وعليهم كلهم..
هند: ان شالله بسلم بس على ابويه.. ههههههه كيفي.. باي
سلطان: باي حبوبة..
ضحك سلطان وهو يرد السماعة مكانها وحس بشوق كبير لأهله وبيتهم وربشتهم.. بس جيزيل دشت حجرته في هاللحظة وأول ما ابتسمت له نسى سلطان هند ومكالمتها وأهله وشوقه لهم..وطلع وياها وراحوا السينما..
الممزر، 1991:
كانت موزة (أم هزاع) مستانسة وايد لأن ولدها سلطان بيرد البلاد الشهر الياي أخيرا، سلطان كان أغلى واحد من عيالها.. حتى سعيد ما وصل لمكانته.. وفكرت انه ولدها الحين بيكمل 20 سنة.. يعني ريال.. وبيريح أبوه من الشغل في الشركة.. وبيساعد أخوه هزاع..
ومثل عادتها كل يوم العصر، طلعت موزة وراحت بيت حمدان ويلست تسولف ويا سعاد.. واليوم كانت سعاد متظايجة وايد ومبين عليها انها تعبانة..
سعاد: ما ادري متى هالبنية بتعقل يا ام هزاع.. والله هلكتني.. أحس انه موتي بيكون على ايدها..
موزة: فديتج لا تظيجين بعمرج.. هند طيبة واذا خذتيها بالسياسة بتطيعج..
سعاد: ما ينفع وياها يا ام هزاع.. بنتي واعرفها.. انا قلت بتكبر وبتعقل بس اشوفها زادت ف خبالها.. والدراسة مول مب فالحة فيها..
موزة: الله يعينج.. الا بتخبرج .. شموه امس خبرتني انه هند من اسبوع ما تسير المدرسة.. شو بلاها ؟ مريضة؟
سعاد (متفاجئة): شو؟!! شما خبرتج؟ متأكدة؟؟ هندوه كل يوم الصبح تلبس وتطلع المدرسة!!
موزة ارتبكت وحست انها تسرعت يوم خبرت سعاد.. وقالت: ما ادري يمكن انا ما فهمت على شما عدل..
ما خلتها سعاد تكمل وسارت ترمس هند اللي كانت راقدة في حجرتها..
بطلت سعاد الباب بقوة وصرخت: هندوه!!
هند انتبهت من رقادها على صوت امها ويلست في فراشها وهي تشهق : بسم الله الرحمن الرحيم.. شو بلاج امايه هاجمة عليه جي؟!!!
سعاد: هندوه شو هالخبر اللي سمعته؟
هند (بعصبية): شو؟؟؟ وليش معصبة ؟
اقتربت سعاد منها بسرعة ويرتها من شعرها بقوة: شما تقول انج من اسبوع وانتي غايبة عن المدرسة... عيل كل يوم الصبح تتلبسين وين تسيرين؟؟ تنطقي!!!
كانت هند تصرخ وحاولت تبعد امها عنها بس امها كانت اقوى.. وحاولت تفهمها..: أمايه شموه جذابة !! ليش تصدقينها؟
سعاد: أنا اعرف شما ما تكذب.. اعترفي وين تسيرين كل يوم وليش تغيبين عن المدرسة؟؟
هند: امايه والله انها كذابة!!!
سعاد: برايج لا تقولين.. أنا اعرف منو بيخبرني..
هدت سعاد بنتها وطلعت تدور الدريول وموزة تلحقها.. ويوم لقته سألته عن هند ووين كان يوديها كل يوم الصبح..
اسحاق (الدريول): ماما هند من زمان ما يطلع عشان سير مدرسة.. كل يوم صبح خبر انا روح ودي شما بروحه..
سعاد: ما تطلع لك.؟؟ عيل وين تروح؟؟!!!
اسحاق: أنا ما يعرف.. حتى ماما شما ما يعرف..
في نفس الوقت كانت هند زايغة واتصلت بشما تهزبها
هند: انتي بأي حق تخبرين امي اني ما سرت المدرسة؟؟؟ شلج انتي تتدخلين؟؟؟
شما: هندوه والله ما خبرتها.. منو قال لج اني خبرتها؟
هند: هي بروحها قالت لي.. انا تحريتج ربيعتي بس طلعتي عقربة يا شموه..
شما: هنادي انا الحين ياية..
هند: ما اباج اتين.. ومهما قلتي ما بصدقج..
بندت هند التيلفون ودشت امها الحجرة واعصابها هادية شوي..
سعاد: هند.. اسحاق يقول انج هالاسبوع بطوله ما طلعتي له الصبح عشان يوديج المدرسة.. ممكن تخبريني شو السالفة؟ ولا تبيني اخبر ابوج؟
هند استحت وقالت: امايه انا اسفة اني قصيت عليج.. بس بصراحة الابلة صرخت عليه جدام البنات وانا ... صفعتها.. والناظرة قالت لي لا اتين المدرسة الا ويا ولي امرج..
يودت سعاد عمرها وقاومت انها تصرخ في ويه بنتها لأنها تعرف انه اسلوب الصراخ بيخليها تعاند وما بتخبرها السالفة كاملة.. وسألتها.. : ووين كنتي تسيرين كل يوم الصبح..؟
ضحكت هند وقالت: أمايه كنت اسير الملحق اكمل رقادي للظهر.. هههههههه
في داخلها.. ارتاحت سعاد اللي كانت ألف فكرة وفكرة تدور في بالها.. كانت تتحرى بنتها متعرفة على واحد وتطلع وياه.. ومع انها واثقة في هند رغم خبالها .. بس كل شي جايز هاليومين.. وحمدت ربها انه شكها ما كان في محله..
سعاد: وليش ما خبرتيني أول ما استوت السالفة؟
هند: امايه انا اخاف منج.. انتي مول ما تتفاهمين ويايه.. كله تهزبيني..
تأثرت سعاد.. وللحظة.. غمظتها هند..
سعاد: هندوه انا باجر بسير وياج المدرسة وبشوف شو سالفة الابلة اللي صفعتيها..بس مرة ثانية اباج تخبريني بكل شي ..
هند (تبتسم): ان شالله امايه..
سعاد: وخفي من الشطانة شوي..
هند: ان شالله..
طلعت سعاد وتنهدت هند بارتياح وتذكرت شما ودقت لها.. ويوم ردت شما كان باين عليها انها تصيح
هند: عافانا الله .. انتي موول ما تقهرين؟ ليش تصيحين..؟
شما(وهي تصيح): هنادي والله اني ما خبرت امج..
هند: مب مشكلة.. اصلا السالفة خلاص انحلت.. المهم تعالي عندي انا ملانة..
بندت شما وحمدت ربها انه هالمرة عدت السالفة على خير.. بس هي تعرف انه هند هاليومين وايد مستانسة وما تبا اي شي يخرب عليها مزاجها.. طبعا يحق لها.. مب سلطان بيرد الشهر الياي؟
ردت سعاد الصالة وهي بتموت من الصداع ويلست ويا موزة اللي كانت تترياها.. وخبرتها بالسالفة كلها..
سعاد: تعرفين يا ام هزاع.. أحس بالذنب يوم اهزب هند.. من يوم توفى ابويه الله يرحمه وهي ما تهون عليه.. بس والله مب بإيدي البنية شيطانة..
موزة: هههههه.. هنادي فديتها فاكهة البيت.. وهي تراها ما تقصد شي .. لا تزعلين منها
سعاد: بس ما يقهرني الا حمدان.. دوم يسكت عنها.. ويدلعها.. ويوم يتظايج منها ف شي .. يطرشني انا عشان اهزبها.. آخرتها بتكرهني يا موزة..
موزة: حمدان هاذي بنته الوحيدة ولازم بيدلعها.. وبعدين يا ام راشد انتي وايد ظاغطة ع البنية.. تحاسبينها ع الصغيرة والكبيرة.. خفي عليها شوي .. يمكن تهدا..
سعاد (تبتسم): أبويه كان يقول نفس الكلام..
موزة: الله يرحمه.. كان اعقل واحد فينا..
ابتسمت سعاد وعورها قلبها.. كانت متولهة على ابوها وايد.. وقالت لموزة: أبويه هو سبب شطانة هند... وايد دلعها..
موزة: سعاد.. انتي كانت عندج خالة في الكويت.. صح؟
سعاد: هى.. بس يحليلها ماتت من زمان..
موزة: وما كان عندها بنات؟
سعاد: امبلى.. كان عندها بنت وحدة.. اسمها ثريا.. أصغر مني بخمس سنوات.. ومتزوجة في البحرين.. دوم تتصل بي ..
موزة: وليش ما تزورينها أو تعزمينها تيلس ويانا شهر..؟
سعاد: أنا ما احب اسافر تعرفيني.. وهي مشغولة.. زوجها يشتغل في السفارة ودوم تسافر وياه..
كانت موزة بتموت وتعرف كل شي عن اهل سعاد.. سعاد كانت كتومة وايد وما تحب ترمس عن أهلها.. وموزة تخاف تسألها وتعصب عليها.. بس اليوم تجرأت وسألتها.. والحمدلله انها رمست.. بس سعاد غيرت الموضوع على طول وردت ترمس عن هند..
سعاد: موزة أنتي ما تعرفين الضغط النفسي اللي انا عايشتنه طول الوقت بسبة هند.. أحس الكل يرمس عني ويقولون اني ما عرفت اربيها..
موزة: سعاد شو هالرمسة.. بنتج ما سوت شي غلط..
سعاد: شما بنتج عمرها ما اتمشكلت في المدرسة وفوق هذا شاطرة.. وبنات ناعمة نفس الشي.. بنتي انا الوحيدة اللي دوم هي ومشاكلها .. وهي الوحيدة اللي رسبت.. وانا متأكدة انه نسبتها هالسنة بتكون في الستين.. ويمكن في الخمسين بعد..
موزة: لا تحاتين يا سعاد ناعمة محد يروم يقول شي.. وهند بنية ماشالله ما عليها كلام..كل حد يموت فيها.. وخبالها هذا اللي ترمسين عنه بيروح مع الأيام.. بتشوفين..
سعاد: يا ريت والله..
كان في كلام وايد في خاطر موزة انها تقوله.. كانت تبا تقول لسعاد انه هند تتصرف بهالطريقة لأنها محتاجة حب امها اللي ما تعطيه الا لراشد وناصر.. كانت تبا تواجه سعاد وتخبرها انها خلاص صارت وحدة منهم وفيهم مب غريبة عنهم.. لأنها تعرف انه سعاد متشددة وايد ويا هند من كثر خوفها انها تغلط.. ويعقون اللوم على أمها.. سعاد تعتبر نفسها أجنبية.. وهالشي طبعا مب صحيح..
عقب فترة صمت استمرت دقايق طويلة، حاولت سعاد انها تغير الموضوع ..
سعاد: سلطان بيرد الشهر الياي.. فديتج اكيد مستانسة..ما ادري شقايل تحملتي هالسنتين من دونه..
موزة (بفخر): فديته سلطان غدا ريال الحين.. وخلاص هاذي اخر مرة اخلي واحد من عيالي يسافر.. ما اروم على بعدهم تعرفيني..
سعاد: أدري فديتج..
سلطان بيرد البيت شهر 6، عقب ما تخلص امتحانات الثانوية العامة باسبوع. . وبيستلم شركة ابوه ويا اخوه هزاع.. وموزة كانت تعد الثواني في انتظاره.. وعاهدت نفسها انه محد من عيالها يبتعد عنها مرة ثانية.. لأنها مستحيل تكرر معاناتها وخوفها على سلطان في الغربة..
في يوم 21\ 6\ 1991... كانت موزة قاعدة من الفير وهي أصلا ما رقدت من الفرحة اللي تحس بها.. من كثر وناستها.. صلت الفير وقامت تتأكد انه البيت مرتب.. وراحت تسوي ريوق بروحها.. تبا أي شي يشغلها عشان يمر الوقت .. تبا تغمض عينها وتبطلها تشوف ولدها جدامها..
عقب ما خلصت من الريوق، بخرت حجرة سلطان وردت ترتبها مرة ثانية مع انها امس كانت مرتبتنها.. وبطلت الستاير.. وابتسمت وهي تحس انه الشمس اليوم غير والدنيا بكبرها غير..
الساعة تسع، نشت شما ويتهم هند تشوفهم اذا يبون مساعدة.. ويت وياها امها وناعمة وبناتها الثلاث.. وارتبش البيت وكل حد مستانس انه سلطان بيرد ..
هزاع اللي المفروض يكون أول واحد يستقبل اخوه في المطار، اعتذر من ابوه وقال انه عنده شغل مهم في العزبة.. طبعا ابوه عصب بس مب من طبعه انه يفرض رايه على عياله.. وراح هزاع الذيد وكل مشاعر الغيرة والحقد اللي في قلبه على سلطان ردت تطفو مرة ثانية..
الساعة 5 العصر راح مانع المطار ويا اخوه حمدان عشان اييبون سلطان.. ومن كثر ما هند وشما متوترات ما قدرن ايتمن في البيت وراحن بيت حمدان وركضن حجرة هند..وانسدحن على الشبرية..
شما: مب قادرة أصبر .. فديته اخويه اخيرا بشوفه!! تتوقعين شكله تغير؟
هند: مب مهم اذا شكله تغير ولا لأ.. اللي خايفة منه يكون حلق لحيته وشاربه.. أخاف اثروا عليه عيال امريكا..
شما: ههههههه لا مستحيل اخويه يسويها ...
هند: أف متى بيوصل ابا اخبره بكل شي استوى في غيابه..
اطالعت شما ساعتها وقالت: باجي نص ساعة عن موعد الطيارة..
هند: شموه شو بتلبسين؟ أنا ما اعرف شو بلبس..
شما: هههههههههه.. عادي البسي اي شي... بلاج متوترة جي..؟
هند: لا لا.. سلطان من سنتين مب شايفنا .. لازم نصدمه .. ونبين له شكثر احلوينا..
راحت شما للكبت وبطلته، وطلعت كل البدل والجلابيات اللي تنفع تلبسها هند وفرتهم على الشبرية..هندوه شهقت وقالت: انتي شو تسوين؟؟ انا ما صدقت انه الغرفة اليوم نظيفة..
شما: ههههههه.. عادي ام جمال بترتبها..شوفي هالجلابية وايد حلوة..
أشرت شما على جلابية عنابية وقالت: اللون العنابي وايد حلو عليج.. البسيها..
ابتسمت هند وحظنت الجلابية وهي تفكر بسلطان.. سنتين وهي تترياه.. ولا لحظة مرت خلالهم وما كان سلطان على بالها.. كانت تشتاق له في كل دقيقة تمر عليها وتعد الايام في انتظاره.. ترسم في خيالها سيناريوهات وتفكر بكل كلمة وكل حرف تقوله له.. وتمنت انه يوم يشوفها تعيبه.. يمكن يحس فيها ويبدا يميل لها شوي..
لبست هند الجلابية ووقفت جدام شما عشان تاخذ رايها..
شما: هنادي فديتج وااااااااااااايد حلوة عليج هالجلابية
هند: قولي ما شالله هههههههههههه
شما: هههههههه .. تعرفين...؟ سلطان ما بيعرفج وايد تغيرتي خلال هالسنتين..
هند: وانتي بعد شماني.. كبرتي واحلويتي..
شما: هندوه يالله البسي شيلتج بنسير بيتنا.. يمكن امايه تبانا نساعدها.. وبعدين انا بعد ابا اغير ثيابي..
-------------------------
يوم وصلت شما وهند بيت مانع، ابتسموا على طول.. كل عيال مانع وعيال محمد وحمدان كانوا موجودين.. وموزة وسعاد وناعمة يالسات يسولفن على صوب.. ما قدرت هند تقاوم انها ترتبش وياهم وقالت لشما: انتي سيري غيري ثيابج وانا بترياج هني في الصالة..
والساعة 6 ونص سمعوا صوت السيارة وصرخت هند: وصلوا!!!! وصلوا!!!
وطلعوا كلهم عند الباب عشان يسلمون على الغالي اللي غاب عنهم سنتين ...
أول ما نزل سلطان من السيارة، تفاجئ بالحشد اللي هجم عليه عند الباب.. يمكن في السنتين اللي مضت، نسى سلطان الترابط الأسري اللي في بيتهم وتعود انه يكون بروحه او مع جيزيل معظم الوقت.. ما كان متوقع انه الكل بيكونون هني.. وحاول ايود عمره عشان لا يصيح جدامهم من الوناسة.. ومن بعيد.. شاف امه تقترب ودموعها على خدها من الفرحة وحاول يوصل لها بس عيال عمه استلموه قبل..
هند كانت تراقب كل خطوة من خطواته، حست بقلبها يوقف أول ما تبطل باب السيارة.. وردت لها الروح يوم شافته نازل يبتسم.. ويمشي بكل ثقة.. نزلت هند عيونها على ريوله ولاحظت انه بعده يعري بس احسن بوايد عن قبل.. ويوم رفعت عيونها شافته يحظن أمه بقوة وامه تصيح من الخاطر.. كان سلطان أعرض وأطول وأحلى عن قبل.. اللي راح عنهم مراهق.. رد لهم ريال.. في هاللحظة شافها سلطان وابتسم لها.. وحست هند بتوتر كبير وابتدى قلبها يطبل من المستحى.. وخدودها كانت بتحترق.. اقترب منها سلطان وسلم عليها..
سلطان: فديت هالويه يا ربي.. والله تولهت عليج يالدبة..
استحت هند ونزلت راسها..
سلطان: ماشالله كبرتي هنادي والله كنت متردد ايي صوبج ما عرفتج..
لاحظ سلطان انها مستحية واستغرب وقال: أي هندوه بلاج؟ ونج عاد تستحين مني وانتي حاشرتني بالتيلفونات كل اسبوع..
ما قدرت هند ترد عليه لأنه راشد وناصر دزوها بعيد وسحبوا ولد عمهم عشان يسلمون عليه..
سعيد اللي كمل ثلاث سنوات هالشهر كان مصدوم ومبطل عيونه ع الآخر.. وفي خاطره يقول منو هذا اللي كل حد محتشر عشانه..؟ وشله سلطان في حظنه وقطعه من كثر ما باسه وسعيد يطالعه باحتقار وخوف.. ويمسح خده مكان البوسة.. ضحك سلطان وقال: سعود يالهرم احين انا تجز مني؟؟
في هاللحظة شاف سلطان شما ونزل سعيد تحت وراح لها وحظنها بقوة.. وما قدر يود عمره ودمعت عينه.. ودعى ربه انه ما يكتب له يفترق عنهم مرة ثانية أبدا.. ودشوا كلهم داخل يكملون ربشتهم وكل حد يسأله من صوب.. شو سوى هناك؟ وين راح؟ منو رد وياه؟ شو ياب لهم؟
الساعة 8 فليل رد هزاع البيت وحس بقلبه ينقبض يوم شاف اخوه.. وحاول انه يخبي مشاعر الغيرة بابتسامة صفرة ارتسمت على ويهه.. ليش كل حد محتشر عشان سلطان؟ يعني هو شو سوى مثلا؟ الا راح ودرس في بلد ثاني..
سلطان يوم شاف هزاع حس انه فرحته اكتملت وانه الحين يقدر يقول انه ارتاح وحظن اخوه وهو يتفداه.. ويسأله عن اخباره واخبار الشركة.. وهزاع يقول في خاطره.. من الحين تسأل عن الشركة.. الله يستر شو بتسوي عقب..
-------------------------
يلسوا كلهم يتعشون بيت مانع.. وسلطان يحاول يجاوب على كل اسئلتهم بس مب ملحق.. حتى ظبيه بنت عمه محمد اللي كانت مول ما ترمس انهدت عليه مرة وحدة وما خلت شي ما سألته عنه.. التفت سلطان لأمه وقال لها: والله تولهت على طباخج يا ام هزاع.. لا خلاني الرب منج يا احلى ام في الدنيا..
ابتسمت ام هزاع واحمر ويهها واطالعها بوهزاع وهو يضحك وقال لولده: يالله باجر ارتاح واللي عقبه بوديك ويايه الشركة تتعلم ع الشغل شوي
سلطان: ان شالله ابويه.. اذا تبا من باجر بسير وياك..
مانع: لا فديتك .. توك راد من السفر وتعبان..
شما: سلطان... تولهت على منو اكثر شي؟
سلطان (بلا تردد): امايه فديتها..
شما: اووهوو.. يعني غير امايه وابويه.. منو؟ أنا صح؟
سلطان: هههههههه والله تولهت عليكم كلكم .. الله لا يغير علينا يا رب..
قالوا كلهم بصوت واحد : آمين..
والتقت عيون سلطان بعيون هند وابتسم لها.. كان صج مستغرب شكثر تغيرت هند في هالسنتين.. كان يعرف انها حلوة بس ما توقع انها تحلو لهالدرجة..
والساعة 10 روحوا كلهم بيوتهم وراح سلطان يرقد لأنه بيموت من التعب.. أما هند فراحت حجرتها على طول ولبست بيجامتها وهي حاسة بظيج وقهر ماله حدود.. سلطان طنشها.. أكيد ما عيبته.. ما رمسها ابد الا اول ما سلم عليها.. بس.. طول الوقت كان يسولف وياهم وهي يالسة في الظل.. ليش رغم كل اللي تسويه ما تقدر تخليه ينعجب فيها..؟؟ ليش؟؟ وحست بدموعها تنزل على خدها بحرارة وطلعت مذكرتها عشان تشخبط فيها مثل كل مرة تحس فيها بظيج.. وبدون ما تحس كتبت قصيدة حفظتها من كثر ما ترددها وهي تفكر بسلطان..
"لليل أحبك.. ما بقى في السما نور..
والى ضواني الليل.. للصبح أحبك..
واللحظة اللي كلها صد وغرور..
أشوف قبري بين عينك وقلبك..
في صدري اسراجٍ حزين ومكسور
رغم المطر والريح.. شلته افدربك..
والله مابك غير لوعاتي اقصــور
وخوفي عليك الله ربي وربك..
إلى متى ببني على صمتك جسور؟
لا حيرتني اسباب سلمك وحربك
العمر أحبك.. ما بقى فيني شعور
ومتى جفاني العمر.. وشلون أحبك؟؟"*
وقبل لا تحس، كانت هند تبحر في عالم الأحلام الوردي.. عالم تكون فيه هي وسلطان.. وبس..
* من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن
الجزء الثاني
بطل سلطان عيونه الساعة تسع الصبح واطالع حواليه.. وابتسم يوم تذكر انه رد البيت.. وكانت أول وحدة فكر فيها هي هند.. ما يدري ليش بس هند شغلت تفكيره من أول ما شافها أمس.. حس انه الطفلة اللي لعب وياها واللي كان يعتبرها أخت راحت خلاص، الخجل اللي في عيونها يديد.. والرقة اللي تمشي فيها يديده.. هند كبرت.. وسلطان مب متعود على هالشي.. كان خايف تكون تغيرت من داخلها.. بس في نفس الوقت.. تذكر مكالماتها وسوالفها وابتسم بارتياح.. لا.. هند مهما كبرت بتم هند.. ومن دون تردد.. رفع سلطان سماعة تيلفون حجرته ودق على بيت عمه حمدان.. وابتسم لنفسه يوم شلت هند التيلفون..
هند: ألووو؟
سلطان: هلا هنوده... كيفك؟
هند( وقلبها يدق): منيحة ابن عمي .. كيفك إنته؟
سلطان: الحمدلله بخير.. عيل ما ييتي تتريقين عندنا اليوم؟
هند: هههههههه.. لا خلاص الحين اتريق ف بيتنا..
سلطان: تدرين هنادي.. كنت استانس يوم ادقين لي هناك في امريكا..
هند: ههههه ذكرتني.. الفواتير ميمعتنهم أنا.. متى بتدفعهم؟
سلطان: ههههه يالزطية..
هند: والله انا اللي كنت استانس اكثر يوم اسمع صوتك.. واموت من القهر يوم تخبرني انك سافرت لندن واسبانيا.. والله حظك..أنا بعد ابا اسافر..
سلطان: بتسافرين ان شالله يوم بتعرسين..
هند: ان شالله..
مرت فترة صمت بسيطة بينهم كانت تفكر فيها هند شو تقول له ولا إراديا سألته..: شو أخبار بنات أمريكا..
سلطان (تذكر جيزيل): غزلان..
هند: ممممممم.. ما تحرشن فيك؟
سلطان: هههه ولا سون لي سالفة حتى.. ما يدانن العرب.. تعرفيهن..
هند: لا ما اعرفهن.. انته خبرني..
سلطان: شو اخبرج.. ؟ والله ما اين شي حذال بنات البلاد.. يوم كنت أشوفهن.. كنت أتذكرج انتي وشما.. واقول فديت خواتي والله محد يسواهن..
تظايجت هند من كلمة خواتي وضغطت على عمرها وقالت: مب ناوي تسافر مرة ثانية؟
سلطان: لا والله لو يجتلوني ما اودر دبي.. انا ما صدقت رديت البلاد.. وين تبين انتي؟
في هاللحظة نزل راشد الصالة وشاف هندوه ترمس في التيلفون ويوم سألها منو ترمس خبرته انه سلطان . فخذ التيلفون عنها وواعد ولد عمه انهم يسيرون الذيد اليوم.. من زمان ما راحوا العزبة..
-------------------------------
الساعة 3 الظهر، انطلقوا كلهم للذيد.. سلطان في سيارته وياه شما وهند وأسما .. وراشد في سيارته وياه هزاع وناصر.. واستانسوا وايد ولعب سلطان كرة قدم ويا عيال عمه .. كان حاس بنشاط كبير وطاقة تمت محبوسة في داخله سنتين طلعها كلها في هاللعبة.. ويوم خلصوا لعب خذولهم دش ع السريع ويلسوا يشربون شاي ويلعبون ورقة ويا البنات.. وعقب صلاة المغرب.. فاجئهم ناصر وطلع لهم عود من السيارة وقال: شو رايكم؟
هند: الله!!!!!!!!!! من وين يبته.. هاته بجرب..
ناصر: ياللا ياللا .. ما يخصج فيه..انتي من تحطين ايدج ع الشي يتدمر على طول..
هند: حرام عليك بس بلمسه..
ناصر: المسيه بأطراف أصابعج.. تراه حساس وايد..
هجمت هند على العود ويلست تتعبث به وصرخ ناصر عليها: هندوه يالسباله هديه ..هذا هدية من ربيعي..
سلطان: ياللا عيل راونا شطارتك..
كانوا كلهم صاخين وهم يسمعون ناصر يعزف ع العود ويغني.. وخصوصا هند اللي كانت مبطلة حلجها من الصدمة.. صوته كان يهبل.. محد توقع انه كل هذا يطلع من ناصر اللي انتبه انهم مصدومين وقال: إي اسمعوا .. أنا مب مستعد أغني حق أموات.. تبوني أكمل.. ارتبشوا..
ضحكوا كلهم وهالمرة يوم غني .. ارتبشوا كلهم وياه على كلمات الاغنية اللي حافظينها عدل "ما معاكم خبر زين.. يا رسول السلامة.. لا تخيب ظنوني.. بسألك عن البحرين.. كيف أهل المنامة.. عادهم يذكروني.. قول لهم يا مسافر.. اني بالليل ساهر..ما اظن الذي حبيتهم يكرهوني لا ولا يهجروني.." وكل ما كان ناصر يخلص اغنية كانوا يطلبون منه يسمعهم اغنية ثانية.. وحتى هزاع الوغد استانس وقام يضحك وياهم عادي.. والساعة 9 لموا اغراضهم وركبوا مواترهم وردوا دبي..
وصلوا البيت الساعة عشر ونص وركضوا كلهم بيت عمهم حمدان عشان يتعشون.. واثناء العشا كان هزاع يلاحظ اهتمام الكل بسلطان ويقول في داخله بس عاد ترحيب ورحبتوا فيه.. والله لو يرد أمريكا بيفكنا!! ..
قامت شما بتروح البيت عشان ترقد وطلعت وياها اسما.. بس سلطان يلس بيت عمه يسولف هو وهزاع..
راشد: هنادي ياللا سيري ارقدي نبا نسولف ويا سلطان على راحتنا
هند: يا سلام؟ وانا الحين اللي مخربة الجو عليكم؟
ناصر: لا بس ما يستوي انتي البنية الوحيدة بيننا
هند: ارتاح انته وياه.. أنا لاصقة هني وما برقد الليلة ..
راشد: سيري ارقدي هزاع يستحي يرمس وانتي هني.. ههههههه
استغربت هند واطالعت اخوها .. وقالت: نعم نعم؟؟ وليش يستحي مني؟
هزاع بروحه كان مستغرب .. بس ناصر كمل كلامه وقال: ليش بعد؟ ما تدرون انه عمي مانع يفكر يخطب هند لهزاع؟؟
انصدمت هند وحست للحظة انه الدنيا ظلمت.. يخطبونها حق هزاع؟؟؟ متى قرروا هالشي وليش ما خبروها؟؟ ما عرفت هند كيف تتصرف او شو تقول.. بطلت حلجها بس صوتها ما رضى يطلع والتفتت على هزاع اللي كان منصدم وقال: شو؟ ناصر انته ترمس جد؟
ناصر : هى ارمس جد.. بلاكم؟ كنت اتحراكم تعرفون.. اليوم امايه الصبح كانت ترمس خالوه موزة وكانوا يتناقشون في هالموضوع..
حاولت هند تلتفت صوب سلطان بس ما قدرت.. كانت مستحية ومتنرفزة وقامت بسرعة وركضت فوق.. لحجرتها .. وعقت عمرها على الشبرية وهي تصيح.. في نفس الوقت يت عين هزاع في عيون سلطان ولاحظ فيهم شي.. غيرة؟؟ وقال في خاطره.. الظاهر اني اخيرا بقدر انتقم من سلطان..
سلطان يحليله كان في عالم ثاني.. من اللحظة اللي سمع فيها خبر خطوبة هند وهو حاس بسكين تقطع قلبه.. بس ليش؟؟ هو بروحه مب فاهم.. كل اللي كان خاطره يسويه هو انه يقوم ويصفع هزاع .. معقولة تكون غيرة؟؟ وقام واستأذن من عيال عمه بحجة انه مصدع ويبا يسير يرقد وطلع من بيت حمدان ومشى لبيتهم وهو حاس انه هموم الدنيا كلها تيمعت ف قلبه..
في اليوم الثاني، نش سلطان من الرقاد وهو يحس بعمره صج غبي.. هند شرات اخته وطول عمره وهو يعتبرها اخته.. ليش حرج يوم درى انه هزاع بيخطبها؟ المفروض يسيطر على مشاعره .. وتأفف وهو يفكر انه عيال عمه اكيد لاحظوا عليه يوم تغير وطلع عنهم فجأه.. بس ليش حس بالغيرة أمس؟ هذا اللي مب قادر يفهمه.. نزل سلطان الصالة وهو يفكر بهالسؤال .. والجواب الوحيد اللي توصل له هو انه هند طول عمرها وهي صديقته.. كان ما يفترق عنها هي وشما أبدا.. والحين يوم بتستوي خطيبة هزاع.. بتتغير مكانته في قلبها واكيد بيكون هزاع هو الأهم.. وهذا هو اللي مظايجنه.. صح.. أكيد هذا هو اللي مظايجنه!!
شاف سلطان شما يالسة في الصالة تلعب ويا سعيد ويلس وياها وسألها عن سالفة الخطوبة اللي فاجئته أمس..
شما: هى امايه خبرتني.. مجرد كلام.. بعدهم ما اتفقوا على شي.. حتى لين الحين ما خبروا هزاع وهند..
سلطان: بس هزاع أكبر عن هند بأربع سنين..
شما: ما فيها شي.. وتعرف هند مب ناوية تسير الجامعة ونسبتها اصلا ما تساعد.. عشان جي أحسن لها تعرس..
ويلست شما تعير عن فرحتها وهي مب حاسة بالقهر اللي يحسه سلطان في هاللحظة.. وغير سلطان الموضوع وهو مب قادر يتحمل يسمع كلمة ثانية عن هزاع وهند.. ويوم سألته شما شو يبا ع الريوق قال لها انه ماله نفس وطلع..
ركب سلطان موتره وتنهد.. وين يروح؟ ... مب مهم.. المهم ما يشوف هزاع ولا هند جدامه.. ونسى انه ابوه يباه يسير وياه الشركة اليوم واتجه للذيد عشان يتم هناك اليوم بروحه.. كان حاس انه ولا شي.. معزول عن الكل.. يبا يبتعد.. يبا يرد امريكا.. يبا يبتعد عن اخوه وهند وعن مشاعره اللي صج محيرتنه.. شو اللي طرى عليه؟؟
في بيت حمدان، كانت تترياهم زوبعة من الغضب على طاولة الريوق.. هند من امس مب راقدة .. كانت تتريى الكل يقعد من الرقاد عشان تخبرهم رايها فيهم بالضبط.. نزلت من حجرتها بخطوات فولاذية واتجهت لغرفة الطعام وعيونها حمر ومنتفخة من كثر ما كانت تصيح أمس.. ووقفت جدام ابوها بالضبط وقالت: لهالدرجة انا ثجيلة عليك يبه؟؟ لهالدرجة تبا الفكة مني ومب طايق تشوفني في البيت؟؟
أبوها انصدم .. ونزل الجريدة من إيده وقال: هنادي حبيبتي شو فيج؟
أمها انقهرت من اسلوبها وقالت: هندوه شو قلة الادب هاذي شو بلاج تخبلتي؟؟
بس راشد وناصر كانوا يعرفون اللي مظايجنها وسكتوا.. وكل واحد فيهم يطالع الثاني.. طنشت هند أمها.. كانت عيونها على ابوها.. وكملت كلامها: أبا أعرف انا شو في هالبيت؟؟ طوفة؟؟ كرسي؟؟
أبوها وقف وتقرب منها .. بس هند ردت على ورى وقالت: والله يابويه وانا حلفت.. إذا واقفتوا على هزاع بنتحر.. وتراني أسويها!!!!
وطلعت من غرفة الطعام وردت فوق وهي تصيح من كل قلبها ... كيف يتجرأون ويحددون مستقبلها ويتلاعبون بمشاعرها.. مب كفاية انها تخلت عن الدراسة وبتيلس في البيت؟ مب كفاية انها متحملة تجاهلهم لها في البيت ووحدتها وغربتها من بينهم؟؟ بس كله ولا مشاعرها.. مستحيل تسمح لأي حد انه يتقرب من قلبها ويتلاعب بمشاعرها.. وفي هاللحظة.. سمعت حد يدق على باب حجرتها وطنشت.. بس الباب تبطل ودش ابوها الحجرة وفي عيونه نظرة حنان تعودت عليها هند وحفظتها مع الوقت..
اقترب حمدان من بنته ومسح دموعها اللي على ويهها وقال: شو هالرمسة هنادي؟ انتي تعرفين انج غالية.. وانتي الوحيدة اللي ما تهونين..
هند: ليش تبون تيوزوني هزاع.. انا ما اباه.. هزاع وغد وشيبة..
حمدان: ههههههه .. الحين هزاع شيبة؟؟ عيل انا شو؟
هند: لا انته مب شيبة.. أنته ابويه اللي ما يحبني ويبا يوزني غصب..
حمدان (بجديه): ما عاش اللي يغصبج على أي شي يا هند.. وبالنسبة لسالفة هزاع .. ترانا ما قررنا شي فيها لين الحين.. هاذي امج اللي كبرت السالفة ولا الأمر كله كان مجرد اقتراح.. وعمج مانع كان محتار يخطبج انتي ولا أسما بنت محمد..
هند (اللي ابتدت تحس بالراحة): والله؟ اسما حلوة.. وايد حلوة.. وبعدين هي اصغر عن هزاع بسنتين بس.. والله تصلح له..
حمدان: ههههههه .. انا اليوم بكلم مانع.. وانتي لا تشغلين بالج بهالسوالف.. بعدج صغيرة بنت 17 سنة..
هند: أبويه.. والله احبك.. (وحظنته بقوة بس حمدان شدها من اذنها وقال: اياني واياج اسمعج تييبين طاري الانتحار على لسانج مرة ثانية يالشيطانة..
هند: هههههههه. . سوالف ابويه والله.. تعرفني ما اسويها..
حمدان: يالله ارتاحي الحين شكلج من امس مب راقدة
هند: ان شالله ابويه..
وطلع عنها ابوها وخلاها تريح شوي.. هند حست براحة كبيرة وشلت السماعة بتتصل بسلطان بس التعب اللي كان فيها منعها.. وحطت راسها ع المخدة ونامت على طول..
------------------------
الساعة 4 العصر، نشت هند وتلبست وطلعت عشان تسير تيلس عند شموه.. ويوم نزلت الصالة شافت امها واطالعتها سعاد بنظرة حادة وردت عليها هند بنفس النظرة.. كانت هند تعرف انه امها معصبة لأنها تنازلت عن هزاع لأسما.. بس هند ما همها.. ووقفت جدام امها بالضبط وقالت: بسير بيت عمي مانع.. ممكن؟
سعاد: لو أنا مكانج كنت بستحي أدش بيتهم.. عقب ما رفضت ولدهم
هند: امايه صدقيني عمي ومرته ما عندهم هالحساسيات.. وبعدين هم ما تقدموا لي رسمي عشان ارفضه.. لا تحاتين
سعاد: روحي وين ما تبين.. انتي اصلا متى حسبتي لي حساب عشان تستأذنين مني الحين؟
تظايجت هند من كلام امها بس ما ردت عليها وطلعت.. ووصلت بيت عمها مانع في نفس اللحظة اللي وصل فيها سلطان من العزبة.. ووقفت في الحوي تترياه ينزل من السيارة.. ويلست تراقبه وهو يقترب منها وحست انه بطنها يعورها من التوتر..
هند: هلا والله
سلطان (من دون نفس): أهلين
هند: بسم الله .. بلاك جي نفسك خايسة؟
سلطان: متظايج..
هند: من شو؟
سلطان: ما يخصج؟
هند (بتردد): سلطان انته مظايج من سالفة خطوبتي انا وهزاع؟
سلطان: نعم؟؟ وليش اتظايج من هالشي؟ انتي تخبلتي؟
هند: مدري انا حاسة انه هذا هو الشي اللي مظايجنك...
سلطان: لا فديتج احساسج غلط.. صدقيني الدنيا ما توقف عندج انتي بس يا هنادي.. في اشيا ثانية وناس ثانيين يشغلون بالي وهم اللي مظايجيني..
هند (مقهورة): والله؟ ... خلاص عيل.. الله يهنيك ويا اللي شاغلين بالك..
ومشت عنه.. بس سلطان لحقها ويرها من ايدها.. ومن دون ما يحس قال لها: ما تبين تعرفين منو اللي شاغل بالي.. ؟
سحبت هند ايدها من ايده وقالت بعصبية : ليش يهمني؟
سلطان: انتي.. هند..اللي في بالي.. لا توافقين على هزاع..
حست هند انه حد صب عليها سطل ماي بارد.. وعقدت حياتها وهي تطالع سلطان.. مب متأكدة من اللي سمعته.. مب مصدقة اللي سمعته.. وقبل لا ترمس حست بملامح سلطان تتغير.. كانت عيونه مليانة حيرة.. والتفت عنها وهو يقول في داخله.. أنا شو سويت؟؟ ليش قلت اللي قلته؟؟ هذا اخويه .. مب واحد غريب.. معقولة اخونه؟؟ وقطع عليه افكاره صوت هند وهي تبتسم له وتقول: سلطان ما يحتاي ارفضه.. بيخطبون له أسما.. راشد كان يسولف بس..
سلطان (وهو حاس بخليط من المشاعر.. ظيج وفرح واحساس كبير بالذنب والاحراج) : هندوه انسي اللي قلته.. انا ما كنت اقصد.. اوكى؟
ومشى عنها بسرعة ودش البيت من دون ما يلتفت لها..وخلاها واقفة في الشمس تطالعه وهي مصدومة من موقفه.. كانت تبا تتحرك .. تبا تلحقه.. بس ريولها تخدرت فجأة .. يلست هند تردد كلماته في بالها.. " انتي.. هند..اللي في بالي.. لا توافقين على هزاع.." .. معقولة؟؟ سنين وهي تحلم بهاللحظة.. ليش يحرمها من فرحتها؟ ليش انكر كل اللي قاله وراح؟؟ .. ابتسمت هند وقالت: في تطور... حظي!!!!
وأخيرا قدرت تتحرك ودشت بيت عمها مانع وسلمت على عمها وعمتها وشما وهي تسبح في عالم وردي من الأمل والوناسة.. واللي كانت هند خايفة منه، انه ام هزاع وبوهزاع زعلانين منها بسبب رفضها لهزاع كان مجرد خوف ماله داعي.. لأنهم ما بينوا لها أي شي.. ويوم سألت شما عن موقفهم قالت لها: تبين الصج؟ امايه استانست.. قالت انه من زمان خاطرها أسما تكون لهزاع..
ارتاحت هند وحست انه الحظ واقف وياها..
في نفس الوقت كان هزاع في الشركة، بيموت من القهر انه امه وابوه بيخطبون له أسما.. ويوم اعترض وقال انه يبا هند.. رد عليه ابوه وقال: هند صغيرة عليك يا هزاع.. وأسما شيخة البنات..
بس هزاع يعرف.. حاس بسبب رفض هند له.. هند رفضته بسبب سلطان.. وسرح هزاع بأفكاره السودة وابتسم فجأة وقرر انه ينتقم بمعرفته..
----------------
مرت ثلاث أيام على اليوم اللي واجه فيه سلطان هند.. وكانت هند تتوقع انه الحين بيعترف لها بحبه.. بس سلطان للأسف طنشها وتجنب انه يسير بيت عمه حمدان.. حتى يوم الجمعة طلع وراح الذيد.. مع انه عمره ما فوت غدا يوم الجمعة بيت عمه الا يوم كان في أمريكا.. وحست هند بإحساس كبير بالخسارة.. حست انها خسرت سلطان مب بس كحبيب.. خسرته كصديق.. وعرفت انه ندم على الكلام اللي قاله..
لاحظت شما انه هند وايد متظايجة هاليومين وحاولت تعرف شو فيها.. بس ما قدرت تطلع ولا حرف من هند.. فكرت هند تخبر شما باللي صار، بس في شي كان يمنعها.. كانت تحس انه حبها لسلطان شي خاص فيها.. سرها اللي ما تبا تشارك فيه أي حد.. الا ام جمال اللي كانت تعرف كل التفاصيل وتترياها كل يوم في المطبخ عشان تخبرها اذا شافت سلطان ولا لأ.. واليوم راحت هند حجرة أم جمال وحظنتها وهي تصيح..
هند: أم جمال .. سلطان يكرهني!!
أم جمال: مين آل لك؟ هو حكى لك شي؟
هند: لا أصلا ما شفته.. يوم يعرف اني في بيتهم ما يدش.. أنا شو سويت له؟
أم جمال: أصبري.. هو اللي راح يرجع لك..
هند: متأكدة؟
أم جمال: وأبصم لك بالعشرة كمان..
-------------------------
في البداية، حاول سلطان انه يتجنب هند .. كان يحس بإحراج كبير من اللي سواه.. حس انه تسرع وايد وكان متأكد انه هند كرهته .. وقال لنفسه: ليش يا ربي ليش تسرعت؟؟ هندوه شرات اختي شما.. كيف اتصرف وياها هالتصرف؟؟ .. شو بيكون موقف هزاع لو درى باللي سويته؟ وأمي وابويه؟ شو بيقولون؟؟
كان سلطان يتمنى انه مع مرور الايام بتنسى هند اللي استوى.. وعاتب نفسه الف مرة على الكلام اللي قاله.. المفروض انه هو الكبير ويتحكم بمشاعره.. لو كان هالتصرف صدر من هند ما بيلومها لأنها مراهقة.. بس سلطان ريال والمفروض يراعي هالشي..
عشان جذي قرر انه يتجنبها.. وكان يداوم في الشركة صبح وعصر..ويرد البيت الساعة وحدة فليل.. بس عشان ما يشوفها .. بس شوقه لها يوم يغمض عيونه عشان يرقد مستحيل يتحمله بشر.. وفي النهاية ما قدر يتحمل.. كان لازم يرمسها.. بأي طريقة.. لازم يحط لحيرته نهاية..
وأول ما نش الصبح .. وقبل لا يتريق.. طلع عشان يشوفها.. بس وهو طالع من حجرته.. شاف شما يالسة ويا سعيد في بلكونة الصالة اللي فوق..
سلطان: شماني هندوه ناشة هالحزة؟
شما: هى فديتك هندوه تنش الساعة ست..
في هاللحظة دشت امه البلكونة وقالت.. : ليش تسأل عن هند؟
سلطان (وهو حاس بالذنب): ماشي بروحي من زمان ما شفتها
موزة: إنته مزعلنها؟؟ البنية ما قامت اتي بيتنا.. يالله اشوف سير راضها..
سلطان: لا والله امايه ما زعلتها..
موزة: هي بروحها مخبرتني انك زعلان منها.. وبعدين انا مب عمية.. أشوف اللي يستوي جدامي.. واعرف انك مطنشنها صار لك فترة..
سلطان (تنهد): ان شالله امايه.. الحين بسير اراضيها..
دش سلطان بيت عمه حمدان وسأل أم جمال عن هند.. وقالت له انها يالسة برى في الحديقة .. إذا يباها بيحصلها عند الحوض.. طلع سلطان وشافها يالسة تقرا مجلة عند الحوض واقترب منها من دون ما تحس.. يوم شافته هند نزلت المجلة واطالعته باحتقار..
سلطان: مرحبا..
هند (بنبرة حادة): شو عندك؟
سلطان: أبا اتفاهم وياج هنادي..
هند: نتفاهم على شو؟
يلس سلطان حذاها وقال: هنادي لازم نرمس عن اللي استوى هذاك اليوم
سكتت هند وهي تتذكر الموقف اللي استوى بينهم.. وقالت: "سلطان أنا...."
سلطان: أعرف..
هند: كنت تقصد اللي قلته؟
حاول سلطان ينكر بس ما قدر: هى.. كنت قاصد كل كلمة قلتها
هند: وليش ودرتني ورحت؟
سلطان: لأني كنت خايف من مشاعري ومن هزاع وسالفة الخطوبة كلها.. كنت خايف اكون تسرعت واندم.. وتندمين ويايه..
هند: سلطان انا كلهم ما يهموني كثر ما انت تهمني..
سلطان: بس أنا يهموني يا هند...
هند: انزين لا تخبر أي حد لين ما ينسون سالفتي انا وهزاع..شو رايك؟
سكت سلطان وخافت هند انه يغير رايه وقالت: سلطان انا احبك.. والله شاهد عليه اني حبيتك من يوم عرفت شو معنى كلمة حب..
ابتسمت هند بسعادة.. أخيرا قالت هالكلمة اللي تمت محبوسة في داخلها دهور.. أخيرا قالتها وحست بها تطلع من أعماق أعماق روحها وقلبها..
ابتسم سلطان.. غصبن عنه كان حاس بسعادة كبيرة ما تنوصف.. وقاله: هنادي.. حتى انا .. يمكن ما كنت فاهم احساسي.. بس الحين فهمته.. وتأكدت اني احبج.. هنادي والله احبج من كل قلبي..
نزلت الدموع من عين هند وهي مب مصدقة اللي يالسة تسمعه.. كان خاطرها توقف وتنط من الفرحة بس طبعا مب جدام سلطان.. يوم بترد حجرتها بتعبر عن فرحتها ..
ويلست هنادي تسولف ويا سلطان للساعة 10 يوم انتبه انه لازم يسير الشركة.. وردت هنادي حجرتها وهي تحس انه الدنيا ابتسمت لها .. وخلاص كل احلامها تحققت..
الجزء الأول
الأيام اللي تبعت اليوم المشهود في حياة سلطان وهند مرت مثل حلم جميل.. شرا أي اثنين توهم يكتشفون عالم الحب.. كانوا يسرقون اللحظات عشان يشوفون بعض.. ومكالمات منتصف الليل ما يملون منها أبد.. محد كان ملاحظ أنه سلطان وهند يسولفون ويا بعض بالساعات . .. وانه سلطان صار يتغدى بيت عمه حمدان في الاسبوع ثلاث مرات.. وهند.. كل شي صار يونسها.. ومهما حاولوا اخوانها انهم ينرفزونها ويقهرونها.. كانت تبتسم في ويوهم أو تتفداهم وتروح عنهم.. وتخليهم واقفين مكانهم وهم مبطلين حلوجهم من الصدمة.. أمها لاحظت انه بنتها تغيرت وصارت هادية وايد.. واستانست من هالتغيير..خصوصا انه هندصارت توقف في المطبخ وتعلمت تطبخ.. وكانت كل يوم العصر تسوي لهم كيك وحلويات وتطرش بيت عمها مانع..
حتى حمدان لاحظ الفرق وحمد ربه انه بنته ودرت حركات ودلع ليهال وكبرت أخيرا.. كانت هند تشع من داخلها وفي ويهها نور خلاها تحلو وتبهرهم كلهم.. كانت باختصار.. تحب.. والحب يسوي أكثر عن جذه..
.. كانت تحس انه حبها لسلطان يخنقها.. تحس به يفيض مب قادرة تتحكم فيه.. فكانت توزع الحب على كل اللي حواليها يمكن تروم تسيطر عليه.. وتخفف من حدته.. وكانت خايفة انه حد يلاحظ احساسها.. لأنه كيانها كله كان ينبض بحب سلطان.. معقولة محد لاحظ؟
واليوم الصبح يلست هند ويا أمها تقرا مجلة، وكانت امها تطالعها بنظرة كلها حنان وفخر بسبب التغير اللي صار ف شخصيتها.. ويا راشد ويلس وياهم..
سعاد: فديت بنتي يا ربي.. هنادي وايد احلويتي هاليومين.. شوفي الثقل شو يسوي؟
ابتسمت هند واحمر ويهها وردت تقرا المجلة..
ضحكت سعاد وقالت: اللي ما يعرفها يقول عنها عاشقة.. هدوءها مب طبيعي يا خوفي يكون وراه شي..
راشد: ليش امايه انتي ما تعرفين انه هندوه عاشقة؟
تجمدت هندوه مكانها وحست بالدم ينزل من ويهها.. والتفتت له سعاد بسرعة وسألته: عشقت منو؟
راشد: عاشقة عمرها منو بعد؟ ههههههههه
ارتاحت هندوه وقالت في داخلها : الله يغربل ابليسك يا رشود وقفت قلبي..
سعاد: هههههه راشد حرام عليك.. نحن ما صدقنا انه اختك عقلت .. لا تأذيها..
كانت هند تسمعهم وتدري انهم يبونها ترد عليهم بس طنشت وكملت قراية المجلة.. ما كان لها نفس ترد على أي حد.. كانت بتموت تبا تشوف سلطان وتترياه يرد من الشركة عشان يتصل بها..
سعاد: هنادي شو رايج في عفرا بنت عمج محمد..؟
هند: وغدة وسخيفة.. ليش؟
سعاد: بنخطبها لراشد..
اتفاجأت هند: رشود ونك كبرت بيخطبون لك؟
راشد: لا نونو أنا جدامج.. عمري 25 سنة يعني مب صغير..
هند: شو تبا فيها عفروه.. والله بتندم بتكرهك ف عيشتك
راشد: لا فديتها بنت عمي حلوة وأمورة ما فيها شي ينعاب..
سعاد: خلاص حبيبي انا بكلم ابوك عشان يكلم عمك محمد..
راشد (يمثل انه مستحي): اللي تشوفينه يا ام راشد..
هند: ههههههه.. والله شكلك غبي ... شلك في العرس انته؟
راشد: هندوه تونا نمدحج نقول عقلتي..
سعاد: هههههه محد غيرك حسدها .. هندوه فديتج طنشيه
هند: أفا عليج امايه ما طلبتي..
اطالعت هند ساعتها وكانت الساعة 10 وقررت تروح وتطالع التلفزيون.. عشان يمر الوقت بسرعة..
في الشركة.. وصل مانع متأخر وراح مكتب سلطان عشان يشوف اخبار الشغل.. هزاع كان قاعد في مكتبه وانقهر يوم شاف ابوه رايح يسلم على سلطان قبل لا يدش مكتبه هو .. وقال: مب جني أنا العود..؟والمفروض ابويه يطل عليه انا قبل.؟؟ الظاهر انه هالسلطان ناوي على الشركة بكبرها.. وقرر يبدا في تنفيذ خطته الحين..
في الايام اللي مظت، لاحظ هزاع النظرات اللي بين هند وسلطان.. وكان شاك انهم يحبون بعض.. وتأكد من شكوكه يوم ساروا الذيد يوم الخميس وركبت هند وسلطان الخيل بروحهم .. كانت هاي أول مرة يودرهم فيها سلطان في العزبة وما يلعب وياهم.. وكله عشان خاطر عيون بنت عمه هندوه ام لسانين.. ومع انه هزاع ما تعيبه هند بالمرة وما يدانيها.. بس كان مقهور منها ليش رفضته.. ؟ وفي نفس الوقت كان يبا يحرق قلب سلطان..
في هاللحظة دخل مانع ويا سلطان مكتب هزاع وسلموا عليه ويلسوا يسولفون عن الشغل.. وعقب ما خلصوا سوالفهم والشغلات المهمة اللي لازم يخلصونها..
هزاع: أبويه .. بغيتك في موضوع ..
مانع: آمر فديتك..
هزاع: ما يامر عليك عدو يا بوهزاع.. انتو رمستوا عمي محمد عشان سالفة أسما؟
مانع: لا فديتك اسمح لي .. حمدان سبقني ورمس محمد عشان يخطب عفرا لراشد..بس اذا تبا اليوم برمسه..
هزاع: لا بويه جي احسن.. أنا ما با اسما.. اخطبولي هند بنت عمي حمدان..
انصدم سلطان والتفت على اخوه بحدة.. شو يالس يخربط هذا؟ مانع بعد انصدم وقال: بس انته ما كنت معارض من قبل يا هزاع.. شو اللي طرى عليك..؟
لاحظ هزاع انه سلطان تغيرت ملامحه واستانس في داخله.. وقال لأبوه: ابويه انا كنت أبا ارضيكم بس بصراحه هند في خاطريه وما رمت أشيلها من بالي..
حس سلطان انه سكاكين تنغرز في صدره وهو يسمع هالرمسة.. أخوه يحب هند؟؟ حاول يتكلم بس ما قدر.. كان ساكت وكأنه نسى الحروف فجأه.. بس يالس ويطالع اخوه وهو مب مستوعب اللي يستوي..
مانع: خلاص ابويه اللي تشوفه.. برمس عمك حمدان مع انه يوم رمسته قبل اسبوعين قال لي البنت صغيرة ع العرس..
هزاع: دخيلك ابويه خبره وقول له انا مستعد اترياها لو ان شالله عشر سنين..
مانع: ههههههه لا شو عشر سنين.. اصبر بدق له الحين..
هزاع: تسلم ابويه علني ما خلى منك يا رب
مانع: بس انا ولدي اشوف انه اسما هي اللي تصلح لك.. وبعدين هند بعدها ياهل.. ولا انته شو رايك يا سلطان؟
سلطان ما رد عليه.. كانت عيونه في عيون هزاع.. يطالعه بنظرة غريبة.. ويوم رد ابوه يسأله ، انتبه وقال من دون نفس: سووا اللي تبونه.. أبويه انا عندي شغل اسمحولي..
وطلع سلطان من المكتب وهو حاس انه راسه بينفجر..ليش يا هزاع؟ ليش هند بالذات؟؟ والمشكلة انه ما قدر يوقف في ويههم ويتكلم.. اللي طلب هالشي اخوه العود وابوه موافق..
ما قدر سلطان يتم في المكتب وروح البيت من دون ما يخبر ابوه..
العصر، تساقطت الأمطار بغزارة وكانت هند يالسة في بلكونة الصالة اللي فوق تتأمل المشهد الرائع يوم سمعت أمها تناديها..
سعاد كانت مصدعة ومتظايجة.. لأنها نست الدريشة مبطلة وماي المطر دش في الحجرة .. "هنادي!!" ردت سعاد تنادي بنتها بس أم جمال سبقتها ودشت هند وراها..
سعاد: أم جمال حبيبتي جففي الزولية...
راحت أم جمال تتيب لها شي تنظف فيه الماي ويلست هند على شبرية أمها.
هند: أمايه شو رايج بهالروج؟
يلست امها حذالها وقالت وهي تطالع الروج: هندوه تعرفيني ما احب المكياج.. بس هذا لونه حلو..
هند: انزين امايه علميني شقايل احط آي شادو..
سعاد: ههههههه .. شو عندج احيدج ما تدانين تحطين شي على عيونج..
هند( بخجل): أمايه ما فيها شي لو تعلمت.. باجر يوم بعرس بحتاج حق هالشغلات..
سعاد: أوكى حبيبتي .. تعالي لي عقب العشا وبعلمج.. خلاص؟
باست هند أمها على خدها وقالت: خلاص اتفقنا..
كانت هند مستانسة وايد انه امها راضية عنها هاليومين.. وحست انها كانت وايد ظالمتنها ومعذبتنها قبل.. بس من اليوم ما راح تأذيها أبد..
هند: أمايه؟
سعاد: ها فديتج
هند: ما اشتقتي للكويت؟
ابتسمت سعاد: انا تركت الكويت من 25 سنة.. بس طول ما قلبي ينبض.. بيتم ينبض بحبها.. ورغم اني إماراتية الحين.. الكويت بتم في عقلي وفي قلبي وروحي..
هند: مدري كيف تحملتي تودرين ديرتج.. أنا لو طلعت من دبي بموت..
ابتسمت سعاد لبنتها وقالت: كلنا قلنا جذي في البداية.. بس في النهاية نضطر انا نضحي عشان اللي نحبهم.. بتتعلمين هالشي يوم بتكبرين...
طلعت هند من حجرة أمها وراحت حجرتها عشان تتصل بسلطان على تيلفون حجرته ويوم محد ردت، استغربت لأنها متأكدة انه في البيت.. وين بيروح في هالمطر؟ اتصلت على تيلفون الصالة وردت عليها شما..
هند: هلا شماني شحالج غناتي.؟
شما: هلا والله.. الحمدلله بخير شحالج انتي وخالوه ام راشد شحالها؟
هند: الحمدلله.. شماني تولهت عليج ابا ايي عندكم..
شما: تعالي فديتج..
هند: والمطر..؟
شما: بطرش لج الدريول..
هند: لا امايه حرام خليه برايه.. منو عندج في الصالة؟
شما: أنا وامايه وسعود..
هند (بتردد): وسلطان؟
شما: سلطان راقد.. فديت روحه رد من الشركة من وقت اليوم.. كان مصدع وايد..
تظايجت هند وقالت: شماني سيري شوفيه يمكن محتاي شي..
شما: هندوه ما فيه ادش عليه يمكن اخرب رقاده.. لو يبا شي بيتصل على تيلفون الصالة..
بندت هند عن شما وردت تتصل بسلطان.. بس بعد ما رد عليها..
كان سلطان يالس على شبريته في الظلام.. يفكر بحظه اللي خلاه يحب هند في نفس الوقت اللي حبها فيه أخوه هزاع.. وقرر قرار نهائي.. انه علاقته بأهله أهم من أي إحساس يحسه لهند.. سلطان قرر يبتعد.. ويوم سمع صوت تيلفونه يرن.. طلع من الحجرة عشان ما يرد عليها..
الجزء الثاني
قبل لا يرقد حمدان ، خبر مرته انه مانع رد يكلمه في سالفة هند وهزاع..
حمدان: والله اني مستحي منه يا سعاد ما اعرف شو ارد عليه..
سعاد (وهي مب مصدقة انه هزاع ودر بنت ناعمة عشان ياخذ بنتها): شو ترد عليه بعد.. خبره انا موافقين..
حمدان: بس هند ما تباه..
سعاد: هند ياهل شو دراها مصلحتها وين؟ نحن اهلها ولازم نقرر عنها في هالمسائل.. حمدان انا ما تدخلت في تربيتك لها من قبل وخليتك اتدلعها على كيف كيفك.. بس الحين اقول لك لا تخرب علاقتك ويا مانع عشان دلع بنات..
لاحظت سعاد انه ريلها بدى يقتنع وكملت كلامها: وبعدين هزاع ريال ما ينعاب وعقب الزواج بتحبه..
سكت حمدان .. رغم انه بنته ما تهون عليه بس رمسة مرته صح.. ويلس يفكر وايد بهالموضوع قبل لا يرقد..
اليوم اللي عقبه كان عيد ميلاد سعيد وموزة عزمتهم كلهم عندها في البيت ع العشا.. وهند طبعا كانت مستانسة لأنها بتسير تساعد شما في المطبخ وبتطمن على سلطان اللي من أمس وهو ما يرد عليها.. هند ما شكت في شي وتحرته كان مصدع وراقد.. وما كانت تعرف انه ابوها في هاللحظة يالس يتفق ويا عمها مانع وويا هزاع على خطوبتها..
الساعة 6 ، كانت هند في المطبخ ويا شما.. هند كانت تقطع الكيك وشما واقفة تراقبها..
هند: شو تطالعين يا الدبة؟ (وضحكت يوم لاحظت انه بنت عمها سرحانة فيها)..
شما: ما ادري.. شكلج مستانسة وايد وانتي تقطعين الكيك.. هذا اللي كنت أفكر فيه.. بس
هند: أكيد بستانس وانتي ويايه غناتي.. تعرفين شكثر احبج..
شما: هنادي حتى انا والله اعتبرج شرات اختي واكثر بعد..
حظنتها شما واستانست هند وايد من رمستها.. يوم بتاخذ سلطان ما بتندم أبدا لأنه عنده اخت شرات شما..
دشت موزة المطبخ ويوم شافت الكيك استانست وايد وقالت: خلاص فديتكن .. سيرن تلبسن.. تعبتكن وايد ويايه اليوم..
هند: تعبج راحة خالوه..
شما: يالله هنادي ما شي وقت..
وطلعت هند وشما عشان يتلبسون للعزيمة الليلة..
يوم طلعت هند من البيت، كانت متظايجة لأنها ما شافت سلطان.. وما لاحظت انه واقف عند دريشة حجرته يراقبها وهي مروحة.. ويتمنى للمرة الألف انه يقدر يشيلها من باله..
الساعة 8 كانوا كلهم في الصالة الا سلطان.. وحست هند للمرة الأولى انه في شي غلط يالس يستوي.. شافت شما من بعيد تحط الشاي على الطاولة وراحت لها.. بس هزاع وقف جدامها واضطرت انها تبتسم له من ورا خاطرها..
هزاع: هنادي بلاج متظايجة..؟؟
هند: ما فيني شي.. انته اللي بلاك؟ أول مرة ترمسني..
هزاع: حرام اسأل شو بلاج..؟
هند: لا مب حرام بس مب من عادتك تسأل..اللي اعرفه انه محد يهمك غير نفسك..
انقهر هزاع .. لسانها طويل.. بس قرر يغيظها وضحك: هذا قبل هنادي.. كل شي يتغير فديتج وانا تغيرت..
هند (بنفور واضح): مبروك.. أصفق لك؟؟
هزاع: هنادي شو هالاسلوب. ؟ بلاج عليه انا شو سويت لج؟
هند: هزاع انا متظايجة وايد.. اذا رمستك الحين متأكدة اني بغلط عليك..
وراحت عنه وهزاع وقف يطالعها ويتحلف لها في داخله.. صبري يا هندوه.. خليني اخذج وساعتها بعرف شقايل اءدبج..
وصلت هند عند شما وسألتها: سلطان وينه؟
شما: أنا بروحي أحاتيه.. صاك على عمره باب حجرته ومب راضي يطلع..
هند: ليش.. شو بلاه؟
شما: أونه مصدع..
هند: من أمس..
شما: شكله جي..
هند: وأمج ما سارت له؟
شما: أمي انشغلت.. بسير له مرة ثانية..
هند: لا.. انا بسير له..
شما: أوكى..
راحت هند فوق ودقت باب حجرة سلطان.. ويوم بطلت الباب ما لقته داخل.. دورته فوق وشافته يالس في البلكونة.. دشت هند ويلست مجابلتنه.. وخافت وايد من اللي شافته..
كانت نظرة سلطان حادة خلت قلبها يرتجف.... وعيونه حمر وتحتهم سواد كأنه مب راقد من شهر.. حاولت هند تبتسم غصبن عنها وقالت: سلطان.. ليش ما ييت تحت؟
نزل سلطان عيونه عنها وقال: روحي .. مالي نفس ويا اي احد..
هند: حتى أنا..؟
اطالعها سلطان بحزن وقال: خصوصا انتي..
على طول دمعت عيون هند .. شو بلاه سلطان؟ ليش يتعامل وياها بهالقسوة. ؟؟ وسألته بكل هدوء: أنا غلطت بشي؟
سلطان: لا
هند: حد قال لك شي عني؟
سلطان: يخسون يرمسون عنج..
هند (بصعوبة): مليت مني؟
حس سلطان بقلبه ينقبض وقال: مستحيل أمل منج..
هني بدت دموع هند تنزل بكل حرية وقالت: عيل ليش متغير عليه.؟ ليش مبتعد ومنعزل بروحك؟؟ انته تدري انه راحتي وياك وف قربك ورغم هذا حرمتني منك أمس واليوم.. ليش؟
اطالعها سلطان وفي عيونه حزن كبير ما قدرت تفهمه او توصل لأسبابه .. وقام عنها وراح حجرته وصك الباب وراه.. ويلست هند في البلكونة بروحها ..تحاول تتذكر كل كلمة قالت لها اياه من يومين.. يمكن غلطت عليه وهي مب حاسة.. ولا شو تفسير تصرفه هذا؟؟
عقب ما هدت هند شوي.. نزلت تحت وعلى طول راحت لها شما وسألته: وينه؟
هند: راقد..
شما: وليش تأخرتي..؟
هند: كنت أدق عليه الباب .. ما كنت متوقعة يكون راقد.. وتوه انتبه وبطل لي الباب..
شما: بلاج جي متظايجة؟ لا يكون هزبج ؟
هند: لا لا.. بس بروحي مصدعة..
شما: تعالي انا اعرف شو اللي بيخفف صداعج..
هند: شو؟
شما (بفرحة): سعود!!!! .. الحين بيطفي الشموع.. وبنقص الكيك..
قررت هند ما تخرب على بنت عمها وناستها وراحت وياها غرفة الطعام اللي كان الكل متيمع فيها وقصوا الكيك عقب ما طفى سعيد الشمعات الثلاث.. وصفقوا له كلهم وباسوه وعطوه هداياه..
-------------------------------
يوم ردت هند البيت خذتها أمها وياها حجرتها ويلست وياها على الشبرية .. وابتسمت سعاد لبنتها وهي تتمنى تعدي هالليلة على خير..
سعاد: هنادي.. انتي تغيرتي وايد هاليومين وانا وايد مستانسة من هالشي.. حتى اليوم خالوتج موزة كانت تمدح فيج..
ابتسمت هند واحمر ويهها.. وقالت: أهم شي رضاج عليه يمه.. والله يسوى عندي الدنيا وما فيها..
مسحت سعاد على شعر بنتها وقالت: من خاطرج يا هند؟
هند: امايه شو هالسؤال .. أكيد من خاطريه.. عندج شك انج أغلى انسانة على قلبي.؟؟
سعاد: واذا طلبت منج شي.. بترديني؟
هند: أكيد ما بردج أمايه .. آمري فديتج..
سعاد : هزاع خطبج.. وانا وابوج وافقنا..
انصدمت هند.. وعرفت فجأة شو سبب معاملة سلطان لها بهالبرود.. هزاع رد يخطبها؟؟ مع انه يعرف انها رافضتنه.. بس ليش؟ وهو طول عمره ما كان مهتم بها..
لاحظت سعاد انه ويه بنتها تغير ولاحظت بعد انها سرحت في عالم ثاني.. وقالت: هنادي.. أنا أفكر بمصلحتج.. هزاع ريال ما ينعاب وولد عمج.. وابوج يستحي يرد عمج مانع.. فكري بالمشاكل اللي ممكن تستوي اذا رفضتيه.. وفكري بهزاع نفسه اللي بيكرهج وبيكرهنا كلنا.. لا تصيرين انانية وفكرينا فينا قبل كل شي..
هند كانت ظايحة وايد ومقهورة من سلطان .. وقالت لأمها:: خليني أفكر.. بروح أرقد خلاص امايه؟
ابتسمت سعاد وحست انها انجزت شي.. على الأقل البنية ما زاعجت ولا سوت لهم حفلة شرات المرة اللي طافت..
سعاد: خلاص فديتج سيري ارقدي وفكري.. وردي علي باجر..
--------------------------
حاولت هند تسيطر على اعصابها قد ما تقدر.. كان في شي في بالها ولازم تنفذه.. كيف سلطان يتخلى عنها بهالسهولة ويرضى انه هزاع ياخذها.. ؟ وين حبه وغيرته عليها؟؟ صحيح انه هزاع اخوه بس هند مب غريبة.. هند بنت عمه وحبيبة قلبه.. وشلت هند السماعة ودقت له.. كانت الساعة 2 وهي مب قادرة ترقد .. عقب ما رن فترة طويلة.. رد عليها سلطان..
هند: ألو؟
سلطان: هلا..
هند: دقيقتين وبكون عند باب بيتكم..
سلطان(بعصبية): شو؟
هند: قلت لك دقيقتين وبكون عند باب بيتكم.. اذا ناوي تخليني ابات عند الباب لا تبطله.. أوكى؟
وبندت هند التيلفون ولبست شيلتها وطلعت..
سلطان ما قدر يستوعب اللي قالته.. شو اييبها عندهم الحين..؟ وفكر يلبس كندورة بس غير رايه..وطلع لها عند الباب.. وشافها واقفة بجلابية وشيلة..
دخلها سلطان في الحوي وكلمها بنبرة حادة..: شو حركات اليهال هاذي؟ انتي تعرفين لو حد شافج طالعة هالحزة شو بيقولون؟
هند (اللي كانت تقاوم دموعها): ما أظن انه رمستهم تهمك..
سلطان: هنادي شو هالرمسة؟؟ الحين ياية تشككين في حبي لج؟
هند: من حقي يا سلطان.. عقب اللي سمعته اليوم من حقي اشك فيك وفي كل كلمة قلتها لي..
سلطان: هنادي فديتج والله اني خايف عليج.. الله يهديج ما رمتي ترمسيني في التيلفون ؟ لازم كنتي توصلين لى هني..
حست هند انها خلاص بتفقد اعصابها وقالت: هذا اللي هامنك؟؟ إني طالعة في هالوقت؟
سلطان: هى هذا اللي هامني.. طلعتج من البيت هالحزة ما كان لها داعي أيد.. أنا ما ارضى انه اي حد يرمس عنج أو يمسج بكلمة.. وتصرفاتج هاذي تييب لج الشبهة..
بدت دموع هند تنزل وسكتت .. وتنهد سلطان وقال: تعالي بوصلج بيتكم.. قبل لا حد يلاحظ انج مب موجودة..
هند: منو بيلاحظ يا حظي؟ منو يهتم فيني هناك أصلا أو يسأل عني.. كلٍ لاهي بعمره.. حتى انته مب راضي تفهمني يا سلطان.. حتى انت..
غمظته هند.. ويوم يت عينه في عيونها حس بعمره ضعيف ومهزوم.. ومده لها ايده ومشى وياها للصالة..
يلست هند في الصالة ومسحت دموعها بإيدها وسلطان يالس حذاها متوتر.. مب عارف شو يقول لها.. أو كيف يشرح لها الصراع اللي في داخله.. بس هند سهلت المهمة عليه ودشت هي في الموضوع..
هند: انته لو صج كنت تحبني ما كنت بترضى انه هزاع يخطبني..
اتفاجئ سلطان والتفت لها بسرعة: شو دراج انه يبي يخطبج؟
هند: أمايه خبرتني اليوم والمفروض أفكر بالموضوع.. وارد عليها باجر..
سلطان: هند أنا.. ما اعرف..
هند( بعصبية): شو اللي ما تعرفه..؟ ما تعرف اذا كنت تحبني ولا توهمني.؟؟ ما تعرف اذا اخوك اهم ولا انا؟ ما تعرف اذا انته ريال قد كلمتك ولا لأ؟
انجرح سلطان من كلامها بس عذرها لأنها محرجة ومجروحة في نفس الوقت.. وقال: هنادي وطي صوتج... اذا حد قعد وشافنا ما بتعدي هالليلة على خير..
هند (اللي انقهرت اكثر من كلامه): انا خلاص فقدت الأمل في انك تفهم.. او تحس.. كل اللي تحاتيه كلام أهلك وبس..
ووقفت هند عشان تروح بس سلطان يرها من ايدها وقعدها غصب.. وقال لها بنبرة حادة: ايلسي خل نتفاهم وبطلي دلع وحركات يهال .. ترى والله مب وقته!!
هند: قول اللي عندك .. أنا خلاص قلت اللي عندي..
تنهد سلطان وغمض عينه.. كان صج تعبان ومرهق وحاس بنفسيته متحطمة.. وقال: يا هنادي لو الدنيا كلها تهون انتي ما تهونين.. نسيتي اني احبج؟
هند: ما نسيت هالكلمة.. بس شكيت بصدقها..
سلطان: انا مستحيل اتخلى عنج.. وهزاع برمسه بنفسي.. وبخبر ابويه اني اباج.. خلاص؟؟
ابتسمت هند بخجل وقالت: والله؟..
ضحك سلطان : والله.. ممكن تردين بيتكم الحين؟
هند: أفا!!! تطردني؟؟
سلطان: ههههههههه.. هى مليت من مجابل ويهج يالله روحي ما نباج ف بيتنا..
هند: ههههههههه.. خلاص وصلني..
سلطان: اصبري.. بسير البس كندورة وبيي..
هند: بتخليني هني بروحي في الصالة؟
سلطان: لا عيل باخذج ويايه الحجرة..!!!
هند: سلطان أخاف والله.. خذني وياك.. تلبس في الحمام..
فكر سلطان وقال : أوكى تعالي..
استانست هند وتبعته فوق.. وهو بيموت من المستحى.. ويوم دشت وياه الحجرة.. ما كانت منتبهه للعيون اللي تراقبها هي وسلطان في ظلام الممر.. ولا لكتلة الغضب اللي تشتعل في قلب الشخص اللي كان طول الوقت يسمعهم... وفاهم كل شي يستوي جدامه.. دشت هند حجرة سلطان وصكت الباب وراها.. وضحكت عليه لأنه كان مستحي منها ومرتبك.. ويدور كندورته..
هند: ههههههههه حبيبي هدي اعصابك والله ما باكلك...
سلطان (بارتباك): مادري مب متعود انه بنت ادش حجرتي..
هند: لا تعود.. وبعدين عن الهذرة اللي مالها داعي.. يالله سير البس عشان توصلني.. الساعة 3..
سلطان: هى .. اوكى.. دقيقة بس..
ودش الحمام عشان يتلبس.. هند يلست تتلفت حواليها وفجأة يتها فكرة انها تكتب له اهداء على اليدار اللي حذال شبريته.. عشان كل ما يشوفه يتذكر هالليلة.. وبسرعة دورت شي تكتب فيه ولقت قلم رصاص على التسريحة.. شلت القلم ويلست على الشبرية وفكرت شو تكتب؟
شو تكتب؟؟ الحين يوم احتاجت للشعر.. نست كل الابيات.. تنهدت هند وكتبت أول شي يا في بالها..
دنـياي شـفها فـي تفاصيل دنياك.... ان زانت ايـامك زمـاني يـزيني
وان شـان وقتك واستدارن الافلاك.... كـل الـوجود بـنظرتيني يشيني
وشهي حـياتي يـا حـياتي بـلياك ....انـت الـسنين الـلى تسمى سنيني
انـا لـك اقرب من يسارك ليمناك.... صدق ووفاء واخلاص حب وحنيني*
يوم خلصت انتبهت انه سلطان واقف يطالعها وابتسمت له..
هند: كتبت لك اهداء...
سلطان: ما تعرفين الا تشخبطين.. ههههه.. اصبري بقراه..
هند (بخجل): لا لا تقراه.. يوم بطلع سو اللي تباه..
سلطان (يبتسم): ونج تستحين هندوه؟
ابتسمت هند وما قالت شي، يلس سلطان حذالها (عيبته السالفة) وقال: هاي أول مرة تدشين فيها حجرتي من يوم رديت من أمريكا..
التقت عيون هند بعيونه وابتسمت بارتباك.. نظراته خلتها تستحي وتحس انه عيونه تخترقها وتوصل لأعماق روحها.. مسك سلطان ايدها وحست هند انها بتطير من الوناسة.. ما رمست ولا عرفت شو تقول أو كيف تتصرف في هالموقف.. حست انها اذا قالت أي شي.. ممكن تخرب الجو الساحر اللي سببه الصمت بينهم.. ونزلت عيونها احتراما لهاللحظة اللي أكيد بتحفرها في ذاكرتها وبتعيد مشاهدها في مخيلتها ألاف المرات قبل لا ترقد..
تنهد سلطان وقال: يالله قومي بوصلج..
ويا بيسحب ايده بس هند تعلقت فيه وابتسمت وهي تغمز له: ليش تسحب ايدك؟؟ ما تعرف اني اخاف؟
ابتسم سلطان وخذها من إيدها وطلع وياها للممر.. وقبل لا ينزل الدري وقف مجابلنها وقال: هنادي؟
هند: عيون هنادي اللي ما تشوف بهن غيرك..
سلطان:هنادي انا حاولت اقنع نفسي اني اقدر اعيش من دونج..
هند: واقتنعت؟
سلطان: للأسف لا.. كنت طول الوقت أفكر فيج..
هند(بخجل): طول الوقت؟
سلطان: طول الوقت..
كانت تعابير ويهه حنونة وازداد حب هند لهالانسان اللي رسم مصيره وياها وقرر يشاركها حياتها من اليوم.. ونزلت وياه الدري وفي خيالها صورتها اهي وياه وهم يمشون طالعين من خيمة العرس.. وابتسمت لنفسها ابتسامة أمل..
بس هالابتسامة اختفت فجأة وشهقت هند وهي تحس بجسمها كله يرتعش من الصدمة.. في الصالة.. تحت.. كان هزاع واقف ويا عمها مانع وخالتها موزة.. يطالعونهم وهم نازلين الدري .. نظراتهم كلها اتهام وشك.. ضغط سلطان على إيد هند ويوم التفتت لويهه.. كان عاقد حياته وملامحه مب مفهومة.. اطالعها سلطان بسرعة وقال: الله يستر.. اسكتي انا بتصرف..
ما ردت هند عليه .. كان خاطرها ترد تركب الدري وتنخش في حجرة سلطان لين ما يهدون اهله شوي.. وتذكرت انها هي اللي اصرت على سلطان انه ياخذها وياه الحجرة وعلى طول ندمت ودعت على عمرها.. أول مرة في حياتها تشوف عمها مانع يطالعها جذي.. نظرة غريبة حاولت تفسرها.. بس مالها الا تفسير واحد.. عمها كان مصدوم.. وفي نفس الوقت يحتقرها.. كانت عيون هند عليه وهي تنزل الدري.. ما تجرأت تحط عيونها في عيون خالوتها لأنها تعرف. إذا التفتت صوبها بتصيح.. وهي ما تبا تنهار جدامهم.. لأنها ما سوت شي غلط..
وقف سلطان جدام امه وابوه وهو يطالعهم بتحدي... بس نظرة هزاع له كانت نظرة استخفاف وقال: المشكلة انه واقف مستقوي جدامنا بعد..
استغرب سلطان وسأله: هزاع انته من صجك ترمس؟
طنشه هزاع ورمس ابوه: أبويه انا سكت أول مرة وثاني مرة.. بس أكثر عن جذي ما رمت أسكت.. كل يوم والثاني ساحبنها بيتنا ف أنصاف الليالي.. وأنا اللي كنت..
ما كمل هزاع رمسته لأنه سلطان صفعه بكل قوته ويره من قميص بيجامته وصرخ في ويهه: جااااااااب ...
هزاع تخبل وحاول يبعد اخوه عنه بس ما قدر ، وزخ سلطان من رقبته.. في نفس الوقت موزة بدت تصيح ومانع حاول يبعد الاثنين عن بعض بس ما شي فايده.. كانوا كل واحد أقوى من الثاني.. وهند واقفة عند الدري مبطلة حلجها من الصدمة وهي مب مصدقة انها قبل ثواني كانت اسعد مخلوقة في الدنيا.... وحطت ايدها لا إراديا على بطنها وهي حاسة باحساس رهيب بالمصيبة اللي جدامها..
سلطان اللي كان يتنفس بصعوبة كان يحترق في داخله.. كيف يتجرأ هالنذل ويتبلى عليه.. واللي كان صج قاهرنه انه كان يبا يأذي هند.. وهزاع كان مصمم يكمل لعبته عشان ما يتوهق.. والأدلة كلها وياه..
مانع: هد أخوك يا سلطان.. مب كافي سواد ويهك انته وهالسبالة.. بعد تبا تجتل أخوك؟
انصدم سلطان من رمسة ابوه وشل ايده عن اخوه اللي استغل الفرصة ورد له الصفعة بصفعة أقوى عنها.. في هاللحظة شهقت هند وحطت ايدها على حلجها.. يمكن هند تحلم.. يمكن كل اللي تشوفه جدامها مجرد كابوس وبتصحى منه في أي لحظة.. وهني يت عينها في عين موزة اللي اقتربت منها وقالت والدموع مغرقة ويهها: ليش يا هنادي احنا بشو غلطنا عليج ؟؟ متى قصرنا وياج..؟؟؟ نهون عليج ويهون عليج ابوج؟؟
هند (بصدمة): شو؟؟؟؟؟؟ خالوه انتي شو تقولين؟؟..
سلطان: امايه هند ما يخصها ونحن ما سوينا شي غلط وهالنذل جذاب!!!
مانع (يرمس سلطان): جب ولا كلمة.. انته من اليوم ورايح راسك ما ينرفع عن الارض يوم بتشوفني انا واخوك.. فاهم...؟؟
سلطان: لا مب فاهم ابويه صدقنى هند..
مانع: هند ياهل وانته قصيت عليها بكلمتين.. وانا كنت مستغرب ليش ما تبا هزاع ورفضته مرتين.. ثرك انته غاسل لها مخها..
لأول مرة في حياته صاح سلطان.. ما اهتم ابد انه دموعه تنزل جدام اخوه ولا اهتم انه هند تشوفه.. ما تحمل اللي يستوي وما تحمل انه هند تنهان جدامه او انه حد يشكك في سمعتها..
لأول مرة في حياته.. سلطان كان يترجى ابوه وهزاع: أبويه والله العظيم اني مب جذاب.. وهند طاهرة طهر حمام مكة.. حرام عليكم تشكون فيها هاذي بنت عمي مستحيل أءذيها.. هزاع... هزاع خبرهم انك غلطان.. يمكن انت كنت تتخيل انك تشوف حد في البيت.. أخويه ليش تسوي فيني جذي ؟؟ ليش؟؟
موزة كانت خلاص منهارة وتمنت انه شما.. اللي غرفتها آخر غرفة في البيت ما تنتبه على صراخهم.. وتنش.. ما تباها تحضر هالمشهد..
هزاع: سلطان أنا رمستك أمس وقلت لك جان تباها بنخطبها لك.. بس انته ما تباها .. وانا خطبتها مرتين عشان استر عليها بس هي اللي ما تبا الستر حق عمرها..
سلطان: جذاااااااااااب.. جذاب ونذل.. خاف ربك يا هزاع.. خاف ربك!!!
وكان سلطان بيتجدم له عشان يظربه مرة ثانية بس ابوه وقف جدامه وقال: بس!!!!!!
والتفت مانع على هند وقال: وانتي.. جدامي ع البيت بوصلج.. ياللا اشوف..
تمت هند واقفة مكانها وعيونها في عيون هزاع.. كانت نظرتها كلها كره صريح لهالمخلوق اللي دمر حياتها بكذبة.. كلمتين قالهم بدون أي تعب .. هدمت كل أحلامها ومستقبلها.. خلتها تعيش في دوامة من الحزن والهم.. طلعت هند من البيت ويا عمها من دون ما تحط عينها في عين سلطان.. كل اللي صار بسببها.. كانت تقدر ترمسه في التيلفون بس هي استقوت ووصلت للبيت.. كانت تقدر اتم يالسة في الصالة بس فضولها خلاها تروح فوق..
بسبب غبائها وتهورها.. دمرت مب بس حياتها.. دمرت حياة اعز الناس عليها.. وعمرها ما راح تسامح نفسها على اللي استوى الليلة..
دشت هند بيتهم ويا عمها مانع اللي ما قال لها ولا كلمة من طلعت وياه من بيتهم.. ويوم يت بتركب الدري عشان تروح حجرتها سمعت عمها يناديها: هند وين رايحة؟ قعدي أبوج بكلمه..
اطالعته هند بنظرة حادة وقالت: انته تدل حجرته.. روح قعده بروحك..
ركبت هند الدري بخطوات ثابتة.. وراحت حجرتها وصكت الباب.. وبعد تفكير قررت ما تقفله.. هي واثقة من عمرها.. بس الله يستر كيف بتكون ردة فعل أهلها.. بس غصبن عنها صاحت.. كانت خايفة من أمها.. ورغم انها تعودت انها تنهزب بس هالمرة غير.. السالفة كبيرة وايد وهند زودتها وفي نظرهم غلطت.. ومرت نص ساعة وهند يالسة على الشبرية بصمت.. تنتظر..
تبطل الباب فجأة وبعنف ودشت أمها وويها أحمر وفي عيونها غضب الدنيا كلها.. كانت شفايفها ترتجف وهي تزاعج على هند: انتي شو سويتي؟؟؟؟!! الله يلعنج ويلعن الساعة اللي يبتج فيها.. سودتي ويوهنا !!..
كانت هند تطالعها بخوف وحمدت ربها انها ما ظربتها.. كانت تزاعج بس وويهها يخوف.. "شو بيقولون الناس عنا الحين؟ هدتي حياتنا وخربتي اللي بينا وبين عمج مانع!!! حسبي الله عليج يا هند.. حسبي الله عليج!!!"
طاحت امها عند الشبرية وحطت ايدها على ويهها وابتدت تصيح.. هند ما قالت ولا كلمة ولا حاولت تقترب من امها .. كانت تعرف امها عدل وتعرف انها مهما قالت ما راح تصدقها.. مستحيل تصدق الا اللي في بالها هي.. ويلسوا اثنيناتهم يعانون بصمت ما يقطعه الا صوت سعاد وهي تصيح.. وأخيرا اطالعتها امها بعيونها اللي مليانة دموع وقالت: ادري انج تكرهيني هنادي ودوم تعانديني.. بس ما توقعت انج توصلين لهاالمستوى..
حست هند بغصة وهي تسمع هالرمسة بس يودت عمرها عشان ما تصيح..
سعاد: متى ووين غلطت في تربيتج؟ عمري ما حاولت أدلعج مثل يدج وأبوج.. طول عمري وانا متمسكة بديني وعاداتي.. متى غلطت في تربيتج؟ متى؟؟
نزلت هند عيونها عن امها وما عرفت وين تودي ويهها... كانت في داخلها تتألم.. ليش حاسة بالذنب؟؟ دافعي عن نفسج.. قولي شي.. !! بس كل اللي كانت تسويه هو انها تستمر في صمتها.. لأنها لين الحين مب مصدقة انه هالموقف استوى لها..
في هاللحظة وقفت امها وقالت: إذا لمحتج برى هالحجرة ما تلومين الا نفسج.. فاهمة؟؟
هزت هند راسها وهي ترتجف وراقبت امها وهي تاخذ تيلفون الحجرة وياها قبل لا تطلع وتصك الباب وراها بكل قوتها.. غمضت هند عيونها وقالت: سلطان... سامحني..
كان خاطرها تروح له.. تطمن عليه.. بس لأول مرة في حياتها كانت هند خايفة.. وتمت يالسة على شبريتها.. تتريى ابوها ..
كان ابوها يالس تحت يرمس مانع اللي كان يخبره بالسالفة كلها مرة ثانية.. مانع كان مشتط وغلط على هند أكثر من مرة وفي النهاية ما رام حمدان يستحمل وقال: مانع!!! هند بنتي وبنتك.. ولا نسيت هالشي..؟؟ وانا متأكد من تربيتها ومب مصدق كلمة من اللي تقولها ..
مانع: تكذبني يا حمدان وانا اللي شفتهم ينزلون من فوق بعيني؟؟؟
حمدان: استح على ويهك يا مانع انت ريال وفاهم.. مب ياهل ينقص عليك بكلمتين.. لا تظلم ولدك وتظلم بنتي وياه.. سلطان عمره ما نطق الا بالحق.. ولو يبا هند كان خطبها.. بس الكل يعرف انهم اخوان واكثر من الاخوان بعد..
مانع: الظاهر انك انت اللي ينقص عليك بكلمتين يا حمدان.. خلك ماشي ورا بنتك ومرتك وبنشوف وين يوصلونك.. هذا بدل لا تروح وتغسلها بالعقال يالس هني تدافع عنها؟
حمدان: مانع.. الساعة اربع والحين بيأذن الفجر.. أنا بسير اتيدد وانته البيت بيتك .. منت غريب..
وقام حمدان عنه وخلاه يالس بروحه في الصالة وهو ياكل في عمره من القهر والغيظ اللي فيه..
----------------------
وقف حمدان جدام حجرة هند دقايق طويلة.. متردد.. مب عارف كيف يتصرف ومب عارف اذا يصدق مرته ومانع ولا يوقف ويا بنته ويصدقها مهما كانت الظروف.. وأخيرا، استجمع كل قوته ودش.. وحس انه قلبه يتفتت وهو يشوفها متكورة وراقده على الشبرية.. واقترب منها بصمت عشان لا يقعدها.. كانت في عيونه بعدها هنادي الصغيرة الشيطانة اللي كل حد يحبها ويغار منها.. هنادي اللي مهما غلطت الكل يغفر لها ويسامحها.. وبكل حنان، مرر ايده على شعرها وهمس لها في إذنها: هنادي؟
بطلت هند عيونها وشافت في عيونه كل حب وحنان الدنيا.. وعلى طول حظنته وصاحت في حظنه شرات اليهال..
هند (اللي كانت ترتجف من الخوف والتعب): أبويه صدقني كل اللي انقال جذب.. والله انهم ظلموني يبه .. صدقني..
حظنها حمدان بقوه عشان يخفف عليها ويخفف على عمره في نفس الوقت.. : مصدقنج غناتي مصدقنج لا تحاتين.. لا تحاتين أي شي.. أنا بتصرف فديتج.. أنا بتصرف..
حست هند بالراحة والامان وهي في حظنه.. وتنهدت وهي تعرف انه أكيد بيتصرف .. وبيطلعها من هالمشكلة مثل كل مرة..
هند: أبويه .. سلطان..
حمدان: سلطان ما غلط أدري.. وادري انج مستحيل تغلطين..
هند: أبويه انا احبه وهو يحبني.. وكنت رايحة بس اكلمه.. والله انه راح الغرفة يبدل عشان يوصلني .. بس..ابويه تصدقني؟
حمدان: مصدقنج غناتي.. والله مصدقنج..
هند: أبويه شو بيستوي في سلطان الحين؟
حمدان: سلطان ريال.. ما ينخاف عليه.. انتي اللي لازم تحتاين عمرج وان شالله عمج مانع ما يرمس جدام محمد..
ردت هند تصيح وقالت: أمايه تكرهني.. طول عمرها وهي تكرهني..
حمدان: امج ما تكرهج هنادي.. هي بس مصدومة الحين وان شالله بتهدا باجر وانا بفهمها السالفة نفس ما خبرتيني..
هندا: أنا اسفة ابويه.. والله ما كنت ابا احطك في هالموقف..
سكت حمدان وفكر كيف يطلع بنته من هالموقف وكيف يجابل مانع باجر في الشركة؟
------------------------
الصبح.. نزلت هند الصالة بخجل.. وراحت حجرة أمها وابوها.. وهناك كانوا يتريونها لأنهم من الساعة 5 الفجر وهم يتناقشون في موضوعها.. حتى حمدان ما راح الشركة .. ويلست هند على الكرسي وهي منزلة عيونها.. مثل التلميذة اللي تتريا العقاب من المديرة.. كانت سعاد يالسة على الشبرية وأبوها كان يمشي رايح ياي في الحجرة وويهه قناع من الحزن والهم.. ولاحظت هند انه ابوها كبر.. في هالساعات اللي مروا كبر وايد.. وحست بذنب كبير.. هي اللي يابت كل هذا حقها وحق أهلها..
راشد وناصر كانوا حاسين انه في شي جايد مستوي.. أمهم وابوهم ما تريقوا اليوم ويوم سألوا عن هند.. صاحت أم جمال وطلعت من غرفة الطعام وصكت على عمرها باب المطبخ.. فما كان جدامهم الا انهم يسيرون الشركة وهم يحاتون اختهم اللي مهما صار اتم حبيبتهم وأغلى الناس عقب امهم وابوهم..
في غرفة أمها وابوها كانت هند تنتظر على اعصابها.. وأبوها قرب منها الكرسي ويلس جدامها وقال بحزن: هند .. أنا وامج فكرنا وايد في الموضوع.. ورمسنا عمج مانع ومرته وهم بعدهم لين الحين زعلانين.. وانا ما بحاول اخبي عليج أي شي عشان لا تحسين انا ظلمناج.. عمج ومرته ما يبونج تروحين بيتهم ولا يبون يشوفونج مرة ثانية..
شهقت هند وبغت تتكلم بس ابوها سكتها.. :اصبري هند خليني أكمل كلامي.. نحن عرضنا عليهم انهم يزوجونكم اذا كانوا شاكين في اللي استوى بس عمج ما طاع..
وسكت حمدان دقايق وهو يتذكر كلام اخوه الجارح وهو يقول انه ما يبا وحدة مثل هند تربي له احفاده.. وتنهد وكمل كلامه..: هند نحن قررنا تروحين عند تدرسين برى.. اتمين هناك فترة لين ما تهدى الاوضاع هني.. نحن مانبا هالسالفة تنتشر وما نبا اخوانج او بيت عمج محمد يعرفون عن أي شي استوى.. ونحن طرشنا اوراقج وشهادتج الجامعة اللي نباج تدرسين فيها اليوم.. واتصلنا بناس نعرفهم هناك وقلنا لهم يسجلونج في الجامعة.. بتدرسين هناك.. يمكن الفترة اللي تبعدين فيها تقدر تنسيهم اللي صار..
كان حمدان ومرته مخططين لكل شي..بيودون هند البحرين عند ثريا بنت خالة سعاد.. وما خبروا حد بخطتهم.. كانت هالفكرة فكرة سعاد.. اللي كانت ميتة من الخوف على بنتها وتباها تبتعد عن عيون عمها وكلام الناس اللي ما يرحم.. كانت سعاد تعرف انها اذا خبرت هند انها بتسير البحرين.. بتوصل هند هالمعلومة لسلطان.. وسعاد ما تبا سلطان يعرف مكان هند.. مب كافي اللي يا بنتها منه الين الحين؟
هند: بس وين؟؟ وين بدرس؟؟ وين بتودوني؟؟ حرام عليكم انا ما ابا اودر البيت..
حمدان: هند.. يوم بتوصلين المطار بتعرفين وين بتروحين..
سعاد: نحن ما نبا هالخبر ينتشر وما نبا أي حد يعرف مكانج..
هند: بس انا ما سويت شي انتوا ليش مكبرين السالفة؟؟؟
سعاد: نحن مب مكبرين السالفة.. بس نباج ترتاحين وتبتعدين فترة..
هند: بس انا راحتي هني .. امايه انا عمري ما سافرت ولا بت برى البيت.. ليش تسوون فيني جذي ليش؟؟؟
سعاد: هند نحن خلاص قررنا .. وما في أي مجال انا نتراجع..
كانت هند ترتجف .. مقهورة وتعبانة وفوق هذا كله.. كانت حاسة انها فقدت ثقتها بأهلها.. وقالت وهي منزلة راسها.. : تخليتوا عني.. كلكم تخليتوا عني.. محد فيكم مصدقني..
حمدان: هنادي...أمج..
في هاللحظة بدت هند تزاعج.. خلاص ما قدرت تتحمل تخبي كل هذا داخلها: إنتي!!!! انتي اللي قررتي هالشي بروحج!! من البداية تبين تتخلصين مني والحين يتج الفرصة عشان تطرديني من البيت.. كيف تحددون مصيري من دون ما تشاوروني!!
حمدان (اللي بدا يعصب): هندوه احترمي امج ووطي حسج!!
كانت هاي اول مرة يكلم فيها حمدان بنته بهالنبرة الحادة.. ونقلت هند عيونها من أمها لأبوها وهي مب مصدقة انهم يبونها تبتعد عنهم.. حست فجأة انها غريبة عنهم.. خلاص ما عادت تعرف الاثنين اللي واقفين جدامها..
سعاد: كل اللي نسويه عشان مصلحتج..
وقفت هند بتحدي رغم الدموع اللي في عيونها وقالت: أنا مب طالعة من هالبيت.. وسووا اللي تبونه..وتتحرون محد بيعرف؟؟ هزاع ما بيقصر.. شرات ما تبلى عليه بيخبر كل حد بكذبته..
سعاد: هنادي انتي الحين محرجة بس بعدين بتتفهمين موقفنا وبتشكرينا بعد..
هند (وهي تصيح بحرارة): أمايه.. عمري ما راح اسامحج .. ولا انته ابويه.. تخليتوا عني وانا بأمس الحاجة لكم.. لا تتوقعون مني اسامحكم في يوم..
حمدان: هنادي انتي تعرفين معزتج وكل اللي نسويه هذا عشانج.. صدقيني..
هند: خلاص أبويه.. سووا اللي تبونه.. والله يسامحكم..
طلعت هند من حجرة امها ... وصكت الباب وراها بهدوء.. وفكرت انها لازم تتصرف بروحها.. عقب ما انعدمت ثقتها حتى في أقرب الناس لها..
عقب ما طلعت هند من حجرة أمها، يلست في الصالة وشلت السماعة عشان تتصل بسلطان.. بس قبل لا تدق الارقام .. لحقت عليها أمها ويرت السماعة من إيدها..
التفتت هند وهي متفاجئة ويوم شافت أمها قالت: أبا أكلم سلطان..
سعاد: أنا خذت التيلفون من حجرتج عشان ما ترمسينه.. وما ابا نقاش في هالموضوع..
هند: المفروض كنت أعرف انه لو الدنيا كلها صدقتني انتي مستحيل تصدقيني..
سعاد: هندوه احترمي نفسج وثمني رمستج.. ويكون في علمج انج ما بتشوفين ولا بترمسين اي احد لين ما تسافرين باجر الصبح..
في هاللحظة دش أبوها الصالة واقتربت منه هند وهي تترجاه: أبويه الله يخليك أبا أكلم سلطان .. دقايق بس..
نزل حمدان عيونه وهو مب عارف كيف يرد عليها.. كان احساسه بالذنب كبير لدرجة انه ما يقدر يحط عينه في عينها.. المفروض يوقف في ويه مرته وما يتخلى عن بنته.. بس في نفس الوقت كان يفكر بمصلحة هند ويعرف انه سعاد اتصرفت بدافع خوفها عليها..
حمدان: هنادي روحي حجرتج ورتبي أغراضج.. والساعة 6 الصبح باجر تزهبي عشان نروح المطار..
هند (بنبرة حادة وويهها احمر من القهر): مستحيل أسافر من دون ما أودع سلطان.. قبل لا تفكرون بسمعتكم وبكلام عمي مانع وعمي محمد.. فكروا فيه أنا!! كيف تبدون رمستهم على مشاعري أنا؟؟" وركضت هند فوق ويلست في البلكونة تصيح وهي تتمنى لو كان يدها سعود وياها في هاللحظة..
عقب دقايق مرت كأنها ساعات، دشت أم جمال البلكونة وحظنت هند اللي كانت تحبها حب الأم لبنتها.. وصاحت هند بحرارة أكثر في حظنها .. وفجأة تغيرت ملامحها وابتسمت لأم جمال بخبث وقالت: " أم جمال.. أباج تساعديني .. عادي؟"
أم جمال: لو بدك عيوني ما بتغلى عليك حبيبة قلبي..
ضحكت هند وركضت حجرتها وكتبت رسالة قصيرة على عجل.. وردت البلكونة وعطتها لأم جمال..
هند: وصلي هالرسالة لسلطان اليوم.. ولا تخبرين أي حد.. ما اباهم يشوفونج اوكى؟
باستها أم جمال على خدها وقالت وهي تبتسم: ثواني وهالرسالة راح تكون في إيده..
وطلعت من البلكونة وهند تدعي ربها انه محد يشوفها او يشك فيها..
الساعة 2 الظهر، ردوا ناصر وراشد البيت ومروا على بيت عمهم مانع قبل لا يروحون بيتهم.. وشافوا شما يالسة في الصالة ويلسوا يسولفون وياها..
راشد: أقول شماني ما رمستي هندوه؟
شما: لا اليوم ما رمسيتها .. ليش؟
راشد(بارتباك): لا ماشي.. بس شكلها اليوم الصبح كانت ظايجة..
شما: ما ادري والله.. بسير أدق لها..
وقامت شما عشان تتصل بهند بسردت عقب دقايق وقالت: محد يرد.. لا على تيلفون حجرتها ولا الصالة..
سلطان كان يالس في البلكونة .. اليوم ما داوم وكان بيموت من الخوف على هند.. وكل شوي يوايج بيت عمه يمكن يشوفها .. بس بدل لا يشوف هند، يت عيونه على أم جمال اللي شافته واقف في البلكونة وأشرت عليه ينزل لها..
نزل سلطان الصالة بسرعة وشاف عيال عمه يالسين وطنشهم وطلع.. استغربت شما وانصدموا راشد وناصر من تصرفه..
راشد: شو السالفة؟
ناصر: الظاهر انه العايلة كلها تخبلت اليوم..
شما: الله يستر.. عندي احساس انه في شي جايد مستوي..
سكت راشد واطالع اخوه بخوف.. هذا كان احساسهم من يوم نشوا الصبح اليوم..
طلع سلطان وسأل أم جمال بلهفة: هند شحالها؟
أم جمال (والدموع في عينها): قالت لي أعطيك هالورقة.. ولا تخبر حدا.. حبيبة قلبي من الصبح وهي تبكي.. ياللا انا لازم روح هلاّ.. ما بدي حدا يشوفني واقفة معك..
سلطان: مشكورة أم جمال..
راحت أم جمال من دون ما ترد عليه.. وحمدت ربها انه محد شافها.. كانت هاذي آخر رغبة لهند وهي تعرف انها باجر مسافرة.. والحمدلله انه رغبتها تحققت..
بطل سلطان الورقة وكان مكتوب فيها..
" الساعة 2 فليل ببطل لك الباب.. وترياني عند الحوض.. "
--------------------------
الساعة وحدة ونص كانت هند يالسة على الشبرية في حجرتها تتريى مصيرها بكل برود وهدوء.. الوقت يمر ببطء شديد وكأن عقارب الساعة وقفت عند الوحدة ونص وما تبا تتحرك.. وقفت هند عند الدريشة تطالع البيت اللي بتودعه باجر الصبح.. فكرت بهزاع في هاللحظة.. راقد أكيد ولا هامنه.. ما فكر في لحظة كيف بيكون تأثير كلامه على حياة اللي طول هالسنين وهم يحبونه.. أهداها الألم والعذاب في لحظة بدون تفكير وبدون تردد.. وابتسمت هند وهي تفكر انه الله ما ينسى عباده.. ومثل ما ظلمها بييه يوم وبينظلم.. وساعتها بس .. بيحس بالدمار اللي سببه والألم اللي خلفته كلماته..
اطالعت هند الساعة.. 2 إلا عشر.. وبطلت باب حجرتها وطلعت.. وقفت في الممر تراقب الظلام بصمت.. وعقب ما تأكدت انه محد قاعد في هالحزة.. نزلت الصالة وانقبض قلبها فجأة وهي تفكر بسلطان.. إذا شافوهم اليوم بتكون مصيبة.. بس لازم تشوفه.. لازم تخبره انها مسافرة.. يحق لها تقول له ولو كلمة قبل الوداع.. وبسرعة وبكل هدوء.. طلعت هند وبطلت باب الحوي.. وردت تمشي للحوض.. وعقب دقايق، حست انه حد وراها ويوم التفتت شافت سلطان..
حست هند بشفايفها ترتجف والدموع تتيمع في عيونها.. كان خاطرها تركض وتحظنه.. تزاعج وتوقف في ويه اهلها وبيت عمها عشانه وتخبرهم شكثر تحبه.. بس كل اللي سوته انها يلست ويلس سلطان حذالها وهو منزل عيونه.. وعقب صمت استمر ثواني..
هند: باجر الصبح بسافر..
انصدم سلطان والتفت لها وهو مب مستوعب: شو؟ كيف؟!!!
هند: امايه ما تباني اتم هني.. تخاف عليه من رمسة الناس.. سجلتني في جامعة برى وتباني ادرس هناك..
سلطان (بعصبية): أمج تخبلت؟؟؟ ما له داعي تسافرين.. وبعدين سفرج هو اللي بييب لج الشبهات..
هند (وهي تحاول تمسك عمرها عشان ما تصيح): يبوني أبتعد.. لين ما تهدا الاوضاع شوي..
سلطان: ووين بتروحين؟
هند: ما اعرف..
سلطان: شو ما تعرفين؟
هند: ما اعرف.. ما خبروني عشان لا اخبرك.. باجر في المطار بعرف..
سلطان: أنا بكلم عمي حمدان.. ماله داعي تسافرين.. بخطبج منه وما عليه من أهليه..
هند: لا يا سلطان .. اصبر شوي.. أمايه مب طايقة تسمع طاريك وابويه متأثر وايد باللي صار.. اصبر عشاني..
سلطان: هنادي ما راح اخليهم ياخذونج مني.. هزاعوه الكلب مصيره بيعترف .. هنادي لا تروحين.. كيف بعيش من دونج.. أنا يوم واحد يمر عليه ما اشوفج فيه احس بعمري مخنوق.. تبيني اتحمل فراقج لين ما تخلصين دراسة؟
هند: انا ما بإيدي شي..
سلطان: بسافر وياج!!..أنا مالي قعدة هني من دونج..
هند (اللي حست عمرها بتموت من الظيج..): سلطان لا تسوي شي أندم عليه أنا وانته في النهاية.. الحياة مب حب وبس... الحياة طعمها وحلاوتها في رضى الوالدين عنا.. وانا رغم اني ودي اكون وياك.. بس ما راح اخالف كلام اهليه.. وانته بعد يا سلطان.. لا تخلي امك وابوك يكرهوني أكثر .. كفاية اللي صار لين الحين..
سلطان: عيل اخليج تتحملين المسئولية بروحج؟؟ انتي هناك تعانين وانا بين أهليه وانسي ولا جنه شي استوى؟
كانت هند ساكتة وتفكر بخالوتها ام هزاع.. اذا سافر سلطان وياها بيتقطع قلبها .. وهي اللي ما تتحمل فراق عيالها ولو يوم واحد.. وقالت: بس أنا لين الحين ما اعرف وين بروح.. وما بعرف الا باجر الصبح..
سلطان: خلاص هنادي.. سافري.. ودقي لي من هناك وخبريني عن مكانج.. وانا بلحقج..
في داخلها كانت هند مستانسة وتتفداه.. هذا سلطان اللي حبته.. مستعد يخسر كل شي عشانها.. بس ما بينت له هالوناسة وويهها كان من دون أي تعبير يدل على اللي في قلبها وقالت: ليش تلحقني؟
سلطان: ما اعرف.. كل اللي اعرفه اني احبج.. ومستقبلي ما راح يكون الا وياج.. مستحيل ارضى تكونين مرحلة وعدت في حياتي.. إنتي أكبر عن جذي..
كان في ويهه غضب وإصرار عمرها ما شافتهم في ملامحه قبل.. كان يقصد كل كلمة قالها.. هند صارت حياته وسلطان ادرك هالشي من يوم قرر ينساها ويتخلى عنها لهزاع.. من دون هند.. حياته ما راح يكون لها أي معنى.. البيت ودبي كلها بتكون كئيبة ومن دون لون وطعم.. مثل الجسم بلا روح.. وهند شافت كل هذا في نظرة عيونه وقالت وقلبها يدق بقوة: سلطان خلنا نتفق.. أول ما اوصل المكان اللي بسافر له بدق لك وبخبرك بمكاني.. وهناك تقدر تاخذني وساعتها محد يروم يعترض..
حست هند انه تهورت وأكيد سلطان بيتظايج من اللي قالته .. بس سلطان ابتسم وقال: اتفقنا.. بس قبل لا الحقج بحاول اقنع اهليه واهلج .. خلاص؟
ابتسمت هند وقالت: أحبك..
حس سلطان بقلبه يتقطع وقال من خاطره: وأنا أموت فيج هنادي..
صاحت هند وهي تعرف انها لازم تودره الحين.. باجر بتسافر هند للمجهول.. وبتترك نبضها وروحها هني.. بتترك الحب والأمان اللي تعودت عليه.. بتروح وما معاها الا ذكرياتها.. تواسيها وفي نفس الوقت تعذبها..
ووقف سلطان واقترب منها.. ومن دون تردد باسها على يبهتها.. وقال: الله يحفظج غناتي.. وأول ما توصلين هناك دقي لي..
رفعت هند عيونها المليانة دموع وحاولت تحفر ملامحه في خيالها.. وقالت: سلطان ترياني.. أكيد بدق لك.. واياني واياك اغيب عن بالك لحظة..
سلطان: لا تحاتين هنادي.. بنلتقي قريب ان شالله..
هند: ان شالله..
وروح سلطان وراحت هند حجرتها.. واثنيناتهم متأكدين انه الاقدار مثل ما فرقتهم راح تجمعهم مرة ثانية.. ومهما تفرقت دروبهم .. مصيرهم يردون لبعض..
الممزر- 1991
في لحظة، كانت هند موجودة وياهم.. واختفت فجأة.. وصلها أبوها البحرين ورد على نفس الطيارة.. وتفاجئ الكل بخبر سفرها اللي محد توقعه..
أول ما سمعت شما الخبر من أمها، راحت بيت عمها حمدان وسألت خالوتها سعاد عن السالفة.. كانت شما خايفة وايد على هند وشكل سعاد مول ما كان يطمن.. سعاد كانت تعبانة وعيونها حمر.. وقالت لشما انه هند راحت تدرس برى لأنه نسبتها ما تدخلها جامعة العين ولا أي جامعة ثانية في البلاد..
شما: خالوه أنا كنت ابا ادرس في جامعة العين وما خليتوني .. معقولة تخلونها هي تسافر برى؟؟
سعاد: هاذي رغبة هند وما رمنا نردها..
شما: بس هنادي عمرها ما حبت الدراسة وكانت مستانسة انها بتقعد في البيت..
سعاد: والله عاد هي غيرت رايها وابوها وافق..
شما (وهي لين الحين مب مقتنعة): انزين خالوه هي وين راحت تدرس؟
سعاد: ما اعرف..
استغربت شما..: معقولة خالوه ما تعرفين؟
تنهدت سعاد، كانت صج تعبانة نفسيا ومالها خلق ترمس أي حد: شما قلت لج ما اعرف وخلاص..
شما: انزين عندج رقمها.. ابا اكلمها..
سعاد: اقول لج ما اعرف وين راحت تدرس وتقولين لي عطيني رقمها..؟؟ صج ما عندج سالفة ..
وقامت سعاد وراحت حجرتها.. وتمت شما يالسة في الصالة فترة تصيح وهي تحس بفراغ كبير في داخلها.. هند كانت اكثر من مجرد اخت بالنسبة لها .. ليش سافرت من دون ما تخبرها أو حتى تودعها..؟
وعقب يومين تأكدت شما انه في شي جايد استوى لأن أمها قامت ما تروح بيت عمها حمدان ولا تتصل بهم.. بس شو هالشي اللي قطع كل العلاقات بينهم وبين اقرب الناس لهم.؟؟؟ فديتج يا هند.. وين ديارج الحين .. انتي اللي ما تطيقين اتمين لحظة بروحج ومن دون اهلج.. كيف بتستحملين الغربة وشقاها؟
أول ما عرف مانع انه هند سافرت حس بذنب فظيع.. وكأنه دمر حياة بنته.. كانت صدمة كبيرة بالنسبة له.. كان متوقع انه حمدان يرد يرمسه في سالفة سلطان وهند .. وحتى لو ما رمسه كان مانع بروحه بيسير له وبيخبره انه سلطان بيخطب هند وبيستر عليها.. بس انه الأمور توصل لها المرحلة..؟؟ هذا اللي ما كان متوقعنه..
وفي الشركة.. راح مانع لمكتب حمدان وهو حاس بإحراج وخجل من موقفه السلبي وياه.. ما كان له ويه يجابل اخوه العود.. بس كان يعرف انه اذا ما راح واعتذر له الحين.. عمر العلاقات اللي بينهم ما بترد شرات قبل..
أول ما شاف حمدان مانع داش عليه المكتب.. حس بظيج كبير.. بس في نفس الوقت ما بغى يبين له انه غير مرغوب فيه وابتسم له وهو يسلم عليه.. ويلس مانع وعيونه في الأرض..
مانع: ليش يا بوراشد..؟ ليش سفرت هند؟؟
حمدان: أحسن لها تبتعد يا بوهزاع.. أنا جذي مرتاح..
مانع: بس يا اخوي البنية ما تهون .. خليتها في الغربة بروحها ورديت عنها..
حمدان: هند مب بروحها هناك.. أنا مستحيل أهد بنتي الا وانا متأكد انها بتكون بين ناسها واهلها..
مانع: ليش انت وين وديتها..؟
تنهد حمدان.. وتذكر انه مرته ما تباه يخبر أي احد.. ورغم هذا قال: وديتها البحرين عند ثريا بنت خالة سعاد..
مانع: زين سويت يا خوي
حمدان: يا مانع ما ابا أي حد يعرف مكان هند.. وخصوصا سلطان..
مانع (اللي بدت عيونه تدمع): سامحني يا اخوي.. انا اللي المفروض اتحمل المسئولية كلها.. ولدي هو اللي غلط وهند ياهل وينقص عليها بسرعة..
حمدان (بنبرة حادة): مانع!! أنا قلتها قبل وبرد اقولها الحين.. هزاع جذاب.. وبنتي هند وسلطان ما غلطوا.. واذا عندك أي شك في هالموضوع .. ما بيني وبينك كلام عقب اليوم..
استحى مانع بس غصبن عنه كان مب مصدق الا كلام هزاع.. شو مصلحة ولده انه يتبلى على أخوه؟ .. وبعدين هو شافهم بعيونه وفي بيته..بس عشان ما يخسر اخوه العود قال: خلاص يا اخوي.. اللي تشوفه.. وما راح افتح هالموضوع وياك مرة ثانية..
حمدان (بتردد): مانع.. أبا منك خدمة..
مانع: تفضل يا خوي..
حمدان: أباك تغير أرقام تيلفوناتكم .. كلها.. ما ابا هند تتصل بسلطان.. أباها تنساه..
مانع: ان شالله.. ألحين اسير اغيرهم..
حمدان: تسلم يا خوي..
مانع: أفا عليك يا بوراشد.. انته تامر أمر..
وطلع مانع وراح الاتصالات على طول عشان يغير ارقام بيتهم.. ويلس حمدان في مكتبه .. مب عارف يركز في شغله ولا عارف يتخذ أي قرار.. حتى توقيعه نساه.. كانت هند شاغلة كل تفكيره.. ودعى ربه من كل قلبه انها تكون مستانسة وتعودت على الوضع هناك...
موزة من يوم صارت السالفة وهي تعبانة .. بس من سمعت انه هند سافرت وهي مب رايمة تسكت.. أربعة وعشرين ساعة صياح .. كأن اللي راحت بنتها هي.. حست بخسارة كبيرة.. خسرت العلاقة الطيبة اللي بينهم وبين بيت بوراشد.. خسرت ثقتها بولدها اللي تحبه أكثر من أي واحد ثاني من عيالها.. وخسرت هند..
كانت تشفق على سلطان اللي من هذاك اليوم المشئوم وهو حالته حالة ولا يقعد وياهم بالمرة.. كله في حجرته وما ياكل ولا يرضى يبطل الباب لأي احد.. وراحت له موزة يوم عرفت انه هند سافرت عشان تطمن عليه.. ودقت الباب أكثر من مرة بس ما بطل لها.. سلطان كان قاعد ويسمع امه وهي تدق الباب بس ما قام يبطل لأنه ما يبا يشوف أي احد.. بس يوم سمعها تصيح وتترجاه .. تنهد وقام وبطل لها الباب.. وأول ما شافته موزة صاحت من خاطرها وحظنته..
تعاطفت وياه على طول.. ولدها تغير وايد.. شكله تعبان ومريض.. سلطان القوي اللي الضحكة ما كانت تفارق ويهه .. يتغير شكله بهالسرعة ؟؟
ابتعد سلطان عن حظن امه بحزن ويلس على الشبرية وعيونه في عيونها .. في نظرته كانت هموم وصدق كبير.. وللحظة.. حست موزة بقلب الأم اللي عمره ما غلط في احساسه .. انه سلطان صادق في اللي قاله.. بس ابعدت هالفكرة عن بالها على طول.. هزاع بعد ولدها .. ومستحيل يتبلى على اخوه.. مستحيل أي انسان يوصل لهالمستوى من الانحطاط..
موزة: سلطان يا غناتي بس حرام عليك اللي تسويه في روحك.. البنية خلاص راحت والسالفة محد درى عنها..
سلطان: ما يهمني لو الكل درى عنها لأنها جذب...
موزة: خلاص يا سلطان اللي صار صار..
سلطان: اللي مب راضية تصدقينه يا ام هزاع انه ما صار ولا شي.. كل اللي استوى كان في خيالكم وبس..
يلست موزة جدامه وحطت راسها على ريوله وهي تصيح.. كان ودها تصدقه.. هذا ولدها وهي اللي ربته وتعرفه أكثر عن أي شخص ثاني في هالدنيا.. بس هند كانت من يومها شيطانة وهزاع ماله مصلحة يكذب.. كان ودها كل شي يرد شرات قبل.. بس هالشي صار حلم بعيد.. وصعب انه يتحقق..
مسح سلطان على شعرها وسألها برجاء أخير وكله أمل انها تصدق وياه: أمايه .. وين راحت هند؟
كان سلطان يتريى اتصالها لين الحين بس للأسف.. مع انها سافرت من أمس لين الحين ما دقت له..
موزة: ما اعرف يا ولدي..
سلطان: امايه الله يخليج خبريني انا متأكد انج تعرفين..
اعتدلت موزة في يلستها وحطت عينها في عينه وقالت: ما اقدر اخبرك يا سلطان.. أبوك مشدد عليه ما اخبرك..
سلطان: أمايه هاذي هند.. بنتج.. هند اللي تحبج اكثر عن امها.. هند اللي عمرها ما قصرت وياكم.. ترضين لها كل اللي صار؟؟
موزة (بحزن كبير): لا يا سلطان .. الله شاهد عليه اني اتقطع من داخلي بس مب بإيدي شي.. والله مب بإيدي شي اسويه..
سلطان: خبريني بمكانها..
موزة: ما أقدر يا سلطان..
سلطان (والدموع في عينه): زين طمنيني عليها .. الله يخليج امايه بموت ابا اعرف عنها أي شي..طمنيني عليها .. ما اتصلت بيت عمي حمدان؟
قامت موزة وطلعت عنه.. كانت مب قادرة تتحمل تشوف سلطان يصيح.. ويترجاها وهي مب قادرة تساعده.. أما سلطان.. فقعد يتريى التيلفون.. حياته كلها متوقفة على هالاتصال.. وما راح يطلع من حجرته قبل ما تتصل به هند.. مهما تأخرت بيترياها.. مستحيل هند ما تدق له.. مستحيل تنساه.. وتتخلى عنه عقب كل اللي مروا به ويا بعض..
---------------------------
في بيت حمدان بن ظاحي.. كانت سعاد ما تطلع من حجرتها بالمرة وأم جمال هي اللي صارت تهتم بالبيت وبالعيال.. كانت سعاد حاسة انها تخلت عن بنتها.. وبدل لا تصدقها وتدافع عنها.. لصقت بها التهمة أكثر ويابت لها الشبهات.. كان قرارها متسرع واحساسها بالذنب يذبحها.. وفوق كل هذا حمدان ما رمسها من يوم رد من البحرين.. كأنها هي السبب في كل اللي صار.. مب جنه سلطان هو اللي جنى على بنتها وعليهم كلهم..
قامت سعاد وشلت سماعة التيلفون واتصلت بثريا في البحرين.. وعقب ما رن التيلفون فترة.. ردت ثريا..
ثريا: ألو؟؟؟
سعاد: هلا ثريا.. شحالج.؟
ثريا: من.. سعاد؟؟ هلا والله حبيبتي .. أنا بخير الله يعافيج.. انتي شحالج؟
سعاد: الحمدلله يا ثريا.. هند شحالها؟
ثريا : أيّ عليها (فديتها بالبحريني).. تجنن بنتج.. والله حبيتها أكثر من بناتي..
حست سعاد بنغزة في قلبها.. احساس كبير بالغيرة غمرها..وقالت: وهي مرتاحة وياكم..؟
ثريا: إيه اليوم رحنا شارع بوكوارة واشترينا جلابيات وشغلات وايده.. استانست وايد هند والحين نايمة..
سعاد: يعني ما اقدر ارمسها؟
ثريا: لا ما تهون عليه أقعدها من نومتها.. دقي عليها باجر.. وبتكلمج..
سعاد: خلاص ثريا.. بخليج الحين .. وديري بالج عليها.. تراها غالية..
ثريا: أفا عليج يا سعاد.. لا توصيني على بنتي..
وبندت سعاد واحساسها بالتعاسة والذنب يزيد.. هاذي ثالث مرة تتصل بثريا عشان تكلم هند.. وما تحصلها.. كانت متأكدة انه هند تتجنبها وما تبا تكلمها.. بس لى متى؟؟ لى متى بتم زعلانة عليها؟؟ سعاد تولهت عليها ومحتاجة انها تكلمها..
وفي هاللحظة رن التيلفون مرة ثانية.. وكان الرقم غريب.. فردت.. واتفاجأت يوم شافت انه المتصلة موزة مرة مانع..
موزة: ألو؟
سعاد: موزة؟؟
موزة: هى انا موزة.. سعاد نحن لازم نتفاهم..
سعاد: انتي من وين متصلة؟ أول مرة أشوف هالرقم..
موزة: مانع غير كل أرقام بيتنا.. حمدان طلب منه يغيرهم..
سعاد( ارتاحت لأنها تأكدت انه هند ما بترمس سلطان): وشو تبين الحين؟
موزة: تولهت عليج يا ام راشد..
سعاد (بجفاء): تولهت عليج العافية.. اسمحيلي انا مشغولة الحين..
وبندت في ويه موزة اللي يأست خلاص انه العلاقة بينها وبين سعاد ترد شرات قبل..
حتى راشد وناصر ما كانوا يعرفون سبب سفر أختهم المفاجئ.. وكل اللي سمعوه هو التفسير اللي محد صدقه.. انها راحت تدرس برى لأنه نسبتها منخفضة وايد.. كان راشد محتار وايد واخته غامظتنه.. حاس انها انظلمت وهو بعده ما يعرف أي شي.. وناصر كان يحاول ينكر في داخله انه اشتاق لها.. اشتاق لحشرتها ولسانها الطويل.. وكان بيموت ويعرف السبب اللي خلاهم ينفونها .. وكل اللي يسمعه من أهله تفسيرات واهية حتى اليهال ما يصدقونها.. وأخيرا ..السبب الحقيقي سمعوه من هزاع..
هزاع كان هاليومين يشع من الفرح.. نشوة الانتصار خلته يحس بفخر باللي انجزه وبالفكرة العبقرية اللي محد يروم يطعن فيها.. أخيرا تحقق مراده وطاح سلطان من عيون اهله.. الصورة المثالية اللي كانت لسلطان في عيونهم تحطمت بشكل غير قابل للترميم.. هذا سلطان اللي كانوا يحطونه في عيونهم ومهما سوى يتم حبيب الكل.. هذا هو اليوم وحيد.. وكئيب.. عالمه غرفته ودموعه وبس..
وفي نفس الوقت تخلص هزاع من هند اللي كانت صج قاهرتنه بغرورها ودلعها الخايس.. يستاهلون اللي ياهم.. اثنيناتهم كانوا متكبرين.. يطالعون العالم من برجهم العاجي بكل تكبر وغرور.. خل يتكبرون الحين وهم في نظر الكل حثالة.. ومجرمين..
ولأول مرة من شهور.. نزل هزاع من الطابق الثامن في الشركة للطابق السادس ويلس ويا عيال عمه حمدان .. يخبر راشد وناصر بالسبب الحقيقي اللي خلا هند تسافر..
هزاع: أنا قلت لازم تعرفون.. انتوا اخوانها واقرب الناس لها.. حرام يخشون عنكم كل اللي صار..
ناصر كان ساكت من الصدمة والخجل.. وطلع من مكتبه ما يدري وين يروح.. بس راشد هو اللي كان يغلي في داخله ويرتجف من القهر..
وطلع من الشركة والغيظ مب مخلنه يشوف الدرب جدامه.. راح بيت عمه مانع ودش البيت من دون ما يسلم على موزة وشما اللي كانوا يالسين في الصالة.. وركب الدري وبطل باب حجرة سلطان بكل قوته..
سلطان في هاللحظة كان راقد، وأول ما تبطل الباب التفت بسرعة عشان يشوف منو اللي تجرأ ودش عليه الحجرة بهالطريقة الهمجية.. بس قبل لا يحدد ملامح هالشخص حس بلكمة عنيفة على ويهه.. وبكل صعوبه بطل عينه وشاف انه اللي واقف جدامه راشد..
كان راشد يصيح من القهر.. وقال وهو يأشر بإيده على ولد عمه اللي كان متجمد في مكانه من الصدمة: انته من اليوم مب ولد عمي ولا اعرفك يا سلطان.. ما أبا أشوفك في بيتنا ..ولا أباك تكلمني في الشركة.. ويوم بترد اختي من السفر .. ما أباك حتى تطالع في ويهها.. انت فاهم؟؟
خلص راشد رمسته وطلع من الحجرة.. واصطدم وهو طالع بموزة اللي كانت ياية تركض عشان تلحق على ولدها.. بس قبل لا تقدر تطمن عليه.. صكر سلطان الباب وقفله بالمفتاح..
حاول سلطان يخبي التعاسة اللي في قلبه عشان لا يزيد من هموم أمه..بس مهما حاول كانت ملامحه تفشي سر معاناته.. كان ويهه لوحة من الألم.. خطوطها دموعه اللي يذرفها كل ليله بروحه وهو يفكر بهند والأحداث اللي غيرت مجرى حياتهم هم الاثنين.. صار سلطان يعري بشكل واضح جدا.. عقب ما كانت اعاقته ما تبين بالمرة.. كان محتاج انه يسمع صوتها.. يطمن عليها.. ليش محد راضي يخبره بمكانها..؟؟ وهي ليش ما اتصلت لين الحين؟؟ كان يبا يطمن انها بعدها تحبه.. ولين الحين تترياه.. آاااااااااااه يا هند.. وينج؟؟ ريحيني من حيرتي اللي عايشنها.. ليش ما اتصلتي للحين؟؟ ليش؟؟
-------------------------------
كانت سعاد واصلة حدها من الغيظ، ودوّرت هند في البيت بكبره..اللي يشوف سعاد تعجبه على طول، جميلة وأنيقة وأهم شي عندها ان مظهرها يكون حلو ومرتب.. شعرها كستنائي وطويل وناعم، بس لأنها حرمة أم عيال وعندها مسئوليات تعودت انها دوم تلفه..
سعاد أصلا عصبية بطبعها.. بس من بدت إجازة الصيف وهي تحس انه أعصابها خلاص تعبت.. بنتها هند اللي عمرها 15 سنة وايد متعبتنها، طول اليوم وهي بيت عمها وما ترد البيت الا الساعة تسع فليل.. ويوم ترمسها أمها ترد عليها بكل وقاحة وقلة أدب..
غمضت سعاد عيونها وحاولت انها ما ترتجف من القهر اللي فيها وقالت: " يا ربي متى بتبدا المدارس وبفتك من أذيتها!!.. على الأقل بتنشغل بدراستها.."
"سعاد يا حياتي خفّي على البنية شوي.." نصحها أبوها سعود الراهي اللي دش الصالة ولقى بنته مشتطة كالعادة.. "انتي تعرفين انه الضغط يولّد الإنفجار.. لا تكتمين أنفاسها عشان ما تنجلب ضدج بعدين.."
سعود الراهي ريال كبير في السن، كويتي الجنسية.. سكن في الإمارات عقب وفاة مرته مريم أم سعاد، وبما انه سعاد هي بنته الوحيدة، قدرت تقنعه انه ايي ويسكن عندها في دبي.. ومن 8 سنين وهو ساكن وياهم ..
عقب ما توفت مرته مريم اللي كان يحبها بجنون، كل شي صار يذكره فيها في بيتهم بالكويت.. وهذا هو السبب الرئيسي اللي خلاه يودر اهله وينتقل للإمارات..
يوم كانت سعاد ياهل، كانت دلوعة أمها وابوها.. وكبرت وصارت أنانية وحقودة.. وغيورة لأبعد الحدود.. لدرجة انها كانت تغار من بنتها هند..
ويوم تزوجت سعاد من حمدان ، كانت تعرف انها بتترك الكويت للأبد وما فكرت ولا لحظة في أمها وأبوها اللي يموتون فيها وما عندهم غيرها.. وعقب ما تزوجت سعاد.. مرضت أمها من الهم والوحدة وماتت ..
سعاد كانت تحب أبوها بس طبيعتها الأنانية وشخصيتها العصبية كانت تمنعها من انها تظهر هالحب أو تعبر عنه.. وكانت تفتشل منه ساعات لأنه كبير ويخرف.. وأحيانا كان يقول الصراحة وما يهمه حد.. بس هي كان في نظرها انه لسانه طويل..
سعود عمره ما حس انه واحد من أهل حمدان.. مع انه عاش باجي أيامه كلها في الإمارات .. بس كان دوم يحس بالغربة.. وهذا بعد كان إحساس سعاد.. اللي كانت دوم تحاتي انها ترتكب أي غلطة في تربية عيالها.. عشان لا يعايرونها و يقولون انها ما عرفت تربيهم لأنها كويتية..
قطعت الخدامة تينا حبل أفكار سعاد لما يت وقالت: " ماما موزة يريدج على التيلفون.."
سعاد: "تينا حطي العشا انتي وأم جمال.. الساعة الحين تسع وهند بعدها ما يت.. برايها بنتعشى عنها.."
تينا: "اوكى مدام.."
وراحت تينا تخبر أم جمال، المربية، إنهم بيتعشون من دون هند.. وتظايجت أم جمال اللي تحب هند وتعتبرها بنتها.. أم جمال لبنانية عمرها فوق الأربعين.. تشتغل في بيت حمدان بن ضاحي من أكثر من 12 سنة.. تعرفت عليها سعاد يوم كانت مسافرة لبنان ويا ريلها وأصرت عليه انه يكفلها عشان تساعدها في تربية عيالها... وعمرها ما ندمت على قرارها هذا لأنه أم جمال ما قصرت وياها وويا عيالها..
كانت سعاد تهتم بس بالأولاد ناصر وراشد، وأهملت هند بدرجة كبيرة.. أم جمال هي اللي كانت تهتم فيها وترقدها.. هي اللي ربتها ودلعتها.. وسعاد ارتاحت لأنه هند تعلقت في أم جمال لأنها من يوم يابتها وهي عايفتنها.. وبسبب معاملة سعاد لهند، ازدادت المشاكل بينها وبين ريلها حمدان..
اطالعت أم جمال ساعتها وتظايجت وايد.. الساعة الحين تسع.. وين راحت هند؟ أكيد امها مشتطة الحين ويمكن تظربها.. ليش هند جذي؟ دوم هي ومشاكلها؟ كأنها تدور على المشاكل.. بس أم جمال تعرف.. انه هند تسوي كل هذا عشان تجذب انتباه امها لها.. عشان تحسسها بوجودها..
دشت سعاد الصالة وهي بتموت من القهر، وشلت السماعة.. ويلست وغمضت عيونها عشان تخفف من صداعها.. موزة هي مرة مانع أخو حمدان.. وفي نفس الوقت يارتهم.. لأن حمدان ومانع ومحمد بيوتهم حذال بعض..
سعاد: "هلا أم هزاع، شحالج غناتي؟"
موزة: "هلا ام راشد حبيبتي.. بخير الله يعافيج.. اشحالج انتي؟"
سعاد: "الحمدلله بخير.."
موزة: "عاد بغيت أخبرج انه هند سارت العزبة ويا عيال عمها سلطان و شما.. وبعدهم ما ردوا.."
سعاد (وهي تصارخ): "شو مودنها العزبة؟؟ شو وصلها الذيد؟؟؟ أنا كم مرة قايلة لها ما تظهر ويا سلطان!! وبعدين ولدج هذا بيكمل 18 سنة وبعده ما عقل.. شله باليهال والبنيات ييلس وياهن؟ يا موزة انا نبهت عليج أكثر من مرة ما تخلينها تسير وياهم.."
أم هزاع يحليلها حست انه ويهها احترق.. وانقهرت وهي تسمع سعاد محتشرة بس كتمت غيظها وقالت: " أنا قلت لسلطان بس الله يهديه ما يسمع الرمسة.. تعرفينه شما ما تهون عليه ويوم قالت له بتسير العزبة ما رام يكسر بخاطرها.."
سعاد: " والله محد مخرب بنتي غير عيالج يا موزة.. اسمحيلي بس الحق ينقال.."
موزة: "خلاص.. اليوم يوم بيردون بهزبهم.."
سعاد: "تسوين خير.."
سكتت أم هزاع .. كانت تعرف انه سعاد بتنفجر في ويهها وعشان جي كانت مترددة انها تتصل.. والحين تنهدت وحاولت تغير الموضوع..
موزة: "يحليلج يا ام راشد باجر بتتعبين.. عازمتنا نحن وقوم محمد .. ما تبيني اساعدج الغالية؟"
سعاد: "لا ما يحتاي مشكورة.. البشاكير يسدن.. " كانت سعاد قافطة لأنها احتشرت على موزة وهي تعرف انها مسكينة مب بإيدها وانه عيالها بروحهم شياطين.. وقالت: "اسمحيلي يا ام هزاع بس هند هاذي بتطلع لي قرون منها.. وايد تعاند.. والله انه اخوانها الصبيّان أهدى وأعقل عنها.. ما أعرف من وين ورثت هالاطباع.."
موزة: "ما يندرى والله.." وفي خاطرها قالت " طالعه عليج بعد على منو بتطلع.."
------------------------------
في الذيد، كانت هند وعيال عمها مانع يالسين يسولفون ومب حاسين بالوقت..
تنهدت هند وهي تطالع النجوم وقالت: " ما أبا ارد بيتنا.. بتم هني الليلة.."
سلطان (وهو يطالع ساعته): " واخيبتيه الساعة تسع!! بسرعة خل نرد البيت.."
هند: "ليش نرد.. ؟ نتم هني احسن.."
شما: "هي سلطوون نتم.."
شما وهند عمرهم 15 سنة، دوم ويا بعض ومتفقين في كل شي.. بس شما كانت تموت في هند وتطيعها وتحترمها.. لأنه هند جريئة وواثقة من عمرها وهالشي تفتقده شما الخجولة الهادية.. وبما انه هند وشما ما عندهم خوات وعايشين في بيئة كلها شباب.. سوو لهم حزب خاص فيهم وكانوا يلعبون ويا بعض وكل وحدة تخبر الثانية بأسرارها..
سلطان: "اسمحولي ما فيه على لسان الكويتية.." < يقصد أم هند..
ومشى سلطان جدا موتره وهند وراه وهي تراقب ريوله.. سلطان يعري شوي لأنه كان مسوي حادث يوم كان عمره 12 سنة وتعورت ريوله وايد.. ومع العلاج اللي كان في أمريكا وبسبب شجاعة سلطان نفسه.. قدر انه يتغلب على هالشي ومحد كان يلاحظ إعاقته البسيطة الا اللي يدققون في مشيته..
بالرغم من هالحادث، كان سلطان رياضي وخيّال من الدرجة الأولى .. وأبوه مانع كان دوم يفتخر به جدام اخوانه..
هند: "سلطان اصبر.. بتمنى امنية قبل لا أركب الموتر.."
سلطان: "شو هالخرابيط؟ والله انج ياهل.."
هند: " أف منك!! شو دراك انته؟ يدي قال لي كل ما تروحين العزبة تمني أمنية وبتتحقق ان شالله.."
سلطان: "يدج هذا متفيج.."
هند: "يدي احسن عنك.."
سلطان: "محد قال شي انزين.. يالله تمني خلصيني.."
غمضت هند عيونها وتمنت.. وقلدتها شما بعد وتمنت.. أول ما بطلت هند عيونها سألت شما.. "شو تمنيتي؟"
شما: "ما بخبركم.. بتضحكون عليه.."
هند: "والله ما بضحك.. قولي.."
شما: " تمنيت أستوي مطربة.. لأنه صوتي حلو.."
ضحكت هند من الخاطر وسلطان ابتسم وقال: "عاد هالامنية مستحيل تتحقق لأنه صوتج اخس عن صوت بقر أمايه.."
عصبت شما وقالت: "كنت متأكدة انكم بتضحكون.."
سلطان: "هنادي انتي شو تمنيتي؟"
هند: "باجر الجمعة.. يعني كلكم بتكونون في بيتنا وبتلعبون كورة شرات كل مرة صح؟"
سلطان: "صح.."
هند: "تمنيت تخلوني ألعب وياكم.."
سلطان: "لو تموتين ما بتلعبين ويانا.."
هند: "وليش ان شالله؟ تخافون أغلبكم؟"
سلطان: "تخسين والله لا نقطعج تقطيع.."
عصبت هند.. ما تحب حد يقلل من قدراتها وانقهرت أكثر يوم قال سلطان: "والله انج ياهل.. ألحين تأكدت انج ياهل.."
هند: "ياهل؟ أنا ياهل؟؟.. يكون في علمك اني بكمل 16 سنة عقب ثلاث شهور.. بستوي حرمة فديتني.."
سلطان (وهو يضحك): " هنادي انتي عمرج ما بتستوين حرمة لأنج أصلا ما فيج شي من الأنوثة.. " والتفت على اخته شما وقال: "شما مثلا.. كلها أنوثة.. بس انتي؟.. لا.."
احمرّ ويه هند من القهر وقالت: "وانته يا سلطان .. شو تمنيت؟"
سلطان: "أنا مب ياهل ولا بنية عشان اصدق هالخرابيط.."
ابتسمت هند، سلطان وايد يعيبها.. وحتى يوم يحاول يغيظها ما تزعل منه.. بالعكس تستانس لأنه يهتم فيها..
هند: "سلطان والله تخلوني ألعب وياكم باجر.."
سلطان: "حتى لو خليتج تلعبين.. أخوج ناصر ما بيطيع.."
هند: "نصور يعرف اني العب احسن عنه.. عشان جذه ما يبا يفتشل جدامكم.."
سلطان: "أنا ما يخصني.. خبري أبوج.. تراه يموت فيج وما يروم يرفض لج طلب.."
ضحكت شما وقالت: "كل حد يموت في هند.. مب بس أبوها.."
هند: "كل حد ما عدا امايه.. هي الوحيدة اللي تكرهني"
سلطان: "حرام عليج.."
شما: "صدق والله خالوه أم راشد ما تداني هند.."
هند من يوم ياهل وهي تتمنى تكون ولد.. عشان امها تحبها شرات ما تحب اخوانها الشباب.. كانت تكره ألعاب البنات.. وكبرت وهي تقلد الأولاد في كل شي.. بس محد كان يسوي لها سالفة كثر سلطان ولد عمها.. هو اللي علمها تركب الخيل وهو الوحيد اللي يرضى يلعب وياها كورة.. ودوم يدافع عنها وعشان جذي تعلقت هند بسلطان.. واعتبرته اخوها.. لأنه اخوانها راشد وناصر دوم يواجعونها وما يسوون لها سالفة..
سلطان بعد كان يحب هند ومعزتها عنده نفس معزة شما .. بس أخوه العود هزاع كان يكرهها .. ويقول عنها مغرورة وخبلة.. يوم ركبت هند الموتر اطالعها سلطان من الجامه وابتسم يوم يت عينه في عينها.. هند بشرتها حنطاويه وناعمة .. وعيونها فيها غرور كبير بالرغم من صغر سنها.. بس شخصيتها وايد حلوة وسلطان يعيبه فيها مرحها وعنادها.. ويوم تعصب محد يروم يوقف في ويهها.. باختصار كانت هند شعلة من النشاط والجاذبية.. وكان سلطان يعرف انه مكانته عندها كبيرة وتعاملها معاه غير عن تعاملها مع باجي عيال عمها..
سرحت هند في عالمها الخاص وتذكرت امنيتها الحقيقية.. طبعا مب الامنية اللي قالتها لعيال عمها.. اللي ما تعرفه شما ولا سلطان هو انه مشاعرها لسلطان بدت تتغير من شهر تقريبا.. بدل لا تعتبره اخوها.. صارت تشوفه حبها وفارس أحلامها.. ويوم كان يحط عينه في عينها كانت تستحي وقلبها يدق بقوة.. وحاولت أكثر من مرة انها تسيطر على مشاعرها بس من دون فايده.. أمنية هند كانت انه سلطان يكون من نصيبها في يوم من الأيام.. ويعطيها ولو جزء بسيط من حبه وقلبه..
كان سلطان متنرفز وهو يطالع ساعته..
سلطان: "الساعة عشر وربع.."
هند: "أمي يتقطّعني.." كانت بتموت من الخوف ...
سلطان: "وأنا بتشتمني.. وبتخبر أبويه يهزبني كالعادة.."
هند: "تستاهل.. محد قال لك تودينا العزبة.."
سلطان: "والله يالسبالة؟ انزين!! اللي يوديج هناك مرة ثانية.."
سكتت هند وردت تفكر بأمها اللي بتطلع حرتها فيها الليلة..
أول ما وصلوا البيت، طلعت لهم أم جمال..
أم جمال: "وينك يا هند؟ أمك بدها تدبحك.."
هند (وهي تضحك): "شوي شوي على عمرج يا أم جمال لا يرتفع ضغطج واطيحين هني علينا.."
بس ضحكة هند اختفت يوم دشت الصالة وشافت أمها اللي كانت شابة نار..
سعاد أول ما شافت بنتها داشة الصالة، وقفت وسارت صوبها وصرخت عليها..
سعاد: "إنتي ما تخافين ربج؟ وين هايتة لى هالحزة؟"
هند: "أمايه فديتج هدي شوي.. أنا سرت العزبة ويا سلطون وشموه.. ونسيت أخبرج.. "
راشد وناصر، اخوان هند الكبار، نزلوا من غرفهم عشان يطمشون..
يوم شافتهم هند قالت: "انتو بعد شو يايبنكم؟ هذا اللي ناقصني!!"
ناصر اللي عمره 23 ووغد لأبعد الحدود.."تستاهلين كل اللي بييج يالدبة.."
سعاد: "نصووووور صخ !! مب وقته الحين.."
تلفتت هند في الصالة ادور ابوها عشان يدافع عنها.. بس ما كان موجود.. ويدها أكيد راقد.. يعني ما شي محاميين.. وعقب ما هزبتها أمها وما خلت كلمة ما قالت لها اياها..
سعاد: "التعني حجرتج ما أبا أشوف ويهج لين باجر.."
هند: "أمايه انا بعدني ما تعشيت.."
سعاد: "ماشي عشا.. يالله ذلفي حجرتج.."
سارت هند حجرتها وهي تتأفف وأول ما دشت الحجرة كانت بتطير من الوناسة لأن أم جمال كانت داخل ووياها صينية العشا.. وحمدت ربها لأنها تذكرتها خصوصا انها بتموت من اليوع..
في الصالة، اتصلت سعاد بريلها حمدان اللي كان بيت أخوه محمد..
سعاد: "وينك انت؟ تعرف انه بنتك توها رادة من الذيد؟ كنت أباك تهزبها.."
حمدان: "انزين ما فيها شي يا ام راشد، تراها سايرة ويا عيال عمها.."
سعاد: "محد بيضيع هندوه غيرك انت يا بوراشد.. وايد تدلعها.."
تظايج حمدان من رمسة مرته وتساءل في داخله ليش ما تحب هند؟ وين راحت الإنسانة اللي حبها من كل قلبه وتزوجها رغم معارضة امه وابوه؟؟ شو اللي غيرها وخلاها تتحول لوحدة أنانية وخالية من المشاعر؟؟
------------------------
في هالوقت كانت هند منسدحة على شبريتها تحاول ترقد.. بس كل أفكارها كانت عند سلطان.. تتذكر كل كلمة قال لها اياها.. ويوم شافت عمرها مب رايمة ترقد.. قامت وطلعت مذكرتها من الدرج.. وكتبت..
" سلطان..
هناك في العالم الآخر..
هناك في المدى البعيد.. البعيد..
حين لا يكون للزمن قياس ولا للإحساس الصادق قيود أو فوارق..
هناك فقط أستطيع أن أراك.. أستطيع أن ألمسك..
أن أعيشك..
وأن أقول بأني أحبك مرات ومرات.. " *
ردت هند مذكرتها في الدرج وحاولت ترقد.. وعاهدت عمرها انه حبها لسلطان يكون سر بينها وبين نفسها.. لأنها متأكدة انه أمها اذا درت بتحاول قد ما تقدر انها تخرب كل شي.. وغمضت عيونها وهي تحلم فيه..
* من كلمات شهرزاد..
-------------------
نهاية الحلقة الأولى
نشت هند من الرقاد على صوت أذان الفجر، وبطلت عيونها وهي تسمع صوت المؤذن اللي خلاها تبتسم وتتفاءل انه هاليوم بيكون حلو..
الساعة الحين خمس الفجر، وهند متعودة تنش هالحزة كل يوم من بدت إجازة الصيف.. وقتها المفضل هو الفجر لأنه أهلها كلهم يكونون رقود..
قامت هند وصلت ولبست جينز جديم وقميص أبيض وطلعت في الحوي والكرة في إيدها..
يوم طلعت شافت الدريول اسحاق يغسل سيارة ابوها وابتسمت له وكملت دربها لين وصلت الملعب الصغير اللي يلعبون فيه اخوانها وعيال عمها كرة كل اسبوع.. وبدت تتدرب مثل عادتها كل يوم..
هند تعودت تنش الفير يوميا وتلعب ساعتين قبل لا تنش أمها وتشوفها.. كان خاطرها تلعب ويا اخوانها ، ولأنهم ما يطيعون كانت تلعب بروحها الفير.. وتحس بالحرية اللي تنحرم منها وهي بين أهلها..
الساعة 8 الصبح ردت هند حجرتها بسرعة ولبست جلابية وطلعت توايج من البلكونة على بيت عمها مانع، كانت خدامتهم برى تنظف الحوي.. بس سلطان محد.. أكيد راقد لأنه متعود ينش الساعة 11..
يوم نزلت هند الصالة، شافت أم جمال جدامها وخبرتها أنه أمها وابوها نشوا ويالسين يتريقون في غرفة الطعام..
دشت هند وسلمت عليهم، وباست يدها سعود قبل لا تيلس حذا ابوها..
هند: "أبويه.."
حمدان: "لا!"
هند (وهي تضحك وتبوسه على خده): " شو؟ أنا بعدني ما طلبت عشان ترفض.."
حمدان: "أعرف اللي تبينه وجوابي ما بيتغير.. لا.."
سكتت هند وشلت الكرواسون وبدت تاكل، ومن طرف عينها لاحظت انه ابوها يبتسم.. فاستغلت الفرصة واطالعته بعيونها العسلية الواسعة وعطته أحلى ابتسامة عندها.. ابتسامة محد يحصلها غيره هو ويدها سعود.. كانت تعرف انه أبوها يذوب يوم يشوف هالابتسامة وما بيرفض طلبها..
هند: "أبويه فديتك.. أبا ألعب وياكم اليوم العصر.. والله اعرف العب.. ما بفشلك.."
انقهرت سعاد من بنتها وقالت في خاطرها متى بتيوز عن سوالفها؟ كانت تعرف انه هند يالسة تحاول بدلعها انها تأثر على ابوها..
سعاد: "هندوه بس عاد! أبوج قال لأ.. لا تأذينه واكلي وانتي ساكتة.."
زعلت هند ونزلت الكرواسون من إيدها .. بس أمها طنشتها وشلت المجلة وبدت تقراها.. كانت تعرف انه هند يالسة تطالعها بس حاولت قد ما تقدر انها ما تتنرفز..
هند: "أمايه ليش ما تبيني ألعب وياهم؟"
سعاد: "لأنج بنت.. مب واحد من الشباب.. وعيب البنات يلعبن كرة.."
هند: "إنتي لو ترومين جان لعبتي وياهم.."
سعاد: "هندوه عن قلة الأدب.."
هند: "شو؟ غلطت؟ انتي تبيني استوي شراتج.. بس أنا مابا.. أبا استوي شرات ابويه فديته.. صح بابا؟"
حمدان: "شو؟ شو السالفة؟"
حمدان يحليله كان يالس يقرا الجريدة وما انتبه لرمستهم... بصراحة من كثر ما مرته وبنته يتناقرون، تعود انه يطنشهم..
في هاللحظة دشوا ناصر وراشد وهم مسطلين يبون يرقدون.. لأنهم أصلا راقدين الفجر.. وتغيرت ملامح سعاد أول ما شافتهم وابتسمت وحطت المجلة على صوب..
ناصر: "راسي بينفجر.."
سعاد: "بسم الله عليك غناتي.. ليش متى رقدت أمس؟"
ناصر: "الساعة خمس.. ما شبعت من الرقاد.." وباس امه على راسها والتفت على هند وقال: "هنادي اشحالج؟"
"زينة" قالت هند وهي تطالعه بحقد "أنا بروح بيت عمي مانع.." وطلعت من البيت من دون ما تتريى رد من امها وابوها..
أول ما طلعت هند شلت سعاد المجلة وردت تبتسم لناصر وراشد وقالت: "اليوم هندوه بتحشرنا.. تبا تلعب وياكم العصر وابوها ما طاع.."
راشد: "هذا اللي قاصر بعد.. هالدبة تلعب ويانا.."
ناصر: "أكيد ابويه ما بيطيع.. وين تبا هاذي؟ منو بيخليها تراكض جدام عيال عمي مانع وعمي محمد.."
حمدان: "أنا مب متفيج لخرابيط هندوه.. عندي أشغال اهم.."
كانت سعاد مستانسة انه ريلها – ولأول مرة- ما تأثر بأساليب بنته وما طاوعها.. وحطت إيدها على ايده وابتسمت له..
يدهم سعود اللي كان سرحان، انتبه الحين وقال: "شو عندكم محتشرين؟"
سعاد (باستخفاف): "هندوه ومصايبها المعتادة.. تبا تلعب ويا عيال عمها كرة العصر.."
سعود: "إي.. زين تسوي والله.. عشان تراويهم اللعب على أصول.."
-------------------------
دشت هند بيت عمها مانع من دون ما تسلم وراحت على طول حجرة شما ونطت على الشبرية.. شما كانت متعودة على هند وما تفاجأت يوم شافتها هالحزة..
شما: هلا والله
هند: أهلين
شما: بلاج معصبة؟
هند: مب بس معصبة إلا بموت من القهر..
شما: أبوج ما طاع صح؟
هند: هيه بس شو دراج؟
شما: ليش في شي ثاني ممكن يظايجج؟
هند: والله يا شما اني كنت برتكب جريمة في امايه..
شما: كل حد وده يرتكب فيها جريمة مب الا انتي..
هند: والله حظج في أمج.. خالوه موزة محد يسواها.. ليتها أمي انا..
شما: هى والله فديت امايه..
شما وأمها علاقتهم وايد حلوة.. موزة تعتبر بنتها شما صديقة لها لأنها بنتها الوحيدة.. وهالشي هو اللي تفتقده هند..
شما: ليش امج تعاملج بهالاسلوب؟
هند: يمكن لأني الصغيرة والبنية الوحيدة..
شما: بالعكس المفروض هذا يكون سبب انها تدلعج.. مب تناقرج اربعة وعشرين ساعة..
هند: اماية ما تحب الا رشود ونصور هالوحوش.. مالت عليهم.. والله نصور بموت منه.. كل ما يشوفني يتحرش فيه.. واذا ما كان له نفس يقول شي.. نظراته ما تقصر.."
شما: بس رشود يحليله يحبج..
هند: رشود طيب.. بس ناصر هو اللي واقف لي في بلعومي..اتمنى يسفرونه برى يدرس في امريكا ولا بريطانيا.. والله ساعتها بفتك منه..
شما: يحليلج يا هند يعني اليوم ما بتلعبين وياهم..
هند (تتنهد): لا والله خلاص استسلمت..
شما: غريبة. .أول مرة..
هند: مالي نفس اعاند.. ما فيه على حشرة سعادوه..
في هاللحظة سلطان وابتسمت هند واشرق ويهها أول ما شافته..
هند: سلطان!! هلا والله..
سلطان: هلا كابتن هند.. اليوم المباراة الساعة 4 لا تتأخرين..
سلطان كان يعرف انها مستحيل تلعب ويبا يغيظها بس..
هند: للأسف أبويه ما طاع..
استانس سلطان وابتسم.. وحست هند انه قلبها يدق بقوة يوم شافت ابتسامته..
سلطان: غريبة.. عمي حمدان رفض لج طلب؟
هند: مب منه.. من امايه هي اللي مجرجتنه عليه..
في هاللحظة زقرتهم أم هزاع تحت عشان يتريقون ونزلوا كلهم غرفة الطعام...
-------------------
عقب صلاة الجمعة، اجتمعوا مانع ومرته موزة وعيالهم هزاع وسلطان وشما وال Baby سعيد و محمد ومرته ناعمة وبناتهم ظبية وعفرا اسما في بيت أخوهم العود حمدان مثل عادتهم كل جمعة.. وكانوا كلهم يالسين في الصلاة يسولفون إلا هند اللي بعدها ما نزلت من غرفتها..
هند لبست جلابيتها وكانت بتنزل بس في آخر لحظة غيرت رايها وقالت: "أنا اراويج يا امايه.. " وغيرت جلابيتها ولبست البنطلون الجينز والقميص الأبيض اللي كانت لابستنه الصبح ونزلت..
في هالوقت، كانت أمها متنرفزة وتوها بتنش تزقرها يوم شافت نازلة من فوق.. وشهقت واطالعتها بنظرة حادة عشان ترد تغير ثيابها قبل لا حد يشوفها، بس للأسف ما لحقت لأن سلطان شافها..
سلطان: "هنادي وينج؟ من متى نترياج..!"
هند( تبتسم لأمها): "نسيت انكم بتتغدون عندنا اليوم.."
حست سعاد انها بتختنق.. هالبنية لازم تفشلها.. شو هاللبس اللي لابستنه؟؟
سعاد: "هندوو انتي شو لابسة؟؟ يالله سيري بدلي ثيابج.."
هند: "ليش انا دوم هذا لبسي في البيت.."
سعاد: "قلت لج سيري غيري ثيابج يالله اشوف!!!"
هند: "ان شالله .. حتى في اللبس بتتحكمون فينا.."
وردت حجرتها عشان تغير ثيابها وهي تضحك في داخلها وتقول.. "عشان مرة ثانية يوم اطلب من ابوية شي ما تخربين عليه.."
سعاد يحليلها ما عرفت كيف تتصرف وويهها استوى احمر من الفضيحة.. الحين بيقولون انها مدلعة بنتها وتخليها تلبس على كيفها.. وصدت على ريلها وشافته يبتسم ويطالع ابوها سعود.. وما تجرأت تحط عينها في عين موزة او ناعمة لأنها تعرف انهن يالسات يطمشن عليها الحين..
موزة (تهمس لناعمة): يحليلها سعاد.. متأذية أذية من هالبنية..
ناعمة: هي اللي ما عرفت تربيها.. فرتها على أم جمال اللبنانية من يوم كانت ياهل..
موزة: حرام عليج .. انتي تعرفين اشكثر سعاد تحب عيالها..
ناعمة: تحب نصور ورشود.. ولا هالفقيرة هندوه اربعة وعشرين ساعة هايتة .. يا في بيتنا أو في بيتكم..
في نفس الوقت، كانت عفرا وأسما بنات عمها محمد يحشن فيها بعد..
عفرا: هندوه هاذي بس تبا تخق جدامنا ..
اسما: اسكتي عفاري بروحي مب طايقتنها .. والله حركاتها مب حركات وحدة عاقل..
عفرا: شفتيها شو لابسة؟
اسما: مب منها .. أمها كويتية.. هاذيلا عادي عندهم
شما سمعتهم وسكتت مع انها كانت مقهورة وتبا تدافع عن هندوه ، بس تعرف انها اذا رمست ما بيخلونها في حالها.. وفي هاللحظة نزلت هند بجلابية عنابية وراحوا كلهم يتغدون وتمنت سعاد انه هاليوم يعدي على خير..
الساعة اربع العصر، طلعوا كلهم برى عشان يشوفون الشباب وهم يلعبون .. وهند كانت يالسة حذال شما والكآبة في عيونها.. طبعا ما خلوها تلعب وياهم ويوم خلصوا ياهن سلطان ويلس وياهن..
سلطان: "هنادي لا يكون تظايجتي؟"
هند: "مب مهم.."
سلطان: "شو اللي مب مهم؟"
هند: "مب مهم اتظايجت ولا لأ.. انتوا متى حسيتوا فيني أصلا؟"
سلطان: "أفا يا هنادي.. ألحين أنا مب حاس فيج؟"
هند: "لا سلطان انته غير.."
سلطان: "وانتي بعد غير هندوه.."
هند (وقلبها يدق): "غير؟ شو قصدك؟"
سلطان: "يعني يا هندوه يا حياتي.. انتي معزتج من معزة شما.. والله انج شرات اختي واكثر بعد.."
هند (تبتسم من دون نفس): "آهاا.. اختك!.. هى حتى انته شرات اخويه .."
ابتسم سلطان وراح يسولف ويا عيال عمه واخوه ويلست هند تفكر في حظها الردي..
----------------------------
في نفس الليلة، فاجأت الأمطار الكل وتساقطت بغزارة.. هند كانت في الصالة وحاسة بملل فظيع.. تبا تسير عند شما بس المطر يمنعها .. ويوم اتصلت بها عشان تسولف وياها، كانت شما مشغولة تلاعب اخوها سعود.. راحت هند تيلس عند اخوانها ناصر وراشد بس أول ما شافوها صكوا الباب في ويهها وقفلوه..
فيلست في الصالة بروحها لين يتها أم جمال..
أم جمال: مساء الخير
هند: هلا مسا النور ام جمال..
أم جمال: شو بكي؟
هند: ملانة.. أم جمال تعالي العبي ورقة ويايه..
أم جمال: لا يا حبيبتي انا عندي شغل.. بس جدك فاضي ما عنده شي..
هند: هى والله يدي متفيج.. وينه؟
أم جمال: برى بيمشي في المطر.. الحقي عليه قبل لا يمرض..
هند: ان شالله .. مشكورة ام جمال..
يوم طلعت هند في الحوي ضحكت على يدها اللي كان يتمشى ولا كأنه الدنيا غرقانة من المطر.. واقتربت منه وقالت: يدي فديتك بتمرض...
سعود: خل امرض عادي.. مب كل يوم نستانس بالمطر..
هند: عن الدلع يالله نسير داخل انا ملانة..
سعود: زين بس اول بنسير الملحق.. خاطري في جيكارة وامج ما تداني ريحتها في البيت..
ابتسمت هند وراحت وياه الملحق.. وعقب ما داخ الجيكارة وخلص..
سعود: تبين؟
هند (وهي تضحك): يدي انته شو تقول.. ؟ تباني أدوخ؟
سعود: مرة وحدة بس ما بتضرج..
هند : ههههههههه والله انك دمار يا يدي سعود.. أخاف باجر تطور وتعطيني مخدرات..
سعود: لا وين بحصلهن المخدرات وامج واقفة لي شرات العظمة في بلعومي..
باست هند يدها وقررت انها ما تكسر بخاطره وجربت الجيكارة لأول مرة.. ويحليلها لاعت جبدها ويلست تكح وتكح ويدها يضحك عليها ويقول: دواج.. عشان لا تقربين صوب هالسموم مرة ثانية..
هند: والله يا يدي؟ يبالي اسير اخبر عليك امايه..
سعود: لا دخيلج والله ما فيه على لسانها..
وردت هند ويدها البيت وأول ما دشوا الصالة شافوا ام جمال اللي على طول شمت ريحة الجيكارة.. وتوقعت انه مصدرها سعود.. بس انصدمت يوم رمست وياها هند وشمت الريحة فيها..
أم جمال: يخرب بيتك!! انتي بتركضي ورا المشاكل ركض؟؟
هند (مصدومة): ليش ؟ شو سويت؟
أم جمال (وهي تشد اذن هند): شو فاكرة نفسك صبي؟؟ ضحك عليكي هالعجوز وخلاكي تشربي هالأرف؟؟
هند (اللي فهمت السالفة أخيرا): والله اخر مرة ام جمال والله..
سحبتها أم جمال فوق وخلتها تنظف أسنانها وتسبح.. بس هند أول ما خلصت حست بلوعة من طعم الجيكارة اللي بعده ما راح من حلجها ويلست المسكينة ترجّع.. فراحت أم جمال وخبرت سعاد انه بنتها مريضة بس ما قالت لها السبب..
عقب شوي دشت سعاد حجرة بنتها وابتسمت لها بحنان..
سعاد: بلاج حبيبتي؟ شو صار عليج؟ توج ما فيج شي..
هند (بدلع): ما اعرف اماية.. جبدي لايعة..
سعاد: ما عليه فديتج انا الحين بسير اسوي لج شوربة وعصير ليمون.. وبتخفين ان شالله..
هند: يدي سعود وين؟
سعاد( تتنهد): الله يهديه ابوي.. راقد في الصالة وثيابه كلها ماي..
هند: امايه حرام عليج قعديه بيمرض..
سعاد: والله عاد هو مب ياهل..
هند: فديته يدي والله بيمرض.. امايه الله يخليج تعرفين انه مخرف..
سعاد: خلاص الحين بسير اقعده وبخليه يغير ثيابه..
وباست بنتها على خدها وطلعت عنها..
وابتسمت هند ابتسامة رضا قبل لا تغمض عيونها وترقد على طول من التعب..
--------------------------------
نهاية الحلقة الثانية
الممزر، يونيو 1989:
كانت هند تتمشى ويا شما بنت عمها على البحر حزة المغرب، واثنيناتهن مستانسات انه النتايج طلعت ونجحن في أول ثانوي.. بس في شي واحد كان عافس مزاج هند ومخلنها مب قادرة تاكل أو ترقد من أسبوع.. من يوم ما خبرتها أمها أنه منى بنت عمتها المرحومة فاطمة بتزورهم عقب اسبوعين وهي بتموت من الظيج..
منى هاذي ساكنة في بوظبي ويا أبوها ومن يوم توفت أمها من 7 سنوات وهم مب شايفينها لأن أبوها نفسه خايسة وما يدانيهم.. بس عقب ما أصرت عليه بنته، وافق انها تزور بيت عمها حمدان وتيلس وياهم اسبوعين.. لا أكثر..
هند: شماني بموت من الظيج..
شما: ليش غناتي؟
هند: ليش بعد؟ مناية بتشرف باجر.. وأكيد بترز بويهها في كل قعداتنا..
شما: ما فيها شي بنت عمتنا وبعدين صار لنا 7 سنين مب شايفينها
هند: مب لازم نشوفها، صبرت عنا هالسنين كلها، شو ذكرها فينا الحين؟
شما: هندوه حبيبتي هن الا 10 ايام وبيعدن على خير ان شالله
هند: شموه يقولون عنها وايد حلوة..
ضحكت شما، هذا اللي مظايج هند.. ما تبا حد ينافسها بجمالها وبدلعها..
شما: هنادي انا حاسة انه مناية وايد حبوبة، ويوم ما تبين تيلسين وياها، فريها علي.. هي كبرنا صح؟
هند: لا أكبر عنا بسنة.. عمرها 16..
شما: يالله يعني بتكون أفكارها نفس أفكارنا.. الله وناسة!! أخيرا بنغير الروتين..
تمنت هند انه مناية تطلع خسفة وغبية، عشان تفرها على شما الطيوبة اللي ما تعرف تقول لأ.. ابتسمت هند وهي تفكر بهالفكرة، شما فعلا طيبة وهمها الوحيد انها ترضي هند وتسمع كلامها.. خلاص هند قررت، مناية بتم ويا شما، وهند بتستغل الفرصة وبتتقرب من سلطان..!
يوم السبت، كانت هند تلعب ورقة ويا عيال عمها واخوها ناصر في البيت. وأول ما سمعوا صوت الموتر في الحوي.. ركضت هند وشما للباب يوايجون.. وهند مب قادرة تتنفس من التوتر، تبا تشوفها بسرعة اذا احلى منها ولا لأ عشان ترتاح.. ويوم نزلت منايه من الموتر، شهقت شما واحمر ويه هند من القهر.. كانت مناية آية من الجمال.. والظاهر انه ابوها وايد free لأنها كانت مب لابسة عباة..
بطلت شما الباب وسلمت على بنت عموتها وحظنتها بقوة.. وأول ما دخلت وشافوها عيال خوالها تموا مبهتين ومبطلين حلوجهم.. ووقفوا عشان يسلمون عليها.. ولاحظت هند نظراتهم وخصوصا نظرات سلطان وماتت من القهر..
منايه كانت حاسة بنظرات الكل وانحرجت وايد، لدرجة انها كانت مب عارفة تمشي من المستحى.. كل الأنظار كانت عليها ومحد كان مسوي سالفة لهند أبدا..
في هاللحظة يت سعاد ويا موزة عشان يسلمون على مناية اللي كانت بتموت من المستحى وهي تسلم على الشباب.. ويلست مناية في الصالة وسط معجبيها وهند تدقق في ملامحها عشان تطلع فيها شي غلط، بس للأسف كانت كاملة والكمال لله سبحانه.. وعقب ما يلست تسولف وياهم ساعة ونص في الصالة، خذتها هند فوق عشان تراويها حجرتها..وتتعرف عليها أكثر..
عقب الغدا، طلعت هند ويا مناية عشان يسيرون بيت عمهم مانع.. وفي الصالة شافوا سلطان يالس لروحه.
هند: منايه هذا سلطان ولد خالج مانع..
منايه (بخجل): هى أعرفه..
سلطان: هلا والله .. شحالج منى؟
منايه: الحمدلله ربي يعافيك.. انته شحالك؟
سلطان: بخير يعلج الخير..
لاحظت هند النظرات بين سلطان ومنى بس حاولت تتجاهل انه سلطان كان بياكل منى بعيونه..
منايه: سلطان؟
سلطان: هلا
مناية: ما بتوديني العزبة؟ خاطريه اركب الخيل..
سلطان (متشقق من الوناسة): من عيوني والله ما طلبتي.. متى تبين تسيرين..؟
منايه: باجر..!
سلطان: خلاص باجر بوديج..
هند كانت غرقانة في كآبتها وشربت عصيرها وهي ترتجف من الغيظ، بس سلطان لاحظ انها ظايجة وسحب العصير من ايدها وشربه عنها.. مجرد انه شاركها عصيرها خلا هند ترد تبتسم.. وتمنت تكون مناية لاحظت غيرتها وفهمت انه سلطان حقها هي وبس .. عشان لا تتعدى حدودها..
بس سلطان عقب ما شرب عصيرها، طنشها تماما.. ويلس يسولف هو ومناية ولا سووا سالفة لهند المسكينة.. وين بيعبرونها وهم في عالمهم الخاص؟ منايه تبتسم بكل خجل لسلطان وسلطان ذايب..!
في هاللحظة نزلت شما ويا اخوانها هزاع وسعيد ويلسوا وياهم، و طبعا خربوا على سلطان ومنايه جوهم الرومانسي..
---------------------------
في نفس اليوم ، على العشا.. حست منايه انها خلاص تعودت على كل حد في بيت خالها حمدان وارتاحت وياهم.. الوحيد اللي بعدها ما شافته هو يدهم سعود، اللي دش متأخر ويلس يتعشى وياهم..
سعود (وعيونه على منايه): "منو هالغزال اللي يالس ويانا؟"
سعاد: "أبوي هاذي منى بنت المرحومة فاطمة.."
سعود: "من هي فاطمة؟ ما اعرفها.."
سعاد: "فاطمة اخت حمدان الله يرحمها.. ما تذكرها؟ ماتت في نفس السنة اللي ماتت فيها امي.."
سعود: "إي إي ذكرتها.."
ناصر (اللي ماصدق يحصل فرصة عشان يرمس منايه): "منى هذا يدي سعود.."
راشد (اللي يبا يسرق الأضواء عن اخوه): "منايه طنشيه.. هذا مخرف.. كلنا نطنشه في البيت.."
هند (بتحدي): "أنا عمري ماطنشت يدي.."
ابتسمت منايه لناصر وراشد وقالت هند في خاطرها: شو هاللعابة؟ كل شوي تبتسم لواحد!!! حتى لو كانوا عيال خالها بس بعد ما يحق لها!
الظاهر انه يدهم سعود بعد انعجب في منايه لأنه راح ويلس حذالها ع العشا، سعاد هزت راسها وهي مب مصدقة انه ابوها يالس يتغزل في منى المسكينة.. بس محد كان مستانس كثر هند اللي قالت تستاهل .. بنشوف كيف بتتحمل يدي سعود..
قعدت منايه وشما وهند في حجرة منايه يسولفون..
منايه: هالحجرة وايد حلوة، كل شي هني حلو.. في بيتنا ما احصل حد يقعد ويايه..
شما: منايه حبيبتي هذا بيتج واحنا كلنا اهلج.. ومتى ما تبين تعالي حتى من دون ما تخبرينا
منايه: تسلمين غناتي ..
هند: شو رايج بخواني وعيال عمي مانع؟
منايه: هههه.. يحليلهم وايد طيبين.. والله حبيتهم من كل قلبي..
هند: هم بعد متخبلين عليج.. الظاهر انج أول ما توصلين بوظبي بتنخطبين.. ما شفتي شقايل يعاملونج
منايه: هند فديتج انتي فاهمة غلط أكيد.. ما اعتقد انهم متخبلين عليه بالمعنى اللي انتي تقصدينه.. السالفة وما فيها اني بنت عموتهم اللي ما شافوها من زمان.. عشان جذه وبدافع الفضول والأدب.. يلسوا ويايه.. أنا متأكدة انه باجر محد بيعبرني..
هند: أوكى.. بس انتي محد عيبج فيهم؟
منايه (وويهها أحمر من المستحى): لا والله ما انتبهت لهم وايد.. توني متعرفه عليهم..
هند (وهي تطالع منايه بتحدي): انتي ما انتبهتي لهم بس هم قطعوج بعيونهم..
شما: هنادي شو فيج حطيتي ع البنية ؟ شو ياج؟
سكتت هند وطلعت لسانها لشما اللي ضحكت وقالت: يالله بسرعة سلطان يتريانا بنسير الذيد..
اللي قهر هند انه منايه خذت مكانها ويلست جدام، وهند وشما يلسوا ورا.. وطول الدرب كانت منايه وسلطان يسولفون ويضحكون بروحهم ولا كأن هند وشما موجودين وياهم في نفس المكان.. سلطان اندمج وياها بسرعة ومنايه زادت ثقتها بنفسها وكانت طول الوقت اطالعه..
حست هند بالغيرة تحرقها.. وحطت راسها على كتف شما وطنشتهم لين ما وصلوا الذيد..
في العزبة ، اتفاجئوا يوم شافوا هزاع (أخو سلطان) وناصر وراشد سابقينهم ويالسين يلعبون ورقة.. وعلى طول عرف سلطان انهم ما بيفوتون الفرصة دام انه منايه في الموضوع..
هزاع يوم شاف منايه يالسة جدام حذال سلطان، تمنى في داخله انها ما تحبه..واستغرب شو اللي يعيب البنات في سلطان؟ ليش ما لاحظت انه يعري؟ يعني تقريبا معوق! أكيد ما لاحظت ويوم بتلاحظ بتبتعد عنه.. وساعتها بيستلمها هزاع..
ناصر فقد اهتمامه بمنايه وما يا العزبة الا لأنه الكل كان هني.. وما يبا يتم في البيت بروحه.. وراشد يوم حس انه سلطان عايبتنه منايه.. قرر ينسحب عشان لا يتزاعل ويا ولد عمه..
وعقب ما لعبوا وركبوا الخيل واستانسوا.. ردوا البيت عقب المغرب وهم منهد حيلهم من التعب.. بس سلطان لاحظ انه هند طول اليوم كانت منعزلة ومتظايجة ويوم وصلهم البيت ونزلوا من السيارة سحبها من إيدهاو سألها..
سلطان: شو بلاج هنادي؟
هند: ما بلاني شي..
سلطان (يبتسم): هنووده أنا اعرفج زين..
هند: لا ما تعرفني..
سلطان: لا أعرفج وأعرف شو اللي مظايجنج.. انتي تغارين من منايه.. عشان كل حد مهتم فيها ومب معبرينج.. (وحط عيونه في عيونها عشان يتحداها تنكر).. طول اليوم وأنا اراقبج وهذا اللي لاحظته..
هند: لا انته غلطان .. انا بس مصدعة..
سلطان: هنادي حبيبتي الا تحاولين تنكرين.. مثل ما قلت لج انا اعرفج زين.. فديت روحج حتى لو كلهم لبسوج.. بتمين غالية عليهم.. وانتي تعرفين معزتج عندي انا بالذات..
استانست هند وقالت: أدري.. تسلم سلطان
سلطان: مب لازم تكونين انتي الدلوعة دوم.. عطي منايه فرصة انها تتعرف علينا .. وخليها تستانس بالاهتمام اللي تحصله الحين.. لأنه عقب اكيد محد بيسوي لها سالفة
هند: سلطان قلت لك انا منايه ما تهمني.. انا صج مصدعة.. الجو اليوم كان حار وأثر علي.. بسير ارقد
سلطان: سوي اللي يريحج بنت عمي.. أنا بسير اسولف ويا منايه وشما..
هند: لا خلاص عيل بتم وياكم..
سلطان: اوكى..
ودشت هند البيت وياه ويلس يسولف عندهم للساعة 12 ، وباتت شما عند هند ومنايه لأنها وايد تعلقت بمنايه وما شبعت من سوالفها.. خبرتهم منايه عن ابوها وربيعاتها في المدرسة.. وتعرفوا عليها اكثر وحست هند انها بدت تحب منايه غصبن عنها.. البنية تنحب .. حتى لو حاولت تكرهها ما تروم..
منايه: تعرفون يوم كنا في العزبة ناصر كان يطالعني بنظرات غريبة..
هند: مسود الويه ..!! ليكون قال لج شي..؟
منايه: هى.. قال لي اني وايد عايبتنه ويبا يخطبني.. ههههههه
شما: هههههههه ما اصدق انه ناصر يتصرف جذي..
هند: ما قدر يقاومها يحليله اخويه!!
شما: انتي شو قلتي له؟
منايه: انا ما عرفت شو اقول.. وسرت عنه.. استحيت
هند: ههههههههه عشان جذه كان قاعد بعيد عنا .. استحى من اللي سواه..
منايه: هندوه اسمحيلي بس اخوج موووووول ما دانيته..
هند: عادي نفس الشعور
منايه: بس سلطان ماشالله عليه حليو وطيوب وايد.. (وابتسمت منايه واحمرت خدودها)
هند: سلطان؟
حست هند انه قلبها بيوقف بس ضغطت على عمرها عشان ما تصرخ من الغيظ اللي فيها..
منايه: هى سلطان..
هند: سلطان؟؟ متأكدة؟؟ ولد عمي الأعري؟
منايه: هى اللي يعري.. سلطان وسيم وايد وحبوب وعلى فكرة يوم شفته يعري حبيته اكثر.. أحس هالشي زاد من مكانته في قلبي..
هند: ليش صار له مكانة في قلبج؟
شما: هندوه!!!
كانت هند تبا تصرخ وتعبر عن مشاعرها بأي طريقة.. كانت تبا تيود منايه وتصرخ في ويهها.. تبا تقول لها ما يخصج بسلطان.. سلطان حقي انا وبس!!.. بس طبعا ما تروم تسوي هالشي.. وقررت بينها وبين نفسها انها تتخلص من منايه.. وفكرت بخطة.. تقتل فيها أي مشاعر بين سلطان ومنايه.. وقالت في داخلها: خسارة.. انا بديت احبج يا منى .. بس اسمحيلي.. كله ولا سلطان..
مرت ثلاث أيام على الليلة اللي قررت فيها هند انها تنتقم من منى، وفي هالفترة تعمدت هند انها تتقرب من منى واستوت شرات ظلها، ما تفارقها ولا لحظة.. سعاد استانست وايد انه بنتها تغيرت وودرت دلعها وبدت تحب منى.. وعقب ثلاث أيام كانت منايه تثق بهند ثقة عمياء وتخبرها بكل مشاعرها وكل اللي يستوي وياها.. وهذا بالضبط هو اللي كانت هند تبا توصل له..
في نفس الوقت، كانت هند بتطير من الوناسة لأنه عيال عمها واخوانها بدوا يهتمون فيها وايد عشان تقربهم من منايه.. وكل واحد يقول لها توسطي لي عند منايه ابا ايلس وياها.. هند يحليلها ما كسرت بخاطرهم وحاولت ، بس منايه كانت خلاص متعلقة بسلطان وما تبا حد غيره..
وفالليل قبل لا يرقدون، كانت هند في حجرة منايه تسولف وياها..
منايه: تدرين يا هند..؟ أحس انه سلطان يعتبرني شرات اخته شما..
هند: بس انتي كنتي واثقة انج تعيبينه..
منايه: مدري والله .. اشوفه لين الحين ما اعترف لي بشي.. ولا لمح لي انه يحبني..
هند: ههههههه.. منايه اصبري الريال توه يعرفج من يومين وين لحق يحبج؟
منايه: هنادي حتى انا اعرفه من يومين.. بس والله حبيته.. والله..
هند: انزين تعرفين شو؟ سلطان يموت فيه ودوم يخبرني بأسراره.. حتى شما ما يخبرها باللي يخبرني اياه.. شو رايج اختبره واعرف لج اذا يحبج ولا لأ؟
منايه: هى دخيلج هنادي .. ريحيني..
هند: أوكى بس على شرط..
منايه: شو؟
هند: لا تخبرين شمووه.. تراها مشخلة.. بتسير وبتخبر سلطان.. (وقالت في خاطرها سامحني يا رب)
منايه: ان شالله ما بخبرها.. بس هنادي.. لا تبينين له اني انا اللي ابا اعرف..
هند: طبعا ما ببين له.. شو تتحريني غبية؟
من الوناسة حضنت منايه هندوه وقالت لها: فديتج والله محد يسواج..
اليوم الثاني عقب العشا، اتصلت هند بيت عمها مانع وطلبت سلطان.. وقالو لها انه في الحوي يلعب basket .. استأذنت هند من امها وسارت بيت عمها ونادته عشان ترمسه..
هند: وع شو ها؟ ثيابك كلها عرق..
سلطان (وهو يضحك): والله محد ضربج على ايدج وقال لج تعالي رمسيني..
هند: المهم.. شو سالفتك ويا منايه؟؟ أشوفك أربعة وعشرين ساعة وياها..
سلطان: وانتي شلج؟
هند: لأنه ابويه لاحظ هالشي وسألني وما عرفت شو ارد عليه.. ما عرفت كيف ادافع عنك..
سلطان: ما فيها شي.. منايه بنت عموتي وانا كنت اونسها عشان ما تحس بالغربة بينا..
هند: هى يحليلها.. تصدق سلطان؟ ما توقعت انه منايه تطلع حلوة جي.. ماشالله عليها تجنن.. قطعة!
سلطان: أكيد بتطلع حلوة.. على عموتي الله يرحمها ولا أبوها خسف..
هند: تعرف؟ اليوم منايه اعترفت لي انها معجبة بواحد منكم.. (حست هند انها شرات الحية اللي تراقب ضحيتها عشان تهجم عليها.. بس ما اهتمت واصرت انها تكمل خطتها).
سلطان ويهه تغير وسألها: منو؟
هند: نصور اخويه..
سلطان: نصووووووور؟؟؟؟!!!
هند: هى
سلطان: هندوه عن السخافة.. ولا تكذبين
هند: ليش يعني؟ أخويه نصور يجنن .. وبعدين حبوب وسوالفه ما تنمل..
سلطان: هندوه لا تحاولين ما اصدقج..
هند: يحليلك.. والله انك مب في الدنيا.. منايه امس طول الليل سهرانه وياه .. يوم نشيت اقعد يدي عشان يصلي الفير شفتها يالسة تسولف وياه في الصالة.. ويوم شافوني ارتبكو..
سلطان: سهرانة وياه؟؟ والله انج كذابة!
هند: والله يعلني الموت لو كنت كذابة.. بس اياني واياك تخبر حد.. تراها محلفتني ما اخبر.. و انته تعرفني ما اروم اخش عنك شي..
تنهد سلطان وقال من دون نفس: أوكى.. ومشكورة ع الخبر الحلو..
هند: بلاك جي تغيرت مرة وحدة؟ لا يكون قلبك عورك؟ (حاولت هند انها تخبي ابتسامتها بس ما قدرت فمثلت انها تكح عشان ما تنكشف)
سلطان: لا تغيرت ولا شي..
هند: شكلك معجب بمنايه والحين تحطمت أحلامك..
سلطان: والله انج سخيفة وما عندج سالفة.. يالله فارجي برد العب..
هند: أوكى.. باااااااااي..
وراحت عنه هند وهي تضحك من الخاطر وتتفدى عمرها ..
سلطان يحليله ما قدر يصدق انه منايه اللي يفكر فيها ليل نهار حبت نصور الغبي.. وحس بدمه يغلي وطلع كل حرته في الكرة اللي في ايده.. نصور !!!.. مستحيل.. والله مب لايق عليها.. ورد يفكر بهند وقال: هاذي بعد مب هينة.. لا يكون؟
أول ما وصلت هند البيت، ركضت حجرة أمها وزقرت منايه اللي كانت تسولف ويا سعاد.. وراحوا حجرة هند ..
منايه: هنادي يالله عاد خبريني والله بمووت ابا اعرف..
هند: سوري حبيبي والله ما رمت اطلع منه حرف واحد.. أحسه متغير .. مستوي غامض وكتوم..
منايه: يا ربي! شو هالحظ؟
هند: انصحج تصبرين.. ولا تبينين له مشاعرج لين ما هو يلمح لج انه يحبج..
منايه: وليش ما ابدا انا والمح له..؟
هند: لا حياتي .. ولد عمي واعرفه زين.. اذا بينتي له حبج.. بيبتعد.. أدري به ما يحب البنية تستقوى وتركض وراه..
منايه: على الأقل عندي أمل.. نظراته لي فيها ألف رسالة حب.. وألف كلمة شوق.. آااااااه يا سلطان..
هند: أهم شي انج تصبرين.. واثقلي..
منايه: ان شالله غناتي.. مشكورة عذبتج ويايه..
باستها منايه على خدها وحست هند بالذنب للحظة، بس هالاحساس راح على طول وابتسمت هند وراحت تنام..
مرت الأيام ومنايه تتنقل من بيت حمدان لبيت مانع وبيت محمد مثل الفراشة اللي تنتقل من زهرة لزهرة.. كل يوم كانت تبهرهم بجمالها وذوقها واناقتها.. واللي خلا هند تستانس انه سلطان ابتعد تماما عن منايه من يوم رمسته هند.. ومنايه صارت ما تطريه بالمرة.. كأنها عرفت انه خلاص ما يباها.. وحست هند بطعم الانتصار..
-----------------------------
في الأيام الأخيرة لمنايه في دبي، صارت هند ما تشوفها بالمرة.. كانت تطلع وايد ويا بنات عمها محمد.. وأحيانا كانت تروح الذيد ويا شما وسلطان وأم هزاع.. وهند ما اهتمت ، كل اللي كان يهمها انه خطتها نجحت نجاح باهر.. وضربت عصفورين بحجر، بعدتها عن سلطان وفي نفس الوقت افتكت هي منها لأنها صارت تبات عند أسما وعفرا وظبية بنات عمها محمد.. بس اللي استغربت منه هند هو انه سلطان بعد ابتعد عنها، وما تشوفه الا ع العشا في بيت عمها مانع.. وتوقعت هند انه سلطان بعده متظايج من سالفة منايه وناصر وما يبا يكون موجود وياها في نفس المكان.. ورغم انه هالشي عور لها قلبها بس قالت في خاطرها: ما عليه.. بينساها مع مرور الوقت..
وأخيرا يا اليوم اللي بترد فيه منايه بوظبي.. سلمت عليهم كلهم وصاحت لأنها بتودعهم.. كانت تتمنى اتم وياهم أكثر بس ابوها كان حاس بالوحدة بروحه في بوظبي ويباها ترد البيت بسرعة.. دشت منايه حجرتها عشان تلقي عليها نظرة أخيرة قبل لا تطلع.. وهند كانت في الصالة تترياها تنزل عشان تسلم عليها..
في هاللحظة دش سلطان الصالة ويلس حذال هند، وعطاها ورقة في ظرف أبيض وقال: هنادي وصلي هالرسالة لمنايه.. أمانه أوكى؟
هند: شو ها الظرف؟ شو داخله؟
سلطان: هالرسالة فرصتي الأخيرة.. تحملي لا يشوفها ناصر.. بيجتلني لو درى اني اخونه..
ابتسمت هند بشفقة لسلطان وقالت: مع انه ناصر اخويه وما يهون عليه اخونه.. بس عشانك بوصلها..
سلطان: ما تقصرين هنادي..
طلع سلطان من البيت ودشت هند المطبخ بسرعة وبطلت الرسالة، وكانت تقول لنفسها: مسكين يا سلطان.. والله انك ما تهون.. بس محد قال لك تصدقني.. وضحكت هند وهي تبطل الرسالة اللي كان مكتوب فيها..
" لعبتج انكشفت يا هنادي.."
انصدمت هند، وحست بالدم يتجمع في خدودها.. وعيونها دمعت من الاحراج.. ردت تقرا المكتوب مرة ثانية وثالثة ورابعة وهي مب مصدقة.. وفي النهاية.. قصت الورقة وفرتها في الزبالة.. ويلست في المطبخ وهي مب عارفة شو تسوي.. أو كيف تواجه منايه وسلطان.. بس أم جمال قطعت عليها حيرتها وسحبتها وياها الصالة عشان تسلم على منايه..
رفعت هند راسها وهي طالعة الصالة وقررت تتصرف وكأنها ما سوت شي.. وشافت منى حاضنة شما اللي كانت تصيح من خاطرها.. التفتت هند وهي تدور سلطان بس ما لقته.. وارتاحت.. وابتسمت وهي تحضن منايه وتوعدها انها بتزورها في بوظبي.. وبتتصل بها كل يوم..
بس قبل لا تركب منايه الموتر ويا الدريول، انصدمت هند يوم شافت سلطان يقترب منها ويهمس لها في اذنها.. منايه ابتسمت واطالعته بخجل .. حست هند انه قلبها طاح.. وكانت مب قادرة تتنفس.. وحست بدوخة وهي تراقب منايه اللي ركبت الموتر وراحت.. وسلطان اللي تم واقف في مكانه حتى يوم طلع الموتر من البيت واختفى من جدام عيونه..
التفت سلطان واقترب من هند وقال بنبرة حاده : "اياني واياج تقصين علي مرة ثانية.. انتي فاهمة؟"
بطلت هند حلجها عشان ترد عليه بس ما عرفت شو تقول.. وضغطت على عمرها عشان ما تطلع الدموع المتيمعة في عيونها.. كانت تطالعه من دون ما تغمض عيونها.. تخاف تغمضهم وتنزل دموعها جدامه..
في هاللحظة ابتسم سلطان وقال: "والله انج شيطانه هنادي.. " وشد اذنها بقوة وقال: "شو اسوي فيج؟ خبريني!!"
---------------------------
قربت إجازة الصيف تنتهي وكانوا العوايل الثلاث مجتمعين في بيت حمدان وفاجئ سلطان الكل بقراره انه يبا يكمل دراسته في أمريكا..
هند أول ما سمعت الخبر، طارت حجرتها ويلست تصيح من خاطرها.. سلطان استأذن من سعاد وراح لها الغرفة يشوفها.. بس أول ما بطل الباب صرخت هند في ويهه : اطلع برى!!!!!!!!!!!!!!
طبعا سلطان ما سوى لها سالفة ودش ويلس على الشبرية يطالعها بكل برود وهي تصيح.. كانت معصبة ومتظايجة ومحتارة.. ومشاعر وايد كانت تتصارع في داخلها..
هند: بتسافر الشهر الياي ولا فكرت انك تخبرني حتى... أنا آخر من يعلم..
سلطان: هند أنا ما بطول.. سنتين وراد لكم ان شالله.. بعدين انتي مب اخر من يعلم .. محد كان يعرف غيري انا وابويه وعمي حمدان .. بس..
هند: وليش ما خبرتني من قبل؟
سلطان: كنت اعرف انج بتتظايجين وبتصيحين.. وانتي ما تهونين عليه..
هند توها استوعبت انه بيتم هناك سنتين وعقدت حياتها والتفتت له: سنتين؟
سلطان: سنتين
هند (وهي تمسح دموعها من على خدها): يعني كم شهر؟
سلطان: والله عاد احسبي بروحج انا ما فيه احسب..
هند: يعني متى بترد؟
سلطان: هندوه شو ياج؟ قلت لج بتم هناك سنتين.. يعني برد عقب سنتين..
هند: وليش ما تدرس في جامعة الامارات ولا مب تارسة عينك؟
سلطان: أنا لو بإيدي ما بدرس موليه.. بس ابويه سجلني في معهد هناك عشان اكتسب لغة.. والله اني بسافر عشان خاطره بس..
هند: أنا بعلمك انجليزي سلطان لا تسافر.. والله اني بلبل في الانجليزي .. بعلمك والله..
ابتسمت هند بحزن وهي تطالع ويهه اللي كان مب واضح من كثر الدموع في عيونها..
سلطان (وهو يضحك): ارتاحي مابا منج شي.. ما فيه تذليني بعدين
هند: انزين وفي الاجازات ما بترد؟
سلطان: مممممممم.. ما أظن لأنه اخويه هزاع قال انه هو بييني امريكا في الاجازات.. وبنسافر لندن رباعة
شهقت هند وقالت: حتى في العيد ما بتكون موجود؟ (حست هند بفراغ كبير بمجرد ما فكرت انها بتعيش سنتين من دونه)..
سلطان: لا هنادي ما بكون موجود..
تقطع قلب سلطان وهو يشوف بنت عمه تحط ايدها على ويهها وتصيح من كل قلبها.. كان متفاجئ من ردة فعلها القوية .. توقع انها تتظايج بس مب لهالدرجة .. فاقترب منها ومسح على شعرها.. وقال: هنادي انا ما بموت ولا بهاجر.. سنتين مب فترة طويلة.. والله ما بتحسين بهن..
هند: بالنسبة لك مب فترة طويلة بس بالنسبة لي انا عمر يا سلطان.. (وردت تصيح مرة ثانية)
سلطان: هندوه حرام عليج حتى امي ما صاحت كثر ما صحتي انتي..
هند: تخيل حبيت لك امريكية؟ بتتزوجها وبتعيش هناك على طول وما بشوووووووفك..
ضحك سلطان من الخاطر ، وتمنت هند لو كان يحبها كثر ما هي تحبه.. يمكن ساعتها ما كان بيفكر انه يسير وبيودرها..
سلطان: هندوه خافي ربج انا بعدني ما كملت 18 سنة وتبيني اعرس؟ لا تستهبلين.. وبعدين يوم بفكر اعرس مستحيل اخذ الا بنت البلاد..
هند: ما اعرف.. المهم اني ما اباك تسير.. بتم بروحي ويا الوحوش نصور ورشود ومحد بيدافع عني.. خبرني يوم بتسير منو بيعبرني وبيلعب ويايه؟
سلطان: بدق لج كل يوم.. والله ما بخليج تتولهين عليه..
هند: احلف
سلطان: والله.. بدق لج وبخبرج بكل صغيرة وكبيرة اسويها هناك.. وانتي بعد لا تقصرين دقيلي
هند: انا بدق لك في الاسبوع مرة..
سلطان: هههههههه أفا!! بس مرة؟
هند: هى ما فيه تخسرني..
مد لها سلطان ايده وطلع هو وياها وراحوا الصالة، وهي تمشي وياه.. حست هند ولأول مرة بمعنى الحب الحقيقي.. عمرها ما فكرت شو نوع حبها له او متى ابتدا ينمو في كيانها ولا حاولت تفسر الشعور الدافئ اللي يتحرك في داخلها واللي ابتدى يحرق قلبها ..في البدايه كان حب تملك وشعور بالأمان وياه.. احساس انوجد لسلطان وبس.. والحين فهمت تفكيرها فيه كل هالليالي.. وخرابيطها اللي تكتبها في مذكرتها.. فهمت غيرتها من منايه وشوقها الابدي له.. كان اكثر من مجرد رغبة في لفت الانتباه.. كان حب.. وقبل كانت هند فاهمة الحب غلط.. بس وجوده وياه الحين.. وادراكها انه بيغيب عنها.. خلاها تنتبه وتفهم أخيرا..
وفي لحظة طايشة، كانت هند بتبطل حلجها وبتقول له انها تحبه..بتعترف له انه حياتها في نظرة عيونه.. وانه قلبه يدق بعنف كل ما سمعته يناديها.. بس كتمت مشاعرها وحست انه غلط اللي تفكر فيه وغلط تبين له مشاعرها.. وبعدين ليش تخبره وهو يعتبرها اخت لا أكثر ولا أقل؟ ليش تخبره وهو لين الحين يدق لمنايه كل يوم ويطمن عليها؟ يمكن اذا خبرته يرتبك .. أو يبتعد عنها على طول عشان تنساه.. وعشان جذي سكتت.. وتحملت..
يوم رد سلطان البيت، كان طول الوقت متظايج ويفكر بهند وكيف كانت تصيح ويوم سألته شما شو بلاه خبرها..
سلطان: شماني ، كانت منهارة.. عمري ما شفتها تصيح هالكثر..
شما: يحليلها هندوه..
سلطان: والله قلبي عورني عليها.. توقعت انها تظايج وتصيح بس مب لهالدرجة..
شما: فديتها ما تهون عليه.. بسير اشوفها
سلطان: هى شموه فديتج سيري لها..
شما: اوكى بس انته لا تظايج بعمرك..
سلطان: شما انا وايد مستانس اني بسافر .. من زمان اتريى هالفرصة عشان اكتسب لغة وخبرة واجرب اعيش بروحي واعتمد على نفسي.. والله اني اتمنى اسافر اليوم قبل باجر.. بس هند غمظتني
شما: خلاص انا بسير لها الحين..
راحت شما ويلس سلطان يفكر بالمغامرات اللي تترياه في امريكا.. وقرر انه ما يبين فرحته لهند احتراما لمشاعرها.. وحاول انه يفهم سبب حزنها واستنتج اخيرا انه هو اقرب لها من ناصر وراشد وهذا اللي خلاها تصيح هالكثر.. بس من ناحيته هو، اكيد وعده لها انه يدق لها كل يوم كان مجرد كلام.. صح انه سلطان بيشتاق لها وبيشتاق لشما.. بس بيتعود على البعد والغربة مع الايام..
يوم دشت شما بيت عمها حمدان، شافت سعود يالس يعابل الزراعة واقتربت منه بدافع الفضول.
شما: يدي سعود ودر الزراعة اذا شافتك خالوه ام راشد بتحتشر..
سعود: هلا شماني .. وليش تحتشر؟ أنا ادور ياسمين..
شما: بس يدي الله يهديك هاذي شيرة لومي ما بتحصل فيها ياسمين..
سعود: انتي شتبين الحين.؟
شما: تعال فديتك نسير عند هند تراها متظايجة وايد وتصيح
سعود: منو مظيج بها؟ لا يكون هالظبعة امها؟
شما: لا يدي .. انته تعال ويايه وانا بخبرك السالفة كلها..
بصعوبه قدرت شما تقنعه انه يتحرك من مكانه ودشت وياه البيت وكانت هند يالسة في بلكونة الصالة اللي فوق.. وحاطة اغنية محمد عبده (جمرة غضى) وغرقانة في عالم الكآبة.. راحت شما صوب المسجل وبندته وهي تقول.. : حد يسمع اغاني حزة المغرب؟ هذا وقت استغفار يالدبة..
هند: استغفر الله العظيم.. نسيت
في هاللحظة انتبهت هند انه يدها ويا شما وعلى طول ردت تصيح وبصوت أعلى عن قبل.. يلس يدها حذالها وحظنته هند وهي تصيح.. وهو يمسح على شعرها.. وطلعت عنهم شما عشان تاخذ هند راحتها في الرمسة..
سعود: كل اللي بتاخذينه من الصياح عوار الراس ولوعة الجبد..
فكرت هند بكلامه وهدت شوي..
سعود: يحليله سلطان بيسير امريكا..
هند: بيودرني.. وأنا اخر وحدة اعرف بهالخبر..
سعود (بحنان): ادعيله يروح ويرد بالسلامة..
هند: يدي.. سلطان بيتم هناك سنتين... كيف بتحمل اتم هني من دونه؟
تذكر سعود مرته الله يرحمها وقال بحزن: بتتحملين لأنه مو بإيدج شي..
هند: يدي والله احس اني بموت
سعود: سكتي عن لا تسمعج امج وتحتشر .. تعرفينها ما تحب الدلع..
هند: انزين عشان جي انا يالسة اصيح هني فوق.. يوم بشبع بنزل تحت
سعود: ليش بعدج ما شبعتي ؟ بسج وايد صحتي
هند: يدي انا.. أحب سلطان..
سعود: كلنا نحب سلطان مب انتي بس
هند: لا يدي أنا غير
سعود: هههههههه.. ادري انج غير.. ما بتكونين هندوه اذا ما كنتي غير عنا كلنا..
تنهدت هند، يدها اللي كانت بتعترف له بحبها لسلطان مب راضي يفهم.. خاطرها تخبر أي حد وتشكي له بس منو؟
سعود: قبل لا اعرس حبيت وحدة.. وسافرت هالوحدة ويا ابوها لبنان وتمت هناك سنين.. وانا طول هالفترة يلست اترياها وعايش على ذكراها.. تعرفين يا هند؟ يوم ردت ويتني تبا تعرف اخباري.. استغربت من عمري.. وسألت نفسي شو حبيت فيها؟ احساسي صوبها تغير تماما واكتشفت اني لا حبيتها ولا شي.. ساعات يالغالية نحتاج انا نبتعد عن اللي قلبنا حبهم.. البعد ولو لفترة قصيرة.. يخلينا نشوفهم بشكل اوضح.. ونقدر نحدد مشاعرنا من صوبهم من دون ما نكون تحت تأثيرهم.. فهمتي شي؟
هند كانت مصدومة من اللي قاله يدها.. يقولون انه مخرف.. بس ساعات يصدمها بتصرفاته.. وابتسمت وهي تقول له: هى يدي فهمت.. تعرف اني احبك؟
سعود: يمكن اعرف بس نسيت..
هند: أذكرك؟
سعود: ههههه.. تسوين خير..
حظنت هند يدها بقوة ولصقت خدها بخده وهو يضحك وصرخت بصوت عالي أحبك!!!!!!!!!!!
----------------------
في نفس الليلة.. هجرها النوم.. وحست بوحدة فظيعة ما يحس فيها الا اللي تعود يسهر بروحه.. وكتبت هند في مذكرتها..
" هل تأتي؟
هل تعد قلبي بأنك لن تهجره؟
هل تبقى؟ لأني أطلب منك ألا تسافر..؟
هل ستصدق كل هذا الحب وتبقى؟
اشتقتُ حتى قبل أن تحزم قرارك.. وشوقي يستحق من أجله أن تهجر السفر إلى الأبد.." *
---------------------
مر شهر 8 بسرعة كبيرة ووقفت هند في صالة بيت عمها مانع، تتريا سلطان عشان تسلم عليه قبل لا يسافر.. ووسط حزنها تذكرت يدها سعود وكلامه.. انها بتتعود على غيابه.. وتمنت الالم اللي في قلبها يروح بسرعة.. ونزل سلطان وسلم على اهله كلهم.. وحظن شما اللي كانت تصيح ووقف يهمس لها بشغلات خلتها تضحك وسط دموعها.. بعدين راح وسلم على اخوه هزاع اللي كان في داخله مستانس لأنه سلطان بيسافر..
كان هزاع يراقب سلطان وهو يسلم عليهم وحس براحة كبيرة انه بيتخلص منه ولو لفترة بسيطة.. كل حد كان يحب سلطان.. كلهم يموتون في سوالفه ويتفاخرون به.. ورغم انه هزاع كان الكبير.. بس أبوه كان يحترم سلطان أكثر عنه.. سفر سلطان بيعطيه الفرصة انه يثبت لأبوه واهله كلهم انه قد المسئولية..
سعيد اللي كمل سنتين هالشهر كان في حظن هند ويطالع سلطان ومب فاهم ليش الكل يصيحون.. اقترب سلطان من هند وخذ سعيد عنها وقال: بعدج زعلانة مني؟
هند: هى.. وما بسامحك الا في اليوم اللي بترد فيه..
نزلت هند عيونها عشان ما يشوف دموعها.. بالنسبة لسلطان، كانت هند اخته الصغيرة.. بس هند كانت تعتبره حياتها وقلبها والهوا اللي تتنفسه..
في هاللحظة ركبت موزة السيارة هي وريلها مانع ونادوا على سلطان عشان يستعيل لا تفوته الطيارة.. وطلعوا كلهم برى يودعونه..
ووقفت شما وهند في الحوي يصيحن عقب ما طلعت السيارة من البيت وتأكدن انه خلاص راح..
--------------------
مرت الأيام الأولى على هند بصعوبة كبيرة.. مرت ببطء شديد.. كانت كله ساكتة وحتى يدها سعود ما قدر يطلعها من الجو الكئيب اللي هي عايشة فيه.. وشما يحليلها تتبعها في كل مكان تروح له.. وتحاول تضحكها وتشغلها بس هند تعصب عليها وقالت اكثر من مرة تخليها في حالها..
وعقب اسبوع من هالكآبة، عصبت شما وقالت: هاذي مب حالة هندوه بس عاد طلعي من هالجو التعيس!!
هند: أنا حزينة.. ما يحق لي اكون حزينة؟ ولا بتحرموني حتى من مشاعري؟؟
شما: سلطان ولد عمج وانتي تتصرفين جنه اللي راح ريلج أو حبيبج..
هند (في لحظة غضب): أنا أحب سلطان... عندج مانع؟ وما يهمني منو تخبرين..
انصدمت شما: تحبينه؟
هند (بتحدي): هى احبه ومن زمان بعد..
سكتت شما وهي حاسة بغيرة كبيرة منهم هم الاثنين.. طول عمرها وهي ويا هند، والحين حاسة بالتهديد من اخوها.. حست انه اذا حبته هند.. بتبتعد عنها وبتم وياه على طول.. وصرخت في ويه هند: صج انج مراهقة.. عيب عليج.. انتي تعرفين انه سلطان ما يحبج ويحب منايه.. ليش تعذبين عمرج في حب من طرف واحد؟؟
هند: حبي له مب من طرف واحد وانا ما ابا ارمسج عقب اليوم انتي فاهمة؟
طلعت هند من بيت عمها مانع ووقفت شما في الصالة وهي تصيح من القهر.. متى حبت هند سلطان؟ وليش ما خبرتها من البدايه؟ والحين هند ما ترمسها وبتم بروحها..
-----------------------
مرت الأيام وابتدى الدوام في المدارس.. وهند بعدها ما ترمس شما.. كان الدريول يشلهن اثنيناتهن المدرسة وطول الدرب كانت شما تطالع هند وهند لافة ويهها صوب الدريشة ورغم انهن كانن في نفس الصف بس هند كانت تتعامل وياها ببرود فظيع وتتجاهل وجودها تماما.. وفي الفسحة كانت توقف ويا ربيعاتها ويوم تشوف شما مرت حذالها تضحك بصوت عالي عشان تحسسها انها مب مهتمة.. حتى المدرسات والطالبات لاحظوا هالشي..
شما كانت بطبعها طيبة وفوق هذا كانت تموت في هند وما تتحمل اللي يالس يستوي من بينهم.. هند عنيدة وايد وشما تعرف انها مستحيل تبدا بالسلام.. بس بعد ما كانت تبا تبين لها انها ضعيفة لأنها أصلا ما سوت شي غلط..
وفي الأسابيع الأولى، لاحظت شما انه كل ربع هند صاروا ما يرمسونها وحاولت وايد انها تيود عمرها بس اول ما وصلت البيت يلست تصيح وما قدرت تاكل طول اليوم.. وفي اليوم اللي عقبه، في حصة التاريخ.. ضعفت شما وحست بوحدة فظيعة.. خصوصا انه البنات كلهم ابتعدوا عنها..
داست شما على كرامتها وكتبت ورقة لهند: "هند لين متى بتمين زعلانة مني.. والله تولهت عليج.."
مررت شما الورقة ووصلوها البنات لهند، ورغم انها استانست وايد انه شما تبا ترمسها بس في نفس الوقت استقوت.. وما ردت عليها.. فطرشت شما المسكينة ورقة ثانية.. "هنادي انا اسفة.. والله ما كنت قاصدة اقول الرمسة اللي قلتها.. اعترف اني غلطت عليج.. سامحيني والله تولهت عليج.."
قرت هند الورقة وقررت اتم ساكتة للفسحة وبعدين بتكلمها.. بس شما انهارت ويلست تصيح في الحصة والأبلة انصدمت وحاولت تعرف شو فيها .. بس طبعا محد من البنات خبرها.. وحست هند بذنب فظيع وهي تشوف بنت عمها تصيح.. وراحت لها وحظنتها واستأذنت من الأبلة وطلعت وياها برى عشان تراضيها..
وعقب ما هدت شما.. قالت هند: خلاص شماني انا ما احب سلطان.. ولا بحبه .. بس انتي لا تزعلين ولا تظايجين..
ابتسمت شما وقالت: وليش يظايجني هالشي بالعكس المفروض افرح.. بس انا اللي تظايجت منه هو انج ما خبرتيني من البدايه
فكرت هند وقررت تخبي مشاعرها عن بنت عمها.. لأنها تخاف تخبر امها ويوصل الخبر لسعاد اللي اكيد بتهزب هند وبتمنعها تسير بيت عمها وابتسمت وقالت: شماني والله خلاص ما احبه.. انا بس كنت متظايجة انه راح وتحريت اني احبه.. صدقيني سلطان شارت اخويه
ضحكت شما وحضنت بنت عمها وللمرة الاولى من شهر.. حست براحة كبيرة..
الممزر 1990:
أمس كان عيد ميلاد هند اللي كملت 17 سنة، و كالعادة محد تذكر ولا احد ياب لها هدية.. بس عقب العشا كانت قاعدة في الصالة ويا أمها ويدها وخبرها يدها انه بيسير يشتري لها كمبيوتر باجر الصبح..
هند (وهي بتطير من الفرحة): والله يدي؟؟؟ كمبيوتر؟؟؟
سعاد: ابوي ليش الكمبيوتر؟ هند مب محتاجتنه
هند: أووهوو .. امايه لا تخربين علي
سعود: يا سعاد البنية طلبت مني كمبيوتر وانا ما اروم اردها
سعاد: بس هندوه بتخربه في نفس اليوم انا متأكدة .. ما عليك من طولها ترى مافيها عقل..
هند: أمايه!!!!!!!
سعود: هنادي مب ياهل عشان تخربه.. وبعدين هي محتاجته في دراستها..
سعاد: خلاص عيل لا تخسر بيزاتك على الكمبيوتر.. اذا تبا تفيدها صج، سجلها في دورة انجليزي
هند: أنا اعرف انجليزي ماله داعي ادش دورات.. وبعدين انا ابا كمبيوتر.. محد من ربيعاتي عندها كمبيوتر وانا اباه!!!
سعاد: هندوه انتي حتى فراشج ما ترتبينه.. أم جمال تسوي لج كل شي..
هند: بس هذا كمبيوتر مب قطوة.. يعني ما يباله اهتمام خاص.. عادي امايه!!
سعود: ما عليج من امج انا باجر بشتري لج اياه
سعاد: انا ما اعرف شقايل بربيها وانته تزيد في دلعها كل يوم اكثر عن اللي قبله..
هند: ماما انتي تغارين مني عشان يدي يحبني اكثر عنج.. (ولصقت في يدها عشان يدافع عنها)
سعود: أكيد تغار.. تعرف انج حياتي وهي كبرت على الدلع خلاص..
سعاد: أنا ما برد عليكم.. سووا اللي تبونه ..
وراحت امها حجرتها عشان ترقد.. ويلست هند ويا يدها يسولفون ويضحكون على أمها اللي تعصب بسرعة..
------------------------
في نفس الليلة حاولت هند انها ترقد بس ما قدرت.. كانت تحس انه العالم كله راقد الا هي.. كانت تفكر بسلطان.. وتتمنى لو كان وياها عشان ما تحس بهالوحدة الفظيعة.. غمضت هند عيونها بس ما كان في أي مجال انها ترقد خلاص.. وطلعت من حجرتها ومشت في الممر الخالي المظلم.. ونزلت الصالة وهي متجهة لحجرة يدها سعود.. في شي كان يدفعها لغرفته.. شوق كبير لهالانسان اللي محد غيره يفهمها.. وببراءتها وقلبها الكبير.. ما فكرت بالوقت ولا حست انه الليل عائق..
الساعة 3 فليل، دشت هند حجرة يدها سعود بكل هدوء.. كانت خايفة أمها تقعد وتشوفها.. اليوم انهزبت وايد بس يدها فديته ما قصر ووقف وياها.. وكانت تبا تقول له انها تحبه وايد وتروح ترقد.. وقفت هند عند الشبرية ومن دون تردد اقتربت ويلست على الأرض وحطت ايدها على الشبرية ومسحت على راسه.. وابتسمت وهي تسمع صوت انفاسه.. ابتسمت وهي تتذكر طفولتها وذكرياتها معاه.. الحب اللي بينها وبين يدها حب من نوع خاص.. محد وصل له ومحد بيوصل له.. حب حسسها انها غالية عليه وعلمها معنى الأمان..
شمت هند ريحة جيكارة في الحجرة وضحكت وهي تفكر انه يدها تجرأ وداخ في حجرته.. لأول مرة.. ما كان هاين عليها انها تقعده من الرقاد.. بس شو تسوي وهي متولهة عليه موت؟ وهي محتاجة ترمسه وتسمع صوته؟ ... وتبا تخبره شكثر تحبه وانها بتهتم بدراستها وبتحافظ على الكمبيوتر اللي بيشتري لها اياه..
مسحت هند على راس يدها مرة ثانية بس يدها ما انتبه.. فسعلت مرة ومرتين وثلاث.. وفجأه انتبه يدها وبطل عيونه وهو خايف..
هند: يدي انا هندوه لا تخاف..
سعود: بسم الله الرحمن الرحيم.. بلاج يالسة تطالعيني شرات الينية؟
هند: تولهت عليك.. حرام؟
سعود: ههههههه لا مب حرام.. منو حرمه؟
هند: يدي ابا ارمسك..
سعود: ليش يالسة تحت.. تعالي تلحفي الحجرة باردة..
انسدحت هند حذاله وتلحفت وهي تبتسم من الوناسة.. من زمان ما رقدت ويا يدها.. وهالليلة ردت لها ذكريات طفولتها الحلوة..
سعود: ها غناتي؟ شو بغيتي؟
هند: يدي انته تحبني؟
سعود: شو هالسؤال الماصخ؟ أكيد احبج.. انتي الغالية يا هند
هند: يدي سعود؟
سعود: عيون يدج سعود
هند: الكمبيوتر
سعود: بلاه؟
هند: امايه قالت لك اني بخربه.. بس والله اني راح اهتم فيه.. أوعدك بهالشي..
سعود: أدري يا غناتي.. لا تحاتين بشتري لج اياه الصبح اذا الله راد..
هند: والله؟
سعود: ان شالله..
هند: يدي؟
سعود: هااا هندوه ما بتخليني ارقد؟
هند: لا يدي اصبر بقول لك شي..
سعود: قولي..
هند (بخجل): انا الكمبيوتر ما يهمني.. ولا عمري فكرت اني اخذه.. بس انا اباك تاخذ لي اياه لغرض في نفسي..
سعود: ههههه.. شو هالغرض؟ الله يستر..
هند: لأني أحبك يدي.. إنته أكثر واحد أحبه في هالدنيا كلها.. وأباك تاخذ لي اياه عشان يذكرني فيك على طول
سكت سعود لفترة وهو مب رايم يرمس.. حس بالدموع تتجمع في عيونه .. كلام هند أثر فيه وخلاه يحس بوناسة عمره ما حس فيها.. وبطلت هند عيونها ع الآخر عشان تقدر تشوف ملامحه في الظلام وتستنج منهن ردة فعله على الرمسة اللي قالتها..
سعود: حتى أنا احبج موت يا غناتي يا هند.. ومحد وصل مكانج في قلبي ولا ظن انه حد بيوصله..
ابتسمت هند وحظنت يدها..
سعود: يالله عاد سيري ارقدي وخليني ارقد..
هند: يدي برقد عندك..
سعود: رقدي فديتج بس نشي من وقت الصبح وسيري حجرتح.. إذا شافتج امج هني بتواجعج.. وانتي ما تهونين عليه..
هند: تطمن يدي انا انش قبلها..
ورقدت هند ويا يدها.. وعلى ويهها ابتسامة كلها قناعة ورضا..
------------------------------
انتبهت هند الساعة خمس الفير وهي حاسة ببرد فظيع، وحست بجسمها يرتجف بعنف.. فاقتربت من يدها سعود عشان تدفى بجسمه.. ومرت لحظات قبل لا تكتشف انه البرودة هاذي كلها مصدرها جسم يدها .. مسحت هند على ويه يدها وانصدمت يوم لقته بارد برود الثلج..
يلست هند وهي تشهق واطالعت ويهه.. كان مبتسم.. وفكرت هند انه مسوي فيها مقلب وفي أي لحظة بيضحك وبيطنز عليها.. بس مرت دقيقة ويدها على نفس الحالة.. وجسمه يزداد برود.. كان ويهه مثل القناع.. خالي من كل شعور واحساس..
ضغطت هند بخدها الحار على خده وحظنت ويهه بإيدها.. وحست بدموعها تنزل من ويهها لويهه.. و تغسل ملامحه الغالية على قلبها.. كان جسمها يرتجف من الغصة اللي حاسة بها.. وابتدت تصيح بصوت عالي يقطع القلب.. ودموعها تنهمر من عيونها وتحس بها تحرق خدودها.. الحزن اللي كان في قلبها كان رهيب وحست به يخنقها.. يدها رااااح.. غناتها وحبيبها واللي كان سندها وأغلى صديق عرفته راح... وهند كانت حاظنتنه بكل قوتها وهي مب عارفة شو تسوي أو شو تقول عشان ترد الزمن لحظة لورا.. يمكن لو ما رقدت كانت تقدر تلحق عليه.. يمكن لو تمت ترمسه للفير..؟؟ بس هالافكار زادت دموعها وخلتها تكره عمرها وحسستها بالذنب أكثر وأكثر...
مضانين عيني ليتهم يوم دبّروا..........لبّات قلبي عوّضوني ردودها
تلّوا فوادي تلّ من باطن الحشا........وجرّوا معاليج الكبد من عمودها
قفّوا وخلّوني وخلّوا مدامعـــــي........من عبرتي تخشى غرقها خدودها
ساروا وخلّوني مجيمه وونّتي..........تسهر بها الهيّاع ويّا رقودهــــا
أعّزى ونفسي في العِزى ما تطيعني...وتذوب من حر الجلد في جلودها
يا قلّ صبري عقبهم يالحالتي..... من الهمّ والفرقا وكثرة جهودهــــا
كانت أفكارها مخيفة وهي تفكر شو بيستوي لها ومنو بيعوضها في غيابه؟ شو كانت اخر كلماته؟ وعدها اييب لها الكمبيوتر.. وما حست بعمرها الا وهي تصرخ في ويهه: "وين رحت عني حرام عليك!!!" كانت مب قادرة تيود عمرها او تتحكم بالطريقة اللي كانت تصرخ فيها.. وكل حد في البيت قام على صوت صراخها..
دشوا سعاد وناصر وراشد وحمدان حجرة يدهم وتذكرت هند أخر جملة قالها يدها : " إذا شافتج امج هني بتواجعج.. وانتي ما تهونين عليه.." كان دوم يدافع عنها ولآخر لحظة في حياته كان خايف عليها..
اقترب حمدان من بنته وحاول يبعدها عن يدها بس هند كانت متعلقة فيه بكل قوتها.. وسحبها حمدان عنه بصعوبه وحظنها عشان يخفف عنها.. كانت مصدومة بموت يدها وترتجف بعنف فظيع.. وسعاد كانت حالتها حاله وحظنت ابوها وهي تصيح من خاطرها.. ويوم حست انها تروم تتكلم قالت: اطلعوا ابا اتم بروحي ويا ابويه..
طلعوا عيالها وريلها احتراما لرغبتها.. وفي مشهد يقطع القلب..مسحت سعاد دموعها بإيدها وباست أبوها على جبهته بحزن.. ونزلت دموعها بغزارة على الأبو اللي انشغلت عنه في حياته وحست بحبها الجارف له بعد فوات الأوان.. بكت الأب اللي عرفته في طفولتها.. الأب اللي كان بالنسبة لها مثال وحلم.. الأب اللي كان يحبها أكثر من حياته .. على الاقل لحد ما يت هند وخذت كل حب أبوها منها..
مسحت سعاد على ويه أبوها وقالت: يا خوفي تكون مت وانته مب مسامحني يبه.. عمرك ما كنت راضي بزواجي من حمدان.. ولا حبيت فكرة اني اودر ديرتي وايي هني.. سامحني يبه.. يبه انت بس قوم.. تنفس وانا بسوي لك كل اللي نفسك فيه.. بس أبا أخبرك اني احبك يبه.. لا تحرمني من هالشي ارجوك..
وردت سعاد تصيح وهي تعرف انه فات الأوان وكل كلماتها ما تنفع وما راح ترده لها ولو للحظة.. وفي داخلها لامت هند على كره ابوها لها.. هند سرقت منها أبوها وريلها.. بسحرها وتمثيلها ودلعها المصطنع جذبتهم حقها وبينت لهم انها ضحية أمها.. هند هي السبب في الالم اللي تحس به سعاد في قلبها.. هي سبب كل عوار القلب وسبب فقدانها لأبوها..
غمظت سعاد عيونها عشان تمحي صورة جسم ابوها النحيل وهو ممدد جدامها على الشبرية.. جثة بلا روح.. ما كانت تبا تتذكر شكله وهو ميت.. كانت خايفه تلاحقها هالصورة في مخيلتها على طول.. وكرهت عمرها لأنها كانت تفتشل من تصرفاته ساعات وتستحي تاخذه وياها برى البيت.. بس رغم هذا ورغم انه كان حاس ببعد بنته عنه.. كان سعود ريال بشوش وما يعرف للحقد طريج..
مرت أيام العزا كئيبة جدا على عايلة بن ظاحي.. وطول المدة كانت هند قاعدة بروحها.. في حجرتها.. ما ترمس حد.. كانت بعدها مصدومة.. ومب مستوعبة اللي صار.. حاسة بفراغ كبير في قلبها.. رحل اللي كان فرحة عمرها وغناة روحها.. وخلفها وراه مثل الوطن المهجور..
الولايات المتحدة الأمريكية، ولاية لويزيانا ، 1991:
الستة أشهر الأولى من حياة سلطان في أمريكا كانت بالنسبة له ممتعة جدا، لأنه بكل بساطة ما خلا مكان الا وراحه.. وكان في كل إجازة يسافر لندن واسبانيا.. وخلال هالفترة كان يتصل بأهله باستمرار.. وأمه سارت له أمريكا ويا هزاع مرتين عشان تطمن عليه.. ودراسته في جامعة لويزيانا كانت ممتازة وكل المواد اللي خذها ياب فيها A في أول كورس..
وأثناء دراسته هناك تعرف على شباب إماراتيين (علي وخالد) وسكن وياهم في شقتهم، ومع مرور الوقت صاروا ربع واخوان..
وخلال فترة دراسته، تعرف سلطان على بنية اسبانية كانت تدرس في صف اللغة وياه.. اسمها جيزيل.. بس سلطان وربعه كانوا يسمونها غزالة.. وكانت جيزيل متخبلة على سلطان اللي كان يستحي ومب متعود على حركاتها وتحرشاتها.. بس مع مرور الوقت تقرب منها وعيبته شخصيتها وصاروا ربع وحبايب.. وفي يوم عيد ميلاده، احتفل وياها بروحهم في شقتها .. وكانت تحاول تقنعه انه يكمل دراسته هني في لويزيانا وما يرد البلاد..
جيزيل (بالإنجليزي طبعا ): سلطان عشاني لا ترد دبي.. ما بتتوله علي؟
سلطان: أكيد بتوله عليج.. بس ..ما اروم اودر البلاد أكثر عن جذي.. انتي ترومين تودرين اهلج واتين ويايه دبي؟
جيزيل: هى اذا تباني ارد وياك برد.. كل شي يهون عشانك
سلطان حس انه توهق وقال: انتي ما تعرفين عاداتنا.. أمي وابويه مستحيل يرضون انج تكونين ويايه. .أصلا لو دروا عنج الحين بيجبروني أرد البلاد..
جيزيل: بس انته ريال.. المفروض ما يأثرون عليك أهلك.. لي متى بتم ولد امك..؟
سلطان عصب بس قرر ما يرد عليها.. شدراها هاذي بعاداتهم وباحترام الوالدين عندهم.. المهم سكت عنها بس تظايج من كلامها وشغل عمره بالأكل اللي جدامه..
جيزيل حست انها غلطت عليه وقالت: سلطان حبيبي انا اسفة.. بس حاسة انك مخبي علي شي..
سلطان: أنا جدامج كتاب مفتوح.. شو ممكن اخبي عليج يعني؟
جيزيل: انته عندك وحدة تحبها في بلادك؟
فكر سلطان بمنايه... بس بصراحة .. من يوم وصل امريكا وهي مول مب على باله.. ولا فكر حتى انه يتصل فيها.. لا .. هذا ما كان حب.. كان مجرد اعجاب .. ورد عليها بكل ثقة: لا يا جيزيل.. ما عندي حد في البلاد..
انصدمت جيزيل: سلطان انته تكذب علي.. معقولة واحد مثلك ما عنده girlfriend في بلادك؟
سلطان: لا تصدقين .. كيفج..
جيزيل: ههههههه... أكيد ما عندكم بنات حلوات..
ابتسم سلطان وفكر بشما وهند.. وقال بينه وبين نفسه.. تتمنين انتي الجمال الموجود عندنا.. بس بعد ما رد عليها.. كانت جيزيل تحاول بكل طريقة انها تستفزه عشان يتم وياها او على الاقل يعرض عليها انها ترد وياه.. بس سلطان كان أكبر عن هالخبال.. وعارف حدوده.. وأنه مهما حب جيزيل.. بيتم مجرد حب مؤقت.. ينتهي بانتهاء فترة اقامته في امريكا..
جيزيل: سلطان؟
سلطان: ها حياتي
جيزيل: منو البنية اللي تدق لك كل يوم أثنين وتسولف وياها بالساعات؟
ابتسم سلطان وقال: هاذي بنت عمي..
جيزيل: شو اسمها؟
تردد سلطان.. وقال عقب فترة: هند
جيزيل: اسمها حلو..
سلطان: ليش تسألين؟
جيزيل: خاطري أشوفها.. ما عندك صورتها
سلطان: ما بقص عليج.. عندي صورتها بس ما اباج تشوفينها
جيزيل: ههههههه.. وليش يعني؟
سلطان: هند جزء من حياتي الخاصة.. ما احب اشارك حد فيها..
كانت في عيونه نظرة خلت جيزيل تغير الموضوع على طول.. وحست فجأة بالغيرة من هند.. أما سلطان فهو بروحه ما عرف ليش تصرف وياها هالتصرف.. وليش ما كان حتى يبا يخبرها باسم هند.. وارتاح يوم غيرت الموضوع ويلسوا يرمسون عن الدراسة..
------------------------------
مرت سنة على وفاة سعود.. وهند تعودت كل اسبوع تتصل بسلطان مرة.. وتخبره بكل شي يستوي في بيتهم وبيت عمها مانع..
يوم الاثنين، كالعادة.. اتصلت هند بسلطان.. وعقب السلام والسوالف المعتادة..
هند: شو شاغلنك عنا؟؟ امك تقول انك من اسبوعين ما دقيت لهم..
سلطان: والله مشغول هنادي.. الدراسة ماخذه كل وقتي..
هند: والله انك زلمة.. ليش تدرس؟ احمد ربك انته ما عندك أم شرات امي.. تخيل انها كل نص ساعة تدش حجرتي عشان تتأكد اني يالسة أدرس..
سلطان: ههههههه.. يحق لها يحليلها.. هندوه انتي في امتحانات نص السنة رسبتي في مادتين.. وامج تباج تييبين نسبة ترفع الراس .. هاذي ثانوية عامة .. مب أي كلام..
هند: أف.. الحين لا تيلس تنصحني؟؟ كفاية امي.. بدرس والله وبنجح بتشوفون
سلطان: عمي حمدان شحاله؟
هند: يسلم عليك أمس كنا كلنا بيت عمي محمد ونحش فيك.. ههههههه..
سلطان: الله يستر شو كنتوا تقولون..
هند: لا ما عليك انا دافعت عنك.. اصبر بخبرك شو استوى
سلطان: شو استوى.. ؟
هند: ناصر هزبني عشان شي تافه.. وانا انتقمت منه..
سلطان: ههههههههه.. شو سويتي يالسبالة؟
هند: خذت ثيابه كلها وفريتها من الدريشة..
سلطان: حرام عليج!!!!!!... وسكت عنج؟
هند: لا طبعا.. كان بيجتلني واضطريت اني ابات عند شما اسبوع .. خفت على حياتي..
سلطان: هههههههه ما تيوزين عن سوالفج يا هندوه..
سكتت هند... كانت تبا تسأله اذا توله عليها ولا لأ.. بس غيرت رايها وقالت: يالله خسرت ابويه وايد.. ادري انك ما بتدق لي.. المهم بدق لك الاسبوع الياي
سلطان: اوكى غناتي.. سلمي على امج وابوج ونصور وعليهم كلهم..
هند: ان شالله بسلم بس على ابويه.. ههههههه كيفي.. باي
سلطان: باي حبوبة..
ضحك سلطان وهو يرد السماعة مكانها وحس بشوق كبير لأهله وبيتهم وربشتهم.. بس جيزيل دشت حجرته في هاللحظة وأول ما ابتسمت له نسى سلطان هند ومكالمتها وأهله وشوقه لهم..وطلع وياها وراحوا السينما..
الممزر، 1991:
كانت موزة (أم هزاع) مستانسة وايد لأن ولدها سلطان بيرد البلاد الشهر الياي أخيرا، سلطان كان أغلى واحد من عيالها.. حتى سعيد ما وصل لمكانته.. وفكرت انه ولدها الحين بيكمل 20 سنة.. يعني ريال.. وبيريح أبوه من الشغل في الشركة.. وبيساعد أخوه هزاع..
ومثل عادتها كل يوم العصر، طلعت موزة وراحت بيت حمدان ويلست تسولف ويا سعاد.. واليوم كانت سعاد متظايجة وايد ومبين عليها انها تعبانة..
سعاد: ما ادري متى هالبنية بتعقل يا ام هزاع.. والله هلكتني.. أحس انه موتي بيكون على ايدها..
موزة: فديتج لا تظيجين بعمرج.. هند طيبة واذا خذتيها بالسياسة بتطيعج..
سعاد: ما ينفع وياها يا ام هزاع.. بنتي واعرفها.. انا قلت بتكبر وبتعقل بس اشوفها زادت ف خبالها.. والدراسة مول مب فالحة فيها..
موزة: الله يعينج.. الا بتخبرج .. شموه امس خبرتني انه هند من اسبوع ما تسير المدرسة.. شو بلاها ؟ مريضة؟
سعاد (متفاجئة): شو؟!! شما خبرتج؟ متأكدة؟؟ هندوه كل يوم الصبح تلبس وتطلع المدرسة!!
موزة ارتبكت وحست انها تسرعت يوم خبرت سعاد.. وقالت: ما ادري يمكن انا ما فهمت على شما عدل..
ما خلتها سعاد تكمل وسارت ترمس هند اللي كانت راقدة في حجرتها..
بطلت سعاد الباب بقوة وصرخت: هندوه!!
هند انتبهت من رقادها على صوت امها ويلست في فراشها وهي تشهق : بسم الله الرحمن الرحيم.. شو بلاج امايه هاجمة عليه جي؟!!!
سعاد: هندوه شو هالخبر اللي سمعته؟
هند (بعصبية): شو؟؟؟ وليش معصبة ؟
اقتربت سعاد منها بسرعة ويرتها من شعرها بقوة: شما تقول انج من اسبوع وانتي غايبة عن المدرسة... عيل كل يوم الصبح تتلبسين وين تسيرين؟؟ تنطقي!!!
كانت هند تصرخ وحاولت تبعد امها عنها بس امها كانت اقوى.. وحاولت تفهمها..: أمايه شموه جذابة !! ليش تصدقينها؟
سعاد: أنا اعرف شما ما تكذب.. اعترفي وين تسيرين كل يوم وليش تغيبين عن المدرسة؟؟
هند: امايه والله انها كذابة!!!
سعاد: برايج لا تقولين.. أنا اعرف منو بيخبرني..
هدت سعاد بنتها وطلعت تدور الدريول وموزة تلحقها.. ويوم لقته سألته عن هند ووين كان يوديها كل يوم الصبح..
اسحاق (الدريول): ماما هند من زمان ما يطلع عشان سير مدرسة.. كل يوم صبح خبر انا روح ودي شما بروحه..
سعاد: ما تطلع لك.؟؟ عيل وين تروح؟؟!!!
اسحاق: أنا ما يعرف.. حتى ماما شما ما يعرف..
في نفس الوقت كانت هند زايغة واتصلت بشما تهزبها
هند: انتي بأي حق تخبرين امي اني ما سرت المدرسة؟؟؟ شلج انتي تتدخلين؟؟؟
شما: هندوه والله ما خبرتها.. منو قال لج اني خبرتها؟
هند: هي بروحها قالت لي.. انا تحريتج ربيعتي بس طلعتي عقربة يا شموه..
شما: هنادي انا الحين ياية..
هند: ما اباج اتين.. ومهما قلتي ما بصدقج..
بندت هند التيلفون ودشت امها الحجرة واعصابها هادية شوي..
سعاد: هند.. اسحاق يقول انج هالاسبوع بطوله ما طلعتي له الصبح عشان يوديج المدرسة.. ممكن تخبريني شو السالفة؟ ولا تبيني اخبر ابوج؟
هند استحت وقالت: امايه انا اسفة اني قصيت عليج.. بس بصراحة الابلة صرخت عليه جدام البنات وانا ... صفعتها.. والناظرة قالت لي لا اتين المدرسة الا ويا ولي امرج..
يودت سعاد عمرها وقاومت انها تصرخ في ويه بنتها لأنها تعرف انه اسلوب الصراخ بيخليها تعاند وما بتخبرها السالفة كاملة.. وسألتها.. : ووين كنتي تسيرين كل يوم الصبح..؟
ضحكت هند وقالت: أمايه كنت اسير الملحق اكمل رقادي للظهر.. هههههههه
في داخلها.. ارتاحت سعاد اللي كانت ألف فكرة وفكرة تدور في بالها.. كانت تتحرى بنتها متعرفة على واحد وتطلع وياه.. ومع انها واثقة في هند رغم خبالها .. بس كل شي جايز هاليومين.. وحمدت ربها انه شكها ما كان في محله..
سعاد: وليش ما خبرتيني أول ما استوت السالفة؟
هند: امايه انا اخاف منج.. انتي مول ما تتفاهمين ويايه.. كله تهزبيني..
تأثرت سعاد.. وللحظة.. غمظتها هند..
سعاد: هندوه انا باجر بسير وياج المدرسة وبشوف شو سالفة الابلة اللي صفعتيها..بس مرة ثانية اباج تخبريني بكل شي ..
هند (تبتسم): ان شالله امايه..
سعاد: وخفي من الشطانة شوي..
هند: ان شالله..
طلعت سعاد وتنهدت هند بارتياح وتذكرت شما ودقت لها.. ويوم ردت شما كان باين عليها انها تصيح
هند: عافانا الله .. انتي موول ما تقهرين؟ ليش تصيحين..؟
شما(وهي تصيح): هنادي والله اني ما خبرت امج..
هند: مب مشكلة.. اصلا السالفة خلاص انحلت.. المهم تعالي عندي انا ملانة..
بندت شما وحمدت ربها انه هالمرة عدت السالفة على خير.. بس هي تعرف انه هند هاليومين وايد مستانسة وما تبا اي شي يخرب عليها مزاجها.. طبعا يحق لها.. مب سلطان بيرد الشهر الياي؟
ردت سعاد الصالة وهي بتموت من الصداع ويلست ويا موزة اللي كانت تترياها.. وخبرتها بالسالفة كلها..
سعاد: تعرفين يا ام هزاع.. أحس بالذنب يوم اهزب هند.. من يوم توفى ابويه الله يرحمه وهي ما تهون عليه.. بس والله مب بإيدي البنية شيطانة..
موزة: هههههه.. هنادي فديتها فاكهة البيت.. وهي تراها ما تقصد شي .. لا تزعلين منها
سعاد: بس ما يقهرني الا حمدان.. دوم يسكت عنها.. ويدلعها.. ويوم يتظايج منها ف شي .. يطرشني انا عشان اهزبها.. آخرتها بتكرهني يا موزة..
موزة: حمدان هاذي بنته الوحيدة ولازم بيدلعها.. وبعدين يا ام راشد انتي وايد ظاغطة ع البنية.. تحاسبينها ع الصغيرة والكبيرة.. خفي عليها شوي .. يمكن تهدا..
سعاد (تبتسم): أبويه كان يقول نفس الكلام..
موزة: الله يرحمه.. كان اعقل واحد فينا..
ابتسمت سعاد وعورها قلبها.. كانت متولهة على ابوها وايد.. وقالت لموزة: أبويه هو سبب شطانة هند... وايد دلعها..
موزة: سعاد.. انتي كانت عندج خالة في الكويت.. صح؟
سعاد: هى.. بس يحليلها ماتت من زمان..
موزة: وما كان عندها بنات؟
سعاد: امبلى.. كان عندها بنت وحدة.. اسمها ثريا.. أصغر مني بخمس سنوات.. ومتزوجة في البحرين.. دوم تتصل بي ..
موزة: وليش ما تزورينها أو تعزمينها تيلس ويانا شهر..؟
سعاد: أنا ما احب اسافر تعرفيني.. وهي مشغولة.. زوجها يشتغل في السفارة ودوم تسافر وياه..
كانت موزة بتموت وتعرف كل شي عن اهل سعاد.. سعاد كانت كتومة وايد وما تحب ترمس عن أهلها.. وموزة تخاف تسألها وتعصب عليها.. بس اليوم تجرأت وسألتها.. والحمدلله انها رمست.. بس سعاد غيرت الموضوع على طول وردت ترمس عن هند..
سعاد: موزة أنتي ما تعرفين الضغط النفسي اللي انا عايشتنه طول الوقت بسبة هند.. أحس الكل يرمس عني ويقولون اني ما عرفت اربيها..
موزة: سعاد شو هالرمسة.. بنتج ما سوت شي غلط..
سعاد: شما بنتج عمرها ما اتمشكلت في المدرسة وفوق هذا شاطرة.. وبنات ناعمة نفس الشي.. بنتي انا الوحيدة اللي دوم هي ومشاكلها .. وهي الوحيدة اللي رسبت.. وانا متأكدة انه نسبتها هالسنة بتكون في الستين.. ويمكن في الخمسين بعد..
موزة: لا تحاتين يا سعاد ناعمة محد يروم يقول شي.. وهند بنية ماشالله ما عليها كلام..كل حد يموت فيها.. وخبالها هذا اللي ترمسين عنه بيروح مع الأيام.. بتشوفين..
سعاد: يا ريت والله..
كان في كلام وايد في خاطر موزة انها تقوله.. كانت تبا تقول لسعاد انه هند تتصرف بهالطريقة لأنها محتاجة حب امها اللي ما تعطيه الا لراشد وناصر.. كانت تبا تواجه سعاد وتخبرها انها خلاص صارت وحدة منهم وفيهم مب غريبة عنهم.. لأنها تعرف انه سعاد متشددة وايد ويا هند من كثر خوفها انها تغلط.. ويعقون اللوم على أمها.. سعاد تعتبر نفسها أجنبية.. وهالشي طبعا مب صحيح..
عقب فترة صمت استمرت دقايق طويلة، حاولت سعاد انها تغير الموضوع ..
سعاد: سلطان بيرد الشهر الياي.. فديتج اكيد مستانسة..ما ادري شقايل تحملتي هالسنتين من دونه..
موزة (بفخر): فديته سلطان غدا ريال الحين.. وخلاص هاذي اخر مرة اخلي واحد من عيالي يسافر.. ما اروم على بعدهم تعرفيني..
سعاد: أدري فديتج..
سلطان بيرد البيت شهر 6، عقب ما تخلص امتحانات الثانوية العامة باسبوع. . وبيستلم شركة ابوه ويا اخوه هزاع.. وموزة كانت تعد الثواني في انتظاره.. وعاهدت نفسها انه محد من عيالها يبتعد عنها مرة ثانية.. لأنها مستحيل تكرر معاناتها وخوفها على سلطان في الغربة..
في يوم 21\ 6\ 1991... كانت موزة قاعدة من الفير وهي أصلا ما رقدت من الفرحة اللي تحس بها.. من كثر وناستها.. صلت الفير وقامت تتأكد انه البيت مرتب.. وراحت تسوي ريوق بروحها.. تبا أي شي يشغلها عشان يمر الوقت .. تبا تغمض عينها وتبطلها تشوف ولدها جدامها..
عقب ما خلصت من الريوق، بخرت حجرة سلطان وردت ترتبها مرة ثانية مع انها امس كانت مرتبتنها.. وبطلت الستاير.. وابتسمت وهي تحس انه الشمس اليوم غير والدنيا بكبرها غير..
الساعة تسع، نشت شما ويتهم هند تشوفهم اذا يبون مساعدة.. ويت وياها امها وناعمة وبناتها الثلاث.. وارتبش البيت وكل حد مستانس انه سلطان بيرد ..
هزاع اللي المفروض يكون أول واحد يستقبل اخوه في المطار، اعتذر من ابوه وقال انه عنده شغل مهم في العزبة.. طبعا ابوه عصب بس مب من طبعه انه يفرض رايه على عياله.. وراح هزاع الذيد وكل مشاعر الغيرة والحقد اللي في قلبه على سلطان ردت تطفو مرة ثانية..
الساعة 5 العصر راح مانع المطار ويا اخوه حمدان عشان اييبون سلطان.. ومن كثر ما هند وشما متوترات ما قدرن ايتمن في البيت وراحن بيت حمدان وركضن حجرة هند..وانسدحن على الشبرية..
شما: مب قادرة أصبر .. فديته اخويه اخيرا بشوفه!! تتوقعين شكله تغير؟
هند: مب مهم اذا شكله تغير ولا لأ.. اللي خايفة منه يكون حلق لحيته وشاربه.. أخاف اثروا عليه عيال امريكا..
شما: ههههههه لا مستحيل اخويه يسويها ...
هند: أف متى بيوصل ابا اخبره بكل شي استوى في غيابه..
اطالعت شما ساعتها وقالت: باجي نص ساعة عن موعد الطيارة..
هند: شموه شو بتلبسين؟ أنا ما اعرف شو بلبس..
شما: هههههههههه.. عادي البسي اي شي... بلاج متوترة جي..؟
هند: لا لا.. سلطان من سنتين مب شايفنا .. لازم نصدمه .. ونبين له شكثر احلوينا..
راحت شما للكبت وبطلته، وطلعت كل البدل والجلابيات اللي تنفع تلبسها هند وفرتهم على الشبرية..هندوه شهقت وقالت: انتي شو تسوين؟؟ انا ما صدقت انه الغرفة اليوم نظيفة..
شما: ههههههه.. عادي ام جمال بترتبها..شوفي هالجلابية وايد حلوة..
أشرت شما على جلابية عنابية وقالت: اللون العنابي وايد حلو عليج.. البسيها..
ابتسمت هند وحظنت الجلابية وهي تفكر بسلطان.. سنتين وهي تترياه.. ولا لحظة مرت خلالهم وما كان سلطان على بالها.. كانت تشتاق له في كل دقيقة تمر عليها وتعد الايام في انتظاره.. ترسم في خيالها سيناريوهات وتفكر بكل كلمة وكل حرف تقوله له.. وتمنت انه يوم يشوفها تعيبه.. يمكن يحس فيها ويبدا يميل لها شوي..
لبست هند الجلابية ووقفت جدام شما عشان تاخذ رايها..
شما: هنادي فديتج وااااااااااااايد حلوة عليج هالجلابية
هند: قولي ما شالله هههههههههههه
شما: هههههههه .. تعرفين...؟ سلطان ما بيعرفج وايد تغيرتي خلال هالسنتين..
هند: وانتي بعد شماني.. كبرتي واحلويتي..
شما: هندوه يالله البسي شيلتج بنسير بيتنا.. يمكن امايه تبانا نساعدها.. وبعدين انا بعد ابا اغير ثيابي..
-------------------------
يوم وصلت شما وهند بيت مانع، ابتسموا على طول.. كل عيال مانع وعيال محمد وحمدان كانوا موجودين.. وموزة وسعاد وناعمة يالسات يسولفن على صوب.. ما قدرت هند تقاوم انها ترتبش وياهم وقالت لشما: انتي سيري غيري ثيابج وانا بترياج هني في الصالة..
والساعة 6 ونص سمعوا صوت السيارة وصرخت هند: وصلوا!!!! وصلوا!!!
وطلعوا كلهم عند الباب عشان يسلمون على الغالي اللي غاب عنهم سنتين ...
أول ما نزل سلطان من السيارة، تفاجئ بالحشد اللي هجم عليه عند الباب.. يمكن في السنتين اللي مضت، نسى سلطان الترابط الأسري اللي في بيتهم وتعود انه يكون بروحه او مع جيزيل معظم الوقت.. ما كان متوقع انه الكل بيكونون هني.. وحاول ايود عمره عشان لا يصيح جدامهم من الوناسة.. ومن بعيد.. شاف امه تقترب ودموعها على خدها من الفرحة وحاول يوصل لها بس عيال عمه استلموه قبل..
هند كانت تراقب كل خطوة من خطواته، حست بقلبها يوقف أول ما تبطل باب السيارة.. وردت لها الروح يوم شافته نازل يبتسم.. ويمشي بكل ثقة.. نزلت هند عيونها على ريوله ولاحظت انه بعده يعري بس احسن بوايد عن قبل.. ويوم رفعت عيونها شافته يحظن أمه بقوة وامه تصيح من الخاطر.. كان سلطان أعرض وأطول وأحلى عن قبل.. اللي راح عنهم مراهق.. رد لهم ريال.. في هاللحظة شافها سلطان وابتسم لها.. وحست هند بتوتر كبير وابتدى قلبها يطبل من المستحى.. وخدودها كانت بتحترق.. اقترب منها سلطان وسلم عليها..
سلطان: فديت هالويه يا ربي.. والله تولهت عليج يالدبة..
استحت هند ونزلت راسها..
سلطان: ماشالله كبرتي هنادي والله كنت متردد ايي صوبج ما عرفتج..
لاحظ سلطان انها مستحية واستغرب وقال: أي هندوه بلاج؟ ونج عاد تستحين مني وانتي حاشرتني بالتيلفونات كل اسبوع..
ما قدرت هند ترد عليه لأنه راشد وناصر دزوها بعيد وسحبوا ولد عمهم عشان يسلمون عليه..
سعيد اللي كمل ثلاث سنوات هالشهر كان مصدوم ومبطل عيونه ع الآخر.. وفي خاطره يقول منو هذا اللي كل حد محتشر عشانه..؟ وشله سلطان في حظنه وقطعه من كثر ما باسه وسعيد يطالعه باحتقار وخوف.. ويمسح خده مكان البوسة.. ضحك سلطان وقال: سعود يالهرم احين انا تجز مني؟؟
في هاللحظة شاف سلطان شما ونزل سعيد تحت وراح لها وحظنها بقوة.. وما قدر يود عمره ودمعت عينه.. ودعى ربه انه ما يكتب له يفترق عنهم مرة ثانية أبدا.. ودشوا كلهم داخل يكملون ربشتهم وكل حد يسأله من صوب.. شو سوى هناك؟ وين راح؟ منو رد وياه؟ شو ياب لهم؟
الساعة 8 فليل رد هزاع البيت وحس بقلبه ينقبض يوم شاف اخوه.. وحاول انه يخبي مشاعر الغيرة بابتسامة صفرة ارتسمت على ويهه.. ليش كل حد محتشر عشان سلطان؟ يعني هو شو سوى مثلا؟ الا راح ودرس في بلد ثاني..
سلطان يوم شاف هزاع حس انه فرحته اكتملت وانه الحين يقدر يقول انه ارتاح وحظن اخوه وهو يتفداه.. ويسأله عن اخباره واخبار الشركة.. وهزاع يقول في خاطره.. من الحين تسأل عن الشركة.. الله يستر شو بتسوي عقب..
-------------------------
يلسوا كلهم يتعشون بيت مانع.. وسلطان يحاول يجاوب على كل اسئلتهم بس مب ملحق.. حتى ظبيه بنت عمه محمد اللي كانت مول ما ترمس انهدت عليه مرة وحدة وما خلت شي ما سألته عنه.. التفت سلطان لأمه وقال لها: والله تولهت على طباخج يا ام هزاع.. لا خلاني الرب منج يا احلى ام في الدنيا..
ابتسمت ام هزاع واحمر ويهها واطالعها بوهزاع وهو يضحك وقال لولده: يالله باجر ارتاح واللي عقبه بوديك ويايه الشركة تتعلم ع الشغل شوي
سلطان: ان شالله ابويه.. اذا تبا من باجر بسير وياك..
مانع: لا فديتك .. توك راد من السفر وتعبان..
شما: سلطان... تولهت على منو اكثر شي؟
سلطان (بلا تردد): امايه فديتها..
شما: اووهوو.. يعني غير امايه وابويه.. منو؟ أنا صح؟
سلطان: هههههههه والله تولهت عليكم كلكم .. الله لا يغير علينا يا رب..
قالوا كلهم بصوت واحد : آمين..
والتقت عيون سلطان بعيون هند وابتسم لها.. كان صج مستغرب شكثر تغيرت هند في هالسنتين.. كان يعرف انها حلوة بس ما توقع انها تحلو لهالدرجة..
والساعة 10 روحوا كلهم بيوتهم وراح سلطان يرقد لأنه بيموت من التعب.. أما هند فراحت حجرتها على طول ولبست بيجامتها وهي حاسة بظيج وقهر ماله حدود.. سلطان طنشها.. أكيد ما عيبته.. ما رمسها ابد الا اول ما سلم عليها.. بس.. طول الوقت كان يسولف وياهم وهي يالسة في الظل.. ليش رغم كل اللي تسويه ما تقدر تخليه ينعجب فيها..؟؟ ليش؟؟ وحست بدموعها تنزل على خدها بحرارة وطلعت مذكرتها عشان تشخبط فيها مثل كل مرة تحس فيها بظيج.. وبدون ما تحس كتبت قصيدة حفظتها من كثر ما ترددها وهي تفكر بسلطان..
"لليل أحبك.. ما بقى في السما نور..
والى ضواني الليل.. للصبح أحبك..
واللحظة اللي كلها صد وغرور..
أشوف قبري بين عينك وقلبك..
في صدري اسراجٍ حزين ومكسور
رغم المطر والريح.. شلته افدربك..
والله مابك غير لوعاتي اقصــور
وخوفي عليك الله ربي وربك..
إلى متى ببني على صمتك جسور؟
لا حيرتني اسباب سلمك وحربك
العمر أحبك.. ما بقى فيني شعور
ومتى جفاني العمر.. وشلون أحبك؟؟"*
وقبل لا تحس، كانت هند تبحر في عالم الأحلام الوردي.. عالم تكون فيه هي وسلطان.. وبس..
* من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن
الجزء الثاني
بطل سلطان عيونه الساعة تسع الصبح واطالع حواليه.. وابتسم يوم تذكر انه رد البيت.. وكانت أول وحدة فكر فيها هي هند.. ما يدري ليش بس هند شغلت تفكيره من أول ما شافها أمس.. حس انه الطفلة اللي لعب وياها واللي كان يعتبرها أخت راحت خلاص، الخجل اللي في عيونها يديد.. والرقة اللي تمشي فيها يديده.. هند كبرت.. وسلطان مب متعود على هالشي.. كان خايف تكون تغيرت من داخلها.. بس في نفس الوقت.. تذكر مكالماتها وسوالفها وابتسم بارتياح.. لا.. هند مهما كبرت بتم هند.. ومن دون تردد.. رفع سلطان سماعة تيلفون حجرته ودق على بيت عمه حمدان.. وابتسم لنفسه يوم شلت هند التيلفون..
هند: ألووو؟
سلطان: هلا هنوده... كيفك؟
هند( وقلبها يدق): منيحة ابن عمي .. كيفك إنته؟
سلطان: الحمدلله بخير.. عيل ما ييتي تتريقين عندنا اليوم؟
هند: هههههههه.. لا خلاص الحين اتريق ف بيتنا..
سلطان: تدرين هنادي.. كنت استانس يوم ادقين لي هناك في امريكا..
هند: ههههه ذكرتني.. الفواتير ميمعتنهم أنا.. متى بتدفعهم؟
سلطان: ههههه يالزطية..
هند: والله انا اللي كنت استانس اكثر يوم اسمع صوتك.. واموت من القهر يوم تخبرني انك سافرت لندن واسبانيا.. والله حظك..أنا بعد ابا اسافر..
سلطان: بتسافرين ان شالله يوم بتعرسين..
هند: ان شالله..
مرت فترة صمت بسيطة بينهم كانت تفكر فيها هند شو تقول له ولا إراديا سألته..: شو أخبار بنات أمريكا..
سلطان (تذكر جيزيل): غزلان..
هند: ممممممم.. ما تحرشن فيك؟
سلطان: هههه ولا سون لي سالفة حتى.. ما يدانن العرب.. تعرفيهن..
هند: لا ما اعرفهن.. انته خبرني..
سلطان: شو اخبرج.. ؟ والله ما اين شي حذال بنات البلاد.. يوم كنت أشوفهن.. كنت أتذكرج انتي وشما.. واقول فديت خواتي والله محد يسواهن..
تظايجت هند من كلمة خواتي وضغطت على عمرها وقالت: مب ناوي تسافر مرة ثانية؟
سلطان: لا والله لو يجتلوني ما اودر دبي.. انا ما صدقت رديت البلاد.. وين تبين انتي؟
في هاللحظة نزل راشد الصالة وشاف هندوه ترمس في التيلفون ويوم سألها منو ترمس خبرته انه سلطان . فخذ التيلفون عنها وواعد ولد عمه انهم يسيرون الذيد اليوم.. من زمان ما راحوا العزبة..
-------------------------------
الساعة 3 الظهر، انطلقوا كلهم للذيد.. سلطان في سيارته وياه شما وهند وأسما .. وراشد في سيارته وياه هزاع وناصر.. واستانسوا وايد ولعب سلطان كرة قدم ويا عيال عمه .. كان حاس بنشاط كبير وطاقة تمت محبوسة في داخله سنتين طلعها كلها في هاللعبة.. ويوم خلصوا لعب خذولهم دش ع السريع ويلسوا يشربون شاي ويلعبون ورقة ويا البنات.. وعقب صلاة المغرب.. فاجئهم ناصر وطلع لهم عود من السيارة وقال: شو رايكم؟
هند: الله!!!!!!!!!! من وين يبته.. هاته بجرب..
ناصر: ياللا ياللا .. ما يخصج فيه..انتي من تحطين ايدج ع الشي يتدمر على طول..
هند: حرام عليك بس بلمسه..
ناصر: المسيه بأطراف أصابعج.. تراه حساس وايد..
هجمت هند على العود ويلست تتعبث به وصرخ ناصر عليها: هندوه يالسباله هديه ..هذا هدية من ربيعي..
سلطان: ياللا عيل راونا شطارتك..
كانوا كلهم صاخين وهم يسمعون ناصر يعزف ع العود ويغني.. وخصوصا هند اللي كانت مبطلة حلجها من الصدمة.. صوته كان يهبل.. محد توقع انه كل هذا يطلع من ناصر اللي انتبه انهم مصدومين وقال: إي اسمعوا .. أنا مب مستعد أغني حق أموات.. تبوني أكمل.. ارتبشوا..
ضحكوا كلهم وهالمرة يوم غني .. ارتبشوا كلهم وياه على كلمات الاغنية اللي حافظينها عدل "ما معاكم خبر زين.. يا رسول السلامة.. لا تخيب ظنوني.. بسألك عن البحرين.. كيف أهل المنامة.. عادهم يذكروني.. قول لهم يا مسافر.. اني بالليل ساهر..ما اظن الذي حبيتهم يكرهوني لا ولا يهجروني.." وكل ما كان ناصر يخلص اغنية كانوا يطلبون منه يسمعهم اغنية ثانية.. وحتى هزاع الوغد استانس وقام يضحك وياهم عادي.. والساعة 9 لموا اغراضهم وركبوا مواترهم وردوا دبي..
وصلوا البيت الساعة عشر ونص وركضوا كلهم بيت عمهم حمدان عشان يتعشون.. واثناء العشا كان هزاع يلاحظ اهتمام الكل بسلطان ويقول في داخله بس عاد ترحيب ورحبتوا فيه.. والله لو يرد أمريكا بيفكنا!! ..
قامت شما بتروح البيت عشان ترقد وطلعت وياها اسما.. بس سلطان يلس بيت عمه يسولف هو وهزاع..
راشد: هنادي ياللا سيري ارقدي نبا نسولف ويا سلطان على راحتنا
هند: يا سلام؟ وانا الحين اللي مخربة الجو عليكم؟
ناصر: لا بس ما يستوي انتي البنية الوحيدة بيننا
هند: ارتاح انته وياه.. أنا لاصقة هني وما برقد الليلة ..
راشد: سيري ارقدي هزاع يستحي يرمس وانتي هني.. ههههههه
استغربت هند واطالعت اخوها .. وقالت: نعم نعم؟؟ وليش يستحي مني؟
هزاع بروحه كان مستغرب .. بس ناصر كمل كلامه وقال: ليش بعد؟ ما تدرون انه عمي مانع يفكر يخطب هند لهزاع؟؟
انصدمت هند وحست للحظة انه الدنيا ظلمت.. يخطبونها حق هزاع؟؟؟ متى قرروا هالشي وليش ما خبروها؟؟ ما عرفت هند كيف تتصرف او شو تقول.. بطلت حلجها بس صوتها ما رضى يطلع والتفتت على هزاع اللي كان منصدم وقال: شو؟ ناصر انته ترمس جد؟
ناصر : هى ارمس جد.. بلاكم؟ كنت اتحراكم تعرفون.. اليوم امايه الصبح كانت ترمس خالوه موزة وكانوا يتناقشون في هالموضوع..
حاولت هند تلتفت صوب سلطان بس ما قدرت.. كانت مستحية ومتنرفزة وقامت بسرعة وركضت فوق.. لحجرتها .. وعقت عمرها على الشبرية وهي تصيح.. في نفس الوقت يت عين هزاع في عيون سلطان ولاحظ فيهم شي.. غيرة؟؟ وقال في خاطره.. الظاهر اني اخيرا بقدر انتقم من سلطان..
سلطان يحليله كان في عالم ثاني.. من اللحظة اللي سمع فيها خبر خطوبة هند وهو حاس بسكين تقطع قلبه.. بس ليش؟؟ هو بروحه مب فاهم.. كل اللي كان خاطره يسويه هو انه يقوم ويصفع هزاع .. معقولة تكون غيرة؟؟ وقام واستأذن من عيال عمه بحجة انه مصدع ويبا يسير يرقد وطلع من بيت حمدان ومشى لبيتهم وهو حاس انه هموم الدنيا كلها تيمعت ف قلبه..
في اليوم الثاني، نش سلطان من الرقاد وهو يحس بعمره صج غبي.. هند شرات اخته وطول عمره وهو يعتبرها اخته.. ليش حرج يوم درى انه هزاع بيخطبها؟ المفروض يسيطر على مشاعره .. وتأفف وهو يفكر انه عيال عمه اكيد لاحظوا عليه يوم تغير وطلع عنهم فجأه.. بس ليش حس بالغيرة أمس؟ هذا اللي مب قادر يفهمه.. نزل سلطان الصالة وهو يفكر بهالسؤال .. والجواب الوحيد اللي توصل له هو انه هند طول عمرها وهي صديقته.. كان ما يفترق عنها هي وشما أبدا.. والحين يوم بتستوي خطيبة هزاع.. بتتغير مكانته في قلبها واكيد بيكون هزاع هو الأهم.. وهذا هو اللي مظايجنه.. صح.. أكيد هذا هو اللي مظايجنه!!
شاف سلطان شما يالسة في الصالة تلعب ويا سعيد ويلس وياها وسألها عن سالفة الخطوبة اللي فاجئته أمس..
شما: هى امايه خبرتني.. مجرد كلام.. بعدهم ما اتفقوا على شي.. حتى لين الحين ما خبروا هزاع وهند..
سلطان: بس هزاع أكبر عن هند بأربع سنين..
شما: ما فيها شي.. وتعرف هند مب ناوية تسير الجامعة ونسبتها اصلا ما تساعد.. عشان جي أحسن لها تعرس..
ويلست شما تعير عن فرحتها وهي مب حاسة بالقهر اللي يحسه سلطان في هاللحظة.. وغير سلطان الموضوع وهو مب قادر يتحمل يسمع كلمة ثانية عن هزاع وهند.. ويوم سألته شما شو يبا ع الريوق قال لها انه ماله نفس وطلع..
ركب سلطان موتره وتنهد.. وين يروح؟ ... مب مهم.. المهم ما يشوف هزاع ولا هند جدامه.. ونسى انه ابوه يباه يسير وياه الشركة اليوم واتجه للذيد عشان يتم هناك اليوم بروحه.. كان حاس انه ولا شي.. معزول عن الكل.. يبا يبتعد.. يبا يرد امريكا.. يبا يبتعد عن اخوه وهند وعن مشاعره اللي صج محيرتنه.. شو اللي طرى عليه؟؟
في بيت حمدان، كانت تترياهم زوبعة من الغضب على طاولة الريوق.. هند من امس مب راقدة .. كانت تتريى الكل يقعد من الرقاد عشان تخبرهم رايها فيهم بالضبط.. نزلت من حجرتها بخطوات فولاذية واتجهت لغرفة الطعام وعيونها حمر ومنتفخة من كثر ما كانت تصيح أمس.. ووقفت جدام ابوها بالضبط وقالت: لهالدرجة انا ثجيلة عليك يبه؟؟ لهالدرجة تبا الفكة مني ومب طايق تشوفني في البيت؟؟
أبوها انصدم .. ونزل الجريدة من إيده وقال: هنادي حبيبتي شو فيج؟
أمها انقهرت من اسلوبها وقالت: هندوه شو قلة الادب هاذي شو بلاج تخبلتي؟؟
بس راشد وناصر كانوا يعرفون اللي مظايجنها وسكتوا.. وكل واحد فيهم يطالع الثاني.. طنشت هند أمها.. كانت عيونها على ابوها.. وكملت كلامها: أبا أعرف انا شو في هالبيت؟؟ طوفة؟؟ كرسي؟؟
أبوها وقف وتقرب منها .. بس هند ردت على ورى وقالت: والله يابويه وانا حلفت.. إذا واقفتوا على هزاع بنتحر.. وتراني أسويها!!!!
وطلعت من غرفة الطعام وردت فوق وهي تصيح من كل قلبها ... كيف يتجرأون ويحددون مستقبلها ويتلاعبون بمشاعرها.. مب كفاية انها تخلت عن الدراسة وبتيلس في البيت؟ مب كفاية انها متحملة تجاهلهم لها في البيت ووحدتها وغربتها من بينهم؟؟ بس كله ولا مشاعرها.. مستحيل تسمح لأي حد انه يتقرب من قلبها ويتلاعب بمشاعرها.. وفي هاللحظة.. سمعت حد يدق على باب حجرتها وطنشت.. بس الباب تبطل ودش ابوها الحجرة وفي عيونه نظرة حنان تعودت عليها هند وحفظتها مع الوقت..
اقترب حمدان من بنته ومسح دموعها اللي على ويهها وقال: شو هالرمسة هنادي؟ انتي تعرفين انج غالية.. وانتي الوحيدة اللي ما تهونين..
هند: ليش تبون تيوزوني هزاع.. انا ما اباه.. هزاع وغد وشيبة..
حمدان: ههههههه .. الحين هزاع شيبة؟؟ عيل انا شو؟
هند: لا انته مب شيبة.. أنته ابويه اللي ما يحبني ويبا يوزني غصب..
حمدان (بجديه): ما عاش اللي يغصبج على أي شي يا هند.. وبالنسبة لسالفة هزاع .. ترانا ما قررنا شي فيها لين الحين.. هاذي امج اللي كبرت السالفة ولا الأمر كله كان مجرد اقتراح.. وعمج مانع كان محتار يخطبج انتي ولا أسما بنت محمد..
هند (اللي ابتدت تحس بالراحة): والله؟ اسما حلوة.. وايد حلوة.. وبعدين هي اصغر عن هزاع بسنتين بس.. والله تصلح له..
حمدان: ههههههه .. انا اليوم بكلم مانع.. وانتي لا تشغلين بالج بهالسوالف.. بعدج صغيرة بنت 17 سنة..
هند: أبويه.. والله احبك.. (وحظنته بقوة بس حمدان شدها من اذنها وقال: اياني واياج اسمعج تييبين طاري الانتحار على لسانج مرة ثانية يالشيطانة..
هند: هههههههه. . سوالف ابويه والله.. تعرفني ما اسويها..
حمدان: يالله ارتاحي الحين شكلج من امس مب راقدة
هند: ان شالله ابويه..
وطلع عنها ابوها وخلاها تريح شوي.. هند حست براحة كبيرة وشلت السماعة بتتصل بسلطان بس التعب اللي كان فيها منعها.. وحطت راسها ع المخدة ونامت على طول..
------------------------
الساعة 4 العصر، نشت هند وتلبست وطلعت عشان تسير تيلس عند شموه.. ويوم نزلت الصالة شافت امها واطالعتها سعاد بنظرة حادة وردت عليها هند بنفس النظرة.. كانت هند تعرف انه امها معصبة لأنها تنازلت عن هزاع لأسما.. بس هند ما همها.. ووقفت جدام امها بالضبط وقالت: بسير بيت عمي مانع.. ممكن؟
سعاد: لو أنا مكانج كنت بستحي أدش بيتهم.. عقب ما رفضت ولدهم
هند: امايه صدقيني عمي ومرته ما عندهم هالحساسيات.. وبعدين هم ما تقدموا لي رسمي عشان ارفضه.. لا تحاتين
سعاد: روحي وين ما تبين.. انتي اصلا متى حسبتي لي حساب عشان تستأذنين مني الحين؟
تظايجت هند من كلام امها بس ما ردت عليها وطلعت.. ووصلت بيت عمها مانع في نفس اللحظة اللي وصل فيها سلطان من العزبة.. ووقفت في الحوي تترياه ينزل من السيارة.. ويلست تراقبه وهو يقترب منها وحست انه بطنها يعورها من التوتر..
هند: هلا والله
سلطان (من دون نفس): أهلين
هند: بسم الله .. بلاك جي نفسك خايسة؟
سلطان: متظايج..
هند: من شو؟
سلطان: ما يخصج؟
هند (بتردد): سلطان انته مظايج من سالفة خطوبتي انا وهزاع؟
سلطان: نعم؟؟ وليش اتظايج من هالشي؟ انتي تخبلتي؟
هند: مدري انا حاسة انه هذا هو الشي اللي مظايجنك...
سلطان: لا فديتج احساسج غلط.. صدقيني الدنيا ما توقف عندج انتي بس يا هنادي.. في اشيا ثانية وناس ثانيين يشغلون بالي وهم اللي مظايجيني..
هند (مقهورة): والله؟ ... خلاص عيل.. الله يهنيك ويا اللي شاغلين بالك..
ومشت عنه.. بس سلطان لحقها ويرها من ايدها.. ومن دون ما يحس قال لها: ما تبين تعرفين منو اللي شاغل بالي.. ؟
سحبت هند ايدها من ايده وقالت بعصبية : ليش يهمني؟
سلطان: انتي.. هند..اللي في بالي.. لا توافقين على هزاع..
حست هند انه حد صب عليها سطل ماي بارد.. وعقدت حياتها وهي تطالع سلطان.. مب متأكدة من اللي سمعته.. مب مصدقة اللي سمعته.. وقبل لا ترمس حست بملامح سلطان تتغير.. كانت عيونه مليانة حيرة.. والتفت عنها وهو يقول في داخله.. أنا شو سويت؟؟ ليش قلت اللي قلته؟؟ هذا اخويه .. مب واحد غريب.. معقولة اخونه؟؟ وقطع عليه افكاره صوت هند وهي تبتسم له وتقول: سلطان ما يحتاي ارفضه.. بيخطبون له أسما.. راشد كان يسولف بس..
سلطان (وهو حاس بخليط من المشاعر.. ظيج وفرح واحساس كبير بالذنب والاحراج) : هندوه انسي اللي قلته.. انا ما كنت اقصد.. اوكى؟
ومشى عنها بسرعة ودش البيت من دون ما يلتفت لها..وخلاها واقفة في الشمس تطالعه وهي مصدومة من موقفه.. كانت تبا تتحرك .. تبا تلحقه.. بس ريولها تخدرت فجأة .. يلست هند تردد كلماته في بالها.. " انتي.. هند..اللي في بالي.. لا توافقين على هزاع.." .. معقولة؟؟ سنين وهي تحلم بهاللحظة.. ليش يحرمها من فرحتها؟ ليش انكر كل اللي قاله وراح؟؟ .. ابتسمت هند وقالت: في تطور... حظي!!!!
وأخيرا قدرت تتحرك ودشت بيت عمها مانع وسلمت على عمها وعمتها وشما وهي تسبح في عالم وردي من الأمل والوناسة.. واللي كانت هند خايفة منه، انه ام هزاع وبوهزاع زعلانين منها بسبب رفضها لهزاع كان مجرد خوف ماله داعي.. لأنهم ما بينوا لها أي شي.. ويوم سألت شما عن موقفهم قالت لها: تبين الصج؟ امايه استانست.. قالت انه من زمان خاطرها أسما تكون لهزاع..
ارتاحت هند وحست انه الحظ واقف وياها..
في نفس الوقت كان هزاع في الشركة، بيموت من القهر انه امه وابوه بيخطبون له أسما.. ويوم اعترض وقال انه يبا هند.. رد عليه ابوه وقال: هند صغيرة عليك يا هزاع.. وأسما شيخة البنات..
بس هزاع يعرف.. حاس بسبب رفض هند له.. هند رفضته بسبب سلطان.. وسرح هزاع بأفكاره السودة وابتسم فجأة وقرر انه ينتقم بمعرفته..
----------------
مرت ثلاث أيام على اليوم اللي واجه فيه سلطان هند.. وكانت هند تتوقع انه الحين بيعترف لها بحبه.. بس سلطان للأسف طنشها وتجنب انه يسير بيت عمه حمدان.. حتى يوم الجمعة طلع وراح الذيد.. مع انه عمره ما فوت غدا يوم الجمعة بيت عمه الا يوم كان في أمريكا.. وحست هند بإحساس كبير بالخسارة.. حست انها خسرت سلطان مب بس كحبيب.. خسرته كصديق.. وعرفت انه ندم على الكلام اللي قاله..
لاحظت شما انه هند وايد متظايجة هاليومين وحاولت تعرف شو فيها.. بس ما قدرت تطلع ولا حرف من هند.. فكرت هند تخبر شما باللي صار، بس في شي كان يمنعها.. كانت تحس انه حبها لسلطان شي خاص فيها.. سرها اللي ما تبا تشارك فيه أي حد.. الا ام جمال اللي كانت تعرف كل التفاصيل وتترياها كل يوم في المطبخ عشان تخبرها اذا شافت سلطان ولا لأ.. واليوم راحت هند حجرة أم جمال وحظنتها وهي تصيح..
هند: أم جمال .. سلطان يكرهني!!
أم جمال: مين آل لك؟ هو حكى لك شي؟
هند: لا أصلا ما شفته.. يوم يعرف اني في بيتهم ما يدش.. أنا شو سويت له؟
أم جمال: أصبري.. هو اللي راح يرجع لك..
هند: متأكدة؟
أم جمال: وأبصم لك بالعشرة كمان..
-------------------------
في البداية، حاول سلطان انه يتجنب هند .. كان يحس بإحراج كبير من اللي سواه.. حس انه تسرع وايد وكان متأكد انه هند كرهته .. وقال لنفسه: ليش يا ربي ليش تسرعت؟؟ هندوه شرات اختي شما.. كيف اتصرف وياها هالتصرف؟؟ .. شو بيكون موقف هزاع لو درى باللي سويته؟ وأمي وابويه؟ شو بيقولون؟؟
كان سلطان يتمنى انه مع مرور الايام بتنسى هند اللي استوى.. وعاتب نفسه الف مرة على الكلام اللي قاله.. المفروض انه هو الكبير ويتحكم بمشاعره.. لو كان هالتصرف صدر من هند ما بيلومها لأنها مراهقة.. بس سلطان ريال والمفروض يراعي هالشي..
عشان جذي قرر انه يتجنبها.. وكان يداوم في الشركة صبح وعصر..ويرد البيت الساعة وحدة فليل.. بس عشان ما يشوفها .. بس شوقه لها يوم يغمض عيونه عشان يرقد مستحيل يتحمله بشر.. وفي النهاية ما قدر يتحمل.. كان لازم يرمسها.. بأي طريقة.. لازم يحط لحيرته نهاية..
وأول ما نش الصبح .. وقبل لا يتريق.. طلع عشان يشوفها.. بس وهو طالع من حجرته.. شاف شما يالسة ويا سعيد في بلكونة الصالة اللي فوق..
سلطان: شماني هندوه ناشة هالحزة؟
شما: هى فديتك هندوه تنش الساعة ست..
في هاللحظة دشت امه البلكونة وقالت.. : ليش تسأل عن هند؟
سلطان (وهو حاس بالذنب): ماشي بروحي من زمان ما شفتها
موزة: إنته مزعلنها؟؟ البنية ما قامت اتي بيتنا.. يالله اشوف سير راضها..
سلطان: لا والله امايه ما زعلتها..
موزة: هي بروحها مخبرتني انك زعلان منها.. وبعدين انا مب عمية.. أشوف اللي يستوي جدامي.. واعرف انك مطنشنها صار لك فترة..
سلطان (تنهد): ان شالله امايه.. الحين بسير اراضيها..
دش سلطان بيت عمه حمدان وسأل أم جمال عن هند.. وقالت له انها يالسة برى في الحديقة .. إذا يباها بيحصلها عند الحوض.. طلع سلطان وشافها يالسة تقرا مجلة عند الحوض واقترب منها من دون ما تحس.. يوم شافته هند نزلت المجلة واطالعته باحتقار..
سلطان: مرحبا..
هند (بنبرة حادة): شو عندك؟
سلطان: أبا اتفاهم وياج هنادي..
هند: نتفاهم على شو؟
يلس سلطان حذاها وقال: هنادي لازم نرمس عن اللي استوى هذاك اليوم
سكتت هند وهي تتذكر الموقف اللي استوى بينهم.. وقالت: "سلطان أنا...."
سلطان: أعرف..
هند: كنت تقصد اللي قلته؟
حاول سلطان ينكر بس ما قدر: هى.. كنت قاصد كل كلمة قلتها
هند: وليش ودرتني ورحت؟
سلطان: لأني كنت خايف من مشاعري ومن هزاع وسالفة الخطوبة كلها.. كنت خايف اكون تسرعت واندم.. وتندمين ويايه..
هند: سلطان انا كلهم ما يهموني كثر ما انت تهمني..
سلطان: بس أنا يهموني يا هند...
هند: انزين لا تخبر أي حد لين ما ينسون سالفتي انا وهزاع..شو رايك؟
سكت سلطان وخافت هند انه يغير رايه وقالت: سلطان انا احبك.. والله شاهد عليه اني حبيتك من يوم عرفت شو معنى كلمة حب..
ابتسمت هند بسعادة.. أخيرا قالت هالكلمة اللي تمت محبوسة في داخلها دهور.. أخيرا قالتها وحست بها تطلع من أعماق أعماق روحها وقلبها..
ابتسم سلطان.. غصبن عنه كان حاس بسعادة كبيرة ما تنوصف.. وقاله: هنادي.. حتى انا .. يمكن ما كنت فاهم احساسي.. بس الحين فهمته.. وتأكدت اني احبج.. هنادي والله احبج من كل قلبي..
نزلت الدموع من عين هند وهي مب مصدقة اللي يالسة تسمعه.. كان خاطرها توقف وتنط من الفرحة بس طبعا مب جدام سلطان.. يوم بترد حجرتها بتعبر عن فرحتها ..
ويلست هنادي تسولف ويا سلطان للساعة 10 يوم انتبه انه لازم يسير الشركة.. وردت هنادي حجرتها وهي تحس انه الدنيا ابتسمت لها .. وخلاص كل احلامها تحققت..
الجزء الأول
الأيام اللي تبعت اليوم المشهود في حياة سلطان وهند مرت مثل حلم جميل.. شرا أي اثنين توهم يكتشفون عالم الحب.. كانوا يسرقون اللحظات عشان يشوفون بعض.. ومكالمات منتصف الليل ما يملون منها أبد.. محد كان ملاحظ أنه سلطان وهند يسولفون ويا بعض بالساعات . .. وانه سلطان صار يتغدى بيت عمه حمدان في الاسبوع ثلاث مرات.. وهند.. كل شي صار يونسها.. ومهما حاولوا اخوانها انهم ينرفزونها ويقهرونها.. كانت تبتسم في ويوهم أو تتفداهم وتروح عنهم.. وتخليهم واقفين مكانهم وهم مبطلين حلوجهم من الصدمة.. أمها لاحظت انه بنتها تغيرت وصارت هادية وايد.. واستانست من هالتغيير..خصوصا انه هندصارت توقف في المطبخ وتعلمت تطبخ.. وكانت كل يوم العصر تسوي لهم كيك وحلويات وتطرش بيت عمها مانع..
حتى حمدان لاحظ الفرق وحمد ربه انه بنته ودرت حركات ودلع ليهال وكبرت أخيرا.. كانت هند تشع من داخلها وفي ويهها نور خلاها تحلو وتبهرهم كلهم.. كانت باختصار.. تحب.. والحب يسوي أكثر عن جذه..
.. كانت تحس انه حبها لسلطان يخنقها.. تحس به يفيض مب قادرة تتحكم فيه.. فكانت توزع الحب على كل اللي حواليها يمكن تروم تسيطر عليه.. وتخفف من حدته.. وكانت خايفة انه حد يلاحظ احساسها.. لأنه كيانها كله كان ينبض بحب سلطان.. معقولة محد لاحظ؟
واليوم الصبح يلست هند ويا أمها تقرا مجلة، وكانت امها تطالعها بنظرة كلها حنان وفخر بسبب التغير اللي صار ف شخصيتها.. ويا راشد ويلس وياهم..
سعاد: فديت بنتي يا ربي.. هنادي وايد احلويتي هاليومين.. شوفي الثقل شو يسوي؟
ابتسمت هند واحمر ويهها وردت تقرا المجلة..
ضحكت سعاد وقالت: اللي ما يعرفها يقول عنها عاشقة.. هدوءها مب طبيعي يا خوفي يكون وراه شي..
راشد: ليش امايه انتي ما تعرفين انه هندوه عاشقة؟
تجمدت هندوه مكانها وحست بالدم ينزل من ويهها.. والتفتت له سعاد بسرعة وسألته: عشقت منو؟
راشد: عاشقة عمرها منو بعد؟ ههههههههه
ارتاحت هندوه وقالت في داخلها : الله يغربل ابليسك يا رشود وقفت قلبي..
سعاد: هههههه راشد حرام عليك.. نحن ما صدقنا انه اختك عقلت .. لا تأذيها..
كانت هند تسمعهم وتدري انهم يبونها ترد عليهم بس طنشت وكملت قراية المجلة.. ما كان لها نفس ترد على أي حد.. كانت بتموت تبا تشوف سلطان وتترياه يرد من الشركة عشان يتصل بها..
سعاد: هنادي شو رايج في عفرا بنت عمج محمد..؟
هند: وغدة وسخيفة.. ليش؟
سعاد: بنخطبها لراشد..
اتفاجأت هند: رشود ونك كبرت بيخطبون لك؟
راشد: لا نونو أنا جدامج.. عمري 25 سنة يعني مب صغير..
هند: شو تبا فيها عفروه.. والله بتندم بتكرهك ف عيشتك
راشد: لا فديتها بنت عمي حلوة وأمورة ما فيها شي ينعاب..
سعاد: خلاص حبيبي انا بكلم ابوك عشان يكلم عمك محمد..
راشد (يمثل انه مستحي): اللي تشوفينه يا ام راشد..
هند: ههههههه.. والله شكلك غبي ... شلك في العرس انته؟
راشد: هندوه تونا نمدحج نقول عقلتي..
سعاد: هههههه محد غيرك حسدها .. هندوه فديتج طنشيه
هند: أفا عليج امايه ما طلبتي..
اطالعت هند ساعتها وكانت الساعة 10 وقررت تروح وتطالع التلفزيون.. عشان يمر الوقت بسرعة..
في الشركة.. وصل مانع متأخر وراح مكتب سلطان عشان يشوف اخبار الشغل.. هزاع كان قاعد في مكتبه وانقهر يوم شاف ابوه رايح يسلم على سلطان قبل لا يدش مكتبه هو .. وقال: مب جني أنا العود..؟والمفروض ابويه يطل عليه انا قبل.؟؟ الظاهر انه هالسلطان ناوي على الشركة بكبرها.. وقرر يبدا في تنفيذ خطته الحين..
في الايام اللي مظت، لاحظ هزاع النظرات اللي بين هند وسلطان.. وكان شاك انهم يحبون بعض.. وتأكد من شكوكه يوم ساروا الذيد يوم الخميس وركبت هند وسلطان الخيل بروحهم .. كانت هاي أول مرة يودرهم فيها سلطان في العزبة وما يلعب وياهم.. وكله عشان خاطر عيون بنت عمه هندوه ام لسانين.. ومع انه هزاع ما تعيبه هند بالمرة وما يدانيها.. بس كان مقهور منها ليش رفضته.. ؟ وفي نفس الوقت كان يبا يحرق قلب سلطان..
في هاللحظة دخل مانع ويا سلطان مكتب هزاع وسلموا عليه ويلسوا يسولفون عن الشغل.. وعقب ما خلصوا سوالفهم والشغلات المهمة اللي لازم يخلصونها..
هزاع: أبويه .. بغيتك في موضوع ..
مانع: آمر فديتك..
هزاع: ما يامر عليك عدو يا بوهزاع.. انتو رمستوا عمي محمد عشان سالفة أسما؟
مانع: لا فديتك اسمح لي .. حمدان سبقني ورمس محمد عشان يخطب عفرا لراشد..بس اذا تبا اليوم برمسه..
هزاع: لا بويه جي احسن.. أنا ما با اسما.. اخطبولي هند بنت عمي حمدان..
انصدم سلطان والتفت على اخوه بحدة.. شو يالس يخربط هذا؟ مانع بعد انصدم وقال: بس انته ما كنت معارض من قبل يا هزاع.. شو اللي طرى عليك..؟
لاحظ هزاع انه سلطان تغيرت ملامحه واستانس في داخله.. وقال لأبوه: ابويه انا كنت أبا ارضيكم بس بصراحه هند في خاطريه وما رمت أشيلها من بالي..
حس سلطان انه سكاكين تنغرز في صدره وهو يسمع هالرمسة.. أخوه يحب هند؟؟ حاول يتكلم بس ما قدر.. كان ساكت وكأنه نسى الحروف فجأه.. بس يالس ويطالع اخوه وهو مب مستوعب اللي يستوي..
مانع: خلاص ابويه اللي تشوفه.. برمس عمك حمدان مع انه يوم رمسته قبل اسبوعين قال لي البنت صغيرة ع العرس..
هزاع: دخيلك ابويه خبره وقول له انا مستعد اترياها لو ان شالله عشر سنين..
مانع: ههههههه لا شو عشر سنين.. اصبر بدق له الحين..
هزاع: تسلم ابويه علني ما خلى منك يا رب
مانع: بس انا ولدي اشوف انه اسما هي اللي تصلح لك.. وبعدين هند بعدها ياهل.. ولا انته شو رايك يا سلطان؟
سلطان ما رد عليه.. كانت عيونه في عيون هزاع.. يطالعه بنظرة غريبة.. ويوم رد ابوه يسأله ، انتبه وقال من دون نفس: سووا اللي تبونه.. أبويه انا عندي شغل اسمحولي..
وطلع سلطان من المكتب وهو حاس انه راسه بينفجر..ليش يا هزاع؟ ليش هند بالذات؟؟ والمشكلة انه ما قدر يوقف في ويههم ويتكلم.. اللي طلب هالشي اخوه العود وابوه موافق..
ما قدر سلطان يتم في المكتب وروح البيت من دون ما يخبر ابوه..
العصر، تساقطت الأمطار بغزارة وكانت هند يالسة في بلكونة الصالة اللي فوق تتأمل المشهد الرائع يوم سمعت أمها تناديها..
سعاد كانت مصدعة ومتظايجة.. لأنها نست الدريشة مبطلة وماي المطر دش في الحجرة .. "هنادي!!" ردت سعاد تنادي بنتها بس أم جمال سبقتها ودشت هند وراها..
سعاد: أم جمال حبيبتي جففي الزولية...
راحت أم جمال تتيب لها شي تنظف فيه الماي ويلست هند على شبرية أمها.
هند: أمايه شو رايج بهالروج؟
يلست امها حذالها وقالت وهي تطالع الروج: هندوه تعرفيني ما احب المكياج.. بس هذا لونه حلو..
هند: انزين امايه علميني شقايل احط آي شادو..
سعاد: ههههههه .. شو عندج احيدج ما تدانين تحطين شي على عيونج..
هند( بخجل): أمايه ما فيها شي لو تعلمت.. باجر يوم بعرس بحتاج حق هالشغلات..
سعاد: أوكى حبيبتي .. تعالي لي عقب العشا وبعلمج.. خلاص؟
باست هند أمها على خدها وقالت: خلاص اتفقنا..
كانت هند مستانسة وايد انه امها راضية عنها هاليومين.. وحست انها كانت وايد ظالمتنها ومعذبتنها قبل.. بس من اليوم ما راح تأذيها أبد..
هند: أمايه؟
سعاد: ها فديتج
هند: ما اشتقتي للكويت؟
ابتسمت سعاد: انا تركت الكويت من 25 سنة.. بس طول ما قلبي ينبض.. بيتم ينبض بحبها.. ورغم اني إماراتية الحين.. الكويت بتم في عقلي وفي قلبي وروحي..
هند: مدري كيف تحملتي تودرين ديرتج.. أنا لو طلعت من دبي بموت..
ابتسمت سعاد لبنتها وقالت: كلنا قلنا جذي في البداية.. بس في النهاية نضطر انا نضحي عشان اللي نحبهم.. بتتعلمين هالشي يوم بتكبرين...
طلعت هند من حجرة أمها وراحت حجرتها عشان تتصل بسلطان على تيلفون حجرته ويوم محد ردت، استغربت لأنها متأكدة انه في البيت.. وين بيروح في هالمطر؟ اتصلت على تيلفون الصالة وردت عليها شما..
هند: هلا شماني شحالج غناتي.؟
شما: هلا والله.. الحمدلله بخير شحالج انتي وخالوه ام راشد شحالها؟
هند: الحمدلله.. شماني تولهت عليج ابا ايي عندكم..
شما: تعالي فديتج..
هند: والمطر..؟
شما: بطرش لج الدريول..
هند: لا امايه حرام خليه برايه.. منو عندج في الصالة؟
شما: أنا وامايه وسعود..
هند (بتردد): وسلطان؟
شما: سلطان راقد.. فديت روحه رد من الشركة من وقت اليوم.. كان مصدع وايد..
تظايجت هند وقالت: شماني سيري شوفيه يمكن محتاي شي..
شما: هندوه ما فيه ادش عليه يمكن اخرب رقاده.. لو يبا شي بيتصل على تيلفون الصالة..
بندت هند عن شما وردت تتصل بسلطان.. بس بعد ما رد عليها..
كان سلطان يالس على شبريته في الظلام.. يفكر بحظه اللي خلاه يحب هند في نفس الوقت اللي حبها فيه أخوه هزاع.. وقرر قرار نهائي.. انه علاقته بأهله أهم من أي إحساس يحسه لهند.. سلطان قرر يبتعد.. ويوم سمع صوت تيلفونه يرن.. طلع من الحجرة عشان ما يرد عليها..
الجزء الثاني
قبل لا يرقد حمدان ، خبر مرته انه مانع رد يكلمه في سالفة هند وهزاع..
حمدان: والله اني مستحي منه يا سعاد ما اعرف شو ارد عليه..
سعاد (وهي مب مصدقة انه هزاع ودر بنت ناعمة عشان ياخذ بنتها): شو ترد عليه بعد.. خبره انا موافقين..
حمدان: بس هند ما تباه..
سعاد: هند ياهل شو دراها مصلحتها وين؟ نحن اهلها ولازم نقرر عنها في هالمسائل.. حمدان انا ما تدخلت في تربيتك لها من قبل وخليتك اتدلعها على كيف كيفك.. بس الحين اقول لك لا تخرب علاقتك ويا مانع عشان دلع بنات..
لاحظت سعاد انه ريلها بدى يقتنع وكملت كلامها: وبعدين هزاع ريال ما ينعاب وعقب الزواج بتحبه..
سكت حمدان .. رغم انه بنته ما تهون عليه بس رمسة مرته صح.. ويلس يفكر وايد بهالموضوع قبل لا يرقد..
اليوم اللي عقبه كان عيد ميلاد سعيد وموزة عزمتهم كلهم عندها في البيت ع العشا.. وهند طبعا كانت مستانسة لأنها بتسير تساعد شما في المطبخ وبتطمن على سلطان اللي من أمس وهو ما يرد عليها.. هند ما شكت في شي وتحرته كان مصدع وراقد.. وما كانت تعرف انه ابوها في هاللحظة يالس يتفق ويا عمها مانع وويا هزاع على خطوبتها..
الساعة 6 ، كانت هند في المطبخ ويا شما.. هند كانت تقطع الكيك وشما واقفة تراقبها..
هند: شو تطالعين يا الدبة؟ (وضحكت يوم لاحظت انه بنت عمها سرحانة فيها)..
شما: ما ادري.. شكلج مستانسة وايد وانتي تقطعين الكيك.. هذا اللي كنت أفكر فيه.. بس
هند: أكيد بستانس وانتي ويايه غناتي.. تعرفين شكثر احبج..
شما: هنادي حتى انا والله اعتبرج شرات اختي واكثر بعد..
حظنتها شما واستانست هند وايد من رمستها.. يوم بتاخذ سلطان ما بتندم أبدا لأنه عنده اخت شرات شما..
دشت موزة المطبخ ويوم شافت الكيك استانست وايد وقالت: خلاص فديتكن .. سيرن تلبسن.. تعبتكن وايد ويايه اليوم..
هند: تعبج راحة خالوه..
شما: يالله هنادي ما شي وقت..
وطلعت هند وشما عشان يتلبسون للعزيمة الليلة..
يوم طلعت هند من البيت، كانت متظايجة لأنها ما شافت سلطان.. وما لاحظت انه واقف عند دريشة حجرته يراقبها وهي مروحة.. ويتمنى للمرة الألف انه يقدر يشيلها من باله..
الساعة 8 كانوا كلهم في الصالة الا سلطان.. وحست هند للمرة الأولى انه في شي غلط يالس يستوي.. شافت شما من بعيد تحط الشاي على الطاولة وراحت لها.. بس هزاع وقف جدامها واضطرت انها تبتسم له من ورا خاطرها..
هزاع: هنادي بلاج متظايجة..؟؟
هند: ما فيني شي.. انته اللي بلاك؟ أول مرة ترمسني..
هزاع: حرام اسأل شو بلاج..؟
هند: لا مب حرام بس مب من عادتك تسأل..اللي اعرفه انه محد يهمك غير نفسك..
انقهر هزاع .. لسانها طويل.. بس قرر يغيظها وضحك: هذا قبل هنادي.. كل شي يتغير فديتج وانا تغيرت..
هند (بنفور واضح): مبروك.. أصفق لك؟؟
هزاع: هنادي شو هالاسلوب. ؟ بلاج عليه انا شو سويت لج؟
هند: هزاع انا متظايجة وايد.. اذا رمستك الحين متأكدة اني بغلط عليك..
وراحت عنه وهزاع وقف يطالعها ويتحلف لها في داخله.. صبري يا هندوه.. خليني اخذج وساعتها بعرف شقايل اءدبج..
وصلت هند عند شما وسألتها: سلطان وينه؟
شما: أنا بروحي أحاتيه.. صاك على عمره باب حجرته ومب راضي يطلع..
هند: ليش.. شو بلاه؟
شما: أونه مصدع..
هند: من أمس..
شما: شكله جي..
هند: وأمج ما سارت له؟
شما: أمي انشغلت.. بسير له مرة ثانية..
هند: لا.. انا بسير له..
شما: أوكى..
راحت هند فوق ودقت باب حجرة سلطان.. ويوم بطلت الباب ما لقته داخل.. دورته فوق وشافته يالس في البلكونة.. دشت هند ويلست مجابلتنه.. وخافت وايد من اللي شافته..
كانت نظرة سلطان حادة خلت قلبها يرتجف.... وعيونه حمر وتحتهم سواد كأنه مب راقد من شهر.. حاولت هند تبتسم غصبن عنها وقالت: سلطان.. ليش ما ييت تحت؟
نزل سلطان عيونه عنها وقال: روحي .. مالي نفس ويا اي احد..
هند: حتى أنا..؟
اطالعها سلطان بحزن وقال: خصوصا انتي..
على طول دمعت عيون هند .. شو بلاه سلطان؟ ليش يتعامل وياها بهالقسوة. ؟؟ وسألته بكل هدوء: أنا غلطت بشي؟
سلطان: لا
هند: حد قال لك شي عني؟
سلطان: يخسون يرمسون عنج..
هند (بصعوبة): مليت مني؟
حس سلطان بقلبه ينقبض وقال: مستحيل أمل منج..
هني بدت دموع هند تنزل بكل حرية وقالت: عيل ليش متغير عليه.؟ ليش مبتعد ومنعزل بروحك؟؟ انته تدري انه راحتي وياك وف قربك ورغم هذا حرمتني منك أمس واليوم.. ليش؟
اطالعها سلطان وفي عيونه حزن كبير ما قدرت تفهمه او توصل لأسبابه .. وقام عنها وراح حجرته وصك الباب وراه.. ويلست هند في البلكونة بروحها ..تحاول تتذكر كل كلمة قالت لها اياه من يومين.. يمكن غلطت عليه وهي مب حاسة.. ولا شو تفسير تصرفه هذا؟؟
عقب ما هدت هند شوي.. نزلت تحت وعلى طول راحت لها شما وسألته: وينه؟
هند: راقد..
شما: وليش تأخرتي..؟
هند: كنت أدق عليه الباب .. ما كنت متوقعة يكون راقد.. وتوه انتبه وبطل لي الباب..
شما: بلاج جي متظايجة؟ لا يكون هزبج ؟
هند: لا لا.. بس بروحي مصدعة..
شما: تعالي انا اعرف شو اللي بيخفف صداعج..
هند: شو؟
شما (بفرحة): سعود!!!! .. الحين بيطفي الشموع.. وبنقص الكيك..
قررت هند ما تخرب على بنت عمها وناستها وراحت وياها غرفة الطعام اللي كان الكل متيمع فيها وقصوا الكيك عقب ما طفى سعيد الشمعات الثلاث.. وصفقوا له كلهم وباسوه وعطوه هداياه..
-------------------------------
يوم ردت هند البيت خذتها أمها وياها حجرتها ويلست وياها على الشبرية .. وابتسمت سعاد لبنتها وهي تتمنى تعدي هالليلة على خير..
سعاد: هنادي.. انتي تغيرتي وايد هاليومين وانا وايد مستانسة من هالشي.. حتى اليوم خالوتج موزة كانت تمدح فيج..
ابتسمت هند واحمر ويهها.. وقالت: أهم شي رضاج عليه يمه.. والله يسوى عندي الدنيا وما فيها..
مسحت سعاد على شعر بنتها وقالت: من خاطرج يا هند؟
هند: امايه شو هالسؤال .. أكيد من خاطريه.. عندج شك انج أغلى انسانة على قلبي.؟؟
سعاد: واذا طلبت منج شي.. بترديني؟
هند: أكيد ما بردج أمايه .. آمري فديتج..
سعاد : هزاع خطبج.. وانا وابوج وافقنا..
انصدمت هند.. وعرفت فجأة شو سبب معاملة سلطان لها بهالبرود.. هزاع رد يخطبها؟؟ مع انه يعرف انها رافضتنه.. بس ليش؟ وهو طول عمره ما كان مهتم بها..
لاحظت سعاد انه ويه بنتها تغير ولاحظت بعد انها سرحت في عالم ثاني.. وقالت: هنادي.. أنا أفكر بمصلحتج.. هزاع ريال ما ينعاب وولد عمج.. وابوج يستحي يرد عمج مانع.. فكري بالمشاكل اللي ممكن تستوي اذا رفضتيه.. وفكري بهزاع نفسه اللي بيكرهج وبيكرهنا كلنا.. لا تصيرين انانية وفكرينا فينا قبل كل شي..
هند كانت ظايحة وايد ومقهورة من سلطان .. وقالت لأمها:: خليني أفكر.. بروح أرقد خلاص امايه؟
ابتسمت سعاد وحست انها انجزت شي.. على الأقل البنية ما زاعجت ولا سوت لهم حفلة شرات المرة اللي طافت..
سعاد: خلاص فديتج سيري ارقدي وفكري.. وردي علي باجر..
--------------------------
حاولت هند تسيطر على اعصابها قد ما تقدر.. كان في شي في بالها ولازم تنفذه.. كيف سلطان يتخلى عنها بهالسهولة ويرضى انه هزاع ياخذها.. ؟ وين حبه وغيرته عليها؟؟ صحيح انه هزاع اخوه بس هند مب غريبة.. هند بنت عمه وحبيبة قلبه.. وشلت هند السماعة ودقت له.. كانت الساعة 2 وهي مب قادرة ترقد .. عقب ما رن فترة طويلة.. رد عليها سلطان..
هند: ألو؟
سلطان: هلا..
هند: دقيقتين وبكون عند باب بيتكم..
سلطان(بعصبية): شو؟
هند: قلت لك دقيقتين وبكون عند باب بيتكم.. اذا ناوي تخليني ابات عند الباب لا تبطله.. أوكى؟
وبندت هند التيلفون ولبست شيلتها وطلعت..
سلطان ما قدر يستوعب اللي قالته.. شو اييبها عندهم الحين..؟ وفكر يلبس كندورة بس غير رايه..وطلع لها عند الباب.. وشافها واقفة بجلابية وشيلة..
دخلها سلطان في الحوي وكلمها بنبرة حادة..: شو حركات اليهال هاذي؟ انتي تعرفين لو حد شافج طالعة هالحزة شو بيقولون؟
هند (اللي كانت تقاوم دموعها): ما أظن انه رمستهم تهمك..
سلطان: هنادي شو هالرمسة؟؟ الحين ياية تشككين في حبي لج؟
هند: من حقي يا سلطان.. عقب اللي سمعته اليوم من حقي اشك فيك وفي كل كلمة قلتها لي..
سلطان: هنادي فديتج والله اني خايف عليج.. الله يهديج ما رمتي ترمسيني في التيلفون ؟ لازم كنتي توصلين لى هني..
حست هند انها خلاص بتفقد اعصابها وقالت: هذا اللي هامنك؟؟ إني طالعة في هالوقت؟
سلطان: هى هذا اللي هامني.. طلعتج من البيت هالحزة ما كان لها داعي أيد.. أنا ما ارضى انه اي حد يرمس عنج أو يمسج بكلمة.. وتصرفاتج هاذي تييب لج الشبهة..
بدت دموع هند تنزل وسكتت .. وتنهد سلطان وقال: تعالي بوصلج بيتكم.. قبل لا حد يلاحظ انج مب موجودة..
هند: منو بيلاحظ يا حظي؟ منو يهتم فيني هناك أصلا أو يسأل عني.. كلٍ لاهي بعمره.. حتى انته مب راضي تفهمني يا سلطان.. حتى انت..
غمظته هند.. ويوم يت عينه في عيونها حس بعمره ضعيف ومهزوم.. ومده لها ايده ومشى وياها للصالة..
يلست هند في الصالة ومسحت دموعها بإيدها وسلطان يالس حذاها متوتر.. مب عارف شو يقول لها.. أو كيف يشرح لها الصراع اللي في داخله.. بس هند سهلت المهمة عليه ودشت هي في الموضوع..
هند: انته لو صج كنت تحبني ما كنت بترضى انه هزاع يخطبني..
اتفاجئ سلطان والتفت لها بسرعة: شو دراج انه يبي يخطبج؟
هند: أمايه خبرتني اليوم والمفروض أفكر بالموضوع.. وارد عليها باجر..
سلطان: هند أنا.. ما اعرف..
هند( بعصبية): شو اللي ما تعرفه..؟ ما تعرف اذا كنت تحبني ولا توهمني.؟؟ ما تعرف اذا اخوك اهم ولا انا؟ ما تعرف اذا انته ريال قد كلمتك ولا لأ؟
انجرح سلطان من كلامها بس عذرها لأنها محرجة ومجروحة في نفس الوقت.. وقال: هنادي وطي صوتج... اذا حد قعد وشافنا ما بتعدي هالليلة على خير..
هند (اللي انقهرت اكثر من كلامه): انا خلاص فقدت الأمل في انك تفهم.. او تحس.. كل اللي تحاتيه كلام أهلك وبس..
ووقفت هند عشان تروح بس سلطان يرها من ايدها وقعدها غصب.. وقال لها بنبرة حادة: ايلسي خل نتفاهم وبطلي دلع وحركات يهال .. ترى والله مب وقته!!
هند: قول اللي عندك .. أنا خلاص قلت اللي عندي..
تنهد سلطان وغمض عينه.. كان صج تعبان ومرهق وحاس بنفسيته متحطمة.. وقال: يا هنادي لو الدنيا كلها تهون انتي ما تهونين.. نسيتي اني احبج؟
هند: ما نسيت هالكلمة.. بس شكيت بصدقها..
سلطان: انا مستحيل اتخلى عنج.. وهزاع برمسه بنفسي.. وبخبر ابويه اني اباج.. خلاص؟؟
ابتسمت هند بخجل وقالت: والله؟..
ضحك سلطان : والله.. ممكن تردين بيتكم الحين؟
هند: أفا!!! تطردني؟؟
سلطان: ههههههههه.. هى مليت من مجابل ويهج يالله روحي ما نباج ف بيتنا..
هند: ههههههههه.. خلاص وصلني..
سلطان: اصبري.. بسير البس كندورة وبيي..
هند: بتخليني هني بروحي في الصالة؟
سلطان: لا عيل باخذج ويايه الحجرة..!!!
هند: سلطان أخاف والله.. خذني وياك.. تلبس في الحمام..
فكر سلطان وقال : أوكى تعالي..
استانست هند وتبعته فوق.. وهو بيموت من المستحى.. ويوم دشت وياه الحجرة.. ما كانت منتبهه للعيون اللي تراقبها هي وسلطان في ظلام الممر.. ولا لكتلة الغضب اللي تشتعل في قلب الشخص اللي كان طول الوقت يسمعهم... وفاهم كل شي يستوي جدامه.. دشت هند حجرة سلطان وصكت الباب وراها.. وضحكت عليه لأنه كان مستحي منها ومرتبك.. ويدور كندورته..
هند: ههههههههه حبيبي هدي اعصابك والله ما باكلك...
سلطان (بارتباك): مادري مب متعود انه بنت ادش حجرتي..
هند: لا تعود.. وبعدين عن الهذرة اللي مالها داعي.. يالله سير البس عشان توصلني.. الساعة 3..
سلطان: هى .. اوكى.. دقيقة بس..
ودش الحمام عشان يتلبس.. هند يلست تتلفت حواليها وفجأة يتها فكرة انها تكتب له اهداء على اليدار اللي حذال شبريته.. عشان كل ما يشوفه يتذكر هالليلة.. وبسرعة دورت شي تكتب فيه ولقت قلم رصاص على التسريحة.. شلت القلم ويلست على الشبرية وفكرت شو تكتب؟
شو تكتب؟؟ الحين يوم احتاجت للشعر.. نست كل الابيات.. تنهدت هند وكتبت أول شي يا في بالها..
دنـياي شـفها فـي تفاصيل دنياك.... ان زانت ايـامك زمـاني يـزيني
وان شـان وقتك واستدارن الافلاك.... كـل الـوجود بـنظرتيني يشيني
وشهي حـياتي يـا حـياتي بـلياك ....انـت الـسنين الـلى تسمى سنيني
انـا لـك اقرب من يسارك ليمناك.... صدق ووفاء واخلاص حب وحنيني*
يوم خلصت انتبهت انه سلطان واقف يطالعها وابتسمت له..
هند: كتبت لك اهداء...
سلطان: ما تعرفين الا تشخبطين.. ههههه.. اصبري بقراه..
هند (بخجل): لا لا تقراه.. يوم بطلع سو اللي تباه..
سلطان (يبتسم): ونج تستحين هندوه؟
ابتسمت هند وما قالت شي، يلس سلطان حذالها (عيبته السالفة) وقال: هاي أول مرة تدشين فيها حجرتي من يوم رديت من أمريكا..
التقت عيون هند بعيونه وابتسمت بارتباك.. نظراته خلتها تستحي وتحس انه عيونه تخترقها وتوصل لأعماق روحها.. مسك سلطان ايدها وحست هند انها بتطير من الوناسة.. ما رمست ولا عرفت شو تقول أو كيف تتصرف في هالموقف.. حست انها اذا قالت أي شي.. ممكن تخرب الجو الساحر اللي سببه الصمت بينهم.. ونزلت عيونها احتراما لهاللحظة اللي أكيد بتحفرها في ذاكرتها وبتعيد مشاهدها في مخيلتها ألاف المرات قبل لا ترقد..
تنهد سلطان وقال: يالله قومي بوصلج..
ويا بيسحب ايده بس هند تعلقت فيه وابتسمت وهي تغمز له: ليش تسحب ايدك؟؟ ما تعرف اني اخاف؟
ابتسم سلطان وخذها من إيدها وطلع وياها للممر.. وقبل لا ينزل الدري وقف مجابلنها وقال: هنادي؟
هند: عيون هنادي اللي ما تشوف بهن غيرك..
سلطان:هنادي انا حاولت اقنع نفسي اني اقدر اعيش من دونج..
هند: واقتنعت؟
سلطان: للأسف لا.. كنت طول الوقت أفكر فيج..
هند(بخجل): طول الوقت؟
سلطان: طول الوقت..
كانت تعابير ويهه حنونة وازداد حب هند لهالانسان اللي رسم مصيره وياها وقرر يشاركها حياتها من اليوم.. ونزلت وياه الدري وفي خيالها صورتها اهي وياه وهم يمشون طالعين من خيمة العرس.. وابتسمت لنفسها ابتسامة أمل..
بس هالابتسامة اختفت فجأة وشهقت هند وهي تحس بجسمها كله يرتعش من الصدمة.. في الصالة.. تحت.. كان هزاع واقف ويا عمها مانع وخالتها موزة.. يطالعونهم وهم نازلين الدري .. نظراتهم كلها اتهام وشك.. ضغط سلطان على إيد هند ويوم التفتت لويهه.. كان عاقد حياته وملامحه مب مفهومة.. اطالعها سلطان بسرعة وقال: الله يستر.. اسكتي انا بتصرف..
ما ردت هند عليه .. كان خاطرها ترد تركب الدري وتنخش في حجرة سلطان لين ما يهدون اهله شوي.. وتذكرت انها هي اللي اصرت على سلطان انه ياخذها وياه الحجرة وعلى طول ندمت ودعت على عمرها.. أول مرة في حياتها تشوف عمها مانع يطالعها جذي.. نظرة غريبة حاولت تفسرها.. بس مالها الا تفسير واحد.. عمها كان مصدوم.. وفي نفس الوقت يحتقرها.. كانت عيون هند عليه وهي تنزل الدري.. ما تجرأت تحط عيونها في عيون خالوتها لأنها تعرف. إذا التفتت صوبها بتصيح.. وهي ما تبا تنهار جدامهم.. لأنها ما سوت شي غلط..
وقف سلطان جدام امه وابوه وهو يطالعهم بتحدي... بس نظرة هزاع له كانت نظرة استخفاف وقال: المشكلة انه واقف مستقوي جدامنا بعد..
استغرب سلطان وسأله: هزاع انته من صجك ترمس؟
طنشه هزاع ورمس ابوه: أبويه انا سكت أول مرة وثاني مرة.. بس أكثر عن جذي ما رمت أسكت.. كل يوم والثاني ساحبنها بيتنا ف أنصاف الليالي.. وأنا اللي كنت..
ما كمل هزاع رمسته لأنه سلطان صفعه بكل قوته ويره من قميص بيجامته وصرخ في ويهه: جااااااااب ...
هزاع تخبل وحاول يبعد اخوه عنه بس ما قدر ، وزخ سلطان من رقبته.. في نفس الوقت موزة بدت تصيح ومانع حاول يبعد الاثنين عن بعض بس ما شي فايده.. كانوا كل واحد أقوى من الثاني.. وهند واقفة عند الدري مبطلة حلجها من الصدمة وهي مب مصدقة انها قبل ثواني كانت اسعد مخلوقة في الدنيا.... وحطت ايدها لا إراديا على بطنها وهي حاسة باحساس رهيب بالمصيبة اللي جدامها..
سلطان اللي كان يتنفس بصعوبة كان يحترق في داخله.. كيف يتجرأ هالنذل ويتبلى عليه.. واللي كان صج قاهرنه انه كان يبا يأذي هند.. وهزاع كان مصمم يكمل لعبته عشان ما يتوهق.. والأدلة كلها وياه..
مانع: هد أخوك يا سلطان.. مب كافي سواد ويهك انته وهالسبالة.. بعد تبا تجتل أخوك؟
انصدم سلطان من رمسة ابوه وشل ايده عن اخوه اللي استغل الفرصة ورد له الصفعة بصفعة أقوى عنها.. في هاللحظة شهقت هند وحطت ايدها على حلجها.. يمكن هند تحلم.. يمكن كل اللي تشوفه جدامها مجرد كابوس وبتصحى منه في أي لحظة.. وهني يت عينها في عين موزة اللي اقتربت منها وقالت والدموع مغرقة ويهها: ليش يا هنادي احنا بشو غلطنا عليج ؟؟ متى قصرنا وياج..؟؟؟ نهون عليج ويهون عليج ابوج؟؟
هند (بصدمة): شو؟؟؟؟؟؟ خالوه انتي شو تقولين؟؟..
سلطان: امايه هند ما يخصها ونحن ما سوينا شي غلط وهالنذل جذاب!!!
مانع (يرمس سلطان): جب ولا كلمة.. انته من اليوم ورايح راسك ما ينرفع عن الارض يوم بتشوفني انا واخوك.. فاهم...؟؟
سلطان: لا مب فاهم ابويه صدقنى هند..
مانع: هند ياهل وانته قصيت عليها بكلمتين.. وانا كنت مستغرب ليش ما تبا هزاع ورفضته مرتين.. ثرك انته غاسل لها مخها..
لأول مرة في حياته صاح سلطان.. ما اهتم ابد انه دموعه تنزل جدام اخوه ولا اهتم انه هند تشوفه.. ما تحمل اللي يستوي وما تحمل انه هند تنهان جدامه او انه حد يشكك في سمعتها..
لأول مرة في حياته.. سلطان كان يترجى ابوه وهزاع: أبويه والله العظيم اني مب جذاب.. وهند طاهرة طهر حمام مكة.. حرام عليكم تشكون فيها هاذي بنت عمي مستحيل أءذيها.. هزاع... هزاع خبرهم انك غلطان.. يمكن انت كنت تتخيل انك تشوف حد في البيت.. أخويه ليش تسوي فيني جذي ؟؟ ليش؟؟
موزة كانت خلاص منهارة وتمنت انه شما.. اللي غرفتها آخر غرفة في البيت ما تنتبه على صراخهم.. وتنش.. ما تباها تحضر هالمشهد..
هزاع: سلطان أنا رمستك أمس وقلت لك جان تباها بنخطبها لك.. بس انته ما تباها .. وانا خطبتها مرتين عشان استر عليها بس هي اللي ما تبا الستر حق عمرها..
سلطان: جذاااااااااااب.. جذاب ونذل.. خاف ربك يا هزاع.. خاف ربك!!!
وكان سلطان بيتجدم له عشان يظربه مرة ثانية بس ابوه وقف جدامه وقال: بس!!!!!!
والتفت مانع على هند وقال: وانتي.. جدامي ع البيت بوصلج.. ياللا اشوف..
تمت هند واقفة مكانها وعيونها في عيون هزاع.. كانت نظرتها كلها كره صريح لهالمخلوق اللي دمر حياتها بكذبة.. كلمتين قالهم بدون أي تعب .. هدمت كل أحلامها ومستقبلها.. خلتها تعيش في دوامة من الحزن والهم.. طلعت هند من البيت ويا عمها من دون ما تحط عينها في عين سلطان.. كل اللي صار بسببها.. كانت تقدر ترمسه في التيلفون بس هي استقوت ووصلت للبيت.. كانت تقدر اتم يالسة في الصالة بس فضولها خلاها تروح فوق..
بسبب غبائها وتهورها.. دمرت مب بس حياتها.. دمرت حياة اعز الناس عليها.. وعمرها ما راح تسامح نفسها على اللي استوى الليلة..
دشت هند بيتهم ويا عمها مانع اللي ما قال لها ولا كلمة من طلعت وياه من بيتهم.. ويوم يت بتركب الدري عشان تروح حجرتها سمعت عمها يناديها: هند وين رايحة؟ قعدي أبوج بكلمه..
اطالعته هند بنظرة حادة وقالت: انته تدل حجرته.. روح قعده بروحك..
ركبت هند الدري بخطوات ثابتة.. وراحت حجرتها وصكت الباب.. وبعد تفكير قررت ما تقفله.. هي واثقة من عمرها.. بس الله يستر كيف بتكون ردة فعل أهلها.. بس غصبن عنها صاحت.. كانت خايفة من أمها.. ورغم انها تعودت انها تنهزب بس هالمرة غير.. السالفة كبيرة وايد وهند زودتها وفي نظرهم غلطت.. ومرت نص ساعة وهند يالسة على الشبرية بصمت.. تنتظر..
تبطل الباب فجأة وبعنف ودشت أمها وويها أحمر وفي عيونها غضب الدنيا كلها.. كانت شفايفها ترتجف وهي تزاعج على هند: انتي شو سويتي؟؟؟؟!! الله يلعنج ويلعن الساعة اللي يبتج فيها.. سودتي ويوهنا !!..
كانت هند تطالعها بخوف وحمدت ربها انها ما ظربتها.. كانت تزاعج بس وويهها يخوف.. "شو بيقولون الناس عنا الحين؟ هدتي حياتنا وخربتي اللي بينا وبين عمج مانع!!! حسبي الله عليج يا هند.. حسبي الله عليج!!!"
طاحت امها عند الشبرية وحطت ايدها على ويهها وابتدت تصيح.. هند ما قالت ولا كلمة ولا حاولت تقترب من امها .. كانت تعرف امها عدل وتعرف انها مهما قالت ما راح تصدقها.. مستحيل تصدق الا اللي في بالها هي.. ويلسوا اثنيناتهم يعانون بصمت ما يقطعه الا صوت سعاد وهي تصيح.. وأخيرا اطالعتها امها بعيونها اللي مليانة دموع وقالت: ادري انج تكرهيني هنادي ودوم تعانديني.. بس ما توقعت انج توصلين لهاالمستوى..
حست هند بغصة وهي تسمع هالرمسة بس يودت عمرها عشان ما تصيح..
سعاد: متى ووين غلطت في تربيتج؟ عمري ما حاولت أدلعج مثل يدج وأبوج.. طول عمري وانا متمسكة بديني وعاداتي.. متى غلطت في تربيتج؟ متى؟؟
نزلت هند عيونها عن امها وما عرفت وين تودي ويهها... كانت في داخلها تتألم.. ليش حاسة بالذنب؟؟ دافعي عن نفسج.. قولي شي.. !! بس كل اللي كانت تسويه هو انها تستمر في صمتها.. لأنها لين الحين مب مصدقة انه هالموقف استوى لها..
في هاللحظة وقفت امها وقالت: إذا لمحتج برى هالحجرة ما تلومين الا نفسج.. فاهمة؟؟
هزت هند راسها وهي ترتجف وراقبت امها وهي تاخذ تيلفون الحجرة وياها قبل لا تطلع وتصك الباب وراها بكل قوتها.. غمضت هند عيونها وقالت: سلطان... سامحني..
كان خاطرها تروح له.. تطمن عليه.. بس لأول مرة في حياتها كانت هند خايفة.. وتمت يالسة على شبريتها.. تتريى ابوها ..
كان ابوها يالس تحت يرمس مانع اللي كان يخبره بالسالفة كلها مرة ثانية.. مانع كان مشتط وغلط على هند أكثر من مرة وفي النهاية ما رام حمدان يستحمل وقال: مانع!!! هند بنتي وبنتك.. ولا نسيت هالشي..؟؟ وانا متأكد من تربيتها ومب مصدق كلمة من اللي تقولها ..
مانع: تكذبني يا حمدان وانا اللي شفتهم ينزلون من فوق بعيني؟؟؟
حمدان: استح على ويهك يا مانع انت ريال وفاهم.. مب ياهل ينقص عليك بكلمتين.. لا تظلم ولدك وتظلم بنتي وياه.. سلطان عمره ما نطق الا بالحق.. ولو يبا هند كان خطبها.. بس الكل يعرف انهم اخوان واكثر من الاخوان بعد..
مانع: الظاهر انك انت اللي ينقص عليك بكلمتين يا حمدان.. خلك ماشي ورا بنتك ومرتك وبنشوف وين يوصلونك.. هذا بدل لا تروح وتغسلها بالعقال يالس هني تدافع عنها؟
حمدان: مانع.. الساعة اربع والحين بيأذن الفجر.. أنا بسير اتيدد وانته البيت بيتك .. منت غريب..
وقام حمدان عنه وخلاه يالس بروحه في الصالة وهو ياكل في عمره من القهر والغيظ اللي فيه..
----------------------
وقف حمدان جدام حجرة هند دقايق طويلة.. متردد.. مب عارف كيف يتصرف ومب عارف اذا يصدق مرته ومانع ولا يوقف ويا بنته ويصدقها مهما كانت الظروف.. وأخيرا، استجمع كل قوته ودش.. وحس انه قلبه يتفتت وهو يشوفها متكورة وراقده على الشبرية.. واقترب منها بصمت عشان لا يقعدها.. كانت في عيونه بعدها هنادي الصغيرة الشيطانة اللي كل حد يحبها ويغار منها.. هنادي اللي مهما غلطت الكل يغفر لها ويسامحها.. وبكل حنان، مرر ايده على شعرها وهمس لها في إذنها: هنادي؟
بطلت هند عيونها وشافت في عيونه كل حب وحنان الدنيا.. وعلى طول حظنته وصاحت في حظنه شرات اليهال..
هند (اللي كانت ترتجف من الخوف والتعب): أبويه صدقني كل اللي انقال جذب.. والله انهم ظلموني يبه .. صدقني..
حظنها حمدان بقوه عشان يخفف عليها ويخفف على عمره في نفس الوقت.. : مصدقنج غناتي مصدقنج لا تحاتين.. لا تحاتين أي شي.. أنا بتصرف فديتج.. أنا بتصرف..
حست هند بالراحة والامان وهي في حظنه.. وتنهدت وهي تعرف انه أكيد بيتصرف .. وبيطلعها من هالمشكلة مثل كل مرة..
هند: أبويه .. سلطان..
حمدان: سلطان ما غلط أدري.. وادري انج مستحيل تغلطين..
هند: أبويه انا احبه وهو يحبني.. وكنت رايحة بس اكلمه.. والله انه راح الغرفة يبدل عشان يوصلني .. بس..ابويه تصدقني؟
حمدان: مصدقنج غناتي.. والله مصدقنج..
هند: أبويه شو بيستوي في سلطان الحين؟
حمدان: سلطان ريال.. ما ينخاف عليه.. انتي اللي لازم تحتاين عمرج وان شالله عمج مانع ما يرمس جدام محمد..
ردت هند تصيح وقالت: أمايه تكرهني.. طول عمرها وهي تكرهني..
حمدان: امج ما تكرهج هنادي.. هي بس مصدومة الحين وان شالله بتهدا باجر وانا بفهمها السالفة نفس ما خبرتيني..
هندا: أنا اسفة ابويه.. والله ما كنت ابا احطك في هالموقف..
سكت حمدان وفكر كيف يطلع بنته من هالموقف وكيف يجابل مانع باجر في الشركة؟
------------------------
الصبح.. نزلت هند الصالة بخجل.. وراحت حجرة أمها وابوها.. وهناك كانوا يتريونها لأنهم من الساعة 5 الفجر وهم يتناقشون في موضوعها.. حتى حمدان ما راح الشركة .. ويلست هند على الكرسي وهي منزلة عيونها.. مثل التلميذة اللي تتريا العقاب من المديرة.. كانت سعاد يالسة على الشبرية وأبوها كان يمشي رايح ياي في الحجرة وويهه قناع من الحزن والهم.. ولاحظت هند انه ابوها كبر.. في هالساعات اللي مروا كبر وايد.. وحست بذنب كبير.. هي اللي يابت كل هذا حقها وحق أهلها..
راشد وناصر كانوا حاسين انه في شي جايد مستوي.. أمهم وابوهم ما تريقوا اليوم ويوم سألوا عن هند.. صاحت أم جمال وطلعت من غرفة الطعام وصكت على عمرها باب المطبخ.. فما كان جدامهم الا انهم يسيرون الشركة وهم يحاتون اختهم اللي مهما صار اتم حبيبتهم وأغلى الناس عقب امهم وابوهم..
في غرفة أمها وابوها كانت هند تنتظر على اعصابها.. وأبوها قرب منها الكرسي ويلس جدامها وقال بحزن: هند .. أنا وامج فكرنا وايد في الموضوع.. ورمسنا عمج مانع ومرته وهم بعدهم لين الحين زعلانين.. وانا ما بحاول اخبي عليج أي شي عشان لا تحسين انا ظلمناج.. عمج ومرته ما يبونج تروحين بيتهم ولا يبون يشوفونج مرة ثانية..
شهقت هند وبغت تتكلم بس ابوها سكتها.. :اصبري هند خليني أكمل كلامي.. نحن عرضنا عليهم انهم يزوجونكم اذا كانوا شاكين في اللي استوى بس عمج ما طاع..
وسكت حمدان دقايق وهو يتذكر كلام اخوه الجارح وهو يقول انه ما يبا وحدة مثل هند تربي له احفاده.. وتنهد وكمل كلامه..: هند نحن قررنا تروحين عند تدرسين برى.. اتمين هناك فترة لين ما تهدى الاوضاع هني.. نحن مانبا هالسالفة تنتشر وما نبا اخوانج او بيت عمج محمد يعرفون عن أي شي استوى.. ونحن طرشنا اوراقج وشهادتج الجامعة اللي نباج تدرسين فيها اليوم.. واتصلنا بناس نعرفهم هناك وقلنا لهم يسجلونج في الجامعة.. بتدرسين هناك.. يمكن الفترة اللي تبعدين فيها تقدر تنسيهم اللي صار..
كان حمدان ومرته مخططين لكل شي..بيودون هند البحرين عند ثريا بنت خالة سعاد.. وما خبروا حد بخطتهم.. كانت هالفكرة فكرة سعاد.. اللي كانت ميتة من الخوف على بنتها وتباها تبتعد عن عيون عمها وكلام الناس اللي ما يرحم.. كانت سعاد تعرف انها اذا خبرت هند انها بتسير البحرين.. بتوصل هند هالمعلومة لسلطان.. وسعاد ما تبا سلطان يعرف مكان هند.. مب كافي اللي يا بنتها منه الين الحين؟
هند: بس وين؟؟ وين بدرس؟؟ وين بتودوني؟؟ حرام عليكم انا ما ابا اودر البيت..
حمدان: هند.. يوم بتوصلين المطار بتعرفين وين بتروحين..
سعاد: نحن ما نبا هالخبر ينتشر وما نبا أي حد يعرف مكانج..
هند: بس انا ما سويت شي انتوا ليش مكبرين السالفة؟؟؟
سعاد: نحن مب مكبرين السالفة.. بس نباج ترتاحين وتبتعدين فترة..
هند: بس انا راحتي هني .. امايه انا عمري ما سافرت ولا بت برى البيت.. ليش تسوون فيني جذي ليش؟؟؟
سعاد: هند نحن خلاص قررنا .. وما في أي مجال انا نتراجع..
كانت هند ترتجف .. مقهورة وتعبانة وفوق هذا كله.. كانت حاسة انها فقدت ثقتها بأهلها.. وقالت وهي منزلة راسها.. : تخليتوا عني.. كلكم تخليتوا عني.. محد فيكم مصدقني..
حمدان: هنادي...أمج..
في هاللحظة بدت هند تزاعج.. خلاص ما قدرت تتحمل تخبي كل هذا داخلها: إنتي!!!! انتي اللي قررتي هالشي بروحج!! من البداية تبين تتخلصين مني والحين يتج الفرصة عشان تطرديني من البيت.. كيف تحددون مصيري من دون ما تشاوروني!!
حمدان (اللي بدا يعصب): هندوه احترمي امج ووطي حسج!!
كانت هاي اول مرة يكلم فيها حمدان بنته بهالنبرة الحادة.. ونقلت هند عيونها من أمها لأبوها وهي مب مصدقة انهم يبونها تبتعد عنهم.. حست فجأة انها غريبة عنهم.. خلاص ما عادت تعرف الاثنين اللي واقفين جدامها..
سعاد: كل اللي نسويه عشان مصلحتج..
وقفت هند بتحدي رغم الدموع اللي في عيونها وقالت: أنا مب طالعة من هالبيت.. وسووا اللي تبونه..وتتحرون محد بيعرف؟؟ هزاع ما بيقصر.. شرات ما تبلى عليه بيخبر كل حد بكذبته..
سعاد: هنادي انتي الحين محرجة بس بعدين بتتفهمين موقفنا وبتشكرينا بعد..
هند (وهي تصيح بحرارة): أمايه.. عمري ما راح اسامحج .. ولا انته ابويه.. تخليتوا عني وانا بأمس الحاجة لكم.. لا تتوقعون مني اسامحكم في يوم..
حمدان: هنادي انتي تعرفين معزتج وكل اللي نسويه هذا عشانج.. صدقيني..
هند: خلاص أبويه.. سووا اللي تبونه.. والله يسامحكم..
طلعت هند من حجرة امها ... وصكت الباب وراها بهدوء.. وفكرت انها لازم تتصرف بروحها.. عقب ما انعدمت ثقتها حتى في أقرب الناس لها..
عقب ما طلعت هند من حجرة أمها، يلست في الصالة وشلت السماعة عشان تتصل بسلطان.. بس قبل لا تدق الارقام .. لحقت عليها أمها ويرت السماعة من إيدها..
التفتت هند وهي متفاجئة ويوم شافت أمها قالت: أبا أكلم سلطان..
سعاد: أنا خذت التيلفون من حجرتج عشان ما ترمسينه.. وما ابا نقاش في هالموضوع..
هند: المفروض كنت أعرف انه لو الدنيا كلها صدقتني انتي مستحيل تصدقيني..
سعاد: هندوه احترمي نفسج وثمني رمستج.. ويكون في علمج انج ما بتشوفين ولا بترمسين اي احد لين ما تسافرين باجر الصبح..
في هاللحظة دش أبوها الصالة واقتربت منه هند وهي تترجاه: أبويه الله يخليك أبا أكلم سلطان .. دقايق بس..
نزل حمدان عيونه وهو مب عارف كيف يرد عليها.. كان احساسه بالذنب كبير لدرجة انه ما يقدر يحط عينه في عينها.. المفروض يوقف في ويه مرته وما يتخلى عن بنته.. بس في نفس الوقت كان يفكر بمصلحة هند ويعرف انه سعاد اتصرفت بدافع خوفها عليها..
حمدان: هنادي روحي حجرتج ورتبي أغراضج.. والساعة 6 الصبح باجر تزهبي عشان نروح المطار..
هند (بنبرة حادة وويهها احمر من القهر): مستحيل أسافر من دون ما أودع سلطان.. قبل لا تفكرون بسمعتكم وبكلام عمي مانع وعمي محمد.. فكروا فيه أنا!! كيف تبدون رمستهم على مشاعري أنا؟؟" وركضت هند فوق ويلست في البلكونة تصيح وهي تتمنى لو كان يدها سعود وياها في هاللحظة..
عقب دقايق مرت كأنها ساعات، دشت أم جمال البلكونة وحظنت هند اللي كانت تحبها حب الأم لبنتها.. وصاحت هند بحرارة أكثر في حظنها .. وفجأة تغيرت ملامحها وابتسمت لأم جمال بخبث وقالت: " أم جمال.. أباج تساعديني .. عادي؟"
أم جمال: لو بدك عيوني ما بتغلى عليك حبيبة قلبي..
ضحكت هند وركضت حجرتها وكتبت رسالة قصيرة على عجل.. وردت البلكونة وعطتها لأم جمال..
هند: وصلي هالرسالة لسلطان اليوم.. ولا تخبرين أي حد.. ما اباهم يشوفونج اوكى؟
باستها أم جمال على خدها وقالت وهي تبتسم: ثواني وهالرسالة راح تكون في إيده..
وطلعت من البلكونة وهند تدعي ربها انه محد يشوفها او يشك فيها..
الساعة 2 الظهر، ردوا ناصر وراشد البيت ومروا على بيت عمهم مانع قبل لا يروحون بيتهم.. وشافوا شما يالسة في الصالة ويلسوا يسولفون وياها..
راشد: أقول شماني ما رمستي هندوه؟
شما: لا اليوم ما رمسيتها .. ليش؟
راشد(بارتباك): لا ماشي.. بس شكلها اليوم الصبح كانت ظايجة..
شما: ما ادري والله.. بسير أدق لها..
وقامت شما عشان تتصل بهند بسردت عقب دقايق وقالت: محد يرد.. لا على تيلفون حجرتها ولا الصالة..
سلطان كان يالس في البلكونة .. اليوم ما داوم وكان بيموت من الخوف على هند.. وكل شوي يوايج بيت عمه يمكن يشوفها .. بس بدل لا يشوف هند، يت عيونه على أم جمال اللي شافته واقف في البلكونة وأشرت عليه ينزل لها..
نزل سلطان الصالة بسرعة وشاف عيال عمه يالسين وطنشهم وطلع.. استغربت شما وانصدموا راشد وناصر من تصرفه..
راشد: شو السالفة؟
ناصر: الظاهر انه العايلة كلها تخبلت اليوم..
شما: الله يستر.. عندي احساس انه في شي جايد مستوي..
سكت راشد واطالع اخوه بخوف.. هذا كان احساسهم من يوم نشوا الصبح اليوم..
طلع سلطان وسأل أم جمال بلهفة: هند شحالها؟
أم جمال (والدموع في عينها): قالت لي أعطيك هالورقة.. ولا تخبر حدا.. حبيبة قلبي من الصبح وهي تبكي.. ياللا انا لازم روح هلاّ.. ما بدي حدا يشوفني واقفة معك..
سلطان: مشكورة أم جمال..
راحت أم جمال من دون ما ترد عليه.. وحمدت ربها انه محد شافها.. كانت هاذي آخر رغبة لهند وهي تعرف انها باجر مسافرة.. والحمدلله انه رغبتها تحققت..
بطل سلطان الورقة وكان مكتوب فيها..
" الساعة 2 فليل ببطل لك الباب.. وترياني عند الحوض.. "
--------------------------
الساعة وحدة ونص كانت هند يالسة على الشبرية في حجرتها تتريى مصيرها بكل برود وهدوء.. الوقت يمر ببطء شديد وكأن عقارب الساعة وقفت عند الوحدة ونص وما تبا تتحرك.. وقفت هند عند الدريشة تطالع البيت اللي بتودعه باجر الصبح.. فكرت بهزاع في هاللحظة.. راقد أكيد ولا هامنه.. ما فكر في لحظة كيف بيكون تأثير كلامه على حياة اللي طول هالسنين وهم يحبونه.. أهداها الألم والعذاب في لحظة بدون تفكير وبدون تردد.. وابتسمت هند وهي تفكر انه الله ما ينسى عباده.. ومثل ما ظلمها بييه يوم وبينظلم.. وساعتها بس .. بيحس بالدمار اللي سببه والألم اللي خلفته كلماته..
اطالعت هند الساعة.. 2 إلا عشر.. وبطلت باب حجرتها وطلعت.. وقفت في الممر تراقب الظلام بصمت.. وعقب ما تأكدت انه محد قاعد في هالحزة.. نزلت الصالة وانقبض قلبها فجأة وهي تفكر بسلطان.. إذا شافوهم اليوم بتكون مصيبة.. بس لازم تشوفه.. لازم تخبره انها مسافرة.. يحق لها تقول له ولو كلمة قبل الوداع.. وبسرعة وبكل هدوء.. طلعت هند وبطلت باب الحوي.. وردت تمشي للحوض.. وعقب دقايق، حست انه حد وراها ويوم التفتت شافت سلطان..
حست هند بشفايفها ترتجف والدموع تتيمع في عيونها.. كان خاطرها تركض وتحظنه.. تزاعج وتوقف في ويه اهلها وبيت عمها عشانه وتخبرهم شكثر تحبه.. بس كل اللي سوته انها يلست ويلس سلطان حذالها وهو منزل عيونه.. وعقب صمت استمر ثواني..
هند: باجر الصبح بسافر..
انصدم سلطان والتفت لها وهو مب مستوعب: شو؟ كيف؟!!!
هند: امايه ما تباني اتم هني.. تخاف عليه من رمسة الناس.. سجلتني في جامعة برى وتباني ادرس هناك..
سلطان (بعصبية): أمج تخبلت؟؟؟ ما له داعي تسافرين.. وبعدين سفرج هو اللي بييب لج الشبهات..
هند (وهي تحاول تمسك عمرها عشان ما تصيح): يبوني أبتعد.. لين ما تهدا الاوضاع شوي..
سلطان: ووين بتروحين؟
هند: ما اعرف..
سلطان: شو ما تعرفين؟
هند: ما اعرف.. ما خبروني عشان لا اخبرك.. باجر في المطار بعرف..
سلطان: أنا بكلم عمي حمدان.. ماله داعي تسافرين.. بخطبج منه وما عليه من أهليه..
هند: لا يا سلطان .. اصبر شوي.. أمايه مب طايقة تسمع طاريك وابويه متأثر وايد باللي صار.. اصبر عشاني..
سلطان: هنادي ما راح اخليهم ياخذونج مني.. هزاعوه الكلب مصيره بيعترف .. هنادي لا تروحين.. كيف بعيش من دونج.. أنا يوم واحد يمر عليه ما اشوفج فيه احس بعمري مخنوق.. تبيني اتحمل فراقج لين ما تخلصين دراسة؟
هند: انا ما بإيدي شي..
سلطان: بسافر وياج!!..أنا مالي قعدة هني من دونج..
هند (اللي حست عمرها بتموت من الظيج..): سلطان لا تسوي شي أندم عليه أنا وانته في النهاية.. الحياة مب حب وبس... الحياة طعمها وحلاوتها في رضى الوالدين عنا.. وانا رغم اني ودي اكون وياك.. بس ما راح اخالف كلام اهليه.. وانته بعد يا سلطان.. لا تخلي امك وابوك يكرهوني أكثر .. كفاية اللي صار لين الحين..
سلطان: عيل اخليج تتحملين المسئولية بروحج؟؟ انتي هناك تعانين وانا بين أهليه وانسي ولا جنه شي استوى؟
كانت هند ساكتة وتفكر بخالوتها ام هزاع.. اذا سافر سلطان وياها بيتقطع قلبها .. وهي اللي ما تتحمل فراق عيالها ولو يوم واحد.. وقالت: بس أنا لين الحين ما اعرف وين بروح.. وما بعرف الا باجر الصبح..
سلطان: خلاص هنادي.. سافري.. ودقي لي من هناك وخبريني عن مكانج.. وانا بلحقج..
في داخلها كانت هند مستانسة وتتفداه.. هذا سلطان اللي حبته.. مستعد يخسر كل شي عشانها.. بس ما بينت له هالوناسة وويهها كان من دون أي تعبير يدل على اللي في قلبها وقالت: ليش تلحقني؟
سلطان: ما اعرف.. كل اللي اعرفه اني احبج.. ومستقبلي ما راح يكون الا وياج.. مستحيل ارضى تكونين مرحلة وعدت في حياتي.. إنتي أكبر عن جذي..
كان في ويهه غضب وإصرار عمرها ما شافتهم في ملامحه قبل.. كان يقصد كل كلمة قالها.. هند صارت حياته وسلطان ادرك هالشي من يوم قرر ينساها ويتخلى عنها لهزاع.. من دون هند.. حياته ما راح يكون لها أي معنى.. البيت ودبي كلها بتكون كئيبة ومن دون لون وطعم.. مثل الجسم بلا روح.. وهند شافت كل هذا في نظرة عيونه وقالت وقلبها يدق بقوة: سلطان خلنا نتفق.. أول ما اوصل المكان اللي بسافر له بدق لك وبخبرك بمكاني.. وهناك تقدر تاخذني وساعتها محد يروم يعترض..
حست هند انه تهورت وأكيد سلطان بيتظايج من اللي قالته .. بس سلطان ابتسم وقال: اتفقنا.. بس قبل لا الحقج بحاول اقنع اهليه واهلج .. خلاص؟
ابتسمت هند وقالت: أحبك..
حس سلطان بقلبه يتقطع وقال من خاطره: وأنا أموت فيج هنادي..
صاحت هند وهي تعرف انها لازم تودره الحين.. باجر بتسافر هند للمجهول.. وبتترك نبضها وروحها هني.. بتترك الحب والأمان اللي تعودت عليه.. بتروح وما معاها الا ذكرياتها.. تواسيها وفي نفس الوقت تعذبها..
ووقف سلطان واقترب منها.. ومن دون تردد باسها على يبهتها.. وقال: الله يحفظج غناتي.. وأول ما توصلين هناك دقي لي..
رفعت هند عيونها المليانة دموع وحاولت تحفر ملامحه في خيالها.. وقالت: سلطان ترياني.. أكيد بدق لك.. واياني واياك اغيب عن بالك لحظة..
سلطان: لا تحاتين هنادي.. بنلتقي قريب ان شالله..
هند: ان شالله..
وروح سلطان وراحت هند حجرتها.. واثنيناتهم متأكدين انه الاقدار مثل ما فرقتهم راح تجمعهم مرة ثانية.. ومهما تفرقت دروبهم .. مصيرهم يردون لبعض..
الممزر- 1991
في لحظة، كانت هند موجودة وياهم.. واختفت فجأة.. وصلها أبوها البحرين ورد على نفس الطيارة.. وتفاجئ الكل بخبر سفرها اللي محد توقعه..
أول ما سمعت شما الخبر من أمها، راحت بيت عمها حمدان وسألت خالوتها سعاد عن السالفة.. كانت شما خايفة وايد على هند وشكل سعاد مول ما كان يطمن.. سعاد كانت تعبانة وعيونها حمر.. وقالت لشما انه هند راحت تدرس برى لأنه نسبتها ما تدخلها جامعة العين ولا أي جامعة ثانية في البلاد..
شما: خالوه أنا كنت ابا ادرس في جامعة العين وما خليتوني .. معقولة تخلونها هي تسافر برى؟؟
سعاد: هاذي رغبة هند وما رمنا نردها..
شما: بس هنادي عمرها ما حبت الدراسة وكانت مستانسة انها بتقعد في البيت..
سعاد: والله عاد هي غيرت رايها وابوها وافق..
شما (وهي لين الحين مب مقتنعة): انزين خالوه هي وين راحت تدرس؟
سعاد: ما اعرف..
استغربت شما..: معقولة خالوه ما تعرفين؟
تنهدت سعاد، كانت صج تعبانة نفسيا ومالها خلق ترمس أي حد: شما قلت لج ما اعرف وخلاص..
شما: انزين عندج رقمها.. ابا اكلمها..
سعاد: اقول لج ما اعرف وين راحت تدرس وتقولين لي عطيني رقمها..؟؟ صج ما عندج سالفة ..
وقامت سعاد وراحت حجرتها.. وتمت شما يالسة في الصالة فترة تصيح وهي تحس بفراغ كبير في داخلها.. هند كانت اكثر من مجرد اخت بالنسبة لها .. ليش سافرت من دون ما تخبرها أو حتى تودعها..؟
وعقب يومين تأكدت شما انه في شي جايد استوى لأن أمها قامت ما تروح بيت عمها حمدان ولا تتصل بهم.. بس شو هالشي اللي قطع كل العلاقات بينهم وبين اقرب الناس لهم.؟؟؟ فديتج يا هند.. وين ديارج الحين .. انتي اللي ما تطيقين اتمين لحظة بروحج ومن دون اهلج.. كيف بتستحملين الغربة وشقاها؟
أول ما عرف مانع انه هند سافرت حس بذنب فظيع.. وكأنه دمر حياة بنته.. كانت صدمة كبيرة بالنسبة له.. كان متوقع انه حمدان يرد يرمسه في سالفة سلطان وهند .. وحتى لو ما رمسه كان مانع بروحه بيسير له وبيخبره انه سلطان بيخطب هند وبيستر عليها.. بس انه الأمور توصل لها المرحلة..؟؟ هذا اللي ما كان متوقعنه..
وفي الشركة.. راح مانع لمكتب حمدان وهو حاس بإحراج وخجل من موقفه السلبي وياه.. ما كان له ويه يجابل اخوه العود.. بس كان يعرف انه اذا ما راح واعتذر له الحين.. عمر العلاقات اللي بينهم ما بترد شرات قبل..
أول ما شاف حمدان مانع داش عليه المكتب.. حس بظيج كبير.. بس في نفس الوقت ما بغى يبين له انه غير مرغوب فيه وابتسم له وهو يسلم عليه.. ويلس مانع وعيونه في الأرض..
مانع: ليش يا بوراشد..؟ ليش سفرت هند؟؟
حمدان: أحسن لها تبتعد يا بوهزاع.. أنا جذي مرتاح..
مانع: بس يا اخوي البنية ما تهون .. خليتها في الغربة بروحها ورديت عنها..
حمدان: هند مب بروحها هناك.. أنا مستحيل أهد بنتي الا وانا متأكد انها بتكون بين ناسها واهلها..
مانع: ليش انت وين وديتها..؟
تنهد حمدان.. وتذكر انه مرته ما تباه يخبر أي احد.. ورغم هذا قال: وديتها البحرين عند ثريا بنت خالة سعاد..
مانع: زين سويت يا خوي
حمدان: يا مانع ما ابا أي حد يعرف مكان هند.. وخصوصا سلطان..
مانع (اللي بدت عيونه تدمع): سامحني يا اخوي.. انا اللي المفروض اتحمل المسئولية كلها.. ولدي هو اللي غلط وهند ياهل وينقص عليها بسرعة..
حمدان (بنبرة حادة): مانع!! أنا قلتها قبل وبرد اقولها الحين.. هزاع جذاب.. وبنتي هند وسلطان ما غلطوا.. واذا عندك أي شك في هالموضوع .. ما بيني وبينك كلام عقب اليوم..
استحى مانع بس غصبن عنه كان مب مصدق الا كلام هزاع.. شو مصلحة ولده انه يتبلى على أخوه؟ .. وبعدين هو شافهم بعيونه وفي بيته..بس عشان ما يخسر اخوه العود قال: خلاص يا اخوي.. اللي تشوفه.. وما راح افتح هالموضوع وياك مرة ثانية..
حمدان (بتردد): مانع.. أبا منك خدمة..
مانع: تفضل يا خوي..
حمدان: أباك تغير أرقام تيلفوناتكم .. كلها.. ما ابا هند تتصل بسلطان.. أباها تنساه..
مانع: ان شالله.. ألحين اسير اغيرهم..
حمدان: تسلم يا خوي..
مانع: أفا عليك يا بوراشد.. انته تامر أمر..
وطلع مانع وراح الاتصالات على طول عشان يغير ارقام بيتهم.. ويلس حمدان في مكتبه .. مب عارف يركز في شغله ولا عارف يتخذ أي قرار.. حتى توقيعه نساه.. كانت هند شاغلة كل تفكيره.. ودعى ربه من كل قلبه انها تكون مستانسة وتعودت على الوضع هناك...
موزة من يوم صارت السالفة وهي تعبانة .. بس من سمعت انه هند سافرت وهي مب رايمة تسكت.. أربعة وعشرين ساعة صياح .. كأن اللي راحت بنتها هي.. حست بخسارة كبيرة.. خسرت العلاقة الطيبة اللي بينهم وبين بيت بوراشد.. خسرت ثقتها بولدها اللي تحبه أكثر من أي واحد ثاني من عيالها.. وخسرت هند..
كانت تشفق على سلطان اللي من هذاك اليوم المشئوم وهو حالته حالة ولا يقعد وياهم بالمرة.. كله في حجرته وما ياكل ولا يرضى يبطل الباب لأي احد.. وراحت له موزة يوم عرفت انه هند سافرت عشان تطمن عليه.. ودقت الباب أكثر من مرة بس ما بطل لها.. سلطان كان قاعد ويسمع امه وهي تدق الباب بس ما قام يبطل لأنه ما يبا يشوف أي احد.. بس يوم سمعها تصيح وتترجاه .. تنهد وقام وبطل لها الباب.. وأول ما شافته موزة صاحت من خاطرها وحظنته..
تعاطفت وياه على طول.. ولدها تغير وايد.. شكله تعبان ومريض.. سلطان القوي اللي الضحكة ما كانت تفارق ويهه .. يتغير شكله بهالسرعة ؟؟
ابتعد سلطان عن حظن امه بحزن ويلس على الشبرية وعيونه في عيونها .. في نظرته كانت هموم وصدق كبير.. وللحظة.. حست موزة بقلب الأم اللي عمره ما غلط في احساسه .. انه سلطان صادق في اللي قاله.. بس ابعدت هالفكرة عن بالها على طول.. هزاع بعد ولدها .. ومستحيل يتبلى على اخوه.. مستحيل أي انسان يوصل لهالمستوى من الانحطاط..
موزة: سلطان يا غناتي بس حرام عليك اللي تسويه في روحك.. البنية خلاص راحت والسالفة محد درى عنها..
سلطان: ما يهمني لو الكل درى عنها لأنها جذب...
موزة: خلاص يا سلطان اللي صار صار..
سلطان: اللي مب راضية تصدقينه يا ام هزاع انه ما صار ولا شي.. كل اللي استوى كان في خيالكم وبس..
يلست موزة جدامه وحطت راسها على ريوله وهي تصيح.. كان ودها تصدقه.. هذا ولدها وهي اللي ربته وتعرفه أكثر عن أي شخص ثاني في هالدنيا.. بس هند كانت من يومها شيطانة وهزاع ماله مصلحة يكذب.. كان ودها كل شي يرد شرات قبل.. بس هالشي صار حلم بعيد.. وصعب انه يتحقق..
مسح سلطان على شعرها وسألها برجاء أخير وكله أمل انها تصدق وياه: أمايه .. وين راحت هند؟
كان سلطان يتريى اتصالها لين الحين بس للأسف.. مع انها سافرت من أمس لين الحين ما دقت له..
موزة: ما اعرف يا ولدي..
سلطان: امايه الله يخليج خبريني انا متأكد انج تعرفين..
اعتدلت موزة في يلستها وحطت عينها في عينه وقالت: ما اقدر اخبرك يا سلطان.. أبوك مشدد عليه ما اخبرك..
سلطان: أمايه هاذي هند.. بنتج.. هند اللي تحبج اكثر عن امها.. هند اللي عمرها ما قصرت وياكم.. ترضين لها كل اللي صار؟؟
موزة (بحزن كبير): لا يا سلطان .. الله شاهد عليه اني اتقطع من داخلي بس مب بإيدي شي.. والله مب بإيدي شي اسويه..
سلطان: خبريني بمكانها..
موزة: ما أقدر يا سلطان..
سلطان (والدموع في عينه): زين طمنيني عليها .. الله يخليج امايه بموت ابا اعرف عنها أي شي..طمنيني عليها .. ما اتصلت بيت عمي حمدان؟
قامت موزة وطلعت عنه.. كانت مب قادرة تتحمل تشوف سلطان يصيح.. ويترجاها وهي مب قادرة تساعده.. أما سلطان.. فقعد يتريى التيلفون.. حياته كلها متوقفة على هالاتصال.. وما راح يطلع من حجرته قبل ما تتصل به هند.. مهما تأخرت بيترياها.. مستحيل هند ما تدق له.. مستحيل تنساه.. وتتخلى عنه عقب كل اللي مروا به ويا بعض..
---------------------------
في بيت حمدان بن ظاحي.. كانت سعاد ما تطلع من حجرتها بالمرة وأم جمال هي اللي صارت تهتم بالبيت وبالعيال.. كانت سعاد حاسة انها تخلت عن بنتها.. وبدل لا تصدقها وتدافع عنها.. لصقت بها التهمة أكثر ويابت لها الشبهات.. كان قرارها متسرع واحساسها بالذنب يذبحها.. وفوق كل هذا حمدان ما رمسها من يوم رد من البحرين.. كأنها هي السبب في كل اللي صار.. مب جنه سلطان هو اللي جنى على بنتها وعليهم كلهم..
قامت سعاد وشلت سماعة التيلفون واتصلت بثريا في البحرين.. وعقب ما رن التيلفون فترة.. ردت ثريا..
ثريا: ألو؟؟؟
سعاد: هلا ثريا.. شحالج.؟
ثريا: من.. سعاد؟؟ هلا والله حبيبتي .. أنا بخير الله يعافيج.. انتي شحالج؟
سعاد: الحمدلله يا ثريا.. هند شحالها؟
ثريا : أيّ عليها (فديتها بالبحريني).. تجنن بنتج.. والله حبيتها أكثر من بناتي..
حست سعاد بنغزة في قلبها.. احساس كبير بالغيرة غمرها..وقالت: وهي مرتاحة وياكم..؟
ثريا: إيه اليوم رحنا شارع بوكوارة واشترينا جلابيات وشغلات وايده.. استانست وايد هند والحين نايمة..
سعاد: يعني ما اقدر ارمسها؟
ثريا: لا ما تهون عليه أقعدها من نومتها.. دقي عليها باجر.. وبتكلمج..
سعاد: خلاص ثريا.. بخليج الحين .. وديري بالج عليها.. تراها غالية..
ثريا: أفا عليج يا سعاد.. لا توصيني على بنتي..
وبندت سعاد واحساسها بالتعاسة والذنب يزيد.. هاذي ثالث مرة تتصل بثريا عشان تكلم هند.. وما تحصلها.. كانت متأكدة انه هند تتجنبها وما تبا تكلمها.. بس لى متى؟؟ لى متى بتم زعلانة عليها؟؟ سعاد تولهت عليها ومحتاجة انها تكلمها..
وفي هاللحظة رن التيلفون مرة ثانية.. وكان الرقم غريب.. فردت.. واتفاجأت يوم شافت انه المتصلة موزة مرة مانع..
موزة: ألو؟
سعاد: موزة؟؟
موزة: هى انا موزة.. سعاد نحن لازم نتفاهم..
سعاد: انتي من وين متصلة؟ أول مرة أشوف هالرقم..
موزة: مانع غير كل أرقام بيتنا.. حمدان طلب منه يغيرهم..
سعاد( ارتاحت لأنها تأكدت انه هند ما بترمس سلطان): وشو تبين الحين؟
موزة: تولهت عليج يا ام راشد..
سعاد (بجفاء): تولهت عليج العافية.. اسمحيلي انا مشغولة الحين..
وبندت في ويه موزة اللي يأست خلاص انه العلاقة بينها وبين سعاد ترد شرات قبل..
حتى راشد وناصر ما كانوا يعرفون سبب سفر أختهم المفاجئ.. وكل اللي سمعوه هو التفسير اللي محد صدقه.. انها راحت تدرس برى لأنه نسبتها منخفضة وايد.. كان راشد محتار وايد واخته غامظتنه.. حاس انها انظلمت وهو بعده ما يعرف أي شي.. وناصر كان يحاول ينكر في داخله انه اشتاق لها.. اشتاق لحشرتها ولسانها الطويل.. وكان بيموت ويعرف السبب اللي خلاهم ينفونها .. وكل اللي يسمعه من أهله تفسيرات واهية حتى اليهال ما يصدقونها.. وأخيرا ..السبب الحقيقي سمعوه من هزاع..
هزاع كان هاليومين يشع من الفرح.. نشوة الانتصار خلته يحس بفخر باللي انجزه وبالفكرة العبقرية اللي محد يروم يطعن فيها.. أخيرا تحقق مراده وطاح سلطان من عيون اهله.. الصورة المثالية اللي كانت لسلطان في عيونهم تحطمت بشكل غير قابل للترميم.. هذا سلطان اللي كانوا يحطونه في عيونهم ومهما سوى يتم حبيب الكل.. هذا هو اليوم وحيد.. وكئيب.. عالمه غرفته ودموعه وبس..
وفي نفس الوقت تخلص هزاع من هند اللي كانت صج قاهرتنه بغرورها ودلعها الخايس.. يستاهلون اللي ياهم.. اثنيناتهم كانوا متكبرين.. يطالعون العالم من برجهم العاجي بكل تكبر وغرور.. خل يتكبرون الحين وهم في نظر الكل حثالة.. ومجرمين..
ولأول مرة من شهور.. نزل هزاع من الطابق الثامن في الشركة للطابق السادس ويلس ويا عيال عمه حمدان .. يخبر راشد وناصر بالسبب الحقيقي اللي خلا هند تسافر..
هزاع: أنا قلت لازم تعرفون.. انتوا اخوانها واقرب الناس لها.. حرام يخشون عنكم كل اللي صار..
ناصر كان ساكت من الصدمة والخجل.. وطلع من مكتبه ما يدري وين يروح.. بس راشد هو اللي كان يغلي في داخله ويرتجف من القهر..
وطلع من الشركة والغيظ مب مخلنه يشوف الدرب جدامه.. راح بيت عمه مانع ودش البيت من دون ما يسلم على موزة وشما اللي كانوا يالسين في الصالة.. وركب الدري وبطل باب حجرة سلطان بكل قوته..
سلطان في هاللحظة كان راقد، وأول ما تبطل الباب التفت بسرعة عشان يشوف منو اللي تجرأ ودش عليه الحجرة بهالطريقة الهمجية.. بس قبل لا يحدد ملامح هالشخص حس بلكمة عنيفة على ويهه.. وبكل صعوبه بطل عينه وشاف انه اللي واقف جدامه راشد..
كان راشد يصيح من القهر.. وقال وهو يأشر بإيده على ولد عمه اللي كان متجمد في مكانه من الصدمة: انته من اليوم مب ولد عمي ولا اعرفك يا سلطان.. ما أبا أشوفك في بيتنا ..ولا أباك تكلمني في الشركة.. ويوم بترد اختي من السفر .. ما أباك حتى تطالع في ويهها.. انت فاهم؟؟
خلص راشد رمسته وطلع من الحجرة.. واصطدم وهو طالع بموزة اللي كانت ياية تركض عشان تلحق على ولدها.. بس قبل لا تقدر تطمن عليه.. صكر سلطان الباب وقفله بالمفتاح..
حاول سلطان يخبي التعاسة اللي في قلبه عشان لا يزيد من هموم أمه..بس مهما حاول كانت ملامحه تفشي سر معاناته.. كان ويهه لوحة من الألم.. خطوطها دموعه اللي يذرفها كل ليله بروحه وهو يفكر بهند والأحداث اللي غيرت مجرى حياتهم هم الاثنين.. صار سلطان يعري بشكل واضح جدا.. عقب ما كانت اعاقته ما تبين بالمرة.. كان محتاج انه يسمع صوتها.. يطمن عليها.. ليش محد راضي يخبره بمكانها..؟؟ وهي ليش ما اتصلت لين الحين؟؟ كان يبا يطمن انها بعدها تحبه.. ولين الحين تترياه.. آاااااااااااه يا هند.. وينج؟؟ ريحيني من حيرتي اللي عايشنها.. ليش ما اتصلتي للحين؟؟ ليش؟؟
-------------------------------