المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواطن الاختلاف بين علماء سنيين على حق وعلماء شيعية على باطل



iori the king
09-07-2001, 12:10 PM
بسم اللة الرحمن الرحيمحقيقة الخلاف بين علماء الشيعة و جمهور علماء المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم

[نبذة تاريخية] [القرآن الكريم] [السنة و الحديث] [الإجماع] [أركان الإسلام و أركان الإيمان] [المفهوم الشيعي للإمامة] [أهل البيت] [الصحابة] [التقية] [نكاح المتعة] [غدير خم] [و أخيراً] [الهوامش] [المصادر العربية]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون، و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم)

إن الهدف من هذا الكتيب المتواضع هو تقديم فكرة مبسطة ومختصرة جدا عن المسائل الدينية التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين، وقد وضعته خاصة لمن يدرك أن هناك اختلافات بين هاتين الطائفتين من العلماء و لكن لا يدرى أبعاد تلك الاختلافات ولديه الرغبة في الإلمام بهذه الأبعاد دون بذل وقت كثير. يهدف الكتيب أيضا إلى تبصير أولئك الذين يقفون حيارى حول هذا الأمر دون أن يقدموا على اتخاذ موقف حاسم يعينهم على الفلاح في هذه الدنيا وفى الحياة الآخرة. نسأل الله أن يجعل هذا الجهد المتواضع استجابة لأمره تعالى بالدعوة للخير والنهى عن المنكر و بعدم التفرق. كما نسأله تعالى أن يشملنا جميعا برحمته وعفوه ولطفه وأن يمنحنا الرشد والهداية.

نبذة تاريخية
ـــــــــ
عندما أشرق الإسلام على البشرية يهدى إلى الرشد آمنت به طائفة مختارة من الناس وعملوا مخلصين على نشره والدفاع عنه. فكانت ثمار ذلك أن انتشر الإسلام بسرعة متزايدة في أنحاء المعمورة مما أثار على الإسلام حسد الحاسدين وحقد الحاقدين من الشعوبيين ورجال الدين، ذوى الأفق الضيق خاصة من اليهود. فقد عملوا على التآمر ضد الإسلام بشتى الوسائل والطرق. حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وإثارة الفتن بين المسلمين، غير أن إيمان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كان من القوة بحيث لم تزعزعه تلك الفتن والمؤامرات. ولكن عندما مضى الجيل الأول من المؤمنين ودخل في الإسلام من كافة الشعوب والأديان أعداد هائلة واتسعت رقعة الأمة الإسلامية وجدت المؤامرات- اليهودية خاصة- فرصة للطفو على السطح متمثلة في شخص عبد الله بن سبأ الذي وجد لدعوته استجابة أولية في المناطق التي لم يتسلح أهلوها بعد بالتعاليم الإسلامية الكافية ثم انطلقت دعوته الخبيثة إلى الأقاليم الإسلامية الأخرى.2 في عهد الخليفتين الراشدين الأول والثاني كان عدد الصحابة ما يزال كبيرا وقد بايع ذوو الحل والعقد من المسلمين أبا بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عمر بن الخطاب ثم بويع عثمان خليفة من بعد عمر بالإجماع ولم يدع أحد بأن عليا كان أحق بالخلافة من غيره وأنه هو الخليفة المعصوم ولكن عندما أخذ يسرى مفعول المؤامرات اليهودية والأحقاد القبلية والشعوبية و يتعاظم خطرها في أواخر خلافة عثمان ظهر من يقول بأن عليا وولديه الحسن والحسين، والبعض من نسل الحسين رضى الله عنهم أجمعين هم أولى بالخلافة الإسلامية من غيرهم وأن الخلافة فيهم إلى يوم الدين.

وقد وجدت هذه الدعوة تربة خصبة في المدائن عاصمة الإمبراطورية الفارسية، خاصة وأن الحسين كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي أطاحت بعرشه جيوش الإسلام الظافرة.3 ولعل هذا كان سبباً في حصر أئمة الشيعة ابتداءا من الإمام الرابع في سلالة الحسين.

وقد بدأت دعوى أحقية علي ابن أبى طالب رضى الله عنه بالخلافة دون أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم في أول الأمر كدعوة سياسية وذلك لبث الفتنة في صفوف المسلمين. ولكنها ما لبثت أن تحولت إلى دعوة دينية انشقت عن التعاليم الإسلامية، هذه التعاليم التي ما يزال جمهور علماء المسلمين يتعهدونها بالرعاية والحماية.

وقد خطط لهذا الانشقاق بعض ذوى المصالح بتدبير خبيث منهم كما ذكرت ولكن ذهب ضحيتها الكثير من المسلمين، خاصة العامة منهم والذين اعتمدوا فقط على التقليد والمصادر الثانوية في ثقافتهم الدينية. كما ذهب ضحيتها بعض العلماء الذين لم يتمكنوا من تحرير أنفسهم وعقولهم مما نشأوا عليه من تحيزات خطيرة. فنشأ بذلك مذهب سمى المذهب الشيعي تشيعا لعلى بن أبى طالب و بعض من آله وهم ينقسمون إلى فرق متعددة، منهم الزيدية وهم أقل ابتعادا عن جمهور علماء المسلمين ثم الإسماعيلية والنصيرية العلوية والدروز وهؤلاء قد وصلوا درجة من الغلو حتى جعلوا عليا إلها وخالقا ثم الإمامية الجعفرية الاثنى عشرية. 4 التي سنتناولها في هذا البحث ولهذا فسيكون اهتمام هذا الكتيب منصبا على الخلافات الأساسية بين جمهور علماء المسلمين وعلماء الجعفرية معتمدا على المصادر الموثوقة لدى الطرفين بإذن الله ومشيئته.

القرآن الكريم
ـــــــــ
يقول علماء الجعفرية، المذهب الرسمي لجمهورية إيران الإسلامية إن عدد آيات القرآن الكريم سبعة عشر ألفا كما ورد في كتاب "الأصول من الكافي "ه وقد ورد في الكافي - وهو أوثق مصدر شيعي للحديث- "ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبى طالب (عليه السلام) " و الأئمة من بعده (عليهم السلام).6

ويرخص علماء الشيعة لأتباعهم في قراءة القرآن الذي بأيدي المسلمين حتى يأتيهم من يعلمهم قرآن الشيعة الكامل بزعمهم.7

أما علماء المسلمين فيؤكدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد جمع القرآن في ترتيبه وكماله الحالي تلاوة وحفظا ثم جمعه زيد بن ثابت في خلافة أبي بكر الصديق في كتاب واحد.8 وفى خلافة عثمان بن عفان تمت كتابة القرآن بلغة قريش التي بها أنزل وتم تعميمه على الأمصار الإسلامية 9 وهو الموجود اليوم بين أيدي المسلمين هدى وتبيانا، أما فيما يتعلق بالقراءات السبع فإنها اختلافات بسيطة جدا لا يترتب عليها اختلاف جذري في المعنى ومثال تلك الاختلافات: مالك أو ملك، وتعلمون أو يعلمون، يغفر لكم أو نغفر لكم.10 ويجمع علماء المسلمين على أن القرآن الكريم محفوظ إلى الأبد...فالله سبحانه وتعالى يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، و يقول جل وعلا: (لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه وقرآنه)12، و يقول أيضا: (إنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد).13

لقد وعد الله بحفظه وصيانته ليكون نبراسا وهدى للمسلمين في كل مكان وزمان. هذا بالمقارنة إلى الكتب السماوية السابقة والتي لم تحظ بمثل هذا الوعد فرغم كون أصولها موجودة ومحفوظة لكن ما يتداوله الناس منها قد تعرض للتحريف معنى ومبنى.

و يرى علماء المسلمين بتكفير من يعتقد بتحريف القرآن كمن ينكر القرآن جملة.14فالله تعالى يقول: (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عتا تعملون)،150

أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة أنت تستطيع أن تجد بنفسك أن عدد آيات القرآن الكريم بدون البسملة في أوائل السور هي ألفان ومائتان وستة وثلاثون آية فقط. لهذا فعلماء الشيعة يقولون أن هذا القرآن غير كامل. دعنا نسأل أنفسنا، من نصدق علماء الجعفرية أم نصدق الله سبحانه وتعالى وقد وعد بحفظه. وعلماء المسلمين وقد آمنوا بأن القرآن معصوم من التحريف وأن أي تحريف فيه يتم اكتشافه سريعا. لعل بعض علماء الشيعة ينكرون الاعتقاد بتحريف القرآن تحت ستار عقيدة التقية للحفاظ على الفكر الشيعي فتحقق من المصادر الموثوقة لهم قبل إصدار أي حكم.

السنة و الحديث
ـــــــــ
يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون "16. ولو ألقينا نظرة إلى الكافي - الذي يعتبره الطبطبائى "أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي"17- لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا. وكثير منها لا إسناد لها.

وعندما نتمعن في مضمون تلك الأحاديث نجد كثيرا منها يتعارض مع القرآن الكريم.

و يبدو جليا أن الصفة البارزة للمقياس الذي بموجبه يتم تقو يم الأحاديث هو مدى تأييدها للفكر الشيعي أو على الأقل عدم تعارضها معه. و يؤكد الطبطبائى كغيره من علماء الشيعة أن أوثق الأحاديث النبوية ما تعاقب على روايته الأئمة المعصومون مع أن الإمام قد يتوفى عن وريث لا يتجاوز التاسعة أو الثامنة أو الخامسة من عمره.18 فمثلا الحديث الذي يرويه على بن أبى طالب ويجعله البخاري في صحيحه يلقى رفضا من علماء الجعفرية مادام الحديث يتعارض مع العقيدة الشيعية (مثل تحريم نكاح المتعة) و بالعكس، إذا كان الحديث يؤكد الفكر الشيعي فإنه سيلقى قبولا بصرف النظر عمن رواه ونقله وحققه.19

أما علماء المسلمين فيعرفون السنة بأنها ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله أو أقره وصفاته الخلقية.20

و بصفة عامة فهناك طريقتان يعتمد عليهما جمهور علماء المسلمين لتوثيق الأحاديث الشريفة:

أولا: فحص الإسناد لمعرفة مدى الثقة في الرواة. لهذا فالأحاديث منقطعة الإسناد ترفض لتعذر تعديل أو جرح الرواة المجهولين.

ثانيا: فحص المتن للتأكد من عدم مخالفته للقرآن أو لأحاديث أخرى قد تكون أقوى سندا

واستنادا إلى هذه المقاييس ومدى دقتها في اختيار الأحاديث أجمع علماء الحديث عل

أن صحيح البخاري ومسلم هما أوثق مصدرين للسنة النبوية.22

وكما علمنا فقد تم جمع القرآن الكريم في مجلد واحد عقب وفاة الرسول بمدة وجيزة ولكن الجمع العلمي الجاد للحديث لم يبدأ إلا أواخر القرن الهجري الأول.23 وكان لهذا عدد من الأسباب من أهمها أن الحديث تناول التعاليم الإسلامية بالتفصيل و يضعها في صيغها التطبيقية التي يجب أن يتمثل بها المسلم في حياته اليومية الخاصة والعامة وفى علاقته مع الله والناس. وكان الصحابة- رضوان الله تعالى عليهم- لحرصهم الشديد على تطبيق السنة النبوية- في الواقع- مصادر حية متحركة للحديث ماثلة أمام الأعين. ولهذا فقد بدت الحاجة إلى جمعها في مجلدات غير ملحة في ذلك العهد. يضاف إلى ذلك أن بعض كبار الصحابة كان يرى التركيز على تدريس القرآن الكريم أولا تجنبا لاختلاط القرآن بالحديث كما حصل بالنسبة للتوراة والإنجيل.

أيها الأخ وأيها الأخت: دعونا نسأل أنفسنا أي التعريفين اكثر صدقا خاصة ونحن

نعلم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء كما قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)24، ولا ينبغي لأحد أن يتلقى وحيا من الله بعده. فالوحي الإلهي خاص بالأنبياء والرسل، وعندما يساوى العالم الشيعي بين أقوال الرسول وأئمة الشيعة فكأنما يقول بأن الأئمة أيضا يتلقون وحيا إلهيا كالرسل والأنبياء، وفى ذلك مخالفة صريحة للقرآن. أما إذا كان القول بأن أولئك الأئمة إنما كانوا يلهمون فإن الإلهام شيء والوحي شيء، فالوحي ملزم والإلهام يشترك فيه الناس ولا يلزم إتباعه. أما الإلهام للأنبياء والرسل فإنه جزء من الوحي.

الإجماع
ـــــ
لعلماء الشيعة موقفان متغايران بالنسبة للإجماع. فهم يحتجون بالإجماع إذا كان يؤلد ما ذهبوا إليه من أقوال. فالطبطبائى مثلا يستعمل كثيرا قول: "كلأ من الشيعة والسنة.. " و ".. واتفق الجميع على إقراره".25

أما من ناحية أخرى فإن علماء الشيعة يرفضون الإجماع فمثلا:

(1) يقولون بأن الصحابة- وهم عشرات الألوف- قد تآمروا على مخالفة الرسول صلى

الله عليه وسلم عقب وفاته ولم يثبت على سنته إلا أقل من عشرة، لهذا يرجحون هذه الأقلية - المكذوب عليها- على الأغلبية الساحقة.

(2) يعتقدون بأن ملايين المسلمين عبر الأزمنة والأمكنة على مر التاريخ لا يتوافر فيهم صفة الإسلام والإيمان لأنهم يرفضون أحد أركان الإسلام والإيمان في اعتقاد الشيعة- وهو الإيمان بركن الإمامة- أي بركن الإيمان بوجود اثني عشر إماما معصومين نص عليهم الرسول لتكون لهم القيادة السياسية والدينية يتوارثونها واحدا بعد الآخر.

(3) يشككون في صحة القرآن وكماله وقد وثقه علماء المسلمين قاطبة.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون الإجماع المصدر الثالث للشريعة الإسلامية بعد القرآن والسنة كما يؤكد ذلك ابن تيمية.26 فأوثق النصوص ما وصل إسناده درجة التواتر حيث يروى مجموعة من الصحابة خبرا يتناقله عنهم مجموعة أخرى من التابعين.27 وأرفع درجات الاستنباط والفتاوى ما أجمع عليه العلماء.28، فالله سبحانه وتعالى يقول في محكم تنزيله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)290 و يستنكر الله على أولئك الذين فرقوا دينهم شيعا فيقول مخاطبا نبيه(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كـانوا يفعلون).30 وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم… عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة".31 ولا شك أن المقصود بجماعة المسلمين علماؤهم وليس عامة المسلمين الذين يعتمدون على التقليد فقط دون الرجوع إلى المصادر الأساسية للإسلام.

وفى حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تجتمع أمتي على خطأ"، وقال: "لم يكن الله ليجمع أمتي على الضلالة"، وقال: "ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ". وذلك لأن اتفاق جميع المجتهدين على حكم واحد مع اختلاف خلفياتهم و بيئاتهم لا يحصل إلا أن يجمعهم الحق.32 وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والباقي في النار، وعندما سئل عن الفرقة الناجية أجاب في رواية بأنها من كان على مثل ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفى رواية أخرى أن الفرقة الناجية هم الجماعة.33

أيها الأخ وأيتها الأخت: ألا تعتقدون أن فعالية أي معيار يعتمد على ثبات استعماله واستخلاص النتائج به فلا يقبل مرة و يرفض مرة أخرى، ولهذا فهل يمكن الاعتماد على فقيه يستخدم الدليل ذاته ليحل لنفسه ما يحرمه على الآخرين؟ أو يرفض الاعتراف بالدليل نفسه إذا كان في غير صالحه؟ و يعتمد عليه إذا كان في صالحه؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: لنفرض أن مسلما يسأل عن الطريق إلى الجنة فأجابت عليه مجموعة لا تقل عن العشرة من الناس بأنهم يعرفون الطريق حق المعرفة، غير أن واحدا منهم أعطاه وصفا يتعارض مع بقية الأوصاف، فبماذا تنصح هذا المسلم؟ هل يتبع وصف المجموعة التي لا تقل عن العشرة أشخاص أم ذلك المنفرد برأيه وذلك مع افتراض أنه لا يعلم شيئا عن أي من هؤلاء وأن كلا الوصفين قد ظهر معقولا؟

ثم ماذا لو اتضح أن الشخص المنفرد برأيه له مصلحة شخصية في الوصف الذي تفرد به وليس للبقية مصلحة ذاتية؟

وماذا لو علمت أن الشخص المنفرد برأيه سوف يحقد على السائل إذا لم يتبع إرشاداته بينما البقية ترى أن من يخالفها لا يستحق الحقد أو الكراهية؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: فكروا في الموضوع وتذكروا أن الموضوعات التي يختلف فيها جمهور علماء المسلمين مع غيرهم تدخل في صنفين:

(1) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي يحتمل الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي يحتمل الصواب.

(2) أن رأى جمهور علماء المسلمين هو الصواب الذي لا يتطرق إليه الخطأ، وأن رأى سواهم هو الخطأ الذي لا يحتمل وجها من الصحة مطلقا.

و يقع أغلب الأمور التي اختلف فيها علماء الشيعة مع جمهور علماء المسلمين ضمن الصنف الثاني وتذكروا- أخي المسلم وأختي المسلمة- أن هناك فرقأ بين (جمهور المسلمين) من جهة، (وجمهور علماء المسلمين) من جهة أخرى، فبينما لا يعتبر الأول دليلا ملزما، فإن الآخر يستوجب الإلزام، وهذا هو المقصود بالإجماع.

أركان الإسلام و أركان الإيمان
ــــــــــــــــــــ
يقول علماء الجعفرية الاثني عشرية بأن الإيمان بنظام وراثي لقيادة الأمة الإسلامية ركن من أركان الإيمان له مكانة الإيمان بالله كما يؤكد ذلك دستور الجمهورية الإسلامية لإيران في مادته الثانية. فالإمامة إذا- لدى علماء الجعفرية- ركن من أركان الإيمان التي لا يأتي من بينها الإيمان بالملائكة والقدر خيره وشره وهى أيضا ركن من أركان الإسلام مثل الشهادتين والصلاة والصوم والحج.

أما جمهور علماء المسلمين فيؤكدون انتفاء المفهوم الشيعي للإمامة في القرآن أو السنة والذي ينص على ضرورة النظام الوراثي الشامل في الإسلام في الحكم والخلافة وفهم الدين. بل و يؤكدون أن في القرآن والسنة ما يتعارض مع هذا النظام الوراثي الذي يشمل القيادة السياسية والدينية والروحية. فالقرآن الكريم يمدح المؤمنين فيقول عنهم (والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)34، كما يأمر الله تعالى نبيه الكريم فيقول:، (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).35

ويجمع علماء المسلمين على أن الإسلام بنى على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا. 36، كما يجمع علماء المسلمين على أن أركان الإيمان الأساسية هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.37

ولو قرأ المسلم القرآن من أوله إلى آخره لم يجد آية واحدة تؤيد ما يقوله علماء الشيعة من ضرورة هذا النظام الوراثي الشامل والذي يرثه الطفل في التاسعة أو الثامنة... ولو قرأ المسلم الصحيح من السنة لانتهى إلى النتيجة نفسها.

أيها المسلم وأيتها المسلمة: هل الأولى أن نصدق جمهور علماء المسلمين بأدلتهم الواضحة من القرآن الكريم والسنة المعتمدة أم نتبع علماء الشيعة بأقوالهم التي تتعارض مع القرآن الكريم والسنة؟ قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نتأكد من أن هدفنا الوحيد هو إرضاء الله تعالى وحده والبحث عن الحقيقة للنجاة في هذه الدنيا الفانية والفلاح في الحياة الآخرة الأبدية.

أيها الأخ وأيتها الأخت يجب أن لا ننسى أن الله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا. يا أيها الذين آمنوا، آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا).38

المفهوم الشيعي للإمامة
ــــــــــــــ
يعتقد علماء الشيعة بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان كالإيمان بوحدانية الله، وتعنى الإمامة لدى علماء الشيعة أن الحياة الروحية والتعليمية والدينية والسياسية للأمة الإسلامية كافة تخضع لنظام وراثي يتعاقب فيه على السلطة اثنا عشر إماما. وتنحصر هذه السلطة في زوج فاطمة الزهراء، وابنيها الحسن والحسين ثم تنحصر في بعض آل الحسين الذي كان قد تزوج من شهبانو ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد الذي قوضت الجيوش الإسلامية أركان عرشه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.39 فدستور جمهورية إيران الإسلامية مثلا ينص عل أن "الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري الاثنى عشري. وهذه المادة غير قابلة للتغيير إلى الأبد".40

و يرتبط ركن الإمامة بالاعتقاد بأن هؤلاء الأئمة معصومون41 ويشاركون الله علمه بالغيب بما في ذلك علمهم بوقت وفاتهم42، وأن الطاعة العمياء للأئمة ضرورية "لدرجة أن عبادة الله لا تصبح ضرورية إذا كان هذا هو أمر الإمام."43 و يقول الخميني في هذا المضمار: "الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين".44

وهذه العقيدة مرتبطة أيضا بضرورة الإيمان بأن "للأئمة مكانة روحية وخلافة تكوينية على جميع المخلوقات بحيث يخضع لها جميع ذرات الكون، وأن من أساسيات العقيدة الشيعية أنه لا يصل إلى المكانة الروحية للأئمة لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".45 و يندرج ضمن هذا الاعتقاد أن جميع خلفاء وحكام المسلمين وقضاتهم طواغيت ما لم يكونوا جعفريين ولا يجوز التحاكم إليهم.46 لهذانجد دستور الجمهورية الإسلامية لإيران يحرص على أن يكون رئيس الجمهورية "مؤمنا ومعتقدا بمبادئالجمهورية الإسلامية والمذهب الرسمي للدولة". كما تنص على ذلك المادة الخامسة عشرة بعد المائة وأن يقسم "أن أكون حارسا للمذهب الرسمي" كما جاء في المادة الواحدة والعشرين بعد المائة.

ولضمان عدم اللجوء إلى القضاة غير الجعفريين أو التشريع غير الجعفري نصت المادة الثانية والسبعون على أنه "لا يستطيع (مجلس الشورى الوطني) أن يسن القوانين المغايرة لقواعد وأحكام المذهب الرسمي للدولة... "

ولما كان الإمام إلحادي عشر قد توفى منذ حوالي أحد عشر قرنا- حسب العقيدة الجعفرية- فعقيدة الإمامة تنص على أن الإمام الثاني عشر، المهدى، قد اختفى وهو في الخامسة- عل أرجح أقوال علماء الشيعة- ولم يمت وسيعود إلى الظهور في آخر الزمان وأن حقه في وراثة السلطة ثابت أثناء غيبته ولهذا نص الدستور في المادة الخامسة بوضوح على أن "تكون ولاية الأمر، والأمة في غيبة الإمام المهدى- عجل الله تعالى فرجه- في جمهورية إيران الإسلامية للفقيه العادل... ".

هذا ما يقوله علماء الشيعة، أما جمهور علماء المسلمين فيقولون بأن النظام الملكي الذي تقتصر فيه الوراثة على السلطة السياسية هي موضع خلاف. فكيف بنظام تجتمع فيه وراثة السلطة الروحية والدينية والسياسية و يرثها الطفل في التاسعة والثامنة والخامسة. ولهذا يرفضون تماما مثل هذا النظام الذي لا تسنده أي آية قرآنية أو حديث صحيح واحد. بل و يتعارض مع مبدأ الشورى الذي أثنى الله عليه وأمر به في القرآن الكريم.47

و يؤكد علماء المسلمين بأن العصمة الكاملة لله وحده ولا شريك له فيها فعصمة الأنبياء والرسل مقصورة على أدائهم الرسالة بأمانة، وعصمتهم من الذنوب التي تخل بالرسالة وعصمتهم من مخالفة ما يدعون إليه الناس. أما فيما عدا ذلك فقد يخطئ الرسول في الاجتهاد وكما حدثنا القرآن عن عتاب الله لمحمد صلى الله عليه وسلم- وهو أفضل الخلق- حين أعرض عن الأعمى في سورة عبس. 48

أما فيما يخص علم الغيب فلو قرأ المسلم القرآن الكريم 49 لوجد العديد من الآيات التي تجعل هذا النوع من العلم من صفات الله التي تفرد بها، فمثلا في سورة الأعراف آية (188) يقول الله تعالى مخاطبا نبيه: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون).

و يكفر الطحاوي- وهو يمثل عقيدة أهل السنة- كل من يعتقد بأن أحدا من البشر أفضل من الأنبياء، فما بال حكم الذين يدعون بعض صفات الله التي تفرد بها- سبحانه- للبشر كعلم الغيب والعصمة الكاملة والطاعة لهم حتى لو أمروا بعدم ضرورة عبادة الله؟!

وفيما يخص الإمام الثاني عشر الذي يعتقد علماء الشيعة بأنه لا يزال على قيد الحياة لمدة تقارب أحد عثر قرنا فكثير من المؤرخين يؤكدون بأن إمام الشيعة الحادي عشر لم يعقب ولم يكن له نسل، وحتى الأحاديث التي رواها الترمذي وأبو داود ولم يروها أصحاب الصحاح عن المهدى وظهوره في آخر الزمان فإنها تقول بأن اسمه كاسم النبي (محمد)، واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله) بينما اسم الإمام الثاني عشر، محمد المهدى بن حسن، وتقول تلك الأحاديث أيضا إنه سيكون من عقب الحسن وليس من عقب الحسين.52 وليس هناك أي دليل بأن المهدى سيعيش حوالي اثني عشر قرنا.

أيها الأخ وأيتها الأخت: إن علماء الشيعة يعتبرون الإيمان "بالإمامة" ركنا من أركان الإيمان. أي أن المسلم الذي لا يؤمن بذلك سيكون في حكم الكافر، ومن ناحية أخرى فإن الإيمان "بالإمامة" بأبعادها وملابساتها سيجعل المسلم كافرا- أعاذنا الله من الكفر والشرك- كما يجمع على ذلك جمهور علماء المسلمين استنادا إلى القرآن والسنة. يضاف إلى ذلك أن جمهور علماء المسلمين لا يعنيهم في هذا الحكم سوى مرضاة الله، ولا يتحيزون بذلك إلى أسرة معينة أو مجموعة من البشر.

تأكد أخي المسلم وتأكدي أختي المسلمة من اختيار النجاة من النار والفوز بالجنة قبل

أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه القوميات والمخلوقات.

أهل البيت
ـــــــ
يميل علماء الشيعة إلى حصر أهل البيت النبوي في الابنة الصغرى للنبي صلى الله عليه وسلم، فاطمة، وزوجها علي وابنيها الحسن والحسين وتسعة من نسل الحسين الذي كان قد تزوج من ابنة الإمبراطور الفارسي يزدجرد على عهد عمر بن الخطاب، ويخصون هؤلاء بصفات سبق الإشارة إليها مثل الولاية الوراثية الشاملة والعصمة، وعلم الغيب.. إلخ

ثم يعمدون إلى إغفال خلفاء المسلمين وقضاتهم عبر العصور والتقليل من شأن منجزاتهم في نصرة الإسلام والمسلمين، وهذا يشمل مع من يشمل جيل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلا من ثبت لدى علماء الشيعة بالدليل القاطع بأنه قد ناصر عليا رضى الله عنه ولم يعارضه في شيء أبدأ.

أما جمهور علماء المسلمين فإنهم يعتبرون أهل البيت كل من حرمت الصدقة عليه من أقرباء النبي عليه الصلاة والسلام و يشمل هؤلاء النبي وآله، وجعفرا وآله، وعقيلا وآله، والعباس وآله.53

كما يعتبر علماء المسلمين زوجات الرسول من أهل البيت بنص الآية الثالثة والثلاثين من سورة الأحزاب، إذ يخاطبهن الله بقوله (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا). هذا فضلا عن كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات كل من ادعى أنه مؤمن إذ تقول الآية السادسة من سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم... ). كما أن صالحي أهل البيت لهم مكانة سامية لدى علماء المسلمين وجمهورهم بدون استثناء ففي حديث رواه مسلم54 يروى زيد بن الأرقم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم عند ماء يدعى خما قال: "... فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي". فالرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يوصى فيه بالتمسك بكتاب الله يوصي بحسن معاملة أهل بيته وهذا من كمال أخلاقه إذ يضرب المثل في صلة الرحم، و يرى علماء المسلمين أن هذا الاحترام لأهل البيت لا يمنع بل يدعو إلى احترام الصحابة وصالحي المؤمنين في كل زمان ومكان.

أيها الأخ وأيتها الأخت: نحن المسلمين هل نستطيع حقا إغفال بقية بنات النبي وأقاربه ونسلهم الصالح؟ هل نستطيع حقا حصر أهل البيت في عدد محدود يختارهم لنا علماء الشيعة؟ هل توجب علينا محبة واحترام صالحي أهل البيت كراهية ولعن آلاف الصحابة الكرام؟ وماذا عن عثمان الذي تزوج اثنتين من بنات النبي وله ابن من واحدة منهن؟ وماذا عن ذريتها؟ وماذا عن ذرية الحفيد الأول للنبي، الحسن؟ ألا تعتقدون أن عليا والصالحين من نسله أول من يستنكرون هذا الغلو الذي يقلب الحب إلى ضده؟ تخيل أنسانا يغالي في المدح لدرجة يمقتها السامعون، أليس ذلك أشبه بالاستهزاء من الثناء، وأقرب من القدح إلى المدح؟

الصحابة
ـــــ
يقول علماء الشيعة في إيران إن الخليفتين الراشدين الأولين أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما قد تآمرا على الإسلام في محاولة للقضاء على الأحاديث حتى يتم لهما تفسير القرآن الكريم حسب مصالحهما الشخصية، كما يقولون أيضا إن الخلفاء الراشدين الثلاثة الأول قد "خانوا عهدهم للرسول صلى الله عليه وسلم ".55

وقد نشرت وزارة الإرشاد الإسلامي بجمهورية إيران كتيباً (56) يصنف فيه جيل الصحابة الكرام إلى:

(1) المجموعة التي رضى عنهم علماء الشيعة ولا يكاد يتجاوز عددهم أصابع اليدين.

(2) المجموعة التي وصفها المؤلف بأنه "أسوأ العناصر وانتحرت تحت أقدام الطغاة"

ومن بينهم عبد الله بن عمر الذي روى نحوا من الأربعة آلاف حديث وكان له دور كبير في الحفاظ على السنة ونشر الإسلام.

(3) المجموعة التي وصفها المؤلف- على شريعتي- بأنه "التي باعت شرفها.. وجمعت نقودها ببيع كل حديث بدينار". ومن بين هذه المجموعة أورد على شريعتي أسماء أبى هريرة وأبى الدرداء، وأبى موسى الأشعري الذين قاموا بدور عظيم في الحفاظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر الإسلام.

وفى مصدر آخر من المصادر الحديثة وصفت جريدة (الجهاد) النبي صلى الله عليه وسلم بالتحيز لعلى في أدائه للرسالة ثم استطردت قائلة "بل إننا نلاحظ أن من ذلك أن الجيل المعاصر للرسول (ص) لم يكن يملك تصورات واضحة محددة حتى في مجال القضايا الدينية التي كان النبي يمارسها مئات المرات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة". و يقول عالم جعفري "عبد الرحمن بن عوف عابد المال، وعثمان الأرستقراطي، وخالد بن الوليد عديم المبالاة، وسعد بن الوقاص عديم التقوى"570

أما علماء المسلمين فيقولون بأن جميع الصحابة عدول وقد عصمهم الله من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و يستحقون كل تبجيل .58 فالله سبحانه وتعالى قد أثنى عليهم وقال: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)59 وقال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رض الله عنهم ورضوا عنه وأعد هم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدأ ذلك الفوز العظيم).60 وقال أيضا: (لقد رض الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)61 وفى الآية التاسعة والعشرين من السورة نفسها قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء عل الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرأ عظيما). واقرأ أيضا الآية الثامنة من سورة التحريم والآيات من الثامنة والتاسعة والعاشرة من سورة الحشر.

وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. "62

إن علماء الإسلام لا يشكون في أن الرسول صلىالله عليه وسلم قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة بدون تحيز لقريب أو صديق. وكان جيل الصحابة عموما أعلم بتعاليم الدين الإسلامي من الأجيال المتأخرة. ومن بينهم من قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم: "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " وطبعا يخرج من هذا الحب الحب المبالغ فيه، الحب المتحيز الأعمى فمثل هذا الحب يعتبر بغضا. وكان من بين الصحابة من كان أعلم من علي بن أبى طالب أو غيره من آل البيت.63 ومن الصحابة الذين شتمهم علماء الشيعة مبشرين بالجنة ومنهم من قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: "فداك أبي وأمي" أو قال لهم "أنتم منى وأنا منكم ". والأحاديث كثيرة في فضائل الصحابة.

أما إذا كان هناك خلاف بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين فكان حسن النية والإخلاص دائما حاضرين، وإنما هو اختلاف في الاجتهاد يؤجرون عليه إن أصابوا أو أخطأوا وقد انتقلوا إلى جوار الله وهو أحكم الحاكمين. وماذا نجني من محاكمتهم ومن نكون حتى نحاكمهم وقد حذرنا الله من ذلك إذ يقول في موضعين من القرآن الكريم: (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتهم ولاتسألون عما كانوا يعملون)64 ، و يكفى أن يقرأ المسلم فضائل الصحابة في صحيح البخاري ومسلم ليعرف ما ثبت من فضلهم وتقصيرنا في اتباع خطاهم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل الأولى أن نصدق الآيات القرآنية الصريحة والأحاديث الواضحة الموثقة أو نصدق علماء الشيعة الذين يحترمون عددا صغيرا من الصحابة و ينالون من كرامة عشرات الآلاف منهم؟

دعونا نتأكد من الطريق الذي نسلكه في موقفنا من الصحابة هل يؤدى إلى الجنة حقا؟ دعونا نتجنب التصرف بغباء وكأننا عملاء لأعداء الإسلام الذين لا يزالون يعملون بكل الوسائل لهدم الإسلام بالتشكيك في أمانة مصادره ومعلميه الأوائل. دعونا نتذكر دائما أن أحمد بن حنبل قال: "إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام. وقال إسحاق بن راهويه: "من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعاقب ويحبس، وقال الإمام مالك: "من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن سب أصحابه أدب "، وقال القاضي أبو يعلى: "الذي عليه الفقهاء في سب الصحابة إن كان مستحلا لذلك كفر وإن لم يكن مستحلا لذلك فسق "، وقال ابن تيمية: "من زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفر قليل لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فلا ريب في كفره ". 65

وقال أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ". وقال على رضى الله عنه: "لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر رضى الله عنهما إلا جلدته جلد المفترى". قال ابن حجر الهيثمى: "من غاظه الصحابة فهو كافر.. " ووافقه الشافعي 66 لأن الله قال: (ليغيظ بهم الكفار)
قال ابن عابدين: "من سب الشيخين- أبا بكر وعمر- أو طعن فيهما كفر ولا تقبل توبته " 670

التقية
ــــ
يقول علماء الشيعة: "إن تسعة أعشار الدين في التقية من دين الله ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شىء إلا في النبيذ والمسح على الخفين ".68 وتعنى التقية التظاهر بالعمل والقول بخلاف ما يضمره الإنسان في قلبه كأن يتظاهر باللطف مع الآخرين بينما يلعنهم في قلبه و بين خلصائه حتى في غياب الأسباب القاهرة. 69 والسبب المحدد للتقية كما يقول الخميني في كتابه "هو الحفاظ على الإسلام والمذهب الشيعي، وأن الشيعة لو لم يلجئوا إليه لكان الفكر الشيعي قد انتهى الأمر به إلى الانقراض "70 بمعنى آخر أن التقية يمكن استخدامها ضد غير الشيعة بما في ذلك المسلمين وذلك للحفاظ على العقيدة الجعفرية.

و يقول أحد كبار علماء الشيعة، الطبطبائي: "إن عقيدة التقية في المذهب الشيعي تستمد جذورها من الآية الثامنة والعشرين من سورة آل عمران والتي تقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير). ومن الآية السادسة بعد المائة من سورة النحل: (من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم).

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون إننا عندما نتدبر القرآن الكريم فإننا نجد أن إظهار الإنسان لغير ما يبطن يعتبر الصفة المميزة للمنافقين و يبغضه الله سبحانه وتعالى، فالآية الرابعة عشرة والخامسة عشرة من سورة البقرة تقول: (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون).

و يقول الله تعالى: "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون، وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون. أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون).71

و يقول الله تعالى: (ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور) 73

لهذا أعد الله للمنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون أشد العقاب إذا يقول تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا)73

و يعتبرون التظاهر قولا وعملا بغير ما يبطن المسلم نوعا من الكذب، علامة النفاق وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان ."74 وفى حديث آخر ذم النبي صلى الله عليه وسلم ذا الوجهين،75 فالقاعدة الإسلامية العامة أن الكذب على المسلمين محرم وممقوت.

أما فيما يتعلق بالرخصة المذكورة في الآية القرآنية في سورة آل عمران فهي محددة باستخدامها فقط مع الكافرين وفى حالات خاصة ضيقة. 76

أما الآية التي نزلت في عمار بن ياسر في سورة النحل فإنها تعطى رخصة لمثل عمار وفى الظرف الذي كان يعانيه، إذ كان مخيرا فقط بين أن يموت تحت تعذيب المشركين فيلقى مصير والديه أو يتفوه بالكفر لينجو وقلبه مطمئن بالإيمان.

فهذه حالات استثنائية لا يجوز أصلا تعميمها، نحيف بها مبررات لجعل تسعة أعشار الدين في الكذب والنفاق؟!

أيها الأخ وأيتها الأخت: أعطوا الموضوع شيئا من التفكير. ماذا سيحصل لو اعتقد المسلمون بالفعل أن تسعة أعشار الدين في التقية؟ أي أن التظاهر بما يخفيه المسلم يمثل تسعة أعشار دينه، هل يمكنك حينئذ أن تثق بأحد؟

أيها الأخ المسلم والأخت المسلمة: هل نستطيع حقا تلقى تعاليم ديننا من علماء يعتقدون بذلك؟ بل هل نستطيع أن نثق بما يرونه من أخبار أو أحداث تاريخية؟ إذا كمان الإنسان يعتقد أن الكذب على الله وعلى الرسول والمسلمين لخدمة أغراضه المتحيزة يؤلف جزءا أساسيا من ديانته، فهل نستطيع الثقة به؟ فإذا كان هدفنا الأساسي هو النجاة في الآخرة، تلك الحياة الأ بدية، فلنكن حذرين مما نقرؤه لعلماء الشيعة من جدل مبنى على المشوه والمكذوب من النصوص والمراجع.

أيها الأخ والأخت: تذكروا أن رخصة الاتقاء ليس فقط استثناءً من القاعدة العامة بل استثناء مقيدا. فهي لا تعطى رخصة خداع غير المسلمين فحسب ولكن لا تجيز الكذب عليهم إلا في مثل حالة عمار. وما تعنيه الآية هي أن المسلم يستطيع أن يخفى حنقه وغيظه عن أعداء الإسلام بدون كذب إذا كان إظهار ذلك الغيظ يعرض الإسلام أو المجتمع الإسلامي إلى الخطر.

نكاح المتعة
ـــــــــ
يقول علماء الشيعة بإباحة نكاح المتعة لأنها كانت مباحة على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. ولم يحرمها سوى عمر بن الخطاب أثناء خلافته.77 والغرض من نكاح المتعة هو إشباع الرغبة الجنسية فقط، وليس في نكاح المتعة طلاق ولا ميراث بين الطرفين ولا يوجب فرض ليلة للمرأة أو نفقة. 78

أما جمهور علماء المسلمين فيقولون التالي:

(1) لقد وضع القرآن الكريم قواعد العلاقة المشروعة بين الرجل والمرأة وحصرها في نوعين:

أولا: الزواج الذي يترتب عليه طلاق وميراث و يوجب فرض ليلة ونفقة للزوجة.

ثانيا: العلاقة بين الرجل وما ملكت يمينه من الجواري. فالله سبحانه وتعالى يقول: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون).79

(2) وقد جاء تأكيد ذلك مفصلا في سورة النساء ابتداء من أول السورة وخاصة الآيتين الرابعة والعشرين والخامسة والعشرين حيث يجعل د فع المهر لازما إذا دخل الرجل بزوجته.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين أن معنى قوله تعالى (فما استمتعتم به منهن)، هو استمتاع الزوج بزوجته ضمن عقد الزواج ومن هذا المعنى ورد في حديث للنبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري ومسلم قوله: "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن استمتعت بها استمتعت و بها عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها".80

(3) وقد ثبت في الحديث الصحيح أن نكاح المتعة قد أباحه النبي صلى الله عليه وسلم عند الحاجة الطارئة الشديدة مثل الجهاد في سبيل الله. وكان يحرمه بمجرد انتهاء تلك الحاجة، بل وعندما أبيح في المرة الأخيرة أتبعه بإعلان تحريم نكاح المتعة نهائيا. فقد جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تاخذوا مما آتيتموهن شيئا". 81

فالإباحة كانت- في الواقع- إباحة مؤقتة واستثناء من القاعدة الأساسية، وقام بهذا الاستثناء النبي صلى الله عليه وسلم وهو يملك الصلاحية لذلك فهولا ينطق عن الهوى، أما غيره فلا يملك تلك الصلاحية، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصا على سد هذا الباب بإعلانه تحريم الله لمتعة النكاح إلى يوم القيامة. 82

أما عن قول علماء الجعفرية بأن التحريم كان من عمر فما قاله عمر بن الخطاب هو: "إن الله كان يحل لرسوله ما شاء بما شاء. وإن القرآن قد نزل منازله. فأتموا الحج والعمرة لله كما أمركم الله وابتوا نكاح هذه النساء، فلن أوتى برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة."83 وعمر وقد علم بحادثة عمرو بن حريث يؤكد التحريم و يعيد إعلانه لمن لم يبلغه التحريم.

أيها الأخ وأيتها الأخت: هل هناك حقا فرق بين المرأة تؤجر جسدها أو الرجل يستأجر جسد امرأة لبضع دقائق أو أيام أو أشهر.. مادام ذلك لمدة معلومة مسبقا؟ ألا يعتقد المسلم والمسلمة أن نكاح المتعة فيه إهانة كبيرة لأخواتنا المسلمات، وفرصة لكل من ينشد المتعة الجسدية دون تحمل أعباء الزواج؟ أليس فيه هدم لنظام الأسرة في الإسلام؟

أيها الأخ وأيتها الأخت: يجب أن نتذكر أن الأشراف من علماء الشيعة لا يسمحون لقريباتهم بممارسة نكاح المتعة لأن فيه مهانة لهم مع أنهم يسمحون به لغيرهم. وشيء آخر أن نكاح المتعة الذي أباحه الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسبات محدودة لم يكن يشترط أن تكون المرأة فيه مسلمة أو كتابية مما يميزه بوضوح عن الزواج الشرعي.

بعد كل هذا كيف يمكن للمسلم أن يشرع إباحة نكاح المتعة أو ممارسته بنفسه؟ خاصة وأنه لا فرق بين الزنا ونكاح المتعة من حيث الهدف، فكلاهما لا ينشد سوى إشباع الرغبة الجنسية؟!

غدير خم
ــــــ
يقول الطبطبائى- أحد كبار علماء الجعفرية في القرن العشرين- إن الحجة الجوهرية في أحقية على بن أبى طالب للخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هي حادثة غدير خم. وعندما نرجع إلى كتيب لأحد علماء الشيعة أفرده لهذه الحادثة نجد ما يلي:84

1- أن الذين شهدوا خطبة غدير خم كثر من مائة ألف صحابي.

2- ألقى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة عند غدير خم وهو عائد من حجة الوداع إلى المدينة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وأن سبب خطبته هذه هو نزول الآية التالية عليه في هذا المكان: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس، إن الله لا يهدى القوم الكافرين)85

3- لهذا أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم التالي:

ا- أنه سيترك للمسلمين ثقلين: أحدهم كتاب الله. طرفه بيد الله وطرفه الآخر بأيدي المسلمين وأن الآخر هو عترة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن ربه أخبره بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.

ب- بعد أن رفع يد علي قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه."

ج- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاد" 51

د- وقال: "اللهم أدر معه الحق حيث دار".

هذا ما يقوله علماء الجعفرية من الشيعة عن حادثة غدير خم. لنتدبر ما يقوله جمهور علماء المسلمين.86

(1) حسب دعوى علماء الشيعة لم يثبت على الإسلام الصحيح بعد وفاة النبي سوى بضعة من الصحابة لا يكاد يتجاوز عددهم البضعة عشر صحابيا.87 وقد حضر خطبة الغدير اكثر من مائة ألف صحابي يعني أن كل هؤلاء المائة ألف قد نقضوا عهدهم وتآمروا على حرمان علي بن أبى طالب من الخلافة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. ما هي نسبة احتمال حصول ذلك؟ ولأي مصلحة؟ لو استعرضنا حتى كتابات علماء الشيعة لما وجدنا أي مصلحة في ذلك!

(2) خطبة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من العام نفسه الذي حج فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وفى الشهر نفسه الذي نزلت فيه آية (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) في اليوم التاسع من ذي الحجة يوم عرفة فكيف يمكن لهذه الآية الأخيرة الختامية أن تنزل قبل آية يأمر الله فيها نبيه بتبليغ الرسالة؟ 89 خاصة وقد شهد ألوف الحجاج يوم عرفة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

و يؤكد جمهور علماء المسلمين بأن آية("يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك..)، قد نزلت قبل حجة الوداع بل وقبل فتح مكة وغزوة خيبر.

(3) و يؤكد ابن تيمية- رحمه الله- بأن الخطبة بالصيغة التي ذكرتها مصادر الشيعة كذب وبهتان جملة.

أما تفصيلا:

أ- فأصل حديث الثقلين كما رواه زيد بن أرقم: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر. ثم قال: "أما بعد. ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" 90

وكما سبقت الإشارة إليه فإن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في علي وآل علي إذ يشملون عقيلا وآل عقيل وجعفرا وآل جعفر والعباس وآل العباس وزوجات النبي، أمهات المؤمنين، ولم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم تمسكوا بأهل بيتي أو أنهم الهدى والنور، ولو كان الحديث يحتمل أي معنى يتضمن تخو يل سلطة خاصة لأهل بيته لكانت في جميع أهل بيته ولوجبت بها شرعية خلافة العباسيين الوراثية على أعناق الشيعة ووجب احترام الشيعة لحكم العباسيين بدلا مما في مصادر الشيعة من تسويد لصفحاتهم ظلما وافتراءً.

و يؤكد ابن تيمية أن ما روى من قول النبي "من كنت مولاه فعلى مولاه " قد طعن في صحته الكثير من علماء الحديث ولم يرد في الصحيحين. وحتى لو ثبتت صحة هذا الحديث في مناسبة غير هذه فإنها لا تعنى أكثر من قول الله تعالى مخاطبا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: (... فإن الله مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير)91 فهذا لا يعنى أن صالح المؤمنين أوصياء على النبي صلى الله عليه وسلم ولكن أصحابه وناصروه، ثم إن الرسول لم يقل من كنت وليه فعلي وليه ولم يقل من كنت وليه أو مولاه فعلي وليه أو مولاه عقب وفاتي فيحتمل أن تعنى أن الخلافة من بعده لعلي بن أبى طالب. والواقع أن جدل علماء الشيعة في هذه المسألة يظهر عقيما عندما نقرأ ما ورد في الصحيحين عن اقتراح النبي صلى الله عليه وسلم خلافة أبى بكر وعمر وعثمان بتلميحات صريحة أحيانا ولطيفة أحيانا أخرى.

ب- و بالنسبة إلى قول علماء الشيعة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فيؤكد علماء الحديث كذب هذا الحديث وهو مع ذلك دعاء لا يميز عليا، فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لخلق كثير أنواعا من الدعاء لا حصر لها.

ج- أما قول علماء الشيعة إن الرسول قال: اللهم أدر الحق مع على حيث دار، فإن ابن تيمية يؤكد كذب هذا الإدعاء. ونتساءل مع ابن تيمية أي حق هذا الذي يدور مع مخلوق حيث دار و يتلون حسب قراراته وآرائه وخلجات صدره؟ ولو أن الكذبة ادعت بأن الرسول صلى الله عليه وسلم طلب من الله أن يجعل عليا مع الحق، لبدا ذلك معقولا.

ومع كل هذا نجد الطبطبائي يجادل عن ضرورة النظام الوراثي للخلافة فيقول: "إن أعداء الإسلام الذين عملوا كل ما في وسعهم لتحطيم الإسلام ظنوا أنه بموت النبي صلى الله عليه وسلم- حامي الإسلام- سوف يبقى الإسلام بدون قائد ولهذا فهو حتما سوف ينتهي. ولكن في غدير خم خابت آمالهم حيث قدم الرسول عليه الصلاة والسلام عليا كخليفة وقائد. من بعد علي فإن هذه المسئولية الثقيلة، مسئولية القيادة وقعت على أعناق آله.92

وهنا يناقض الطبطبائي نفسه، فقد أشار في الصفحات الأولى من الكتاب ذاته أن الأئمة عاشوا حياة مظلومين لا يملكون دفع السوء عن أنفسهم بينما هو في هذه الصفحات يقول إن الله قد عينهم كحماة للإسلام وقادة للأمة الإسلامية جمعاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأن أعداء الإسلام قد خابت آمالهم بتعيين علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنه خليفة لرسول الله. إذا عجز الأئمة عن الدفاع عن أنفسهم- حسب قول الطبطبائي - فكيف بالله سيدافعون عن الأمة الإسلامية؟ وكيف سيحمون الإسلام؟ لا سيما والعقيدة الشيعية تقول إن الأئمة هم ولاة الأمر في مجال السياسة والدين؟ أم أن هذه تهمة غير مباشرة لله سبحانه وتعالى بسوء الاختيار؟ أستغفر الله العظيم.

وفى الواقع أن علماء الشيعة في سبيل الدفاع عن غلوهم وتحيزهم لم يروا بأسا في تهمة النبي- جهلا- بالخيانة وأنه بدلا من تبليغ الرسالة للناس كافة خص ابن عمه بشيء منها إذ تقول جريدة الجهاد الرسمية: "كان يعد الإمام- عليا- إعدادا إرساليا خاصا كثيرة جدا. فقد كان النبي (ص) يخصه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها… ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار.. " 93

وحتى أئمة الشيعة الجعفريين لم يسلموا من التهم المشينة.. مثل تهمتهم بأنهم قالوا بأن التقية تسعة أعشار الدين وأن من لا تقية له لا دين له.

وأسوأ من ذلك يقول أحد علماء الشيعة إن عليا رضي الله عنه قال: "إن الخلفاء من قبلي قد خالفوا عمدا تعاليم النبي صلى الله عليه وسلم. وخانوا عهدهم معه و بدلوا سنته. ولو ألزمت الناس الآن بالتخلي عما تعودوه والرجوع إلى ما كانت عليه الحال في عهد النبي (ص) فسيتفرق جيشي من حولي و يتركونى وحيدا.. و باختصار لو أمرت الناس باتباع شريعة الله وسنة نبيه فإنهم سوف يتخلون عنى ويتركونى".94

أنظر كيف وصف علماء الشيعة علي بن أبى طالب الصحابي الجليل، البطل المغوار، الذي لا يخاف في الله لومة لائم وكأنه جبان، يعبد السلطة الدنيوية وعلى استعداد للتضحية في سبيلها بشريعة الله وسنة نبيه، وصحيح أن الغلو الأعمى والتحيز ينتجان اكثر من ذلك. فبدلا من الثناء على الأئمة نجد علماء الشيعة ينساقون إلى وصمهم بأشنع الأوصاف من حيث لا يعلمون، فينقلب حبهم إلى النقيض. ولعل ابن تيمية قد أصاب حيث يقول إن اكبر مصيبة حلت بأهل البيت أن كان أمثال هؤلاء من أتباعهم. إذ جعلوا لبعضهم مكانة أشبه ما تكون بمنزلة المسيح لدى المسيحيين اليوم.

و أخيراً
ـــــ
باختصار فإنه نظرا لعدم وجود أدلة في القرآن الكريم والسنة الموثقة تؤيد ما ذهب إليه علماء الشيعة من التحيز المبالغ والغلو الأعمى فإنهم اضطروا إلى الأساليب التالية للذود عن عقيدتهم لخداع العامة:

ا- الإدعاء بأن القرآن الكريم غير كامل وتعرض للتبديل، وهذا الإدعاء عادة لا يجهرون به لخطورته ولكن يدسونه في كتبهم المعتمدة و يهمسون به إلى من وثقوا من تبعيته.

2- اختلاق الكثير من الأحاديث أو تشويه خلفياتها التاريخية أو نصوصها وذلك لاستخدامها في تشو يه معاني الآيات القرآنية الجلية فضلا عن المتشابه منها أو تسخيرها مباشرة في تبرير دعاواهم المتحيزة.

3- اختلاق أو تشو يه أحداث التاريخ الإسلامي أو ظروفها وملابساتها لتأييد غلوهم والاستعانة بها في تشو يه معاني القرآن الكريم أو الأحاديث الصحيحة. كما أنهم قد استشهدوا بكتب غيرهم ممن تسربت قصصهم المختلقة إلى كتبهم، وقد يلجاؤون إلى الاستشهاد ببعض المصادر غير الجعفرية حتى لو أشار المؤلف إلى الرواية المكذوبة للرد عليها. فمثلا يذكرون في مصادرهم أن المرجع السني كذا وكذا يؤيد القضية أو أن علماء السنة يوافقون على كذا أو مائة من كتب السنة أشارت إلى الرواية المذكورة..

وعندما تعود إلى تلك المصادر المشار إليها تجد إما أن القصة الشيعية وردت للرد عليها من قبل المؤلف أو أن القصة لم ترد بتاتا أو تختلف عنها.

وخلاصة القول فإنه ينبغي على المسلم الذي يخشى على دينه ومصيره في الآخرة أن يحذر من الاعتماد على مصادر علماء يرون الكذب تسعة أعشار دينهم وعقيدتهم، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

كتبه سعيد إسماعيل


--------------------------------------------------------------------------------

الهوامش
ــــــ
(2) إحسان إلهى ظهير: 4- 7

(3) على حسن: صفحة 230- 231

(4) منهاج السنة لابن تيمية: مجلد (1) صفحة 3، ومجلد (2) صفحة 124، الحسينى عبد الله 73- 43 1، والفوزان صفحة 9- 18، الطبطبائى صفحة 75- 82، وعبد الحسين العسكرى.

(5) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة،63 طبعة 1961. ولزيد من التفاصيل أنظر إحسان إلهي ظهير صفحة 77ـ 152

(6) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة 228 طبعة 1968.

(7) الكافي في الأصول: مجلد 21) صفحة 633 طبعة 1 96 1، والخطيب صفحة 11.

(8) صحيح البخاري: مجلد (6) صفحة 477- 478.

(9) صحيح البخارى: مجلد (6) صفحة 478- 0 48.

(10) مناع القطان صفحة 170- 185.

(11)الحجر:9

(12) القيامة: 16- 17

(13) فصلت: 41-42- ~

(14) إحسان إلهي ظهير: صفحة 141- 7، 1

(15) سورة البقرة: 85

(16) طبطبائي صفحة 93 ودستور جمهورية إيران الإسلامية: المادة الثانية.

(17) طبطبائي ص 110

(19) طبطبائي صفحة 94،207، 208، 210، 211

(20) أعظمي صفحة 3

(21) أعظمي صفحة 32ـ 72

(22) فتاوى ابن تيمية مجلد 17 صفحة 18، وأعظمي صفحة 87، 96

(23) أعظمي: صفحة 25

(24) الأحزاب 40

(25) طبطبائي: صفحة 40

(26) فتاوى ابن تيمية: مجلد (19) صفحة 5-8

(27) ابن الأثير الجزرى: مجلد (1) صفحة 0 12- 126

(28) فتاوى ابن تيمية: مجلد (9) صفحة 267- 272

(29) آل عمران: 103

(30) الأنعام: 159

(31) أخرجه الترمذي وأحمد، عن ابن الأثير الجزرى مجلد (6) صفحة 669

(32) عمر بليق: صفحة 544

(33) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (2) صفحة 122- 125

(34) ا لشورى: 38

(35) آل عمران: 159

(36) النووى: الأ ر بعون حديثا صفحة 35

(37) النووى: الأ ر بعون حديثا صفحة 30

(38) 1لنساء: 135- 36 1

(39) طبطبائى: 0 19- 211، وعلى حسن: صفحة 0 23- 231

(40) الدستور: المادة الثانية عشرة.

(41) الدستور: المادة الثانية، وعسيفي صفحة 23- 25

(42) الكافي من الأصول: مجلد 1 صفحة 06 2- 262

(43) المكتبة الإسلامية العظمى: صفحة 6

(44) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 91

(45) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 64

(46) الخميني: الحكومة الإسلاية صفحة 86- 87

(47) الشورى: 38، آل عمران: 9 5 1

(48) مسلم: مجلد (4) صفحة 1782

(49) آل عمران: 45 1، 179، الأنعام 59؟ يونس: 0 2، ا لنمل: 65، لقمان: 34، الجن: 26

(50) العقيدة الطحاوية: صفحة 557

(51) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 37

(52) ابن الأثير الجزرى: مجلد (1) صفحة 0 33- 332

(53) صحيح مسلم: مجلد (2) صفحة 1 75-2 75، ومجلد 1 4) صفحة 873 1

(54) صحيح مسلم: مجلد (4) صفحة 873 1

(55) مهدى العسكرى: صفحة 34- 38

(56) علي شريعتي: 28- 30

(57) علي شريعتى: فاطمة هي فاطمة صفحة 207

(58) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 307

(59) آل عمران: 110

(60) التوبة: 100

(61)1لفتح:18

(62) صحيح البخاري: مجلد 51) سنحة 2

(63) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد 13 صفحة 116-73 1

(64) 1لبقرة: 134- 141

(65) أبو معاوية محمد: صفحة 11- 13

(66) أبو معاوية محمد: صفحة 25

(67) أبو معاوية محمد: صفحة 62

(68) الكافي من الأصول: مجلد (2) صفحة 7 1 2- 9 1 2 طبعة 968 1

(69) الكافي في الفروع: مجلد 31) صفحة 188- 189 طبعة 1 96 1

(70) الخميني: ترجمة القارض 144

(71) البقرة: 75- 77

(72) آل عمران: 119

(73) 1 لنساء: 541

(74) صحيح البخارى: مجلد 1 صفحة 31- 32

(75) صحيح مسلم: مجلد 14 صفحة 2011

(76) ابن تيمية: منهاج السنة مجلد (1) صفحة 213، وغير ذلك من كتب التفسير المعتمدة.

(77) طبطبائى: صفحة 227- 0 23

(78) 1 لموسوى: صنعة 81

(79) المؤمنون: 5- 7) المعارج: 28- 31

(80)1 المحمود: صفحة 13

(81) صحيح مسلم: مجلد (2) صنت 1025

(82) العسقلاني: مجلد 9 صفحة 164- 1

(83) صحيح مسلم: مجلد (2) صفحة 885

(84) نجفي: صفحت 9- 9 1، طبطبائى صفحة 78 1- 8 1 2

(85) ا لما ئد ة: 67

(86) للمزيد من التفاصيل راجع ابن تيمية: منهاج السنة مجلد 4 1 صفحة 84-87

(87) على شريعتي: صفحة 28- 30، العسكرى: 34- 3،

(88) 1 لمائد ة: 3

(89) يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك.. المائدة: 67

(0 9) صحيح مسلم: مجلد 4 صفحة 873 1

(91) التحريم:4

(92) طبطائى: صفحة 179

(93) جريدة الجهاد: عدد 56 في 11 سبتمبر 982 1 صفحة 2 1

(94) مرتضى العسكرى: صفحة 37-41


--------------------------------------------------------------------------------

المصادر العربية

1 القرآن الكريم.

2 الحسينى عبد الله. الجذور التاريخية للنصيرية العلو ية، القاهرة: دار الاعتصام، 1980

3 أحمد عسقلانى. فتح البارى: شرح صحيح البخارى، بيروت: د ار المعارف.

4 عز الدين بليق. منهاج الصالحين، بيروت: دار القلم، 1978.

5 محمد بن اسما عيل البخاري. صحيح البخاري، (من ترجمة بالإنجليزية للدكتور محسن خان)، أنقره: هلال ياين لارى، 1976.

6 أحمد الفوزان. أضواء على العقيدة الدرزية، 1979.

7 دكتور عبد الله غريب. وجاء دور المجوس، القاهرة: دار الجيل للطباعة، 1978.

8 دكتورعلى ابراهيم حسن. التاريخ الإسلامى العام، الكو يت: مكتبة الفلاح، 77

9 مسلم بن الحجاج النيسابورى. صحيح مسلم، دارإحياء الكتب العربية، 1955.

10 يحيى بن شرف الدين النووى. من الأ ربعين النوو ية، بيروت: دار القرآن الكريم 1976. (من ترجمة إلى الإنجليزية لعز الدين إبراهيم وجنسون دافيز)

11 عبد الرحمن قاسم وولده. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، الرباط: مكتبة المعارف ، (37 مجلد).

12 مناع القطان. مباحث في علوم القرآن، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1981. ، سيد سابق. فقه السنة، بيروت: دار الفكر، 1977. (ئلاث مجلدات).

13 مؤسسة الشهيد. الدستور الإسلامى لجمهورية إيران الإسلامية، في جمهورية الإسلامية، 1979.

14إحسان إلهى ظهير. الشيعة والسنة، لاهور: إدارة ترجمان السنة، (الطبحة الحادية عشر

15 عبد الحسين العسكري. العلويون أو النصيريون، 1980.

18 القاضي أبى بكر بن العربي. العواصم من القواصم، (تحقيق وتعليق محب الخطيب)، د ار المعارف

17 أحمد بن تيمية. منهاج السنة النبو ية في نقض كلام الشيعة والقدرية، الرياض: مكتبة الرياض الحديثة، (أربم مجلدات).

18 ابن أثير الجزرى. جامع الأصول في أحاديث الرسول، مكتبة الحلوانى 1978.

19 موسى جار الله. الوشيعة في نقد عقائد الشيعة، القاهرة: مكتبة الكيلانى، 1982.

20 جريدة الجهاد. عدد 56، 11 سبتمبر 1982.

21 محب الدين الخطيب. الخطوط العريضة، ساوث بيرنبى، كندا: مجلس جمعية منشوات الحق.

22 محمد يعقوب الكلينى. الكافي من الأصول، طهران: دار الكتب الإسلامية، (الطبعة الثالثة)، 1968، 1961.

23 عبد الله بن زيد المحمود. بطلان نكاح المتعة، الدوحة، قطر.

24 عبد الحسين الموسوى. مسائل فقهية، بيروت: دار الأندلس

هذا هو الموقع الذي نقلتة منة
http://arabic.islamicweb.com/shia/all_about_shia.htm

كايتو كيد*
16-03-2004, 10:08 PM
اذا ارد عليك سيؤول امرنا الى الايقاف فنحتسب امرنا الى الله عزوجل

انجلينا17
16-03-2004, 10:51 PM
جزاك الله الف خير اخوي
موضوع رائع جدا

مشكور والله الهادي :)

A Step--ForWarD
17-03-2004, 01:29 AM
اذا ارد عليك سيؤول امرنا الى الايقاف فنحتسب امرنا الى الله عزوجل

لا قول لك بعد ما قيل وإن قلت فأن مخرجك التقويل ..و إن نطقت ألفت أقاويل و قولت من لم يقل وأقسمت أنه قيل..فردك يا هذا كثرة أقاويل فأصمت لأن كلامك ليس فضة بل طين..
فكلامكم قال وقيل من علماء مساطيل لايعرفون سوى التقية والتبطين والنصب والإحتيال على المساكين فأي مذهب هذا الذي ليس فيه دليل من كتاب الله وسنة النبي ومراجع الصالحين ...ما أنتم إلا تابعين لمنهج أعده اليهود الملاعين .

فهل تأتي الأن وتقول لي أن لك حجة ودليل ولكن لا تستطيع الرد خوفاً من المشرفين؟؟

..سبحان الله العظيم.. :أفكر:

Kubaj
17-03-2004, 01:37 AM
اذا ارد عليك سيؤول امرنا الى الايقاف فنحتسب امرنا الى الله عزوجل


ليه يعني انت متعود تناقش بالسب وملحقاته ؟

Y a z e e d
18-03-2004, 07:20 AM
المشاركة الاصلية بواسطةكايتو كيد*
اذا ارد عليك سيؤول امرنا الى الايقاف فنحتسب امرنا الى الله عزوجل
هذا طبعكم الجبن والخوف !...
و أن تكلمتم نطقتم بالباطل ! أو بالسب المحض !...

Neo Cid
18-03-2004, 06:02 PM
أخوي لو تبي وصلة منتدى الاسلامي حاضرين ..

Neo Cid
18-03-2004, 06:04 PM
هذا طبعكم الجبن والخوف !...
و أن تكلمتم نطقتم بالباطل ! أو بالسب المحض !...

أخوي الموضوع هو انه لا يحق لشخصين غير مختصين في الدين و غير متعمقين فيه انهم يتحاورون بأمور تخص الاسلام ..

و نصيحة مني .. نجعل الحوار و ملحقاته للأعلم .. :)

A Step--ForWarD
18-03-2004, 06:38 PM
أخوي الموضوع هو انه لا يحق لشخصين غير مختصين في الدين و غير متعمقين فيه انهم يتحاورون بأمور تخص الاسلام ..

و نصيحة مني .. نجعل الحوار و ملحقاته للأعلم .. :)

لا حول ولاقوة إلا بالله

ياشين التقية لاتسوي أخلاق وأنت تسب من خلف شاشتك جبلي شيعي واحد عارف الطبخه اذا ناقشناكم ألفتم أحاديث ولا جبتم حديث موضوع وقلت فلان الفلاني قاله وفلان هذا مسوي كتاب اسمه الأحاديث الموضوعه مالك لاحجة ولادليل فلا يكثر كلامك وخلك بفاينل فانتسي مدام محد يعرف إنك شيعي هناك ... :أفكر:

وارثون
08-04-2004, 03:47 AM
التقية عند الشيعة الأمامية
تميّزت الشيعة الإمامية بالتأكيد على مسألة التقية وممارستها في الحياة السياسية والعامّة، فمن الضروري بحث هذه المسألة وإظهار حقيقتها بوصفها تشريعاً إلهيّاً ورد في لسان الآيات القرآنية، ولسان النبي (صلى الله عليه وآله) قبل وروده في روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وبيان بعض أحكامها وذلك للرد على شبهات يثيرها البعض من الذين لم يستوعبوا حكمة تشريع التقية.

فلابد من إلقاء الضوء على حقيقة التقية في القرآن والحديث وبيان صلتها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث ينكشف أن التقية ليست باباً للفرار من وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل هي طريقة إسلامية فَذَّةٌ نجدُ جذورها في القرآن الكريم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابرز شاهد لذلك (مؤمن آل فرعون) الذي كان يكتم إيمانه تقية من فرعون وأسلوباً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وفي الواقع إن: (كل إنسان إذا أحسَّ بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به لابد أن يتكتم ويتقي في مواضع الخطر. وهذا أمر تقتضيه فطرة العقول، ومن المعلوم أن الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب المحن وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلاقه أية طائفة أو أمّة أخرى، فاضطروا في أكثر عهودهم إلى استعمال التقية بمكاتمة المخالفين لهم وترك مظاهرتهم وستر اعتقاداتهم وأعمالهم المختصة بهم عنهم، لما كان يعقب ذلك من الضرر في الدين والدنيا. ولهذا السبب امتازوا(بالتقية) وعرفوا بها دون سواهم)(1).


التقية في ضوء القرآن الكريم:

وردت عدة نصوص قرآنية في مقام تشريع التقية نوردها فيما يلي ونلاحظ دلالتها على التقية:


الآية الأولى: قال الله تعالى:

(من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اُكِره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم)(2).

قال المفسرون من السنة والشيعة (إن المشركين عذبوا عمار بن ياسر حتى يعطيهم من لسانه كلمة كافرة فتفوه بها مكرها فقال بعضهم: يا رسول الله إنَّ عماراً كفر فقال الرسول (صلى الله عليه وآله): كلا إن عماراً ملئ إيماناً من قَرنه إلى قدمه واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه وجاء عمار إلى النبي (صلى الله عليه وآله) باكياً فمسح عينيه وقال: ما لك؟ إن عادوا فَعُد فنزلت: إلا من اكره). وقال ابن كثير الشافعي الدمشقي في تفسير هذه الآية: اتفق العلماء على أن المكره يسوغ له النطق بكلمة الكفر إبقاءً على مهجته)(3).

جاء في تفسير الجلالين: (إلا من اكره) أخرج ابن إبي حاتم عن ابن عباس قال: لما أراد النبي (صلى الله عليه وآله) أن يهاجر إلى المدينة اخذ المشركون بلالاً وخباباً وعمار بن ياسر، فأما عمار فقال لهم كلمةً أعجبتهم تقيةً، فلما رجع إلى رسول الله (صلى الله عليه [وآله] وسلم) حدَّثه فقال: كيف كان حال قلبك حيث قلت أكان منشرحاً بالذي قلت؟ قال: لا. فأنزل الله (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(4).

فالآية تدلّ بوضوح على جواز قول كلمة الكفر تقيّةً إذا كان القلب مطمئناً بالإيمان. وإذا جاز قول الكفر تقيّة جاز بالأولويّة القطعيّة السكوت على الكافرين والعاصين وعدم نهيهم عن منكر وهذا يعني أن تشريع اصل التقية موجود في القرآن الكريم وليست هي مسألة مختصة بالشيعة.


الآية الثانية: قال الله تعالى:

(وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم..)(5).

(قال السدي: كان القائل ابن عم فرعون، وقال غيره: كان المؤمن إسرائيلياً يكتم إيمانه عن آل فرعون)(6).

وقيل: إن هذا الرجل (كان يكتم إيمانه ستمائة سنة)(7).

ودلالة الآية على حسن موقف مؤمن آل فرعون من كتم إيمانه واضحة حيث ذكرته في مقام المديح، ثم عطفت عليه بعد ذلك: إن الله نجاه من بطش فرعون. والمعنى الوارد في الآية هو: التقية، فان الرجل كان يظهر لآل فرعون انه منهم، وليس هو كذلك حقيقة، وهذا الموقف منه ساعده على نصيحة فرعون وقومه وعظتهم إلا أن عظته لم تنفع إزاء غرور فرعون وعمى أتباعه.


الآية الثالثة: قال الله تعالى:

(لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ...)(8).

فقد ورد في تفسير الآية بالمأثور: (عن الحسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له ويقول: قال الله: (إلا أن تتقوا منهم تقاةً)(9).

والتقية هنا في إظهار المؤمنين الودّ والحبّ للكافرين، وان كانوا واقعاً لا يحبونهم كما هو مقتضى الإيمان، إذ لا يمكن للإنسان المؤمن أن يلتقي في عاطفة حبّ وعلاقة مودة مع الشخص الذي يكفر بالله... وجاز إظهار الودّ لهم واتخاذهم أولياء تقية منهم، ودفعاً لشرّهم... فتكون التقية جائزة وان كانت بإظهار خلاف الواقع... بل تكون واجبة فيما لو أدّى تركها إلى القتل والتهلكة أو ضرر يُعتّد به كما سوف نشير إليه في أحكام التقية إنشاء الله.


التقية في ضوء الروايات:

لقد تواتر نقل قصة عمار بن ياسر ومجموعة من ضعفاء المؤمنين في مكة عندما أخذهم المشركون وعذبوهم أشد العذاب حتى قال عمار وأصحابه كلمة الكفر.

فقد ورد عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:

(إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان)(10) أن (عمار أعطاهم (أي للمشركين) ما أرادوا بلسانه مكرهاً فشكا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله) كيف تجد قلبك؟ قال مطمئن بالإيمان فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن عادوا فعد)(11) وروى صاحب الكشاف تلك الرّواية مع إضافات أخرى حيث نَقَل:

(وأما عمار فقد أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً فقيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن عماراً كفر؟ فقال: كلا إن عماراً مُلئَ إيماناً من قرنه إلى قدمه واختلط الإيمان بلحمه ودمه فأتى عمار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يبكي فجعل النبي (صلى الله عليه وآله) يمسح عينيه وقال ما لَكَ؟ إن عادوا فعد لهم بما قلت) ثم يعلق صاحب الكشاف على ذلك بقوله: (فان قلت:أي الأمرين أفضل أَفِعلُ عمار أم فعل أبويه؟ قلت: بل فعل أبويه لأنه في ترك التقية والصبر على القتل إعزاز للإسلام وقد روى إن مسيلمة (الكذاب) اخذ رجلين فقال لاحدهما ما تقول في محمد؟ قال: رسول الله. قال فما تقول فِيَّ؟ قال: أنت أيضاً فخلاّه. وقال للآخر: ما تقول في محمد؟ قال رسول الله. قال: فما تقول فِيَّ قال: أنا أصمّ فأعاد عليه ثلاثا فأعاد جوابه فقتله. فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله) أما الأول فقد اخذ برخصة الله وأما الثاني فقد صدع بالحق فهنيئاً له)(12).

وذكر صاحب الكشاف عقب رواية عمار رواية مسيلمة الكذاب وحديث النبي ورجَّح به الإفصاح بالحق على التقية إلا أن هذا لا يضر بأصل مشروعية التقية.

ومن الروايات الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تشريع التقية ما رواه مسعود العياشي في تفسيره عن الحسن بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه (قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لا إيمان لمن لا تقية له ويقول: قال الله تعالى: إلا أن تتقوا منهم تقاة)(13).

أما الروايات الصادرة عن أهل البيت (عليهم السلام) فهي متواترة إجمالاً وفيما يلي ننقل قسماً منها في خصوص اصل التقية، وإنها من الدين على أن نتناول سائر الروايات المرتبطة بباب التقية في محلها من البحث.

فعن هشام بن سالم وغيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا (قال: بما صبروا على التقية) ويدرؤون بالحسنة السيئة(14) قال: الحسنة التقية والسيئة الإذاعة)(15).

(وعن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا أبا عمر إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين)(16) و(عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقية من دين الله. قلت: من دين الله؟ قال: أي والله من دين الله ولقد قال يوسف: (أيتها العير إنكم لسارقون) والله ما كانوا سرقوا شيئاً ولقد قال إبراهيم:(إني سقيم) والله ما كان سقيماً)(17).

و(عن حبيب بن بشر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إليّ من التقية، يا حبيب انه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله. يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة (18) فلو قد كان ذلك كان هذا)(19).

و(عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين: وآمرك أن تستعمل التقية في دينك، فان الله يقول: (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، وإياك إياك أن تتعرض للهلاك وأن تترك التقية التي أمرتك بها، فانك شايط بدمك(20) ودماء إخوانك، معرض لنعمك ونِعَمِهم للزوال، مذلّ لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد أمرك بإعزازهم)(21).


حقيقة التقية:

(أتقى) بالشيء جعله وقاية لـه من شيء آخر، و(التقاة) الخشية والخوف، و(التقية) إخفاء الحق ومصانعة الناس... تحرزاً من التلف(22).

وقال ابن الأثير (تقا) التاء فيها مبدلة من الواو لان أصلها من الوقاية وتقديرها إوْتقى، فقُلِبت وأُدغمِت فلما كثر استعماله توهموا أن التاء من نفس الحرف فقالوا اتًَّقى يتَّقي بفتح التاء فيهما وربما قالوا تَقى، يَتْقي مثل رَمى يَرمى ومنه الحديث: (قلت وهل للسيف من تقية؟ قال: نعم تقية على أقذاء وهدنة على دخن) التقية والتقاة بمعنى يريدونهم يتقون بعضهم من بعض ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك)(23).

وقال الشهيد الأول (قدس سره) في قواعده: (التقية: مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم)(24).

ومن الضروري أن نميّز بين مفهوم التقية وبعض المفاهيم التي خلط بعضهم فيما بينها، (كالإكراه) و(المداهنة).

فالتقية ما عرفتَ، أما مفهوم الإكراه على فعل معين وصدور ذلك الفعل من الفاعل إكراهاً فانه اخص من التقية إذ كل فعل يصدر بالإكراه دفعاً للشر المتوعدّ به يصدق عليه مفهوم تقية وليس العكس أي ليس كل تقية إكراه إذ قد يصدر فعل أو قول تقية من دون إكراهٍ فعليٍّ من طرف آخر, فالشخص ـ يقول شيئاً أو يفعل فعلاً ابتداءً لدفع الخطر الذي يتوقع نزوله عليه إذا ترك التقية، في حين أنّ صدق الإكراه لا يتحقق إلا بوجود مكرهٍ ـ بالكسر ـ ينذره بعقاب إذا تخلف عن فعل أو قول.

ولعلنا لا نذهب بعيداً إذا قلنا إن مفهوم (التقية) صار في الاصطلاح معنى يقابل الإكراه أي معناه صدور الفعل أو القول دفعاً لخطر السلطان الظالم أو دفعاً لفتنة (فالتقية: اسم لاتقى يتقي والتاء بدل عن الواو كما في التهمة والتّخمة والمراد هنا التحفظ عن ضرر الغير بموافقته في قول أو فعل مخالف للحق)(25).

وأما المداهنة فهي مفهوم آخر يباين مفهوم التقية إذ المداهنة في قوله تعالى: (ودّوا لو تدهن فيدهنون)(26) معصية والتقية ليست معصية، والفرق بينهما أن الأول تعظيم غير المستحق لاجتلاب نفعه أو لتحصيل صداقته كمن يُثنى على ظالم بسبب ظلمه ويُصوِّره بصورة العدل، أو مبتدع على بدعته، ويصوّرها بصورة الحق، والتقية مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وموردها غالباً الطاعة, فمجاملة الظالم فيما يعتقده ظلماً والفاسق المتظاهر بفسقه اتقاء شرهما من باب المداهنة الجائزة ولا يكاد يسمى تقية (قال بعض الصحابة: إنا لنكشّر في وجوه أقوام وان قلوبنا لتلعنهم وينبغي لهذا المداهن التحفظ من الكذب فانه قَلَّ إن يخلو احد من صفة مدح)(27).


أحكام التقية:

(التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة:


فالواجب: إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به، أو ببعض المؤمنين.


والمستحب: إذا كان لا يخاف ضرراً عاجلاً، ويتوهم ضرراً آجلاً أو ضرراً سهلاً، أو كان تقية في المستحب، كـالترتيب في تسبيح الزهراء (عليها السلام)، وترك بعض فصول الأذان.


والمكروه: التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلاً ولا آجلاًَ، ويخاف منه الالتباس على عوام المذهب.


والحرام: التقية حيث يأمن الضرر عاجلاً وآجلاً أو في قتل مسلم. قال أبو جعفر (عليه السلام) إنما جعلت التقية ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فلا تقية(28).


والمباح: التقية في بعض المباحات التي ترجحها العامة، (ولا يحصل بتركها ضرر)(29).


(أما الكلام في حكمها التكليفي فهو أن التقية تنقسم إلى الأحكام الخمسة فالواجب منها ما كان لدفع الضرر الواجب فعلاً وأمثلته كثيرة والمستحب ما كان فيه التحرز عن معارض الضرر بان يكون تركه مفضياً تدريجياً إلى حصول الضرر كترك المداراة مع العامة وهجرهم في المعاشرة في بلادهم فانه ينجر غالباً إلى حصول المباينة الموجب لتضرره منهم والمباح ما كان التحرز عن الضرر فعله مساوياً في نظر الشارع كالتقية في إظهار كلمة الكفر على ما ذكره جمع من الأصحاب ويدل عليه الخبر الوارد في رجلين أخذا بالكوفة وأمرا بسب أمير المؤمنين (عليه السلام) والمكروه ما كان تركها وتحمل الضرر أولى من فعله كما ذكر ذلك بعضهم في إظهار كلمة الكفر وان الأولى تركه ممن يقتدي به الناس إعلاء لكلمة الإسلام والمراد بالمكروه ما يكون ضده أفضل والمحرم منه ما كان في الدماء)(30).

إن التقية تبيح ترك الواجبات والتكتم على الحق نعم لو ترك إعلان الكفر وترك التبري من أهل البيت خلاف التقية لا إثم عليه بخلاف سائر موارد التقية فان تركها محرم شرعاً(31).

ثم هل إن التقية تجوز في حالة عدم المندوحة من ارتكاب الحرام أم تجوز حتى مع امكان المندوحة؟

الكثير من الفقهاء يرى مشروعية التقية حتى مع المندوحة وبعض آخر لا يرى مشروعيتها إلا مع عدم المندوحة(32).


أسباب التقية :

لقد مارس الشيعة التقية، ودعى الأئمة من أهل البيت (عليه السلام) إلى ممارستها حتى تحولت إلى ظاهرة مذهبية، رغم إنها مسألة شرَّعها القرآن الكريم ورسول الله (صلى الله عليه وآله). من هنا ينبغي أن ندرس الأسباب التي دعت الشيعة إلى ممارسة التقية حتى تحولت إلى خطٍّ مميّز لهم، وفي الحقيقة يمكن ملاحظة تلك الأسباب ضمن النقط التالية، القمع السياسي، بعد شهادة علي بن أبي طالب (عليه السلام) عام 40 هـ، وتولي معاوية مقاليد السلطة اتخذت السياسة الأموية خطاً يعتمد على سياسة البطش بشيعة أهل البيت (عليهم السلام) فقد كتب معاوية لعماله في الولايات:

(انظروا من قامت عليه البينة انه يحب علياً وأهل بيته، فامحوه من الديوان، واسقطوا عطاءَه، ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتّهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكّلوا به، واهدموا داره).

فلم يكن البلاء اشد ولا أكثر منه بالعراق ولاسيما بالكوفة، حتى أن الرجل من شيعة علي (عليه السلام) ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه)(33) فقد ولغ معاوية بدماء الشيعة وأستخف بحرماتهم، ولم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي (عليه السلام) فازداد البلاء والفتنة فلم يبق احد من هذا القبيل ـ أي من شيعة عليٍّ ـ إلا وهو خائف على دمه أو طريد الأرض)(34).









الهوامش:

1- عقائد الإمامية / ص84 فقرة 33 عقيدتنا في التقية.

2- النحل /106.

3- التفسير المبين/ ص310 ، وراجع تفسير القمي /ج1/ص390 ، وتفسير الميزان /ج12 ص384، وتفسير التبيان ج6 ص438.

4- تفسير التبيان /ك9 ص72 طبعة دار إحياء التراث العربي/ تحقيق احمد حبيب قصير العاملي.

5- المؤمن/28.

6- تفسير التبيان /ج9 ص72 طبعة دار أحياء التراث العربي/ تحقيق احمد حبيب قصير العاملي.

7- تفسير القمي/ ح1ص257 الطبعة الثانية ، بيروت 1968.

8- آل عمران /2.

9- تفسير نور الثقلين/ج1 ص325 نشر مؤسسة اسماعليان الطبعة الرابعة 1412هـ.

10- النحل /106.

11- تفسير القرطبي /ج10 ص180.

12- تفسير الكاشف /ج2 ص430.

13- وسائل الشيعة /ج11ص467ح21.

14- القصص/54 .

15- الأصول من الكافي/ج2ص217رواية1/ الناشر دار الكتب الإسلامية.

16- الأصول من الكافي/ج1ص217رواية2.

17- الأصول من الكافي/ج2ص217رواية3.

18- الهدنة: السكون والصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين.

19- الأصول من الكافي/ج2ص217ح2.

20- شاط دمه: ذهب وبطل.

21- تفسير نور الثقلين/ج1ص325.

22- المعجم الوسيط/ج2ص1052.

23- النهاية في غريب الحديث والأثر/ ج1ص192.

24- القواعد والفوائد / للشهيد الأول/ج2ص155قاعدة رقم 208 تحقيق الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم/ منشورات المفيد قم إيران.

25- المكاسب المحرمة/ الشيخ الأنصاري ص320.

26- القلم.

27- القواعد والفوائد/ج1ص156.

28- انظر الكليني/ الكافي2/ 220 من باب التقية من كتاب الإيمان ح6.

29- قاعدة(280) صفحة158.

30- كلام الشيخ الأنصاري/ص 320.

31- راجع القواعد والفوائد/ ج2ص158.

32- المكاسب المحرمة/ للشيخ الأنصاري الطبعة الحجرية ص321.

33- شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد ج11ص45.

34- شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد ج11ص45 في شرح كـلام لـه (عليه السلام) تحت رقم (203) دار إحياء الكتاب العربي سنة 1961.

وارثون
08-04-2004, 03:52 AM
القرآن الكريم وحي يوحى وتنزيل يتنزل لم يكن بدعاً من حديث السماء الذي أوحى به الله على أنبيائه ورسله المصطفين الأخيار وقد حفظ الله هذا القرآن بكتابته في السطور ونقشه في ألواح الصدور فلم يُحط كتاب سواه بمثل العناية التي أحيط بها ولم يصل كتاب كما وصل إلينا بتواتر سوره وآياته وألفاظه وحروفه فهو كتاب الله المجيد الذي: (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(1) وهو الذكر الذي لم ينطق إلا بالحق ولم يعلّم إلا الهدى وقد تعهده الله سبحانه بالحفظ من عبث السنين وتحريف العابثين فقال عزّ وجلّ: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)(2). كيف نفهم هذه الآية المباركة في ضوء بعض الروايات المدوّنة في كتب المسلمين والتي يستفاد منها وقوع الزيادة والنقصان في القرآن؟ وماذا عن مصحف فاطمة وغيره من المصاحف التي يظن بعض العامة من الناس أنها قرآن غير هذا القرآن؟ ثم أو ليس التأويل الذي لا يستند إلى علم أو حديث صحيح هو لون من ألوان التحريف الذي يخدش بحقيقة حفظ القرآن؟

نعم قال تعالى: (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ، كَذلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ وَلَوْ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً مِنَ السَّماءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقالُوا إِنَّما سُكِّرَتْ أَبْصارُنا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ وَالأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مَوْزُونٍ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ)(3).

(وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) قالوها على سبيل السخرية والاستهزاء فقد نادوه بهذا النداء في الوقت الذي كانوا ينكرون عليه نزول الوحي من قبل الله وربما كان الإتيان بالفعل المبني للمجهول للإيحاء بالجهل بالجهة التي كانت مصدر هذا الذكر لديه ممّا يبعث على عدم الوثوق به إنك لمجنون لأنك تدعي أمراً لا يدعيه ذو عقل ممن يزن الأمور ميزان العقل وكيف يمكن لبشر أن يدعي نزول الوحي عليه من السماء وهو أمر لا يمكن حدوثه للبشر لأن للنبوة علامات لا نجدها عندك لو ما تأتينا بالملائكة معك ليشهدوا لك بما تدعيه فذلك هو السبيل الوحيد للدلالة على أن هناك علاقة بينك وبين العالم العلوي الذي يمثل الملائكة جزءاً منه إن كنت من الصادقين فيما يفرضه الصدق من دلائل وعلامات.

(ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ) وهذا جواب الله لهم فيما اقترحوه فإن الله لا يحدث أي أمر خارق للعادة، كنزول الملائكة إلا بالحق الفاصل الحاسم الذي يستتبع نزول العذاب عليهم في حال إنكارهم له فلا ينظرهم الله بعد ذلك ولا يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة وتلك هي سنة الله في عباده عندما يستجيب لهم فيما يقترحونه من معجزات فلا يمهلهم بعد ذلك إذا استمروا على التمرد ولعل هذا التفسير لكلمة الحق هو أقرب الوجوه لأجواء الآية والله أعلم.

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) الذي تواجهون آياته بأساليب السخرية من دون وعي أو مسؤولية لأنكم لا ترتكزون في موقفكم من الرسالة من موقع التأمل والتدبر لتعرفوا عمق الإعجاز في ذلك كله وتلتفتوا إلى أن الله هو الذي أنزل آياته لتكون نوراً وهدى للناس وأن البشر لا يمكن أن يأتوا بسورة من مثله لأن خصائص الإبداع في الشكل والمضمون فوق قدرتهم (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) من الضياع ومن التحريف ليبقى وثيقة إلهية معصومة ثابتة ليرجع الناس إليها في كل جيل عندما تشتبه الأمور وتضطرب الأفكار وتختلط المفاهيم وتحرك التيارات المضادة أو التحريفية وتكثر الأكاذيب على صاحب الرسالة فإن القرآن هو الذي يبقى المرجع المعصوم الذي يمثل الحقيقة الإلهية في كل آياته والميزان الصادق الذي يمكن للناس من خلاله أن يزنوا به الحديث الصادق من الكاذب عندما يعرضون التركة الكبيرة المثقلة من الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأن ما خالف كتاب الله فهو زخرف على ما جاء به الحديث عن أئمة أهل البيت وذلك من خلال الإشراق الداخلي في آياته بالمستوى الذي لا يمكن أن يشتبه فيه الأمر على أحد بحيث يستطيع العارف بخصائص الأسلوب القرآني أن يكتشف سر الزيف في كل كلمة تضاف إلى القرآن فيما يضعه الواضعون أو يحرفه المحرفون فلا تقترب الكلمة من الآية لا لتبتعد عنها فلا تؤثر على سلامة النص القرآني في وعي المسلمين.. وهذا هو ما نلاحظه في إجماع المسلمين إلا شاذاً منهم على أن النص القرآني الموجود بين الناس فيما بين الدفتين هو كل ما أنزله الله على رسوله من دون زيادة أو نقصان وإن الباطل لا يأتيه من بين يديه ولا من خلفه.


ـ مصحف فاطمة

لقد أثار مصحف فاطمة حفيظة العديد من الكتّاب، واتخذوا منه وسيلة للطعن والتشنيع على أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، تارة باستغلال اسمه ـ باعتبار أنه يطلق عليه اسم مصحف ـ وجعله باباً لاتهامهم بأنهم لا يعترفون بالقرآن الموجود بين الدفّتين والمتداول بين المسلمين قاطبة، فيوقعون الناس في وهم بأنّ مصحف فاطمة المذكور هو القرآن الذي يعتقده الشيعة.


ـ المصحف في اللغة

المصحف ـ مثلثة الميم من أصحف بالضم ـ أي جعلت فيه الصحف(4)، وسمي المصحف مصحفاً لأنه أصحف أي جعل للصحف المكتوبة بين الدفتين. وبناءً عليه، فالمصحف ليس اسماً مختصاً بالقرآن الكريم.

فالمصحف كل كتاب أصحف وجمع بين دفتين، لكن كثرة استعماله في القرآن الكريم أوجبت انصراف الأذهان إليه.


ـ مصحف فاطمة في أخبار أهل البيت (عليهم السلام)

1ـ عن أبي حمزة أن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: (مصحف فاطمة ما فيه شيء من كتاب الله)(5).

2ـ عن عنبسة بن مصعب عن أبي عبد الله (عليه السلام): (... ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن)(6).

3ـ عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (إن عندي... ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآناً)(7).

4ـ عن علي بن أبي حمزة عن الكاظم (عليه السلام) قال: (عندي مصحف فاطمة ليس فيه شيء من القرآن)(8).

5ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: (وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام)، وما يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد)(9).

6ـ عن سليمان بن خالد قال أبو عبد الله (عليه السلام): (وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة)(10).

تبين من خلال هذه الروايات أن مصحف فاطمة (عليها السلام) ليس قرآناً، بل هو كتاب حديث متضمناً لبعض المعارف التي تلقتها عن أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله). وكذلك تذكر الروايات على شمول مصحف فاطمة (عليها السلام) على وصيتها.. وربما يتحدث بعض الناس عن شيء اسمه مصحف الزهراء انطلاقاً من بعض الأحاديث المأثورة عن أهل البيت (عليهم السلام) التي قد توحي بأنه يمثل قرآناً آخر أو شيئاً من القرآن فيما تتحدث به بعض تلك الكلمات: (إنه ثلاثة أمثال قرآنكم) (وما فيه حرف من القرآن) ولكن النظرة الناقدة لهذه الأحاديث تدل على نفي كونه قرآناً وفي بعضها فيما ورد عن الإمام جعفر الصادق (عندي الجفر الأبيض ... ومصحف فاطمة ... أما والله ما فيه حرف من القران ولكنه إملاء رسول الله وخط علي) ممّا يوحي بأنه ليس مصحفاً كبقية المصاحف فيما توحي به كلمة المصحف ولكن كتاب حديث يشتمل على أحكام الشرع ممّا أملاه رسول الله على علي (عليه السلام) وفي بعض الأحاديث إن فيه وصية فاطمة (عليه السلام) ..

ولعل الملاحظ في مثل هذا الموضوع الذي يثير مثل هذه الضجة لدى الكثير من الكتاب أنه يتحرك ضمن خطة إعلامية تستهدف تسجيل نقطة سلبية ضد بعض المذاهب الإسلامية من دون نقد أو تمحيص ولكننا نحب أن نثير القضية من جهة أخرى وهي أن أي مسلم مخلص يستطيع أن يعرف كذب مثل هذه الإثارة من خلال ملاحظة حاسمة وهي إنه لو فتش في شرق الأرض وغربها على نسخة واحدة من مصحف فاطمة لم يجدها لأنها لا وجود لها أساساً في كل الأوساط حتى بطريقة خفيه وليس هناك من يعتقد بشيء من هذه القبيل من قريب أو من بعيد وهذا ما نحب أن نؤكده خدمة للحقيقة القرآنية...

المهم هو الإشارة إلى أن مصحف فاطمة كبقية الصحف والكتب لم تنتقل إلى غيرهم (عليهم السلام)، ولم تصل إلى شيعتهم، وليس هناك أي واقع لما يدّعيه افتراءً بعض الكتاب من كون هذا المصحف متداولاً في بعض مناطق الشيعة، لا في بلاد الحجاز ولا في غيرها، والمؤسف أن أصحاب هذه الأقلام يطلقون العنان لأقلامهم دون تدبر ولا تثبّت، ويأخذون معلوماتهم من العوام، ويصدقون كلّ مقولة للطعن والتشنيع، فيثبتونها في كتبهم لتصبح بعد ذلك مصادر يعتمد عليها المأجورون والسّاعون وراء تفريق المسلمين وزرع الفتن بينهم.

ويبقى أمامنا في حديث حفظ القرآن من قبل الله ما يجب أن نثيره من التركة المثقلة من الأحاديث التي تتدخل في تفسير القرآن لمصلحة هذا الفريق أو ذاك بالمستوى الذي يسيء إلى الفهم القرآني المنفتح عندما يحاصره التأويل والتفصيل من كل جانب.. ممّا يجعل النص القرآني أدباً رمزياً لا تعبر فيه الكلمة عن المعنى إلا بطريقة بعيدة جداً ممّا يبعده عن الأسلوب البلاغي الأمر الذي نلاحظ فيه أن هؤلاء الناس قد يهمهم حماية مذاهبهم وأفكارهم الخاصة أكثر ما يهمهم حماية كتاب الله إذ لا يكفي وجود حديث واحد من شخص ثقة بحسب الموازين الفنية في علم الحديث لنرفع اليد عن الإشراق التعبيري للقرآن فيما يتضمنه من معنى أو يدل عليه من ظاهر لأن القرآن يمثل الكتاب المعصوم الذي نقطع بصحة كلماته المنسجمة مع أروع الأساليب الفنية في اللغة العربية فلابدّ في تأويله والخروج عن ظاهره من وثيقة حديثية بالقوة التي تناسب مع قوته أو تكون قريبة منه مع ضرورة دراسة طبيعتها المضمونية ومدى ملاءمتها للأجواء العامة للقرآن روحاً ومنهجاً وفكراً.

إننا نضع هذه الملاحظة أمام الدارسين ليدرسوها حتى لا نضيع في متاهات الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن تأويل القرآن وتتصرف بطريقة أو بأخرى من دون أية محاكمة دقيقة فنبتعد بذلك عن صفاء الوحي الإلهي لنفرض عليه فكراً من فكرنا ونخضعه لخلافتنا فلا يصلح بعد ذلك لأن يكون حكماً فيما نختلف فيه لابتعادنا عن صفاء مدلوله وإشراق معانيه.

ونحب أن نعود في نهاية المطاف إلى مسألة حفظ القرآن لنؤكد أن استمرار القرآن لدى جميع المسلمين في صيغة واحدة فيما يلتزمونه كمصدر للتشريع وفيما يقرأونه في الصلاة وفي غيرها وفيما يثيرونه في حياتهم من خلاله من مفاهيم وعقائد هو الدليل على ذلك فليس هناك في العالم الإسلامي كله ولا في غيره صيغة أخرى أو نسخة أخرى يختلف فيها القرآن لدى مذهب عن القرآن لدى مذهب آخر بالرغم من وجود كلمات شاذة هنا أو هناك فإن مثل هذه الكلمات لم تستطع أن تنفذ إلى مستوى العقيدة العامة..

وإذا كان بعض هؤلاء الذين ذهبوا إلى التحريف يملكون موقعاً متقدماً من حيث العلم والوثاقة لدى أهل مذهبهم فإنهم لم يتمكنوا من النفاذ إلى الواقع العقيدي العملي في داخلهم كما إنهم لا يملكون الوعي الفكري القرآني الذي يستطيعون من خلاله إدراك خطورة السلبية الكبيرة في هذا الاتجاه على مستوى العقيدة الإسلامية عندما يتسرب الخلل إلى النص القرآني..

هذا إلى جانب أن هؤلاء لا يملكون الذوق الفني الذي يعينهم على فهم أسرار اللغة العربية ليقارنوا بين هذه الكلمات التحريفية وبين طبيعة الأسلوب القرآني المعجز.

إننا لا نريد لهذا اللغو أن ينفذ إلى أجواء القرآن كما لا نريد لهذا الجدل العقيم الذي اتخذ أسلوب الحرب الكلامية التي لا يعتمد أصحابها على قاعدة ثابتة للحوار بل كل ما هناك أن هذا الفريق يريد أن يسجل نقطة ضد الفريق الآخر لحسابات مذهبية أو سياسية.

وحسبك أن تعلم بأن القرآن الكريم الذي بين أيدينا اليوم ونستوحي حوارنا من هديه ونوره قد جمع في عصر النبي (صلّى الله عليه وآله) وفي حياته وكانت المصاحف تكتب من ذلك الذي جمع في زمانه (صلّى الله عليه وآله) لا من صدور الصحابة وشهادة الشهود فحسب وقد رافقت فاطمة (عليها السلام) أباها النبي وزوجها الوصي وهما يوجهان الأمة إلى كتابة القرآن وحفظه وجمعه وتعليمه والعمل به ولذلك نلاحظ من خلال دراستنا لخطب الزهراء (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلّى الله عليه وآله) كيف صاغ القرآن حجتها الدامغة أمام خصومها من منكري حقها في فدك وكيف وضع القرآن بين يديها الميزان كله لتفصل بين الحق والباطل في مفهوم الخلافة والولاية ولم يستكثر المسلمون عليها ذلك فهي ابنة القرآن وربيبته وقد لفتت بمنهجيتها تلك إلى أهمية مرجعية القرآن الكريم لفضّ خلافات المسلمين ونزاعاتهم فليس بعد كلام القرآن كلام وليس بعد كلام الزهراء كلام.




الهوامش:

1- سورة فصلت، الآية 42.

2- سورة الحجر، الآية 9.

3- سورة الحجر، الآيات 6-20.

4 - القاموس المحيط، الفيروز آباد بمادة صحف، (لسان العرب) ابن منظور (مادة صحف).

5 - الصفار (بصائر الدرجات) (150) ط المرعشي، والمجلسي (بحار الأنوار) ج26، ص38 وص47 وص271.

6 - نفس المصدر.

7 - نفس المصدر.

8 - نفس المصدر.

9 - الكليني الكافي، ج1، ص239. والمصدر السابق أيضاً.

10 - الصفار، بصائر الدرجات، ص150، ط المرعشي، والمجلسي بحار الأنوار، ج26، ص43.

وارثون
08-04-2004, 03:56 AM
يرى بعضهم أن ما نقل في بعض الكتب من أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في مرضه الذي استشهد فيه: (مروا أبا بكر فليصل بالناس) دليلاً على تصريحه (صلى الله عليه وآله) باستخلافه، غير أن مجموعة من الإثارات التي عالجت هذا المبحث وصلت إلى نتيجة تخالف ما ذكر، بل وتدلل على حقيقة نص وتعيين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إماماً وخليفة من بعده.


• الإثارة الأولى: إن هذه الرواية التي وردت في صحيح البخاري (ج2 ص 130) تصطدم بجمع من الروايات التي ذكرت في غيره من صحاح أهل السنة، ففي سنن ابن داود (... دعاه بلال للصلاة، فقال (صلى الله عليه وآله): مروا من يصلي بالناس...). وفي الطبقات لابن سعد (ج2 ص 220): (... فجاء بلال يؤذنه بالصلاة فقال لي رسول الله: مرِ الناس فليصلوا...). وعلى هذا فإن نص الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) على أبي بكر غير ثابت حتى عند أهل السنة أنفسهم، بل الثابت أنه أمر الناس بأن يصلي بعضهم فيهم.


• الإثارة الثانية: إذا كانت هذه الرواية صحيحة فلماذا لم يستدل بها أبو بكر في اجتماع السقيفة، إذ إنها دليل قوي على أنه المرشح للخلافة. والثابت تاريخياً أن أبا بكر لم يستدل على أحقيته بالخلافة بهذه الحادثة المزعومة.


• الإثارة الثالثة: عندما ننظر إلى حديث (مروا أبا بكر فليصل بالناس) وتكملته، نكتشف أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن راضيا بإمامة أبي بكر ولم يأمره أصلاً بذلك. فنتأمل جيداً: (فلما دخل أبو بكر في الصلاة، وجد رسول الله في نفسه خفة، فقام يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض حتى دخل المسجد ونحّى أبا بكر وصلى بالناس) صحيح البخاري (ج2 ص 162 وغيره). وهذا يدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يكن قد أمر أبا بكر بالصلاة بالناس، لأنه إن كان الأمر كذلك فلم خرج من مسكنه ما إن سمع صوت أبا بكر يكبّر تكبيرة الإحرام (يتهادى بين رجلين ورجلاه تخطان على الأرض) أي أنه كان في غاية المرض والتعب إلى الدرجة التي خرج فيها متكئا ومستنداً لا على رجل واحد بل على رجلين، وقد كانت قدماه الشريفتان تخطان على الأرض أي لا يستطيع الوقوف عليهما من شدة التعب؟!


• الإثارة الرابعة: ثبت في جميع طرق هذا الحديث بروايته التامة أنه بعدما افتتح أبو بكر الصلاة، خرج النبي (صلى الله عليه وآله) يتهادى بين رجلين هما علي (عليه السلام) والفضل بن العباس فصلى بهم إماماً وتأخر أبو بكر عن موضعه فصلى مؤتماً بالنبي عن يمينه. وقد أثبت ذلك تحقيقاً أبو الفرج بن الجوزي (من علماء أهل السنة) في كتاب صنفه لهذا الغرض، فقسمه إلى ثلاثة أبواب جعل أولها في إثبات خروج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى تلك الصلاة وتأخيره أبا بكر عن إمامتها، وخصص الباب الثاني في بيان إجماع الفقهاء على ذلك، فذكر منهم: أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، وأثبت في الباب الثالث وهن الأخبار (ضعفها) التي وردت بتقدم أبي بكر في تلك الصلاة، ووصف القائلين بها بالعناد واتباع الهوى (انظر كتابه بعنوان: آفة أصحاب الحديث).


- وقال ابن حجر العسقلاني: تضافرت الروايات عن عائشة بالجزم بما يدلّ على أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان هو الإمام في تلك الصلاة (انظر كتاب فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج2 ص 123).

ومن هنا عرفنا أن رسول الله (عليه وآله الصلاة والسلام) خرج حتى أتى المسجد وتقدم فنحّى أبا بكر عن مقامه وقام في موضعه، ولو كانت إمامته بأمره (صلوات الله عليه وآله) لتركه على إمامته وصلى خلفه، كما ذكر أهل السنة من أنه (صلى الله عليه وآله) خلف عبد الرحمن بن عوف.


• الإثارة الخامسة: مما يعزز هذه الحقيقة، ما ورد في كتب السنة عن ابن عباس من أنه قبل أن يؤذن بلال لتلك الصلاة قال النبي (صلى الله عليه وآله): (ادعوا علياً). فقالت عائشة: لو دعوت أبا بكر! وقالت حفصة: لو دعوت عمر! وقالت أم الفضل: لو دعوت العباس! فلما اجتمعوا رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأسه فلم يرَ علياً (عليه السلام)!! (انظر مسند أحمد: ج1 ص 356 وتاريخ الطبري: ج3 ص 196). وعلى هذا يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد دعا علياً (عليه السلام) للصلاة بالناس، لكن أزواجه منعنه من ذلك لأنه كان - بأبي هو وأمي - طريح الفراش عليلاً.


• الإثارة السادسة: ذكر ابن أبي الحديد والطبري وابن الأثير (من علماء أهل السنة) أن عائشة هي التي أمرت بلالاً أن يأمر أباها بالصلاة بالناس، فاعتقد بلال أنه أمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويدلل على ذلك أنه (صلى الله عليه وآله) ما إن أتم الصلاة بعد إزاحة أبي بكر عنها توجه إلى عائشة موبخاً قائلاً لها: (إنكن لصويحبات يوسف) وذلك لغضبه الشديد عليها لأنها بادرت إلى تعيين أبيها بدلاً من علي (عليه السلام) للصلاة. (انظر شرح نهج: ج9 ص 197 وتاريخ الطبري: ج2، ص 429 والكامل في التاريخ: ج 2 ص 322 وسيرة ابن هشام: ج 4 ص 301).

وقد طعن ابن عباس في هذا الحديث طعناً عبقرياً لم ينتبه إليه أحد، إذ كانت عائشة تقول في روايتها لهذا الحديث: (خرج النبي يتهادى بين رجلين، أحدهما الفضل بن العباس) ولا تذكر الرجل الآخر، فلما عرض أحدهم حديثها على عبد الله بن عباس قال: فهل تدري من الرجل الذي لم تسمّه عائشة؟ قال: لا. قال ابن عباس: هو علي بن أبي طالب، ولكن عاشة لا تطيب له نفساً بخير! (انظر فتح الباري بشرح صحيح البخاري: ج2 ص 123 والمصنف لعبد الرزاق: ج 5 ص 429).


• الإثارة السابعة: أثبت كثير من أصحاب التاريخ والسير أن أبا بكر كان أيام مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأخير، مأمور بالخروج في بعثة أسامة المتوجه إلى الشام، وكان الرسول (عليه وآله السلام) يشدد كثيراً في إنفاذ هذا الجيش وقد لعن المتخلف عنه، فكيف ينسجم هذا الأمر مع تقديمه أبا بكر للصلاة؟ ناهيك عن قصد الإشارة إلى استخلافه! (انظر الطبقات الكبرى: ج 4 ص 66 وتهذيب تاريخ دمشق: ج 2 ص 395 وتاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 77 وتاريخ الخميس: ج 2 ص 172 وغيرها).


• الإثارة الثامنة: إن علماء أهل السنة يقولون بالفصل بين إمامة الصلاة والإمامة العامة، إذ يقول ابن حزم: (أما من ادعى أنه (أي أبا بكر) إنما قدّم قياساً على تقديمه إلى الصلاة، فباطل بيقين، لأنه ليس كل من استحق الإمامة في الصلاة يستحق الإمامة في الخلافة، إذ يستحق الإمامة في الصلاة أقرأ القوم وإن كان أعجمياً أو عربياً، ولا يستحق الخلافة إلا قرشي؛ فكيف؟ والقياس كله باطل) (الفصل: ج 4 ص 109).

والأغرب من ذلك أنهم حتى يثبتون صحة دعواهم في استخلاف النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر نسبوا حديثاً مكذوباً لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول فيه: (لقد رضي رسول الله أبا بكر لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا)، مع العلم أن الثابت في صحاح السنة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يبايع أبا بكر وإنما كانت بيعة صورية أكرهوه عليها بعد ستة أشهر، فكيف ذلك؟ كما أن الصحيح المشهور عنه (صلوات الله عليه) خلاف ذلك، فجوابه كان حين بلغه احتجاج أبي بكر وعمر في السقيفة بأنهم قوم النبي وأولى الناس به، قال (عليه السلام) كما في نهج البلاغة: (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة) حيث إن أهل بيت النبي (عليهم السلام) هم أقرب الأقرب!!


• الإثارة التاسعة: روى السنة أن عبد الرحمن بن عوف قد صلى إماماً بالمسلمين وكان فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندما كان قد عاد للتو إلى المدينة، فعلى تلك الرواية ينبغي للعامة أن يقدموا ابن عوف على أبي بكر لأن الرسول (صلى الله عليه وآله) خلفه ولم يثبت أنه صلى خلف أبي بكر! (انظر مسند أحمد: ج 3 ص 248 وصحيح مسلم باب الطهارة وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وسنن النسائي). كما رووا أن عمرو بن العاص كان أميراً على جيش ذات السلاسل، وكان يؤمهم في الصلاة حتى صلى بهم بعض صلواته وهو جنب، وفيهم: أبو بكر وعمر وأبو عبيدة! فهل يستدل من هذا على أن عمرو بن العاص أفضل من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة وأولى بالخلافة منهم؟ (انظر سيرة ابن هشام: ج 4 ص 272 والبداية والنهاية: ج 4 ص 312).


• الإثارة العاشرة: إن إمامة الصلاة وفقاً لمدرسة أهل السنة والجماعة لا يترتب عليها أي فائدة في التفضيل والتقديم، فالفقه عندهم يجيز إمامة المفضول على الفاضل، بل يجيز إمامة الفاسق والفاجر لأهل التقوى والصلاح، وكثيراً ما نرى الاستدلال على ذلك بصلاة بعض الصحابة خلف الوليد بن عقبة وهو سكران، وصلاتهم خلف أمراء بني أمية ممن لم تكن له فضيلة تذكر!

فهذه إثارات عشر - وغيرها كثير - تنقض القصة المذكورة حول أن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قد قدّم أبا بكر للصلاة. وحقيقة ما حدث نجده في الرواية المنطقية التي وردت في كتبنا وهي تقول: (... إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما مرض كان بلال يأتيه في كل فريضة فيقول: الصلاة يا رسول الله. فإن قدر (صلوات الله عليه وآله) على الخروج خرج وصلى بالناس، وإن لم يقدر أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يصلي بهم.

وذات يوم جاءه بلال يؤذنه بصلاة الفجر، فوجده قد ثقل عن الخروج، فنادى الصلاة يرحمكم الله. وكان رأس النبي (صلى الله عليه وآله) في حجر خليفته علي (عليه السلام)، فقال يصلي بالناس بعضهم فإني مشغول بنفسي. فعندئذ قالت عائشة: مروا أبا بكر فليصل بالناس! ولما بلغ الخبر إلى النبي (صلى الله عليه وآله) غضب وخرج معصّب الرأس، يتهادى بن علي (عليه السلام) والفضل بن العباس ورجلاه تخطان على الأرض من الضعف، فتقدّم ونحّى أبا بكر عن المحراب وصلى بالناس جالساً، وبعدما أتم صلاته وبّخ عائشة بقوله: إنكن لصويحبات يوسف!) أي إنكن كالنسوة اللاتي آذين النبي يوسف (عليه السلام) (الآملي).

Ramza
08-04-2004, 08:42 AM
لا حول ولاقوة إلا بالله

ياشين التقية لاتسوي أخلاق وأنت تسب من خلف شاشتك جبلي شيعي واحد عارف الطبخه اذا ناقشناكم ألفتم أحاديث ولا جبتم حديث موضوع وقلت فلان الفلاني قاله وفلان هذا مسوي كتاب اسمه الأحاديث الموضوعه مالك لاحجة ولادليل فلا يكثر كلامك وخلك بفاينل فانتسي مدام محد يعرف إنك شيعي هناك ... :أفكر:

كلامك صحيح 100% ياستيب فوروورد :p

هو يطبق حركة تقيه نو جتسو ببراعة فماعليك منه :p

وينك يانيو سيد جيب لنا واحد من الشيعة المتعلمين والدارسين في مذهبكم يناقش لنا واحد من الاخوة الكرام هنا :أفكر:

على فكرة انا اعرف انك شيعي منذ زمن ;)

المهم راح نشوف وش راح تكون نهاية الموضوع :أفكر:

=======
وارثون
=======

أشكرك اخي من صميم قلبي ولا تدع بعض المتطفلين يشغلوك عما تقوم به ... جزاك الله خيراً

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين ورضي سبحانه عن كل الصحابة والخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر وعثمان وعلي أجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين