المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : sul_jamani@yahoo.com



Mr(s) -jamani
04-09-2003, 08:24 AM
فتاة إسمها الحرية

في بلدة صغيرة نشأت فتاة أسماها والداها الحرية عشقاً لمعناه ، والدها عامل مصنع ، أما الأم تعمل في المزارع ، وكان الوالدين قد قررا عدم الأنجاب بعد أن رزقهما الله ببنتهم الحرية ، إيماناً منهم بأن ليس للحرية أخت أو أخ .
كبرت الحرية بعد أن غرس والداها بنفسها من خلال التنشئة معنى الحرية ، ليكون لها من إسمها نصيب ، ولم تكن التنشئة هي العامل الوحيد في تكوين شخصية الفتاه ، بل للمعاناه نصيبها أيضاً حيث صقلت شخصية الحرية وخلقت منها نموذجاً للشعور بالمسؤولية والأنتماء والتضحية . بلغت الحرية سن الزواج ولكن هيهات أن تجد رفيق الدرب الذي يليق بها ، لا سيما وأنها أصبحت محط ثقة الجميع وإعجابهم , وبنفس الوقت طموحاً لكل شاب بلغ سن الزواج ، كيف لا وهي الجميله القوية التي تفرض نفسها بداخل كل شاب ومسن من أهل القرية .
من المتابعين بشغف واهتمام لمسيرة هذه الفتاه كان حاكم القرية , لم يحبها يوماً بالرغم من إعجابه بها ، كانت تثير لديه القلق من المستقبل بمجرد النظر في عينيها ، يجاملها ويداعبها ويخطب ودها أحياناً، ولكن فكرة الاستحواذ عليها كانت دوماً تؤرقه ، لم يكن لديه مانع أن تختفي بلا رجعة ، أن يتم تصفيت تأثيرها على سكان القرية لأن بعضهم أخذ يقلد الحريه بحكمه على الأمور وبجراءته ، فتم التطاول عليه بعدة مناسبات عامه لأخطاء إرتكبها ولصفات تحلى بها ولأطماع فشل في إخفاءها , ففكرا ملياً في الأمر ووجد بأن السبيل الأمثل لحل هذه المعضله هو الزواج بالحريه لتصبح ملكه يفعل بها مايشاء .
خطب الحاكم الحرية من والديها فرفضا عرضه لقناعتهم بأنه وبالرغم من كونه الحاكم الثري ، الا أنه لا يليق بإبنتهم الوحيده ، كونه يمثل النقيض لما ربيا إبنتهم عليه ، ولكن الحرية قبلت عرض الحاكم ظنناً منها بأن حب الناس إذا إقترن بالسلطة يستطيعان أن يجلبا السعادة للشعب ، هذا بالنسبة للقرية وأبناءها أما بالنسبة لوالديها ظنت الحرية بأنها بذلك تنهي معاناة والديها وشقاءهما .
تزوج الحاكم من الحرية وسط بكاء كل أهل القرية ، المدركون منهم الهدف من الزواج بالنسبة للحاكم وغير المدركين كون الجميع يشعر بمرارة التـناقض بين الحـاكم البغيض والحرية الرائعة .
وبهذا الزواج تسنى للحاكم السيطرة على الحرية كونها الزوجة ذات الرقم ( بلا) والرابعة شرعاً ، فتارتاً يمنعها من رؤية الأهل والأقارب وأهل القرية ، وتارتاً يخرجها عليهم ولكن مغطاه من الرأس الى أصابع القدم ، وأخرى يخرجها عليهم بلباس زاهي ولكن في كل المرات كان لون الحرية باهت ، وكل يوم تزداد إصفراراً مع إزدياد إدراكها للواقع .
وفي يوم بائس حزين فارقت الحرية الحياة كبداً بما تعانيه ، وأبقى الحاكم الأمر سراً وبقي يخرج عليهم شبيهة لها وبنفس الأسلوب .

رحمة الله عليكي أيتها الحرية ( قول قالوه أهل القرية يوم زواجها من الحاكم) .



مهندس سليمان الجمعاني -الأردن