المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبحث عنك ...



Mr(s) -jamani
17-09-2003, 01:55 PM
يسير تائها في الشوارع ، يتمعن في الوجوه ، يراقب الأسطح والنوافذ ، يخترق الجموع ، شارد هو حتى المغيب ، جسد حاضر وذهن يتوه ...
هل لي أن أساعدك يا سيدي :( قالت سيدة مستهجنتاً نظراته التي تكاد تنهش تقاسيم وجهها ...)
لأ سيدتي لا تستطيعين مساعدتي : (أجاب وهو يتابع مسيره شبه شارد ...)
إمتلكها الفضول وأردة إثارته من جديد ...
ولما كنت تنظر الي بتلك الطريقة ( قالت له مفتعلتاً الوجوم )
أسف اسف لم أقصد أي شيء لكنك سيدتي تشبهينها ...( قال وكأنه أت من بعيد )
أشبه من ؟ وعن ماذا تتكلم ؟ ( أعادة السؤال باستهجان لفت أنظار من حولهما )
لا لا لاشيء سيدتي عفواً عفواً :( قال وقد أربكته المرأة واخذ يتلفت حوله )
شعرت المرأة بأنه قد أربكته وبدا بأنه سيفلت من براثن فضولها الذي بدأ يبلغ أشده ، لا سيما وأن الرجل بادياً عليه لمسات أناقة ووسامة غائرة في القدم يحفظها له التاريخ وفاءاً منه ، لكن الجغرافيا كانت أشد قسوة عليه ، إذ طبعت عليه خطوط قسوتها فبدا كمن طارده الزمن حتى تقطعت أنفاسه وخارت قواه...
وبمحاولة أخيره منها لاسترجاع زمام المبادره توجهت نحوه بشكل أكثر حنية وقالت : ما الأمر قل لي أيها الشاب علي أستطيع مساعدتك .
(نكمل غداً)

Mr(s) -jamani
18-09-2003, 10:15 AM
لا تعلم ما الذي يشدها نحوى هذا الغريب ، تفسر الأمر على أنه فضول نحو شخص مظهره لا يدل على مضمونه ،(هكذا على الأقل شعرت ) ، تعداها ببضعة خطوات على رصيف وردي للون عريض يمتد مع جانبه العديد من المتاجر الضخمة ذات الواجهات الفخمة ، لا تعرف كيف أو لماذا تبعته مسرعة لتقول له وبصوت لا يخلو من الرجاء والشفقة بمزيج يعلمه هو جيداً فتوقف مستمعاً لها وبإستسلام هذه المرة تقول له :
- هل بإمكاني دعوتك لإحتساء القهوة يا سيدي ؟
- لا أريد أن أثقل عليكي سيدتي ( تفاجىء بدعوتها له ، لكنه إستسلم لرغبة داخلية تدعوه للإنصياع) .
- لا أبداً إنه لمن دواعي سروري .
سارا معاً ، هي لا تلوي على شيء وهو في حيره من أمره ، شعرت بالشك في صحة تصرفها ، وهو شعر بالذنب لأستسلامه لها ...
دخلا معا الى مقهىً على زاوية الشارع بعد أن فتح لها هو الباب وتركها تمضي أمامه لتختار هي مكان الجلوس ( تصرف بث الطمأنينة في نفسها لأنه يؤكد ما ظنته به منذ البداية) .
جلس الأثنان بزاوية المقهى اليوناني الذي قصدوه ، فتماثيل الاسكندر المكدوني تملأ المكان - نعم بلا أذرع لكن ذلك يرمز للسلطة والقوة التي لا يمكن لأي أذرع أن تمثلها - وهاهو مجسم الأكروبولوس يزين الزاوية المقابلة من المكان .
رائحة التبغ تعج بالمكان والموسيقى اليونانية تعزف تنقل الجالس للبلاكى اليونانية حيث التراث والرقص الشعبي اليوناني .
تمعن بالمكان بكثيرمن الشجن ، وكأنه يثير فيه ذكريات لطالما هرب منها ، ليصحو على صوت رفيقته قائلةً :- ماذا تحب أن تشرب ؟
- قهوة بدون سكر .
طلبت لنفسها فنجان قهوة (سكر خفيف) وغادر الخادم .
- لا تنقصك المرارة وتطلب القهوة من غير سكر - قالت محاولتةً إطفاء جو ودي .
- إنها الحمية يا سيدتي فأنا من ضمن ما أزخر به من تحف مرض السكري .قال بسخرية صاحبتها إبتسامتها المعهودة .
(نكمل غداً )

Mr(s) -jamani
21-09-2003, 01:54 PM
- إنه لمن المؤسف أن يعاني شاب في مثل سنك من مرض كالسكري ...( قالت ذلك في محاولة منها إظهار التعاطف) ...
- لا عليكي سيدتي فهذا هو أقل أعبائي ثقلاً وأنا قد تعايشت معه ....
ها ونحن نحتسي القهوة الأن ، هل لي أن أسئلك عن ماذا تبحث ؟؟؟- سئلت وفي صوتها نبرة مداعبة ممزوجة بحب إستطلاع....
- ياهههه يا سيدتي لو كنت أعلم فقط عن ماذا أبحث ، قليلون هم من يعلمون عما يبحثون بالتحديد ، فالغالب ياسيدتي لا يعرفون مكنونات أنفسهم ، وكيف لهم أن يعرفوا وهم حين تسئلينهم يجيبونك بما يجب وليس بما هم يشعرون ....
تسئلينهم عن الحرام فيشتطون غضباً وكأنهم الوصيين والوكلاء عليه ، وفي الواقع حدود الحرام مطاطة لديهم ، حتى لو سئلتي واحدهم ماذا تحب من أكلات لجاوبك بالأعتماد على غاية في نفسه ... على كل يا سيدتي أنا واحد منهم ولا أستثني نفسي ...
- إذن أنت تائهٌ يا سيدي ولا تعرف عن ماذا تبحث ؟ برأيك ما سبب هذه الحالة ؟؟؟
- أي حالة -( قالها مع إبتسامة تنم عن فهم عميق للسؤالها لكنه أراد المداعبه من خلال السؤال)
- أنا إسمي سامح مهندس مدني ( مدت يدها لتصافحه لأول مرة وهي تقول أنا ندى ) ، - فرصة سعيدة .
- متزوج وعندي طفلين فقدت أثرهم قبل سبع سنوات حين أخذتهم أمهم المجرية وسافرت عائدتاً الى بلادها دون حتى أن تودعني أو حتى تتركني أودع أطفالي ...( وهنا حشرج صوته قليلاً لكنه تابع ) ، أنا يا سيدتي أنهيت دراستي في المجر وهناك التقيت بإم أطفالي وتزوجنا هناك لكنها لم تطيق العيش هنا فحملت أطفالي وعادت ، حتى أنها غيرت عنوانها هناك وتاهت بين الزحام ، فقد بحثت عنها سنوات هناك ، وعدة أحمل أذيال الخيبة والفشل....أدفع عمري يا سيدتي لأرى أطفالي مرة ثانية ( وهنا أشاح بوجهه نحو النافذة ليخفي دموعاً كانت قد نزلت بغزاره من عينيه ) .
سحبت منديلاً وناولته إياه والدنيا لا تكاد تسعها من فرط الأشفاق عليه ) .
عدت أبحث عن الأمل بين ركام المستحيل ، فقدت التركيز بأي شيء ، فاستغنوا عن خدماتي وسرحوني من العمل ، أصدقائي ما عادوا يجدون متعة في رفقتي فانفضوا من حولي ، أما الأهل فقد إبتعدوا عني بسبب خلافنا على موضوع الزواج ، فقد بقوا يزنوا علي أن أتزوج وأنا أرفض فلن أظلم فتاة معي وأنا بهذا الوضع ، لكنهم لم يتقبلوا الأمر وبدأ الخلاف فانسحبت بعيداً حتى أنئى بنفسي وبهم عن المشاكل...
- نكمل غداً-

وفاء عمايرة
22-09-2003, 08:01 AM
اشكر لك مشاركتك المميزة..
وإنها بذات أسلوب وطريقة طرح ومضمون كامن جعل مني شديدة الفضول لمعرفة ما سيأتي بعد ذلك.
اتمنى عليك المتابعة بمزيد من التميز الذي جعل من كتاباتك محط الإعجاب.

فاقد قلبه
23-09-2003, 12:32 AM
ابداع والله ابداع

استمري ونحن نشاهدك:)

Mr(s) -jamani
23-09-2003, 10:19 AM
-ها نحن نبدأ من جديد-
- أنت يا سيدي وبتلخيص شديد تعيش مأساة ، لست بحاجة لشخص لمساعدتك ، بل الى فرقة إنقاذ – ( قالت ذلك وابتسمت بعد أن رمقته يبتسم لأول مره منذ لقائيهما) .
- لقد قلت لك منذ البداية بأنك عاجزة عن مساعدتي ، لقد قابلت الكثيرين مثلك سيدتي عجزوا وقادهم عجزهم للأنفضاض من حولي ، ومع الزمن أخذوا يمقتون رؤيتي أو سماع أي شيء عني ...
- هل تعاني من الأحلام والكوابس المزعجة؟؟؟
- أه يا سيدتي لو تعلمين بأني لم لأذق طعم لنوم هادىء منذ أكثر من عامين ، فالكوابيس تلاحقني مجرد أن أغمض عيناي ، أرى وجه طفلي معلقين على طرف حافة وأنا أتركههم لأهوي دون أن أصل الى قاع ... وهم يصرخون إستنجادا بي ... ( يختنق صوته ، لكنه يعود ليمتلك زمام نفسه من جديد) أصحو هلاعاً وأخشى أن أعود للنوم .
- هذا واضح من عينيك ( قالت وهي تتأمله بإشفاق )
- أنا أصبحت لا أجروء أن أتمنى الخلاص من آلامي ، وجل ما أتمناه هو التعايش معها علي أعيش الى يوم أرى فيه أبنائي.
صمت الأثنان كل منهم شارد بإتجاه ، هو يفكر بمأساته وهي بإمكانية مساعدتها له .
- أنا يا سيدي أعمل موظفة في منظمة الأمم المتحدة ، ومن خلال عملي ووضع المنظمة قد يكون لدي فرصة لمساعدتك في أن تجد أطفالك .
وهنا فغر فاهه من شدة الدهشة لما يسمعه منها ، فاقداً التركيز لشدة تدفق الأسئلة على لسانه في لحظة واحده .
- هههههل من المعقول أن تتمكني يا سيدتي من مساعدتي في اللحظة التي عجز الجميع عن فعل ذلك ؟
- وووولكن كيف يمكن أن يتم ذلك؟
- وووومتى أرجوكي أخبريني ؟
- هههههل لكم علاقات مع الجهات الرسمية في المجر.
تدفقت كل هذه الأسئله منه خلال ثواني ، حيث دبت به الحياه فجاة وبدا حيوياً ، يكاد لا يصبر على الجلوس...
- كيف لي أن أجيبك على كل هذه الأسئلة دفعتاً واحدةً ؟ ( وقالت وقد رسمت على محياها إبتسامة إشفاق )
- لكن يا سيدي أستطيع أن أقول لك بأن للمنظمة كما هو معروف مكتب في بودابست ، كما لنا من خلال عملنا علاقات جيده مع الحكومة المجرية وبعض المنظمات الرسمية وغير الرسمية هناك ، ومن هنا كنت قد قلت لك بلأنني سأحاول وأركز على كلمة أحاول مساعدتك من خلال بذل قصاره جهدي في هذا الأمر.
- وأنا يا سيدتي أشكر لك هذا الأهتمام والرغبة في مساعدتي ومهما كانت النتائج فهذا كرم اخلاق منك أولاً وأخيراً ...
إبتسمت وهي تدفع المقعد للخلف وتمسك بحقيبتها تمهيداً للمغادره بعد أن قامت بدفع الفاتوره .
- أعذرني الأن فأنا مضطره أن أغادر الأن وهذا هو كرتي لتقوم بالأتصال بي متى شئت ، ولكني إن رغبت بالأتصال بك كيف يمكنني ذلك؟؟؟
- أستطيع أن أعطيكي هاتف الملحمة التي أسكن فوقها ، وأبو محمود بدوره سوف يخبرني بإتصالك .
قام بكتابة الرقم لها وصافحته قائلتاً ( سنبقى على إتصال ) ، غادرت ندى المكان أما هو جلس شارداً يشعر بخدر في جسده ولم يصحو من شروده الا على صوت النادل يسئله إذا كان يريد شيء , فانتفض واقفاً وهو يقول لا شكراً ، وغادر المكان مسرعاً .
-غداً نكمل-

Mr(s) -jamani
29-09-2003, 02:13 PM
مرت أيام منذ لقائهما وهو دائم التفكير والشرود ، يجتر كل كلمة قالتها خصوصاً فيما يخص مساعدتها له ، أعاد في ذاكرته ملامحها لحظة نطقها للحروف ، لحظة مغادرتها هل كانت مسرعة كمن يريد أن يهرب من شيء ، أم أنها كانت طبيعية ، ومع مرور الأيام بدأ الياس يشق طريقه الى نفسه ممزوجا بالمراره ، خفتت جذوت الحياة التي دبت بنفسه منذ لقائه بها ، بدأت حالته تسوء إذ أهمل نفسه تماماً ، يأكل بالمناسبات ، يعجز عن فعل أي شيء ، وبدات تنمو بداخله كراهية ناتجة عن العدم لكل ما حوله ...
خرج كالمعتاد بدون وجهة ولا قصد فقط لكونه ما عاد يطيق المكان , نزل الدرج وخرج من لباب ناوياً قطع الشارع وإذ بأبي محمود يناديه ، دق قلبه وزداد خفقانه مع كل خطوة بإتجاه ملحمة أبو محمود ، ماذا هناك يا عم أبو محمود ؟ - سئل سامح أبو محمود وكله قلق وشحوب ، بالرغم من كونه كان قد تخيل هذا الموقف مرات ومرات ....
- لقد جاءتك مكالمة هاتفية من سيدة تسئل عنك وتقول لك أن تهاتفها .( قال أبو محمود وهو يتلمس مدى الشغف الذي يتلقف فيها سامح كلماته ).
- شكراً شكراً أبو محمود - قال سامح وهو لا يصدق ما يسمع وكأنه يحلم , دبت فيه الحياة من جديد ، إنطلق مسرعاً الى أول كابينة هاتف عمومية وطلب رقم ندى وهو يلهث من فرط الأنفعال .
- الو مرحبا ، ممكن أن أتكلم مع ....( وهنا تلعثم كونه لا يعرف إن كانت ندى سيدة أم أنسة ) مع مع السيدة ندى .
- أهلا سيد سامح ندى معك،هل بإمكانك المرور علي غداً حوالي العاشرة في مبنى الأمم المتحدة ؟
- نعم أكيد ولكن كيف أصل اليك هناك ؟
- إسأل الأستعلامات وسوف يدلونك على مكتبي .
- حسناً غداً سوف أكون بطرفكي في تمام العاشرة ، الى اللقاء .
- الى اللقاء .
وضع سماعة الهاتف ببطىء شديد وهو شارد ، وخرج من الكابينة بحركات لا إرادية سببها الشرود .
- نكمل غداً-

وفاء عمايرة
30-09-2003, 10:18 AM
ليس لك أن تبني حياتك على وجود شخص فيها أو غيابه...
فحياتك تنبض بروحك لا بروح من يحييها....
فحري بك ان تعتاد انعاش حياتك بمضمونك الخاص ليكون سيمفونية خاصة تركن اليها كلما حالت بك الظروف.

و فاء.

mary valens
01-10-2003, 09:47 PM
اشلون قصة حقيقية
يعني صارتلك مثلا
ولا نقلتها من مجلة ولا موقع
لانه مادري احسها نفس قصص المجلات(#)

Mr(s) -jamani
02-10-2003, 10:56 AM
لا والله يا أخي هذي قصة من نسج خيالي حتى اني لا اعرف احداث الحلقة القادمة...
وشاكر جداً على تعليقك.

mary valens
02-10-2003, 01:28 PM
هاي ؟
اول شي اقولك وانا معصبةوايد انا بنت مو ولد بعد ماري اسم بنت معناه بالعربي مريم
بعدين مشكور علقصة وانا بانتظر مواضيعك اليايه وبعدين ما شالله واضح ان عندك مخيلة واسعة

وفاء عمايرة
04-10-2003, 11:44 AM
قرأتها مرة تلو الأخرى وليس لي الا أن انتظر ماذا سيحدث بعد ذلك.
فأنا بانتظار قراءة ما فاض بي الشوق شغفا لمعرفة ماذا سيكون فيما بعد.

وفاء.