المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وداعًا جدتي الحبيبه/ ان لله وان الية راجعون.



كلناسوا
13-10-2003, 02:32 AM
جدتي.. فلتكن كلماتي هذه إليك ورودا

جدتي الحبيبة ، وددت لو استطعت أن أراك هذا العيد.. أسرع إليك لأقبلك وأهنئك به وأسمع دعاءك "الله يرضي عليك"، ولكنك رحلت عنا.. رحلت فقط بجسدك أما روحك وذكرياتي معك فستبقى.. ، . علمتني معنى الوفاء وأشياء أخرى كثيرة...وعند عودتي من سفري سأذهب ومعي باقتي زهور... لعلّي أنعم بسماع دعائك "الله يرضى عليك".

قد تقابلني نظرات الدهشة تجاه حزني العميق على الجدة ذات الأعوام الأربعة والسبعين، تلك العجوز التي كان مجمل حركتها طوال سنين مضت هي عدة أمتار تتحركها بأقدام متثاقلة في بيتها المتواضع، مستندة إلى ابنتها ، أو لأحد من أبنائها أو أحفادها، ولكن رغم ذلك أكاد أقسم أنها كانت تُشِع حركة ودفئًا في حياة كثيرين ممن ربّتهم واعتنت بهم، كانت تمثل ملجأ وحصنًا، وهي الضعيفة الواهنة.



حينما أذكرها كان مشهدًا معتادًا ومطلبًا دائمًا لأي منا إذا ما أهمه همّ أو ألَمَّ به مصاب أو حتى ألحّت عليه حاجة أن يأتي إليها طالبًا دعاءها، مستمعًا لعذب حديثها الذي يبعث الطمأنينة في القلب والسكينة في النفس، رغم أنها لا تملك أيًّا من مقدرات الفعل.. كان طقسًا مقدسًا لديها إذا ما استمعت للأذان يرفع ذلك الدعاءُ المتسلسلُ المترابطُ كسلاسل الذهب وخيوط النور لجميع أبنائها وأحفادها، وقراءة الفاتحة لموتاها.. أذكرها وهي تعدد الأسماء وتخشى أن تنسى أحدًا، ثم تخرج من حيرتها بقولها: "ولجميع أموات المسلمين

حين أتذكرها يتداعى في عقلي ويملأ روحي.. كوب الشاي بالنعناع الأخضر في العصر.. الطعام الشهي الذي تضاهي رائحته المسك والعنبر.. دفء ليالي الشتاء بجانب أريكتها وجوار فراشها.. فاكهة الصيف التي كنا نتناولها معها.. جلستي معها في ساحه منزلها وهي تراقب الرائحين والغادين؛ فقد كانت نافذتها الوحيدة على العالم الذي حُرمت من مخالطته بعد أن أقعدتها آلام المفاصل..



مرّت الأيام كعادتها وأنا على سفر في البلد البعيد; تشتكي لي آلامها وتحكي لي عن ذكرياتها وايام شبابها وكائنها كانت البارحه.. تتسارع الأحداث واخبروني وانا في سفري انها قد نُقلت إلى المستشفى لترقد في مرضها الأخير وقد التف الجميع حولها.. داعين الله لها.. وبينما يعود القلق لأهلها تنسحب في هدوء واستكانة كعادتها.. تسلم روحها لبارئها.. بعد أن ظلت علامات احتضارها قبل ذلك بأيام؛ إذ تشير بيديها وتردد عبارت . لا اله الا الله محمد رسول الله . وهي في ذلك لا تفتر عن ذكر الله رغم غيبوبتها..

البعض يقول حزنًا: جميعنا إلى التراب، والنسيان مصيرنا.. والخيوط التي تربط الأحياء بالأموات واهنة واهية، فما تلبث حوادث الزمان أن تنسينا ويتساوى الجميع لدينا.. أزعجني الكلام.. فلا أظنني أنساها.. أقصد أنها ربما تتحول إلى أشياء أخرى أكثر حضورًا من مجرد الذكرى.. إلى الدعاء دبر كل صلاة.. إلى دموع تتساقط، وأنا أنشد الرحمة لها في بضع آيات من القرآن.. إلى مزيد من البر لأبي الذي حزن لفراق حبيبته.. إلى مجاهدة في الحفاظ على صلة رحمي وسط ضجيج عالمنا وصخبه.. إلى اقتراب أكثر من معنى الموت؛ الحقيقة الوحيدة التي نعرفها ولا ندركها.. إلى معانٍ وقيم كثيرة كنت أقرؤها وسأظل في كتاب وجهها..

حاولت جاهدة أن أتذكر إذا ما كنت قد ابتعت لجدتي زهورًا من قبل أو لا.. فلم أفلح.. وتمنيت أن تتقبل هذه السطور مني.. زهرة على قبرها.. وأن يتقبل الله مني دعائي لها.. وأن يلحقنا بها في الصالحين.



يقول المصطفى عليه افضل الصلاة وأتم التسليم : { من كان آخر كلامه من الدنيا لا إلا الله دخل الجنة }

ان لله وان اليه راجعون

الفاتحه على روحها ، وادعوا معي لها احبتي ان يتقبل منها ، وان يدخلها الله في جنات عرضها السموات والارض..

الفقيرلله
14-10-2003, 12:57 AM
الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه

والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد :

غفر الله لها
وأسكنها فسيح جناته
ولاحول ولاقوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون


عزاؤنا في أمواتنا أن صفوة خلق الله( محمد صلى الله عليه وسلم)) مات

كما قال تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم
(( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ))

فعزاؤنا لك أخيتي في ما قلنا

أما قراءة الفاتحه أخيتي على أرواح الأموات كما يشاع فليس صحيح ولا مكان له في سنة محمد صلى الله عليه وسلم

نسأل الله العظيم أن يلهمكم الصبر والسلوان
ولايحرمكم الأجر والثواب

Rivaldooo 11
14-10-2003, 11:00 AM
انا لله وانا اليه راجعون

اللهم ارحم جميع موتى المسلمين

وعزم الله اجرك اختي

Pr.Game
14-10-2003, 04:00 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون


كل نفس ذائقة الموت



:06: