المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبتــاه مـاذا قـد يخطُّ بَنَاني والحـبل والجــلاد ينتظـراني



القعقاع100
26-10-2003, 12:36 AM
وقفة مع أبيات في قصيدة هاشم الرفاعي

( رسالة في ليلة التنفيذ )



يقول هاشم الرفاعي في قصيدته الرائعة ( رسالة في ليلة التنفيذ ) والتي صوّر فيها محكوماً بالإعدام يخاطب أباه في أخر ليلة من عمره قبل تنفيذ حكم الإعدام .. والتي مطلعها :-




أبتــاه مـاذا قـد يخطُّ بَنَاني والحـبل والجــلاد ينتظـراني

هــذا الكتاب إليك من زنزانةٍ مقـرورة صــخرية الـجدرانِ

لـم تـبق إلا لـيلة أحـيَا بها وأَحـــسّ أنّ ظـلامها أكفاني

قـد عشت أُوقن بالإله ولم أذق إلا أخـــيراً لــذة الإيـمان

إلى أن يقول :


والصـمت يقطعه رنين سلاسلٍ عبثــت بـهنّ أصابع السجّان

مـن كوّةٍ في الباب يرقب صيده ويعــود فـي أمن إلى الدورانِ

أنـا لا أحـس بأي حقدٍ نحوه مــاذا جـنى فتمسـّه أضغاني
إلى أن يقول :


لـكـنه إن نـام عـني لحظةً ذاق العـيالُ مــرارة الحرمانِ
فأقول: د جنى تكثير سواد الظالمين ونصرة باطلهم وإعانتهم على ظلمهم. ورزق العيال عند الله،



ولا يُنال ما عند الله بمعصيته، وأقوله شعراً :-




قـف ها هنا يا صـاحِ هوناً فلنا مــع هـذه الأبيـاتِ قولٌ ثاني

إن الـذي نصـرَ الطغاة وعانهم ذاك الخـؤون ونـاصر الطـغيان

ذاك الذي خذل الشـريعة والهدى ومضـى لينصر شـرعة الشيطان

يغـدو ويأتـي مكـثراً لسوادهم الشـانئـين لشـرعة الـرحمـن

يُمسـي ويصبـح مغضـباً لإلهنا إن شئـت فانظر ما روى الطبراني(1)

واذكـر إجـابة ذلك العلم التقي أعـني سـعيداً ذلـك الـرباني

فـي سجـنِ حجّاج هناك لسائلٍ هـل عـونَ ظـالم مهنةَ السجّان

فيـقول بـل ذاك الظـلوم بعينه فـاحـذر هديت مزالق الشيطان

لا بـدّ مـن بغضٍ وكرهٍ نحوهم هـذي دعـائم عـروة الإيـمان(2)

وكذاك لا يُرضى اعتذارك عنهمو بالـرزق أو خـوفاً مـن الحرمان

لـولاهـمو ما دام فيـها ظالمٌ لـولاهـمو شـُلّت يـد الطغيان

إن الطـغاة بغـيرهم لا يصمدوا كالفـأس مشـدوداً إلـى العيدان

أوَليـسَ قـد قـالوا مثالاً نافعاً عـن غـابةٍ مقطـوعة الأغصـانِ

قـالت وقـد قرب الفناءُ يلفها مـن فـأس حطّـاب عنـيد جان

يـا فأس هوناً قد قطعت فروعنا وأصـولنـا قـد قربت من الهويان

فأجـابها الفـأس العـنيد بغلظة ٍ أوَليـسَ أغصـاناً لـك أعــواني

لو لم يكن عَوْني غصونك لم أكن لأقطِّـع الأغصـان فـي البسـتانِ

وكــذاك طغـيان الطغاة فإنه لا يســتمرّ بفــقده الأعـوان

ولـذلك قـد شـمل الإلهُ عذابهُ أجـناد فـرعون مـعَ هــامانِ



وكتبه/ أبو محمد عاصم المقدسي
صفر 1415 هـ

(1) روى الإمام أحمد والطبراني حديث ( يكون في أخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله ويروحون في لعنته ) وفي زيادة الطبراني ( فإيّاك أن تكون من بطانتهم )

(2) حديث ( من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )