المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال لكاتب صهيوني يخاف من هزيمة أمريكا في العراق



سعيد الشهري
30-10-2003, 11:41 PM
فيما يلي نص مقال نشر في صحيفة عبرية لكاتب صهيوني خائف من هزيمة أمريكا المقبلة في العراق :
ليس هناك من عبارة يمكنها ان تجسد اليوم وضع القوات الامريكية في بغداد من العبارة المتآكلة: الطريق الي جهنم مرصوفة بالنوايا الحسنة . فما بدا لهم ذات مرة نزهة صباحية علي ضفتي دجلة، تصبح حملة نزف يومي. بغداد تحترق.

الامبراطورية الامريكية لم تنهر في اعقاب العمليات الارهابية في العراق، ولكن اذا ما استمرت هذه بالوتيرة الراهنة ـ ومن شبه المؤكد انها ستتصاعد ـ فان هؤلاء العراقيين سيخرجون الروح لامريكا، وبالاساس لحكامها، وعلي رأسهم الرئيس جورج بوش. فنحن نعرف من تجربتنا، يعرف هذا: فقد حصل لنا هذا في عهد حرب الاستنزاف في نهاية الستينيات، وحصل لنا في عهد حرب لبنان، وهو يحصل لنا في هذه الايام ايضا. الامريكيون، مثلنا، مزودون بأفضل الوسائل القتالية، بأثمان تقدر بالمليارات، ولكنهم لا يجدون الرد الملائم لسيارة مفخخة بدائية اخري، لمخرب انتحاري آخر. الاعمال الارهابية هناك، مثلما هي هنا، تسفك الدم قطرة قطرة وتقضم من الصبر وضبط النفس.

من شبه المؤكد ان السُنة العراقيين هم الذين يضربون الامريكيين في بغداد هذه الايام. هم، الموالون لصدام حسين، يحاولون ـ ولا يمكن القول انهم لا ينجحون ـ احلال فوضي، جلبة، اضطراب في العراق، لتخريب كل محاولة لخلق استقرار سلطوي، لدفع الامريكيين الي الملل من مكوثهم في العراق الي ان ينثنوا ويهتفوا كفي .

الاستنتاج الحزين هو ان أمريكا ـ بكل ملياراتها وكل اقمارها الصناعية وجساساتها، المعدات التي لا تملكها اي دولة اخري ـ توجد في حالة دفاع في العراق هذه الايام، فيما يمزق الارهابيون بجنودها وجوههم .

الاستنتاج الاضافي هو انه يجب التذكير 77 مرة قبل الانطلاق الي الحرب والاستنتاج الاهم من ناحيتنا، نحن الاسرائيليين، هو انه لا يجوز لنا ابدا التفكير بامكانية هزيمة امريكية في العراق، وعلينا أن نبذل كل ما هو مسموح وممكن لمساعدة الامريكيين. فلهزيمتهم في العراق من شأنها ان يكون لها، لا سمح الله، تأثيرات بعيدة الاثر علي الشرق الاوسط وعلي العالم الحر في كفاحه ضد العالم الاسلامي. من ناحيتنا، لا يوجد سوي الطرف الامريكي الذي يجب ان ينتصر ـ بل وانتصار كبير. كل البدائل الاخري غير واردة. حافظي علي نفسك

اللغة العبرية غنية ومتلوية جدا لدرجة ان كل واحد يمكن ان يجد فيها ما يريد ـ والعكس من ذلك. فالتلوي اللغوي لقادة الدولة والجيش هذا الاسبوع - في اعقاب القتل في نتساريم وقبل ذلك في عين يبرود ـ محظور أن يخفي الحقيقة المريرة: في هاتين الحالتين كان الفلسطينيون هم المتفوقين، وموت ستة الزهور الاسرائيليين كان - بقدر ما هو فظيع ـ زائدا.

الجيش الاسرائيلي يفحص نفسه 77 مرة، ولكن لماذا ننزل عليه باللائمة؟ فسبيل الارهاب هو ايجاد نقاط الضعف، التي توجد دوما، واستغلالها لدقيقة، دقيقتين. وهذا يكفي للمخربين قد يزرعون القتل والدمار. هكذا كان منذ ألازل في كل مكان في العالم كان فيه ويوجد فيه ارهاب. لا ينبغي الابتعاد كثيرا من اجل الاستماع الي شهادة عن ذلك: وللتمييز، رجل الهاغاناة، الايتسل والليحي لا يزالون يعيشون بيننا اليوم كي يرووا لنا ماذا اجدي البريطانيين القلاع حين قررت المنظمات السرية في ارض اسرائيل العمل ضدها.

اننا نعيش في بلاد لا تكون فيها نشرة الاخبار قبل ساعتين ذات صلة، لا ترن في الاذان ولا توقف شعر البدن. لقد نسينا موتانا قبل يومين، و الاسئلة العسيرة (عامود جديد في الصحف) والغضب تجاه الفلسطينيين، وربما ايضا بعضه تجاه الحكومة. وحتي لو غسلوا بقع الدم في عين يبرود نتساريم ـ فلا يزال يمكن السؤال اذا كان هناك طريق عسكري آخر. طريق سياسي آخر. هل يمكن بشكل مختلف؟

وفي هذه الاثناء، علي حد تعبير شاعر الامة، نتان الترمان: حافظي علي نفسك التعبة، حافظي علي نفسك، حافظي علي حياتك، ابنتك، حافظي علي حياتك، شعر رأسك، جلدك حافظي عليه، حافظي علي جمالك، حافظي علي قلبك الطيب، تبنيه في يديك .

ايتان هابر (يديعوت احرونوت) ـ 29/10/2003

المصدر الساحات -فارس نت