المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموسوعة المصغرة في الشيبة الموقرة



REMEMBERME910
02-11-2003, 10:01 AM
ُروي ا أن أحد الرجال صادق مَلَك الموت، فكان إذا جاءه يسأله الرجل: "أزائراً جئتَ أم قابضا؟ً" فيجيب مَلَك الموت: "جئتُ زائراً"...

وفي يومً قال الرجل لمَلَكِ الموت: "أسألكَ بحق الصداقة أن ترسل لي رسولاً حين يحين أجلي يخبرني بقدومك لقبض روحي" ، فقال المَلَك: "لك ذلك!"

ثم هبط مَلَك الموتِ يوماً على الرجل، فقال له: "لعلك جئت زائراً.." فقال المَلَك: "بل قابضاً" فقال الرجل: "أما سألتك أن ترسل لي رسولاً يخبرني بذلك؟" فقال الملك: "قد فعلت" فقال الرجل: "لم يأتني رسولك!" فأجابه المَلَك: "بل أتاكَ.. إبيضاض شعرك بعد سواده، و تقوس قامتك بعد إستقامتك، و إرتعاش صوتك بعد ثباته، و ضعفك بعد قوّتك، و ذهاب بصرك بعد حدته، و يأسك بعد أملك... طلبت رسولاً واحداً فأرسلت إليك عدة رُسُل، فما بالك تلومني؟!"



إن لِـكِـبر السن علامات كثيرة لكن أولها ظهوراً وأكثرها قلقاً للإنسان هو الشيب. و قد روى لنا القرآن حالة القلق اللتي إعترت نبينا زكريا عليه السلام حين خاطب ربه: "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا*وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي".



لكن قلق البعض منا لا يشبه قلق زكريا عليه السلام على الموالي، بقدر ما يكون رفضاً للقيود اللتي تفرضها حقيقة تقدم العمر، فتراه يميل إلى مواجهة "الزحف الأبيض" و هزيمته بالصبغ أو بالنتف بدلاً من مواجهة النفس و هزيمة شهواتها لتتلائم مع تلك المرحله الجديدة من العمر