المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القنبلة الإسلامية النووية



قلم دبلوماسي
07-11-2003, 04:34 PM
في تقرير ذكرت مجلة العصر أن التجارب الباكستانية الصاروخية أثارت الامتعاض الدولي لا سيما لدى الهند التي ‏‏استنكرتها واعتبرتها تلويحا باكستانيا باستخدام السلاح النووي في حال نشوب حرب ‏ ‏بين البلدين رغم تأكيد الهند نيتها عدم اللجوء لاستخدام السلاح النووي.
وتعتبر باكستان أن برنامجها للتقنية النووي هدفه توليد الطاقة لزيادة الإنتاج ‏‏الزراعي ولاستخدام فنيات الطب النووي لمكافحة الأمراض المميته ولتطوير العلوم‏ ‏الطبيعية والتقنية بهدف دفع الحركة الاقتصادية إلى الامام‏ ولا شك ان محطات توليد الطاقة النووية تكبد الدول خسائر مالية كبيرة عند ‏ ‏تأسيسها ولكن تكلفة الطاقة المنتجة اقل بكثير من الطاقة التي مصدرها الزيت. ولدى باكستان محطة توليد نووية في كراتشي وهي تنتج 137 ميجاوات من مجموع ‏‏انتاج البلد البالغ 8923 ميجاوات.
والقدرات النووية الباكستانية مرت بالعديد من المراحل قبل أن تجري تجاربها ‏‏النووية، ففي العام 1965 بدأت باكستان بتشغيل مفاعل الابحاث النووية الباكستانية فيبار في روالبندي، وفي عام 1968 رفضت باكستان توقيع معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وفي عام 1974 أجرت الهند اختبارا على قنبلة تبلغ قوتها حوالي 15 كيلوطنا وقالت ‏‏إن الاختبار هو انفجار نووي للأغراض السلمية واثر ذلك اجتمع رئيس وزراء ‏‏الباكستاني ذو الفقار على بوتو بكبار العلماء واخبرهم عن نية الحكومة لتطوير ‏‏اسلحة نووية.
وفي بداية الثمانينات أشارت عدة تقارير متعددة الى حصول باكستان على ‏ ‏نموذج قنبلة ذرية من الصين تم اختباره مسبقا الا أن باكستان نفت ذلك، وفي عام 1981 نشرت وكالة اسوشيتدبرس محتويات تقرير لوزارة الخارجية الامريكية ‏‏جاء فيها ' ان لدينا سببا قويا للاعتقاد ان باكستان تسعى الى تطوير القدرة على‏ ‏التفجير النووي وانها تنفذ برنامجا لتصميم وتطوير نظام إطلاق التفاعل في الاسلحة ‏ ‏النووية'.
وفي أواخر عام 1981 صدر كتاب بعنوان ' القنبلة الاسلامية ' يتحدث عن الجهود ‏‏الباكستانية الاخيرة لتنفيذ تجربة نووية، وفي عام 1983 جاء ختام تقرير سري امريكي للحكومة الامريكية تم الكشف عنه ' ان ‏هناك دليلا بشأن سعي باكستان الحثيث لتطوير برنامج اسلحة نووية'. وفي 1984 صرح الرئيس ضياء الحق أن باكستان حصلت على نظام متواضع لتخصيب ‏‏اليورانيوم للاغراض السلمية فقط، وفي العام نفسه حذر الرئيس الامريكي انذاك رونالد ريجان باكستان من العواقب ‏‏الوخيمة اذا ما قامت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على خمسة في المائة. وفي 1985 ذكرت مصادر أميركية أن الولايات المتحدة تعتقد أن باكستان أجرت بنجاح ‏‏اختبار على ' الية اطلاق ' قنبلة ذرية بوساطة انفجار غير نووي.
وفي أواخر عام 1985 الغت الولايات المتحدة الترخيص بتصدير كاميرا تعمل بالاشعة ‏‏إلى باكستان، وفي 1985 - 1986 ذكرت وسائل الاعلام ان باكستان قامت بانتاج يورانيوم عالي‏ ‏التخصيب لصنع قنابل ذرية الامر الذي يعتبر خرقا لالتزامها الذي وعدت به الولايات ‏‏المتحدة. ونشرت صحيفة الواشنطن بوست في عام 1986 مقالا لبوب ودوورد جاء فيه أن باكستان ‏‏فجرت سلاحا تجريبيا بين 18 سبتمبر و21 سبتمبر كجزء من مساعيها المستمرة لامتلاك ‏ ‏سلاح نووي يتمتع بنظام انفجار داخلي وذكر أيضا أن باكستان انتجت يورانيوم مخصبا‏ ‏بنسبة بلغت نسبته 8.93 بالمئة. وعلق الجنرال ضياء الحق حول قدرة باكستان النووية في احدى المقابلات ‏ ‏قائلا 'من حقنا الحصول على هذه التكنولوجيا وعندما نحصل عليها فان العالم ‏‏الاسلامي سيمتلكها معنا'. وفي عام 1987 ذكرت صحيفة ' فاينشال تايمز' البريطانية ان اقمار التجسس ‏الامريكية رصدت اقامة منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم في باكستان. كما أكد مسؤول الماني في اواخر عام 1987 مصادرة جهاز كان في طريقه الى باكستان ‏‏مشيرا الى ان هذا الجهاز ملائم لتخصيب اليورانيوم بنسبة 93 في المائة، وفي عام 1988 هدد الرئيس الامريكي رونالد ريجان بوقف المساعدات لباكستان بسبب ‏ ‏خرق ' معاهدة ضبط التصدير ' وقال ان باكستان تستخدم مواد ومعدات تشملها المعاهدة ‏‏لتصنيع اجهزة تفجير نووي. وأشارت تقارير نشرت في صحيفة نيويورك تايمز أن الحكومة الامريكية تعتقد أن ‏‏باكستان أنتجت كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب تكفي لانتاج 4 أو 6 قنابل نووية‏ ‏وقد صرح الرئيس ضياء الحق في عام 1988 ان باكستان تمتلك قوة نووية رادعة.
و تضيف المجلة أنه في عام 1989 تم اختبار اطلاق صاروخ [ حتف - 2 ] الذي يحمل شحنة تفجيرية وزنها ‏‏500 كيلوغرام ويصل مداه الى 300 كيلومتر. وأشار مقال نشر عام 1989 في مجلة ' الوقود النووي ' إلى أن الولايات المتحدة ‏‏الامريكية قامت بارسال عدة بلاغات رسمية إلى حكومة المانيا الغربية حول تصدير‏ ‏مواد مثل التريتيوم الى باكستان. وفي إشارة الى ذلك ذكرت مجلة ' شتيرن ' الألمانية الغربية أنه منذ بداية ‏ ‏الثمانينات قامت أكثر من 70 شركة المانية غربية بتوريد بضائع الى شركات تبيع ‏ ‏معدات خاصة بتطوير الاسلحة النووية لباكستان.
وفي عام 1990 عرضت الولايات المتحدة الامريكية على دبلوماسي باكستاني زائر ‏‏نموذجا للقنبلة الباكستانية وأشارت تقارير في مجلة الدفاع والشؤون الخارجية إلى ‏‏أن المسؤولين الأمريكيين أصبحوا مقتنعين بامتلاك باكستان لقدرات كمبيوترية كافية‏ ‏لادارة تقنية اسلحتها النووية.
وحاز الدكتور عبد القدير خان [ ابو القنبلة الباكستانية ] في عام 1990 على جائزة ‏‏'رجل الامة ' الذي اكد ان باكستان تملك القدرة على انتاج اسلحة النووية لكن لا ‏‏تقوم بذلك وهي سياسة الحكومة المعلنة'.
وفي عام 1991 ذكرت صحيفة وول ستريت أن باكستان تشتري صاروخ ' ام - 11 ' القادر ‏‏على حمل رؤوس نووية من الصين وذكر السناتور موينهان في مقابلة تلفزيونية ' انه في ‏ ‏يوليو 1990 طورت باكستان 6 رؤوس نووية ولا تزال تحتفظ بها حتى الان'.
وفي عام 1991 اتفقت الهند وباكستان العدوان اللدودان على عدم ‏ ‏استخدام الاسلحة النووية ضد بعضهما البعض وقد اعلن وزير الخارجية الباكستاني ‏آنذاك عاصف احمد في العام الذي يليه ان بلاده تمتلك اساسيات القنبلة النووية ‏‏الا انه اكد انها للاغراض السلمية. وفي عام 1996 اكد وزير الخارجية الباكستاني مجددا ان بلاده لم تحصل على أي ‏‏مواد مرتبطة بالاسلحة النووية من الصين. وفي 28 مايو 1998 باكستان اجرت خمس تجارب نووية تراوحت قوتها بين 35 و36 ‏ ‏كيلو طنا .‏ ‏ وفي 22 مارس 1999 قال وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز الذي خلف عاصف أن‏ ‏بلاده لن تتراجع عن برامجها النووية اذا ما وقعت معاهدة الحظر الشامل للتجارب ‏ ‏النووية. وفي 25 يونيو 2001 تعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعدم التنازل عن سياسة ‏‏الردع النووي الا انه اوضح ان بلاده لا تعتزم تسخير مواردها المحدودة لسباق‏ ‏التسلح على أي دولة.
يذكر أن باكستان تملك عدد من الصواريخ منها ' غوري ' وهو صاروخ أرض أرض مداه ‏ ‏1500 كيلومتر قادر على حمل شحنة نووية زنة 700 كيلوغرام واجريت عليه التجربة في‏ ‏السادس من ابريل عام 1998 ويستخدم هذا الصاروخ الوقود السائل‏ ‏ كما تمتلك ' غوري الثاني ' وهو صاروخ ارض ارض يتراوح مداه بين 2000 الى 2300 ‏ ‏كيلومتر يمكنه حمل قنبلة نووية زنة 1000 كيلوغرام وتمت تجربته في 14 من ابريل عام ‏ ‏1999 ويستخدم وقودا سائلا.‏ وتمتلك أيضا ' شاهين ' وهو صاروخ أرض أرض مداه 600 كيلومتر قادر على حمل ‏ ‏قنبلة نووية زنة 1000 كيلوغرام وتمت تجربته في 15 أبريل عام 1999 و ' شاهين ‏ ‏الثاني' الذي يصل مداه الى 2300 كيلومتر وهو صاروخ أرض أرض
لماذا هؤلاء ينتجون السلاح النووي ويتطورون ويحمون أراضيهم ويسعون للمجد والقوة رغم الفقر والجوع؟؟
لماذا شبابهم يسعى للعلم والمعرفة والتحدي والطموح وشبابنا في غفلة نائمون أو متسكعون في الشوارع والأسواق؟؟
لماذا لم يفكر مواطنا منا أن يخوض تجربة ويتعلم الهندسة النووية ويتحدى لعل الفرصة تأتينا كما أتت لهؤلاء؟
إلى متى سنستمر في الجهل؟ أوننتظر حتى تدق طبول الحرب حتى نستيقظ ولكن للأسف وقتها سيكون الأوان قد فات