المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من غرر الأغرار ثم تبرأ من الثمار ..



محب الحقيقه
20-11-2003, 12:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

**الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين..

أما بعد.

والله الذي لا إله إلا هو أنني لا أريد الخوض بهذه المسائل ..ولكن ما دعاني لكتابتها لكثرة أتباع هذا الفكر المنحرف ..والتلبيس على المسلمين ..وتنفير الناس على الحكام ..والطعن بالعلماء ..و تهوين أمرهم ..وعدم الرجوع إليهم..والركوض وراء كل ناعق ..وعدم أتباع السلف..والمديح لأهل البدع..والجهل..ومدح المنهج التكفيري..ومدح التفجير..


**فأرجو من الله عز وجل أن يهديهم إلى الطريق الصحيح وأن يتبعوا علماء السلف .

أخواني أننا في هذا الشهر الكريم ولا نريد التكلم على العلماء وطلاب العلم ولكن! طعن بعض الناس بأهل السنه...

وهم يعلمون ذلك ((ولكن يستحون إستحياءا فمنهم من طعن علانيه ومنهم من يلمح؟؟))

*******************************************************

لقد نقلت هذا الكلام من أحد الأخوه (جزاه الله خيرا))

**الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه إلى يوم الدين .
وبعد :
أما بعد معشر إخواننا المسلمين جعلنا الله وإياكم على النعم شاكرين وعند البلوى والمحن صابرين فقد ظهر في وقتنا وفشا فيه كثير من الفتن وتغيير الأحوال وفساد الدين واختلاف القلوب واحياء البدع وإماتة السنن ما دل على إنقراض الدنيا وزوالها ومجىء الساعة واقترابها إذ كل ما قد تواتر من ذلك وتتابع وانتشر وفشا وظهر قد أعلمنا به صلى الله عليه وسلم وخوفناه وسمعه منه صحابته رضوان الله عليهم وأداه عنهم التابعون رحمة الله عليهم ونقله أئمتا إلينا عن أسلافهم ونقله لنا الثقات من الرواة .
وإن من هذه البلايا والرزايا التي ابتلي به كثير من شباب هذه الأمة افتتانهم ببعض دعاة الضلالة الذين ركبوا الصعب والذلول في سبيل إحياء سنن الخوارج
، وإلصاقها بالدعوة السلفية الحقة ، وإضفاء الشرعية على أعماله الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول المسلمة باسم الجهاد .
وقد كان للكثير من المحاضرات الحماسية الغير منضبطة بالضوابط الشرعية والتي انتشرت في فترة من الزمن غير بعيدة الأثر الأكبر في التغرير بالكثير من سفهاء الأحلام وإيقاعهم في أعمال الإرهاب والفساد واستباحة الأنفس والأموال ؛ وذلك عندما كانوا يسمعون من دعاة الباطل تأييد رؤوس الخوارج ودعاة الفتن كسيد قطب وحسن البنا وأبو الأعلى المودودي
ورفعوا من شأنهم حتى جعلوهم في نظر هؤلاء بل في نظر أكثر العامة والغوغاء الأبطال الأئمة الشهداء ، حتى انتشرت كتبهم وطبعت عشرات الطبعات وملايين النسخات – بتبرعات وزكوات المحسنين والمحسنات - وتلقفها الشباب الأغرار كمسلمات وأصول بنوا عليها مذهبم الضال واستباحوا بها الأنفس والأعراض والأموال " وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً "

نعم لقد بدأت البذرة الإرهابية
من خلال هذه المحاضرات التي وجهت هؤلاء الأغرار إلى تلقي العلم عن مثل هذه الكتب ، وصرفهم عن الأئمة الأعلام ابن باز والألباني والوادعي والعثيمين والفوزان ... وغيرهم من أئمة العصر بالتقليل من شأنهم ورميهم بعلماء السلطان والمداهنين والإنهزاميين وغيرها من أسوأ العبارات والألقاب حتى أسقطوا مكانتهم وجعلوا أنفسهم المرجعية العلمية في المسائل العظام .

ثم كان تأييد جمعيات الإفساد التي يقودها الفقيه والمسعري وابن لادن وغيرهم من دعاة الضلالة ، وبعد ذلك صوروا لهم الأعمال الإرهابية
من تخريب وتفجير والتي كانت تحدث في مصر والجزائر بأنها أعمال جهادية وأصحابها من الشهداء .
ثم كان ريّ هذه البذرة في جبال أفغانستان وجحورها عندما استقبل هؤلاء الأغرار رؤوس جماعة التكفير والهجرة كابن لادن والظواهري .. وغيرهم من رؤوس الشر فتمكنوا من إقناع الأغرار بكفر علمائهم وحكامهم ومجتمعاتهم ووجهوهم إلى أن الجهاد هو بالتفجير والتكفير والإغتيالات .

ولترى حقيقة ذلك أنظر في قول سلمان العودة في شريط ( يالجراحات المسلمين ) معلناً تكفير المجتمعات الإسلامية بدون استثناء : ( الرايات المرفوعة اليوم في طول العالم الاسلامي وعرضه انّما هي رايات علمانية !! ) .
ثم يقول العودة في نفس الشريط ممجداً دعاة التكفير والتفجير وموجهاً الشباب إلى التلقي عنهم : ( ايها الأخوة رجالات الاسلام في هذا العصر هم في ميادين شتى فأنت إذا نظرت مثلاً في ميدان الدعوة الى الله وجدت رجالاً عرفوا بالدعوة وأثروا في مجتمعاتهم أبلغ تأثير ولعل من الآسماء البارزة والمشهورة أمثال الشيخ حسن البنا وأبو الأعلى المودودي أو غيرهم من المصلحين !! ، وإذا نظرت في مجال الأدب والفكر أمثال سيد قطب !! ومحمد قطب وغيرهما من الكتاب المشهورين ، وكذالك كتابات ابو الأعلى المودودي وابو الحسن الندوي وغيرهم .

وفي المقابل يسعى إلى إسقاط مكانة العلماء الربانيين وينعتهم بأسوأ الصفات حيث يقول في شريطه " حقيقة التطرف " : " إن المناصب الرسمية الدينية أصبحت [ حكراً ] على فئات معلومة ، ممن يجيدون فن المداهنة والتلبيس ، وأصبح هؤلاء في زعم الأنظمة هم الناطقين الرسميين باسم الإسلام المسلمين ، مع أنه لا دور لهم إلا في مسألتان : 1) إعلان دخول رمضان وخروجه . 2) الهجوم على من تسميهم بالمتطرفين .
ثم يؤكد ذلك في حوار معه في مجلة " الإصلاح الإماراتية " (عدد 223 ص11) يقول : (… الأحداث التي حدثت في الخليج لم تزد على أنها كشفت النقاب عن علل ، وأدواء خفية كان المسلمون يعانون منها ، وأكدت أنهم ليسوا على مستوى مواجهة مثل هذه الأحداث الكبيرة ، وكشفت كذلك عن عدم وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين ، بحيث أنها تحصر نقاط الخلاف ، وتستطيع أن تقدم لهم حلاً جاهزاً صحيحاً ، وتحليلاً ناضجاً ..) أ هـ .

وبعد ذلك يعلن تأييده المطلق لجمعية المسعري وأتباعه ويدعو إلى تأييدها ومؤازرتها حيث قال في شريطه ( أخي رجل الأمن ) :.. فهذه الجمعية أو اللجنة عملها جليل وهي قامت بفرض كفاية بالنيابة عنا جميعاً ، فعلينا أن نؤازرها ، وأن نساعدها ، وأن نراسلها ، وأول ذلك أن نبعث لها ببرقيات الشكر على هذا المشروع الجليل الذي بدأوا به .. .
قلت : وقد قامت هيئة كبار العلماء لهذه الدعوة بالمرصاد ـ والحمد لله .
كما يدعي زوراً وبهتاناً أن الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله يؤيد جبهة الإنقاذ في الجزائر ؛ ولقد كشف كذبه وتزويره الشيخ ابن باز – رحمه الله – عندما سئل عن ذلك :
قال السائل : قال بعض الدعاة في شريط له عندنا هنا في السعودية بعنوان " كلمة حق في المسألة الجزائرية " قال هذا الداعية : إنكم أرسلتم رسالة إلى جبهة الإنقاذ في الجزائر تؤيدونها فيما قامت به ، وتحثونها على الاستمرار ، وأن تلك الرسالة قد قرئت على الناس في المساجد ، وقد كان لها أثر كبير في صفوف جبهة الإنقاذ ، فالسؤال : هل هذا حصل منكم ، نرجو التوضيح ؟
فأجاب الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مكذباً ما نقل عنه :" إذا كان هذا الداعية تعرفه فاقرأ عليه قوله تعالى : " ( يأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ) إلى أخر الآية ، وقال علية السلام : " بحسب امرئ من الكذب أن يحدث بكل ما سمع " ، هذا أولاً ، ليطلب من الذي أخبره بهذا الخبر الزور النص الذي أرسلته إليهم بخطي ، هذا الجواب عما سألت " .

كما كان يمجد الأعمال الإرهابية التي على الساحة الجزائرية ويصورها للأغرار بالفتوحات ويطعن في كل من ينتقدها ، حيث قال في شريطه عن الجزائر : " هذا البلد إذا سمع أن أهل البلاد الطاهرة المقدسة الذين يدينون الله تعالى بعقيدة التوحيد ـ والحمد لله ـ ! وعندهم العلماء ! وفي بلادهم الحرمان الشريفان ! أن موقفهم منهم هو نفس موقف الإعلام الفرنسي والغربي يسقط في أيديهم !! والله ! يشعرون بالمرارة … فالمفروض أن يروا منا التأييد والتشجيع … " .
كما قال(بعد الربع الأول من الوجه الأول من الشريط "( كلمة حق في المسألة الجزائرية)"
: " أتدرون كم دفعت الجزائر كدولة وكأمة ؟ كم دفعت ثمناً للعدوان على رجال الإسلام : علي عباسي مدني وعلى علي بن حاج !! وعلى غيرهم من رموز الدعوة ورموز الإسلام ؟ فقط عشرة آلاف قتيل !!! منهم الأجانب !!! " .
قلت : وقد تحسر الشيخ ابن عثيمين على هلاك هذه الآلاف التي فرح بها هذا الداعية الملهم … ، وطلب التأسي بها متمنياً أن تكون أكثر كما رأيت !! .
ثم أنظر قوله بعده بقليل : " قضيتنا ( أي في السعودية ) أكبر من هذا البلد ( أي الجزائر ) ، ولكن هذا البلد أيضاً من ضمن قضايانا !!! "
قلت : بهذا يتبين أن هذا الداعية يريد بمثل هذه الترهات تحصين نفسه ـ إذا قبض عليه ـ بسد دموي أغزر من مجزرة الجزائر ؛ لأن هذه كان فيها " فقط عشرة آلاف قتيل !!
ويقول أيضاً مؤيداً : " دعونا من التفاصيل ، ودعونا من التحاليل ، ودعونا من كلام الصحافة ، ودعونا من كلام الإعلام ، خذوا الصورة بأبسط معانيها ، نحن أمام طرفين : الطرف الأول : الدّعاة إلى الله ، تمثلهم في الأعم الأغلب الجبة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر ، والشّعار الذي ترفعه هو شعار الإسلام والكتاب والسنّة !! ، وقف عند هذا الحدّ . دعك من أي معلومات أخرى عن الجبهة !!!، هذا هو الشّعار الذي ترفعه ، ويقابلهم أحزاب ، بما في ذلك حزب التّحرير الحاكم ، أحزاب ترفع شعارات الاشتراكية والقومية والوطنية .
وقد جرّبتها الأمّة فأيقنت أنها لا تتحمّس للإسلام ولا تدعو إليه ولا تواليه ولا ترفع شعاره ولا تنادي باسمه ، ولا تربي الناس عليه ، وأنّها حتى قدرتها على إدارة شئون الناس وتحقيق مطالبهم الماديّة والاقتصادية والإدارية فشلت قي ذلك ، فما هو الموقف العفوي الذي لا يملك أي مسلم عنده روح الإيمان والولاء في الدين ، لا يملك إلا أن يجد قلبه منساقا إليه وهو أمام هذه الصورة المبسّطة الواضحة البعيدة عن التعقيد … ؟ !.
ثم استطرد قائلاً : في حالة إصرارهم على مثل هذه الأساليب (أي القمعية ) فإن العاقبة سوف تكون لصالح المسلمين والإسلاميين هناك ، وعندها لا تلام الجبهة الإسلامية إذا عاملت خصومها بنفس شعارهم .
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تجده في شريطه الآخر " هموم فتاة ملتزمة " يدعو لمثل هذه المظاهرات وتهييج العامة لذلك حتى النساء لم يسلمن منه !! يبين ذلك قوله : إنني أعتقد أن زمن الشكوى المجردة قد انتهى ، أو كاد أن ينتهي ، أعني أن دور الخيرين والخيرات لا يجوز أبداً أن يتوقف عند مجرد الشكاوي للجهات المختصة ، حصل كذا ، وحصل كذا .
وأقول : إن هذا الدور الذي وقف عند مجرد الشكوى فقط ، قد انتهى لأسباب أهمها أو يكاد ينتهي لأسباب أهمها :
أولاً : لو كان هناك إصرار من القمم على منع ريح التغيير والفساد ، لأحكموا غلق النوافذ ..
ثانياً : ضغوط الناس لا يمكن إهمالها بحال من الأحوال ، الآن ونحن في عصر صار للجماهير فيه تأثير كبير ، فأسقطوا زعماء وهزوا عروشاً وحكموا أسواراً وحواجز ، و لا زالت صور العزل الذين يواجهون الدبابات بصدورهم في الاتحاد السوفيتي بعد ما قام الانقلاب في وجوه الدبابات بالآلاف بل بعشرات الآلاف حتى استطاعوا وهم لا يملكون ولا رصاصة واحدة أن يقفوا في وجه ذلك الانقلاب ويفشلوه .
وهاهو يُسرّ بخروج النساء للمظاهرة فيقول في شريط " للنساء فقط " : " إننا سمعنا في البلاد الأخرى أخبارا سارة على العودة الصادقة ـ خاصة في أوساط الفتيات ـ إلى الله عز وجل ، كل الناس سمعوا بالمظاهرة الصاخبة في الجزائر ، وقادتها مجموعة من النساء ، وبلغ العدد فيها ما يزيد على مئات الألوف " .
قلت : تا لله إن أمر هؤلاء لعجب ! من كاد يتصور أن جزيرة العرب ـ بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ سوف تلد أمثال هؤلاء ؟ ! أبعد حياة العفة التي حافظ عليها مسلموها يجيء هؤلاء إلى النساء ليخرجوهن من بيت عزّهن تكثراً بهن وتقوياً بالقوارير ؟
واليوم بعد أن بذر بذور الفساد ونشر فكر الإرهاب يتبرأ من أعمال هؤلاء الأغرار دون أن يتبرأ من فكره المنحرف الذي لا زال ينشر في شكل أشرطة مسموعة ومنزلة كتابياً في الكثير من المواقع على الشبكة العنكبوتية .
أما عضده الآخرسفر الحوالي :: فيسير على نفس الخطى ومن موقع آخر في البلاد كمنظومة متحدة وخلية مستترة لها نفس الأهداف والفكر ، فيقول مكفراً مجتمعنا بالعموم وذلك في كتابه" كشف الغمة" : " ولقد ظهر الكفر والإلحاد في صحفنا ، وفشى المنكر في نوادينا ، ودعي إلى الزنا في إذاعتنا وتلفزيوننا واستبحنا الربا حتى أن بنوك دول الكفر لا تبعد عن بيت الله الحرام إلا خطوات معدودة .
أما التحاكم إلى الشرع تلك الدعوى القديمة فالحق أنه لم يبق للشريعة عندنا إلا ما يسميه أصحاب الطاغوت الوضعي الأحوال الشخصية وبعض الحدود التي غرضها ضبط الأمن " أهـ
وكل مستحل أو مستبيح لمعصية كبيرة كانت أو صغيرة فهو كافر كفراً أكبر مخرج من الملة .
وفي استعراض لكلام الناشر في مقدمة كتاب" وعد كيسنجر" - الأهداف الأمريكية في الخليج - طبعته مؤسسة الكتاب الإسلامي بدلس: الولايات المتحدة!!. /سفر الحوالي: التي حوت سبا لاذعا وقذفا مشينا للعلماء فاقرأ له وهو يقول: "ويظهر الله الحق على أيدي العلماء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم في الوقت الذي ينزوي فيه آخرون إلى تكايا السلطان إيثارا للراحة أو خوفا من المواجهة ويتركون أمر الأمة لطاغية مستبد أو عائلة سادرة أو أحزاب مستهترة بالأمة ودينها لا ترجو لله ولا لعباده وقار ".
فانظر رحمك الله إلى هذه الجرأة المشينة في اتهام العلماء بالعمالة والركون إلى ذوي السلطان بل تجاوز هذا المتكلم المجهول الحد إلى أن وصفهم بالخوف من المواجهة والتي تحمل بين جنباتها رميا بالسكوت عن الحق والرضى بالباطل.
ثم يسير الدكتور في هذا الخط الذي التهوين من مكانة العلماء وطعنه الشديد فيهم والافتراء عليهم، فدفعه بغضه لهم إلى أن يتهمهم ويتجنى عليهم ويقول فيهم العظائم.
حيث يقول في كتابه " القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى " والذي يجذب عنوانه كال قارئ مسلم لتعلق قلوب المسلمين ببيت المقدس يقول في صفحة 90 في قصيدة منها:

يشربون النفط حرا=في القوارير الصقيلة
والخنازير تغني =فوق هامات الخليلة
والعدو الصرف هم =أهل الفدى والبطولة
الأصوليون من يدعون=بالدعوى الأصيلة
وبنو صهيون منذ الآن= إخوان الفسيلة
غير مغضوب عليهم= عند أصحاب الفضيلة
فاحذفوا ما قيل قدما=في التفاسير الطويلة
واشطبوا ما قيل عنهم=بئسما تلك المقولة
عدل التاريخ واحذف=منه حطين الدخيلة
عدل السيرة واحذف =ذكر كعب وقبيله
واجعل الكفار حصرا =في قريش أو بجيلة
كل هذا شرط شامير=فأوفوا المرء كيله
وبهذا عقد مدريد =فأعطوا العهد قيله
سورة الأحزاب والحشر =معانيها ثقيلة
فاطلب التأويل شيخا= تلق للإسراء حيلة
أو تجاوزها إلى الكهف=ولا تخشى المثيلة

ثم يزعم كقرينه في شريط عن الأحداث في الجزائر : أنّ المظاهرة النسوية أسلوب من أساليب الدعوة والتأثير!!!.
http://www33.brinkster.com/salfih/
http://www33.brinkster.com/almadni/
http://www33.brinkster.com/almadni/osolqotbeah.htm#

نسأل الله لكم الهدايه في هذا الشهر الكريم..

((يتبع))

Pr.Game
20-11-2003, 02:33 AM
جزاك الله خير على الموضوع والله يكافي المغررين بأبنائنا من المسلمين

saif al islam
20-11-2003, 03:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



تدور هذه الأيام حوارات ساخنة في الأوساط الإسلامية حول مدى شرعية الخروج على الحكام في عصرنا هذا... بعض الذين يتصدّرون العمل الإسلامي نلاحظ عليهم حماساً مُضاداً لكلِّ فكرة تؤيّد الخروج على الحكام، أكثر من ذلك فهم قد غلوا في موقفهم واتهموا كل من لا يرى رأيهم بالغباء وقلّة الفقه والخروج عن الملّة في كتابات لبعضهم، ونحن ننصحهم ـ والدين النصيحة ـ بالابتعاد عن هذا الغلو ونُطالبهم ـ كإخوة في الله ـ أن يتقوا الله ويحذروه وألا يحسنوا الظن كثيراً بأنفسهم ويُسيئوا الظن كثيراً بإيمان غيرهم، وإذا اختلفنا في هذه القضية فليكن الخلاف رفيعاً.



نحن نقف في هذه القضية مع الذين يقولون بالخروج على الأنظمة الحاكمة في أرض الإسلام اليوم، ونقف هذا الموقف استناداً إلى دليلين:ـ

1-الدليل الشرعي 2-والدليل العقلي



الدليل الشرعي



يقول جلّ القائل في كتابه الكريم:ـ



1ـ { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولـئك هم الكافرون} [المائدة : 45].

2ـ { فاحكم بينهم بما أنزل الله} [المائدة : 48].

3ـ { فلا وربك لا يُؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم} [النساء : 65].

4ـ { واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك} [الجاثية : 18].

5ـ { أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حُكماً} [المائدة : 50].

6ـ { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} [النساء : 105].



1ـ وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـ

«سيليكم أمراء من بعدي يعرّفونكم ما تنكرون، ويُنكرون عليكم ما تعرفون، فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله»(1) .



2ـ وعن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم::ـ

«سيكون عليكم أُمراء يُؤخّرون الصلاة عن مواقيتها ويحُدِثون البدع. قلت: فكيف أصنع؟ قال: تسألني يابْنَ أُمِّ عَبْدٍ كيف تصنعُ؟ لا طاعةَ لمن عصَى الله»(2) .



3ـ وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ـ

«ليأتين عليكم أُمراء يُقرّبون شرار النّاس، ويُؤخِّرُون الصَّلاة عن مواقيتها، فمن أدركَ ذلك منهم فلا يكُونن عرِيفاً، ولا شُرْطياً، ولا جَابِيا،ً ولا خَازِناً»(3) .



4ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فكان من خطبته أن قال:ـ

«ألا إني أُوشك أَنْ أُدعَى فأُجِيب... فَيلِيكم عُمّال من بعدي يقولون ما يعلمون ويعملون بما يعرفون، وطاعة أولئك طاعة، فتلبثون كذلك دهراً ثم يليكم عمّال من بعدهم يقولون ما لا يعلمون ويعملون ما لا يعرفون، فمن ناصحهم ووازرهم وشدّ على أعضادهم فأولئك قد هلكوا وأهلكوا، خالطوهم بأجسادكم وزايلوهم بأعمالكم، واشهدوا على المحسن بأنه محسن وعلى المسيء بأنه مسيء»(4) .



هذه مجموعة من أشهر النصوص التي وردت حول قضية الخروج على الحاكم ولأهل العلم فيها وجوه كثيرة، لكن قبل استعراض آراء الأئمة حول هذه القضية يجب علينا أن نوضح بعض النقاط الضرورية:ـ



1ـ هذه النصوص التي ذكرنا إنما جاءت لتخاطب الواقع المسلم القائم آنذاك.



2ـ اجتهادات الأئمة حولها إنما بُنيت على أساس أنها ـ أي النصوص ـ إنما جاءت لتخاطب الواقع المسلم القائم آنذاك.



3ـ أن الحكّام الذين كانوا يُعاصرون الأئمة كانوا يحكمون بما أنزل الله.

4ـ أن أصحاب الآراء التي كانت توصف بالتطرّف والتي كانت تُنادي ـ آنذاك ـ بالخروج على حكام ذلك الزمان كانوا من خارج أهل السنة والجماعة كالمعتزلة والخوارج.



فلم يكن يتصوّر الفقهاء ـ أيامها ـ وجود حاكم لا يحكم بما أنزل الله بالصورة الكلية والشمولية التي نعيشها اليوم، لم يكن يتصور الفقهاء وجود حاكم يتنكر لشرع الله ويتآمر على الإسلام ويُنكلّ بالمسلمين ويُوالي أعداء الله كما هو حال حكام اليوم...



يقول ابن كثير ـ رحمه الله تعالى ـ في معرض تفسير قوله: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يُوقنون} [المائدة : 50].



«يُنكر الله تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كلّ خيرٍ الناهي عن كلّ شرٍّ، وعَدَل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من الشريعة... كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات... فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله، فلا يحكم سواه في قليل أو كثير»(1) .



يُعلق محمد حامد الفقي على كلام ابن كثير هذا في كتاب: "فتح المجيد" صفحة 406 فيقول:ـ



«ومثل هذا وشرٌّ منه من اتخذ من كلام الفرنجة قوانين يتحاكم إليها في الدماء والفروج والأموال، ويقدمها على ما عَلِمَ وتبيّن له من كتاب الله وسنة رسول الله ز.. فهو بلا شك كافر مرتد إذا أصرَّ عليها ولم يرجع إلى الحكم بما أنزل الله، ولا ينفعه أي اسم تسمّى به ولا أي عملٍ من ظواهر أعمال الصلاة والصيام ونحوها».



قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ لما سُئل عن قتال التتار مع تمسكهم بالشهادتين ولمِا زعموا من اتباع أصل الإسلام، قال:ـ



«كلّ طائفة ممتنعة عن التزام شريعة من شرائع الإسلام الظاهرة المتواترة من هؤلاء القوم و غيرهم فإنه يجب قتالهم حتى يلتزموا شرائعه، وإن كانوا مع ذلك ناطقين بالشهادتين، وملتزمين بعض شرائعه، كما قاتل أبو بكر الصديق والصحابة رضي الله عنهم مانِعي الزكاة. وعلى ذلك اتفق الفقهاء بعدهم...

فأيما طائفة امتنعت عن بعض الصلوات المفروضات، أو الصيام، أو الحج، أو عن التزام تحريم الدماء، والأموال، والخمر، والزنا، و الميسر، أو عن نكاح ذوات المحارم، أو عن التزام جهاد الكفار، أو ضرب الجزية على أهل الكتاب، وغير ذلك من واجبات الدين ـ ومحرماته التي لا عذر لأحد في جحودها و تركها ـ التي يكفر الجاحد لوجوبها. فإن الطائفة الممتنعة تُقاتل عليها وإن كانت مقرّة بها. وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء...



وهؤلاء عند المحققين من العلماء ليسوا بمنزلة البغاة الخارجين على الإمام، أو الخارجين عن طاعته»(1) .



قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ: فلو طرأ عليه (أي الخليفة) كفر أو تغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل.



وهكذا نرى أنه ليس هناك أي تناقض بين آراء العلماء حول مسألة الخروج على النظام الحاكم في حالة كفره وإعراضه عن شرع الله، فالكلُّ مجمعٌ على ذلك كما نقل ابن تيمية هذا الإجماع وأشار إليه عندما قال:ـ



وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء.



هناك بعض الناس يُسيئون فهْمَ بعض الأحاديث لرسول اللهز فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم:ـ

«من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله، حرّم مالُه ودمُه وحسابه على الله»(2) .



قال القاضي عياض ـ رحمه الله تعالى ـ حول ذلك:



«اختصاص عصمة المال والنفس بمن قال لا إله إلا الله تعبير عن الإجابة إلى الإيمان وأنّ المراد بهذا مشركُو العرب وأهل الأوثان... فأما غيرهم ممن يقرّ بالتوحيد فلا يكتفي في عصمته بقوله لا إله إلا الله إذ كان يقولها في كفره»(3) .



لقد أجمع العلماء على أنّ من قال لا إله إلا الله ولم يعتقد معناها، أو اعتقد معناها ولم يعمل بمقتضاها يجب أن يقاتل حتى يعمل بما دلّت عليه من النفي والإثبات.



يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم::ـ

«أُمرتُ أن أُقاتلَ النّاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله»(4) .

قال الإمام النووي ـ رحمه الله تعالى ـ في تعليقه على الحديث:

«فيه وجوب قتال مانعي الزكاة أو الصلاة أو غيرهما من واجبات الإسلام قليلاً أو كثيراً»(4).



ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ:ـ

«إنما اختلف العلماء في الطائفة الممتنعة إذا أصرّت على ترك بعض السنن كركعتي الفجر، والأذان والإقامة ـ عند من لا يقول بوجوبها ـ ونحو ذلك من الشعائر. فهل تُقاتل الطائفة الممتنعة على تركها أم لا؟ فأما الواجبات والمحرمات المذكورة ونحوها فلا خلاف في القتال عليها»(1) .



وثبت عن النبي ز بما استقر عليه إجماع الصحابة من قتال الصديق لمانعي الزكاة وقتال علي للخوارج.



ويقول ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ:

«وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من عشرة أوجه الحديث عن الخوارج، وأخبر أنهم شرّ الخلق والخليقة، مع قوله: «تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم» فعلم أن مجرّد الاعتصام بالإسلام مع عدم التزام شرائعه ليس بمُسقط للقتال. فالقتال واجب حتى يكون الدين كلّه لله وحتى لا تكون فتنة. فمتى كان الدين لغير الله فالقتال واجب»(2) .



والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلون خطأ ببعض الأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فمثلاً هناك حديث يقول:ـ

«من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتته جاهلية»(3) .



هذا الحديث يطرح أمامنا عدة أسئلة:ـ

1- من هو الأمير المقصود في هذا الحديث؟

2- ما هي نوعية الكره؟

3- ما هي حدود الصبر؟

4- وأي جماعة تلك المقصودة في الحديث؟

أهي الجماعة الكبرى أم الصغرى؟



من البديهي أن الأمير الذي ذكره الحديث هو الأمير المسلم، فهذا هو المعنى الذي يتماشى مع طبيعة الشرع، فمن ثم يجب على المسلم أن يطيعه لأنه ـ أي الأمير ـ متقيّد بالشرع خاضع لأمره، لكن قد يرى المسلم منه ما يكره؛ أي بعض السلوكيات الخاطئة من قبل الأمي...ر كحال الأمراء الأمويين والعباسيين... لكن ليس هذا مبرراً شرعياً للخروج عليه، ومن هنا فإن الصبر المَعنيّ بالحديث هو الوسيلة لمحاصرة هذا الكره الذي ذكرنا مواصفاته... الكره الذي لا تتجاوز حدوده الفرد إلى حدود الجماعة. وعلى ضوء هذا الفهم يتبين لنا خطأ الذين يُحاولون تطبيق هذا الحديث اليوم على الأنظمة التي تجثم فوق صدور المسلمين.



والذين يَرون عدم الخروج على الأنظمة الحاكمة اليوم يستدلّون بحديث لست مُطمئناً لصحته يقول:

«شرارُ أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قلنا: يا رسول الله أفلا نُنابذهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة».



وحتى لو كان الحديث صحيحاً(1) فلا نفهمه بالصورة التي يُحاولون من خلالها عرضه... يقولون، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أقاموا الصلاة» ويعتقدون أن المقصود هو أنه مادام الحاكم يُصلي ولا يمنع الناس من الصلاة فلا يجوز الخروج عليه، وهذا فهمٌ قاصرٌ وغير صحيح ولا يلتقي مع أقوال جمهور العلماء وبالأخص ابن تيمية في أقواله التي دوّناها في الصفحات السابقة؛ فالتتار كانوا يُقيمون الصلاة بل منهم من كان فقيهاً مُتعبداً ومع ذلك جعل قِتالهم واجباً لإيمانهم بالياسق(2) . والمقصود بالمنابَذة ـ التي ورد ذكرها في الحديث ـ هو نقض البيعة التي أعطاها الناس لهؤلاء الحكام والخروج عليهم. يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وإمَّا تخافنّ من قومٍ خيانةً فانبذ إليهم على سواء} أي أعلمهم بنقض العهد الذي بينك وبينهم.



وفي الحديث إشارة واضحة إلى أن هناك بيعة أُعطيت لهؤلاء الأمراء كي يقوموا بأمر المسلمين حسب كتاب الله وسنة رسوله، فالبيعة ـ ويجب أن تكون عن رضا واختيار لا عن إكراه وإجبار ـ هي الوسيلة الشرعية في الإسلام لتولي السلطة السياسية، وما دامت هناك بيعة بين الحاكم والمحكوم فمعنى ذلك أن الحاكم يجب أن يُطاع؛ لأن البيعة إلزام للحاكم بالتقيّد بشرع الله وإلزام للمحكوم بطاعة هذا الحاكم في حدود هذا الشرع. ومن هنا فإن الأمراء الذين طلب الصحابة منابذتهم والخروج عليهم كانوا يحكمون بما أنزل الله لكن سلوكهم الشخصي لا يُرضي المحكومين وأفعالهم تُبيح لعنهم من قِبل الناس، ومن ثَمَّ هم يلعنون الناس كما يلعنونهم. وعلى ضوء هذا الفهم يتبيّن لنا أن المقصود بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أقاموا الصلاة) ليس هو مجرّد إقامة الصلاة في حد ذاتها، وإنما لأن الواجب على الأمير المسلم أن يُقيم في الناس الصلاة ويخطب فيهم الجمعة، هذا العمل صورة من صور الممارسة الشرعية لمسؤولياته في الإسلام ومادام يقوم بهذا العمل... وهذا يعني أيضاً تقيّده وإلتزامه بشرع الله... لأجل ذلك لا تجوز منابذته، وليس المقصود ـ كما يفهم البعض ـ أنه مادام الحاكم يُصلي ولا يمنع الناس من الصلاة فلا يجوز الخروج عليه وإن لم يكن يلتزم شرع الله، فهذا الفهم يُخالف مخالفة صريحة ما كان عليه الصحابة وأجمعوا عليه وكذلك ما أجمع عليه الفقهاء. وهل يُعقل أن يكون المقصود بالحديث هو الحاكم الذي يُقيم الصلاة فقط دون بقيّة أحكام الشرع؟! إن محاولة تطبيق هذا الحديث على حكّام اليوم هي محاولة لدعم الباطل على حساب الإسلام، فحكّام اليوم وأنظمة هذا العالم المترامي المسمّى مجازاً بالإسلامي لم يصلوا إلى الحكم بالطريق الشرعي (البيعة)، بل فرضوا أنفسهم على المسلمين بقوة الحديد والمال ودعم القوى الكافرة المتربّصة بالإسلام ودُعاته الحقيقيين، ومن هنا ينقطع الطريق أمام دعاة الضلالة الذين يحاولون ترقيع الجاهلية بأحكام الإسلام وإلباس هذه الأنظمة الكافرة ثوب الإمامة العادلة!!. لقد استحلت هذه الأنظمة ما حرّم الله في كلّ قرار تصدره وكلّ خطوة تخطوها، فهي ـ كما نلاحظ ـ لا تقوم على بيعة وقد عطلّت حق الأمة في الشورى ومراقبة الحاكم وتسديده وترشيده وعزله، وأخذت تتوسع في إباحة المحظورات الشرعية بل تيسّر السبل والوسائل كي تنتشر هذه المحظورات وتسود الواقع، والاستحلال كفر بإجماع الأمة لا يُخالف في ذلك أحد وبالإضافة إلى ذلك استباحت دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فهل هناك براهين على الكفر الصريح أكثر من ذلك.



إن حكّام اليوم كفروا بما أنزل الله وأعرضوا عنه مهما لبسوا من أزياء الإسلام، وهم يُوالون أعداء الله وينصرونهم على جماهير الإسلام والمسلمين، وينشرون الفساد في الأرض، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط والعدل بين الناس... والجماهير ـ لَهْفِي عليها ـ استسلمت لهذه الأوضاع المنحرفة ودانت لها حتى صبغت تصوراتها وسلوكها وأخلاقها بصبغة الكفر، فأصبحت تُوالي الحكام وتهتف لهم وتتقرب منهم وتنصرهم وتدعمهم على حساب الإسلام، وهي أولاً وآخراً لا تدري ماذا يُراد بها؟ وأصبحت لا تحمل من الإسلام سوى اسمه. فهل هناك كفرٌ أكثر بواحاً من هذا؟.



الدليل العقلي



إن المتأمل في واقع هذه الأنظمة الحاكمة اليوم في أرض الإسلام تتكشف له حقيقة هامّة وهي: أن هذه الأنظمة لم تتسلّم زمام الأمور في بلاد المسلمين اعتباطاً، هذه الأنظمة هي امتداد طبيعي للاستعمار الغربي الكافر، وإذا كان من الواجب الشرعي علينا أن نُقاتل القوى الاستعمارية الغربية الكافرة حتى يكون الدين كلّه لله، فمن البديهي أن نُقاتل هذه الأنظمة التي تُعتبر الجبهة الأمامية لهذه القوى الغربية الاستعمارية الكافرة. ومن المؤسف أن تتخوّف بعض الأوساط الإسلامية من الأساليب ((الثورية)) في التغيير. وإذا كانت ((الثورة)) ـ كمصطلح ـ هي العِلم الذي يُوضع في الممارسة والتطبيق من أجل تغيير المجتمع تغييراً جذرياً شاملاً ـ كالتغيير الذي أسسه وكرسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ والانتقال بالمجتمع من مرحلة معيّنة إلى أخرى متقدمة على صعيد تحقيق العدالة الإجتماعية؛ إذا كانت ((الثورة)) ـ كمصطلح ـ تعني ذلك وهي كما نعلم تعنيه، فليست الثورة إذاً غريبة علينا كمسلمين... ولسنا كمسلمين ـ أيضاً ـ غرباء على الثورة. وإذا كانت الثورة تقف مع مجموع الأمة، وإذا كان مجموع الأمة يقف مع الثورة، فإنها لا شك ثورة حق؛ لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أكّد أن الأمة لا تجتمع على ضلالة. وإذا كانت الثورة تنحاز انحيازاً تاماً لمصالح الأمة، ومطالبها، وللمستضعفين فيها، والجائعين المعذَّبين، فإنها لا شك ثورة حق، لأن الهدف الأساسي من رسالات السماء إلى الأرض كان وما زال: تحقيق العدل والقسط وتحطيم الظلم والظالمين، يقول جلّ القائل: {لقد أرسلنا رُسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط} [الحديد : 25]. ولم تكن هجرة المصطفى ز فراراً وهروباً، بل كانت فعلاً ايجابياً عن طريق الثورة على المجتمع الظالم والقرية الظالمة، والتحضير لها والتحريض عليها. والذين لا يهجرون المجتمع الظالم لتغييره، والذين يأتلفون مع الظلمة هم ظالمون لأنفسهم... وهو أشد أنواع الظلم: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيمَ كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتُهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً}.



ذلك أن كونهم مستضعفين في الأرض لا يُعفيهم من مسؤولية التغيير للظلم، لأن منطقهم الاستسلامي هذا يُعاكس إرادة الله سبحانه، تلك الإرادة التي صاغها القرآن الكريم في آية واحدة: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئـمة ونجعلهمُ الوارثين} [القصص : 5]. فإرادة الله أن تكون القيادة والإمامة للمستضعفين في الأرض من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تكون لهم وراثة ما في حوزة أوطانهم من ثروات وعلوم وإمكانيات. وأن الدعوة إلى الله وتوحيده ليست ولم تكن في أي يوم من أيامها منفصلة عن قضايا الأمة وأوضاعها وهمومها وتطلعاتها إلى العدل والكرامة والحرية والارتفاع... لقد كان الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- يدعون أممهم إلى العقيدة (التوحيد) لكن ينبغي التأكيد هنا أنهم كانوا يربطون هذه الدعوة بالمسائل والقضايا التي تهم أممهم.



فدعوة شعيب ـ عليه السلام ـ ارتبطت بمشكلة اقتصادية:

{وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخيرٍ} [هود : 84].



ودعوة موسى ـ عليه السلام ـ ارتبطت بمشكلة سياسية:

{ فأتِيا فرعون فقولا إنّا رسول رب العالمين ! أنْ أرسِلْ معنا بنِي إسرائيل} [الشعراء : 16،17].



ودعوة لوط ـ عليه السلام ـ ارتبطت بمشكلة اجتماعية:

{كذّبت قوم لوطٍ المرسلينَ ! إذْ قال لهم أخُوهُم لوطٌ ألا تتَّقون ! إنِّي لكم رسولٌ أمينٌ ! فَاتَّقواْ اللهَ وأطيعُونِ ! ومَا أسألُكُمْ عليه مِنْ أجرٍ إِنْ أَجْرِيَ إلاَّ على ربِّ العالمينَ ! أتأتونَ الذُّكْرانَ من العالمينَ ! وتَذَرونَ ما خلَق لكم ربُّكُم مِنْ أزواجـكم بل أنتم قـومٌ عادونَ ! قالواْ لئن لم تَنْتَهِ يا لوطُ لتكوننَّ منَ المخْرَجِينَ} [الشعراء : 160،167].



نلاحظ أن دعوة شعيب كانت موجّهة ضد جشع التجار وضد أشكال الدناءة التجارية التي كانت شائعة فيهم ومازالت شائعة في كثير من المجتمعات العصرية التجارية... نقص في المكيال والميزان. {ويلٌ للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون}. كان هذا أمراً شائعاً في مدين ـ قوم شعيب ـ رغم أنهم ـ أي هذه الطبقة من التجار ـ كانوا دوماً في ازدهار {إني أراكم بخير} يعني بثروة وسعة في الرزق تُغنيكم عن الدناءة وبخس حقوق الناس وأكل أموالهم بالباطل، فدعوة شعيب ـ إذن ـ لم تكن دعوة مجردة إنما جاءت باسم الله لتُحارب واقعاً اقتصادياً يقوم على الاستغلال والدناءة والابتزاز.



ودعوة موسى كانت موجّهة ضد الطاغوت والتسلّط والعجرفة التاريخية التي كان يمثلها فرعون... وما أكثر فراعنة عصرنا هذا!! كان فرعون يستبيح كلّ الناس وكلّ الأرواح وكلّ النساء وكلّ الأطفال حتى قال يوماً: {أنا ربكمُ الأعلى} ويأتي إليه موسى ـ رسولاً من الله ـ ويقول له: أرسِل معنا بني اسرائيل لأن بني اسرائيل، كانوا ضحايا طغيان وجبروت فرعون... طلب منه موسى ـ باسم الله ـ أن يرفع يده عن بني اسرائيل ويخلي سبيلهم بأمرٍ من الله. الموقف فيه مُواجهة للطاغية وكل أشكال الطغيان السياسي.



ودعوة لوط كانت مرتبطة بواقع اجتماعي مُنحل سقط سقوطاً ذريعاً، جاء لوط باسم الله ليهاجمه ويُعلن المفاصلَة معه.



وهكذا يقف أنبياء الله ورسله صفّاً مُعارضاً للجشع التجاري والطُغيان السياسي والتحلُّل الاجتماعي، وهي كما نلاحظ أخطر قضايا عصرنا هذا... وبالأخص في العالم الإسلامي.



«إن الله أرسل رُسُلَه وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقِسط، وهو العدل الذي قامت به السموات والأرض، فإذا ظهرت أمارات الحق، وقامت أدلة العقل، وأسْفَرَ صُبحه بأيِّ طريق كان؛ فثَمَّ شرع الله ودينه ورضاه وأمره، والله تعالى لم يحصر طُرق العدل وأدلته وأماراته في نوع واحد وأبطل غيره من الطرق التي هي أقوى منه وأدلُّ وأظهر، بل بيَّن بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة الحق والعدل وقيام الناس بالقسط، فأي طريق استخرج بها الحق ومعرفة العدل وجب الحكم بموجبها ومقتضاها، والطرق أسباب ووسائل لا تُراد لذواتها، وإنما المراد غاياتها التي هي المقاصد، ولكن نبّه بما شرعه من الطرق على أسبابها وأمثالها، ولن تجد طريقاً من الطرق المثبتة للحق إلا وهي شِرْعَة وسبيل للدلالة عليها، وهل يُظن بالشريعة الكاملة خلاف ذلك؟»(1) اهـ. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

Pr.Game
20-11-2003, 02:37 PM
جزاكم الله خير سيف الإسلام ومحب الحقيقة

محب الحقيقه
20-11-2003, 11:03 PM
سيف الأسلام هاه الله للحق..


تفضل هنا (http://montada.com/showthread.php?t=247907)

IRON
23-11-2003, 01:36 AM
جزاكم الله خير على الموضوع