saif al islam
22-11-2003, 03:10 AM
السلام عليكم ورحمة الله
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) .
إن الحكام العرب قاطبة بأعينهم دون استثناء كفار مرتدون خارجون من ملة الإسلام وجب قتلهم وقتالهم والإطاحة بأنظمتهم من أجل قيام دولة الخلافة يحكم فيها كتاب الله وسنة رسوله ويعلن فيها الجهاد وتقام فيها الزكاة كما أمر الله ورسوله :
الأسبـــــــــــــــــــاب :
1 : تحكيم شريعة الهوى والقوانين الوضعية
2: الزام المسلمين بالتحاكم اليها بالحديد والنار
3 : استيراد القوانين والفساد الغربي الى الديار ليفتنوا المسلمين ويخدموا الأهداف الغربية في القضاء على الإسلام وأهله بفساد العقيدة وضياع الدين
وسط البنوك الربوية ومؤسسات التأمين على الحياة والقنوات الفضائية التي تبث العري والتبرج السافر وتخدش الحياء وسط المجتمع وتروج الأفكار العلمانية والديمقراطية والحزبية والفلسفية الكفرية
4 : تشكيل هيئات تشريعية وتنفيذية لقمع الشعوب وطمس معالم الإسلام الأساسية المتمثلة في الكفر بالطاغوت والولاء والبراء
5 : موالاة الصهاينة والنصارى والرافضة وكل أعداء الإسلام ضد الإسلام وأهله وذاك واضح في اجتماعاتهم الموقع عليها بعنوان حرب الإرهاب أو من يتعاطف مع أصحابه (( الإرهاب والإرهابيون عندهم يعني المجاهدون الذين يقومون بدفع الظلم عن المظلومين )) .
6: تحاكم جميع الحكام والحكومات العربية الى مواثيق هيئة الأمم المتحدة التي هي الطاغوت الأكبر واعتباره الاها لهم من دون الله يتبعونها في ما تحلل وتحرم
7 : تحاكمهم الى مجلس الأمن الدولي ورفع جميع القضايا المتعلقة بالمجتمع الدولي اليه
8 : جلب جيوش العدو من اليهود والنصـارى الى ديار المسلمين ومنحهم القواعد البرية والبحرية .
9 : دعم اليهود والنصارى من أموال المسلمين وحقوقهم المتمثلة في البترول والغاز وووووووووووووالأموال التي هي مردود الصادرات وخيرات البلدان
10 : اعلانهم الحرب على المجاهدين أينما وجدوا والأمر بقتلهم وحبسهم
11 : بيع دماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وكذا المقدسات الإسلامية
لليهـود وهذا واضح في دعمهم الذي بسببه يقتل الأطفال في فلسطين وكذا اقلاع الطائرات من محطات جوية عسكرية عربية الى العراق وأفغانستان
وغيرها لضرب النشاء والشيوخ والأرامل والأطفال وووو حدث ولاحرج
12 : اقرار مشروع التعاون الأمني بين الحكام العرب والغرب
كـــــــــــل هذا من أجل عيون يهـــــــــــــــــود
لنـــــــــــــأصل المسألة الآن : من الكتاب والسنة وكلام السلف والخلف العاملين
1 : وجوب طاعة الله ورسوله طاعة مطلقة :
قال تعالى : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله .
قال تعالى : وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
قال تعالى : ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا
قال تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول --ان كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر
ففي هذا النص القصير بين الله سبحانه شرط الإيمان ووحدة الإسلام وقاعدة النظام الأساسي وقاعدة الحكم ومصدر السلطان كلها تبتدأ وتنتهي من الله وحده فشريعته واجبة التنفيذ والإيمان يتعلق - وجودا وعدما - بهذه الطاعات وهذا التنفيذ بنص القرءان الكريم (( ان كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر )) .
وآية الأمراء من آيات الأحكام التي تتعلق مباشرة بنظام الحكم .
2 : وجـــــوب الإحتكام الى الشرع مطلقا
قال تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
قال تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول
قال تعالى : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله
فالإحتكام أو التحاكم أو التحكيم هو طلب الحكم من أي نوع كان : فتيا @ قضاء @ تنفيذ @ تشريع . يعود كله الى مصدر التلقي .
فالآية الأولى تنفي الإيمان بقسم مغلظ عن كل إنسان يرفض الإحتكام الى الشرع (( إن وجد )) الذي هو القرءان والسنة وأكثر من ذلك أن الآية تطلب عند الإحتكام الى الشرع أن لا يشعر المسلم حتى بمجرد الحرج أي ضيق الصدر الذي قد يكون بالشك أو الغضب أو الكراهية أو النفور أو الإحتقار أو الإزدراء أو أي لون آخر ------- قال تعالى : إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا . فالإحتكام الى الشرع فرض على الأمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ليس لاحد أن يحكم بين أحد من خلق الله لا بين المسلمين ولا الكفار ولا غير ذلك الا بحكم الله ورسوله ومن ابتغى غير ذلك تناوله قوله تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (( مجموع الفتاوى 408 - 407 / 35 )) .
قال الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله : وتحكيم شرع الله وحده شقيق عبادة الله وحده دون ما سواه إذ مضمون الشهادتين أن الله هو المعبود وحده لا شريك له وأن يكون رسوله هو المتبع المحكم ما جاء به فقط ولالالالالالالا جردت سيوف الجهاد الا من أجل ذلك . والقيام به فعلا وتركا وتحكيما عند النزاع (( فتاوى الشيخ 12/ 214 )) .
3 : كل شرع غير شرع الله كفر
أقول لم تكتف النصوص القرآنية ببيان وجوب طاعة الله وطاعة الرسول وحرمة الإحتكام الى أي قانون ونظام أو لائحة أو عرف وعادة سوى الشرع بل ودلت على أن ماعدا الشرع من قوانين وضعية إنما هي الكفر الصريح لانها ليست مما أنزل الله . فكل ما يشرعه العقل من أحكام تتعلق بأفعال الإنسان من حيث كونه يحيا وتترتب على أفعاله المدح والذم من الله في الدنيا والحساب في ثم الثواب والعقاب من الله في الآخرة إنما هو طاغوت أمر الله العباد أن يكفروا به في
قوله تعالى : ألم ترى الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا
ففي تفسير الآية يقول ابن كثير رحمه الله : هذا انكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء وهو مع ذلك يريد ان يتحاكم في فصل الخصومات الى غير كتاب الله وسنة رسوله وسبب نزول هذه الآية أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما فجعل اليهودي يقول بيني وبينك محمد وذاك يقول بيني وبينك كعب بن الأشرف وقيل في جماعة من المنافقين ممن أظهر الإسلام أرادوا أن يتحاكموا الى حكام الجاهلية ------------ وهذا هو التحـــــــــــاكم الى الطاغوت .
قال تعالى : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها
قال الشيخ محمد بن ابراهيم في رسالته الى أمير الرياض : واعتبار شيء من القوانين للحكم بها ولو في أقل القليل لاشك أنه عدم رضا بحكم الله ورسوله ونسبة حكم الله ورسوله الى النقص وعدم القيام بالكفاية في حل النزاع وإيصال الحقوق الى أربابها وحكم القوانين الى الكمال وكفاية الناس في حل مشاكلهم هذا كـــــــــــــفــــــــــر ناقل عن الملة
يقول الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله : (( في تعليقاته على كتاب التوحيد في شأن محكم القوانين الوضعية )) فهـــــــــــــو بلا شك كــــــــــــــافــــــر
مرتـــد إذا أصر عليها ولم يرجع الى الحكم بما أنزل الله ولا ينفعه أي إسم تسمى به ولا أي عمل من ظواهر أعمال الصلاة والصيام والحج ونحوها . (( فتح المجيد : شرح كتاب التوحيـــد )) .
يقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله : في تحكيم القوانين الوضعية : (( هذا الفعل إعراض عن حكم الله ورغبة عن دينه وإيثار للاحكام أهل الكفر على حكم الله سبحانه وهذا كفــــــــــــــــــــــــــــــــــر لايشك أحد من أهل القبلة على اختلافهم في تكفيــــــــــــــــر القائل به والداعي اليه .
يقول ابن كثيــــــــر رحمه الله : في تفسير قوله تعالى : أفحكم الجاهلية يبغـون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
ينكر الله تعالى على من خرج على حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل الى ما سواه من الآراء والإصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كالذي كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جينكز خان الذي وضع لهم
(( اليـــــــــــــــاســـــــــــــــــــق )) وهو عبارة عن كتاب (( دستور )) مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من : اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها . وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله فمن فعل ذلك فهو
كـــــــــــــــــــــــافر يجب قتـــــــــــــــــــــــاله حتى يرجع الى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل أو كثير قال تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ؟!! أي يبتغون ويريدون وعن حكم الله يعدلون : ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
إذا أيها القاريء العزيز أي كفـر و ضلال أفحش في نظرك الآن من الحكم بغير ما أنزل الله ؟!!
قال تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون
أجمع العلماء : كل قانون يشرعه الإنسان ليجعل الناس تتحاكم إليه غير الإسلام فهو
بنص القرءان الكريم طاغــــوت . والطاغوت = الكفــــــــــــر
قال الشيخ محمد : إنما الشريعة واحدة وهي الإسلام وما عداها فهـو هـــــوى
قال تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون
قال تعالى : ثم جعلناكم على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون
فمجمل النصوص توضح أن الحكم بغير شرع الله إنما هو الكفر البواح
كما أن عموم الأدلة ترشد الى وجوب اتباع ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم
لان ماجاء به وحده هو الهدى قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا
قال الإمام الشاطبي رحمه الله كل بدعة وإن قلت تشريع زائد أو ناقص أو تغيير للأصل الصحيح وكل ذلك يكون ملحقا بما هو مشروع فيكون قادحا في المشروع ولو فعل أحد مثل هذا في نفس الشريعة (( لــكــفــر )) إذ الزيادة والنقصان فيها أو التغيير - قل أو كثر - كفر فلا فرق بين ما قل أو كثر.
قال تعالى : وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون .
أي إن أطعتموهم واتبعتموهم أصبحتم كفارا مشركين بالله مقرين لغير الله بحق السيادة والحاكمية والتشريع وهذه الآية مكية بالإجماع حيث كان الشرك لا يقال الا شرك الكفـر الشرك الأكبر المخرج من الملة -- جائت أحكام الشرك الأصغر والشرك الخفي وآداب التوحيد من مثل النهي عن الحلف بالآباء والنهي عن قول : ماشاء الله وشئت ونحوه في المدينـــــــــــة بلا خلاف .
وشر من كل ما سبق وأشنع وأوغل في الكفر والشرك بداهة بلاشك أو جدال
السلطــــــــــــــــــة التي تشرع الدساتير والقوانين والأنظمة المناقضة للشرع
قــــال تعالى : أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله
فالمشرع بمجرد قيامه بالتشريع أصبح منازعا لله في سيادته وربوبيته وأسمائه وصفاته منازعا للعزيز الجبار الذي قال : العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته ----- وهذا المشرع يقول (( أنا ربكم الأعلى ))
داعيا الناس الى عبادته : عبادة خضوع وطاعة واتباع فيصبح بذلك من الطواغيت بل من رؤسائهم ومن أقر له بذلك فقد جعله ربا والاها وشريكا لله سبحانه وتعالى فويل لهؤلاء جميعا من نقمة العزيز الجبار
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في تفسيره لمعنى الطاغوت : كل من تجاوز الحد : الطاغوت كل ما عبد من دون الله أو رضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله .
4 : تحريم موالاة المؤمنين للكفار
قال تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك
فليس من الله في شيء .
قال تعالى : بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
قال تعالى : لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله
قال تعالى : لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم .
قال الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله :
الولاء في اللغة : اسم مصدر من والى يوالي موالاة وولاء ، قال في لسان العرب ما خلاصته : الموالاة كما قال ابن الأعرابي : أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح ، ويكون له في أحدهما هوى ، فيواليه أو يحابيه ، ووالى فلان فلانا إذا أحبه ، والولي فعيل بمعنى فاعل ، ومنه وَلِيَه إذا قام به ، ومنه قوله تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) الآية ، ويكون الولي بمعنى مفعول في حق المطيع ، فيقال : المؤمن ولي الله ووالاه موالاة وولاء ، من باب قاتل أي تابعه .
وهذه الكلمة المكونة من الواو واللام والياء يصاغ منها عدة أفعال مختلفة الصيغ والمعاني ، يأتي منها وليَ وولّى وتولّى ووالى واستولى ، ولكل من هذه الأفعال معنى يختلف عن الآخر عند الاستعمال ،
أولا : وليَ : يطلق ويراد به القرب ، تقول : وليَ فلان فلانا ، وفلان يلي فلانا أي قريب منه ، قال شيح الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والولي القريب ، فيقال : هذا يلي هذا أي يقرب منه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما أبقت الفروض فلأولى رجل ذكر ) أي لأقرب رجل إلى الميّت . ويأتي : وليَ بمعنى : الاستيلاء والملك ، فيقال وليَ الأمر بعده سلفه إذا صار الأمر إليه .
ثانيا : ولّى يأتي لازما ، فيكون بمعنى ذهب ، كقوله صلى الله عليه وسلم في قصة ابن أم مكتوم حينما جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته فرخص له صلى الله عليه وسلم ، قال الراوي : فلما ولّى – أي ذهب – ناداه فقال : أتسمع النداء؟ قال نعم ، قال : فأجب ، وفي لفظ : لا أجد لك رخصة . ويأتي متعديا فيقال : ولّى فلان فلانا الأمر إذا أسنده إليه .
ثالثا : تولى ، يأتي معدى بحرف ( عن ) فيكون بمعنى أعرض لقوله سبحانه وتعالى ( فتول عنهم فما أنت بملوم ) أي : أعرض عنهم ، ويأتي متعديا بنفسه فيكون بمعنى اتبع ، يقال : تولاه : أي اتبعه واتخذه وليا كقوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ويـأتي لازما كقوله تعالى ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم )
رابعا : يقال والى فلان فلانا إذا أحبه واتبعه ، والولاية معناها النصرة والحماية والاتباع . خامسا : استولى : يقال استولى الجيش على بلد العدو إذا أخذوها عنوة .
أما معنى الولاء في الشرع : فهو تولي العبد ربه ونبيه باتباع الأوامر واجتناب النواهي وحب أولياء الله من المؤمنين . هذا كله من الولاء .
البراء تعريفه لغة : مصدر برى بمعنى قطع ، ومنه برى القلم بمعنى قطعه ، والمراد هنا قطع الصلة مع الكفار ، فلا يحبهم ولا يناصرهم ولا يقيم في ديارهم . قال ابن الأعرابي : بري إذا تخلص ، وبريء إذا تنزه وتباعد ، وبريء إذا أعذر وأنذر ، ومنه قوله تعالى ( براءة من الله ورسوله ) أي إعذار وإنذار ، والبريء والبرى بمعنى واحد ، إلا أن البراء أبلغ من البريء .
والبراء في الشرع : هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإنذار والإعذار ، يقال برى وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهم ولا يحبهم ولا يركن إليهم ولا يطلب النصرة منهم .
منزلة الولاء والبراء في الإسلام :
الولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين وأصل من أصول الإيمان والعقيدة ، فلا يصح إيمان شخص بدونهما ، فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله ويحب في الله ويعادي في الله ، فيوالي أولياء الله ويحبهم ويعادي أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعادة في الله والحب في الله والبغض في الله ) .
فمما تقدم يتبين لك أيها القارئ أن الولاء يقوم على المحبة والنصرة والاتباع ، فمن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فهو ولي الله ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كَثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا ) .
أما من والى الكافرين واتخذهم أصدقاء وإخوانا فهو مثلهم ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ، والقرآن العزيز مشتمل على كثير من الآيات التي تحذر من اتخاذ الكافرين أولياء ، كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) الآيات . وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) الآيات
أما البراء فهو من الأسس التي تقوم عليه العقيدة الإسلامية وهو البعد من الكفار ومعاداتهم وقطع الصلة بهم ، فلا يصح إيمان المرء حتى يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه ويتبرأ منهم ولو كان أقرب قريب ، قال سبحانه وتعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) فقد تضمنت هذه الآية الكريمة أنه لا يتحقق الإيمان إلا لمن تباعد عن الكفار المحادين لله ورسوله وبرئ منهم وعاداهم ولو كانوا أقرب قريب ، وقد أثنى سبحانه وتعالى على خليله إبراهيم حينما تبرأ من أبيه وقومه ومعبوداتهم حيث قال ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) وقد أمرنا سبحانه وتعالى بأن نتأس بالخليل عليه الصلاة والسلام حيث قال ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده ) .
وبهذا الموجز المختصر عن الولاء والبراء يتبين بجلاء مدى أهمية هذين الركنين ومكانتهما في الإسلام .
أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا ، قال الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : الناقض الثامن ( مظاهرة المشركين ومعونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) . وقد سئل العلامة عبدالله بن عبداللطيف رحمه الله عن الفرق بين المولاة والتولي : فأجاب بأن التولي : كفر يخرج من الملة وهو كالذب عنهم ومعاونتهم بالمال والبدن والرأي . وقال الشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله في بيان حكم مقاومة الكفار ومحاربتهم : يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقاتلهم حيثما وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين .. إلى قوله : وأما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كثر فهو الردة الجامحة والكفر الصراح لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأويل ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء ولا سياسة خرقاء ولا مجاملة هي النفاق سواء كان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء كلهم في الردة سواء إلا من جهل .. إلى أن قال رحمه الله : ألا فليعلم كل مسلم ومسلمة أن هؤلاء الذين يخرجون على دينهم ويناصرون أعداءهم مَن يتزوج منهم فزواجه باطل بطلانا أصليا لا يلحقه تصحيح ولا يترتب عليه أي أثر من آثار النكاح من ثبوت نسب وميراث وغير ذلك وأن من كان منهم ومتزوجا بطل زواجه . اهـ
وبناءا على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم ، لأن هذه الحملة المسعورة التي ما فتئ يدعو إليها المجرم بوش وزميله في الكفر والإجرام رئيس وزراء بريطانيا بلير والتي يزعمان فيها أنهما يحاربان الإرهاب هي حملة صليبية كسابقاتها من الحملات الصليبية ضد الإسلام والمسلمين فيما مضى من التاريخ ، وقد صرح المجرم بوش بملء فيه بذلك ، حيث قال سنشنها حربا صليبية ، وسواء أكان ثملا عندما قال ذلك أو كان واعيا فإن هذا هو ما يعتقده هو وأمثاله من أساطين الكفر .
وهذا العداء والحقد على الإسلام والمسلمين من قبل هؤلاء الصليبين والصهاينة لا يستغرب لأن الكفر وإن كان مِلَلا شتى إلا أنهم ملة واحدة بالنسبة لعداء المسلمين والحقد عليهم . قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) .
إذن فلا غرابة من عدائهم للمسلمين ومحاربتهم لهم ، إن الغرابة كل الغرابة في مظاهرة بعض الحكام والمسلمين لهؤلاء الكفَرة وتقديم العون لهم ومنحهم الأرض والأجواء والقواعد ليستعملها أعداء الله ورسوله في ضرب المسلمين .
الحـــــــــــــــديث يطول هنا سنورده قريبا إن شاء الله = لاننا نريد أن نوضح الآن حجة المفلسين
عبــــــاد الحكام العرب في قول بن عباس :
قال تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون ----- كفر دون كفر
الجــــــــــــــــــواب ذوووو وجهين :
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108) .
إن الحكام العرب قاطبة بأعينهم دون استثناء كفار مرتدون خارجون من ملة الإسلام وجب قتلهم وقتالهم والإطاحة بأنظمتهم من أجل قيام دولة الخلافة يحكم فيها كتاب الله وسنة رسوله ويعلن فيها الجهاد وتقام فيها الزكاة كما أمر الله ورسوله :
الأسبـــــــــــــــــــاب :
1 : تحكيم شريعة الهوى والقوانين الوضعية
2: الزام المسلمين بالتحاكم اليها بالحديد والنار
3 : استيراد القوانين والفساد الغربي الى الديار ليفتنوا المسلمين ويخدموا الأهداف الغربية في القضاء على الإسلام وأهله بفساد العقيدة وضياع الدين
وسط البنوك الربوية ومؤسسات التأمين على الحياة والقنوات الفضائية التي تبث العري والتبرج السافر وتخدش الحياء وسط المجتمع وتروج الأفكار العلمانية والديمقراطية والحزبية والفلسفية الكفرية
4 : تشكيل هيئات تشريعية وتنفيذية لقمع الشعوب وطمس معالم الإسلام الأساسية المتمثلة في الكفر بالطاغوت والولاء والبراء
5 : موالاة الصهاينة والنصارى والرافضة وكل أعداء الإسلام ضد الإسلام وأهله وذاك واضح في اجتماعاتهم الموقع عليها بعنوان حرب الإرهاب أو من يتعاطف مع أصحابه (( الإرهاب والإرهابيون عندهم يعني المجاهدون الذين يقومون بدفع الظلم عن المظلومين )) .
6: تحاكم جميع الحكام والحكومات العربية الى مواثيق هيئة الأمم المتحدة التي هي الطاغوت الأكبر واعتباره الاها لهم من دون الله يتبعونها في ما تحلل وتحرم
7 : تحاكمهم الى مجلس الأمن الدولي ورفع جميع القضايا المتعلقة بالمجتمع الدولي اليه
8 : جلب جيوش العدو من اليهود والنصـارى الى ديار المسلمين ومنحهم القواعد البرية والبحرية .
9 : دعم اليهود والنصارى من أموال المسلمين وحقوقهم المتمثلة في البترول والغاز وووووووووووووالأموال التي هي مردود الصادرات وخيرات البلدان
10 : اعلانهم الحرب على المجاهدين أينما وجدوا والأمر بقتلهم وحبسهم
11 : بيع دماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ وكذا المقدسات الإسلامية
لليهـود وهذا واضح في دعمهم الذي بسببه يقتل الأطفال في فلسطين وكذا اقلاع الطائرات من محطات جوية عسكرية عربية الى العراق وأفغانستان
وغيرها لضرب النشاء والشيوخ والأرامل والأطفال وووو حدث ولاحرج
12 : اقرار مشروع التعاون الأمني بين الحكام العرب والغرب
كـــــــــــل هذا من أجل عيون يهـــــــــــــــــود
لنـــــــــــــأصل المسألة الآن : من الكتاب والسنة وكلام السلف والخلف العاملين
1 : وجوب طاعة الله ورسوله طاعة مطلقة :
قال تعالى : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله .
قال تعالى : وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
قال تعالى : ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا
قال تعالى : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول --ان كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر
ففي هذا النص القصير بين الله سبحانه شرط الإيمان ووحدة الإسلام وقاعدة النظام الأساسي وقاعدة الحكم ومصدر السلطان كلها تبتدأ وتنتهي من الله وحده فشريعته واجبة التنفيذ والإيمان يتعلق - وجودا وعدما - بهذه الطاعات وهذا التنفيذ بنص القرءان الكريم (( ان كنتم تؤمنون بالله وباليوم الآخر )) .
وآية الأمراء من آيات الأحكام التي تتعلق مباشرة بنظام الحكم .
2 : وجـــــوب الإحتكام الى الشرع مطلقا
قال تعالى : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
قال تعالى : فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول
قال تعالى : وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله
فالإحتكام أو التحاكم أو التحكيم هو طلب الحكم من أي نوع كان : فتيا @ قضاء @ تنفيذ @ تشريع . يعود كله الى مصدر التلقي .
فالآية الأولى تنفي الإيمان بقسم مغلظ عن كل إنسان يرفض الإحتكام الى الشرع (( إن وجد )) الذي هو القرءان والسنة وأكثر من ذلك أن الآية تطلب عند الإحتكام الى الشرع أن لا يشعر المسلم حتى بمجرد الحرج أي ضيق الصدر الذي قد يكون بالشك أو الغضب أو الكراهية أو النفور أو الإحتقار أو الإزدراء أو أي لون آخر ------- قال تعالى : إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا . فالإحتكام الى الشرع فرض على الأمة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ليس لاحد أن يحكم بين أحد من خلق الله لا بين المسلمين ولا الكفار ولا غير ذلك الا بحكم الله ورسوله ومن ابتغى غير ذلك تناوله قوله تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (( مجموع الفتاوى 408 - 407 / 35 )) .
قال الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ رحمه الله : وتحكيم شرع الله وحده شقيق عبادة الله وحده دون ما سواه إذ مضمون الشهادتين أن الله هو المعبود وحده لا شريك له وأن يكون رسوله هو المتبع المحكم ما جاء به فقط ولالالالالالالا جردت سيوف الجهاد الا من أجل ذلك . والقيام به فعلا وتركا وتحكيما عند النزاع (( فتاوى الشيخ 12/ 214 )) .
3 : كل شرع غير شرع الله كفر
أقول لم تكتف النصوص القرآنية ببيان وجوب طاعة الله وطاعة الرسول وحرمة الإحتكام الى أي قانون ونظام أو لائحة أو عرف وعادة سوى الشرع بل ودلت على أن ماعدا الشرع من قوانين وضعية إنما هي الكفر الصريح لانها ليست مما أنزل الله . فكل ما يشرعه العقل من أحكام تتعلق بأفعال الإنسان من حيث كونه يحيا وتترتب على أفعاله المدح والذم من الله في الدنيا والحساب في ثم الثواب والعقاب من الله في الآخرة إنما هو طاغوت أمر الله العباد أن يكفروا به في
قوله تعالى : ألم ترى الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا
ففي تفسير الآية يقول ابن كثير رحمه الله : هذا انكار من الله عز وجل على من يدعي الإيمان بما أنزل الله على رسوله وعلى الأنبياء وهو مع ذلك يريد ان يتحاكم في فصل الخصومات الى غير كتاب الله وسنة رسوله وسبب نزول هذه الآية أنها في رجل من الأنصار ورجل من اليهود تخاصما فجعل اليهودي يقول بيني وبينك محمد وذاك يقول بيني وبينك كعب بن الأشرف وقيل في جماعة من المنافقين ممن أظهر الإسلام أرادوا أن يتحاكموا الى حكام الجاهلية ------------ وهذا هو التحـــــــــــاكم الى الطاغوت .
قال تعالى : والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها
قال الشيخ محمد بن ابراهيم في رسالته الى أمير الرياض : واعتبار شيء من القوانين للحكم بها ولو في أقل القليل لاشك أنه عدم رضا بحكم الله ورسوله ونسبة حكم الله ورسوله الى النقص وعدم القيام بالكفاية في حل النزاع وإيصال الحقوق الى أربابها وحكم القوانين الى الكمال وكفاية الناس في حل مشاكلهم هذا كـــــــــــــفــــــــــر ناقل عن الملة
يقول الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله : (( في تعليقاته على كتاب التوحيد في شأن محكم القوانين الوضعية )) فهـــــــــــــو بلا شك كــــــــــــــافــــــر
مرتـــد إذا أصر عليها ولم يرجع الى الحكم بما أنزل الله ولا ينفعه أي إسم تسمى به ولا أي عمل من ظواهر أعمال الصلاة والصيام والحج ونحوها . (( فتح المجيد : شرح كتاب التوحيـــد )) .
يقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله : في تحكيم القوانين الوضعية : (( هذا الفعل إعراض عن حكم الله ورغبة عن دينه وإيثار للاحكام أهل الكفر على حكم الله سبحانه وهذا كفــــــــــــــــــــــــــــــــــر لايشك أحد من أهل القبلة على اختلافهم في تكفيــــــــــــــــر القائل به والداعي اليه .
يقول ابن كثيــــــــر رحمه الله : في تفسير قوله تعالى : أفحكم الجاهلية يبغـون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
ينكر الله تعالى على من خرج على حكم الله المحكم المشتمل على كل خير الناهي عن كل شر وعدل الى ما سواه من الآراء والإصطلاحات التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله كالذي كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم وكما يحكم به التتار من السياسات الملكية المأخوذة عن ملكهم جينكز خان الذي وضع لهم
(( اليـــــــــــــــاســـــــــــــــــــق )) وهو عبارة عن كتاب (( دستور )) مجموع من أحكام قد اقتبسها من شرائع شتى من : اليهودية والنصرانية والملة الإسلامية وغيرها . وفيها كثير من الأحكام أخذها من مجرد نظره وهواه فصارت في بنيه شرعا متبعا يقدمونها على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله فمن فعل ذلك فهو
كـــــــــــــــــــــــافر يجب قتـــــــــــــــــــــــاله حتى يرجع الى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل أو كثير قال تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ؟!! أي يبتغون ويريدون وعن حكم الله يعدلون : ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون .
إذا أيها القاريء العزيز أي كفـر و ضلال أفحش في نظرك الآن من الحكم بغير ما أنزل الله ؟!!
قال تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون
أجمع العلماء : كل قانون يشرعه الإنسان ليجعل الناس تتحاكم إليه غير الإسلام فهو
بنص القرءان الكريم طاغــــوت . والطاغوت = الكفــــــــــــر
قال الشيخ محمد : إنما الشريعة واحدة وهي الإسلام وما عداها فهـو هـــــوى
قال تعالى : أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون
قال تعالى : ثم جعلناكم على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون
فمجمل النصوص توضح أن الحكم بغير شرع الله إنما هو الكفر البواح
كما أن عموم الأدلة ترشد الى وجوب اتباع ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم
لان ماجاء به وحده هو الهدى قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولى ونصله جهنم وساءت مصيرا
قال الإمام الشاطبي رحمه الله كل بدعة وإن قلت تشريع زائد أو ناقص أو تغيير للأصل الصحيح وكل ذلك يكون ملحقا بما هو مشروع فيكون قادحا في المشروع ولو فعل أحد مثل هذا في نفس الشريعة (( لــكــفــر )) إذ الزيادة والنقصان فيها أو التغيير - قل أو كثر - كفر فلا فرق بين ما قل أو كثر.
قال تعالى : وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون .
أي إن أطعتموهم واتبعتموهم أصبحتم كفارا مشركين بالله مقرين لغير الله بحق السيادة والحاكمية والتشريع وهذه الآية مكية بالإجماع حيث كان الشرك لا يقال الا شرك الكفـر الشرك الأكبر المخرج من الملة -- جائت أحكام الشرك الأصغر والشرك الخفي وآداب التوحيد من مثل النهي عن الحلف بالآباء والنهي عن قول : ماشاء الله وشئت ونحوه في المدينـــــــــــة بلا خلاف .
وشر من كل ما سبق وأشنع وأوغل في الكفر والشرك بداهة بلاشك أو جدال
السلطــــــــــــــــــة التي تشرع الدساتير والقوانين والأنظمة المناقضة للشرع
قــــال تعالى : أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله
فالمشرع بمجرد قيامه بالتشريع أصبح منازعا لله في سيادته وربوبيته وأسمائه وصفاته منازعا للعزيز الجبار الذي قال : العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمته ----- وهذا المشرع يقول (( أنا ربكم الأعلى ))
داعيا الناس الى عبادته : عبادة خضوع وطاعة واتباع فيصبح بذلك من الطواغيت بل من رؤسائهم ومن أقر له بذلك فقد جعله ربا والاها وشريكا لله سبحانه وتعالى فويل لهؤلاء جميعا من نقمة العزيز الجبار
قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب في تفسيره لمعنى الطاغوت : كل من تجاوز الحد : الطاغوت كل ما عبد من دون الله أو رضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله .
4 : تحريم موالاة المؤمنين للكفار
قال تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك
فليس من الله في شيء .
قال تعالى : بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
قال تعالى : لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله
قال تعالى : لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم .
قال الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي رحمه الله :
الولاء في اللغة : اسم مصدر من والى يوالي موالاة وولاء ، قال في لسان العرب ما خلاصته : الموالاة كما قال ابن الأعرابي : أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح ، ويكون له في أحدهما هوى ، فيواليه أو يحابيه ، ووالى فلان فلانا إذا أحبه ، والولي فعيل بمعنى فاعل ، ومنه وَلِيَه إذا قام به ، ومنه قوله تعالى : ( الله ولي الذين آمنوا ) الآية ، ويكون الولي بمعنى مفعول في حق المطيع ، فيقال : المؤمن ولي الله ووالاه موالاة وولاء ، من باب قاتل أي تابعه .
وهذه الكلمة المكونة من الواو واللام والياء يصاغ منها عدة أفعال مختلفة الصيغ والمعاني ، يأتي منها وليَ وولّى وتولّى ووالى واستولى ، ولكل من هذه الأفعال معنى يختلف عن الآخر عند الاستعمال ،
أولا : وليَ : يطلق ويراد به القرب ، تقول : وليَ فلان فلانا ، وفلان يلي فلانا أي قريب منه ، قال شيح الإسلام ابن تيمية رحمه الله : والولي القريب ، فيقال : هذا يلي هذا أي يقرب منه ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : ( ألحقوا الفرائض بأهلها فما أبقت الفروض فلأولى رجل ذكر ) أي لأقرب رجل إلى الميّت . ويأتي : وليَ بمعنى : الاستيلاء والملك ، فيقال وليَ الأمر بعده سلفه إذا صار الأمر إليه .
ثانيا : ولّى يأتي لازما ، فيكون بمعنى ذهب ، كقوله صلى الله عليه وسلم في قصة ابن أم مكتوم حينما جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي في بيته فرخص له صلى الله عليه وسلم ، قال الراوي : فلما ولّى – أي ذهب – ناداه فقال : أتسمع النداء؟ قال نعم ، قال : فأجب ، وفي لفظ : لا أجد لك رخصة . ويأتي متعديا فيقال : ولّى فلان فلانا الأمر إذا أسنده إليه .
ثالثا : تولى ، يأتي معدى بحرف ( عن ) فيكون بمعنى أعرض لقوله سبحانه وتعالى ( فتول عنهم فما أنت بملوم ) أي : أعرض عنهم ، ويأتي متعديا بنفسه فيكون بمعنى اتبع ، يقال : تولاه : أي اتبعه واتخذه وليا كقوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ويـأتي لازما كقوله تعالى ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم )
رابعا : يقال والى فلان فلانا إذا أحبه واتبعه ، والولاية معناها النصرة والحماية والاتباع . خامسا : استولى : يقال استولى الجيش على بلد العدو إذا أخذوها عنوة .
أما معنى الولاء في الشرع : فهو تولي العبد ربه ونبيه باتباع الأوامر واجتناب النواهي وحب أولياء الله من المؤمنين . هذا كله من الولاء .
البراء تعريفه لغة : مصدر برى بمعنى قطع ، ومنه برى القلم بمعنى قطعه ، والمراد هنا قطع الصلة مع الكفار ، فلا يحبهم ولا يناصرهم ولا يقيم في ديارهم . قال ابن الأعرابي : بري إذا تخلص ، وبريء إذا تنزه وتباعد ، وبريء إذا أعذر وأنذر ، ومنه قوله تعالى ( براءة من الله ورسوله ) أي إعذار وإنذار ، والبريء والبرى بمعنى واحد ، إلا أن البراء أبلغ من البريء .
والبراء في الشرع : هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإنذار والإعذار ، يقال برى وتبرأ من الكفار إذا قطع الصلة بينه وبينهم فلا يواليهم ولا يحبهم ولا يركن إليهم ولا يطلب النصرة منهم .
منزلة الولاء والبراء في الإسلام :
الولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين وأصل من أصول الإيمان والعقيدة ، فلا يصح إيمان شخص بدونهما ، فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله ويحب في الله ويعادي في الله ، فيوالي أولياء الله ويحبهم ويعادي أعداء الله ويتبرأ منهم ويبغضهم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعادة في الله والحب في الله والبغض في الله ) .
فمما تقدم يتبين لك أيها القارئ أن الولاء يقوم على المحبة والنصرة والاتباع ، فمن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فهو ولي الله ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ، ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كَثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا ) .
أما من والى الكافرين واتخذهم أصدقاء وإخوانا فهو مثلهم ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) ، والقرآن العزيز مشتمل على كثير من الآيات التي تحذر من اتخاذ الكافرين أولياء ، كقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون ) الآيات . وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة ) الآيات
أما البراء فهو من الأسس التي تقوم عليه العقيدة الإسلامية وهو البعد من الكفار ومعاداتهم وقطع الصلة بهم ، فلا يصح إيمان المرء حتى يوالي أولياء الله ويعادي أعداءه ويتبرأ منهم ولو كان أقرب قريب ، قال سبحانه وتعالى ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) فقد تضمنت هذه الآية الكريمة أنه لا يتحقق الإيمان إلا لمن تباعد عن الكفار المحادين لله ورسوله وبرئ منهم وعاداهم ولو كانوا أقرب قريب ، وقد أثنى سبحانه وتعالى على خليله إبراهيم حينما تبرأ من أبيه وقومه ومعبوداتهم حيث قال ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) وقد أمرنا سبحانه وتعالى بأن نتأس بالخليل عليه الصلاة والسلام حيث قال ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده ) .
وبهذا الموجز المختصر عن الولاء والبراء يتبين بجلاء مدى أهمية هذين الركنين ومكانتهما في الإسلام .
أما مظاهرة الكفار على المسلمين ومعاونتهم عليهم فهي كفر ناقل عن ملة الإسلام عند كل من يعتد بقوله من علماء الأمة قديما وحديثا ، قال الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله : الناقض الثامن ( مظاهرة المشركين ومعونتهم على المسلمين ، والدليل قوله تعالى ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) . وقد سئل العلامة عبدالله بن عبداللطيف رحمه الله عن الفرق بين المولاة والتولي : فأجاب بأن التولي : كفر يخرج من الملة وهو كالذب عنهم ومعاونتهم بالمال والبدن والرأي . وقال الشيخ العلامة أحمد شاكر رحمه الله في بيان حكم مقاومة الكفار ومحاربتهم : يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقاتلهم حيثما وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين .. إلى قوله : وأما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون قل أو كثر فهو الردة الجامحة والكفر الصراح لا يقبل فيه اعتذار ولا ينفع معه تأويل ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء ولا سياسة خرقاء ولا مجاملة هي النفاق سواء كان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء كلهم في الردة سواء إلا من جهل .. إلى أن قال رحمه الله : ألا فليعلم كل مسلم ومسلمة أن هؤلاء الذين يخرجون على دينهم ويناصرون أعداءهم مَن يتزوج منهم فزواجه باطل بطلانا أصليا لا يلحقه تصحيح ولا يترتب عليه أي أثر من آثار النكاح من ثبوت نسب وميراث وغير ذلك وأن من كان منهم ومتزوجا بطل زواجه . اهـ
وبناءا على هذا فإن من ظاهر دول الكفر على المسلمين وأعانهم عليهم كأمريكا وزميلاتها في الكفر يكون كافرا مرتدا عن الإسلام بأي شكل كانت مظاهرتهم وإعانتهم ، لأن هذه الحملة المسعورة التي ما فتئ يدعو إليها المجرم بوش وزميله في الكفر والإجرام رئيس وزراء بريطانيا بلير والتي يزعمان فيها أنهما يحاربان الإرهاب هي حملة صليبية كسابقاتها من الحملات الصليبية ضد الإسلام والمسلمين فيما مضى من التاريخ ، وقد صرح المجرم بوش بملء فيه بذلك ، حيث قال سنشنها حربا صليبية ، وسواء أكان ثملا عندما قال ذلك أو كان واعيا فإن هذا هو ما يعتقده هو وأمثاله من أساطين الكفر .
وهذا العداء والحقد على الإسلام والمسلمين من قبل هؤلاء الصليبين والصهاينة لا يستغرب لأن الكفر وإن كان مِلَلا شتى إلا أنهم ملة واحدة بالنسبة لعداء المسلمين والحقد عليهم . قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) .
إذن فلا غرابة من عدائهم للمسلمين ومحاربتهم لهم ، إن الغرابة كل الغرابة في مظاهرة بعض الحكام والمسلمين لهؤلاء الكفَرة وتقديم العون لهم ومنحهم الأرض والأجواء والقواعد ليستعملها أعداء الله ورسوله في ضرب المسلمين .
الحـــــــــــــــديث يطول هنا سنورده قريبا إن شاء الله = لاننا نريد أن نوضح الآن حجة المفلسين
عبــــــاد الحكام العرب في قول بن عباس :
قال تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم الكافرون ----- كفر دون كفر
الجــــــــــــــــــواب ذوووو وجهين :