المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لا تفرح يا بوش فجركم احمر و فجرنا ازهر



المازقري
15-12-2003, 05:01 PM
اخوتي انقل لكم هذه المقالة من www.islammemo.cc
http://links.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDNews=412
_______________________________________________________
بقلم : أميـر سعيـد

amirsaid@gawab.com

مفكرة الإسلام : على مسافة بعيدة جدا عن المروءة ؛ يقف أبطال الميكروفونات عباد الصهيودولار الجدد من أعضاء مجلس الاحتلال [الحكم] الانتقالي العراقي وأحذيته , ينعقون بما لا يسمعون إلا من أساطين أمريكا .. مبتهجين بأسر الرئيس العراقي صدام حسين ؛ مبدين فيضا من الشماتة يحسدهم عليها الأعاجم .. فلا أصالة حضارية تردهم , ولا نخوة عربية تردعهم .

غير أنها المروءة لا تستبيح أن تمنح نفسها للعبيد . وأذكر أنه حينما سئل المفكر والداعية الإسلامي الشيخ محمد قطب منذ أكثر من ثلاثة عقود عن شكري مصطفى زعيم جماعة المسلمين المصرية [التكفير والهجرة] , وكان أفتى بكفر قطب من قبل , فقال 'ليس من المروءة أن أتحدث عن رجل هو الآن خلف القضبان [لا يملك من أمره شيئا]' ..

وإذا كان الواجب كذلك , ومقتضيات النخوة العربية التي لا تخالفها الفطرة , فإننا سندع الشماتة لأهلها , ونمضي مع الحدث نحاول أن نقترب من تداعياته ؛ لكن بعد أن نمسح رزاز الثرثارين عن محيانا :

* فقد قالوا : اعتقلنا مجرم حرب !!

وقلنا : أي الرجلين أولى بالإجرام , أهو من غادر بلاده ليغزو بلادنا , أمن هب يدفع عدوانكم حتى أخذتموه أسير حرب .. بل ضحية قرصنة ضد رئيس دولة عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة .

* وقالوا : تم اعتقاله لكفاءة الـ C.I.A التي نفذت عملية 'الفجر الأحمر'

وقلنا : بل أسرتموه بوشاية من خونة مات ضميرهم , ولم يكن لها أي يد أو فضل فيها ؛ ولا البنتاجون الذي سبق أن قال رئيسه [رامسفيلد] قبل بضعة أيام:' البحث عن صدام مثل البحث عن إبرة في كومة قش' ‍‍‍‍‍!! لم تحرزوا نصرا إلا بالخيانة , وما دخولكم عريننا ببغداد إلا على يد الخونة , ولو ظللتم سنوات ما حملتكم إلينا شجاعتكم ولا بأسكم .

* قالوا : وجدنا لديه أموالا طائلة .

وقلنا : يتلقى كل عضو من أعضاء مجلس الاحتلال [الحكم] الانتقالي أول كل شهر مبلغ خمسين ألف دولار أمريكي نظير خدمته للاحتلال , فضلا عن الإتاوة والسمسرة التي يحصلها نظير تسهيله 'إجراءات' سرقة النفط العراقي وتهريبه عبر الكويت وغيرها [ومن بين أعضاء أحمد الجلبي المتهم بالاختلاس في الأردن' .

* قالوا : لقد سرق أموال الشعب العراقي .

وقلنا : إن يسرق فقد سرق إخوة له من قبل , بيد أنهم ما زالوا في القصور لم يبرحوها إلى الأقبية , لأنهم ما زالوا [وليتهم زالوا] يستقبلون البيت الأبيض في صلاتهم العجيبة التي تخلو إلا من السجود .

* قالوا : كان مكروها من الشعب العراقي , ألم تر كيف فرح العراقيون باعتقاله ؟

قلنا : وخرج آخرون والدموع في مآقيهم حزنا على العراق , وهل حظي نبي بإجماع قومه حتى يتمتع صدام بذلك ؟ على الأقل هناك من خرج لحزن صدام فيما لا يتوقع أن يخرج أحد لتوديع القادة العرب المتأمركون .

* قالوا : سقط صدام في أيدي العدالة .

قلنا : لقد لوحق صدام حتى أمس , ولم تكن ثمة أي تهمة يتشدق بها أعداؤه في دينهم تشكل مطمعا لإدانته .

1 ـ غزا الكويت : عوقب على ذلك في العام 1991 على يد تحالف دولي تقدمته الولايات المتحدة الأمريكية , وانسحب من الكويت وانتهت الحرب ومعها العقوبة التي تنص كافة القوانين في العالم على ألا تجتمع عقوبتين لمتهم على جرم واحد .

2 ـ ضرب إيران بأسلحة كيميائية : أمده بها رامسفيلد نفسه الذي زار العراق يوم أن كان نائبا لوزير الدفاع الأمريكي , وفعل الأمريكان أنفسهم أكبر من ذلك حين قصفوا العراق اليورانيوم المنضب وغير المنضب [والنوع الأخير منه له قوة تدميرية تماثل 1.8 المنضب] بأوامر من القائد الأعلى للقوات الأمريكية جورج بوش .

3 ـ قمع شعبه : ومن مِن أقرانه في دول الحوض الإسلامي التي ترتبط بحبل سري يمتد طرفه إلى واشنطن يتخلف عن صدام في القمع أو لا تعج سجونهم بآلاف الأبرياء من قوى المعارضة الإسلامية وغير الإسلامية .

4 ـ امتلك أسلحة دمار شامل : مضى على الاحتلال أكثر من 8 أشهر ولما يقفوا لها على أي أثر .

5 ـ أقام علاقة سرية بتنظيم القاعدة : لم تتمكن الولايات المتحدة لحد الآن من فك شيفرة هذه العلاقة المزعومة , ولم تعثر على أي خيط يدل عليها اللهم من لحى صدام ونجله فعاجلتهما بحلقها سواء للحي أو للميت !!

ولا ينقطع رزاز القوم , ويبقى معالجة تداعيات الحدث أولى من الاسترسال معهم في تراهاتهم , إذ إن الحدث الجلل يثير أكثر من قضية ويطرح أكثر من سؤال ويفتح أكثر من ملف :

[|] يفتح ملف حزب البعث , وخيانة كثير من قياداته لرئيسه صدام حسين حين لم يرقهم التغير الملحوظ على توجهه واستعداده لخوض غمار الحرب حتى النهاية , ولما كان معظمهم فاسدين , فقد نحا بهم مسلكهم الجائر إلى أن يخونوا رئيسهم أكثر من مرة , أبرزها يوم خانوه في معركة المطار وتسليم بغداد دونما قتال في الثامن والتاسع من شهر إبريل الماضي , والوشاية بابنيه عدي وقصي لقاء المال الذي عشقوه , ثم الوشاية به شخصيا .

لقد كان حزب البعث العراقي كيانا فاسدا , أسس على أباطيل , زرع شوكا فلم يحصد إلا القتاد . وكان طبيعيا ألا يبلي بلاء حسنا في القتال , ولا يشارك بشكل فعال في المقاومة.

وهذا يقودنا إلى نقطة أثرناها قبل ثماني شهور في هذا المكان بٌعيد سقوط بغداد ؛ في مقال بعنوان 'دروس من المأساة : عائدون إلى أم قصر طال الزمان أم قصر' [الرابط له هو : http://links.islammemo.cc/filz/one_news.asp?IDnews=309 ] نستعير منها هذه العبارات : ' ..قد كان من الممكن أن ينتصر العراق بأسلحته البدائية على أعتى قوة في العالم، وحينها كنا سنسترخص النصر، ونظن الله واهبه لمن لا يستحق، وكان العرب في شرقهم وغربهم سيخالون صدامًا يمتطي جواد صلاح الدين وخالد بن الوليد، كانت المعايير ستختل تمامًا، وسنرى رمزًا ليس إسلاميًا يبرز، وسيسود 'البعث القومي' الساحة بدلاً من البعث الإسلامي،[..] من يدري، لعل انهزام العراقيين يقظة لأمة مرحومة، لتثوب هذه الأمة وتؤوب إلى ربها، وتعلم عن يقين أنها ليست على الجادة، وأنها يعوزها كثير من الإخلاص وكثير من العمل لتنهض من كبوتها [..]هذه حرب انهزم فيها العراقيون، ولم يحقق فيها الأمريكيون بطولة , صحيح أنهم أنهوا المعارك لصالحهم، لا لأنهم أكفاء .. بالعكس فهم أظهروا جبنًا وخسة وتدليسًا إعلاميًا منقطع النظير، وإنما لأن العراقيين انهزموا[..] .. على أي حال فالقيادة العراقية أخطأت خطأً جسيمًا، على الأقل حين حاولت أن تضع كل الخيوط في يد واحدة 'ملهمة' !! .. حين لم تعتمد العمل المؤسسي المبني على الإيمان بالفكرة عوض الإيمان بالفرد : شعب وجيش وقيادة مسلمون جميعهم يدافعون عن دينهم وأعراضهم وأرضهم.. هذه هي الفكرة التي كان ينبغي للقيادة العراقية أن تعمل وفقها مخلصة لما تقول .. تقيم العدل في أرض وتدافع عنه قبل غيرها، وإذ ذاك سيجعل الله نار الخونة والمنافقين بردًا وسلامًا عليهم .

لا تصدقوا المتأمركين القائلين بأن العراق انهزم لأنه كان يستخدم أسلحة يعلوها الصدأ .. فالصدأ الأخطر هو الذي يعلو العقول حين تتخذ الاستبداد دينًا وتتنكب طريق دينها الحق , وتعمد إلى العدل فتنحيه جانبا ظنا منها أنها تستطيع أن تجيش المسلمين أمام العصا .

أو ليست أسلحة القساميين يعلوها الصدأ ؟! لكن الإيمان يسكن قلوبهم ويعلوها. أو ليست أسلحة المتطوعين المسلمين في العراق كانت كذلك ؟ نعم .. لكنها وقت الكريهة سبقت مدفعية ومدرعات النظاميين بل أعطبت مدرعات وآليات العدو المتطورة , فيما كان الآخرون يولون الأدبار .
إن الهزيمة أتت من الداخل ولم تأت من الغزاة المناكيد' , ولعل هذه النقطة , أعني تآكل حزب البعث قبل وبعد سقوط صدام مؤذنا بنقاء الفكرة المقاوِمة , ووضوح الراية , واستقامة المنسم . ومن يدري لعل في الأمر خير كبير للإسلام والمسلمين .

[|] يثير تساؤلا عن من يقود المقاومة العراقية : هناك للأسف من بني جلدتنا من يستكثر على الشعب العراقي أن يقوم بالأمر المألوف الطبيعي , وهو مقاومة المحتلين , وينتحل للمقاومة أسبابا غير مقاومة الاحتلال , فتارة هي من بقايا صدام وفلول نظامه وتارة من أناس من الخارج لا يرتبطون بالداخل العراقي بصلة , وكأن البلاد الحضارية العراقية تلك قد عقمت أن تنجب أبطالا يقاومون الغزو الصليبي لبلادهم . ويختزلون العراق ـ كل العراق ـ في شخص هذا الرجل المسن الضعيف الذي رأيناه على شاشات التلفزة ثائر الرأس يضرب المشيب بلحيته الكثة وتملأ التجاعيد وجهة.

عار علينا أن نصور العراق أو نتصوره هكذا , فصدام لم يكن العراق ولم يكن العراق هو صدام , وهذا التساؤل مطروح الآن ؛ لكن ليس في مخيلتنا نحن , بل في أذهان من يظنون بالعراق وشعبه قبول الهوان .

صدام رغم تصلبه حتى النهاية لم يكن كعمر بن عبد العزيز في عدله ؛ ولم يكن كذلك كجورج بوش في طغيانه , رجل حكم العراق لفترة معينة الذي يعنينا فيها الآن هي كيفية تفعيلها في تجييش الأمة الإسلامية خلف مقاومتها للغزو الصليبي , لا أكثر .

[|] يطرح قضية لكم أثيرت وتثار من دون أن يكون لها كبير أثر , وهي جدوى التعلق بالأشخاص دون المبادئ . صحيح أكثرنا قد جرحه المشهد المهين لصدام في كرامته , لكن هذا المشهد لابد وأن يمر كغيره من المشاهد كعامل حفز لا تثبيط للقيام بأي جهد لمقاومة الاحتلال الجاثم على صدور الأهل في العراق , فهذا العدو لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا , وهو قد أراد أن يجرحنا جرحا عميقا بهذه المشاهد التي تضعنا في نفس القبو الذي كان فيه الرئيس صدام حسين .

[|] ينكأ سؤالا : ترى , ما الذي قصده الأرذلون بعرض هذه المشاهد المهينة ؟ كان بإمكانهم عرض صورته وحسب دون هذا الفحص المهين , أتراهم كانوا يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل في فم صدام حسين ؟!‍‍

في بلاد بني يعرب لا يحب المرء رئيسه , غير أنه لا يقبل أن يفحص كما لو كان في سوق نخاسة . فليقولوا ما هم قائلوه : أسلحة دمار شامل , مقابر جماعية , حروب عدوانية , أموال مكنزة .. كل هذا لن يحد من صدمة العرب ـ كل العرب ـ من هذا المشهد المهين على يد قتلة الهنود الحمر .

[|] يفتح ملف محاكمة صدام ويطرح تساؤلا حول كيفية محاكمته : ذاك أن الولايات المتحدة لا تريد أن تصنع منه رمزا كبيرا إن هي قامت بمحاكمته , وتود لو أن أحذيتها قامت بذلك في العراق بدلا منها .

والواقع أن ادعاء محاكمة صدام بشكل عادل هو درب من دروب العته العقلي , لأن مجلس الحكم الذي سيشكل محكمة جرائم الحرب , هو نفسه يستحق المثول أمام ذات المحكمة , فالمجلس برمته جاء على ظهر دبابات أمريكية وبريطانية غازية , وثم فإن الزعم بأن 'الشعب العراقي' هو الذي سيحاكم صدام هو نوع من التدليس المقصود , لأن الشعب لم ينتخب أحدا منهم وإنما وضعوا على صدور العراقيين ليظلوا جاثمين عليه مادام الاحتلال موجودا ومادامت دولاراته تتدفق إليهم .

[|] يعطي للمقاومة العراقية زخما كبيرا ـ على النقيض مما هو متصور ـ , كونه يرفع عن كاهلها أثقال تحمل أخطاء حقبة حكم صدام ؛ إذ ظل وصم المقاومة العراقية بتبعيتها لصدام عامل تثبيط لمن يكرهون صدام خشية أن يعود إلى الحكم مجددا , ويقذف في وجه فريقا من المقاومين تهمة هم منها بريئون أصلا وهي التبعية لنظام لا يعتقدون داخليا بشرعيته .

ويحشر النظام الأمريكي في زاوية المحتل للعراق لغير الأهداف المعلنة , فذريعة بقاء القوات الأمريكية تنتفي تلقائيا بزوال ما يسمى بخطر صدام حسين على المنطقة , وهنا سيدور التساؤل بشكل علني مرشح للتصاعد : لماذا القوات الأمريكية في العراق إلى اليوم ؟؟

[|] ويضع أسامة بن لادن مجددا في صدر الاهتمام مجددا , بعدما أثبتت الأيام أن حواري بن لادن وأنصاره هم الأكثر ولاء وأشد انتماءا وإيمانا بفكرتهم التي يعتقدون ـ بغض النظر عن ماهيتها ـ من صدام وأنصاره الذين أسلموه بعد شهور 8 من اختفائه , ويفتح هذا ملفا لا يريد الأمريكيون فتحه , وهو أن من يقاومهم وهو يشهر في وجههم سلاح العقيدة أشد مراسا من أولئك الذين يقتربون من هذا الحزب أو ذاك طمعا في عرض من الدنيا قليل ؛ وينفضون عن صاحبهم لمجرد أنه أضحى لا حول له ولا قوة يقيم في قبو ضيق مظلم .

سيكون للحادثة لاشك تداعيات كبيرة في المنطقة العربية , ليس أقلها كون البون شاسعا بين كهف بن لادن وقبو صدام