المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اعتقال صدام أسهل من القبض على بن لادن



كلمة حق1
17-12-2003, 07:05 AM
ألقى اعتقال على صدام حسين الضوء على ابرز مطلوب في العالم والذي مازال يراوغ حتى الآن: أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الذي يشتبه في انه مدبر هجمات11 سبتمبر 2001، على نيويورك وواشنطن، الذي قد يظل طليقا لفترة أطول نظرا لوعورة الاراضي الافغانية وتعاطف القبائل هناك معه ودوره كملهم فكري وكلها عوامل تضافرت لحمايته. وقال زالماي خليل زاد السفير الامريكي في افغانستان «صدام لم يعد يمثل مشكلة لذلك يتركز الاهتمام على اسامة بن لادن»، ويقول العديد من المحللين انه مع بقاء بن لادن طليقا ومن المحتمل ان يكون يخطط للمزيد من الهجمات على الاراضي الامريكية او في اي مكان آخر بما في ذلك العراق نفسه فانه يشكل تهديدا اكبر بكثير مما كان يمثله الزعيم العراقي السابق.

وقال روهان جوناراتنا الخبير في مجال الارهاب مشيرا الى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة «اكبر نقطة ضعف لدى الولايات المتحدة كانت عدم تمكنها من استهداف وتحييد اسامة بن لادن وأيمن الظواهري»، ويرى المحللون ان القبض على بن لادن يمثل تحديا اكبر بكثير للقوات والمخابرات الامريكية. وقال حسين حقاني من مؤسسة كارنجي للسلام الدولي في واشنطن «على عكس صدام حسين لا يعتبر أسامة بن لادن طاغية قضى على العديد من المحيطين به...كما انه يحظى بدعم محلي. انه مثل سمكة تسبح في مياه مواتية».

وهذا أحد العوامل المهمة التي يقول المحللون انها ساعدت بن لادن على مراوغة محاولات العثور عليه. وقال جوناراتنا مؤلف كتاب (داخل القاعدة.. شبكة عالمية للارهاب) «يعيش اسامة منذ اكثر من عشر سنوات على الحدود الافغانية الباكستانية ويتمتع بتأييد كبير هناك»، وأضاف «لم يفعل الامريكيون شيئا لهؤلاء الناس الذين يعتبرون اسامة بطلا وسيحمونه»، وحماية المستجير احد المباديء الاساسية للشرف لدى قبائل البشتون التي تقطن المنطقة التي يعتقد ان بن لادن مختبيء بها. وقال كليف وليامز خبير مكافحة الارهاب في الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا «أي شخص يسلم اسامة بن لادن سيعتبر خائنا في العالم الاسلامي...انهم اكثر استعدادا للاستشهاد». وبالاضافة الى ولاء الناس له في المنطقة فان بن لادن يعمل في اراض جبلية وعرة تشكل حاجزا طبيعيا في مواجهة من يبحثون عنه. وقال حقاني «صدام حسين كان معزولا تماما في بلد تحت السيطرة الفعلية للولايات المتحدة في حين يتمتع اسامة بميزة ان له انصارا على جانبي الحدود»، وتابع «هناك زعماء فصائل وقادة محليون على الجانب الافغاني وربما عاملون في مناصب متدنية في الحكومة على الجانب الباكستاني يتعاطفون فكريا معه».

واشار المحللون كذلك الى اغراء فكرة مكانة الشهداء في الاخرة بالمقارنة مع نظام صدام البعثي العلماني. وقالوا ان هذه الاختلافات مهمة للغاية. يقول احمد راشيد الخبير الباكستاني في شؤون افغانستان ومؤلف كتاب عن طالبان ان صدام لم يكن مقاتلا له شبكة سرية منظمة من العملاء والملاجيء الآمنة مثل بن لادن. وأضاف «القبض على صدام كان مسألة تتعلق بمعلومات المخابرات»، وتابع ان فرصة تقدم احد بمعلومات عن بن لادن للمخابرات الامريكية ضئيلة للغاية. ومضى يقول «المنطقة بأسرها تسودها مشاعر معادية للامريكيين وللحكومة الباكستانية»، وهذا يقلل من جاذبية مكافأة قدرها25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود للقبض على اسامة بن لادن. وقال جوناراتنا «بالنسبة للافغان شرفهم اكثر اهمية...المال مجرد قطعة من الورق الاخضر»، وفي حين يقول بعض المحللين ان عناصر من المخابرات العسكرية الباكستانية قد تكون متعاطفة مع بن لادن يشير البعض الآخر الى دلائل على ان باكستان تلاحق بالفعل من يحمونه اذا كان مختبئا في المنطقة الحدودية التي تسيطر عليها القبائل. وقال جوناراتنا عن الحدود المليئة بالثغرات والتي تمتد2450 كيلومترا بين باكستان وافغانستان «ما نراه هو ان باكستان تستثمر المزيد من الموارد في تطوير عمل المخابرات على هذه الحدود لكنها طويلة للغاية»، ويقول المحللون ان باكستان حريصة على التعاون مع القوات الامريكية في ملاحقة اعضاء القاعدة لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة. ومنذ هجمات11 سبتمبر اعتقل نحو460 من اعضاء القاعدة في باكستان من بينهم قادة بارزون. لكن يقول المحللون ان واشنطن لم تول ملاحقة بن لادن الاهتمام الكافي. فقد خصصت موارد محدودة لأفغانستان حيث تنشر12 ألف جندي فقط في البلاد بالمقارنة مع اكثر من عشرة مثال هذا العدد في العراق. وقال حقاني «افغانستان حرب منسية ومن الخطأ عدم الانتباه لها»، وأضاف ان اهتمام الولايات المتحدة تبدد بعد الاطاحة بحكم حركة طالبان وتفرق قيادة القاعدة فيما يبدو في نوفمبر عام 2001، وتابع حقاني «الامريكيون يحتاجون لتوجيه المزيد من الموارد والرجال على الأرض. هذه ضرورة مطلقة».