Musab
22-12-2003, 11:42 AM
نصيحةٌ صادقةٌ
[رسالة من جندي أميرِكيّ في العراق إلى ولده]
ولدي، سلامٌ مِنْ أبٍ يتمزَّقُ---------وَلِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ
قدْ لا يَكُونُ لنا كلامٌ لاحِقٌ--------إنْ ظَلَّ يَحْكُمُنا الرئيسُ الأَخْرَقُ
فاقرأْ خِطابي واعتبِرْهُ وصيّتي--------لا تَبكِ. إنْ تَفْعَلْ فجُرْحي أَعْمَقُ
إِقرَأْ لِتَنْجُوَ مِنْ جُنونٍ حلَّ بي--------اِقرأ وثِقْ أنّي بقولي أَصْدُقُ
في مِثلِ سِنِّكَ ضَلَّلُوني كي أرى-------تاريخَ أمْرِيكا ندىً يَتَرَقْرَقُ
وَظَنَنْتُ... كيفَ ظننتُ؟ يا لسَذاجتي------ أنا نقولُ وغيرُنا لا يَنْطِقُ
كُنَّا نرى أنّا بلابِلُ غرَّدتْ--------والنَّاسُ بومٌ في الخرائِبِ تَنْعَقُ
أَنَّا نعيشُ وغَيْرُنا في قَبْرِهِ -------وننامُ أَمْناً والبرِيَّةُ تَأرَقُ
كم أَقْنَعُوني في المدارِسِ غَفْلَةً --------أنَّ العدالةَ مِنْ رُبانا تُشْرِقُ
لَمْ أَنْتَبِهْ أنَّ الزُّنوجَ استُبعِدوا---------من قاعةِ التَّدْريسِ حِينَ تَفَوَّقُوا
غَسَلُوا دِماغي، بَلْ أراهم لَوَّثُوا، ------------بالقَوْلِ: نَحْتَرِمُ الشُّعوبَ ونُعْتِقُ
ونسِيتُ كم بَطَشَ الجدُودُ ليَغْصِبُوا----------أرضَ الهُنودِ الحُمْرِ ساعةَ أُحْرِقوا
أَفْلامُ «هُوْلِيوُوْدَ» مُنْذُ ألِفْتُها---------جعلتْ مشرَّدَنا إلهاً يَخْلُقُ
أنا ذا أرى موتَ الإله المُدَّعى--------مُنْذُ انْغَمَسْنا في رِمالٍ تُغرِق
ها قد غدا اُسْطُولُنا أُضْحُوكةً---------غرِقَ الكُهُولُ بها الشُّهورَ وأَغْرَقوا
أَرْتالُ دبّاباتنا يَلْهُو بِها--------صِبْيانُ حّيٍّ أَقْبَلُوا وتَدَفّقُوا
أشلاءُ أَجْنَادِ المَرِنْزِ تَمَرَّغَتْ--------تَحْتَ النِّعالِ، وكُنْتُ حَيّاً أُرْزَقُ
شاهدتُهُمْ فَهَربْتُ دُونَ هَوادةٍ----------لا.. لا تَلُمْني، فالحقيقةُ تَصْعَقُ
لو كُنْتَ في كابولَ أو بغدادَ، هل---------سَيَظلُّ قَلْبُكَ ثابتاً لا تَفْرَقُ؟؟
من أينَ يَنْهَمِرُ الرَّصاصُ مُهَشِّماً -----------أجسادَ إخواني بِعَزْمٍ يُقْلِقُ؟
أَوَ لَيْسَ قادَةُ جُنْدِنا مَنْ ردَّدُوا:-----------«تُسْتَقْبَلُون بِكُلِّ وَرْدٍ يَعْبَقُ»؟
أين الوُرود؟! أَيَقْصِدون وُرُودَنا--------مُسْتَنْقَعَ الأَحْتاف، نَفْنى، نَزْهَقُ؟
الصَّخْرُ يَرْقُبُنا، وأَكْوامُ الثَّرى---------وَتَشِي بنا الأَشْجارُ لو نَتَسَلَّقُ
«بَعْقُوبَةُ» امْتَشَقَتْ سيوفاً مُرَّةً--------جَعَلَتْ بنادِقَنا حمِيراً تَنْهَقُ
كُلُّ القَنَابِلِ حَوْلَ خَصْري لم تَزِدْ-------فِيَّ الشَّجاعةَ، بَلْ كأنّي مُوْثَقُ
أرْضُ «الرَّمادِي» أَحْدَثَتْ في ثَوْبِنا-------مِنْ وَاسِعِ الفَجَواتِ ما لا يُرْتَقُ
فَتَكَشَّفَتْ عَوْرَاتُنا، فإذا بنا---------دُونَ الرّجالِ، وضَاعَ مِنّا المَنْطِقُ
زرعَتْ لنا «الفَلُّوجةُ» الأشْبَاحَ في----------طُرُقاتِها، وبِكُلِّ بابٍ يُطْرَقُ
نَمْضي إلى رَجُلٍ نُرَجّي سَجْنَهُ،-----------وإذا بِنا السُّجناء، وَهْوَ المُطْلَقُ
فاقَتْ ضحايانا التَّقاريرَ الّتي----------في البِنْتَغُونِ، وتَخْتِ بوشَ، تُلَفَّقُ
ولدي، أكادُ أُجَنُّ! ماذا فاعلٌ----------أنا ههُنا؟ وفمي، لخوفي، مُطْبَقُ
أنا لا أُريدُ الموتَ أُشْبِعُ، غافِلاً،---------جَشَعَ الرئيسِ ومَنْ له قد صَفَّقُوا
أَقْنَعْتُهُمْ أَنّي جُنِنْتُ فَأَحْكَمُوا---------بابي، وخَلْفَ البابِ رُكْنٌ ضَيِّقُ
لا تَعْجَبِ، آبني: تِلكَ دَوْلةُ باطلٍ--------لا تَسْتَجيبُ لعاقلٍ يتوثَّقُ
ها قد كَتَبْتُ إليكَ نَجْوى أَضْلُعي---------والحِبْرُ أَحْمَرُ، لا - كَدَأْبي - أَزْرَقُ
فاحْرِصْ إذا طلبُوك جُندِيّاً إلى---------بَغْدادَ أَنْ تَأْبى، وإن هُمْ أَغْدَقُوا
أَتُساقُ شاةً نَحْوَ أَشْنَعِ ميتةٍ ----------وإذا سَلِمْتَ، لكَ الجنونُ المُطْبِقُ؟
ولدي، سلامٌ من أبٍ يتمزَّقُ------------ولِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ
أيمن القادري
http://www.al-waie.org/home/
[رسالة من جندي أميرِكيّ في العراق إلى ولده]
ولدي، سلامٌ مِنْ أبٍ يتمزَّقُ---------وَلِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ
قدْ لا يَكُونُ لنا كلامٌ لاحِقٌ--------إنْ ظَلَّ يَحْكُمُنا الرئيسُ الأَخْرَقُ
فاقرأْ خِطابي واعتبِرْهُ وصيّتي--------لا تَبكِ. إنْ تَفْعَلْ فجُرْحي أَعْمَقُ
إِقرَأْ لِتَنْجُوَ مِنْ جُنونٍ حلَّ بي--------اِقرأ وثِقْ أنّي بقولي أَصْدُقُ
في مِثلِ سِنِّكَ ضَلَّلُوني كي أرى-------تاريخَ أمْرِيكا ندىً يَتَرَقْرَقُ
وَظَنَنْتُ... كيفَ ظننتُ؟ يا لسَذاجتي------ أنا نقولُ وغيرُنا لا يَنْطِقُ
كُنَّا نرى أنّا بلابِلُ غرَّدتْ--------والنَّاسُ بومٌ في الخرائِبِ تَنْعَقُ
أَنَّا نعيشُ وغَيْرُنا في قَبْرِهِ -------وننامُ أَمْناً والبرِيَّةُ تَأرَقُ
كم أَقْنَعُوني في المدارِسِ غَفْلَةً --------أنَّ العدالةَ مِنْ رُبانا تُشْرِقُ
لَمْ أَنْتَبِهْ أنَّ الزُّنوجَ استُبعِدوا---------من قاعةِ التَّدْريسِ حِينَ تَفَوَّقُوا
غَسَلُوا دِماغي، بَلْ أراهم لَوَّثُوا، ------------بالقَوْلِ: نَحْتَرِمُ الشُّعوبَ ونُعْتِقُ
ونسِيتُ كم بَطَشَ الجدُودُ ليَغْصِبُوا----------أرضَ الهُنودِ الحُمْرِ ساعةَ أُحْرِقوا
أَفْلامُ «هُوْلِيوُوْدَ» مُنْذُ ألِفْتُها---------جعلتْ مشرَّدَنا إلهاً يَخْلُقُ
أنا ذا أرى موتَ الإله المُدَّعى--------مُنْذُ انْغَمَسْنا في رِمالٍ تُغرِق
ها قد غدا اُسْطُولُنا أُضْحُوكةً---------غرِقَ الكُهُولُ بها الشُّهورَ وأَغْرَقوا
أَرْتالُ دبّاباتنا يَلْهُو بِها--------صِبْيانُ حّيٍّ أَقْبَلُوا وتَدَفّقُوا
أشلاءُ أَجْنَادِ المَرِنْزِ تَمَرَّغَتْ--------تَحْتَ النِّعالِ، وكُنْتُ حَيّاً أُرْزَقُ
شاهدتُهُمْ فَهَربْتُ دُونَ هَوادةٍ----------لا.. لا تَلُمْني، فالحقيقةُ تَصْعَقُ
لو كُنْتَ في كابولَ أو بغدادَ، هل---------سَيَظلُّ قَلْبُكَ ثابتاً لا تَفْرَقُ؟؟
من أينَ يَنْهَمِرُ الرَّصاصُ مُهَشِّماً -----------أجسادَ إخواني بِعَزْمٍ يُقْلِقُ؟
أَوَ لَيْسَ قادَةُ جُنْدِنا مَنْ ردَّدُوا:-----------«تُسْتَقْبَلُون بِكُلِّ وَرْدٍ يَعْبَقُ»؟
أين الوُرود؟! أَيَقْصِدون وُرُودَنا--------مُسْتَنْقَعَ الأَحْتاف، نَفْنى، نَزْهَقُ؟
الصَّخْرُ يَرْقُبُنا، وأَكْوامُ الثَّرى---------وَتَشِي بنا الأَشْجارُ لو نَتَسَلَّقُ
«بَعْقُوبَةُ» امْتَشَقَتْ سيوفاً مُرَّةً--------جَعَلَتْ بنادِقَنا حمِيراً تَنْهَقُ
كُلُّ القَنَابِلِ حَوْلَ خَصْري لم تَزِدْ-------فِيَّ الشَّجاعةَ، بَلْ كأنّي مُوْثَقُ
أرْضُ «الرَّمادِي» أَحْدَثَتْ في ثَوْبِنا-------مِنْ وَاسِعِ الفَجَواتِ ما لا يُرْتَقُ
فَتَكَشَّفَتْ عَوْرَاتُنا، فإذا بنا---------دُونَ الرّجالِ، وضَاعَ مِنّا المَنْطِقُ
زرعَتْ لنا «الفَلُّوجةُ» الأشْبَاحَ في----------طُرُقاتِها، وبِكُلِّ بابٍ يُطْرَقُ
نَمْضي إلى رَجُلٍ نُرَجّي سَجْنَهُ،-----------وإذا بِنا السُّجناء، وَهْوَ المُطْلَقُ
فاقَتْ ضحايانا التَّقاريرَ الّتي----------في البِنْتَغُونِ، وتَخْتِ بوشَ، تُلَفَّقُ
ولدي، أكادُ أُجَنُّ! ماذا فاعلٌ----------أنا ههُنا؟ وفمي، لخوفي، مُطْبَقُ
أنا لا أُريدُ الموتَ أُشْبِعُ، غافِلاً،---------جَشَعَ الرئيسِ ومَنْ له قد صَفَّقُوا
أَقْنَعْتُهُمْ أَنّي جُنِنْتُ فَأَحْكَمُوا---------بابي، وخَلْفَ البابِ رُكْنٌ ضَيِّقُ
لا تَعْجَبِ، آبني: تِلكَ دَوْلةُ باطلٍ--------لا تَسْتَجيبُ لعاقلٍ يتوثَّقُ
ها قد كَتَبْتُ إليكَ نَجْوى أَضْلُعي---------والحِبْرُ أَحْمَرُ، لا - كَدَأْبي - أَزْرَقُ
فاحْرِصْ إذا طلبُوك جُندِيّاً إلى---------بَغْدادَ أَنْ تَأْبى، وإن هُمْ أَغْدَقُوا
أَتُساقُ شاةً نَحْوَ أَشْنَعِ ميتةٍ ----------وإذا سَلِمْتَ، لكَ الجنونُ المُطْبِقُ؟
ولدي، سلامٌ من أبٍ يتمزَّقُ------------ولِمُلْتَقى أَحْبابِهِ يَتَحَرَّقُ
أيمن القادري
http://www.al-waie.org/home/