المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة...عايز رايكممم!



AHMAD27
29-12-2003, 01:56 PM
سلام..
انا عضو جديد..
هذه قصة قصيرة من تاليفي و يا ريت اسمع رايكم فيها..
------------------------------


همم
اول مرة في حياتي منذ عشر سنوات كاملة استيقظ و قد انتصف النهار..
اول مرة استيقظ متفائلا بيوم جميل..
استيقظ دون رشقات المسبات واللعنات على هذه الوظيفة الذي تجبرنا على الاستيقاظ في الخامسة صباحا..
ورغما هذا لا يتعدى الراتب الشهري الثلاثمئة جنيه!
اول مرة منذ زمن لا اذكره استيقظ على وجهي ابتسامة توني باندرولا*، و فرحة سندريلا حين اتسع الحذاء الزجاجي قدمها..
منذ زمن لم استيقظ من نومي (فاتمطع) براحة و اتثاءب كاثر فرسان النهر رقة!
تتساءلون ما به هذا المخبول؟
حسن، الحل هو القاء نظرة على تلك الطاولة الخشبية الصغيرة..اترون هذا الغلاف الذي يبرز من طرفه ورقة بيضاء ذات حواف زرقاء..
اتدرون ما هذه؟
احزروا..
لن اكمل الا ان توقعتم شيئا..
يئستم..
لا بأس، فمن الصعب تخمين ان ما يحويه الغلاف هو الورقة الرابحة من اليانصيب..
قبل ان تتهموني بحسن الحظ الذي املكه او بقلة ايماني والتجائي لهذه الامور الرخيصة لكسب المال, فلتعرفو الحكاية.
كانت صدفة لا غير..فانا عن نفسي لم افكر قط بابتياع احد بطاقات اليانصيب هذه، و لأكن صريحا معكم لم يكن الامر من نابع ايماني بحرمنيته، انما من نابع ايماني بسوء حظي لا اكثر، فقد ابتاعها لي احد الاصدقاء القلة الميسورين-و بالقلة اقصده هو لا غير-قائلا: فلتجرب حظك!
و رجحت كف الحظ هذه المرة لصالحي او ربما رجحت كف سوء الحظ عند صاحبي..اي كان فقد ربحت انا في النهاية و فزت برحلة الى اللاذقية بسوريا مع اقامة لثلاث ايام*.
دائما هم ثلاثة ايام، لا هم اثنين او اربع، على العموم لم الافتراء على رأي المثل القائل-ان كان هذا مثلا-"شحات و بيتشرط!).
قد اقترب موعد الطائرة و انا لا انوي ان تفوتني..تظنون بالطبع اني ساحمل حقيبتي في يدي و اعدو خارجا لايقاف سيارة اجرة..مخطئون،و الا لما كنتم تبصرون ذاك الرجل الذي يرتدي البدلة الزرقاء و القبعة المستديرة التي تحمل ذات اللون، و هو ينحني لي باحترام و يتناول مني الحقيبة قائلا بأدب طفل قد عوقب لتوه على شغب قد قام به:
-عنك سيدي.عنك..
لن استرسل في وصف انبهاري مما ارى، فلتعرفوا فقط بأني لم اعرف بوجود ذلك الطائر المعدني المسماة بالطائرة الا عن طريق الصور!
بعيدا عن الرعب الذي شعرت به والطائرة ترتفع عن الارض بسرعتها المخيفة،كان الامر الذي اثار سخطي بحق هو وجبة الطعام الهزيلة التي قدموها لنا..كيف يسمون هذه الصحون البلاستيكية التي تمتلئ باشياء لا افقه اصلها وجبة!
على العموم انتهت الرحلة الجوية و هبطت الطائرة، لأهبط منهاشاعرا برأسي و كانه يدور بسرحة بين قطري الرحى..

**
طلب منا المشرف على جروبنا السياحي ان نأخذ قسطا من الراحة في اجنحتنا في ذلك الفندق ذا الخمس نجوم الذي حجزوا لنا فيه، لكن لم يكن هذا ضمن مخططاتي فأنا الوحيد بين الجروب الذي تقتصر مدة اقامته لثلاثة ايام فقط، لذا كان البحر هدفي.
المياه الزرقاء الصافية(مع اني اراها خضراء بينما العلماء يؤكدون ان لا لون لها!)!)
لست رومانسيا او شاعريا بطبعي، بل انا اقرب الى الانسان العديم الاحساس، لن انافقك فاقول ان نسيم البحر و رائحته العطنة تستهوياني..لكن البحر يملك اشياء اخرى مغرية تجعلك تستلقي بظهرك على رمال شاطئه..
اترون معي عرائس البحر هناك و قد تخلصنا من النصف الزعنفي؟
اترون صفائح القشطة التي تتهادى في مشيتها بأقدام تذكرك باصابع العسلية؟!
منذ مراهقتي طلوعا الى الأن لم اثر اهتمام فتاة قط..دائما ارى عمر و صالح يتضاحكان و الفتيات تقفن حولهما تستمعن و تضحكن و تبدين اعجابهن الخجل لهما..الا انا!
مهلا..
توقفوا عن همزكم و لمزكم قليلا..
لم تحدق تلك الشقراء بي؟
اترون شيئا غريبا بمنظري؟
لا اظن ان كريمات الشمس تصنف تحت بند "الغريب" في هذه الأيام.
يا الهي شقراء اخرى على يميني تحدق بي بذات الذهول..
ماذا حصل لهذه الدنيا؟
احداهما تفترب..باستحياء!!
هاهي تقف على بعد خطوتين مني..تحني جذعها نحوي مادة يدها الي لأصافحها و هي تبرطم بلغة اجنبية غلبت الغاءات و السيناتعلى مفرداتها..غالبا هي الفرنسية..بالطبع اجبتها بنظرات ذاهلة و فاه مفتوح..اني اكاد افك الخط حتى اعرف الفرنسية..الحمقاء تحدق بي بارتباك..ما بها؟ اتظن الجميع يجيد الفرنسية؟!
ها هي تهز راسها باستغراب قبل ان تعود لصديقتها و هي تهتف لها ببعض الغاءات بلهجة تتبين الحسرة في ملامحها..
حقا اللاذقية هذه تمتلئ باناس عجيبة..
اترون ذلك الحورية التي تنسدل خيوط الحرير السوداء طويلة الى خصرها..اترون تلك العيون السوداء الساحرة..اترون بمن تحدق غير مصدقة؟
بي انا!
لا وجود لرجل غيري هنا..
ها هي تقترب هي الاخرى مني بتردد خجل!
سوف استعد للموقف هذه المرة..فقط حين يتوقف جسدي عن ارتجافه!
هي: (شيئا ما بالفرنسية ايضا!)
انا متخذا دور المتذاكي:
-اعلم انك تجيدين العربية فلنتحدث بها..
هي مبتسمة(هذه علامة جيدة!) وبارتباك لاهث:
-الست الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا والذي اشتهرت كتاباتك ال...ماذا حصل؟ هل الدمع من اثر الرمال ام..؟
انا:..................
تعرفون شيئا..كلما اصل لهذه النقطة من ذاكرتي اشعر بجميع السوائل في جسدي تغلي..تغلي..تغلي..و ما يرجعها لهدوئها الا الغناء بصوتي (الغرابي) ذلك الموال الذي سمعته مرة:

"يا قلب صارلك سنين سنين
بتركد وراهن بس يا مسكين
حاجه ورا اهل الحلا ماشي
بتتعب و ما بيتعب الحلوين!!!"

خاتمة بسيطة:
دائما ما كان يثير سخريتي ذلك القول الذي نسمعه دوما في المسلسلات التاريخية او برامج و رسوم الاطفال المتحركة لكن..
لكني اقولها هنا خصوصا ان على طرف لساني لا وجود لجملة غيرها..
حقا 'يالسخرية الأقدار!"

.....احمد.....
AHMAD27



ملاحظة:
*! مين توني باندرولا صحيح؟!

:D

AHMAD27
30-12-2003, 08:56 PM
YESLAMO 3ALA RADAK..

H Triple H
09-01-2004, 02:03 PM
مشكور على القصه الجميله والرائعه