المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة نهايتها صدمة غير طبيعية



Exodia
30-12-2003, 12:05 PM
شباب أولا هذه القصة معاده وأعيدت لتغيير الطرح وللإستفادة :biggthump
الفصل الأول
سمير وهبهالقصة منقولة من أحد المنديات ( القصة واقعية )
استيقظ في التاسعة صباحا، رأسه يكاد ينفجر من إرهاق سهر ليلة البارحه.. بخطى متثاقله نهض من سريره وعقله يسترجع لمحات من صخب تلك السهره ، ضجيجها يملاء رأسه،
أخذ حمامه الصباحي، ازال ذقنه، غسل وجهه، ثم رفع عينيه ينظر الى المراة يراقب قطرات الماء تنساب فوق تقاسيم وجهه، تأمل في وسامته بوجه يملأه الجمود، وجه ميت، ثم أحياه بابتسامة مفاجئه
تعلن بداية يومه. ارتدى ملابسه الأنيقه .. وقف أمام المراة مجددا.. ينسق غترته فوق رأسه.. وابتسم مجددا للمراة.. توجه لطاولة قريبه تصطف فوقها انواع العطور ..
نظر الى ثلاثة منها في زاوية الطاوله .. يستند الى كل منها بطاقة ... احدها من حنان، والأخرى من هناء ، والأخيرة من نهى ..كل بطاقة تفننت صاحبتها فيها واختارت ابدع الكلام
لحبيبها سمير .. نعم اسمه سمير.. حبيبهن.. ابتسم بسخرية وصرف نظره عنها جميعا ونظر لعطر اهدته اياه أمه.. تناول العطر وأغرق به ثيابه.. نزل..
تناول قهوته .. سلم على أمه ... قبل يديها .. قبلته على خده .. ثم انصرف الى العمل .. او الى العبث.. خرج ليعبث بأحدى مؤسسات والده التي عين فيها مديرا
ليشغل فراغه الصيفي.. وكعادة المدير.. وصل الى مكتبه في العاشرة صباحا .. نهض السكريتير الذي يفوقه جيلا ليفتح له باب المكتب .. جأته القهوه في ميعادها..
بدأ عمله بتصفح الصحف .. تابع الاخبار .. اخبار الرياضه .. تعكر مزاجه بتذكره هزيمة فريقه .. لم يلبث ان استرجع صفاء مزاجه برنين الهاتف..

سمير: ألو..
هناء: أهلين سمير ..
سمير: هلا "عمري" .. وش أخبارك ؟
هناء: الحمدلله .. مشتاقة لك..
سمير: والله انا اكثر "حياتي"..
هناء: سمير ... قلت لك مشتاقة لك ..
سمير: قلت لك وأنا أكثر يا "روحي"..
هناء: يا سمير .. أنا .. أبي أشوفك ...
سمير: والله يا "حبيبتي" شوفتك منى عيني ..بس تعرفين انا هالحين ((مسؤول)) عن مؤسسة الوالد ووقتي مره ضيق ..
هناء: ...
سمير: والله اسف يا "قلبي" بس من جد ما عندي وقت..
هناء: الله يعينك حبيبي.. بس ياليت تخليني على بالك .. ابي اشوفك في أقرب فرصه..
سمير: أمرك "عيوني" ..اعذريني بس انا مشغول هالحين ولازم اقفل..
هناء: اوكي حبيبي ... باي..
سمير: باي..

عاد الى ضجره ((المسؤول)) يقلب في عقود المؤسسه غير واع لما يوقع عليه من اوراق رسميه ..
انتهى من ما بين يديه من أوراق بسرعه ..
وطلب سكرتيره ليرسلها الى الجهات المعنيه..
خرج السكرتير وأقفل الباب .. ادار شاشة حاسبه الالي..
واخذ يراقب شاشة بريده منتظرا..
دام الانتظار طويلا..
وقاطعه صوت الهاتف ..

سمير: ألو..
نهى: مرحبا سمير..
سمير: اهلييييييييييييين حنان .. وينك من زمان؟؟
نهى: حنان !! مين حنان !؟
سمير: أأأأاااا .. انتي يا "عمري" .. انتي الحنان كله ...

سكتت لبرهه ... ثم صدقته او ارادت ان تصدقه .. لما يحمله قلبها من حب له ..

نهى: ايوه عمري .. ايش اخبارك اليوم ؟؟
سمير: والله تمام يا "حياتي" انتي كيفك ؟؟
نهى: انا بخير ..
سمير: هاه ايش سويتي امس فالعرس؟ ( أخطاء وسألها هالسؤال )..
نهى: والله فاااااااااااااااااااتك .. رقصنا وانبسطنا وغنينا وكل شي .. اسكت .. ماقلت لك ..
فلانه فستاااااااااااانها كان مرررررررره وعععععععع .. وعلانه كانت لابسه لون يا الله .. يحوم الكبد..و..و...و...

سمعها ..سمع حكاياتها.. سمعها وما سمعها... كان ينتظر .. يراقب الشاشه وينتظر..
وفجأة اصدر البريد صوت .. صوت يعلن نهاية سواليف نهى..

قاطع سمير روايات نهى..

سمير: معليش "حبيبتي".. بس عندي اجتماع (طارىء)..
نهى بحسره : بس أنا ما كملت معك ساعه...
سمير: معليش "عيوني".. بس لازم اروح للاجتماع ..
نهى: والله ما شبعت من صوتك ... (وانتي خليتيه يحكي الله يهديك !!)..
سمير: خلاص "قلبي".. أكلمك الليله وتشبعين من صوتي..
نهى: ...
سمير: يالله "روحي" .. باي..
نهى: .. باي..

( من طبع الانسان لما يحب انسان .. يحب يقول له على كل شي يصير بحياته ... واحيانا يحب يغوص في اعمق التفاصيل..
يحب يشاركه بكل تفاصيل حياته .. كل لحظه فيها .. والحلو منها قبل المر.. وكذا كانت نهى..
و كذا ما كان سمير.. ولا كان يفهم نهى ... او ما حاول يفهمها.. )

اقفل سمير خط الهاتف.. والتفت سريعا لشاشة الحاسب.. ليجد من انتظرها طويلا متصله ..
وقبل ان يبداء بمحادثتها حادثته ..

هبه : اهلين سمير ... صباااااااااااح الخييييييييييير ..
سمير: هلا والله هبه ..

واخذهما الحوار عبر المسنجر لساعات ..
قبل ان يقاطعه الهاتف مرة أخرى ..
رفع سماعة الهاتف ليجد حنان على الطرف الاخر...

سمير: معليش حنان بس انا مرررررررررررره مشغول ...
حنان: ....
سمير: يالله "حياتي" باي.. اكلمك بعدين..
حنان: لهالدرجه ما عدت أهمك يا سمير !!
سمير: بالعكس يا "عمري" انتي "قلبي" و "روحي" و "عمري" و " عيوني" اللي اشوف الدنيا بها .. (((واضح)))
حنان: طيب انت عارف...
سمير: حنان .. ايوه عارف .. انا مشغول مره .. بعدين اكلمك .. باي..

وقبل لا تنهي الكلام .. قفل سمير الخط ... قبل لا تذكره بأن اليوم هو ذكرا لقاهم .. قفل الخط..
لقاهم قبل خمس سنين ..حبهم اللي من سنه وهو من طرف واحد ..قفل الخط .. وقال انه عارف ..
ومن زود حبها له .. بلعت مرارة الموقف وقالت أكيد انه عارف.. بس مشغول..
وراحت تنتظر يفاجأها بأنه عارف ...

رجع سمير لمحادثته .. وكمل باقي الدوام على المحادثه ..
وقبل لا ينهي الحوار .. وزي كل مره .. طلب من هبه انه يسمع صوتها ..
وزي كل مره رفضت ..
كانت بتجننه .. تعرف عنه كل شي .. وهو ما يعرف الا اسمها..
عندها صورته .. وما عنده فكره عن شكلها..
كيف ترفضه وهو الشاب الوسيم ابن صاحب سلسله من مؤسسات البلد !!!

جننه السؤال وهو يدور في راسه ...
ألح عليها بالطلب ..
وطلب منه بكل أدب..
ينسا الموضوع ..
وكل مره كانت فيها ترفض.. كان يتعلق فيها اكثر واكثر..
جا وقت نهاية الدوام ..
وتوادعو..
واتفقو على اللقا بكره .. في نفس الموعد.. وعلى نفس البريد .. مثل كل يوم ..
وقبل يطلع ..
قالت له..
هبه : سمير..
سمير: سمي..
هبه : تبي تشوفني ؟
سمير: !!!.. أكيييييييد ..
هبه : أنا كل يوم أطلع امشي في (...) .. تعال هناك ودورني...

قالتها علشان تجننه وبس ..
وصار لها اللي تبي..
وأنجن..
وتوادعو..

Exodia
04-01-2004, 09:32 AM
الفصل الثاني
طلع من دوامه .. الساعه ثلاث .. الدنيا حر .. راح للبيت .. تغدا ونام ساعتين ..وكالروتين اليومي .. لبس ملابسه .. واخذ سيارته المكشوفه وراح..
راح يلف الشوارع .. صوت المسجل صارخ.. وعقل سمير سارح ..
سارح بهبه .. ليه كذا ..ليه تحب تجننه .. ليه ؟
قاطع حبل أفكاره صوت الجوال ..

عادل: اهلين سمير ..
سمير: هلاااااااااا عادل .. وينك ياخوي .. ما تنشاف ولا شي .. وين الناس؟؟
عادل: يبن الحلال .. انت عارف رأيي عن الشله اللي انت تماشيها .. وتدري اني ما ارتاح لهم .. وانت الله يهديك دايم معهم..
سمير: يا رجااااااااال ولا يهمك .. اسحب عليهم الليله لعيونك .. بس خلنا نشوفك ..
عادل: لا يبن الحلال ما ابي تسحب على أحد .. انا بس مكلمك اسلم عليك ..
سمير: وش دعوه يا عادل .. تتغلى علينا !! الله يالدنياااااااا ...
عادل: ياشيخ ما تغليت عليك ولا شي .. بس ما احب اسبب مشاكل لأحد .. ولا ابي اتدخل بينك وبينهم ..
سمير: يارجال الشله ما درو عني .. يدرون عني لا بغو وظايف ولا سلف .. وغيرها وجودي وعدمه واحد..
عادل: ويوم انهم كذا ليش مكمل معاهم ؟!
سمير: يا عادل وسسسسسسسع صدررررررررررك..
امش بس.. وين القاك ؟

وتواعدو .. وطلعو سوا .. يلفون الشوارع .. وما ينلامون ..
فالشباب في بلادي مالهم غير الشوارع .. الله يخلي صدى التحليه وجوفريز ... كوب كفي يصحيك ..
ودوران يدوخك .. مما يسبب توازن في الحاله العصبيه .. ونطلع بمحصله صفر..

صارت الساعه تسع ..

سمير: عادل .. بروح لـ(...) .. وش رايك ؟؟
عادل: يا سمير الله يصلحك انت ما تعقل ابد !!!
يخخخخخخخخخخخرب بييييييييييييييت ابليسك من وين تسدد فواتير تلفونك !! والله بديت اشك انك تبيع بلاوي زرقا !!!
سمير: الفواتير والحمدلله .. الوالده ما تقصر .. والشرع محلل أربع وأنا اخوك ((( اخس والله يعرف الشرع))) !!!
عادل: ما اقول الا الله يرحم حالك .. رح للي تبي والله يستر .. منتب عاقل الين ادق على اهلي بيوم يجون يكفلوني عند القسم ..

ضحك سمير ضحكه خفيفه .. أعقبها بضغط دواسة البنزين لحد الانكسار .. لينطلق صرير الاطارات محذرا مستخدمي الشارع بمرور مركبة مراهقية القائد..
وارتسمت ابتسامة سمير على شفتيه ..

شرح سمير القصه لعادل خلال الطريق..
وصلو للمكان.. بداؤ يدورون حوله .. يراقبون من يمارسون رياضة المشي...وعينا سمير تلف المكان .. يبحث عن علامه .. يبحث عن دليل..
اعاد الكره مرتين وثلاث واربع.. بلا جدوى...

هم بالبرحيل... فاجأه صوت .. صوت ينادي : هبه .. تبين اجيب لك معي مويه ؟
صوت اخيها يناديها ..أجابت بالايجاب.. توقف سمير .. نظر الى الفتاة .. امعن بالنظر ..
لم يصدق ما يراه.. الان ادرك سبب رفضها ..
ادرك سبب عنادها .. كانت مشعة كضوء القمر .. وكانت عيناها رائعتا الجمال.. كانتا ساحرتين ..
ابهرتا سمير ..
وزاد من جنونه نسمة الهواء التي هبت لتسقط لثام هبه وتكشف عن وجهها .. ليزداد اشعاع القمر نورا ..

فتح سمير باب السياره .. وهم بالنزول ... الا ان عادل امسك يده وجره لداخل السياره قائلا..
عادل: سمير !! صاحي أنت !!
سمير: عادل مانيب رايق لك ... اتركني بروح اكلمها ...
عادل: حرام عليك ياخي .. ما تشوف البنت مسكينه .. فيها اللي كافيها .. وانت تبي تزيدها مشاكل !!

التفت سمير الى هبه .. ليرى ما لم يره في النظرة الاولى ...
نظر الى فتاة مقعده.. فتاة اعماه جمالها ولهفته لرؤيتها عن رؤية اعاقتها ..عاد اليها اخوها ليكمل دفعه لكرسيها المتحرك .. ويكملا جولتهما في المكان ..
نظر سمير الى هبه وهي تبتعد .. انتظر قليلا .. اقفل باب السياره .. تنهد بصوت مسموع .. ثم تحرك بالمركبه بهدؤ لما يسبق لتاريخه القيادي ان شهده...

H Triple H
09-01-2004, 01:59 PM
مشكور وماتقصر على القصه

Exodia
10-01-2004, 02:00 PM
أخوي H Triple H العفو :ciao: نكمل القصة ......
طوال الطريق ساد الهدوء داخل المركبه .. وصلا لبيت عادل .. وقبل نزول عادل قال
عادل: سمير .. ترا المسئله مو مستاهله وانا اخوك .. وانت ماشالله عليك عندك احتياطي .. مو مثل محاكيك ما كان يعرف الا وحده
مسوي فيها مخلص ووفي واخرتها سحبت عليه علشانه ما وداها لكورة الفيصليه !!!

ابتسم سمير بخفة وقال..

سمير: يبن الحلال.. وسع صدرك فداك الف بنت .. انت بس أشر ..
عادل: وش دعوه يبه .. قالو لك سمير اللي يطيح الطير من السما !! محاكيك عادل .. اللي له ثلاث سنين عجز يصور عند زماني .. كل ما صور احترقت الصوره ..
عادل اللي يوم جا يصور للجواز كل ما دخل استديو شوتوه خايفين على كاميراتهم..

زادت ابتسامة سمير اتساعا .. وضحك بخفه وقال ..
سمير: يا عمي .. وسع صدرك ..
عادل: يالله .. خلنا نشوفك .. وان طعت شوري خل عنك هالشله ترا ما وراهم خير ..

وتوادعو... ومشا سمير.. بنفس الهدوء ..
لم يكن يريد العوده الى المنزل ..
أقفل هاتفه الجوال..
وأخذ يجول في شوارع المدينه ..
وألف فكرة وفكره تجول في خاطره ..
ايعقل ان يكون جمال الفتاة هو سبب تمنعها عنه ؟؟
اهو غرور منها ؟؟؟ ولكن اعاقتها تنفي جميع معاني الغرور...!!!
تصادمت الافكار في رأسه ..
عاد للمنزل بعد صلاة الفجر ...
ذهب الى فراشه .. أغمض عينيه محاولا النوم .. ولكن دون جدوى ..
اعاد هاتفه الجوال الى العمل وكان ينوي الاتصال بنهى .. ليفاجاء برسائل الشوق من هناء ..
ولتزيد همه رسائل العتاب من حنان.. عتاب على نسيانه لذكرى تعارفهم ..
ذكرى محبتهم.. او ما اصبح محبتها ..

هم باقفال جواله .. ولكن نهى سبقته .. رن هاتفه.. واطال بالرنين..
تأمل سمير في شاشة الهاتف .. يقراء اسم نهى.. وتفكيره منشغل بهبه..
انتظر حتى انهت نهى الاتصال..
حول هاتفه الى الوضع الصامت..

استلقى في فراشه.. ولكنه لم يعد يبحث عن النوم... على الرغم من شدة ارهاقه.. الا انه استغرق في التفكير..
لماذا هذه الفتاة؟؟ لماذا تشغل باله؟؟
هل ذلك بسبب شخصيتها القويه؟؟ ام بسبب ثقافتها العاليه؟؟
ام هو ما تتحلى به من خفة الروح ؟؟
أهو حسن تقديرها للأمور؟؟
او ان ذلك لأنها صعبة المنال ؟؟
الما راه اليوم من جمالها الاخاذ دور في شغل تفكيره؟؟
أم........

لم يكمل سمير تفكيره..
فقد غلبه النعاس أخيرا...

************************************

استيقض سمير متأخرا .. قاربت الساعه الواحدة ظهرا ..
لم يعد بإمكانه الذهاب الى المؤسسه..
ولكنه تذكر موعده اليومي مع هبه ..
قفز من سريره الى المكتب .. واستقبل شاشة حاسبه ..
اوصل جهازه بالشبكه .. فتح البريد ..
ولم تكن هبه متصله ..
قفز صوت من بريده ينبئه بوجود ثلاث رسائل جديده ..
فتح صفحة الرسائل املا ان لاتكون جميع الرسائل عبارة عن اعلانات تافهه..
وجد رسالة من هبه ..
فتحها مسرعا..
وجد نصها يقول..

((عزيزي سمير .. جئت في موعدنا اليوم ولم اجدك ..
انتظرتك لساعات .. ولكنك لم تحظر..
انا متأكدة ان ظروفا قاهره حالت دون حظورك..
عزيزي..
سأكون متصله عند الرابعة عصرا..
أرجو أن أجدك..))

أسند ظهره الى الكرسي..
وضع يديه خلف رأسه .. وتنهد بعمق..
بقي ثلاث ساعات على موعدها .. وهو لم يعد يطيق الانتظار..
ضاقت به الدنيا ..
لماذا ؟ لماذا هذا الشوق اليها ؟؟ رغم انها تتمنع عنه !!
نهض وامسك بهاتفه .. وجد شاشته تعج بالمكالمات التي لم يرد عليها ..
سبع مكالمات من نهى ..
أربع من هناء ..
لكن حنان لم تتصل !
حنان اللتي حطم قلبها بنسيانه ذكرى تعارفهما بالأمس..
قرر الاتصال بها..
رتب العبارات على لسانه ..
وأخذ ينسقها..
حتى أكمل نص أعتذاره .. بكلمات رقيقه عذبه لا تمت لقلبه بصلة ...
اتصل بها..
ولكنها لم تجب..
اعاد محاولاته ... ولكن دون فائده..
حز في نفسه الألم الذي سببه لحنان ..
نهض من فراشه .. غسل وجهه .. ولم يحلق ذقنه ..
نظر الى وجهه في المراة..
قطرات الماء تنساب على تقاسيم وجهه .. ولكنه لم يستطع الابتسام ..
احيطت عينيه بهالتين من السواد تعلنان للملاء شدة إرهاقه..

نزل الى اهله .. قبل رأسي والديه .. وبرر لهم تغيبه عن العمل باعذار واهيه لم تقنع اهله .. ولكنهم ابتلعوها..
جلس يقلب محطات التلفاز ..
لم يجد ما يناسب مزاجه ...
صعد الى غرفته مجددا.. نظر في ارجائها .. يبحث عن ما يضيع وقته ..
تناول هاتفه .. اتصل بعادل.. اتفقا على تناول طعام الغداء خارجا..

خرج سمير .. وقاد سيارته كعادته بطريقة جنونيه .. محاولا تفريغ توتر الانتظار..
وصل الى بيت عادل .. خرج عادل .. وانطلقا سويا بصرير اطارات ازعج سكان الحارات المجاوره..

عادل: خير خير خير .. عسا ما شر .. تبي منيتك على يدين ابوي !!!
سمير : اقول اركد ..
عادل: يبن الحلال ترفق تراك بحاره .. قسم بالله ينتق لك بزر ما عاد يجمعونه ولا باكياس..
سمير: اقول ما ودك تسوق بدالي ؟
عادل : وقف خل أسوق ولا تسوي لنا بلوى زي الصيف الماضي !

استرجع سمير شريط حادث مروري تسبب فيه قبل سنه ...
كان يقود سيارته بسرعة جنونيه داخل حي سكني.. فاجئته سيارة عائله بخروجها من احد التقاطعات ..
قطع شريط الحادث .. طرده من تفكيره بكبحه على الفرامل ..
ترجل من المركبة وطلب من عادل قيادتها..

بعد الغداء.. عاد سمير للمنزل..
عقارب الساعه تشير الى الثالثة والنصف..
سلم على أهله.. وصعد الى غرفته ..
انتظر والده حتى سمع صوت باب غرفة سمير..
ثم قال...

أبو سمير: اقول يا أم سمير .. الولد هاليومين مهوب مضبوط.. مدري وش وراه ..
أم سمير: عجززززززت وانا اقووووووووول لك .. الولد كبر ويبي له مره ..
أبو سمير : كلميه يا أم سمير .. كوده يعقل ويطيع يعرس..

في الغرفة جلس سمير مقابلا لشاشة الحاسب ...
منتظرا دخول هبه ..
مرت ثلاثون دقيقه وكأنها ثلاثون ساعه..
وفي الرابعة تماما.. اتصلت هبه ببريد سمير..
وبكل ما يحمله من لهفه حادثها...

سمير: اهلييييييييييييييييييين..
هبه : هلا والله سمير .. وينك اليوم ؟ عسا ما شر؟
سمير: لا والله مافيه الا كل خير .. بس اسف راحت علي نومه..
هبه : ....
سمير: أدري ان السبب تافه .. بس ياليت تسامحيني ..
هبه : سمير.. ليه انت مهتم فيني ؟
سمير: ...
هبه: ياليت تفكر زين وتجاوبني...
سمير: تبين الجد .. والله مدري..
هبه: ....
سمير: يا هبه انتي فيك شي يشدني.. ما ادري ليه .. أحسك غير عن الناس هذي كلها..
هبه: ما أدري.. متأكد من احساسك ؟؟
سمير: ....
هبه : متأكد؟؟؟
سمير: ايه متأكد .. انتي بالنسبه لي غير..
هبه: .....
سمير: والله يا هبه لو كذبت على الناس هذي كلها ما اقدر اكذب عليك...
هبه : عموما يا سمير ... يا ليت ما تأمل على علاقتنا كثير .. لأنها مستحيل تتعدى حدود النت ..
سمير: ليه كذا يا هبه ؟؟ ليه قد ما احاول اتقرب منك تبعدين..
هبه : ....
سمير: هبه انا شفتك البارح ...
هبه : ايش !!!
سمير: وادري وش كثر ربي عطاك جمال.. بس هذا ما يعطيك الحق تلعبين فيني ...
هبه : ألعب فيك !!!
سمير: ....
هبه : عموما انا اسفه يا سمير لأني حسستك اني العب فيك .. ولا تخاف .. ما راح ازعجك بعد اليوم ..

قالتها وطلعت... ((او صكته ببلوك))

مرة فتره وسمير يتأمل في الشاشه ..
يسترجع اللي حصل..
يستوعب اللي صار..
سلم بالأمر..
وقفل الجهاز...

S}{0j0
10-01-2004, 03:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور أخوي ANIMA على القصة
مرررررررررررة حلوة :biggthump
<<<< تحمست :D :D
لسه في تكملة ...صح :06:
راح أكون في الانتظار

Exodia
11-01-2004, 09:48 AM
أختي S}{0j0 مشكور على ردك الحلو وطبعا في تكمله للقصة وهذا جزء منها :
مر أسبوع...
سمير مثل كل يوم .. يروح للدوام ..
يقضي أشغاله بسرعه ..
يدخل على النت.. وينتظر...
لكن هبه ما تجي..
تلفونه انفجر من اتصالات هناء ونهى .. هناء مشتاقه ... ونهى عندها كلام...
وحنان غايبه ... لا حس ولا خبر...
حس بفراغ ... فراغ كبييييييييييييييييييييييييييييييييير...
يمكن يقارب اللي حست فيه حنان...

راح الاسبوع ثقيل..
وفي اخره ... التقى سمير بعادل ..

عادل: هلا والله ابو حميد .. من طول الغيبات جاب الغنايم ..
سمير: اي غنايم وانا اخوك .. خلها على ربك بس..
عادل: سلامات !! عسا ماشر ؟؟ وش صاير ؟؟
سمير: عادل ... أنا أحبها ...
عادل: اييييييييييييييه .. تحبهااااااااااا.. قلت لي ...
سمير: ....
عادل: طيب ما قلت لي يالحبيب ... اي وحده فيهم اللي تحبها بالضبط ؟؟؟
سمير: ....
عادل: هناء نهى حنان .. مين بالضبط ؟؟
سمير: يوووووووووه ياخي أنا أحكي بوادي وانت بوادي...
عادل: ما شالله .. فيه غيرهم بعد !!!
سمير: انا أحكي عن هبه يالشيخ..
عادل: هبه!! من هي ذي؟
سمير: اللي شفناها في الـ(...)
عادل: (حط يده على جبهة سمير) بسمالله عليك وانا اخوك .. انت مصخن ولا فيك بلا ؟؟؟
سمير: ليه !! وش فيك تفاول علي ؟؟
عادل: مانيب اتفاول عليك .. بس..
سمير: ....
عادل: هالحين وانا اخوك.. هناء منافسة الايليت سوبر موديلز ميته تبي تشوفك ... ونهى اللي من تفتح الخط معها تزمل وشلون تقفل السالفه..
وحنان اللي ما عمري شفت أحد يحب مثل ما حبتك .. ما فيه وحده فيهم ملت عينك!! .. ما قردك ربي الا بهاللي رادتن بك !!!
سمير: ....
عادل: طيب ياخي .. انت حر .. حبها بيديك ورجولك .. محد قال لك لا .. وعلى قولتك .. الشرع محلل أربع..
سمير: يا عادل.. افهمني واللي يرحم والديك .. أنا ما أبي أربع.. أنا أبي هبه وبس...
عادل: طيب وهالثلاث اللي أنت معلقهن الله يغربلك...؟
سمير: ....
عادل: وش بلاك ما ترد ؟؟
سمير: وش تبيني أسوي يعني ..؟؟
عادل: ابيك تقول لكل وحده فيهم انك ما عاد تميل لها.. بنات الناس مهوب ميداليات مفاتيح بيدينك ...
سمير: ياخي والله صعبه ... ما ابي اجرح اي وحده فيهم ...
عادل: خبز خبزتيه يالرفلا اكليه ...
سمير: ....
عادل: انت اللي جبته لنفسك ... وخطاك لازم تصلحه ..
سمير: مهيب مشكله .. خطاي اصلحه ... بس ابيك تساعدني..
عادل: ايوه ايوه ... لا يا حبيبي ... وقف وقف ... نزلني واللي يرحم والديك ..
سمير: وش بلاك ؟؟؟
عادل: لا ولا شي الله يسلمك .. بس اهلي يبوني وانا مدري وش انت ناوي عليه هالمره ..
سمير: يبن الحلال لا تخاف .. مافيه مصيبه هالمره... بس انت فتح معي واسمعني زين ..

وقص سمير لعادل قصته مع هبه ... وكيف انتهت بزعلها...

عادل: طيب يالذهين .. اموت اعرف على اييييييييييش انت ناوي ؟؟
سمير : انا اقول لك .. بنروح في نفس الوقت لنفس المكان اللي شفناها تتمشا فيه ... واذا جت .. انت بتجلس بالسياره وانا بنزل اكلمها..
عادل: طيب انا الى الان ما فهمت وش شغلتي بالضبط..
سمير: صدق انك جنط .. انت تجلس تراقب لي الوضع يا فالح .. ولو لا سمح الله وصار شي تصير جاهز للنحشه..
عادل: ....
سمير: يارجال لا تصير خواف.. كلش بيمشي تمام .. بس الاحتياط واجب.. بس انت قل قدام..
عادل: والله ما بيوديني بستين داهيه الا انت ومشاريعك .. بس براسك .. قداااااااااااااااااام..

وراحو...

S}{0j0
11-01-2004, 10:56 PM
بانتظار بقية القصة

kingroad
14-01-2004, 10:31 AM
يلله ننتظر باقي القصه

Exodia
14-01-2004, 04:14 PM
أخوي kingroad وأختي S}{0j0 مشكورين :D أيش رأيكم نكمل القصة ؟؟؟؟؟؟ :biggthump
ذهب سمير و عادل للمكان اللذي اعتادت هبه على الخروج اليه ...
انتظرا ان تأتي.. مر الوقت ببطء..
جلسا في السياره .. سمير يترقب..
و عادل يستمع لإهداءات المستمعين على الام بي سي اف ام (( اموت على الدعايه يا شيييييييييخ ))..
كانت الاهداءات كالتالي..

اهداء من نوره الى الخطيب الغالي سعد ..
اهداء من فيصل الى الخطيبه الغاليه لطيفه..
اهداء من المتيمه الى الخطيب الغالي عادل..
اهداء من بندر الى الخطيبه الغاليه M !!!
((( ما شالله .. كل العالم خاطبين !! ويقولون عندنا انخفاض في نسبة الزواج نتيجه غلاء المهور !!)))

وفجاءه نط صوت مو غريب ...
صوت يلعلع.. الوووووووووووووو
مقدم البرنامج: اهلين مين معنا ..
المتصله : انا نهى من الرياض ...((يافرحة اهلك فيك))..
أحب أهدي الأغنيه للخطيب الغالي "سمير" من الرياض ... ((ماشالله .. بالرفاء والبنين!!))
مقدم البرنامج: طيب طيب.. شاكرين لإتصالك أخت نهى ..

عادل قصر الصوت .. نظرات متبادله من عادل وسمير .. تبعها انفجار ضاحك من الطرفين ...
عادل: الله يغربل بليسك انت والاشكال اللي تعرفها يا شيييييييييييييييييييخ ..
سمير: .....
عادل: خاف الله يا شيخ .. شف وش سويت في بنت الناس ..
سمير: يبن الحلال.. قلت لك بصلح كل شي ..
عادل: انا ما كسر خاطري الا هالمسكينه حنان.. والله ما شفت أحد يحب مثل ما تحبك ..
سمير: .....
عادل: ايه .. اللي يبينا عيت النفس تبغيه واللي نبيه عيا البخت لا يجيبه..المهم هالحين..
وين هبه ذي تراي مليت .. لا تكون مرت وانت ما انتبهت لها ؟؟
سمير: لالا... لو مرت صدقني بأعرفها..
عادل: طيب انت متأكد انها تطلع كل يوم ؟؟
سمير: لا..
عادل: طيب الى متى بترطعنا فيذااااااا انت وخشتك ؟؟
سمير: .....
عادل: ياخي مليت ...
سمير: اصبر شوي بس.. ربع ساعه .. اذا ما جت نمشي..

مر الوقت وشارف الوقت على الإنتهاء..
راحت ربع ساعه .. بنظرة المحبط نظر سمير الى الساعه .. هم بتشغيل السياره ..
وجت هبه ..
بانت هبه في زاوية الشارع على كرسيها المتحرك ...
ولكن..

سمير: مو هذا أخوها اللي كان معها ذاك اليوم ..

كان يدفع كرسيها طفل .. عمره قارب الاثني عشر عاما...
بالكاد يطل من فوق كتف هبه ليرى الطريق...
كان مبتسما.. وكانت هبه تضحك وهي ترشده الى الطريق..
نظر سمير الى عادل وقال..

سمير: خلك جاهز..

وقبل ان يستوعب عادل الموقف.. نزل سمير من السياره ..
مشى بخطوات متسارعه نحو هبه وأخيها الصغير..
مشى خلفهما .. حافظ على المسافه ..
لا يريد لفت الأنظار..
يتحنى الفرصة المناسبه ليحادثها..
استمر في المشي ورائهما مدة طويله ..
بدء الملل يخالجه .. وهو ينظر الى هبه من بعيد .. يتوق لمحادثتها..
ولكن اخاها كان هناك ..((( بالعربي نشبه )))...
مر الوقت .. ووصلت هبه الى سيارة عائليه..
مظللة النوافذ... كان يفترض بسائق اجنبي ان يكون خلف مقودها...
أين ذهب؟؟
بحثت هبه بأنظارها عن السائق ولم تجده ..
بقي سمير بعيدا..
ينظر الى هبه وقد همت بالرحيل .. ولم يجد فرصة لمحادثتها..
نظرت هبه لأخيها الصغير وطلبت منه أن يساعدها في ركوب السياره بدلا من السائق..
حاول الطفل مساعدة اخته في ركوب السياره ..ولكنه لم يستطع...
بداء شكلهما يلفت نظر الماره ...
انزعجت هبه من ذلك الوضع .. ولا أثر لذلك السائق...
فكر سمير في مساعدتها .. ولكن ذلك قد يضعها في مشكله ..
وقد ترفض هي المساعدة منه ..
طلبت هبه من اخيها ان يقرب الكرسي أكثر لباب السياره..
تحاملت على نفسها وحاولت النهوض..
استندت لباب السياره ..
حاولت الدخول .. ولكنها سقطت... سقطت على الارض وسط شهقة من أخيها الذي راح
يحاول عاجزا ان يساعدها على النهوض...
عندها قرر سمير التدخل..
تقدم اليهما .. عرض المساعدة على الطفل.. اومى الطفل برأسه ايجابا..
كان موقف هبه قد اغرقها خجلا .. فلم ترفع رأسها لترى صاحب الصوت..
مد سمير يده وأمسك بيدها .. ساعدها على النهوض ..
ركبت هبه في السياره .. ثم رفعت رأسها لتشكره ...

هبه: شكـ.... ((سكتت))

لم تستطع ان تنطق حرفا واحدا... فلقد عرفته..(( شاهدت صورته سابقا عبر الانتر نت))..
سكتت مطولا تنظر اليه بذهول ...
نظر اليها بهدؤ...
نظراته كانت تحمل أسمى عبارات الاعتذار..
أنزلت رأسها ..
سكتت .. أطالت في السكوت ..
ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة رضا ..
رفعت رأسها .. وقد رافقت ابتسامتها دمعة انسابت فوق خدها البدري.. وقالت..

هبه : شكرا... (( قالتها بصوتها الملائكي الذي هز ما تبقى من قلب سمير))..

ابتسم سمير بدوره .. نظر اليها .. امعن في النظر .. وسؤال يدور في نفسه عن سبب هذه الدمعه...
قاطع تلك اللحظه صوت أخيها الصغير عبدالله..

عبدالله: مشكورين أخوي..
سمير: ....
عبدالله: يالطيب مشكور...
سمير: ....
عبدالله يربت على كتف سمير: يبو الشباب..
سمير: هاه.. هلا .. سم..
عبدالله: اقول مشكورين وما قصرت..
سمير وهو سارح بنظره مع هبه: هلا .. حياك الله ...
ظحكت هبه بخفة من الموقف وقالت وهي تمسح دمعتها: مشكوره أخوي ..
عبدالله: يالله عاد لا تطولها وهي قصيره..

انتبه سمير لنفسه .. نظر الى عبدالله .. ابتسم وانصرف...
نظرت هبه اليه وهو يبتعد... يسير بخطى واثقه..
يسير بخطى فرحه..
خطى راقصه..
فيما انشغل اخوها في البحث عن السائق ..
تابعت نظراتها سمير.. حتى ضاع في الزحام...
أغمضت عينيها..
وتحركت شفتاها لتنبسا بأجمل كلمه في قواميس البشر..
قالت "أحبك"...
ولم يسمعها أحد...

Exodia
18-01-2004, 04:47 PM
وصل سمير للسياره .. نظر الى عادل الذي انشغل بتقليب محطات الراديو ..
وقف فوق رأسه.. فتح باب السياره لينتبه عادل الى وجوده ..
وقبل ان ينطق عادل.. جره سمير لخارج السياره ..

عادل: هاه بشر وش صار ؟!

نظر سمير الى عادل في حده ... وقال..

سمير: هالحين هذا اللي جايبه يراقب لي ويستعد للهجه ؟
عادل: يبن الحلال والله منتبه .. بس انت قل لي وش صار؟...

ازدات حدة نظرات سمير .. ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة نصر.. أمسك بكتفي عادل.. قبله على خده وقال..

سمير: ياخي انت وجه خير علي.. انت احسن واحد بهالدنيا..(( ثم صرخ قائلا)) كلمتهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..
عادل: كلمتها !
سمير: ايه كلمتها..
صرخ عادل: كلمهااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا..
سمير: كلمتها..
عادل: كلمها...

ووسط صراخهما والضحك .. انتبها لنظرات الناس.. بدأت ضحكاتهما تخف تدريجيا ..
اضيء نور ساطع في الافق..
لاح ذلك النور على مسافة غير بعيدة منهم .. لا تزيد على الخمسمئة متر..
ماذا يكون ؟؟
هل هو كامري؟؟ .. لا..
هل هو مكسيما؟؟ .. برضو لا..
هل هو فورد ؟؟ .. كمان لا ..

اذن ماذا ؟؟
صح... انه (( جمس مدرعم))..

استوعبا الموقف بسرعه هذه المره((لازم وانا اخوك .. الانسان يعيش مره وحده))...
قفزا في السياره ..
وانطلقا بسرعة لن يصل اليها ذلك الجمس (( ولو انه بدحديره))..

وذهبا يجولان في شوارع الرياض ..

************************************

في صباح اليوم التالي..
استيقض سمير كعادته ...
وعندما رأى العطور الثلاثه ..
وقف عندها للحظه ...
أسف على ما فعله ... ندم بشده .. ولكن ذلك لن يصحح الخطاء..
نزل من غرفته ..
قبل رأس والدته ..
هم بالرحيل.. أمسكت يده .. قالت..

أم سمير: يا وليدي.. متى يهديك الله وتعرس؟؟

سكت سمير لبرهه.. نظر الى والدته..
ابتسم..
جلس بجوارها.. أمسك بيدها وقبلها.. قال..

سمير: قريب يمه.. قريب انشالله ..

دعت له بالتوفيق وسداد الخطى ..
وخرج الى عمله..
انتهى من عمله كعادته مبكرا ...
اتصل بماسنجره ..
وجد هبه متصله .. وقبل ان يحادثها حادثته..

هبه : صباح الخير..
سمير: هلا والله.. صباح النور..
هبه : سمير ابي أكلمك..
سمير: تفضلي هبه .. تكلمي..
هبه : لا لا.. ابي اكلمك.. ابي اسمع صوتك..
سمير: .....
هبه : ولا انت ما تبي ...؟ ((صاحيه انتي مايبي!))..

اتصلت هبه بهاتف مكتب سمير .. طلب منها سمير الانتظار قليلا ..
اتصل بسكرتيره ناصر وقال..

سمير: ناصر .. اسمعني زين ..
ناصر: سم امر..
سمير : أي أحد يطلبني قل له سمير سافر.. سمير مات .. سمير أي شي .. المهم اني غير موجود بالخدمه ..اوكي؟
ناصر: .. !!
سمير : تسمعني أنت؟؟
ناصر: خلاص أستاذ سمير .. اللي تامر به ..

عاد سمير الى هبه ليسمع ضحكتها الخفيفه على تصرفه .. وقال..

سمير : وش فيك ؟!
هبه : لا ولا شي .. بس ما كان له داعي تصرف العالم .. اصلا انا ما اقدر اطول ..

وصدقت .. ما طولو .. بس الى نهاية الدوام الساعه ثلاث..
بس..

Exodia
19-01-2004, 03:23 AM
طلع سمير من الدوام مستااااااااااااااااانس .... ((يحق لك يا عم))..
اتفقو يكلمون بعض اخر الليل..
كان يتمنى الوقت يمر بسرعه..
ماكان له خلق يرجع للبيت .. كلم عادل.. وطلعو سوا..

عادل: هاه يالحبيب.. بشر .. كيف الاوضاع..؟
سمير: فل الفل..
عادل: سمعتك صوتها ؟
سمير: خمس ساعات وان طربان بصوتها .. يالله يا عادل.. من جد ما عمري حنيت لأحد مثلها..
ماني قادر اصبر .. مشتاق لضحكتها.. مشتاق لسواليفها..
عادل: ايه .. هذا كان كلامك اول ما عرفت حنان وهناء ونهى..
سمير: لا يا عادل.. صدقني هبه غير .. هبه بالنسبه لي شي ثاني ..

نظر عادل الى سمير بنظره تقول (( كيف الحال يبو الشباب ؟؟ على مين تلعبها ؟؟ على عادل !!))

سمير: والله يا عادل انها غير .. والله ما خفق قلبي لأحد مثلها .. وبأثبت لك..
عادل: وشلون ؟..
سمير: قررت أكلم حنان وهناء ونهى .. بصارح كل وحده منهم بحقيقة احساسي تجاهها وانه ما تعدا حد الغلا..
أبعتذر من كل وحده منهم .. وخلصنا..
عادل: يا حبيبي.. دخول الحمام مش زي خروجه...طيب هناء مو مشكله .. هي أصلا ماخذه الموضوع
صداقه وغلا .. لكن نهى اللي طلعتك أمس خطيبها .. وحنان واللي بقلبها لك ..؟؟
سمير: حنان هي اللي كاسره خاطري .. اما نهى صدقني ما قمت ولا قعدت عندها .. اهم شي واحد تقرق عليه
وممكن أحولها عليك اذا تبي..
عادل: ايش ايش ايش!! معلاق عند اهلك انا .. لا حبيبي.. لا ترمي بلاويك علي.. وخر عني
وقف وقف .. وقف نزلني..

وقف سمير وابتسم..

عادل: ايوه .. ايوه .. وانت ما صدقت على الله تبي تنزلني !!
سمير: يبن الحلال امزح معك .. وبعدين وش فيها يعني .. انت ونهى تصلحون لبعض..
كلكم راعين قرق..
عادل: !! .. وانت من مشغلك لي خطابه !!!
وبعدين انا مانيب راعي قرق يالسمرمدي..
سمير: وسع صدرك عدول .. انا مستانس وبستلمك اليوم ..

وكملو اليوم مع بعض ..
خلال هالكم يوم .. عرف سمير وش كثر كان عادل يعني له..
عرف ان " عمر الغيم ما يحجب خيوط الشمس.. وعمر البعد ما يمحي صداقة أمس"...

************************************

مر اسبوع على سمير وهبه .. وقلوبهم كل يوم تتعلق في بعض أكثر وأكثر..
تعارفو في هالاسبوع .. سأل عن كل اللي يبي يعرفه..
وسألت عن كل اللي تبي تعرفه..
بس كان فيه موضوع مشغل باله .. وعجز يسأل عنه..
كان حاب يعرف سبب اعاقة هبه ..
السبب اللي منعها من المشي..
ولكن ما قدر يسأل .. وكان يتمنى تقول له من غير ما يسأل..

بعد اسبوعين .. بدأ سمير في ترتيب أفكاره..

صارح هناء بتقديره لصداقتها له .. وصدق احترامه لها ..
اخبرها بانها فتاة لا ينقصها شي..
لكن قلبه قد أحب .. وحبه يلزمه بالحنان..
تفهمت هناء الوضع .. عاتبته على اخفائه الامر عنها منذ بدايته ..
دعت له بالتوفيق مع من أحب.. وانتهت علاقتهما بهدوء..

صارح نهى بحقيقة الامر ...
اخبرها بأنه يحب .. دعت له بالتوفيق ...
دعا لها بالتوفيق ايضا .. اراد ان يوادعها ...
بدأت تسرد له أحداث اليوم السابق في حفل زفاف ابنة عمتها !!!
سمير: نهى !! مو معقول .. انا قاعد اكلمك في موضوع وتنطين لي بسالفه ثانيه ؟!
نهى: ليه وش صار ؟...
سمير: أقول لك أنا أحب..
نهى: طيب وانا قلت لك الله يوفقك مع اللي تحب ..
سمير: طيب خلاص.. اللي بيننا لازم ينتهي..
نهى: ليه ؟!!
سمير: لأني أحب وحده ثانيه !!
نهى: طيب !! وخير ياطير..
سمير: يعني لازم نفترق...
نهى: لا .. ممكن نبقى اصحاب ! (( ياوالله النشبه))..
سمير: .....

فكر سمير شوي .. وقال..

سمير: نهى .. معليش بس انا مستعجل هالحين ..لازم الحق على الطياره .. نتفاهم بعدين ..
نهى: اي طياره ؟؟
سمير: انا مسافر .. عندي رحلة عمل ...
نهى: طيب كيف أقدر أسأل عن أخبارك ؟؟

فكر سمير شوي زياده وقال..

سمير: خذي الرقم هذا .. هذا صاحبي عادل .. هو يقدر يعطيك كل أخباري .. (( وعطاها رقم عادل))..
يالله باي..
نهى: باي حبيبي.. توصل بالسلامه..


بقيت حنان.. لم يعرف سمير كيف يصارحها بالأمر ..
استجمع شجاعته وقرر الاتصال بها ..
حاول الاتصال بها .. ولكنه لم تجب..
كان لديه رقم اختها ساره .. وكانت على علم بما بينهما..
اتصل بها..

سمير: الو.. مسا الخير ساره..
ساره: هلا.. مين معي ..؟
سمير: انا سمير.. صاحب حنان..
ساره: اهلين سمير..((قالتها من غير نفس.. خبرتها في الحياة كانت كافيه علشان تشوف اللي داخل سمير))..
سمير: وين حنان؟؟ لي كم اسبوع وانا ادورها.. سلمات؟ عسى ما شر؟
ساره: والله مدري وش اقول لك ..
سمير: وش فيه ؟؟ وش صاير ؟؟
ساره: اسمع يا سمير.. انا ادري انك ما تحب حنان .. بس اتوقع انك على الاقل تعزها ..
سمير: أكيد ومعزتها كبيره بعد..
ساره: طيب اللي يعز انسان تهمه مصلحته .. صح؟
سمير: صح..
ساره: طيب اسمع يا سمير.. حنان انخطبت قبل ثلاث اسابيع.. وقبل أسبوع اقتنعت بالشخص اللي تقدم لها ووافقت..
واذا كانت تهمك مصلحة البنت .. ابعد عنها..
سمير: من جدك !!
ساره: ايه..
سمير: الله يبشرك بالخييييييييييييييير ... الف الف مبروووووووووووك يالله يارب انك توفقها يارب..
ساره: !!!..
سمير: من جد فرحتيني يا شيخه ..
ساره: !! انت من جدك مبسوط !!
سمير: ايه والله فرحت لها ..
ساره: يعني افهم انك ماراح تزعجها بعد كذا !!..
سمير: لا والله خلاص وعد مني اني ما اقرب لها..
ساره: ..!
سمير: يالله ساره .. شكرا على الاخبار الحلوه هذي .. وفمان الله ..
ساره: .. طيب .. فمان الله !

قفلو الخط وساره تناظر في التلفون .. رفعت يديها للسماء وقالت..

ساره: الله يكملك بعقلك يا سمير..

فرح سمير لنهاية الأمور بهذه الطريقه ..

S}{0j0
21-01-2004, 05:50 PM
ساره: طيب اسمع يا سمير.. حنان انخطبت قبل ثلاث اسابيع.. وقبل أسبوع اقتنعت بالشخص اللي تقدم لها ووافقت..
واذا كانت تهمك مصلحة البنت .. ابعد عنها..
سمير: من جدك !!
ساره: ايه..
سمير: الله يبشرك بالخييييييييييييييير ... الف الف مبروووووووووووك يالله يارب انك توفقها يارب..
ساره: !!!..
:p :p :p :D :D :biggthump :biggthump
ردة فعل خطيييييييييييرة
بانتظار الصدمة الغير طبيعية

أبوجمـــال
21-01-2004, 05:57 PM
قصة مشوقة ورهيبة و انا بانتظار الاجزاء القادمة على احر من الجمر....
و مشكور اخي ANIMA ONLY على هذة القصة..

Exodia
22-01-2004, 12:54 AM
أختي S}{0j0 لاتستعجلي على رزقك حبه حبه ... :creep:


أخوي محمود أبوجمال والله مشكور على متابعتك وما أدري أيش أقول لك :hmmmm: .......


نكمل إلحين باقي القصة .....

في اليوم التالي ..
الساعه الحادية عشره صباحا .. كان سمير ينتظر اتصال هبه ..
سمع ضجيجا خارج المكتب..
ازداد صوت الضجيج ..
بدا وكأن عراكا يدور في مكتب السكرتير..
فجأة .. ودون سابق انذار .. اقتحم المكتب وحش كاسر..
يتطاير من عينيه الشرر.. يمسك بعصا تلقب بـ"العجرا" في شماله..
كان شكله مفزعا..
وكان اسمه عادل..
تقدم عادل من سمير .. أمسك بتلابيبه.. ودفعه الى الجدار ..
هرع السكرتير ناصر الى الهاتف ليطلب الشرطه.. الا ان سمير استوقفه قائلا..
سمير: لالالا يا ناصر .. ما عليك .. حنا بنتفاهم بطريقه وديه ..
ناصر: !!! وديه !!!
سمير: ايه ما عليك .. مشاكل عائليه وانشالله بنوصل لتسويه ..
نظر ناصر الى سمير وكأنه يقول (( صاحي أنت!))
اشار سمير الى ناصر بأن يخرج من المكتب..
خرج ناصر وأغلق الباب وراءه ..
نظر سمير الى عادل وقال ..
سمير: مطولين كذا ؟!
عادل: ليه ؟
سمير: ...
عادل: وش سويت لك أنا ؟!
سمير: ...
عادل: حرام عليك يا شيخ .. ذابح لك أحد أنا ...
سمير: ممكن نجلس ونتفاهم..
عادل: مافيه تفاهم .. يا قاتل يا مقتول اليوم ..
سمير: ليه ياخي !! هذا جزا اللي يسوي بك خير !!!
عادل: خير !!! ..
قاطعهما صوت رنين هاتف عادل الجوال..
ترك عادل سمير وجلسا ...
أخذ عادل أنفاسه ..
أخرج هاتفه .. ونظر الى شاشته .. وابتسم في حسره ..
مد شاشة هاتفه أمام وجه سمير وقال ..
عادل: تسمي هذا خير !!!
كان رقم نهى يظهر على الشاشه ...
حاول سمير أن يكتم ضحكته ..
عادل: ايوه اضحك يا عمي .. مبسوط افتكيت .. انا اللي بنشب بها ..
سمير: طيب رد عليها ..
عادل: مارديت ولا راح أرد عليها ..
سمير: طيب أنت جرب وش راح تخسر !!...
عادل: وش راح أخسر !! طبعا يا باشا .. فواتيرك تتسدد قبل ما حتى تدري عنها ..
شكلك ما سمعت عن عصابه اسمها شركة الاتصالات...
سمير: يا رجال اذا على الفواتير ماعليك ..
عادل: ايوه ايوه .. جاي اشحذ من سعادتك انا .. يا عمي طيييييييييييير..
اقترب سمير من عادل.. نظر في عينيه .. ابتسم.. وقال ..
سمير: عادل.. طاوعني وجرب ..
عادل: اجرب ؟!
سمير: ايه جرب..
سكت عادل للحظه.. نظر الى الارض..
أطلق ضحكة قصيره وقال ..
عادل: براسك يا سيدي .. نجرب .. والله يستر ..
رن هاتف مكتب سمير.. نظر سمير الى عادل وابتسم ملمحا له بالرحيل..
عادل: خير .. وش فيك تطالعني .. مضيع لك شي بوجهي !
سمير: لا بس شكلك دايخ وودك تروح لبيتكم تنام .. صح؟
عادل: لا يا حبيبي .. قاعد على قلبك..
سمير: يالله عاد روقنا..
عادل:طيب طيب .. شوي شوي... لا تدف ..
وخرج عادل من المكتب ..
ليترك سمير ..
مع من ملكت قلبه..
مضت ستة أشهر وهبه هي دنيا سمير..
هي الصوت الذي يوقضه صباحا..
الحلم الذي يدفعه للمثابرة دراسيا ..
الأمل اللذي يحثه على الاجتهاد في عمله مع والده..
ازدهرت مؤسسة والده بادارته..
فقد اصبح انسانا مسؤلا فعلا ..
نسي العبث وايامه..
لأنه أدرك أن هبه هي حياته..
أدرك ان العيش بدونها صار ضربا من المستحيل..
ادرك انها هدفه في الحياه ..
فراح يسعى جاهدا لوصول هذا الهدف..
اليوم.. هو اول ايام عيد الفطر..
استيقض سمير مع أذان الفجر..
أخذ حماما سريعا..
لبس ما جهزه من ثياب للعيد..
تأنق في لبسه..
توجه لطاولة قريبة تصطف فوقها انواع العطور..
في طرف الطاوله..
عطر أهدته إياه هبه.. تستند اليه بطاقة سطرت فيها اعذب الكلام..
حمل العطر بيده..
نظر اليه وهو يبتسم..
أغرق به ثيابه..
ذهب لصلاة العيد مع والده..
عادا الى المنزل..
صعد الى غرفته..
هاتف هبه..
سمير: كل عام وإنتي بخير يا كل الخير..
هبه : اهلين بعد عمري .. وانت بخير حياتي..
سمير: هاه.. كيف صباح العيد معاك؟
هبه : عيدي بسماع صوتك حبيبي..
سمير: ...
هبه : سمير .. هالحين صار يوم العيد.. أقدر أفتح الهديه ؟؟
سمير: لا حياتي .. معليش أصبري شوي .. أبي أكون معاك على الخط وانتي تفتحينها ..
هبه : طيب أنت هالحين معي .. واليوم العيد..
سمير: ايه بس الضيوف علـ...
وقاطعهم صوت ابو سمير يخبره بوصول الضيوف...
سمير: شفتي ..
هبه : اخخخخ .. وربي ما تحمست لشي بحياتي مثل ما تحمست اني اعرف ايش هي الهديه ..
سمير: انتم يالبنات تذبحكم اللقافه ...
هبه : !!! ايش ايش ايش .. وش فينا يالبنات ..غرد غرد.. قول اللي بخاطرك ..
سمير: انتم يالبنات سكر هالحياة .. وانتي سكر بيالتي انا..
هبه : .....
سمير: ادري اني مقطع الرومنسيه .. بس تعرفين ..عيد وما نمت زين .. يعني لا تشرهين..
ضحكت هبه بخفه وقالت..
هبه : طيب يالرومنسي.. يالله قم لضيوفكم .. واول ما يمشون تكلمني .. مفهوم ؟؟
سمير: ايوه يافندم ..
هبه : يالله حبيبي .. استناك.. باي..
سمير: باي حياتي... باي..
نزل سمير ..
رحب بالضيوف..
وقام بالواجب مع ابوه ..
وجا عادل وابوه بعد .. ((يعني ليلتنا أنس))..
يوم صارت الساعه تسع طلع سمير وعادل يجيبون العيد (( الذبايح بالعربي.. ولا تقولون وش ذا !! ذبايح الصبح!!
ايه وش فيها .. كذا شيباننا.. عيدهم الصبح))
وفي الطريق ..
عادل: أيوه .. اخبار ابو هبه ؟..
سمير: أخباره تسرك .. انت بشرنا عنك؟
عادل: والله الحمد لله .. تدري سمير .. ياخي احس اني بديت أغار من هبه.. ماعاد نشوفك ياخي ..
سمير: يبن الحلال.. انت عارف قدرك ومعزتك بقلبي.. بس انت بعد عارف .. الدراسه والمؤسسه..
وانت عارف.. "عمر الغيم ما يحجب خيوط الشمس"..
عادل: "وعمر البعد ما يمحي صداقة أمس".. صدقت والله .. وانت بعد يا سمير تعرف قدرك على قلبي..
سمير: أقول بس .. فكنا من الرسميات ..
عادل: ايوه .. وأخبار الهبه ؟؟
سمير: والله تمام ..
عادل: ايه الحمدلله .. وأخبار المشروع اللي براسك ؟
سمير: المشروع قرب يتنفذ .. واليوم انشالله يتحدد كل شي ..
اليوم يتحدد مصير...
بعد ان رحل الضيوف .. صعد سمير الى غرفته .. واتصل بهبه ..
سمير: مرحبا حياتي..
هبه : هلا عمري .. هاه .. مشو الضيوف ؟؟
سمير: وااااوك .. ياربي هو صدق.. ما بغو ...
هبه : الله يعينك حبيبي.. معليش .. حق وواجب..
سمير: أنا ما قهرني الا أبو راشد .. أصب له الفنجال .. وتستوي اصابعي قبل لا ياخذه..
ضحكة بخفه وقالت ..
هبه : بسمالله عليك وعلى اصابعك عيوني..
سمير: تسلمين حبيبتي..
هبه : هاه سمير .. نفرج عن الهديه ؟؟
أخذ سمير نفس عميق.. وقال..
سمير: يالله.. هالحين ابيك تفتحينها..
كانت هبه تمسك بعلبة الهديه .. هي لم تتركها منذ الصباح..
تقلبها .. تهزها محاولة ان تعرف ما بداخلها..
والان حانت اللحظه اللتي انتظرتها منذ مده..
امسكت طرفي شريطة كانت تلف العلبه..
حلت عقدتها..ازالت غلافها الارجواني..
همت بفتح العلبه..
سمير: هبه وقفي ..
هبه : وش فيه ؟
سمير: فتحتيها؟؟
هبه : لا..
سمير: هبه .. تحبيني؟
هبه : ..!!!
سمير: جاوبيني .. تحبيني ؟
هبه : أيه سمير.. أحبك ..
سمير: قوليها بعد مره ..
هبه : أحبك..
سمير: اموت فيك.. والله أموت فيك .. افتحي الهديه..
ازالت هبه غطاء العلبه ...
فاحت منها رائحة عطر سحري ..
كانت العلبه مزينة بقصاصات ورق حمراء من الداخل..
تتوسطها علبة صغيره حمراء داكنه.. شكلت بشكل القلب..
ورسالة محرقة الاطراف.. لفت بشكل اسطواني..
لتبدو بشكل أثري..
امسكت هبه بالرسالة..فتحتها..
قرأت ما أبدعه سمير من أبيات شعريه..
تعبر عن اعجابه بها..
أمسكت العلبة الصغيره ..
نظرت اليها..
فتحتها..
وجدت خاتما .. لف بداخله ورقة صغيرة..
سحبت الورقة ..
قرأتها وأنسابت فوق خدها دمعة حائره..
لم تعلم أهي دمعة فرح أم حسره..
كتب في الورقة.. "حبيبتي.. ياليت تقبليني شريك لحياتك"..
بكت هبه..
وسكت سمير..
ساد الصمت..
سمير: هبه...
هبه: ...
سمير: هبه أنا أنتظر منك جواب..
هبه: ...
سمير: يمكن أكون ما اخترت وقت مناسب ؟
هبه : ...
سمير: يمكن تحتاجين وقت للتفكير؟؟
هبه: ...
سمير: اسمعي .. أنا بخليك هالحين.. ولما تفكرين زين كلميني..
هبه : لا يا سمير.. الموضوع مو محتاج تفكير ..
سمير: ...
هبه : سمير .... سامحني يا سمير..
سمير: ...
هبه : انا ماني موافقه...
سمير: ليه ياهبه؟.. ليه؟
هبه : سمير.. حرام .. حرام أظلمك معي ..
سمير: تظلميني !!
هبه : سمير أنا معاقه... فاهم يعني أيش معاقه..
سمير: عمر الإعاقة ما كانت عيب..
هبه : الإعاقة مو عيب يا سمير.. الإعاقة صعوبه.. صعوبه في تأدية المسؤليات..
سمير: لو تكاتفنا نقدر نتخطى كل صعب..
هبه : سمير حرام.. حرام تظلم نفسك معي.. حرام تدفع ثمن غلطة غيرك..
سمير: كيف يعني غلطة غيري ؟!
هبه : سمير .. أنا كنت ضحية تهور شاب .. ضحية حادث مروري قبل سنه ونص..
وقصت هبه لسمير قصة ذلك الحادث..
حادث مروري مر بمخيلته وكأنه أمامه..
قصت قصتها..
أو قصتهما..
حيث كان سمير ...
هو ذلك الشاب...
الذي قتل بتهوره شباب هبه...
منذ سنة ونصف..
*********************************

كانت رواية هبه للحادث المروري ..
تمر في ذهن سمير ..
كانت ذكريات بائسه ... لتهورات مراهق...
لتصرف غير مسئول ...
كانت تقص حكايتها ...
وكانت المشاهد تمر في ذهن سمير..
تمر سريعا..
مقاطع سريعه.. متقطعه .. غير مرتبه ..
زاد تسارع المشاهد في ذهن سمير...
..
ازداد تشويش ذهنه..
لقطات سريعه من ذكرى الحادث تتعاقب بطريقة عشوائيه...
وفجأه..
مر بذهنه .. مشهد بطيء..
فتاة تستقل المقعد الخلفي من السياره ..
اقتربت سيارته منها بسرعه ..
بدت في عينيها نظرات الهلع..
وتوقف المشهد ..
قاطعته هبه..
هبه : الله لا يسامحه...
سمير: ....
هبه : يالله يارب انك تبتليه في نفسه وأهله ..
سمير: خلاص..
هبه : وش فيك ..!؟
سمير: ما فيني شي ..
هبه : تدري كيف انتهى الموضوع ...
سمير: ....
هبه : عطونا تعويض مادي ...
سمير: ....
هبه : عطونا مبلغ مالي.. وخلاص..
سمير: كيف خلاص ؟..
هبه : خلاص .. بح .. انتهى الموضوع .. ولا كأن شي صار .. لاحبس .. ولا عقاب..
والولد طلع منها زي الشعره من العجين ..
سمير: ....
هبه : ....
سمير: هبه ..
هبه : عيونها..
سمير: هبه .. أعذريني .. بس لازم أقفل هالحين ..
هبه : ....
سمير: معليش ..بس محتاج أكون لوحدي شوي ..
هبه : سمير .. أنا أسفه ..
سمير: لا .. أنا اللي أسف ..
هبه : !!!
سمير: معليش .. لازم أقفل .. باي..
هبه : ..باي..
قفل سمير الخط ..
دارت به الدنيا ....
نهض من سريره ... دار بأنظاره في أرجاء الغرفه ...
أطلق زفرة ساخنه ...
هم بالخروج .. توقف للحظه ..كان بجانب المراة ..
نظر اليها ... نظر الى صورته ...
رن في ذهنه كلام هبه ..(( الولد طلع منها زي الشعره من العجين ))..
أغمض عينيه ..
أدار وجهه عن المراة ..
خرج من الغرفة مسرعا .. تسابقت قدماه فوق درجات السلم ..
خرج بسرعه .. وصل الى باب الشارع ..
نظر لسيارته ..
لم يعد يطيق القياده ..
خرج ليمشي ..
يمشي الى لا مكان ...
وبلا هدف ...
...
عقله كان مشوشا...
بداء يكره ذاته..
وجد نفسه مجرما..
لماذا لم يعاقب ؟؟...
رن كلام هبه مجددا في أذنيه ...
(( الله لا يسامحه ))...
تناثرت الأصوات في رأسه ..
كان يمشي في شارع يعج بالسيارات المسرعه...
ضجيج السيارات يملاء رأسه ..
نظر الى الشارع ..
كان فارغا للحظه..
لن تلبث لحظات حتى يكتض بالسيارات "الطائره"...
عبره بهدوء..
وقف في منتصفه ...
رفع عينيه ..
عينين ذابلتين .. يائستين..
نظرتا الى فوج مقبل من السيارات .. يتعطش سائقوها في بلوغ السرعة القصوى ..
بداء يمشي..
يمشي بإتجاههم...
معاكسا لسيرهم ..
بدا يركض ...
وصل اليهم ..
أخذت السيارات بالتناثر من حوله ..
تجنبو الاصطدام به ...
تعالت الاصوات من حوله .. صرير اطارات .. ابواق انذار .. شتائم السائقين ..
تجاوزوه...
نظر اليهم ..
عشرات من السيارات .... نجحو جميعا في تخطيه ...
لم يصبه أذى ..
بكى.. أخذ يبكي ...
جثا على ركبتيه.. انهار ..نظر الى السماء...فرد يديه ..
صرخ.. (( وين العقااااااااااااااب !! ))..
انهار ..
وسقط في مكانه...
توقفت إحدى السيارات...نزل منها رجل ضخم..
إستوقف السيارات .. وصل الى سمير..
حمله على كتفه..
اركبه في سيارته.. وانطلق...

Batistuta
24-01-2004, 05:40 AM
يعطيك ألف عافية على القصة تصدق إني مشتاق للنهاية :afraid:

وخلك طيب وإرسل كل يوم حلقه :vereymad:

منتظرين البقيه :biggthump

The Shark
24-01-2004, 07:14 PM
مشكوووور على المجهود الرائع

وننتظر البقية

Exodia
25-01-2004, 12:09 AM
أخوي ALTANGO الله يعافيك ....

أخوي اوستن العفو .... وهاذي تكملع للقصة :

استيقض سمير على رائحةٍ قويه من البصل..
نظر الى سقف أبيض.. لم يكن غريبا ..
رفع رأسه..
كان هناك رجل باكستاني ضخم.. يمسك بقطعة من البصل أمام أنف سمير..
لم يكن هذا الرجل غريبا أيضا..
أبعد سمير البصل عن أنفه..
سمير: خلاص يبن الحلال .. والله صحيت..
نظر اليه الرجل وابتسم..
الرجل: ايس هزا اهمد.. ايس كلام.. انتا يبقا موت !؟
سمير: من انت.. ومن وين تعرف أسمي!!
نهض سمير وجلس...
شعر بصداع رهيب...لم يكن المكان غريبا..
نظر من حوله.. دخل رجل اخر المكان ونظر الى سمير ..
تبادل النظرات مع الباكستاني ثم نظر الى سمير..
نظر اليه سمير..
بدأ بتمييز ملامحه..
اوه.. إنه عادل..
اها.. هذا المكان هو مجلس عادل...
وهذا الباكستاني هو سائق عادل..
جلس عادل بجوار سمير...
نظر اليه وقال ..
عادل: سمير .. أنت صحيت؟؟
سمير: ايه..
عادل: فيك شي ؟ يعورك شي ؟؟
سمير: .. لا.. ما اعتقد..
عادل: يعني طيب؟؟
سمير: ايه...
طرررررررررررررررررررررررااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع...
(( صفع عادل سمير على وجهه .. وصرخ فيه ))
عادل: انت انهبلت !!!!!!!!!!!!!!!!
لم يستوعب سمير الموقف ..
عادل: أنت خبل !!!
سمير: .....
عادل: لعنبو بليسك تبي تجيب أجلي أنت !!!
سمير: .....
عادل: وش أنت مسوي ... وش صاير !! اليوم الصبح ما فيك الا العافيه !!!
سمير: ......
عادل: الحمدلله اللي عرفك سواقنا ولقطك ولا كان هالحين معبينك بأكياس ... أحد ينسدح بشارع التخصصي !!!!!
سمير: ......
عادل: خير انشالله ؟؟ وش السالفه؟؟ وش صاير ؟؟
السائق: هزا نفر مزنون وازد..
عادل : قم انت بعد طس لحجرتك..
خرج السائق .. وبقي سمير وعادل..
هم سمير بالنهوض...
أمسك عادل بيده..
عادل: وين انشالله..؟
سمير: بروح لبيتنا..
عادل: ايه صح .. يصير خير .. والله يا انت تبي تطلع من عندي بعد..
سمير: اهلي اكيد قلقانين علي..
عادل: لا لاتخاف .. انا كلمت امك وقلت لها انك كنت جالس عندي ونمت وانك بتنام هنا الليله..
سمير: يبن الحلال بروح..
عادل: وين تروح !! طلعه من عندي مافيه .. اقعد وعين من الله خير وكل شي وله حل انشالله..
ارسل اليهم الشاي..
قدم عادل الشاي لسمير..
عادل: تقهو انت هالحين .. وروق .. وبعدين نتفاهم ..
شربا الشاي معا ً ... وقص سمير لعادل ما حصل بينه وبين هبه ...
عادل: ... والله مدري وش اقول لك يا سمير.. بس برضو وين يخوك !!! ما تاصل السالفه انتحار !!!!
سمير: انا ما بغيت انتحر ... انا بس بغيت اعاقب نفسي ..
عادل: !!! لا يا شيخ .. باللهي .. واللي بيصدمك بيشاورك (( وش تبي اكسر لك طال عمرك )) !!!
ابتسم سمير محبطا ً...
سمير: ياخي خلاص.. تراي كاره نفسي كفايه ..
عادل: كاره نفسك ما كرهت نفسك .. اعقل وخل عنك هالخرابيط...
يا سمير هاللي صار كله مقدر ومكتوب .. وانت ايمانك قوي .. عيب عليك والله..
انزل سمير رأسه.. عانقت نظراته الأرض..
دمعت عينه ...
سمير: أحبها.. والله أحبها يا عادل ..ولا أبي أخسرها...
عادل: أدري.. لكن يبقى من حقها عليك انك تقول لها ..
سمير: كذا بخسرها.. وانا والله يا عادل ما اقدر اعيش بدونها..
عادل: ربك يسامح .. ليه تستبعدها على البشر ؟؟
لا.. ومو اي بشر بعد .. على من يحبك..
سمير: حبها ممكن ينقلب كره..قربها يتحول لبعد.. ودنياي ترجع وهم..
عادل: صحيح.. هذا احتمال.. وكونك انسان مسؤل يعرضك لتقبل نتايج أعمالك مهما كانت ..
سمير: .....
عادل: سمير.. لازم تقول لها..
سمير: صح.. كلامك صح.. ما أقدر أغشها.. لازم اصارحها بالحقيقه مهما كانت تنايجها..
رفع سمير رأسه.. نظر الى عيني عادل..
وأتفق الإثنان..
عادل: سمير.. يالله عاد افصخ..
سمير: !!! ايش !!!
عادل: أقول افصخ ..
سمير: أفصخ !! وش أفصخ ؟!
عادل: أفصخ ثوبك خل نغسله.. ولا عاجبتك بصمات الزفلت اللي عليه ؟؟..
نظر سمير الى بقطع سوداء كبيره تسطر ثوبه ... وأطلق ضحكة قصيره ..
سمير: لالا.. خله يغسلونه في البيت ...
عادل: اقول افصخ لا... (( قاطعهما صوت هاتف سمير الجوال))..
نظر سمير الى شاشة هاتفه التي تزينت باسم هبه...
نظر الى عيني عادل ..
فهم عادل نظرات سمير.. وأوما برأسه إيجابا..
استجمع سمير قواه .. وقف على قدميه ... أغمض عينيه ... واستقبل المكالمه..
سمير: هلا هبه..
هبه : سمير أنا موافقه ...
سمير: أيش !!!
هبه : أنا موافقه...
قالتها بسعادة خياليه ... فرح عجيب رافقته دموع عذبه ...
هبه : سمير أنا أحبك .. ومن كل قلبي أبيك .. سمير أنا موافقه ..
سمير: .....
هبه : سمير .. وش فيك ؟؟
سمير: .....
هبه : سمير ليه ما ترد ..لا يكون ...غيرت رايك ؟؟
سمير: غيرت رايي !!! لا ياهبه حرام عليك .. ياهبه انتي منى عيني والله..
وانتي ادرى الناس وش كثر أحبك .. بس فيه شي لازم تعرفينه قبل لا تاخذين قرارك..
هبه : شي !!! شي ايش ؟؟
سمير: .....
هبه : وبعدين كيف لازم أعرفه ؟؟ من متى وأنت تخبي علي يا سمير ؟؟
سمير: لا ياهبه .. والله ما خبيت عليك .. بس انا ما عرفت الشي هذا الا اليوم ..
هبه : .....
سمير: هبه..
نظر سمير الى عادل اللذي أغمض عينيه ليوافقه على ما هم بالقيام به ...
سمير: هبه ..
هبه : .... تكلم يا سمير .. وش فيك حبيبي ؟؟..
سمير: هبه أول شي ابيك تعرفين ان الحقيقه هذي ما عرفتها الا اليوم ...
هبه .. انا المراهق المتهور اللي تسبب في إعاقتك قبل سنه ونص ...
هبه : ايش !!!
سمير: يا هبه أنا كنت الطرف الثاني في الحادث اللي صار لك قبل سنه ونص ..
ساد الصمت على المكالمه...
انتظر سمير أية ردة فعل من هبه ..
ولكن الصمت أستمر ..
أراد أن يطلب منها الصفح..
تمنى أن تغفر له ...
كاد أن يتكلم..
استوقفه صوت هبه..
كانت تبكي.. بكاء حزين ...
بكاء خالطته مراره..
علم أن أعذار الدنيا كلها لن تكفي لطلب المغفره..
لم يستطع النطق...
شجع عادل سمير على الكلام..
هم بأن يتكلم ..
ولكن هبه أقفلت سماعة الهاتف..
نظر سمير الى سماعة الهاتف..
نزلت من عينه دمعه حاول جاهدا ان يمنعها...
نظر الى عادل..
شاح عادل بوجهه عن سمير..
انتهى..
قالها سمير: كل شي انتهى..
قالها لتسيل من عينيه دموع حملت جميع معاني الندم ...
ولكن.. بماذا يفيد الندم..
حاول عادل تهدئة سمير..
ولكنه عقله عجز عن بلورة عبارات المواساة..
رأى رفيق عمره يحترق أمامه..
كان يحترق ندما..
ولم يستطع مساعدته..
طلب سمير من عادل أن يأخذه الى المنزل..
ذهبا إلى منزل سمير ..
توادعا..

مرت الأيام ..
تلتها الأسابيع ...
مضى شهر على الحادثه...
تدهورت أحوال سمير..
عاد إلى شلته القديمه...
أهمل دراسته ...
انهارت احوال المؤسسه...
حاول عادل الإتصال به كثيرا ....
كان سمير يتهرب من رؤية عادل ..
ربما كان يذكره بهبه..
ربما أراد أن ينسى..
قرر عادل أن يرى سمير ...
مهما كان الثمن ..
اتصل عادل بعادل ..
عادل هو أحد أفراد تلك الشله..
عادل: مسا الخير عادل..
عادل: هلا ابوي .. من معي ؟؟
عادل: معك عادل .. لحقتو تنسونا ؟؟
عادل: عادل !!! ...
عادل: ايه عادل.. خويك بالبلوت اول أيام الإستراحه ...
عادل: عااااااااااااااااااادل .. هلا والله .. وينك ياخي منقطع..
عادل: يبن الحلال .. انت عارف هالدنيا ومشاغلها .. المهم انتم وش اخباركم ؟؟
عادل: والله الحمدلله .. بشرنا عنك ؟
عادل: والله حالي يسرك ..
عادل: .....
عادل: وانتم وش احوالكم .. الين هالحين تجتمعون ولا تفككتو ؟؟
عادل: لا الى الان .. والليله عندي في البيت .. ورا ما تجي تخلينا نشوفك ؟؟..
عادل: على خير انشالله .. فيه واحد من الشباب بعد مبطي عنه ولازم اشوفه ..
عادل: من هو ؟؟
عادل: خلها اذا جيتكم الليله تعرفه .. بس اسمع ..
عادل: هلا..
عادل: لحد يدري من الشباب اني جاي .. خلها مفاجئه ...
عادل: ابشر ابشر ... خلاص اجل وعدنا الليله ...
عادل: على خير انشالله .. فمان الله..
عادل: فمان الكهبه .. هلا والله..
انتهت المكالمه ..
في المساء جهز عادل نفسه لمقابلة شلة "الأنس"..
ذهب اليهم ...
وصل الى منزل عادل...
رحب به عادل بحراره يعلم عادل ما تخفيه من نفاق..
تظاهر عادل بحرارة اللقاء..
دخلو الى المجلس.. كانت مجموعة من الشباب "تتسدح" مقابل التلفاز يتابعون برنامجا "ثقافيا"..
ومجموعة أخرى انغمسو في جو البلوت..
كان سمير من بين ربع البلوت ..
سلم عليهم عادل بصوت عال..
التفت اليه كل من في المجلس..
البعض تفاجاء بحظوره..
البعض رحبو فيه بحرارة مصطنعه..
والبقيه سلمو من بعيد وكأن حظوره لم يرق لهم..
ومن بينهم كان سمير.. جالسا في مكانه ..
دون حتى أن يرد السلام ...
وقف عادل فوق رأسه..
عادل: ما ودك تسلم يبو الشباب..
رفع سمير رأسه .. نظر الى عادل..
ابتسم بسخريه وقال..
سمير: اهلين عادل.. هلا بوجه الخير...
أطلق ضحكة قصيره ساخره ...
احرقت هذه الضحكة قلب عادل...
جلس الجميع ..
أخذ بعضهم يسأل عادل عن أخباره..
تجاذبو أطراف الحديث..
تناولو بعض ذكريات الماضي...
شربو الشاي ...
عاد بعضهم الى البرنامج الثقافي ..
عاد اصحاب البلوت الى لعبتهم ...
تظاهر سمير بإنشغاله باللعب..
علت وجه ابتسامة محتقنه بالمراره...
واستقلت سيجارة طرف شفتيه..
كان عادل يراقب سمير..
يرى ما وصل إليه من حال..
حز ذلك في نفسه..
قاطعه صوت عادل..
عادل: ايوه عادل.. تقول لي .. وش أخبارك ..
عادل: هاه .. والله نحمد الله..
كان عادل منشغلا بمراقبة سمير..
كان يتحرى الفرصة لمحادثته ...
حاول ان يجامل عادل ..
احس عادل بإنشغال عادل..
عادل: اجل أنت جاي علشان سمير؟...
عادل: كيف !!..
عادل: انت جاي علشان سمير.. صح؟؟
عادل: ....
عادل: وش سالفتكم؟؟...
عادل: لا أبد.. خلاف بسيط وإانشالله بنحله..
أحس عادل بعدم ودية عادل..
سحب نفسه .. وانجر لمتابعة التلفاز..
بقي عادل يراقب سمير..
نظر الى ساعته ...
مر الوقت بطيئا..
تجاهل سمير وجود عادل..
انتهت لعبتهم .. هزم سمير...
نهض سمير بسخط .. نظر إلى عادل .. أخذ نفسا عميقا..
هم بمحادثة عادل .. ولكنه غير رأيه .. جلس أمام التلفاز ..
نهض عادل...
عادل: سمير.. بالله بغيتك بكلمة راس ..
أدار سمير رأسه الى عادل ببطء..
سمير: وش بغيت ...؟
عادل: ابيك بسالفه..
سمير: قل وش عندك .. ما بيني وبين الشباب شي...
عادل: سمير.. ابيك بموضوع خاص..
نظر سمير الى عادل..
نظر الى الشباب.. اطلق زفرة ساخنه وقال..
سمير: معليش شباب.. شوي وراجع ...
نهض كل من عادل وسمير..
خرجا الى الشارع ...
وقفا أمام سيارة عادل..
سمير: يالله قل .. وش عندك ؟؟...
عادل: سمير ليه ؟!..
أخرج سمير سيجارة من جيبه .. هم بإشعالها..
عادل: مو انت بطلت من زمان .!!
رفع سمير عينيه .. نظر إلى عادل بحده..
سمير: أبطل وأرجع بكيفي ...
عادل: سمير أنت..
سمير: مهوب انت اللي تعلمني وش أسوي...
عادل: .....
سمير: وش عندك .. قل ..
عادل: ابيك بمشوار..
سمير: ايش!!..
عادل: علشان حق العشره .. تعال معي.. خل نطلع سوا..
سمير: .....
عادل: عطني وجه .. لو بس الليله ...
استغرب سمير من تصرف عادل .. لماذا يذل نفسه بالحظور الى هنا..
لماذا يكسر كرامته بكلامه معه ..
عادل: ارجوك.. تعال معي..
أطلق سمير زفرة قصيره.. اطفاء سيجارته..
سمير: اوكي.. دقيقه بستاذن من الشباب..
خرج الإثنان.. دار بينهما حوار حول دراسة سمير..
حول أحوال المؤسسه..
كان سمير يتهرب من حصار عادل..
في داخله كان يعلم بسوء سلوكه...
كان يعرف سعي عادل الى مصلحته...
ولكنه كان يجنح ...
كان ينكر ..
كان يعاند نفسه ...
يحاول ان يبعد عادل عن حياته..
وصل الاثنان الى مكان ليس بالغريب ..
نظر عادل الى ساعته...
كانت تشير الى التاسعه..
سمير: وش جابك هنا !!
نظر عادل الى سمير..
عادل: ليه ؟..وش فيه هالمكان ؟؟..
أدار سمير عينيه .. نظر الى ذلك الرصيف .. كان ذلك المكان الذي تتمشى به هبه..
سمير: عادل.. امش .. تحرك .. لا تجلسنا هنا ..
عادل: ليه ... مو انت تحبها ؟؟...
التفت سمير الى عادل في حده وصرخ..
سمير: كنت... كنت أحبها..
ظهرت في تلك اللحظه هبه من زاوية الشارع يدفع مقعدها سائق أجنبي...
كانت بكامل بريقها..
كانت مثل ماكانت دائما ...
زهرة ربيع جميله... تلفت الانظار.. بما في ذلك أنظار سمير.. وقلبه..
عادل: كنت !! متأكد؟؟...
سمير: ....
عادل: يا سمير لا تكذب على نفسك...
صرف سمير أنظاره عن هبه.. أنزل رأسه..
سمير: ليه يا عادل.. ليه كذا .. حرام عليك .. والله حرام عليك..
عادل: ليه حرام علي .. الا حرام عليك .. حرام عليكم .. حرام تنتهون .. والله حرام تنتهون..
سمير: ....
عادل: سمير تحبها ولا لا؟؟؟
سمير: وش يفيدك جوابي..
اسند رأسه الى المقعد ..
سمير: كل شي إنتهى.. حبيتها او ما حبيتها .. ما راح أقدر أوصلها..
عادل: ليه ما تقدر توصل لها ؟!.. هذي هي قدامك.. انزل وكلمها..
سمير: اكلمها !! أكلم وحده ما تطيقني !!...
عادل: أعتذر.. جرب أعتذر.. وش بتخسر ..!!
سمير: أخسر كرامتي.. أخسر عزة نفسي ...
نظر عادل الى سمير بحده ..
عادل: وانت شايف حالك مع شلة المصلحه فيه عزة نفس !!
سمير: ....
عادل: اللي يحب لازم يضحي..
سمير: ....
عادل: يضحي حتى بكرامته ... في سبيل انه ما يخسر اللي يحب ...
سمير: ....
عادل: مابين المحبين عزة نفس...
سمير: اعتذر !!..
عادل: ايه أعتذر .. وتذلل بعد .. خطاك كان كبير .. وأعتذارك لازم يكون أكبر...
سمير: ....
عادل: سمير.. انت جرب .. طعني وجرب .. وش بتخسر ...
قالها وابتسم بخفه..
نظر اليه سمير ..
سمير: ....
عادل: يالله عاد .. هذي فرصتك .. لا تضيعها ..
سمير: طيب .. بجرب ..
عادل: يالله نزلنا ..
نزل الاثنان ..توجها بخطى واثقه خلف هبه ...
سمير: طيب وهالعله السواق وش دبرته ..
عادل: ما عليك .. أنا بلقا له صرفه ...
سارا خلف هبه وسائقها...
وعادل يبحث عن فرصة لسمير..
توقف سمير..
سمير: يبن الحلال .. هالسواق نشبه مالنا أمل..
أمسك عادل بيد سمير وجره ..
عادل: تعال وما عليك .. والله لو أخطفه يا شيخ .. امش بس...
ابتسم سمير بسخريه .. طاوع عادل واكملا السير..
انتظر عادل لحظة مناسبه..
انتظر مكانا خاليا من الناس..
وصلو الى مكان شبه مظلم.. هادئ ..ولم يكن به أحد...
عادل: وشي سيارتهم ؟؟
سمير: ايش!!
عادل: اخلص بسرعه قبل لا يجي أحد.. وش سيارتهم..
سمير: اااااااا .. الظاهر فان ..
عادل: اوكيك..استنا شوي..
سمير: تعال !! وش بتسوي !!
خلع عادل غترته امسكها بيده .. رفع طرف ثوبه .. نظر الى سمير وابتسم بخبث..
عادل: اصبر وشف ..
دفع عادل سمير وطلب منه أن يقف في زاوية مظلمه..
ركض جهة السائق بسرعه وصرخ..
عادل: صدييييق صدييييييييييق...
السائق: !!! ايس في !!!..
وقف عادل عند السائق.. ركع ومثل دور أخذ الأنفاس ببراعه..
عادل: صديق .. انتا فيه سياره فان ؟؟
السائق : ايوه .. !! ايس في!!..
رفع عادل نظره الى السائق بعينين يملأهما الذهول ..
عادل: بسرعه بسرعه ..
السائق: !!! ايس في !!! ...
جر عادل السائق من يده ..
عادل: بسرعه .. هذا سياره ولع نار ...
السائق: ايس !!!!!
عادل: نار نار .. فاير فاير.. سياره ولع .. يالله بسرعه..
احتار السائق في أمره .. ماذا يجب أن يفعل !!!
نظر الى هبه في حيره ..
جره عادل من يده مصرا على خطورة الموقف..
انساق السائق مع عادل مذهولا وهو يتطلع الى هبه..
راقبت هبه الموقف في ذهول .. ودون ان تتكلم ..
ركض عادل وهو يشير الى السائق أن يتبعه..
وقف السائق للحظه..
نظر الى هبه..
السائق: ماما هبه .. سويه انا يجي..
وركض مسرعا خلف عادل...
مر عادل بجانب سمير..
عادل: شف شغلك...
سمير: خبل ..
ابتسم سمير..
سمير: والله انك خبل..
تجاوز السائق سمير دون أن ينتبه له..
جلست هبه في ذلك الظلام..
تسألت في نفسها اين ذهب الناس..
شعرت بوحشه...
شاهدت شيئا يتحرك في تلك الزاويه..
خافت..
هبه: مين هناك ؟؟
خرج سمير من الزاويه .. وتحرك بخطى بطيئه تجاه هبه..
كان الظلام يمنع هبه من تحديد معالم وجهه..
هبه: من انت ؟؟ وش تبي ؟؟
لم يجب سمير .. وأكمل خطواته بهدوء..
خيم الرعب على قلب هبه..
وصل اليها سمير.. وهي عاجزة عن تمييز ملامحه..
أدار كرسيها ودفعه..
هبه: هيه أنت !! وش تسوي.. والله لأزاعق وألم عليك الناس..
سمير: تبين ازاعق معك ؟...
صعق هبه ذلك الصوت .. عرفته .. خفق قلبها بشده..
ارادت أن تتأكد من صاحبه..
توقف سمير ..
لم تلتفت هبه اليه..
كان جزء منها يخاف ان يكون هو صاحب الصوت..
رغم ان قلبها تمنى ذلك...
جلس سمير بجانبها..
نظر اليها..
لم تحرك نظرها اليه..
امعن في النظر الى عينيها...
تاه في بحرهما...
امسك بيدها ...
تسارعت خفقات قلبها...
سمير: هبه... ارجوك ..
هبه: ....
سمير: أرجوك تسامحيني...
هبه: ....
سمير: ياهبه والله مقدر أعيش بدونك..
هبه: ....
سمير: والله ياهبه لو تبين عمري ثمن .. وتسامحيني خذيه...
ساد صمت رهيب على المكان..
تطلع فيه سمير الى عيني هبه برجاء...
ولكنها رفضت حتى النظر اليه..
سمير: ارجوك تكلمي... قولي أي شي ...
هبه : ....
سمير: هبه .. تكفين.. علميني كيف ارضيك....
هبه : ....
سمير: طيب فولي..
سكت للحظه...
ترك يد هبه...
سمير: قولي أكرهك ... ولك مني وعد ما عاد أزعجك...
هبه : ....
سالت من عين سمير دمعة قهر...
زاد كرهه لنفسه..
جن جنونه من صمت هبه..
وقف بجانب هبه..
مسح تلك الدمعه...
سمير: انا ادري يا هبه ان خطاي ما ينغفر.. وأدري كيف صعب عليك تسامحيني..
هبه: ....
سمير: عموما .. انا اسف اللي أزعجتك.. وأوعدك ما راح أضايقك بعد كذا..
انزلت هبه رأسها..
نظرت الى الأرض..
سمير: أنا من قلب أسف.. وصدقيني لو كان فيه شي اقدر اعوضك فيه ما تأخرت..
هبه: ....
سمير: فمان الله...
نظر سمير الى هبه نظرة الوداع..
أغمض عينيه..
وأنصرف..
هبه: أحبك..
توقف سمير..
لم يستوعب ما سمع...
التفت الى هبه بسرعه..
سمير: أيش !!
رفعت هبه نظرها الى سمير..
خالط بريق عينيها دموع عذبه...
قفز سمير الى جانبها..
سمير: وش قلتي !!..
ابتسمت هبه بسعاده خالطت دموع الفرح..
هبه: سمير... أحبك...
لم يصدق سمير سمير ما يسمع..
أمسك بيديها..
نظر اليها بدهشة..
سمير: يعني مسامحتني...
هزت رأسها بالإيجاب وهي تنظر اليه...
تجمد سمير لبرهه..
أمسك بيديها.. قبلهما .. نظر اليها..
نظرت اليه ..
بكت..
نخالطت دموع فرحهما..
سمير: أسف... والله أسف يا هبه..
هبه: لا تعتذر يا سمير.. ما بيدك شي.. كله مقدر ومكتوب..
نظرا الى عيني بعض..
ضاعا هناك..
هبه : أحبك...
سمير: اهواك...
قاطعهما صوت خطى تقترب من المكان..
شاهد سمير السائق مقبلا من بعيد..
وقف... ونظر ال هبه..
سمير: لازم أروح هالحين..
هبه: ....
سمير: بكلمك الليله انشالله.. اوكي؟
ابتسمت هبه..
هبه: استناك..
ابتسم اليها سمير.. وانصرف..
هبه: أحبك..
وقف ونظر اليها مبتسما..
سمير: أموت فيك...
وانصرف سمير..
كان سعيدا..
يمشي بخطى سريعه..
رغب في أن يركض...
بل أن يطير...
وصل الى السياره...
ركب في السياره..
نظر الى عادل اللذي كان ينظر الى الأمام..
سمير: عادل... والله مدري وشلون اشكرك.. مدري وشـ.. ((التفت اليه عادل وتوقف سمير عن الكلام فجأه))
كانت هناك هالة سوداء تحيط بعين عادل اليسرا..
حاول سمير كتم ضحكته..
سمير: وش جاك يالخبل ...!!!
نظر اليه عادل بسخط..
سمير: وش صاير !!..
عادل: ابد يا سيدي... سواقهم يلعب سبع انواع فنون قتال..
ضحك سمير...
عادل: على قولة أبو نوره.. لعيون ساره تشرق الشمس وتغيب..
زاد ضحك سمير.. وضحك عادل بخفه..
عادل: الله يستر بس لا تغيب على طول ...
قالها بمرح .. وانطلق بالسياره..

Batistuta
25-01-2004, 02:34 AM
مادري أنا أبكي ولا أضحك على القصه
متظرين الحلقة الجاية .........ز

أبوجمـــال
26-01-2004, 12:25 PM
مادري أنا أبكي ولا أضحك على القصه
متظرين الحلقة الجاية .........ز

وانا مثلك...............

Black_Knight_11
29-01-2004, 02:57 PM
شكراً جداً يابو الشباب وفيانتظار ال
NEXT EPISODE
:cool:

babay
05-02-2004, 01:13 AM
والله القـــصة رووووووووعة ... قريتها كلللللللللها
وبانتظار الحلقة القادمة على أحر من الجمر

babay
05-02-2004, 10:58 PM
بسرررعة ياخوي .. مايصير كذا
ياليت تحط القصة كلها مرة وحدة .. من امس وانا انتظر التكملة

Exodia
11-02-2004, 01:04 AM
أولا عيد سعيد ( بدري )

ثانياً : آسف جداً جداً على التأخير وهذا تكمله للقصه ....

مضى شهران منذ ذلك الوقت...
شهران من الأحلام..
شهران رسم فيه عقل سمير لوحة حياتهما المقبله..
وزخرفتها مخيلة هبه..
اتفقا على كل شي..
سبحا في بحر الأمل..
واتفقا على أني يتقدم سمير لأهلها في عطلة الصيف..
وصلت عطلة الصيف..
وحان الوقت ليخبر سمير أهله عزمه على الزواج..
كان سمير ينتظر الفرصة المناسبه لمفاتحة أهله..
استيقض سمير في صباح أحد الأيام شاعرا بنشاط غير معتاد..
بداء يومه بسعادة غريبه...
وصل الى المؤسسه..وباشر عمله..
انتهى من العمل مبكرا اليوم..
عاد الى المنزل.. فكر بتناول الغداء..
ولكنه قرر ان يتناوله مع اهله عند عودة والده...
عاد الأب الى المنز فرحا..ونادى بصوت عال..

أبو سمير: أم سمير.. سمير..

هرعت الأم اليه ..

أم سمير: سم يبو سمير.. خير وش فيه؟؟؟

كانت معالم السعادة تعلو وجهه..

أبو سمير: وين سمير؟؟
أم سمير: في حجرته..

كان سمير قد سمع نداء والده فنزل..

سمير: سم يبه .. وش فيه؟؟

ابتسم أبو سمير.. وقال..

أبو سمير: ابشركم... المناقصه رست علينا .. وبنستلم المشروع..

كان هذا المشروع يهم مؤسسة أبي سمير كثيرا..
لذلك لم تسعه الدنيا من الفرحه..
قبل سمير رأس والده وبارك له...
فرح الجميع وحمدو الله على ذلك..
تناولو طعام الغداء...
جلسو لشرب الشاي...
رأى سمير أن الوقت مناسب.. وأراد أن يستغل الفرصه...
انتظر حتى فرغ والده من قراءة صحف اليوم..

سمير: يمه .. يبه .. عندي موضوع ودي افاتحكم فيه..

نظر اليه والداه..

أبو سمير: قل يا ولدي .. وش عندك..
سمير: أنتم عارفين طبعا انه ولله الحمد ما بقي لي الا سنه وأتخرج انشالله..
أم سمير: ايوه...
سمير: وخلال الوقت الحالي وبفضل الله ثم ابوي انا استلم دخل شهري محترم من المؤسسه..
أبو سمير: ....
أم سمير: ....

نظر إليهم سمير.. ثم أردف قائلا..

سمير: والله يا أنا ما أعرف أقدم للأمور.. بصراحه أنا قررت أتزوج..

نظر الوالدان الى بعضهما في دهشه.. ثم ابتسما في ابتهاج..

أبو سمير: ياوالله هذي الساعه المباركه ياولدي..

ابتسم سمير..

أم سمير: خلاص يا ولدي .. من اليوم ببدا انا وخالاتك((مجلس الاداره)) ندور لك ...
سمير: لالالا يمه.. لا تدورين ولا شي.. البنت وموجوده.. والباقي بس موافقتكم..

تطلع الوالدان الى سمير في استغراب..

أبو سمير: البنت موجوده !!
أم سمير: من أنت حاطن عينك عليه يا وليدي؟؟؟..
سمير: انا ابي اخذ هبه بنت ابو يوسف.. (( يوسف هو أخو هبه الكبير))..
أبو سمير: ايش !!! ابو يوسف !!..
أم سمير: من ابو يوسف ؟!..
أبو سمير: انا اقول لك من ابو يوسف .. ابو يوسف هذا اللي مرمطنا في المحاكم يوم يصدم ولدك اهله قبل سنتين..
سمير: بس يبه انـ...
أبو سمير: بلا بس بلا ما بس .. قلو بنات الناس !! ما بقي أحد غير ذي !!
أم سمير: وبعدين البنت معاقة ياولدي.. وش حادك عليها وانت ألف من تتمناك..
سمير: أول شي محد حدني .. ثاني شي ألف من تتمنى قروشنا مو يتمنوني..
أم سمير: ....
أبو سمير: ايه صح .. وشلون بتاخذ بنتهم وهي معاقه !!!
سمير: الإعاقه مو عيب ولا نقص يبه ... وبعدين الأمل بالله موجود...
أم سمير: وش حادك على الهم يا وليدي !!!..
سمير: يا يمه أنا أحبها..
أم سمير: ايييييييش !!!
سمير: انا متعرف على البنت لي سنه ..حبيتها وحبتني... وعزمنا نتزوج..
أم سمير: ....
أبو سمير: ياولدي أعقل وخل عنك خرابيط هالمسلسلات.. البنت مهيب من مستواك الاجتماعي..
وش يقولون عنا الناس بكره !!!
سمير: يا يبه اللي يسمع كلام الناس يتعب ...
أم سمير: يا وليدي .. ورا ماتاخذ وحده من بنات خالاتك.. ترا ما ينقصهم شي..
أبو سمير: ولا عندك بنت عمك حمد .. ألف من يتمناها.. وترا البنت لولد عمها ...
سمير: وش البنت لولد عمها يبه .. هالكلام خلاص ولى وراح.. حرام عليكم تغصبون بنت الناس ..
أبو سمير: هذي أسمها عادات وتقاليد وأعراف.. ما راحت ومهيب رايحه..
أم سمير: والله بنت عمك هي انسب شي لك ..
سمير: !!! هالحين من اللي بيعرس !! انا ولا أنتم !؟..
أم سمير: .....
أبو سمير: انت اللي بتعرس بس حنا اللي بنناسب ياولدي.. وقلت لك هالبنت مهيب من مستواك..
سمير: يا يبه أنــ...
أبو سمير: اقول عاد.. خل عني خرابيطك .. عرس على بنت ابو يوسف مافيه..
سمير: بس يا يبه أنا أحب البنت..
أبو سمير: والله ما دمر راسك الا هالافلام .. رجال طول بعرض وتقولي أحب !!
أم سمير: خل عنك أحلام المراهقه يا ولدي...
سمير: هالحين لكم سنين صاجيني اعرس اعرس .. يوم قررت اعرس بتقفلونها بوجهي..!!
أم سمير: ....
أبو سمير: اسمع يا سمير.. علمن ياصلك ويتعداك .. عرس على هالبنت مافيه..
وان خذتها تراك منت ولدي ولا أعرفك..

نهض الأب من مكانه غاضبا وصعد إلى غرفته ..
نظرت أم سمير إلى الأرض..
اطلق سمير ضحكة ساخره .. ونهض ليخرج من المنزل..

Exodia
12-02-2004, 10:31 PM
خرج سمير من المنزل...
ضاقت به الدنيا (( يا كثر ما تضيق به المسيكين .. والله يا انا متسلط عليه))...
فكر وفكر وفكر...
هام على وجهه حتى حل المساء...
اتصل بعادل..
ذهب الى منزله.. وشرح له الوضع ...

عادل: طيب يالذيب.. وش بتسوي هالحين ؟؟؟
سمير: والله مدري .. يا عادل انت أكثر واحد عارف وش كثر ابي هبه..
عادل: ....
سمير: والله أحبها يا عادل..
عادل: أدري.. والله أدري يا سمير..
سمير: طيب والحل؟!..
عادل: والله مدري يا سمير.. بس أهلك ما تركو لك مجال..
سمير: يعني وشلون !!
عادل: يعني مالك الا انك تختار.. ياهبه يا أهلك..

كان الأختيار صعبا..
خيارين احلاهما مر..
خرج سمير من بيت عادل...
فكر وفكر وفكر...
بعد كل ما مر به .. يستحيل ان يختار فراق هبه..
وجاء في ذهنه أن أهله لن يطول غضبهم .. وستعود المياه لمجاريها بعد مده..
لذلك قرر..
قرر الزواج من هبه .. وتحمل النتائج..
عاد إلى المنزل .. واتصل بهبه..

هبه : اهلين سمير..
سمير: هلا قلبي..
هبه: هاه حبيبي.. وش أخبارك اليوم ؟؟..
سمير: ....
هبه: وش فيك سمير؟؟..
سمير: هبه ... أنا فاتحت أهلي بالموضوع اليوم....
هبه: والله !!! .. طيب هاه وش صار..
سمير: ... والله مدري وش اقول لك ...

انقبض قلب هبه...

هبه: ليه .. وش صار ؟؟
سمير: ....
هبه: تكلم يا سمير ارجوك..
سمير: ياهبه اهلي رفضو..

ساد الصمت على المكالمه...
أردف سمير...

سمير: هبه..
هبه: نعم..
سمير: هبه أنا قررت أتقدم لك واللي يصير يصير...
هبه: لا...
سمير: ايش !!
هبه: لا يا سمير ...
سمير: ...
هبه: اذا اهلك رافضيني خلاص..
سمير: وشلون يعني خلاص..!!!

سالت الدموع من عيني هبه...

هبه: يعني خلاص يا سمير.. كل واحد مننا بطريق..
سمير: حرام عليك ياهبه !!! انتي عارفه كيف أحبك ..
هبه: ....
سمير: ياهبه أهلي بيزعلون صح .. بس اخرتهم بيرضون ..
هبه: وممكن ما يرضون..
سمير: ساعتها لكل حادث حديث..
هبه: سمير مستحيل أسمح بالمشاكل بينك وبين أهلك.. وبعدين انا مابي افرض نفسي على أحد..
سمير: ياهبه انا اللي مستحيل أعيش بدونك..!!!

لملمت هبه دموعها.. واستعادت كبريائها..

هبه: لا يا سمير.. بتعيش.. بتحزن شوي وتنسى ..
سمير: هبه حرام عليك .. (( قالها وبكى))..
هبه: معليش يا سمير.. بس سامحني..
سمير: ....
هبه: فمان الله.. (( قالتها وأقفلت الخط))..

أقفلت هبه خط الهاتف وارتمت تحتضن وسادتها وتبكي..
تبكي بحرقه..
تبكي بمراره..

حاول سمير الأتصال بها..
حاول وحاول وحاول..
دون فائدة..

مضى أسبوع على هذا الحال..
قرر الذهاب الى حيث كانت تتمشى..
ذهب إلى هناك ..
وصل في التاسعة تماما..
وقف ينتظر حضورها ...
طال الإنتظار..
مرت ساعات .. ولكنها لم تأتي...
بقي على هذه الحال شهرا كاملا..
يحظر كل يوم الى ذلك المكان ..
يصحبه عادل أحيانا..
ولكن اين هبه...
لا أثر لها..
بداء يتمشى في ذلك المكان كل يوم .. ينظر الى زواياه ...
يتذكر مواقفه معها..
حين رأها أول مره .. حين كلمها لأول مره .. حين أعتذر لها..
مشى ومشى ومشى...
لأيام ظل يتردد على المكان ويمشي..
الى أن جاء ذلك اليوم...

كان يمشي هناك..
ولكنه توقف..
ينظر الى الأرض..
سالت من عينه دمعه.. تردد صدى وقوعها على الأرض..
نظر الى السماء..
أغمض عينيه ..
حاول أن لا يبكي..ولكنه بكى ..
جلس على الرصيف ..
يبكي ..
وسط تعجب الماره..
بكى وبكى وبكى..
فقد أدرك ان الأمر انتهى..
أدرك أخيرا أن هبه لن تعود...

*********************************

بعد نجاح سمير في تخطي أقسى التحديات من خلال حبه لهبه..
بعد سباحته ضد اصعب تيارات الحياة ليصل إليها..
فشل في معاكسة اتجاه تيار "العادات والتقاليد"..
مضى الأن ستة أشهر ..
حال سمير أصبحا مثيرا للشفقه..
كان يسمع تهامس أهله..
(( ايه هذي بنت ابو يوسف أكيد ساحرته ))...
(( اكيد هبه هي اللي مشيشته علينا ))...
(( مسيكين يا وليدي لعبت عليك هالبنت))...
كان كلامهم يحرق قلبه..
لم يحاول الدفاع عنها..
لأن ذلك سيكون عبثا..
فلقد ذهبت ..
ذهبت هبه..
ولن تعود..

جرف ذلك التيار سمير بعيدا...
رمى به في شاطئ "الأعراف"..

تزوج سمير بعد فترة من ابنة عمه اللتي وافقت جبرا..((لم تكن موافقتها ذات أهميه))..
رزق منها بصبي..
لم يكمل الصبي عامه الثاني حتى شهد انفصال والديه..
سمير الأن منشغل بتربية إبنه...

لا تزال هبه في بيت أهلها رافضة كل من تقدم لها وسط تسألات الأهل عن السبب

thesilver86
13-02-2004, 02:52 AM
والله أخوي قريت القصة لييييييييييييييييين ذرفت دموعي والله

بيني وبينك القصة مؤثرة جدااااااااااااااااااااااااااااا

وياريت لو ما تتأخر علي وأبغى أعرف هل للقصة بقية


وشكرا

Batistuta
13-02-2004, 05:24 PM
:argh: :argh: :argh: واللي يرحم والديك كمل القصة

Exodia
13-02-2004, 11:55 PM
thesilver86 أخوي إصبر هذا حال الدنيا :31: ...

والقصه انتهت ...

ALTANGO القصه انتهت :biggthump ...

دموع الغربه
16-02-2004, 01:04 AM
اتمنى اشوف تكملة القصة .. واشوف نهايتها الصدمه .. لانها عاجبتني مع انها طويييييييييله

أميرة الخيال
16-02-2004, 02:42 AM
التكملة بسرررررررررررررررررررررررررررررررررعة قبل لا تصير فيني جلطة بالقلب :bawling:

Exodia
16-02-2004, 12:42 PM
اتمنى اشوف تكملة القصة .. واشوف نهايتها الصدمه .. لانها عاجبتني مع انها طويييييييييله


التكملة بسرررررررررررررررررررررررررررررررررعة قبل لا تصير فيني جلطة بالقلب :bawling:
:Eyecrazy: أنا قلت القصه خلصت ......

أميرة الخيال
17-02-2004, 03:35 AM
لاااااااااااااااااااااااع :bawling:

S}{0j0
19-02-2004, 09:28 AM
:bigeyes: هاااااااااااااااه
خلصت :bigeyes:
متأكد :bigeyes:
هذي الصدمة كل واحد في سبيل :bigeyes:
هااااااااه :02: :02: من ناحية صدمة صدمة :wow:
على العموم مشكور أخوي على القصة
اللي احداثها كلها روعة ما عدا النهاية
و اطلب منك ما تكتب قصص نهايتها صدمة غير طبيعية مرة ثانية :mad:


امزح :tongue2: :tongue2:
مشكور مرة أخرى

Exodia
19-02-2004, 11:16 AM
لاااااااااااااااااااااااع :bawling:
:sadwavey: ....





:bigeyes: هاااااااااااااااه

خلصت :bigeyes:
متأكد :bigeyes:
هذي الصدمة كل واحد في سبيل :bigeyes:
هااااااااه :02: :02: من ناحية صدمة صدمة :wow:
على العموم مشكور أخوي على القصة
اللي احداثها كلها روعة ما عدا النهاية
و اطلب منك ما تكتب قصص نهايتها صدمة غير طبيعية مرة ثانية :mad:


امزح :tongue2: :tongue2:
مشكور مرة أخرى

شكلي ما وصلت المعلومه صح :eek13: ..

الصدمه كانت في إن حبيبها هو اللي صدمها مفهوم :secruity: .....