المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار جريء للامير بندر بن محمد في الجزيرة (كشف فيه المصيبيح)



الرهـــيـــب
31-12-2003, 01:20 PM
الأمير بندر بن محمد عضو شرف الهلال والمشرف على قاعدة الزعيم الكروية لـ« الجزيرة »:
أنا مَن أسقط مطالبة المصيبيح بالمليون لأنها بلا مستندات.. والمسعد موقفه سليم


http://www.al-jazirah.com/81444/sp01.jpg

حوار: عبدالعزيز الهدلق
يعتبر سمو الأمير بندر بن محمد من الشخصيات الشرفية المميزة في أنديتنا السعودية، فعلاوة على خلقه الرفيع يتصف سموه بالرأي الراجح والفكر السديد والرؤية البعيدة والتقييم العميق للأمور. فلذلك تكون أقواله وأفعاله مثار الإعجاب والتقدير. وهذه الصفات مكنت سموه من قيادة نادي الهلال أثناء رئاسته لمجلس إدارته لواحدة من أزهى وأنفس المراحل جمع فيها البطولات وحقق الإنجازات وجمع المجد من أطرافه. ولم يدخل الغرور إلى نفسه ويعجب بعمله ويستأثر بالنجاح والتفوق لذاته، بل ترجل كالفارس الشهم وترك الموقع لفارس آخر.

ولسمو الأمير بندر بن محمد مكانة مميزة بل وفريدة في نفوس الهلاليين بمختلف شرائحهم سواء كانوا أعضاء شرف أم لاعبين أم جماهير لذلك يحظى سموه بالحب والتقدير من لدن الجميع فهو محور الالتقاء وعنوان الفرح الأزرق الدائم.

وتقديراً لهذه الشخصية المتميزة حرصنا في الشئون الرياضية ب«الجزيرة» على الالتقاء بسموه وطرح العديد من القضايا الهلالية عليه ليقيننا أن المتابع الرياضي عامة والهلالي خاصة متعطش لمعرفة رأي سموه فيها لأن الكثير أشكلت عليه بعض الأمور وأصبحت الرؤية أمامه ضبابية بشكل يصعب معها إبداء الرأي أو إطلاق الحكم. لذلك كان لابد لصاحب الرأي والرؤية والحكمة والعقل أن يقول رأيه ليسترشد به من أعيته الحيرة وأقعدته قلة الحيلة.

* ما الذي دعا سموكم للاتجاه للإشراف على فرق القاعدة الكروية الهلالية؟

- الشباب والناشئون هم عصب الفريق الكروي الأول وهم مستقبله، ولكل لاعب عمر معين وينتهي، والنجوم المتواجدون الآن مع الفريق الأول سيأتي يوم ويعتزلون ويتركون الفريق مثلماحدث لمن قبلهم. فلابد أن يأتي بعدهم من يحل مكانهم من الناشئين والشباب. فهكذا تتعاقب الأجيال.

وأنا رغبت أن أشارك في خدمة هذا النادي الكبير والغالي والعزيز على قلوبنا جميعا كهلاليين من خلال الإشراف على قاعدة لعبة كرة القدم، لقناعتي بأنها الأساس وأنها هي التي ترسم خطوط المستقبل وملامحه. ونحن مكملون لبعضنا كإدارة مشرفة ومجلس إدارة وأعضاء شرف ومحبين وجماهير.


* كيف وجدت الوضع بعد استلامك زمام الأمور؟

- الوضع بصراحة لم يكن جيداً، هذا للحقيقة والأمانة. فقد اكتشفنا أن هناك لاعبين منقطعون لعدم الاهتمام بهم، وآخرين تم إهمالهم وفيهم خامات جيدة ومواهب متميزة وحتى الأجهزة الفنية المشرفة عليهم لم تكن على مستوى جيد رغم أنهم كما قيل لنا أحسن من الذين كانوا قبلهم. وقد أبقينا الوضع على ما هو عليه لفترة حتى نخضعه للتقييم والدراسة ثم نقرر خطوات التغيير. فبدأنا بتغيير الأجهزة الفنية والإدارية حيث تعاقدنا مع مدربين قديرين ومن رومانيا لهم خبرة وتجربة كبيرة وسبق لهم العمل في أندية كبيرة وشهيرة في إعداد الناشئين والشباب. وهكذا بدأنا العمل.


* بدأتم العمل بضم لاعبين صغار من أندية أخرى ولم تعتمدوا على تجهيز اللاعبين الصغار من داخل النادي. ما هي فلسفتكم في هذا الشأن؟

- نحن نعمل من أجل بناء قاعدة هلالية قوية وصلبة لذلك اتخذنا سياسة العمل على أكثر من محور، فعملنا على محور تسجيل المواهب من الحواري والمدارس، وكذلك على محور ضم المواهب من الأندية الأخرى التي نرى أنها تستحق ارتداء شعار الزعيم وتحقق الهدف الذي نسعى له. ونحن لن ندخر وسعا في ضم أي لاعب أو موهبة من أي مكان. كما أن ما دعانا لجلب المواهب الصغيرة من الأندية الأخرى أن بناء الأجيال الصغيرة يحتاج إلى وقت وزمن ووضع فرق ناشئي وشباب الهلال سيئ جداً وتحتاج إلى دعامات خارجية سريعة لانتشالها من تلك الحالة المتردية، كما أن الفريق الأول بأمس الحاجة إلى وجوه جديدة مؤهلة تسد بعض الثغرات والخانات وأعتقد أن الفريق قد استفاد فعلا وسيستفيد في المستقبل بشكل أكبر وأفضل من تلك المواهب التي استقطبناها كالصويلح والجري.. وهناك غيرهم كثير يحتاجون إلى وقت غير طويل لإعدادهم وسندفع بهم للفريق الأول مباشرة في الوقت المناسب.


* عانت جماهير الهلال في السابق من سياسة الباب المغلق أمام المواهب التي تحضرها للتجربة والاختبار لضمها للنادي إن كانت صالحة. فما هي سياستكم؟

- نحن نفتح قلوبنا وصدورنا قبل أبوابنا أمام أي موهبة أو لاعب يحضر بنفسه ولديه الرغبة للانضمام للهلال ونرحب بأي رياضي يأتي بلاعب أو موهبة أو يدلنا عليها. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقف في وجه أحد أو نرفض من يريد خدمة ناديه أو من يريد أن ينضم ويلعب لناديه إذا ما كان مؤهلاً وجديراً. والأجهزة الفنية والإدارية لفرق الناشئين والشباب وكذلك المدرسة لديها تعليمات واضحة وصريحة باستقبال أي لاعب وإجراء الاختبارات الفنية له وعدم رفض أي لاعب إلا لسبب فني فقط. فإذا نجح يسجل ويعتنى به وإذا لم ينجح يعتذر له ويقدم له الشكر أيضاً.

وأنا ومن خلال جريدتكم الموقرة أوجه دعوة مفتوحة لكل رياضي عندما يجد موهبة تستحق ارتداء شعار الزعيم أن لا يتردد في الحضور للنادي وتقديمها للمسؤولين، أو حتى إخبارهم عنها ولو حتى بالاتصال الهاتفي وفي أي وقت وسيجد كل ترحيب وحسن استقبال.


* إلى أي مدى تهمكم الانتصارات وتحقيق البطولات على مستوى الناشئين والشباب؟

- بالطبع ان إعداد لاعبين أكفاء ومؤهلين لخدمة الفريق الأول هدف رئيس، ولكن هناك أيضاً أهداف متوازية مع ذلك الهدف ولا يمكن إغفالها وهي أهداف تربوية للاعب الذي يجب أن يتربى على الانتصارات وتحقيق البطولات وغرس روح التطلع للبطولة في نفسه منذ الصغر. فنحن نرغب عندما نقدم لاعبا للفريق الأول أن يكون معداً إعداداً جيداً من النواحي الفنية وأن يكون أيضاً ذا روح وثابة متطلعة للانتصارات والبطولات وأن يكون متعوداً عليها. ولن نسمح لأنفسنا أن نقدم لاعبين انهزاميين أو منكسرين نفسيا ولا يجدون في أنفسهم الرغبة أو الدافع من ذاتهم لتحقيق الانتصارات والبطولات، لأنهم لم يتعودوا عليها من الصغر وبطبيعة الحال ان فاقد الشيء لا يعطيه.

ولكننا في نفس الوقت لن نجعل الانتصارات والبطولات هدفنا الأول والوحيد على مستوى الناشئين والشباب، ولا نعمل مثلما يعمل البعض عندما يعمدون إلى تصغير سن لاعبيهم ليحققوا بهم انتصارات مزيفة وبطولات وهمية فنخدع أنفسنا وجماهيرنا، لأن هؤلاء اللاعبين المصغرين سينكشفون تماما عندما يصعدون للفريق الأول حيث يفشلون ويأخذون طريقهم للتنسيق مباشرة. وعموما الانتصارات والبطولات تتحقق كثمار طبيعية لأي عمل ناجح، فإذا كان هناك مواهب حقيقية ومعتنى بها جيداً فالانتصارات ستتحقق لا محالة. أما الهزائم المتكررة فهي دليل فشل في العمل ولا تخرج إلا لاعبين انهزاميين.


* كيف حدث هذا التحول الكبير في فرق ناشئي وشباب الهلال فبعد سنوات الانكسار أصبح فريق الناشئين متصدراً للدوري وفريق الشباب منافساً على البطولة؟

- من الصعب أن يمتدح الإنسان عمله، وإذا كان هناك من نجاح قد تحقق فهو ليس لي وحدي فهناك آخرون يعملون من إداريين ومدربين وذلك هو نتاج جهدهم، ولا شك أننا ننتظر منهم المزيد فلازلنا في البداية وما تحقق ما هو إلا خطوات أولى في طريق طويل. ونحن لا نعد بتحقيق البطولات ولكننا نسعى لها ولاشك أما الشيء الذي نعد به فهو العمل الجاد والمخلص فيما يخدم النادي وتقديم المواهب والخامات المميزة للفريق الأول.


* هل إشراف سموكم على القاعدة الهلالية محدد بفترة زمنية محددة؟

- هذا غير وارد في ذهني حاليا. فأنا أقوم بالإشراف على هذه الفرق الصغيرة إلى أن يتحقق الهدف الذي نسعى له جميعا، وهو وجود قاعدة هلالية قوية ومتينة تمد الفريق الأول باللاعبين المتميزين، وهذا ولا شك يحتاج إلى وقت وإلى أن يتحقق هذا الهدف فأنا موجود بإذن الله مشرفا. أما بعد ذلك فلكل حادث حديث ولا نريد أن نستبق الأحداث. وحتى إذا ذهبت فسيأتي من يكمل عملي ويطوره مثلما أكملنا عمل من سبقنا. وهكذا تسير الحياة.


* كان لسموكم سابق تجربة في الإشراف على القاعدة الهلالية وكانت تجربة فريدة ومتميزة. هل سيكرر سموكم ذلك النجاح؟

- نحن سنعمل ونسأل الله التوفيق. وطموحاتنا تتعدى نجاح التجربة السابقة رغم تميزنا وصعوبتها. إلا أننا عازمون على أن يكون نجاحنا أفضل من السابق وهو لن يكون نجاحاً لنا بل لنادينا الغالي. وإذا كانت التجربة السابقة قد خرّجت أجيالاً متميزة خدمت النادي سنين طويلة وحققت له البطولات والإنجازات وصنعت مجده الناصع. فإننا بعون الله سنعمل على تخريج أجيال أفضل وسنجعل الفريق الكروي الأول يستغني عن جلب أي لاعب محلي آخر لأنه لن يكون هناك أفضل من لاعبي الهلال وفي كل المراكز. ولن يحضر الهلال من خارجه إلا من كان لافتاً ولاعباً غير عادي كمحمد الدعيع مثلا هذا الحارس الذي من الصعب تكراره ونتمنى أن يكون الحراس الذين سيتخرجون من مدرسة الهلال على غراره.


* الملعب الرديف في النادي تقام عليه كل التدريبات واستهلك كثيراً. ماذا عن مشروع الملعب الثالث؟

- بدأنا فيه، ولكن العمل توقف مؤقتاً لأسباب فنية كالكهرباء وخزانات المياه في الموقع. وهي في طريقها للحل، ونحن ندرك أهمية الملعب الثالث ونسعى لاستكمال تجهيزه في أقرب وقت.


* بعد النتائج الجيدة التي تحققت لفريق الناشئين والشباب ظهرت أصوات تصادر جهودكم ونتائج عملكم وتنسب ذلك التحول الكبير إلى الإدارة المشرفة السابقة. ماتعليقكم؟

- عندما بدأنا الإشراف الموسم الماضي جددنا فريق الناشئين بلاعبين سجلناهم وآخرين من داخل النادي كانوامهملين وغير معتنى بهم. ومع بداية الموسم الحالي جددنا الفريق مرة أخرى بشكل كامل ولم يبق فيه من لاعبي الموسم الماضي سوى لاعبين أو ثلاثة.

والكابتن فهد المصيبيح المشرف السابق ترك العمل في أواخر عام 1421هـ وكثير من المواهب الصغيرة والناشئة التي تمثل الفريق سجلت بعد ذلك التاريخ. فعلى أي أساس تصادر جهود أناس عملوا ليل نهار بلا كلل ولا ملل من مدربين وإداريين. وفهد المصيبيح كانت له جهوده وأعماله التي قام بها خلال الفترة التي أشرف فيها ولا نبخسه. ولكننا أيضاً عملنا وكان عملنا امتداداً لتلك الفترة من ناحية الاستفادة منها كتجربة لذلك سارعنا بتغيير الأجهزة الإدارية والفنية ونظم العمل التي كانت سائدة، كما جددنا في العناصر أيضاً سواء بتسجيل لاعبين جدد أو ضم مواهب صغيرة من أندية أخرى، أو بإعادة تقييم الموجودين واكتشافهم من جديد حيث وجدنا خامات تم إهمالها وربما كانت في طريقها للتنسيق فأعدنا تأهيلها، كما أن هناك بعض اللاعبين ممن غيّر المدربون مراكزهم من خلال قراءة فنية دقيقة لإمكاناتهم وقدراتهم فظهروا بشكل مختلف تماماً، وأضرب لك مثالاً بأحد هدافي فريق درجة الشباب «الموري» فقد كان يلعب ظهيراً وكان عادياً وغير لافت ولكن بنظرة المدرب الخبيرة حوله للهجوم فاكتشفنا مهاجما جيداً وهدافا نتطلع لأن يكون له مستقبل مشرف بإذن الله، وكذلك المدافع صالح الباشا كان في السابق مهاجما مغمورا فحوله المدرب إلى الدفاع فأصبح ممن ينتظرهم مستقبل في هذا المركز بتوفيق الله.

كما أن هناك أمراً مهماً وهو أن العبرة ليست بالعدد والكم بل بالاهتمام والرعاية والتطوير ووجود الأجهزة الفنية والإدارية القديرة التي تهيئ الأجواء المناسبة لظهور المواهب وتعمل على تطويرها. وسأضرب لك في هذا مثالا.. هناك أندية كثيرة في مختلف مناطق المملكة لديها لاعبون ناشئون وصغار وفيهم ولا شك مواهب، ولكن هؤلاء في ظل عدم وجود الرعاية والعناية والاهتمام الإداري الكافي وغياب الأجهزة التدريبية الكفؤة والجيدة تختفي تلك المواهب وتندثر. بل ربما في ظل تواجد أجهزة فنية وإدارية متواضعة يتم تفضيل الأقل مهارة وقدرة على الأكثر موهبة بسبب الافتقار للنظرة الفنية الصحيحة.

وقد وصل إلى سمعي أن هناك من تحدث بمثل تلك اللغة وحاول أن ينسب الجهود والنتائج الحالية للإدارة السابقة، وللأسف ان من قال ذلك لا يهدف إلا للشوشرة وإثارة سوء الفهم، وإحداث شيء من الفتنة والتناحر بين العاملين من الهلال ونحن لم نتعود على هذا الشيء في نادينا. وقد لمست أن ذلك بدأ يظهر مؤخراً سواء في هذا الجانب أو حتى في جانب آخر. ونحن لن نسمح به ولن نقبل بظهوره بيننا.


* ماذا يقصد سموكم بظهور الفتنة ومن وراءها؟

- كان سؤالك الماضي عن تلك الأصوات التي ظهرت تتحدث عن الإدارة السابقة والإدارة اللاحقة، وهذا ما كان يجب أن يحدث في الهلال فنحن لم نتعود على هذا أبداً. فالإدارة السابقة أو التي بعدها لها سلبيات ولها ايجابيات. ومن سيأتي بعدنا نتمنى أن يكون أفضل منا يستفيد من ايجابياتنا ويتلافى سلبياتنا.

ولكن للأسف هناك تراشق بدأ يظهر على سطح الإعلام وبين الهلاليين،وهذا الذي لا أحبه ويحزنني حقاً لأننا لم نتعود عليه. وأتمنى أن تقف الأمور عند هذا الحد. وان لا يتطاول شخص على الثاني، فكلنا هلاليون.وإذاكان لنا وجهات نظرمختلفة حول مواضيع معينة فهي تطرح بيننا وداخل البيت الهلالي. لذلك أتمنى أن لا ينساق بعض الهلاليين وراء من يريد شق صفهم من بعض المنتسبين للإعلام الذين يسعون لإفساد العلاقات بين الهلاليين وتوسيع شقة الخلاف بينهم، وأولئك المنتسبين للإعلام يهدفون إما للفتنة وشق الصف الهلالي، وإما أنهم يريدون إعطاء أنفسهم مكانة وهمية من خلال لعب دور بطل الفتنة، وإما أنهم جهلة. وأياً كانوا فيجب الحذر منهم والابتعاد عنهم بل ولفظهم لأنهم غير جديرين بالمواقع التي يحتلونها، وغير جديرين أن يتحدث معهم الإنسان سواء كانوا من الجهلة أو من أصحاب الفتنة، فإذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين هلاليين فلا يجب أن يتدخل بينهم من لا يعنيه الأمر ومن ليس له علاقة بموضوع الاختلاف إلا إذا كان سيقرب وجهات النظر، أما إذا كان سيشعلها ويوقد نار الفتنة والخلاف فهذا يجب أن يرفض تماما. وأرجو أن تلجم هذه الأفواه لأنها لا تخدم نادي الهلال ولا منسوبيه.


* ما رأي سموكم فيما دار من وجهات نظر بين الأمين العام السابق فواز المسعد وفهد المصيبيح؟

- أنا قرأت ما دار بينهما.

وبداية الموضوع كانت مما نشر في بعض الصحف من أن الأمين العام السابق لنادي الهلال الأستاذ فواز المسعد قد أخفى حقاً للمصيبيح.

والحقيقة أنه لم يخف حقاً للمصيبح. وأنا مطلع على الموضوع كاملا وملم بكل تفاصيله لأن جزءاً منه حدث أثناء رئاستي للنادي. وأنا معني بأن أرد وأوضح. ولكن في البداية سأطرح تساؤلا.. لماذا وجه الانتقاد للأمين العام رغم أن هناك رئيس ونائب رئيس للنادي؟! وكلاهما أكبر من الأمين العام منصبا وصلاحيات في النادي. والأمين العام معروف أنه رجل تنفيذي.. ينفذ سياسة الإدارة ولا يتخذ قرارات أو مواقف إلا بتوجيه من مجلس الإدارة وبالأخص الرئيس أو نائبه.

وأنا هنا أقولها وبكل وضوح وصراحة وشفافية أن الأخ فهد المصيبيح عندما تقدم للإدارة أثناء رئاستي للنادي بمطالبته بتعويضه عن ما يقول أنه صرفه على النادي أثناء عمله طالبناه بمستنداته التي تثبت حقه حتى نصرفه له. فهذه إجراءات مالية لا بد منها لكنه لم يحضرها. ونحن لا نشك في فهد ولا في أخلاقه ولا ذمته، فنحن نعرفه منذ أن كان لاعباً ثم إدارياً على خلق كبير وسلوك حميد ولا يلحقه الشك أبداً. ولكن نحن أيضاً كإدارة مؤتمنون على موارد النادي وأمواله، وعندما قيل في صحيفة «الرياضية» إن الأمير بندر بن محمد أسقط المليون الذي يطالب به المصيبيح من ديون النادي. فأنا هنا أعلن وأقول نعم أنا الذي أسقطته ووجهت بعدم إدراجه في ميزانية النادي كدين للمصيبيح. لأنها مطالبه بلا وثائق ولا مستندات. فلو أننا أدرجناها وثبتناها ثم استقلنا لساءلتنا الإدارة التي تأتي بعدنا على أي أساس وضعتم هذه المطالبة؟! وأين وثائقها ومستنداتها؟! لذلك سيكون وضعنا حرجاً جداً ونحن لا نسمح لأنفسنا أن نكون في ذلك الوضع. أو أن يتهمنا أحد بتحميل النادي ديونا غير حقيقية وغير مثبتة. والأخ فهد المصيبيح مثلما قدم لنا مطالبة ولم تكن لديه حينها مستندات فليطالب الإدارة التي جاءت بعدنا فربما يكون قد وجد المستندات فيقدمها وينتهي الموضوع.

أما أن تثار قضية ويبالغ في تناولها ويتهم أمين عام النادي السابق جزافا فذلك كلام غير منطقي وغير مقبول لا من كبير ولا من صغير.


* هل ترى أن العلاقة بين المسعد والمصيبيح قد وصلت حد الخلاف والقطيعة؟

- لا، إن شاء الله. فهما أخوان. وحتى لو أخطأ فواز على فهد.. أو فهد على فواز فالخطأ مرجوع من كليهما. ولكن ما أحذِّر منه أن تستغل هذه الأمور لإحداث الفرقة بين الهلاليين من أناس لا يعون ما هي حقيقة العلاقة بين الهلاليين ويتدخلون فيما لا يعنيهم لمجرد أن يرضوا نزواتهم بقولهم أنا كشفت فلاناً.. أو أنا أدنت فلاناً.. أو أنا تهكمت على فلان.. فهذه صغائر لا تصدر إلا من أصحاب عقول صغيرة ونفوس مريضة لا نقبلها ولا نرضاها.


* بمناسبة الحديث عن فهد المصيبيح ما رأي سموكم في الجدل الدائرحوله.

- سبق أن سُئلت في لقاء صحفي عما إذا كنت سأختار الأخ فهد المصيبيح ضمن مجلس الإدارة فيما لو ترأست النادي فأجبت بلا.وأنا لن أغيِّر رأيي. والسبب ليس نقصانا في فهد أو عدم كفاءة فهو من خيرة الناس، وهو ابن النادي ومعروف منذ أن كان لاعبا. ولكن ليس كل مجتهد بمصيب. وفي رأيي أنه عندما يكون هناك أخذ وعطاء حول شخص ومد وجزر وجدل فذلك ينعكس سلبياً على النادي وعلى عمل هذا الشخص وعلى ثقة الجماهير فيما يقوم به، وحتماً سيصل ذلك التأثير السلبي إلى اللاعبين والمدربين وبقية العاملين في النادي ويكون الجميع في دوامة النادي في غنى عنها. لذلك فالهلال بالفعل في غنى عن الدخول في دوامة من هذا النوع.


* ولكنك سبق أن اخترته مديراً للكرة!

- نعم، أنا اخترته لمنصب مدير كرة وكانت صلاحياته ومسؤولياته لا تتعدى حدود ما هو مطلوب ممن يعمل في هذا المنصب. وكان لا يتخطى حدوده بالفعل. وتركت النادي وهو بتلك الصلاحيات. ماذا حدث بعدي ؟!! الجواب لدى الإدارات التي جاءت.


* حدثت انشقاقات واختلافات كثيرة حول دور فهد المصيبيح في النادي. ما رأي سموكم بحكم قربكم، وهل هو بالفعل يقوم بكل الأدوار في النادي؟

- أنا أسمع كما يسمع الآخرون. ويقال إنه الآمر الناهي في النادي..! قد يكون الأمر صحيحا.. وقد يكون غير صحيح. أما الجواب فهو لدى سمو رئيس النادي الأمير عبدالله بن مساعد.


* من تحمَّل تكاليف تسجيل اللاعبين المنضمين من أندية أخرى لدرجتي الناشئين والشباب.؟

- هي مشتركة. جزء تحمله أعضاء الشرف وكان ذلك باتفاق عندما اجتمعنا قبل تشكيل مجلس الإدارة الحالي، حيث تم تخصيص مبلغ من الدعم الذي سيقدم للإدارة لتسجيل اللاعبين، ودفع بالفعل هذا المبلغ لتسجيل بعض اللاعبين للناشئين والشباب وأيضاً للفريق الأول. وعندما انتهى هذا المبلغ تكفلت الإدارة المشرفة على الناشئين والشباب والمدرسة بدفع بقية المبالغ المستحقة لتسجيل اللاعبين الآخرين.


* كيف تصف علاقتك بالإدارة الحالية؟

- هي من أفضل العلاقات، وسمو الأمير عبدالله بن مساعد من خيرة الناس خلقاً وعلماً وأدباً وفكراً، فضلاً عن العلاقة الأسرية التي تربطني به فهو أخ وصديق وأعتز بما يربطني به من علاقة.


* ولكن كيف مستوى رضاك عن أداء الإدارة؟

- الإدارة تتحدث دائماً. ونحن نتابع ما تقوله وما تصرح به. وحتى الآن ننتظر النتائج الجيدة التي تعد بها.


* هل هناك وعود أخرى غير التي تظهر في وسائل الإعلام، كأن تكون في اجتماعاتكم كأعضاء شرف؟

- لم يكن هناك سوى اجتماع واحد لأعضاء الشرف وعقد في شهر رمضان الماضي وكان مصغراً. ونوقشت خلاله أمور كثيرة. ولكن كخطط وبرامج ونتائج منتظرة فنحن نقرأ ما تقوله الإدارة عبر وسائل الإعلام وننتظر النتائج بالفعل كالاستثمار وغيره، رغم أن الاستثمار كانت له أسس سابقة من الإدارات التي سبق أن أدارت دفة النادي والأستاذ وليد الرواف قدم مشاريع وبرامج في هذا المجال ولكن ربما الوقت لم يسعفه للتنفيذ، لذلك نتمنى أن يكون الوقت في صالح الإدارة الحالية وتظهر نتائج الاستثمار وغيره من برامج وخطط التطوير.والإدارة مؤهلة وقادرة على ذلك.


* كيف تقيم الدعم الذي وجدته الإدارة الحالية من أعضاء الشرف؟

- الإدارة وجدت كل دعم وتأييد من أعضاء الشرف وتلقت الكثير منهم، لكن بحكم معرفتي وتجربتي فالإدارة عندها متطلبات وتحتاج إلى مزيد من الدعم والذي يجب أن يكون متواصلاً وهذا ما أتمناه من أعضاء الشرف حتى تتمكن الإدارة من تحقيق ما تخطط له وما ننتظره منها جميعا.


* سبق أن كان سموكم رئيسا لنادي الهلال كيف تقيِّم عمل إدارتكم؟

- كانت فترة جميلة جداً حققنا خلالها بطولات وإنجازات سجلت باسم النادي ورفعت من أسهمه محلياً وعربياً وآسيوياً وكانت جماهير الهلال سعيدة بذلك وكان من حسن حظ الإدارة في تلك الفترة أن توافقت تلك الإنجازات أثناء فترة عملها. وأشدد هنا على أن ما تحقق من إنجازات لم تكن من عمل وجهد الإدارة وحدها، ولكن رجالات الهلال ككل من أعضاء شرف ومحبين وجماهير وقفوا مع الإدارة ودعموها وساندوها، كذلك لا أنسى دور الإعلام المهم في تلك الفترة والذي كان صادقا معنا حتى وهو ينتقدنا، بل وصل النقد مرحلة حادة جداً ولكنه كان نقداً صادقاً ومخلصاً ولم يكن مزيفا ولم يكن إعلاماً يخدعنا بامتداح عملنا بأخطائه، بل كان يوضح لنا الأخطاء ومن هذا الإعلام الصادق تعرفنا فعلا على بعض مكامن الخلل في عملنا فعالجناها وصححنا بعض مساراتنا، ولم يكن لدينا حساسية مما كان يطرحه أو نعتبر ما يطرحه موجهاً بشكل شخصي. فلذلك من الوفاء للإعلام الصادق أن ننصفه وننسب له ما يستحق من الفضل مما تحقق من إنجازات ونعترف بدوره الكبير والمؤثر. ولا ننسى في هذا المقام أصحاب اليد الطولى في تلك الإنجازات وهم اللاعبون الذين كان لإخلاصهم وتفانيهم الدورالأكبر والأهم فيما تحقق من إنجازات.

والنجاح عموماً لا يختص به شخص بعينه ولا ينسب لإدارة وحدها فالكل يذهب ويبقى النادي واسمه وإنجازاته.


* بعد الابتعاد عن كرسي الرئاسة وفترة الراحة التي استمتعت بها بعيداً عن هموم وضغوط الإدارة هل يجد سموكم في نفسه الرغبة في العودة مجددا لرئاسة النادي؟

- أنا الآن اخترت الدور والموقع الذي أخدم من خلاله الهلال، أما المستقبل فعلمه عند الله.


* كيف تقيِّم وضع الفريق الكروي حالياً؟

- هو بين مد وجزر، فمرة يقدم مباراة جيدة ومرة متوسطة كما يقدم ما هو أقل.


* هل ترى أن هذا وضع طبيعي؟

- بكل تأكيد هو وضع غير طبيعي، بل غير مقبول وعندما يكون الفريق بهذا الشكل المتذبذب والمضطرب وهو يدخل مراحل اشتداد المنافسة فذلك يؤكد أن الفريق يعاني من خلل ما. فالتذبذب يكون مقبولا عند بدء الموسم ولكن بعد ذلك يبدأ الفريق في الاستقرار والتصاعد بثبات إلى أن يصل مرحلة الذروة في مرحلة حسم المنافسة. أما استمرار التذبذب فهو مؤشر على وجود خلل ويتطلب تدخلاً من المعنين لمعرفة أين يقع هذا الخلل لتتم معالجته. أما تجاهل المشكلة فهو لن يحلها. أو أن يكون التدخل بعد فوات الأوان. فذلك تحرك متأخر وربما تكون الخسارة فادحة بفقد بطولة محلية كبيرة أو عربية أو آسيوية تؤهل فريقنا لبطولة أندية العالم. فماذا يفيد التحرك بعد هذه الخسارة. أنا أقول أن هناك مؤشرات تحذيرية يطلقها مستوى ويجب التنبه لها. وأنا كلي ثقة في سمو رئيس النادي الأمير عبدالله بن مساعد وفي معالجاته للأمور.


* وكيف ترى مدرب الفريق اديموس؟

- سمو الأمير عبدالله بن مساعد يعرف رأيي تماما. وقد قلته له بشكل شخصي وصريح.


* هل تعتقد أن الهلال سيحقق بطولات هذا الموسم؟

-الهلال مهيأ للبطولات، فهو كفريق يضم أفضل اللاعبين والعناصر الذين إذا جهزوا وأعدوا إعداداً جيداً لمراحل الحسم فستجدهم عند حسن الظن بهم. فالنجم واللاعب الكبير عند مراحل الحسم يختلف تماماً عن المباريات العادية، والهلال مليئ باللاعبين النجوم والكبار الذين يعرفون كيف يتعاملون مع تلك المراحل المهمة والخطيرة بشرط أن يجدوا الاهتمام والعناية والتجهيز الصحيح.


* بحكم قرب سموكم من الفريق هل هناك إبعاد قسري لبعض اللاعبين الكبار والنجوم؟

- ليس لدي معرفة بهذا الأمر، وإذا كنت تسمع فأنا أسمع. وذلك إن كان حقيقة فهو أمر خطير.


* هل ترى أن هناك إبعاداً إجبارياً لسامي الجابر وعبدالله الشريدة؟

- لا أعلم، ولكن سامي لاعب كبير وكذلك الشريدة وهما قادران ليس على اللعب ولكن على قيادة الهلال للبطولات، وأنا لا أعتقد أن هناك إبعاداً إجبارياً لهما ولكن ربما عدم جاهزية سامي البدنية هي السبب في ابتعاده، وكذلك لحصول الشريدة على عدد من البطاقات ومن ثم إيقافه ووجود البديل الجاهز هو السبب وراء غيابه، والتنافس جيد ومطلوب بين اللاعبين. ولكني أرجع وأؤكد على أهمية هذين اللاعبين وأهمية وجودهما مع الفريق خاصة سامي الجابر القادر على العطاء بنفس المستوى الكبير الذي يعرفه عنه الجميع لما لا يقل عن ثلاث سنوات قادمة. وإذا كان هناك من ملاحظة عليه كنقص في اللياقة أو عدم الجاهزية البدنية فذلك دور الجهاز التدريبي الذي يجب أن يجهز اللاعبين وبالأخص العناصر المهمة التي يحتاجها الفريق في مراحل الحسم. وسامي الجابر واحد من أفضل لاعبي الحسم الذين أنجبتهم الملاعب السعودية، فليس من السهولة الاستغناء عنه أو حتى قبول تجاهله وعدم الاهتمام بتجهيزه.


* كيف ترى تلويح الإدارة المتكرر بالاستقالة؟

- أنا أرى أن التلويح المستمر بالاستقالة ليس في صالح النادي بشكل عام، فهو يشعر العاملين فيه وحتى اللاعبين بعدم الاستقرار. وسبق لي في اجتماع أعضاء الشرف أن قلت لسمو الأمير عبدالله بن مساعد إن الاستقالة ليست في مصلحة الإدارة أو النادي. وكان ذلك في شهررمضان الماضي. فالإدارة التي ستأتي ما هو المطلوب منها؟ إنها ستعمل على خلفية أنها أمام تركة إدارة مستقيلة لذلك لا يجب مطالبتها بشيء. وهذا ليس في صالح النادي، بل فيه إضرار كبير وخسائر وهدم لكل ما تم من عمل جيد خلال الفترة الماضية. وطلبت منه الاستمرار حتى نهاية الموسم بغض النظر عما يتحقق. فكل شيء بتوفيق الله. وسمو الأمير عبدالله مقتنع تماما بهذا، وأعضاء شرف وعدوه بالدعم والوقوف بجانبه.


* حرص سموكم مؤخراً على حضور المباراة النهائية في بطولة الخليج للطائرة التي فاز بها الهلال فهل سموكم من محبي هذه اللعبة وممن يعشقونها؟

- أنا من محبي نادي الهلال وعشاقه، وقد كنت أتابع البطولة ومسيرة الهلال فيها ونتائجه وكان يسير بشكل رائع واللاعب عندما يشعر أن رجال الهلال مهتمون وحريصون سيتفاعل ويضاعف جهده، وأنا كنت شخصاً واحداً من رجالات الهلال الذين حضروا، فحباً في مشاركة إخواني اللاعبين وحباً في الأمير خالد بن طلال والأمير عبدالله بن مساعد رغبت أن أكون أحد المشجعين في هذه المباراة وحضرت وكنت الحمد لله على يقين أن أبناء الهلال لا يخذلون محبيهم في مراحل الحسم وعند الحصاد وتوشح الذهب وهذا سر عظيم عند الهلاليين فهم عندما يرون الذهب لا يقبلون عنه بديلا، والحمد لله تحققت الفرحة بالفوز بالبطولة وسعدنا جميعاً.

وأرغب أن أضيف كلمة شكر وتقدير لسمو الأمير خالد بن طلال على ما يقدمه من جهد ومال ووقت، حيث صنع فريقاً عبارة عن منتخب حقق كل البطولات والألقاب المحلية والخليجية والعربية والآسيوية، فهو بالفعل يستحق الشكر والثناء والتقدير على ذلك، وباسمي كعضو شرف ومحب للهلال ونيابة عن كل الجماهيرالهلالية نقدم لسموه تحية إعزاز وإكبار وشكر وتقدير على ما قدمه وبذله. كما أشكر الإدارة برئاسة سمو الأمير عبدالله بن مساعد على جهودها التي وقفت مع الفريق وكانت معه لحظة بلحظة حتى تحقق الأمل وجاء اللقب.

كما لا انسى دور المدرب القدير خالد العمار الذي كان له جهود واضحة وتعتبر البطولة بطولتين فهي سعودية صرفة.