المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاة الانترنت الفلسطينية



~~ RaHoOoMa ~~
02-01-2004, 01:37 PM
آمنة منى فتاة الإنترنت الفلسطينية من داخل سجنها لدنيا الوطن :
لم افكر بقتل الشاب الاسرائيلي راحوم ولكن فكرتي اثارة الراي العام الاسرائيلي




دنيا الوطن تنفرد بنشر القصة الكاملة لفتاة الانترنت الفلسطينية
آمنة منى فتاة الإنترنت الفلسطينية من داخل سجنها لدنيا الوطن :
لم افكر بقتل الشاب الاسرائيلي راحوم ولكن فكرتي اثارة الراي العام الاسرائيلي

غزة – دنيا الوطن
أدانت المحكمة العسكرية في معسكر الاعتقال "عوفر"، الشابة الفلسطينية آمنة منى بالتخطيط لجريمة قتل واختطاف الشاب الإسرائيلي أوفير رحوم. وسيتم إصدار الحكم بحق الشابة الفلسطينية في موعد لاحق. وكانت منى قد اتهمت بانها دفعت بالفتى الاسرائيلي رحوم للقدوم إلى رام الله، حيث قتل هناك على أيدي ناشطين من حركة فتح. وأدانت المحكمة العسكرية منى بمخالفة التسبب بالموت مع سبق الإصرار والترصد، غير أنها لم تدَن بارتكاب عملية القتل.
وقتل الفتى أوفير رحوم، الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا، وهو من سكان مدينة أشكلون، في الـ17 من كانون الثاني/يناير الماضي، بعد أن حدد موعدًا للقاء منى، البالغة من العمر 24 عامًا، في محطة الحافلات المركزية في مدينة القدس.
وتطورت العلاقة بين رحوم ومنى عبر المراسلة في زاوية التعارف على شبكة الإنترنت. وقدمت منى نفسها لرحوم على أنها "سالي"، وقالت إنها يهودية قدمت للتو من المغرب، وما زالت لا تجيد اللغة العبرية.
وأقنعت منى رحوم بالتقائها في مدينة القدس؛ وحين وصل إلى المدينة، قادته بسيارتها إلى مشارف مدينة رام الله، حيث كان في انتظارها شريكاها من تنظيم فتح، حسن القاضي وعبد الفتاح دولة، اللذان حاولا إخراجه من السيارة. وحين رفض الخروج، أطلق أحدهما عليه النار وأرداه قتيلاً.
وأخذ منفذو العملية جثة رحوم، ولاذوا بالفرار متوجهين إلى مدينة رام الله داخل مناطق السلطة الفلسطينية، حيث قاموا بدفن جثته. وعثر سكان محليون على الجثة بعد يوم واحد، حيث تم نقلها إلى أحد مستشفيات المدينة، ومن هناك إلى إسرائيل.

واعتقل جهاز الأمن العام الإسرائيلي ("الشاباك") الشابة منى بعد مرور بضعة أيام على عملية القتل. وفي البداية، رفضت منى التعاون مع المحققين، غير أنها اعترفت في نهاية الأمر بقتل الفتى، بالتعاون مع شريكيها من تنظيم فتح.
واتضح خلال التحقيق معها أنها كانت على علاقة مع عدد من الإسرائيليين على شبكة الإنترنت، أعربوا خلال مراسلتها عن غضبهم حيال تصرفات الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك، قررت اختطاف إسرائيلي لزعزعة الرأي العام الإسرائيلي، وكرسالة موجهة إلى العالم وإسرائيل ضد قتل الأطفال والفتية الفلسطينيين في الانتفاضة.
وكانت دنيا الوطن قد انفردت باجراء حوار مع الفتاة الفلسطينية امنة منى من داخل سجنها في اسرائيل عبر محاميتها وقد اخذ هذا الحوار وقتا طويلا واجراءات معقدة وفيما يلي نص الحوار :
*ماذا أردت ان تقولي للشعب الإسرائيلي عبر اختطاف الشاب اوفير راحوم؟
-أولا ام أفكر باختطاف او إيذاء اوفير راحوم، ولكن لدي قضية أردت ان يشعر الشعب الإسرائيلي بها فأنا عندما كنت في السادسة من عمري وانا في سن الطفولة حيث يفترض ان نلهو ونلعب، كنت امسك بثوب والدتي وأرتعد من الخوف، وأنا أشاهد مع أسرتي المناظر التي كان التلفزيون يبثها عن مجزرة صبرا وشاتيلا في لبنان، وحتى الآن ما زلت أذكر تلك المشاهد وأتذكر الأصوات من عويل وبكاء النساء وقد هزتني تلك المشاهد فذهبت واشتريت صحيفة "القدس" من مصروفي البسيط، ولم اكن أستطيع القراءة بشكل جيد فطلبت من والدي ان يقرأ لي المواضيع بحسب الصورة التي أراها، او العنوان البارز وجميعها كانت تتحدث عن مجزرة صبرا وشاتيلا ومع القراءة كنت أسال وكانت الإجابة بان اليهود سيقتلوننا بنفس الطريقة التي قتلوا فيها الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا.
وفي ذلك الحين لم أكره اليهود فقد كنت طفلة صغيرة لا أعرف تلك المشاعر ولكن أصبح أفكر بأنه عندما ياتي اليهود لقتلنا يجب ان أكون أول من يقتل في البيت حتى لا أرى مقتل أسرتي امامي، لذلك أصبحت اجلس قرب الباب لانتظار الجيش الإسرائيلي ليدخل ويقتلني اولا كما فعلوا في لبنان وانتظرت طويلا ولم يأت الجيش الإسرائيلي لقتلنا فأمسكت خارطة الوطن العربي وأخذت أقيس بأصابعي المسافة بين لبنان وفلسطين، ثم اكتشفت لاحقا أنني كنت امسك بالخريطة مقلوبة، وكان ذلك لمعرفة الوقت الذي سأنتظره حتى يصل الجيش الإسرائيلي لقتلنا، هذا ما أذكره من طفولتي وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى قذفت الحجارة على الجيش الإسرائيلي فأصابتني رصاصة إسرائيلية في كتفي وعندما شعرت بإحساس الإنسان الذي تخترق جسمه الرصاصة وجاءت الانتفاضة الثانية وتكرر المشاهد أمام عيني فأردت ان أقول للشعب الإسرائيلي لا للقتل ولا للظلم.
*هل تعتقدين بان قتل راحوم كان سيوقف القتل الاسرائيلي للفلسطينيين؟
-ام أفكر في قتله مطلقا ولا حتى اختطافه لقد كانت فكرتي بان أستضيف راحوم لعدة أيام في مكان ما، دون إيذائه ولكنها فترة كافية كي تبحث والدته عنه، ويهتم الرأي العام الإسرائيلي بهذه المسألة، وحتى تشعر الأمهات الإسرائيليات بجزء مما تشعر به الأمهات الفلسطينيات اللواتي يفقدن أطفالهن شهداء خلال انتفاضة الأقصى وحتى يتكون رأي عام إسرائيلي يضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف هذه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني.
*كيف قتل راحوم؟
-لم يكن هنالك أي تفكير بقتل "راحوم" وعندما كان الشاب الاسرائيلي في السيارة أطلق حسن القاضي رصاصتين على أرجل "اوقير" لتخويفه فقط، وانطلق آنذاك الرصاص من موقع عسكري إسرائيلي على التلال المجاورة قرب مستوطنة "بسغوت".
*ولكنك أعلنت على شاشة التلفزيون بأنك فخورة بما فعلت؟
-لقد قلت ذلك فعلا وكنت أقصد بأنني فخورة بأنني لم ألطخ يدي بقتل "أوفير راحوم" ولم أقصد مطلقا بأنني فخورة بقتله، وقد وجهت رسالة لوالدة صديقي "اوفير راحوم" واوضحت لها ما كنت أقصده بقولي أنني فخورة بما فعلت فأنا لا علاقة لي بمقتل "راحوم" وبريئة من هذه التهمة.
*إنك ترسلين من داخل السجن رسائل تدافعين فيها عن نفسك، ماذا تريدين ان تقولي للناس؟
-إن ما حدث خلال انتفاضة الأقصى مؤلم جدا فالكل يقف متفرجا على الدماء الفلسطينية التي تسفك في كل مكان على مرأى ومسمع من الجميع وهذا الوضع المؤلم من بكاء الأمهات الفلسطينيات جعل الجميع يفكر في الانتقام والموت وانا فكرت مع زملائي في تنظيم "فتح"من الذين يشاركوني نفس التوجه بان نسمع صوتنا للعالم، فنحن نريد ان نعيش بكرامة وان نبني وطننا، وأردنا من الشعب الاسرائيلي والأمهات الإسرائيليات ان يضعوا أنفسهن ولو للحظات مكاننا، وان يشعروا بما نشعر به.
ولكن الذي حصل هو العكس فقد سال الدم مرة أخرى عن غير قصد، وأصبحت في نظر الكثيرين قاتلة ومجرمة رغم أنني إنسانة بريئة جدا محبة للناس والحياة وهدفي مساعدة الآخرين مهما كانوا واعظم شيء في حياتي ان أرى البسمة على شفاه الناس خاصة الأطفال وانا احب شعبي ووطني حتى الموت وأكره الظلم والاحتلال