المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس هذا هو الظن بك يا سماحة الشيخ !,تعليق لخالدالشايع..



alamid
04-01-2004, 12:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

#### تعليق مهم حول موقف شيخ الأزهر وتأييده للحكومة الفرنسية في حظر ارتداء الحجاب حرره الأخ الفاضل خالد بن عبد الرحمن الشايع وفقه الله ####
بسم الله الرحمن الرحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعليقاً على موقف شيخ الأزهر من حجاب الفرنسيات

تمنى المسلمون أن يكون سماحته نصيراً لأخواتنا ومطالباً بحقوق المسلمين في الغرب

حرره المستشار الشرعي : خالد بن عبد الرحمن الشايع ـ الرياض

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله وحده ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، أما بعد :

فقد تناقلت وسائل الإعلام ما صرح به سماحة الشيخ سيد طنطاوي شيخ الأزهر ، وفقنا الله وإياه ، وذلك فيما يتعلق بحظر الحكومة الفرنسية تغطية المسلمات لرؤوسهن لدى توجههن للمدارس ، وما كان من تصريح سماحته بأن هذا من حق الحكومة الفرنسية حيث قال : ( إذا كانت المرأة المسلمة في غير دولة الإسلام ، كدولة فرنسا مثلاً ، وأراد المسئولون فيها أن يقرروا قوانين تتعارض مع مسألة الحجاب للمرأة المسلمة فهذا حقهم .. هذا حقهم .. هذا حقهم ، وأكرر هذا حقهم الذي لا أستطيع أن أعارض فيه " كما هو منشور بهذه الجريدة ( الحياة العدد 14889 / 31/12/2003 ).

والواقع أنني لما اطلعت على كلام سماحة شيخ الأزهر استغربته كثيراً ، خاصةً وأنه شخصيةٌ إسلاميةٌ جليلة ، ولمنصبه ثقله الكبير في العالم أجمع ، وقد التقيت به أكثر من مرة ، ومنها زيارتي له في مكتبه ، في شهر نوفمبر عام 1997 ، حيث شملنا بدماثة أخلاقه وسماحة تعامله ، واستفدنا من وجهة نظره في القضايا التي تم طرحها ، والتي تنم عن علم عميق .

ولأجل ذلك كان الاستغراب من التصريح المذكور كبيراً ، خاصةً وأن المسلمات المواطنات في البلاد غير الإسلامية يتطلعن لمن يكون نصيراً لهن في الثبات على الإسلام والاستقامة على تشريعاته ، حتى لا تذوب شخصياتهن في خضم الثقافة الغربية ، وأولى الناس بهذه النصرة هم العلماء.

ولا يخفى على سماحة شيخ الأزهر ولا على أهل الإسلام ما يجب من الولاية بين المسلمين ، وخاصة في التثبيت على الدين ، فقد قال الله تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ـ سورة التوبة ـ قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : أي يتناصرون ويتعاضدون ، كما جاء في الصحيح : " المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضاً " وشبك بين أصابعه .

ثم إن مما لا يخفى أيضاً على المتخصصين أن الدستور الفرنسي يكفل لرعايا بلادهم ، بل وللمقيمين فيها حرية الاعتقاد وما يتبعه من مظاهر ، طالما أنه لا يؤثر على حقوق الآخرين ، ولست أرى في تغطية المسلمات لرؤوسهن أي إخلال أو تعد على الآخرين ، بل هو رمز للأخلاق الطاهرة النظيفة التي تتطلع إليها المجتمعات الأوروبية ، بعد أن عانت كثيراً جراء الانحرافات الأخلاقية .

وقد كان المؤمل من سماحة شيخ الأزهر أن يستثمر هذه الفرصة للفت نظر الشعوب والحكومات الأوروبية إلى ما ينبغي من فهم مقاصد هذا التشريع ، ودعوتهم لرعاية حقوق المسلمين القاطنين في بلدانهم ، وخاصة أن تلك الحقوق شهدت أنواعاً من الإخلال بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .

ولأهمية هذه المسألة ، وما ينبغي فيها من نصرة أخواتنا المسلمات في تلك البلاد وغيرها ، فقد حررت ما تقدم ، لما أراه من واجب النصرة والبيان على طلبة العلم والعلماء ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من امرئ يخذل امرأً مسلماً في موضع تُنتهك فيه حُرْمَتُهُ ويُنتقَصُ فيه من عرضه ؛ إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته ؛ إلا نصره الله في موطن يحب نصرته " رواه أحمد وأبو داود وغيرهما من حديث جابر بن عبدالله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري رضي الله عنهم .

ويجدر التأكيد في هذا المقام أن هذا الاستدراك على سماحة شيخ الأزهر وفقه الله لا يقلل من قدره ، ولا يهون من شأنه ، وأرجو أن يكون هذا التعليق بياناً للحق ، وحفظاً لمكانة سماحة الشيخ .

وما أحسن ما قاله إمام العلماء من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه ، فقد نبه إلى هذه المسألة ،فيما رواه أبو داود في باب لزوم السُّنَّة من " سننه " عن عقيل عن بن شهاب أنَّ أبا إدريس الخولاني أخبره أن يزيد بن عميرة ، وكان من أصحاب معاذ بن جبل رضي الله عنه أخبره قال : " وأحذِّرُكم زَيغةَ الحكيم ، فإنَّ الشيطان قد يقول كلمةَ الضلالة على لسان الحكيم ، وقد يقول المنافق كلمة الحق .

قال : قلت لمعاذ : ما يدريني رحمك الله أنَّ الحكيم قد يقول كلمة الضلالة ، وأنَّ المنافق قد يقول كلمة الحق ؟.

قال : بلى ، اجتنب من كلام الحكيم المُشْتَهِرَاتِ التي يقال لها : ما هذه ؟ ولا يَثْنِيَنَّكَ ذلك عنه ، فإنه لعله أن يراجع ، وتَلَقَّ الحقَّ إذا سمعته ، فإنَّ على الحق نوراً " . وصحح العلامة الألباني رحمه الله إسناده .

قال الإمام البيهقي ـ رحمه الله ـ بعد روايته هذا الحديث في " سننه " : فأخبر معاذ بن جبل أنَّ زيغة الحكيم لا تُوجِبُ الإعراض عنه ، ولكن يُترك من قوله ما ليس عليه نور ، فإنَّ على الحق نوراً ، يعني والله أعلم دلالةً من كتاب أو سنة أو إجماع ، أو قياس على بعض هذا.

وإني لأدعو كل من يبلغه هذا البيان من إخواننا وأخواتنا المسلمين والمسلمات في البلاد غير الإسلامية إلى ضرورة الاحتياط لدينهم ، وأن يسعوا لإثبات حقوقهم في تلك البلاد عبر القنوات المدنية الرسمية ، وإن استطاعوا أن يهاجروا إلى حيث السلامة لدينهم فهو المتعين ، كما أن عليهم ألا يغتروا بما قد يكون من الهفوات في الفتاوى ، أو الرخص التي لم تبن على قواعد شرعية صحيحة ، كما أني أوصيهم ونفسي بأن يعلموا أن سعادتهم في الدنيا والآخرة متوقفة على مدى تمسكهم بالشرع المطهر ، فقد قال الله تعالى : ( فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ـ سورة البقرة ـ وقال سبحانه : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) ـ سورة طه ـ قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا يضل في الدنيا ، ولا يشقى في الآخرة .

وفقنا الله وسائر المسلمين والمسلمات في كل مكان لما يحبه ويرضاه ، وثبتنا على دينه حتى نلقاه ، كما نسأله سبحانه أن يوفق علماء المسلمين لبيان الحق والدعوة إليه ، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعه ورفع لواء الدعوة إليه ، إنه سبحانه سميع قريب . وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

حرر بتاريخ11/11/1424هـ

Khalidshaya@hotmail.com

منقول من الساحات,ومُهدى إلى من تكلموا في شيخ الأزهر..

والله الموفق,,