المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارجوك اقرأ لي هذه الأقصوصة



صريع الصبايا
14-01-2004, 04:10 PM
هذه قصة مشجع في استاد الملك فهد



أزمعنا أنا وصحبي الكرام أن نحظر المباراة النهائية مهما كلف الأمر. وبالرغم من أن لدينا اختباراً قد قرر علينا في يوم الغد إلا أننا صوّتنا وبالإجماع على الخيار الوحيد وهو أن نضرب به عرض الحائط. ذلك أننا اكتشفنا بعد التأمل وطول النظر أن من غريب المصادفة اقتران الاختبارات بالمباريات إذ انهما دائماً مصطحبان في الوقت ذاته مما أجبرنا على الاحتكام إلى المنطق فأخذنا الأعز منهما بالأدنى و كذلك اتفقنا. ما كاد قرص الشمس أن يعامد الجبين إلا ونحن قد استقررنا على مقاعدنا في المدرج العظيم. نستشرف من موقعنا الاستراتيجي ساحة الوغى التي سيتقارع فيها الأبطال وهم يطاردون المستديرة. لما أدركنا الليل أدركتنا معه معظلة في الفقه. ذلك أن وقت الصلاة قد حل ولا مكان للصلاة إلا خارج المدرج مما يتحتم معه ترك المواقع الاستراتيجية التي قد احتللناها وهذا مستحيل متعذر. لكن صديقنا لكيع ما لبث أن أفاض علينا شيئاً من علمه وعمق فهمه. يقول( أثاب الله سعيه) إن الفقه إيجاد الرخص وعلى ذلك فإن في الشرع قواعد معلومة ذلك أن الضرورات تبيح المحذورات كما أن عدم العلم ليس علماً بالعدم ومما أسلفنا من الأدلة يظهر لنا أنه يجوز تأخير صلاة المغرب وإلحاقها بالعشاء لكي نأديهما جمعاًً إذا عدنا إلى المنزل. فأقررناه على ذلك وعجبنا لا ينقضي من سعة فهمه و عظيم إطلاعه. وبينا نحن ننتظر نزول الأبطال المغاوير لنهتف بهم ونفجر الحناجر في تشجيعهم إذ قام أحد الأشقياء من مشجعي الفريق الأخر ليقذفني من البعد بعلبة مشروب فيها نصفها. وإذا بها تنبجس على مؤخرة رأسي فالتفت واقفاً وقد انتفخت أوداجي غضبا وقطرات المشروب تنسدل من جبيني و الجميع يعج بالضحك. ما كان مني إلا حيلة العاجز فقد أمطرتهم بكل سبة و شتمة سماعية كانت أم قياسيةً. كنت مجتهداً أبحث عن أقذع القول لأرشق به هؤلاء الأوغاد عندما تهادى إلى سمعي صوت يقول( اسكت يا وسخ!!) توهجت كبدي غضباً والتفت وأنا أقول (من الوسخ؟) وقد فسرت عن ساعدي أريد أن أوسع هذا الوقح ضرباً وإذا به رجل الأمن وهو يستل هراوته و يكرر( أنت الوسخ) أجبت و أنا أصطنع الثقة و كأنه قد سلم من بطشي ( تقصدني أنا- الحمد الله- ظننتك تقصد صديقي) فقال بتحدي ( وصديقك أيضاً وسخ مثلك) فأجبت و أنا أرجو السلامة ( نعم، الآن عدلت كلانا كذلك) بدا على سحنته شيء من الرضا وأدار لي ظهره وراح يخطر مختالاً فنهض ذاك الشقي ثانية ليقذف بعلبة أخرى لكنها لم تكن موجهة لي هذه المرة وإنما لرجل الأمن. لم يطش سهمه إذ أنه صك الرجل في قفاه. فالتفت إلي مباشرة و وجهه يتميز من الغيض و قد أثبت علي عينان تكاد السنة اللهب أن تندلع منهما. انخلع قلبي خوفاً لمّا رأيته مقبلاً علي فبادرت أحلف له بأيمان مغلظة أني لست من فعل ذلك. لكن الرجل قد أصمه الغضب فجلبني بتلابيبي وابتدرني بصفعة عظيمة مدوية ما ذاق خدي مثلها قط. و إذا بي أتدحرج رأساً على عقب و الجميع يقهقه. كان ذلك كافياً بأن يشعل ثورة كرامتي فإذا بي أزأر زئير الأسد ثم أنتفض انتفاضة السيف و ما وجدت نفسي إلا و أنا أنقض عليه كالسهم مرق من قوسه. فرددت له صفعته بصفعة وأتبعتها بوكزة و لكزة ثم عفسته و عكسته وعلى المدرج عترسته. وإذا بالآلاف يهتفون بي و يصفقون لي فأخذتني النشوة و انتفخت انتفاخة الديك. أدركت إثرها أني مقاتل ضرغام وقلت إذن لابد وأن أجهز عليه. فلما هممت أن أبطش به إذ بصوت من الخلف يقول (توقف يا كلب!!) فصحت ( من ذا يجرئ على قول....) لكن أثير صوتي قد انقطع عندما انهمرت علي ثمانين هراوة إن كثرت فلن تقل. قاتلت قتال الصناديد والهراوات تهشِّمني من كل جانب فما لبثت إلا أن انهرت انهيار أبراج التجارة وترديت كما تتردى الأبطال في يوم الكريهة. كان جسدي مجندلاً على ساحة الهيجاء كما هي أجساد الشهداء بعد انقضاء المعارك لكني ما لبثت أن رفعت رأسي إيذاناً باستئناف المقاومة. فما انجلى لناظري إلا خف عظيم أسود منطلقاً إلى محياي الوديع كالصاروخ عندها انطفأت الأنوار و صمت الجميع.

الولهان_س
19-05-2004, 02:55 PM
اسلوبك حلو الله يرجك اكتب دايم والقصة روعه:cool: