المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِجوا يا عباد الله حِجوا



*Bo_Sh6ap
16-01-2004, 12:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد الصديق الأمين ومن سرى على نهجه إلى يوم الدين...
فاحمد الله أن مد في عمرك لترى تتابع الأيام والشهور، فأمامك موسم الحج الذي قد أشرق ، وهاهم وفود الحجيج بدأوا يملأون الفضاء ملبين مكبرين أتوا من أقصى الأرض شرقاً وغرباً وبعضهم له سنوات وهو يجمع درهماً على درهم يقتطعها من قوته حتى جمع ما يعينه على أداء هذه الفريضة العظيمة.
وأنت هنا قد تيسرت لك الأسباب وتهيأت لك السبل فلماذا تؤخر وإلى متى تؤجل؟؟؟ أما سمعت قول الله عز وجل: {وأتموا الحج والعمرة لله} البقرة:196 وقوله جلا وعلا : {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}الحج:27
والحج ركن من أركان الإسلام الخمسة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {بني الإسلام على خمس:شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،وصوم رمضان، وحج البين لمن استطاع إلى ذلك سبيلا} متفق عليه
ويجب على المسلم المستطيع المبادرة إلى الحج حتى لا يأثم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له} رواه أحمد
فيجب على كل مسلم المبادرة والإسراع إلى أداء هذه الفريضة العظيمة فإن الأمور ميسرة ولله الحمد، فلا يقعدنك الشيطان ولا يأخذنك التسويف وأسأل نفسك .. إلى متى وأنت تؤخر الحج إلى العام القادم؟ ومن يدري أين أنت العام القادم؟!
أما عن فضل الحج ففضله عظيم وأجره جزيل، فهو يجمع بين عبادة بدنية ومادية، فالأولى بالمشقة والتعب ونصب والحل والترحال والثانية بالنفقة التي ينفقها الحاج في الحج.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة }، وقال صلى الله عليه وسلم { من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه} متفق عليه
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم {أيْ الأعمال أفضل قال:"إيمان بالله ورسوله"قيل: ثم ماذا قال:"جهاد في سبيل الله"قيل ثم ماذا قال:"حج مبرور"} رواه البخاري
وقال النبي صلى الله عليه وسلم{ تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الحديد والذهب والفضة، وليس للحج المبرور ثواب إلى الجنة} رواه الترمذي والنسائي
فلا تتردد ولا تتهاون فالدروب ميسرة والطرق معبدة ،ولا تنسى فضل يوم عظيم في الحج تقال فيه العثرة وتغفر فيه الزلة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة} رواه مسلم
فإخواني اعملوا للدنيا بقدر بقائكم فيها وللآخرة بقدر بقائمة فيها ولا تسوف فالموت أمامك والمرض يطرقك فإلى مت التسويف .. فاستعن بالله وتوكل عليه وكن من الملبين والمكبرين هذا العام.
فإن عزمت على الحج فإني أذكرك بخمس :
1.إخلاص النية لله عز وجل يجب على الحاج أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله لتكون أعماله وأقواله ونفقاته خالصة إلى الله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى} متفق عليه
2. تعلم أحكام الحج والعمرة وما يتعلق بهما:وهي تعلم شروط الحج وواجباته وأركانه وسننه حتى تعبد الله على بصيرة وعلم، وحتى لا تقع في الأخطاء التي قد تفسد عليك حجك.وكتب الأحكام ولله الحمد متوفرة بكثرة.
3.التوبة إلى الله عز وجل من جميع الذنوب والمعاصي: قال الله تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} النور :31
4.اختيار النفقة الحلال:التي تكون من الكسب الطيب حتى لا يكون في حجك شيء من الإثم ، فإن الذي يحج وكسبه مشتبه فيه لا يقبل حجه، وقد يكون مقبولاً ولكنه آثم من جهة أخر.ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا خرج الحاج بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز فنادى لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد في السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، حجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الحرام الخبيثة ووضع رجله في الغرز فنادى: لبيك اللهم لبيك. ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك. زادك حرام وراحلتك حرام، وحجك مأزور غير مبرور} رواه الطبراني
وقال الشاعر :

إذا حججت بمال أصل سحتٌ *** فما حججتَ ولكن حجَّت العيرُ
لا يقبلُ الله إلا كلَّ صالحة *** ما كلُّ من حجَّ بيت الله مبرور
5.توطين النفس على تحمل مشقة السفر ووعثائه وصعوبته:فإن بعض الناس يتأفف من الحر أو قلة الطعام أو طول الطريق .. فأنت لم تذهب لنزهة أو ترفيه، اعلم أن أعلى أنواع الصبر وأعظمها أجراً الصبر على الطاعة ..
ونصيحة أخيره.. لا تبطل أعمالك بالأذى وضيق الصدر ومدافعة المسلمين بيدك أو بلسانك بل عليك بالرفق والسكينة.

وجزاكم الله خير...