tahrer
16-01-2004, 10:43 PM
17 يناير والعدوان الثلاثينى على العراق
شبكة البصرة
www.albasrah.net
أبوالمعالى فائق أحمد
فى هذه الأيام المباركة كان لزاما علينا أن نتناول بعض النفحات الروحانية التى تهب على الأمة الإسلامية فى أشهر الحج ولمّا بدأت الكتابة وجدت من يذكرنى بيوم العاصفة ( عاصفة الصحراء ) يوم الخيانة لبعض حكام العرب يوم أن تحول الخليج العربى إلى خليج أمريكى يوم الفتنة الكبرى فحينما نسمع أحد الكتاب وهو ينادى بأعلى صوته أرحنا بها يا بوش فحتما هذه فتنة كبرى ليس لها من دون الله كاشفة
والحق أقول أننى وجدت نفسى منحازا للكتابة فى موضوع العدوان الثلاثينى على عاصمة الخلافة بغداد وأرى أن كثيرا من شعائرنا الإسلامية فقدت معناها الحقيقى ولا أبالغ إذا قلت أنه حينما أقرأ قول الحق سبحانه " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ " البقرة 85 أشعر وكأن القرآن ينادينا كلا باسمه يا من آمنتم ببعض آياتى وكفرتم ببعضها أليس قتال المشركين الذين يقاتلوننا بعضا من آياتى مثل الصلاة والصوم والحج فلماذا لا تطبقوا هذه الآية ؟ أ لم تقرأوا سورة التوبة ومرت أمامكم آية تقول " وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " أم أن هذه ليست فى كتاب الله ؟! ، ونريد حكم الدين فى أمريكا وموالاة أمريكا ولندن وموالاة لندن وما يسمى بدولة إسرائيل وموالاة هذه العصابة الصهيونية وحينما أقول أمريكا ولندن فإننى بذلك أقصد الحكومات وليس الشعوب حتى لا يخرج علينا المتأمركون والمتصهينون من أصحاب المجلات التى لا تستحى وهى تعلن على غلاف مجلاتها إعلانات الخمور ثم يدّعون أنهم يدافعون عن الأزهر وعن الدين استحووا واختشووا يا مرتزقة السلطة - وبالمناسبة لا نريد شيخ الأزهر أن يفتينا فى هذا لأنه لا يتكلم فى السياسة وإذا تكلم قال ما يريده الغرب وإذا طلب منه الاعتذار وجدنا من يقول كيف يُطلب من شيخ الأزهر أن يعتذر ؟ ولماذا لا يعتذر ؟! أهو أفضل من العز بن عبد السلام الذى ركب حمارا ليعلن أنه أخطأ أم أنه أفضل من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذى قال وهو على المنبر أصابت امرأة وأخطأ عمر - ، وقتال المشركين أو قتال أمريكا المجرمة التى أعلنت الحرب على العروبة والإسلام ليس حبا فى القتال بل هو دفاعا عن العرض والأرض والكرامة والدين ، ونعود إلى موضوع العراق وتدمير العراق فى يناير 91 وحتى تاريخه ما زالت أمريكا تمارس أبشع أنواع القهر ضد الشعب العراقى وبمعاونة بعض العملاء الذين سيذهب بعضا منهم حتما إلى حج بيت الله الحرام ولا أدرى بأى وجه سيقابل رب العباد وأظنه سيخطأ رغما عنه فبدلا من أن يقول لبيك اللهم لبيك سيقول لبيك أمريكا لبيك أمثل هؤلاء يصح لهم حجا وهم يقبّلون بريمر فى فمه تعبيرا عن إعجابهم به ، إن الذى يحدث الآن فى العراق من تدمير وسرقة وهتك للأعراض ضد المسلمين من أبناء الشعب العراقى جعلنا ننسى أن هناك دولة اسمها فلسطين تحت الاحتلال الصهيونى وهذا هو سبب الاحتلال الأمريكى للعراق من أجل أن ننسى فلسطين لكننا لم ولن ننسى همجية أمريكا وشارون ضد العراق وفلسطين ، وهناك حجة واهية يرفعها دائما العملاء لتبرير خنوعهم للشيطان الأمريكى آلا وهى قضية دخول القوات العراقية إلى الكويت ويعتبرون أن الرئيس صدام حسين هو السبب فى جلب أمريكا إلى المنطقة وكنا من قبل نقبل بهذا المنطق مضطرين لأن الإعلام صور الأمر من وجهة نظر أمريكية وكانت هناك أصوات وطنية تدعو لحل هذا النزاع داخل البيت العربى لكن أهل السوء من العملاء والعلماء قلّبوا لنا الأمور وقال أحدهم وكان داعية مشهور بل كان نجم تلفزيونى حيث قال فى حديث له للتلفزيون المصرى أين الفئة المؤمنة الثالثة التى تمنع العراق وهذا كلام خطير جدا فهو ينفى وجود فئة من المؤمنين وبالتالى يعطى الحجة للتدخل الأمريكى السافر فى المنطقة وكأن آيات القرآن الكريم جاءت لتوقيت محدد ففى آية 9 من سورة الحجرات " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " هل هذه الآية جاءت لفترة ثم توقف العمل بها هل خلت الأمة من المؤمنين لكن ماذا نقول وقد سُخّرت كل فتاوى العلماء الرسميين لصالح الشيطان، وأما أصحاب الحق فقد فُُرض عليهم حصارا إعلاميا أو تم مطاردتهم أو حبسهم أمثال المرحوم عادل حسين أمين عام حزب العمل السابق والمفكر الإسلامى المعروف ولم يسمع أحد لصوت الحق فكانت الطامة الكبرى و قد تم ضرب وتدمير العراق الذى كان مخططا لضربه سواء دخل صدام الكويت أم لم يدخله سواء جاء 11 سبتمبر أم لم يكن وقد أُعلن مؤخرا أن جورج بوش الإبن كان قد خطط لغزو العراق قبل الحادى عشر من أيلول سبتمبر عقب فوزه بالرئاسة فى 2001 فلو كانت القضية قضية تحرير الكويت كما ظن العملاء لما كانت هناك مشكلة فيوم 26 / 2 / 1991 تم تسوية المشكلة وعاد الشيخ جابر إلى عزبته ولم يتغير شئ فما زال الكويت محتل أمريكيا ربما يكون احتلال بالمزاج وما زال الخليج العربى خليجا أمريكيا وما زالت قطر ولاية أمريكية أيضا بالمزاج أو هكذا يبدو لنا وما زال العالم العربى فى حالة احتلال واختلال ، ولا بد أن أضعك عزيزى القارئ أمام بعض الحقائق التى تؤكد أن أمريكا كانت تريد احتلال العراق للسيطرة على ثرواته ولمنع صواريخ القائد صدام فك الله أسره من دك عصابة آل صهيون وليس لتحرير عزبة الكويت فتحرير مثل هذه العزبة لا يحتاج إلى ما يساوى الأمن المركزى فى الدول العربية الذى جُعل لقمع الشعوب العربية ولو أن الكويت كانت تنتج الموز والكانتلوب بدلا من النفط لما سمع بها أحد فتحرير الكويت لم يكن من أجل شعب الكويت بل كان من أجل أن تكون قاعدة أمريكية ومعلوم للقاصى والدانى أن ثلاثة أرباع دولة الكويت قبل العدوان على العراق كان يحرم على أى مدنى كويتى التجوال فيه واعتبر منطقة عسكرية وكانت الكويت كلها أرضا مستباحة للمحتل الأمريكى ، والسذج فقط هم الذين يرددون أن صدام هو سبب المشكلة وسنفترض صحة ما وصل إليه السذج أن العراق كان مخطئا ألم يعاقب على خطأئه ؟ بل عوقب عقاب لا يتساوى أبدا مع السبب وكان يجب رفع العقاب بعد زوال أسبابه لكن هذا هو تصريح الجنرال نورمان شوارتزكوف فى الأول من نوفمبر 1990 " الولايات المتحدة قد تمحق العراق " وهذا تصريح الجنرال ميريل مكبيك " نحن نقترب من الحرب مع دولة من العالم الثالث ، ولكننا نضع خططا وكأنها ستكون الحرب العالمية الثالثة " وهذا تصريح وزير خارجية أمريكا فى ذلك الوقت جيمس بيكر يوم9/ يناير 1991 أى قبيل الحرب بأسبوع قال : " سنعيدكم إلى العصر قبل الصناعى " علما بأن هذه التصريحات كانت منافية تماما لتصريحات أمريكا للعراق قبل دخوله الكويت وهذا يعنى أن أمريكا والكويت كانتا على علم بما يحدث وأن الكويت كانت دمية فى يد أمريكا تحركها كيف تشاء ولا أبالغ إذا قلت أن أمريكا أمرت الكويت بأعمال استفزازية ضد العراق من أجل جر العراق إلى ما تريده أمريكا ففى يوم 25/7/ 1990 أى قبيل أزمة الثانى من أغسطس 1990 قالت السفيرة الأمريكية " أبريل جلاسبى " فى العراق وهذا لم يعد سرا " رأينا هو أن عليكم انتهاز الفرصة لإعادة بناء بلدكم ... وليس لنا رأى فى الصراعات العربية – العربية من مثل خلافكم الحدودى مع الكويت " وفى 31 /7/1990 عندما سئل مساعد وزير الخارجية الأمريكية جون كيلى عما إذا غزا العراق الكويت قال : " إننا سنشعر بالقلق الشديد " غير أنه أكد مرة أخرى " أنه لا توجد معاهدة تلزم الولايات المتحدة باستعمال قواتها العسكرية ". هذا يعنى أن هناك مؤامرة ضد قوة العراق التى كانت سندا للأمن القومى العربى فبمجرد حدوث النزاع العراقى الكويتى سارعت أمريكا بالضغط على المملكة السعودية خلافا لرأيها بأنها لن تتدخل عسكريا وإذا بها تضغط على السعودية لقبول تدفق هائل للقوات الغربية وتم فرض عقوبات شاملة على العراق مع ملاحظة أن أمريكا هذه هى التى كانت تمد العراق فى حربه ضد إيران وكذلك كانت الدول العربية تمده أيضا فالسعودية وحدها قدمت لصدام حسين قروضا بلغت 16 مليار دولار بالإضافة إلى مبالغ أعطيت له كمنح لا ترد فهل يعنى هذا أن السعودية كانت شريكة فى الحرب ضد إيران هل كانت إيران فى ذلك الوقت شيطانا مريدا ثم تابت حينما أرادوا أن يجعلوا من صدام هو الخطر القادم على العرب بسرعة انقلبت الأوضاع أم أنها كانت تنفذ تعليمات أمريكية لاستنزاف قوة العراق ، والله لو أن موقف تلك الدول الذى رأيناه قبل دخول العراق الكويت لكنا قد صدقناهم ورددنا ما يقولونه عن الرئيس صدام لكنهم بين عشية أو ضحاها تنكروا لحاميهم من الغزو الفارسى كما كانوا يقولون وإذا بالفارسى الماجوسى فى نظرهم أصبح الجار المسلم ! على من تضحكون يا أهل الحكم ؟ على شعوبكم ، أم على أنفسكم ؟! لقد سقطتم من نظر شعوبكم بعد أن بعتم مبادئكم ودينكم بثمن بخس سنوات معدودة فى السلطة بعدها ستنصب لكم أمريكا شباكها وها هى تلوح بتهمة الإرهاب فى المملكة السعودية وكم صدع الإعلام المصرى رؤوسنا بنداءات الرئيس مبارك للرئيس صدام ولم نسمع نداءا واحدا من الرئيس المصرى يطالب أمريكا بالخروج من العراق وكأن العالم ليس فيه إلا شيطانا واحدا هو صدام فى حين أن الأحداث أثبتت أن صدام هو الرجل الوحيد فى هذه الأمة وبعد أيام من أسره ظهرت الصورة الحقيقية لحظة أسره على أحد المواقع على شبكة المعلومات ( الانترنت ) وهو تحت التخدير لكن العالم لا تثبت لديه إلا أول صورة ، والصورة التى ظهر بها الزعيم صدام حسين تؤكد أنه كان وقود المقاومة ومن حسن حظ الرئيس صدام أنه لم يعتقل وهو فى قصره وإلا كنا سمعنا كلاما من الصغار فى مجلس العمالة هاهو صدام ترك شعبه ليلهو فى قصره لكن الله أراد أن يثبت أن صدام تم أسره وهو متلبس بشرف المقاومة وموتوا بغيظكم أيها الصغار . أذكر أن الرئيس العراقى فك الله أسره قال للأمين العام للأمم المتحدة خافيير بريز دو كويلار فى ذلك الوقت " إن قرارات الأمم المتحدة كانت فى الواقع قرارات أمريكية وليست ما يريده مجلس الأمن قال خافيير : " أوافقك الرأى " فما الذى يجعل شخصا فى حجم الأمين العام للأمم المتحدة يخرج عن ديبلوماسيته ويوافق الرئيس صدام على هذا الرأى لولا وجود نية مبيتة للرئيس الأمريكى بوش الأب بأنه لا مفر من تدمير العراق تحت لافتة كبيرة جدا هى " تحرير الكويت " وهو فى الأساس تدمير قوة العراق فلم تكتف إدارة الشر الأمريكية بالتدمير الذى أحدثته فى العراقى فى حرب 17 يناير 1991 بفعل قوة وحداثة التسليح الأمريكى ولم تكتف بفرض الحصار الظالم الذى لا صلة له بموضوع الكويت ولم تكتف بقصف ملجأ العامرية الذى كان مخصصا للمدنيين وقد شاهدت هذا الملجأ بنفسى بعد القصف وهالنى ما رأيت من آثار الدماء التى لطخت جدران المبنى من الداخل وعمق الحفرة التى أحدثها القصف الهمجى الأمر الذى يؤكد على حقد الإدارة الأمريكية على العراق وإليك عزيزى القارئ إحصائية لبعض المنشآت ومحطات الطاقة التى تعرضت للقصف مع الأضرار البيئية المصاحبة لها وذلك فى الفترة من 17/1/1991 إلى 28/2/1992
اسم المؤسسة أو محطة توليد الطاقة ( م . ط . )
المكان
تاريخ القصف
الأضرار البيئية
1- ملا عبدالله ( م . ط . )
التأميم 24كم جنوبى كركوك
25/1/1991
احتراق 3 ملايين لتر من النفط الخام
2- تازة ( م . ط . )
صلاح الدين
17/1/1991
احتراق 3 ملايين لتر من زيت الغاز
3- الموصل/اليرموك( م . ط . )
نينوى
17/1/1991
احتراق نصف مليون لتر من زيت الغاز
4- الهارثة ( م . ط . )
البصرة
17/1/1991
17/2/1991
13/2/1991
22/2/1991
24/2/1991
28/2/1991
تسرب 17 مليون لتر نفط خام إلى النهر
تسرب 160 ألف لتر كيروسين إلى النهر
تسرب 76 ألف لتر من زيت المحولات إلى النهر
تسرب 150 ألف لتر من زيت المحولات إلى النهر
تسرب 150 طنا من حامض الكلوريك
تسرب 164 طنا من هيدروكسيد الصوديوم
5- النجف ( م . ط . )
النجف
27/1/1991
تسرب 3 ملايين لتر من زيت المحركات إلى التربة
6- التاجى ( م . ط . )
بغداد / التاجى
17/1/1991
احتراق مليون لتر من زيت الغاز
7- الزجاج / السراميك ( منشأة )
الأنبار / الرمادى
21/1/1991
تسرب 427 ألف لتر من الغاز السائل إلى النهر
8- الإسمنت العراقية ( منشأة )
الأنبار/ القائم وكربلاء
2/2/1991
احتراق 36 مليون لتر من الزيت الثقيل
9- الفوسفات ( منشأة ) مصنع تصفية حامض الفوسفوريك
مصنع حامض الكبريتيك
مصنع ملح الفلورين
ملجأ
منطقة خزن الكبريت
الأنبار
26/1/1991
22/2/1991
16/2/1991
16/2/1991
22/2/1991
تسرب 5 آلاف طن من الحامض
تسرب 5616 طنا من الحامض
احتراق 180 طنا من حامض الفلوسوليسيك
احتراق 53600 طن من الكبريت السائل تحول إلى غاز ثانى أكسيد الكبريت وغطى 20 كم
18000 طن من الكبريت الصلب
10- المنشأة العامة للأسمدة
صلاح الدين/ بيجى
17/1/1991
تسرب 200 طن من الأمونيا إلى النهر
11- المنشأ العامة للصناعات المطاطية
القادسية / الديوانية
13/2/1991
احتراق 36,729 إطار سيارة وإطار دراجة و 6000 إطار سيارة داخلى
12- مصنع الغاز التابع لوزارة التجارة
ميسان
22/2/1991
احتراق 23000 إطار سيارة وإطار دراجة
13- المنشأة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية
صلاح الدين/ سامراء
17/1/1991
احتراق 2،6 مليون لتر من الزيت
14- المنشأة العامة لصناعة السكر
ميسان
22/2/1991
تسرب مليون لتر من زيت الغاز إلى التربة
هذا الجدول جاء فى كتاب التنكيل بالعراق العقوبات والقانون والعدالة لمؤلفه " جيف سيمونز " فى الصفحة 53 الجدول رقم ( 1 – 1 ) ولك أن تتخيل عزيزى القارى حجم المعاناة التى يعيشها الشعب العراقى قياسا على ماسبق ذكره مقارنة بما هو عليه الآن من أضرار للبيئة إن يوم الـ17 من يناير من كل عام يجب أن يكون يوم حداد فقد كان هذا اليوم مقدمة للمأتم العربى والإسلامى بسقوط بغداد العروبة والإسلام .
أبوالمعالى فائق أحمد
عضو اللجنة التنفيذية بحزب العمل بمصر
E.mail:abo_64@hot mail com
شبكة البصرة
www.albasrah.net
أبوالمعالى فائق أحمد
فى هذه الأيام المباركة كان لزاما علينا أن نتناول بعض النفحات الروحانية التى تهب على الأمة الإسلامية فى أشهر الحج ولمّا بدأت الكتابة وجدت من يذكرنى بيوم العاصفة ( عاصفة الصحراء ) يوم الخيانة لبعض حكام العرب يوم أن تحول الخليج العربى إلى خليج أمريكى يوم الفتنة الكبرى فحينما نسمع أحد الكتاب وهو ينادى بأعلى صوته أرحنا بها يا بوش فحتما هذه فتنة كبرى ليس لها من دون الله كاشفة
والحق أقول أننى وجدت نفسى منحازا للكتابة فى موضوع العدوان الثلاثينى على عاصمة الخلافة بغداد وأرى أن كثيرا من شعائرنا الإسلامية فقدت معناها الحقيقى ولا أبالغ إذا قلت أنه حينما أقرأ قول الحق سبحانه " أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ " البقرة 85 أشعر وكأن القرآن ينادينا كلا باسمه يا من آمنتم ببعض آياتى وكفرتم ببعضها أليس قتال المشركين الذين يقاتلوننا بعضا من آياتى مثل الصلاة والصوم والحج فلماذا لا تطبقوا هذه الآية ؟ أ لم تقرأوا سورة التوبة ومرت أمامكم آية تقول " وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين " أم أن هذه ليست فى كتاب الله ؟! ، ونريد حكم الدين فى أمريكا وموالاة أمريكا ولندن وموالاة لندن وما يسمى بدولة إسرائيل وموالاة هذه العصابة الصهيونية وحينما أقول أمريكا ولندن فإننى بذلك أقصد الحكومات وليس الشعوب حتى لا يخرج علينا المتأمركون والمتصهينون من أصحاب المجلات التى لا تستحى وهى تعلن على غلاف مجلاتها إعلانات الخمور ثم يدّعون أنهم يدافعون عن الأزهر وعن الدين استحووا واختشووا يا مرتزقة السلطة - وبالمناسبة لا نريد شيخ الأزهر أن يفتينا فى هذا لأنه لا يتكلم فى السياسة وإذا تكلم قال ما يريده الغرب وإذا طلب منه الاعتذار وجدنا من يقول كيف يُطلب من شيخ الأزهر أن يعتذر ؟ ولماذا لا يعتذر ؟! أهو أفضل من العز بن عبد السلام الذى ركب حمارا ليعلن أنه أخطأ أم أنه أفضل من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الذى قال وهو على المنبر أصابت امرأة وأخطأ عمر - ، وقتال المشركين أو قتال أمريكا المجرمة التى أعلنت الحرب على العروبة والإسلام ليس حبا فى القتال بل هو دفاعا عن العرض والأرض والكرامة والدين ، ونعود إلى موضوع العراق وتدمير العراق فى يناير 91 وحتى تاريخه ما زالت أمريكا تمارس أبشع أنواع القهر ضد الشعب العراقى وبمعاونة بعض العملاء الذين سيذهب بعضا منهم حتما إلى حج بيت الله الحرام ولا أدرى بأى وجه سيقابل رب العباد وأظنه سيخطأ رغما عنه فبدلا من أن يقول لبيك اللهم لبيك سيقول لبيك أمريكا لبيك أمثل هؤلاء يصح لهم حجا وهم يقبّلون بريمر فى فمه تعبيرا عن إعجابهم به ، إن الذى يحدث الآن فى العراق من تدمير وسرقة وهتك للأعراض ضد المسلمين من أبناء الشعب العراقى جعلنا ننسى أن هناك دولة اسمها فلسطين تحت الاحتلال الصهيونى وهذا هو سبب الاحتلال الأمريكى للعراق من أجل أن ننسى فلسطين لكننا لم ولن ننسى همجية أمريكا وشارون ضد العراق وفلسطين ، وهناك حجة واهية يرفعها دائما العملاء لتبرير خنوعهم للشيطان الأمريكى آلا وهى قضية دخول القوات العراقية إلى الكويت ويعتبرون أن الرئيس صدام حسين هو السبب فى جلب أمريكا إلى المنطقة وكنا من قبل نقبل بهذا المنطق مضطرين لأن الإعلام صور الأمر من وجهة نظر أمريكية وكانت هناك أصوات وطنية تدعو لحل هذا النزاع داخل البيت العربى لكن أهل السوء من العملاء والعلماء قلّبوا لنا الأمور وقال أحدهم وكان داعية مشهور بل كان نجم تلفزيونى حيث قال فى حديث له للتلفزيون المصرى أين الفئة المؤمنة الثالثة التى تمنع العراق وهذا كلام خطير جدا فهو ينفى وجود فئة من المؤمنين وبالتالى يعطى الحجة للتدخل الأمريكى السافر فى المنطقة وكأن آيات القرآن الكريم جاءت لتوقيت محدد ففى آية 9 من سورة الحجرات " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ " هل هذه الآية جاءت لفترة ثم توقف العمل بها هل خلت الأمة من المؤمنين لكن ماذا نقول وقد سُخّرت كل فتاوى العلماء الرسميين لصالح الشيطان، وأما أصحاب الحق فقد فُُرض عليهم حصارا إعلاميا أو تم مطاردتهم أو حبسهم أمثال المرحوم عادل حسين أمين عام حزب العمل السابق والمفكر الإسلامى المعروف ولم يسمع أحد لصوت الحق فكانت الطامة الكبرى و قد تم ضرب وتدمير العراق الذى كان مخططا لضربه سواء دخل صدام الكويت أم لم يدخله سواء جاء 11 سبتمبر أم لم يكن وقد أُعلن مؤخرا أن جورج بوش الإبن كان قد خطط لغزو العراق قبل الحادى عشر من أيلول سبتمبر عقب فوزه بالرئاسة فى 2001 فلو كانت القضية قضية تحرير الكويت كما ظن العملاء لما كانت هناك مشكلة فيوم 26 / 2 / 1991 تم تسوية المشكلة وعاد الشيخ جابر إلى عزبته ولم يتغير شئ فما زال الكويت محتل أمريكيا ربما يكون احتلال بالمزاج وما زال الخليج العربى خليجا أمريكيا وما زالت قطر ولاية أمريكية أيضا بالمزاج أو هكذا يبدو لنا وما زال العالم العربى فى حالة احتلال واختلال ، ولا بد أن أضعك عزيزى القارئ أمام بعض الحقائق التى تؤكد أن أمريكا كانت تريد احتلال العراق للسيطرة على ثرواته ولمنع صواريخ القائد صدام فك الله أسره من دك عصابة آل صهيون وليس لتحرير عزبة الكويت فتحرير مثل هذه العزبة لا يحتاج إلى ما يساوى الأمن المركزى فى الدول العربية الذى جُعل لقمع الشعوب العربية ولو أن الكويت كانت تنتج الموز والكانتلوب بدلا من النفط لما سمع بها أحد فتحرير الكويت لم يكن من أجل شعب الكويت بل كان من أجل أن تكون قاعدة أمريكية ومعلوم للقاصى والدانى أن ثلاثة أرباع دولة الكويت قبل العدوان على العراق كان يحرم على أى مدنى كويتى التجوال فيه واعتبر منطقة عسكرية وكانت الكويت كلها أرضا مستباحة للمحتل الأمريكى ، والسذج فقط هم الذين يرددون أن صدام هو سبب المشكلة وسنفترض صحة ما وصل إليه السذج أن العراق كان مخطئا ألم يعاقب على خطأئه ؟ بل عوقب عقاب لا يتساوى أبدا مع السبب وكان يجب رفع العقاب بعد زوال أسبابه لكن هذا هو تصريح الجنرال نورمان شوارتزكوف فى الأول من نوفمبر 1990 " الولايات المتحدة قد تمحق العراق " وهذا تصريح الجنرال ميريل مكبيك " نحن نقترب من الحرب مع دولة من العالم الثالث ، ولكننا نضع خططا وكأنها ستكون الحرب العالمية الثالثة " وهذا تصريح وزير خارجية أمريكا فى ذلك الوقت جيمس بيكر يوم9/ يناير 1991 أى قبيل الحرب بأسبوع قال : " سنعيدكم إلى العصر قبل الصناعى " علما بأن هذه التصريحات كانت منافية تماما لتصريحات أمريكا للعراق قبل دخوله الكويت وهذا يعنى أن أمريكا والكويت كانتا على علم بما يحدث وأن الكويت كانت دمية فى يد أمريكا تحركها كيف تشاء ولا أبالغ إذا قلت أن أمريكا أمرت الكويت بأعمال استفزازية ضد العراق من أجل جر العراق إلى ما تريده أمريكا ففى يوم 25/7/ 1990 أى قبيل أزمة الثانى من أغسطس 1990 قالت السفيرة الأمريكية " أبريل جلاسبى " فى العراق وهذا لم يعد سرا " رأينا هو أن عليكم انتهاز الفرصة لإعادة بناء بلدكم ... وليس لنا رأى فى الصراعات العربية – العربية من مثل خلافكم الحدودى مع الكويت " وفى 31 /7/1990 عندما سئل مساعد وزير الخارجية الأمريكية جون كيلى عما إذا غزا العراق الكويت قال : " إننا سنشعر بالقلق الشديد " غير أنه أكد مرة أخرى " أنه لا توجد معاهدة تلزم الولايات المتحدة باستعمال قواتها العسكرية ". هذا يعنى أن هناك مؤامرة ضد قوة العراق التى كانت سندا للأمن القومى العربى فبمجرد حدوث النزاع العراقى الكويتى سارعت أمريكا بالضغط على المملكة السعودية خلافا لرأيها بأنها لن تتدخل عسكريا وإذا بها تضغط على السعودية لقبول تدفق هائل للقوات الغربية وتم فرض عقوبات شاملة على العراق مع ملاحظة أن أمريكا هذه هى التى كانت تمد العراق فى حربه ضد إيران وكذلك كانت الدول العربية تمده أيضا فالسعودية وحدها قدمت لصدام حسين قروضا بلغت 16 مليار دولار بالإضافة إلى مبالغ أعطيت له كمنح لا ترد فهل يعنى هذا أن السعودية كانت شريكة فى الحرب ضد إيران هل كانت إيران فى ذلك الوقت شيطانا مريدا ثم تابت حينما أرادوا أن يجعلوا من صدام هو الخطر القادم على العرب بسرعة انقلبت الأوضاع أم أنها كانت تنفذ تعليمات أمريكية لاستنزاف قوة العراق ، والله لو أن موقف تلك الدول الذى رأيناه قبل دخول العراق الكويت لكنا قد صدقناهم ورددنا ما يقولونه عن الرئيس صدام لكنهم بين عشية أو ضحاها تنكروا لحاميهم من الغزو الفارسى كما كانوا يقولون وإذا بالفارسى الماجوسى فى نظرهم أصبح الجار المسلم ! على من تضحكون يا أهل الحكم ؟ على شعوبكم ، أم على أنفسكم ؟! لقد سقطتم من نظر شعوبكم بعد أن بعتم مبادئكم ودينكم بثمن بخس سنوات معدودة فى السلطة بعدها ستنصب لكم أمريكا شباكها وها هى تلوح بتهمة الإرهاب فى المملكة السعودية وكم صدع الإعلام المصرى رؤوسنا بنداءات الرئيس مبارك للرئيس صدام ولم نسمع نداءا واحدا من الرئيس المصرى يطالب أمريكا بالخروج من العراق وكأن العالم ليس فيه إلا شيطانا واحدا هو صدام فى حين أن الأحداث أثبتت أن صدام هو الرجل الوحيد فى هذه الأمة وبعد أيام من أسره ظهرت الصورة الحقيقية لحظة أسره على أحد المواقع على شبكة المعلومات ( الانترنت ) وهو تحت التخدير لكن العالم لا تثبت لديه إلا أول صورة ، والصورة التى ظهر بها الزعيم صدام حسين تؤكد أنه كان وقود المقاومة ومن حسن حظ الرئيس صدام أنه لم يعتقل وهو فى قصره وإلا كنا سمعنا كلاما من الصغار فى مجلس العمالة هاهو صدام ترك شعبه ليلهو فى قصره لكن الله أراد أن يثبت أن صدام تم أسره وهو متلبس بشرف المقاومة وموتوا بغيظكم أيها الصغار . أذكر أن الرئيس العراقى فك الله أسره قال للأمين العام للأمم المتحدة خافيير بريز دو كويلار فى ذلك الوقت " إن قرارات الأمم المتحدة كانت فى الواقع قرارات أمريكية وليست ما يريده مجلس الأمن قال خافيير : " أوافقك الرأى " فما الذى يجعل شخصا فى حجم الأمين العام للأمم المتحدة يخرج عن ديبلوماسيته ويوافق الرئيس صدام على هذا الرأى لولا وجود نية مبيتة للرئيس الأمريكى بوش الأب بأنه لا مفر من تدمير العراق تحت لافتة كبيرة جدا هى " تحرير الكويت " وهو فى الأساس تدمير قوة العراق فلم تكتف إدارة الشر الأمريكية بالتدمير الذى أحدثته فى العراقى فى حرب 17 يناير 1991 بفعل قوة وحداثة التسليح الأمريكى ولم تكتف بفرض الحصار الظالم الذى لا صلة له بموضوع الكويت ولم تكتف بقصف ملجأ العامرية الذى كان مخصصا للمدنيين وقد شاهدت هذا الملجأ بنفسى بعد القصف وهالنى ما رأيت من آثار الدماء التى لطخت جدران المبنى من الداخل وعمق الحفرة التى أحدثها القصف الهمجى الأمر الذى يؤكد على حقد الإدارة الأمريكية على العراق وإليك عزيزى القارئ إحصائية لبعض المنشآت ومحطات الطاقة التى تعرضت للقصف مع الأضرار البيئية المصاحبة لها وذلك فى الفترة من 17/1/1991 إلى 28/2/1992
اسم المؤسسة أو محطة توليد الطاقة ( م . ط . )
المكان
تاريخ القصف
الأضرار البيئية
1- ملا عبدالله ( م . ط . )
التأميم 24كم جنوبى كركوك
25/1/1991
احتراق 3 ملايين لتر من النفط الخام
2- تازة ( م . ط . )
صلاح الدين
17/1/1991
احتراق 3 ملايين لتر من زيت الغاز
3- الموصل/اليرموك( م . ط . )
نينوى
17/1/1991
احتراق نصف مليون لتر من زيت الغاز
4- الهارثة ( م . ط . )
البصرة
17/1/1991
17/2/1991
13/2/1991
22/2/1991
24/2/1991
28/2/1991
تسرب 17 مليون لتر نفط خام إلى النهر
تسرب 160 ألف لتر كيروسين إلى النهر
تسرب 76 ألف لتر من زيت المحولات إلى النهر
تسرب 150 ألف لتر من زيت المحولات إلى النهر
تسرب 150 طنا من حامض الكلوريك
تسرب 164 طنا من هيدروكسيد الصوديوم
5- النجف ( م . ط . )
النجف
27/1/1991
تسرب 3 ملايين لتر من زيت المحركات إلى التربة
6- التاجى ( م . ط . )
بغداد / التاجى
17/1/1991
احتراق مليون لتر من زيت الغاز
7- الزجاج / السراميك ( منشأة )
الأنبار / الرمادى
21/1/1991
تسرب 427 ألف لتر من الغاز السائل إلى النهر
8- الإسمنت العراقية ( منشأة )
الأنبار/ القائم وكربلاء
2/2/1991
احتراق 36 مليون لتر من الزيت الثقيل
9- الفوسفات ( منشأة ) مصنع تصفية حامض الفوسفوريك
مصنع حامض الكبريتيك
مصنع ملح الفلورين
ملجأ
منطقة خزن الكبريت
الأنبار
26/1/1991
22/2/1991
16/2/1991
16/2/1991
22/2/1991
تسرب 5 آلاف طن من الحامض
تسرب 5616 طنا من الحامض
احتراق 180 طنا من حامض الفلوسوليسيك
احتراق 53600 طن من الكبريت السائل تحول إلى غاز ثانى أكسيد الكبريت وغطى 20 كم
18000 طن من الكبريت الصلب
10- المنشأة العامة للأسمدة
صلاح الدين/ بيجى
17/1/1991
تسرب 200 طن من الأمونيا إلى النهر
11- المنشأ العامة للصناعات المطاطية
القادسية / الديوانية
13/2/1991
احتراق 36,729 إطار سيارة وإطار دراجة و 6000 إطار سيارة داخلى
12- مصنع الغاز التابع لوزارة التجارة
ميسان
22/2/1991
احتراق 23000 إطار سيارة وإطار دراجة
13- المنشأة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية
صلاح الدين/ سامراء
17/1/1991
احتراق 2،6 مليون لتر من الزيت
14- المنشأة العامة لصناعة السكر
ميسان
22/2/1991
تسرب مليون لتر من زيت الغاز إلى التربة
هذا الجدول جاء فى كتاب التنكيل بالعراق العقوبات والقانون والعدالة لمؤلفه " جيف سيمونز " فى الصفحة 53 الجدول رقم ( 1 – 1 ) ولك أن تتخيل عزيزى القارى حجم المعاناة التى يعيشها الشعب العراقى قياسا على ماسبق ذكره مقارنة بما هو عليه الآن من أضرار للبيئة إن يوم الـ17 من يناير من كل عام يجب أن يكون يوم حداد فقد كان هذا اليوم مقدمة للمأتم العربى والإسلامى بسقوط بغداد العروبة والإسلام .
أبوالمعالى فائق أحمد
عضو اللجنة التنفيذية بحزب العمل بمصر
E.mail:abo_64@hot mail com