Musab
17-01-2004, 02:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
دين حكامنا..!!
نداء إلى شعبنا العربي في مصر والجزيرة:
من يأبى الاستشهاد بالرصاص مأجورا..
سيموت بالسياط والنعال مأزورا..
***
بقلم د محمد عباس
هذا نداء عاجل أوجهه إلى شعبنا العربي في الجزيرة العربية.. اصبروا وواجهوا رحمكم الله فأنتم البقية الباقية التي تحمل ميراث النبوة..
اصبروا واصمدوا وواجهوا رحمكم الله فأنتم اليوم في وضع الإمام أحمد بن حنبل.. لا يباح لكم رخصة في المواجهة ولا تقية فأنتم بالنسبة لأمة لا إله إلا الله محمد رسول الله بمثابة العالِم الذي يزلّ بزلّته عالَم..
يا أهلنا في جزيرة العرب : دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها :
ليس ثمة تثريب علينا في ممارسة الإرهاب بمعناه الإسلامي لكي نرهب به أعداء الله..
وليس هناك في الإسلام متطرفون و إنما هناك مستمسكون بالعروة الوثقى ولا ينفي هذا أن كل ابن آدم خطاء..
ليس هناك متطرفون بل هناك حكام مرتدون يريدون أن يضيعوا الإسلام وأهله مرضاة لسادتهم.. وتثبيتا لدعائم ملك لم تعد تمسك بأطرافه المتهاوية إلا الردة والعمالة للكفار..
يا أهلنا في الجزيرة..
إنكم تمرون الآن بما مر به إخوتكم في مصر منذ خمسين عاما.. حين تعرضت مرجعية الإسلام للاغتيال.. فغُمّ على الأمة .. ترددت نخبتها.. وخان بعض علمائها مالئوا الطواغيت تماما كما يحدث عندكم الآن .. فخاف الأغلبون أن يقتلوا – شهداء – بالرصاص.. وكانت النتيجة عندنا – وستكون عندكم - أن ماتوا ويموتون حتى الآن بالسياط والاعتقالات وقد نحي الإسلام عن المرجعية تماما تماما..
رفضوا الموت مأجورين فماتوا مأزورين..
رفضوا ميتة العز والفخار فماتوا ميتة الخزي والعار..
يا علماءنا في الجزيرة: إن الأرض عطشانة إلى دماء عالم شهيد يقف للسلطان الجائر
يا علماءنا في الجزيرة إن : "افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة)..
و يا علماءنا في الجزيرة : عن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول اللّه متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم" قلنا يا رسول اللّه وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: "الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالكم"..
يا أهلنا وعلماءنا في الجزيرة إنكم الآن من الأمة بمثابة الإمام أحمد بن حنبل في المحنة فإذا ثبتم أنقذتم الأمة و إذا استسلمتم هلكت الأمة .. وما أقول لكم إلا ما قاله الأعرابي للإمام أحمد: يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤما عليهم وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجبهم إلى ما يدعونك إليه فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة وان كنت تحب الله فاصبر على ما أنت فيه فانه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل وإنك إن لم تقتل تمت وان عشت عشت حميدا..
يا أهلنا في الجزيرة فلتطلبوا من طواغيتكم أن يأتوكم بآية من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تجيبوهم إليها.
و يا علماءنا في الجزيرة : لقد سئل الشهيد سيد قطب لماذا كنت صريحا كل الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك? فقال: لأن التورية لا تجوز في العقيدة، ولأنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص .
واجهوا الطاغوت..
والطاغوت الآن لا يهدف إلا ترويضكم ترويض النخاس للعبيد.. وحتى إذا كانت ثمة أخطاء من بعضكم فما يرفع طواغيتكم إلا كلمة حق براد بها باطل.. إن كانت كلمة حق..
***
أما إلى شعبنا في مصر فإنني أحذر مما تردده الأنباء عن إكمال السيطرة الكاملة على خطبة الجمعة..
نعرف أن خطبة الجمعة تم السيطرة على 90% منها.. و أن الطاغوت المجرم العميل يتسلل إلى دمائنا لا لكي يقرب الناس إلى الدين بل لكي ينفرهم منه.. والخطبة الآن تكرس لمحاربة صحيح الدين لا لمحاربة البدع..
يا أهل مصر: تدخل أكثر من هذا في خطبة الجمعة سيعني أنها تكتب بقلم قسيس وحاخام وضابط مخابرات.. وعلى خطباء المساجد في مصر أن يتخذوا موقفا جماعيا حتى ولو ماتوا شهداء دونه..
يا أهل مصر: إن التوقف عن أداء صلاة الجمعة مرة واحدة سوف يقتل طواغيت الردة في جحورهم.. وقصورهم.. فتمسكوا بالعروة الوثقى حفظكم الله وحفظ بكم الإسلام.
***
نعم..
لامناص من تساؤل تأخر كثيرا.. تساؤل علينا أن نوجهه لأنفسنا ولحكامنا..
ولننس لدقائق قليلة كل ما فهمناه من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف و سير الراشدين وفقه الأئمة ودروس التاريخ، و لنطلب من حكامنا طلبا واحدا، وهو أن يقولوا لنا ما هو مفهومهم عن الإسلام الذي يريدون منا أن نعتنقه ونمارسه؟!.. وما هو نوع العبادة التي يمكن أن نمارسها، والجهاد الذي يمكن أن نجاهده دون أن نعكر صفو حكامنا أو أن نكدر أجهزة أمنهم. بل هل الجهاد نفسه وارد؟ هل اعتبار الحلال والحرام وارد؟ هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارد؟.
***
المطلب ذاته مطلوب من نخب المثقفين، من مثقفي السلطة، من مثقف أمن الدولة، كما أنه مطلوب من ضابط أمن الدولة وضابط الحرس الوطني، ورئيس تحرير صحيفتنا القومية، ومن مدير إذاعتنا ورئيس تلفازنا، ومطلوب من وزراء داخليتنا، أصحاب الاجتماعات الوحيدة الناجحة في العالم العربي، مطلوب منهم أن يصلوا إلى قرار شامل جامع مانع يقولون لنا فيه ما هو مفهومهم عن الإسلام الذي إن مارسناه لا يعدوننا إرهابيين، أو ظلاميين متخلفين.. و أن يشفعوا إجابتهم تلك بالمراجع التي نرجع إليها، وهل تتضمن تلك المراجع من وجهة نظرهم كتاب الله وسنة رسوله؟..
أم أن ذلك سيكون من المحرمات ( تعتبر مباحث أمن الأنظمة القرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية الشريفة من المضبوطات عند مداهمة المسلمين.. لا أستعمل مصطلحات المنافقين كالإسلاميين والمتأسلمين).
***
لقد فزعت وجزعت والله يا قراء و أنا أقرأ عن كتاب اسمه:" الإسلام والإسلامويون" لكاتبين إنجليزيين هما: البارونة كارولاين كوكس وزميلها جون ماركس، والأولى عضو المخضرم في مجلس اللوردات البريطاني وصاحبة نفوذ معروف.
يجيب الكتاب عن السؤال الذي طرحته للتو على حكامنا، يقدم الإجابة واضحة صريحة فلا يضيف مثل منافقينا رذيلة الكذب إلى جريمة الكفر، فيقرر المؤلفان أن الغالبية العظمي من المسلمين هم مواطنون مسالمون ، ولا مشكلة معهم. إنما المشكلة مع المسلمين المتطرفين، ممن يسمون بالإسلاميين، وهم أولئك القلة من المسلمين الذين يعتقدون بأن القرآن وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويقرون بأن الشريعة الاسلامية هي مرجعهم الأعلى في كافة شؤون حياتهم.
***
فزعت وجزعت يا قراء.. ليس لأن العلجين الإنجليزيين قالا ذلك، و إنما لأنني اكتشفت أن هذا بالضبط هو دين جل حكامنا، و إنني أجزم بيقين أنه دين نخبنا وكل أجهزة أمننا.
نعم..
هنا يستقيم المنطق وتتضح الرؤية ويتسق الفهم..
الآن نفهمهم.. حاولنا أن نقترب منهم دائما و أن نجادلهم بالتي هي أحسن، على أمل أن يهديهم الله، لكنهم كانوا قد حسموا أمرهم منذ زمان طويل جدا، أطول بكثير مما نتصور، وكانوا لا يتمسكون من الإسلام إلا باسمه ومن القرآن إلا برسمه، وكانوا طول الوقت على دين كوكس وماركس و يرون أن المتطرفين والإرهابيين هم المسلمون الذين يصرون علي أن القرآن غير قابل للتبديل والتحريف وهم الذين يتمسكون بالشريعة الإسلامية !!.
فزعت وجزعت يا قراء.. فمن خلال هذا المفهوم يجري تحديد معني الظلامية والتنوير، والانغلاق والتطوير، والسلفية والحداثة، ومن خلال هذا المفهوم نفسه يجري تحريم الجهاد ووصمه بالإرهاب. ومن خلال هذا المفهوم نفسه يروجون – بسياسة الخطوة – خطوة لفرية أن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر بينما الجهاد الأصغر هو قتال أعداء الله ، تقليلا من قيمة الجهاد كمرحلة أولى يتلوها تحريمه بعد أن يتم تجريمه.
***
من أجل ذلك كان تركيزي في المقال الماضي على حقيقة الجهاد وهي حقيقة علينا ألا نكف على التركيز عليها أبدا: فالجهاد هو قتال العدو وقتله أو الموت شهداء دونه.. والعدو الآن هو أمريكا و بني إسرائيل.. وكل عملائهم.
***
لكن الجهاد لا يقتصر على هذه الدرجة العالية السامقة فقط، وإنما هناك درجات أدني، بحيث يجد كل مسلم مهما كان ضعفه وعجزه بابا إلى الجهاد يستبرئ به أمام الله يوم القيامة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "
والجهاد الآن فرض عين في جبهات كثيرة، بل في كل الجبهات.
لقد تخلى عنا حكامنا وولاة أمورنا، وكل نخبنا، وكتابنا، ومفكرونا، وصحفيونا ، ووزراؤنا ، وجامعاتنا، ومعاهدنا، وحتى معظم فقهائنا. الخطورة التي لا نفطن إليها أن خسارتنا في كل أولئك مضاعفة و أن مصيبتنا مزدوجة، فمن ناحية خسرنا الجهد الذي كان من الواجب أن يقوموا به لنصرة الإسلام و إعلاء شأن المسلمين، وكانت كانت تلك خسارة فادحة توازي أن يهرب القادة من الجيش أثناء المعركة، ولكن الكارثة لم تقتصر على ذلك، فقد انضم هؤلاء جميعا إلى معسكر الأعداء، لا بمجرد شن الحرب علينا، بل بما هو أخطر، بتجفيف منابع ديننا.
خاننا السلطان الذي كان المفروض أن يزع ما لا يزعه القرآن، ولم يكتف بخيانته بل راح ينزع من صدورنا ومن صدور أبنائنا القرآن نفسه. وهنا ينفتح باب جهاد أظنه فرض عين على كل مسلم ومسلمة..
نعم..
فرض عين على كل مسلم ومسلمة..
***
نعم يا قراء.. ثمة أبواب كثيرة للجهاد.. فمن يجاهد؟..
المسلم المحاصر مكلف الآن بأن يقوم لا بواجبه فقط، الواجب الذي درج المسلم العادي على القيام به طيلة خمسة عشر قرنا، بل أن يقوم بأضعاف هذا الواجب ، إذ عليه أن يقوم بواجب الفرد وواجب الأسرة وواجب المدرسة وواجب الشارع وواجب التلفاز وواجب الصحافة والتلفاز ووسائل الإعلام وواجب مواجهة النخبة الخائنة التي لا تكف عن خداعه وتزييف وعيه. ومكلف أيضا بأن يحاول أن يقيم من الدين ما لا يقوم إلا بولي الأمر.. المسلم..
لم يعد لدينا أمير للمؤمنين.. لكن هذا ليس مسوغا لأن لا يكون عندنا مؤمنون..!!.
لقد هدموا دولة الإسلام ثم مزقوا أمة الإسلام ثم هاهم الآن أولئك يتسللون – بمساعدة حكامنا ونخبنا – إلى لبنة المجتمع الأولى، إلى الأسرة، إلى الأب والأمة والإخوة. . ومن هنا يصبح فرض العين على كل راع – وكل راع مسئول عن رعيته- أن يقوم لا بالدور الذي كان يجب أن يقوم به كل هؤلاء فقط، بل أن يقوم أيضا بمواجهة الدور العكسي الذي يقومون به الآن.
***
نعم ..
لقد نجح الصليبيون واليهود في الاستقطاب، وفرض الكفاية الذي تخلى عنه الحاكم والنخبة والدولة، أصبح فرض عين على المسلمين جميعا، و أول هذا الفرض هو الحفاظ على العقيدة في قلوب أبنائنا كي نعينهم على الثبات حتى يأتي الله بالفرج!.
لقد توقفت المدارس عن تعليم الدين والتاريخ الإسلامي، فليكن كل أب وكل أم مدرسة لتعليم الدين، فليعلم الأخ الأكبر إخوته الأصغر، وليعلم الصديق أصدقاءه. إنهم يحاولون محو القرآن من قلوبنا ومسخه في وعينا، لذلك فإن حفظ القرآن الآن جهاد قبل أن يكون عبادة. يجب أن يتصرف كل واحد منا كما يتصرف الطفل الذي يعوله أبوه فلا يفكر في أمور المعاش حتى يموت أبوه فجأة، فتتحول المسئولية كلها إليه وينتقل العبء ليستقر على كاهله.
نعم..
لقد ترك معظمنا القرآن لأنه واثق طول الوقت أن هناك غيره من يقوم بأمره.
الآن.. على كل واحد منا أن يقوم بأمر القرآن كما لو كان لا يوجد في الدنيا من يقوم بأمره سواه..
إنهم يشرعون الآن في محو عقيدة المسلمين بعد محو دولتهم، علينا إذن أن نجاهد بالحفاظ على عقيدتنا.
إنهم يشرعون الآن مع عملائهم الفسقة بيننا في تحقير شعائر الإسلام، فلنعظم نحن شعائرنا.. وذلك جهاد..
إنهم يستبعدون تماما أهمية الحلال و الحرام والمعروف والمنكر، ليس حتى لصالح الصواب والخطأ وسيادة القانون، لا.. فتخطيط جبابرة الخارج وخونة الداخل ألا يكون هناك حلال ولا حرام ولا صواب ولا خطأ ولا قانون على الإطلاق.. التخطيط ليس أن تعيش شعوبنا العزلاء المهزومة المحاصرة وفق منطق آخر غير الإسلام، بل أن تعيش بلا منطق على الإطلاق.. لتسير نحوا لهاوية..
يجب أن نرسخ بيننا الفكرة الصحيحة التي ترى أن التشرذم الحالي للمسلمين هو محنة عارضة، ومصيبة طارئة، سبق أن تعرض الكيان الإسلامي لها ثم عبرها وتغلب عليها ونجا منها، وأن الاستسلام للهزيمة خطأ وفقدان الثقة في المستقبل إثم.!.. بل وعلينا أن ندرك أن أفضل ألف عام في تاريخ البشرية كانت تلك التي ساد المسلمون فيها العالم.
التجمع على الصلوات الخمس الآن جهاد..
الاهتمام بأمر المسلمين ليس مجرد جهاد بل إن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
***
الخطة الخبيثة الشيطانية التي يساعد عليها ولاة أمورنا هي تجفيف المنابع، و إلغاء التعليم الديني في المدارس والجامعات، ومسخه وتشويهه في المعاهد الدينية، ثم قيام الفسقة والكفرة بالهجوم على بقايا الدين الضامر الذابل المشوه المنقوص في قلوب الناس متخذين مما يدعون زورا أنه وسائل الإعلام و الثقافة منصات قصف وهجوم. حيث تقوم هذه بمواجهة أمة شُوِّه علمها الديني ومسخ، بشبهات لا يوجد بين الناس من لديه العلم الكافي لدحضها، ويأمل عبدة الشيطان و أتباعه من ذلك أن يوجهوا إلى الدين ضربة قاضية لا تقوم له بعدها قائمة.
إنني أرجو من كل راع يقرأ هذا المقال أن يسأل أبناءه أبسط أسئلة يمكن أن يسأل فيها مسلم ولير كيف تكون إجابته..
في برنامج تلفازي شهير كان المذيع ي الشارع يسأل: في أي عام هجري نحن؟.. ولم يجب أحد!!.. ثم سأل عمن يعرف الشهور العربية فلم يعرف أحد.. وضحك الناس وكان أولى بهم أن يبكوا دما.. أهؤلاء هم الذين سيدافعون عن الإسلام ويردون عنه غوائل الشبهات التي يزرعها الصليبيون بمعاونة مثقفينا الخونة..
إن مواجهة هذا كله جهاد، وتعويض ما تقوم به السلطة الباطشة الفاسقة من تجفيف لمنابع الدين جهاد.
إن الاهتمام بلغة العرب جهاد..
وتعليم الشعوب الإسلامية غير العربية لغة القرآن جهاد.
أليس مهينا أن العربي عندما يسافر يتعلم لغة الأجانب الذين يسافر إليهم، فإذا جاء هؤلاء الأجانب إلى بلاد العرب اضطر العربي إلى تعلم لغتهم بعد أن أفقد ولاته لغة القرآن عزها ومجدها. بل أليس مخزيا أن الخدم في كل بلاد الدنيا يتعلمون لغة سادتهم، إلا في بلاد العرب، حيث يتعلم العرب لغة خدمهم..!!
***
التفوق العلمي جهاد، ومكارم الأخلاق جهاد، والانتصار للحق جهاد، والصبر جهاد، ومواجهة الموظف الصغير لرئيسه الظالم جهاد، وعصيان ولي الأمر الذي يأمر بما يغضب الله جهاد.
***
كل هذه و مئات و آلاف غيرها كانت ضروب من جهاد العامة..
أما جهاد الخاصة فإن الأمة تحتاج إلى علماء يستشهدون بقول الحق أمام سلاطين الجور والفسق والتحالف مع الأعداء.. فهذه الدماء هي الشرارة التي ستشعل نيرانا تحرق طواغيت الكفر إن شاء الله.
***
فضيحة المثقفين والقرد!!
فضيحة ثقافية حدثت وسط الأحداث العاصفة الأخيرة، فتاهت في زحام الأحداث، كما تاه حدث وفاة المنفلوطي عام 1924، الذي واكب إطلاق الرصاص على سعد زغلول فلم ينتبه الناس لموته، فقال أحمد شوقي في ذلك قصيدته العينية الرقيقة التي أذكر منها.
اخترت يوم الهــــول يوم وداع ونعاك في عصف الرياح الناعي
من مات في فزع القيامة لم يجد قدماً تشيّع، أو حفاوة ساع
***
سوف نكون حسني النية حتى الغفلة إذا ما فسرنا صمت أجهزة الإعلام عن الفضيحة الثقافية التي سأتناولها على الفور بانشغالها بالغزو الأمريكي وتداعياته، فما أراه هو أن هذه الواقعة تكشف وتفضح كل الحداثيين والمستغربين والعلمانيين العرب، ولكن.. لما كان هؤلاء هم الذين يسيطرون على أجهزة الإعلام فيبدو أنهم قد اتفقوا جميعا على التكتم على الفضيحة التي تسببت في أن أحد المتورطين فيها ادخل إحدى المصحات النفسية لهول صدمة ما حدث..
***
ما أريد أن أركز عليه هو أن هذا النموذج من النقاد ليس الاستثناء ..بل هو القاعدة.. وكلهم كذلك.. ولا يفوق مقدرتهم في إخفاء مخازيهم وفضائحهم سوى قدرة أمريكا على إخفاء جرائمها.. والكفر ملة واحدة..
***
موجز الفضيحة أن الصحافي (صلاح محفوظ) المحرر في مجلة (الصدى) الأسبوعية التي تصدر من دبي، قرر الاستعانة بقرد من نوع الشمبانزي يدعى (شيتا) ووضعه أمام لوحة وفرشاة و ألوان ثم ترك القرد (ليشخبط : هل توجد كلمة فصيحة تؤدي المعنى؟!) على اللوحة، وعندما اكتملت اللوحة التي سماها (أمريكا والعالم) وطلب من مجموعة من النقاد والأسماء المعروفة في الساحة الثقافية وأقلام يشار لها بالبنان، أن يكتبوا قراءات نقدية عن اللوحة، بقوله لهم (إن اللوحة رسمها ثري عربي) وسوف يحصل النقاد الذين يكتبون عنها ويروجون لها على مكافأة مالية ، وسال لعاب كبار النقاد المستنيرين، وشمروا عن أقلامهم ، ونشر الصحافي صلاح محفوظ ما حدث بعد أن فجر الفضيحة ، فاللوحة رسمها "قرد" وليس لها علاقة برسام بشري.. وكعادة رواد التزوير لا التنوير لم يعترف النقاد بجهلهم وضلالهم، بل إن منهم من أنكر ما كتبه والبعض الآخر هدد المحرر بالقتل ومنهم من سماه "بمسيلمة الصحافة الكذاب".
***
والآن لنستعرض بعضا من كتابات النقاد القرود عن لوحة القرد:
"للوهلة الأولى لا يستطيع المرء إلا أن يقف مكتوياً بحرائق اللون وبراءة اندفاعاته أمام تجربة تشكيلية جديدة ومتمردة وباذخة في رؤياها، تبحث عن إطار تعبيري مختلف، لوحة الفنان (....) تتقدم إلى متلقيها مسكونة بحرية فائقة وخطيرة، تأخذنا إلى تخوم التجربة المطلق إن صح التعبير.
وهذا بحد ذاته يتطلب من قارئ اللوحة إن يتسلح بذائقة مختلفة، تبتعد بمسافة غير محسوبة عن أنماط المتلقي التقليدي الذي يبني على حسابات الكتل والمساحات وقوانين التشريح وكيمياء الألوان".
وكتب الآخر يقول: (لوحة أمريكا والعالم) للفنان (....) هي بمثابة رفض لوني أو إدانة ضوئية متوهجة عبر لوحة تجريدية ذات وجه فلسفي عميق يحرص على تكريس قيمه مواجهة ومقاومة هذا التوحش الحضاري المتكرر فقط على القوة والافتراس.
هكذا تبدو أمريكا بوصفها حضارة مادية مبنية على قوة مفرغة من المبادئ الإنسانية، وذلك هو سر الدماء الحمراء!!.
وجاء الدور على فنانة تشكيلية أصلا ولكنها وقعت في الفخ وقالت "تجربة" الفنان (....) مستويات عديدة تظهر البعد الفني والنفسي، وهي تطرح جدلاً خاصاً وتحاول إدراك الحلم بنكهة خاصة به بعيداً عما هو مألوف وزخرفي..
وكتب الآخر وهو ناقد فني يقول "يكتشف الناقد للوهلة الأولى جرأة هذا الفنان واقتحامه لعالم الألوان دون خوف أو خجل(...) فالأزرق الحالم يدخل في حوار هين وسلس مع الأخضر المستكين، ليقتحم المسن فجأة الأحمر الدموي بصخبه اللانهائي، أما الأصفر السقيم فيمنح اللوحة توازنها وعافيتها.. لا جدال بأن الفنان آثر إن يهجر المكرر والرتيب في الحركة التشكيلية العربية من اجل إقامة حوار لوني عفوي يستند إلى أحكام البناء وتجانس الدرجات اللونية.
وتأتي الورطة الأكبر لواحد من أشهر الأطباء النفسيين الذي شخص الحالة النفسية للفنان (القرد) بقوله: " إن قلة المساحات البيضاء باللوحة تشير إلى أمرين، أولهما إن هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع، والثاني انه متشائم بدرجة كبيرة، لأنه قلص مساحة الأصل التي يشير إليها اللون الأبيض، كما تشير طريقة رسمه للوحة إلى انه رسمها على مرحلتين، الأولى كان يمر فيها بمرحلة قلاقل نفسية نتيجة مشاحنات أو مشكلات عائلية، وهذا بدأ من التوتر اللوني الذي يعبر عنه بوضوح في الجانب الأيسر من اللوحة، أما الجانب الأيمن من اللوحة فقد رسمه وهو في حالة نفسية مستقرة، تعبر بوضوح عن حالة انسجام عاطفي وعائلي، حيث تميزت الألوان بالدفء والتناغم، لكن المثير في هذا الفنان (....) انه يعاني من أعراض فصام عقلي في بداياته أصيب به من كثرة قراءاته واطلاعه على تجارب الآخرين".
***
و..هؤلاء هم مثقفوك يا أمة!!..
هؤلاء هم المثقفون الخونة الذين لم يضعهم في أماكنهم إلا حكام خونة..
وهذا أمر منطقي تماما.. فالحاكم الجاهل السوقي الفظ العميل لابد له من مثقف على شاكلته.. أو على الأحرى من صعلوك يسميه الحاكم – بمرسوم – مثقفا..
ثم نتساءل كيف ولماذا انهزمنا؟!..
دين حكامنا..!!
نداء إلى شعبنا العربي في مصر والجزيرة:
من يأبى الاستشهاد بالرصاص مأجورا..
سيموت بالسياط والنعال مأزورا..
***
بقلم د محمد عباس
هذا نداء عاجل أوجهه إلى شعبنا العربي في الجزيرة العربية.. اصبروا وواجهوا رحمكم الله فأنتم البقية الباقية التي تحمل ميراث النبوة..
اصبروا واصمدوا وواجهوا رحمكم الله فأنتم اليوم في وضع الإمام أحمد بن حنبل.. لا يباح لكم رخصة في المواجهة ولا تقية فأنتم بالنسبة لأمة لا إله إلا الله محمد رسول الله بمثابة العالِم الذي يزلّ بزلّته عالَم..
يا أهلنا في جزيرة العرب : دعونا نسمي الأشياء بمسمياتها :
ليس ثمة تثريب علينا في ممارسة الإرهاب بمعناه الإسلامي لكي نرهب به أعداء الله..
وليس هناك في الإسلام متطرفون و إنما هناك مستمسكون بالعروة الوثقى ولا ينفي هذا أن كل ابن آدم خطاء..
ليس هناك متطرفون بل هناك حكام مرتدون يريدون أن يضيعوا الإسلام وأهله مرضاة لسادتهم.. وتثبيتا لدعائم ملك لم تعد تمسك بأطرافه المتهاوية إلا الردة والعمالة للكفار..
يا أهلنا في الجزيرة..
إنكم تمرون الآن بما مر به إخوتكم في مصر منذ خمسين عاما.. حين تعرضت مرجعية الإسلام للاغتيال.. فغُمّ على الأمة .. ترددت نخبتها.. وخان بعض علمائها مالئوا الطواغيت تماما كما يحدث عندكم الآن .. فخاف الأغلبون أن يقتلوا – شهداء – بالرصاص.. وكانت النتيجة عندنا – وستكون عندكم - أن ماتوا ويموتون حتى الآن بالسياط والاعتقالات وقد نحي الإسلام عن المرجعية تماما تماما..
رفضوا الموت مأجورين فماتوا مأزورين..
رفضوا ميتة العز والفخار فماتوا ميتة الخزي والعار..
يا علماءنا في الجزيرة: إن الأرض عطشانة إلى دماء عالم شهيد يقف للسلطان الجائر
يا علماءنا في الجزيرة إن : "افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة)..
و يا علماءنا في الجزيرة : عن أنس بن مالك قال: قيل: يا رسول اللّه متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: "إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم" قلنا يا رسول اللّه وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: "الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم، والعلم في رذالكم"..
يا أهلنا وعلماءنا في الجزيرة إنكم الآن من الأمة بمثابة الإمام أحمد بن حنبل في المحنة فإذا ثبتم أنقذتم الأمة و إذا استسلمتم هلكت الأمة .. وما أقول لكم إلا ما قاله الأعرابي للإمام أحمد: يا هذا إنك وافد الناس فلا تكن شؤما عليهم وإنك رأس الناس اليوم فإياك أن تجبهم إلى ما يدعونك إليه فيجيبوا فتحمل أوزارهم يوم القيامة وان كنت تحب الله فاصبر على ما أنت فيه فانه ما بينك وبين الجنة إلا أن تقتل وإنك إن لم تقتل تمت وان عشت عشت حميدا..
يا أهلنا في الجزيرة فلتطلبوا من طواغيتكم أن يأتوكم بآية من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تجيبوهم إليها.
و يا علماءنا في الجزيرة : لقد سئل الشهيد سيد قطب لماذا كنت صريحا كل الصراحة في المحكمة التي تملك عنقك? فقال: لأن التورية لا تجوز في العقيدة، ولأنه ليس للقائد أن يأخذ بالرخص .
واجهوا الطاغوت..
والطاغوت الآن لا يهدف إلا ترويضكم ترويض النخاس للعبيد.. وحتى إذا كانت ثمة أخطاء من بعضكم فما يرفع طواغيتكم إلا كلمة حق براد بها باطل.. إن كانت كلمة حق..
***
أما إلى شعبنا في مصر فإنني أحذر مما تردده الأنباء عن إكمال السيطرة الكاملة على خطبة الجمعة..
نعرف أن خطبة الجمعة تم السيطرة على 90% منها.. و أن الطاغوت المجرم العميل يتسلل إلى دمائنا لا لكي يقرب الناس إلى الدين بل لكي ينفرهم منه.. والخطبة الآن تكرس لمحاربة صحيح الدين لا لمحاربة البدع..
يا أهل مصر: تدخل أكثر من هذا في خطبة الجمعة سيعني أنها تكتب بقلم قسيس وحاخام وضابط مخابرات.. وعلى خطباء المساجد في مصر أن يتخذوا موقفا جماعيا حتى ولو ماتوا شهداء دونه..
يا أهل مصر: إن التوقف عن أداء صلاة الجمعة مرة واحدة سوف يقتل طواغيت الردة في جحورهم.. وقصورهم.. فتمسكوا بالعروة الوثقى حفظكم الله وحفظ بكم الإسلام.
***
نعم..
لامناص من تساؤل تأخر كثيرا.. تساؤل علينا أن نوجهه لأنفسنا ولحكامنا..
ولننس لدقائق قليلة كل ما فهمناه من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف و سير الراشدين وفقه الأئمة ودروس التاريخ، و لنطلب من حكامنا طلبا واحدا، وهو أن يقولوا لنا ما هو مفهومهم عن الإسلام الذي يريدون منا أن نعتنقه ونمارسه؟!.. وما هو نوع العبادة التي يمكن أن نمارسها، والجهاد الذي يمكن أن نجاهده دون أن نعكر صفو حكامنا أو أن نكدر أجهزة أمنهم. بل هل الجهاد نفسه وارد؟ هل اعتبار الحلال والحرام وارد؟ هل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وارد؟.
***
المطلب ذاته مطلوب من نخب المثقفين، من مثقفي السلطة، من مثقف أمن الدولة، كما أنه مطلوب من ضابط أمن الدولة وضابط الحرس الوطني، ورئيس تحرير صحيفتنا القومية، ومن مدير إذاعتنا ورئيس تلفازنا، ومطلوب من وزراء داخليتنا، أصحاب الاجتماعات الوحيدة الناجحة في العالم العربي، مطلوب منهم أن يصلوا إلى قرار شامل جامع مانع يقولون لنا فيه ما هو مفهومهم عن الإسلام الذي إن مارسناه لا يعدوننا إرهابيين، أو ظلاميين متخلفين.. و أن يشفعوا إجابتهم تلك بالمراجع التي نرجع إليها، وهل تتضمن تلك المراجع من وجهة نظرهم كتاب الله وسنة رسوله؟..
أم أن ذلك سيكون من المحرمات ( تعتبر مباحث أمن الأنظمة القرآن الكريم وكتب الأحاديث النبوية الشريفة من المضبوطات عند مداهمة المسلمين.. لا أستعمل مصطلحات المنافقين كالإسلاميين والمتأسلمين).
***
لقد فزعت وجزعت والله يا قراء و أنا أقرأ عن كتاب اسمه:" الإسلام والإسلامويون" لكاتبين إنجليزيين هما: البارونة كارولاين كوكس وزميلها جون ماركس، والأولى عضو المخضرم في مجلس اللوردات البريطاني وصاحبة نفوذ معروف.
يجيب الكتاب عن السؤال الذي طرحته للتو على حكامنا، يقدم الإجابة واضحة صريحة فلا يضيف مثل منافقينا رذيلة الكذب إلى جريمة الكفر، فيقرر المؤلفان أن الغالبية العظمي من المسلمين هم مواطنون مسالمون ، ولا مشكلة معهم. إنما المشكلة مع المسلمين المتطرفين، ممن يسمون بالإسلاميين، وهم أولئك القلة من المسلمين الذين يعتقدون بأن القرآن وحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويقرون بأن الشريعة الاسلامية هي مرجعهم الأعلى في كافة شؤون حياتهم.
***
فزعت وجزعت يا قراء.. ليس لأن العلجين الإنجليزيين قالا ذلك، و إنما لأنني اكتشفت أن هذا بالضبط هو دين جل حكامنا، و إنني أجزم بيقين أنه دين نخبنا وكل أجهزة أمننا.
نعم..
هنا يستقيم المنطق وتتضح الرؤية ويتسق الفهم..
الآن نفهمهم.. حاولنا أن نقترب منهم دائما و أن نجادلهم بالتي هي أحسن، على أمل أن يهديهم الله، لكنهم كانوا قد حسموا أمرهم منذ زمان طويل جدا، أطول بكثير مما نتصور، وكانوا لا يتمسكون من الإسلام إلا باسمه ومن القرآن إلا برسمه، وكانوا طول الوقت على دين كوكس وماركس و يرون أن المتطرفين والإرهابيين هم المسلمون الذين يصرون علي أن القرآن غير قابل للتبديل والتحريف وهم الذين يتمسكون بالشريعة الإسلامية !!.
فزعت وجزعت يا قراء.. فمن خلال هذا المفهوم يجري تحديد معني الظلامية والتنوير، والانغلاق والتطوير، والسلفية والحداثة، ومن خلال هذا المفهوم نفسه يجري تحريم الجهاد ووصمه بالإرهاب. ومن خلال هذا المفهوم نفسه يروجون – بسياسة الخطوة – خطوة لفرية أن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر بينما الجهاد الأصغر هو قتال أعداء الله ، تقليلا من قيمة الجهاد كمرحلة أولى يتلوها تحريمه بعد أن يتم تجريمه.
***
من أجل ذلك كان تركيزي في المقال الماضي على حقيقة الجهاد وهي حقيقة علينا ألا نكف على التركيز عليها أبدا: فالجهاد هو قتال العدو وقتله أو الموت شهداء دونه.. والعدو الآن هو أمريكا و بني إسرائيل.. وكل عملائهم.
***
لكن الجهاد لا يقتصر على هذه الدرجة العالية السامقة فقط، وإنما هناك درجات أدني، بحيث يجد كل مسلم مهما كان ضعفه وعجزه بابا إلى الجهاد يستبرئ به أمام الله يوم القيامة، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم "
والجهاد الآن فرض عين في جبهات كثيرة، بل في كل الجبهات.
لقد تخلى عنا حكامنا وولاة أمورنا، وكل نخبنا، وكتابنا، ومفكرونا، وصحفيونا ، ووزراؤنا ، وجامعاتنا، ومعاهدنا، وحتى معظم فقهائنا. الخطورة التي لا نفطن إليها أن خسارتنا في كل أولئك مضاعفة و أن مصيبتنا مزدوجة، فمن ناحية خسرنا الجهد الذي كان من الواجب أن يقوموا به لنصرة الإسلام و إعلاء شأن المسلمين، وكانت كانت تلك خسارة فادحة توازي أن يهرب القادة من الجيش أثناء المعركة، ولكن الكارثة لم تقتصر على ذلك، فقد انضم هؤلاء جميعا إلى معسكر الأعداء، لا بمجرد شن الحرب علينا، بل بما هو أخطر، بتجفيف منابع ديننا.
خاننا السلطان الذي كان المفروض أن يزع ما لا يزعه القرآن، ولم يكتف بخيانته بل راح ينزع من صدورنا ومن صدور أبنائنا القرآن نفسه. وهنا ينفتح باب جهاد أظنه فرض عين على كل مسلم ومسلمة..
نعم..
فرض عين على كل مسلم ومسلمة..
***
نعم يا قراء.. ثمة أبواب كثيرة للجهاد.. فمن يجاهد؟..
المسلم المحاصر مكلف الآن بأن يقوم لا بواجبه فقط، الواجب الذي درج المسلم العادي على القيام به طيلة خمسة عشر قرنا، بل أن يقوم بأضعاف هذا الواجب ، إذ عليه أن يقوم بواجب الفرد وواجب الأسرة وواجب المدرسة وواجب الشارع وواجب التلفاز وواجب الصحافة والتلفاز ووسائل الإعلام وواجب مواجهة النخبة الخائنة التي لا تكف عن خداعه وتزييف وعيه. ومكلف أيضا بأن يحاول أن يقيم من الدين ما لا يقوم إلا بولي الأمر.. المسلم..
لم يعد لدينا أمير للمؤمنين.. لكن هذا ليس مسوغا لأن لا يكون عندنا مؤمنون..!!.
لقد هدموا دولة الإسلام ثم مزقوا أمة الإسلام ثم هاهم الآن أولئك يتسللون – بمساعدة حكامنا ونخبنا – إلى لبنة المجتمع الأولى، إلى الأسرة، إلى الأب والأمة والإخوة. . ومن هنا يصبح فرض العين على كل راع – وكل راع مسئول عن رعيته- أن يقوم لا بالدور الذي كان يجب أن يقوم به كل هؤلاء فقط، بل أن يقوم أيضا بمواجهة الدور العكسي الذي يقومون به الآن.
***
نعم ..
لقد نجح الصليبيون واليهود في الاستقطاب، وفرض الكفاية الذي تخلى عنه الحاكم والنخبة والدولة، أصبح فرض عين على المسلمين جميعا، و أول هذا الفرض هو الحفاظ على العقيدة في قلوب أبنائنا كي نعينهم على الثبات حتى يأتي الله بالفرج!.
لقد توقفت المدارس عن تعليم الدين والتاريخ الإسلامي، فليكن كل أب وكل أم مدرسة لتعليم الدين، فليعلم الأخ الأكبر إخوته الأصغر، وليعلم الصديق أصدقاءه. إنهم يحاولون محو القرآن من قلوبنا ومسخه في وعينا، لذلك فإن حفظ القرآن الآن جهاد قبل أن يكون عبادة. يجب أن يتصرف كل واحد منا كما يتصرف الطفل الذي يعوله أبوه فلا يفكر في أمور المعاش حتى يموت أبوه فجأة، فتتحول المسئولية كلها إليه وينتقل العبء ليستقر على كاهله.
نعم..
لقد ترك معظمنا القرآن لأنه واثق طول الوقت أن هناك غيره من يقوم بأمره.
الآن.. على كل واحد منا أن يقوم بأمر القرآن كما لو كان لا يوجد في الدنيا من يقوم بأمره سواه..
إنهم يشرعون الآن في محو عقيدة المسلمين بعد محو دولتهم، علينا إذن أن نجاهد بالحفاظ على عقيدتنا.
إنهم يشرعون الآن مع عملائهم الفسقة بيننا في تحقير شعائر الإسلام، فلنعظم نحن شعائرنا.. وذلك جهاد..
إنهم يستبعدون تماما أهمية الحلال و الحرام والمعروف والمنكر، ليس حتى لصالح الصواب والخطأ وسيادة القانون، لا.. فتخطيط جبابرة الخارج وخونة الداخل ألا يكون هناك حلال ولا حرام ولا صواب ولا خطأ ولا قانون على الإطلاق.. التخطيط ليس أن تعيش شعوبنا العزلاء المهزومة المحاصرة وفق منطق آخر غير الإسلام، بل أن تعيش بلا منطق على الإطلاق.. لتسير نحوا لهاوية..
يجب أن نرسخ بيننا الفكرة الصحيحة التي ترى أن التشرذم الحالي للمسلمين هو محنة عارضة، ومصيبة طارئة، سبق أن تعرض الكيان الإسلامي لها ثم عبرها وتغلب عليها ونجا منها، وأن الاستسلام للهزيمة خطأ وفقدان الثقة في المستقبل إثم.!.. بل وعلينا أن ندرك أن أفضل ألف عام في تاريخ البشرية كانت تلك التي ساد المسلمون فيها العالم.
التجمع على الصلوات الخمس الآن جهاد..
الاهتمام بأمر المسلمين ليس مجرد جهاد بل إن من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
***
الخطة الخبيثة الشيطانية التي يساعد عليها ولاة أمورنا هي تجفيف المنابع، و إلغاء التعليم الديني في المدارس والجامعات، ومسخه وتشويهه في المعاهد الدينية، ثم قيام الفسقة والكفرة بالهجوم على بقايا الدين الضامر الذابل المشوه المنقوص في قلوب الناس متخذين مما يدعون زورا أنه وسائل الإعلام و الثقافة منصات قصف وهجوم. حيث تقوم هذه بمواجهة أمة شُوِّه علمها الديني ومسخ، بشبهات لا يوجد بين الناس من لديه العلم الكافي لدحضها، ويأمل عبدة الشيطان و أتباعه من ذلك أن يوجهوا إلى الدين ضربة قاضية لا تقوم له بعدها قائمة.
إنني أرجو من كل راع يقرأ هذا المقال أن يسأل أبناءه أبسط أسئلة يمكن أن يسأل فيها مسلم ولير كيف تكون إجابته..
في برنامج تلفازي شهير كان المذيع ي الشارع يسأل: في أي عام هجري نحن؟.. ولم يجب أحد!!.. ثم سأل عمن يعرف الشهور العربية فلم يعرف أحد.. وضحك الناس وكان أولى بهم أن يبكوا دما.. أهؤلاء هم الذين سيدافعون عن الإسلام ويردون عنه غوائل الشبهات التي يزرعها الصليبيون بمعاونة مثقفينا الخونة..
إن مواجهة هذا كله جهاد، وتعويض ما تقوم به السلطة الباطشة الفاسقة من تجفيف لمنابع الدين جهاد.
إن الاهتمام بلغة العرب جهاد..
وتعليم الشعوب الإسلامية غير العربية لغة القرآن جهاد.
أليس مهينا أن العربي عندما يسافر يتعلم لغة الأجانب الذين يسافر إليهم، فإذا جاء هؤلاء الأجانب إلى بلاد العرب اضطر العربي إلى تعلم لغتهم بعد أن أفقد ولاته لغة القرآن عزها ومجدها. بل أليس مخزيا أن الخدم في كل بلاد الدنيا يتعلمون لغة سادتهم، إلا في بلاد العرب، حيث يتعلم العرب لغة خدمهم..!!
***
التفوق العلمي جهاد، ومكارم الأخلاق جهاد، والانتصار للحق جهاد، والصبر جهاد، ومواجهة الموظف الصغير لرئيسه الظالم جهاد، وعصيان ولي الأمر الذي يأمر بما يغضب الله جهاد.
***
كل هذه و مئات و آلاف غيرها كانت ضروب من جهاد العامة..
أما جهاد الخاصة فإن الأمة تحتاج إلى علماء يستشهدون بقول الحق أمام سلاطين الجور والفسق والتحالف مع الأعداء.. فهذه الدماء هي الشرارة التي ستشعل نيرانا تحرق طواغيت الكفر إن شاء الله.
***
فضيحة المثقفين والقرد!!
فضيحة ثقافية حدثت وسط الأحداث العاصفة الأخيرة، فتاهت في زحام الأحداث، كما تاه حدث وفاة المنفلوطي عام 1924، الذي واكب إطلاق الرصاص على سعد زغلول فلم ينتبه الناس لموته، فقال أحمد شوقي في ذلك قصيدته العينية الرقيقة التي أذكر منها.
اخترت يوم الهــــول يوم وداع ونعاك في عصف الرياح الناعي
من مات في فزع القيامة لم يجد قدماً تشيّع، أو حفاوة ساع
***
سوف نكون حسني النية حتى الغفلة إذا ما فسرنا صمت أجهزة الإعلام عن الفضيحة الثقافية التي سأتناولها على الفور بانشغالها بالغزو الأمريكي وتداعياته، فما أراه هو أن هذه الواقعة تكشف وتفضح كل الحداثيين والمستغربين والعلمانيين العرب، ولكن.. لما كان هؤلاء هم الذين يسيطرون على أجهزة الإعلام فيبدو أنهم قد اتفقوا جميعا على التكتم على الفضيحة التي تسببت في أن أحد المتورطين فيها ادخل إحدى المصحات النفسية لهول صدمة ما حدث..
***
ما أريد أن أركز عليه هو أن هذا النموذج من النقاد ليس الاستثناء ..بل هو القاعدة.. وكلهم كذلك.. ولا يفوق مقدرتهم في إخفاء مخازيهم وفضائحهم سوى قدرة أمريكا على إخفاء جرائمها.. والكفر ملة واحدة..
***
موجز الفضيحة أن الصحافي (صلاح محفوظ) المحرر في مجلة (الصدى) الأسبوعية التي تصدر من دبي، قرر الاستعانة بقرد من نوع الشمبانزي يدعى (شيتا) ووضعه أمام لوحة وفرشاة و ألوان ثم ترك القرد (ليشخبط : هل توجد كلمة فصيحة تؤدي المعنى؟!) على اللوحة، وعندما اكتملت اللوحة التي سماها (أمريكا والعالم) وطلب من مجموعة من النقاد والأسماء المعروفة في الساحة الثقافية وأقلام يشار لها بالبنان، أن يكتبوا قراءات نقدية عن اللوحة، بقوله لهم (إن اللوحة رسمها ثري عربي) وسوف يحصل النقاد الذين يكتبون عنها ويروجون لها على مكافأة مالية ، وسال لعاب كبار النقاد المستنيرين، وشمروا عن أقلامهم ، ونشر الصحافي صلاح محفوظ ما حدث بعد أن فجر الفضيحة ، فاللوحة رسمها "قرد" وليس لها علاقة برسام بشري.. وكعادة رواد التزوير لا التنوير لم يعترف النقاد بجهلهم وضلالهم، بل إن منهم من أنكر ما كتبه والبعض الآخر هدد المحرر بالقتل ومنهم من سماه "بمسيلمة الصحافة الكذاب".
***
والآن لنستعرض بعضا من كتابات النقاد القرود عن لوحة القرد:
"للوهلة الأولى لا يستطيع المرء إلا أن يقف مكتوياً بحرائق اللون وبراءة اندفاعاته أمام تجربة تشكيلية جديدة ومتمردة وباذخة في رؤياها، تبحث عن إطار تعبيري مختلف، لوحة الفنان (....) تتقدم إلى متلقيها مسكونة بحرية فائقة وخطيرة، تأخذنا إلى تخوم التجربة المطلق إن صح التعبير.
وهذا بحد ذاته يتطلب من قارئ اللوحة إن يتسلح بذائقة مختلفة، تبتعد بمسافة غير محسوبة عن أنماط المتلقي التقليدي الذي يبني على حسابات الكتل والمساحات وقوانين التشريح وكيمياء الألوان".
وكتب الآخر يقول: (لوحة أمريكا والعالم) للفنان (....) هي بمثابة رفض لوني أو إدانة ضوئية متوهجة عبر لوحة تجريدية ذات وجه فلسفي عميق يحرص على تكريس قيمه مواجهة ومقاومة هذا التوحش الحضاري المتكرر فقط على القوة والافتراس.
هكذا تبدو أمريكا بوصفها حضارة مادية مبنية على قوة مفرغة من المبادئ الإنسانية، وذلك هو سر الدماء الحمراء!!.
وجاء الدور على فنانة تشكيلية أصلا ولكنها وقعت في الفخ وقالت "تجربة" الفنان (....) مستويات عديدة تظهر البعد الفني والنفسي، وهي تطرح جدلاً خاصاً وتحاول إدراك الحلم بنكهة خاصة به بعيداً عما هو مألوف وزخرفي..
وكتب الآخر وهو ناقد فني يقول "يكتشف الناقد للوهلة الأولى جرأة هذا الفنان واقتحامه لعالم الألوان دون خوف أو خجل(...) فالأزرق الحالم يدخل في حوار هين وسلس مع الأخضر المستكين، ليقتحم المسن فجأة الأحمر الدموي بصخبه اللانهائي، أما الأصفر السقيم فيمنح اللوحة توازنها وعافيتها.. لا جدال بأن الفنان آثر إن يهجر المكرر والرتيب في الحركة التشكيلية العربية من اجل إقامة حوار لوني عفوي يستند إلى أحكام البناء وتجانس الدرجات اللونية.
وتأتي الورطة الأكبر لواحد من أشهر الأطباء النفسيين الذي شخص الحالة النفسية للفنان (القرد) بقوله: " إن قلة المساحات البيضاء باللوحة تشير إلى أمرين، أولهما إن هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع، والثاني انه متشائم بدرجة كبيرة، لأنه قلص مساحة الأصل التي يشير إليها اللون الأبيض، كما تشير طريقة رسمه للوحة إلى انه رسمها على مرحلتين، الأولى كان يمر فيها بمرحلة قلاقل نفسية نتيجة مشاحنات أو مشكلات عائلية، وهذا بدأ من التوتر اللوني الذي يعبر عنه بوضوح في الجانب الأيسر من اللوحة، أما الجانب الأيمن من اللوحة فقد رسمه وهو في حالة نفسية مستقرة، تعبر بوضوح عن حالة انسجام عاطفي وعائلي، حيث تميزت الألوان بالدفء والتناغم، لكن المثير في هذا الفنان (....) انه يعاني من أعراض فصام عقلي في بداياته أصيب به من كثرة قراءاته واطلاعه على تجارب الآخرين".
***
و..هؤلاء هم مثقفوك يا أمة!!..
هؤلاء هم المثقفون الخونة الذين لم يضعهم في أماكنهم إلا حكام خونة..
وهذا أمر منطقي تماما.. فالحاكم الجاهل السوقي الفظ العميل لابد له من مثقف على شاكلته.. أو على الأحرى من صعلوك يسميه الحاكم – بمرسوم – مثقفا..
ثم نتساءل كيف ولماذا انهزمنا؟!..