المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية واشنطن وحماس . . . المساومة الرخيصة



القعقاع100
21-01-2004, 01:25 AM
واشنطن وحماس . . . المساومة الرخيصة




ما كشفه عبد العزيز الرنتيسي على شاشة الجزيرة قبل يومين حول عرض أمريكي على "حماس" مهم ومثير في الآن نفسه، وله دلالات لا يمكن تجاهلها.

لعل أول ملاحظة تستوقف المرء إزاء تلك المساومة الرخيصة، هي أننا بإزاء دولة تمارس البلطجة في وضح النهار، ولا نعني بذلك دولة شارون وحدها وإنما الولايات المتحدة أيضاً، فإما أن تستسلم وإما أن أقتلك!!

تلك هي خلاصة المنطق البوشي الشاروني في زمن المحافظين الجدد، فالسياسة هي سلسلة من أعمال المطاردة والقتل على طريقة "تكساس" التي قدم منها الرئيس الأمريكي، وإذا لم يوقف قادة "حماس" المقاومة فإنهم جميعاً سيكونون برسم الاغتيال.

مشكلة بوش ومعه صاحبه شارون ومن ورائهم عصابة القتل في البلدين أنهم لا يدركون أن قادة "حماس" يختلفون عن ذلك الصنف من القادة ممن يحرصون على حياتهم ومصالحهم حتى لو استعبدت شعوبهم وسلبت ثرواتها. كما أنهم يعرفون أنهم أمام قوم لم يخرجوا إلا طلباً لرضا الله عز وجل، وليس ثمة أروع قربى له سبحانه من الشهادة في ميدان المعركة مع الأعداء.

يجهل أو يتجاهل شارون وبوش ومن معهم أن "حماس" لم تبخل بأهم قادتها في ميدان المعركة قبل تهديدهم الجبان، وها إن جحافل منهم قد مضوا على درب الشهادة. ولا نعني العسكريين، بل السياسيين من أمثال (جمال منصور، جمال سليم، اسماعيل أبو شنب، إبراهيم المقادمة .. إلخ)، أو وقعوا في الأسر (حسن يوسف، عبدالخالق النتشة، جمال النتشة، جمال أبو الهيجاء . . إلخ). ولذلك لا عجب أن يكون الآخرون على قدر من الجاهزية للاستشهاد، سيما بعد أن استهدف عدد منهم دون أن ينالوا الشهادة (الشيخ أحمد ياسين، عبدالعزيز الرنتيسي، إسماعيل هنية، محمود الزهار).

الدلالة الآخرى للمساومة الرخيصة التي عرضها الأمريكان، بعلم شارون بالطبع، هي اليأس من إمكانية اخضاع "حماس" وقوى المقاومة والشعب الفلسطيني بسطوة القوة المباشرة، وإلا فما الحاجة إلى مساومة من هذا النوع في وقت كان المحتلون يتحدثون عن تدمير البنية التحتية للإرهاب؟!

إن المساومة الرخيصة التي نحن بصددها هي تأكيد على مأزق الاحتلال، ومأزق الإدارة الأمريكية التي لم تعد قادرة على احتمال المزيد من التصعيد في الساحة الفلسطينية بوجود تصعيد آخر في الساحة العراقية، سيما وهي تدرك عمق تأثير المقاومة الفلسطينية على المقاومة العراقية، ناهيك عن تأثير الساحتين على الشارع العربي والإسلامي.

المصيبة أن مأزق الاحتلال ومأزق الأمريكان لا زال يتحول في عيون المأزومين إلى مأزق فلسطيني، وإلى تخويف من "الترانسفير" والجدار، وهكذا هي الأمور دائماً، كل يرى الموقف من منظار حالته النفسية.

قصارى القول، إننا بإزاء مساومة رخيصة أبدعت "حماس" في طريقة الرد عليها، أكان من خلال الكلام المباشر، أم من خلال العملية الاستشهادية البطولية المشتركة مع كتائب الأقصى في حاجز إيرز.

http://www.attajdid.ma/TAJDID/caric.ASP?Issue=844&category=carekat



ياسر الزعاترة-كاتب فلسطيني