المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواقف القذافي من الإسلام



أبو العزم
27-01-2004, 11:21 AM
العبثية والاستهتار هما الثنائي الثابت في سياسات وممارسات القذافي تجاه كل الجوانب والأسس والركائز التي انبنت عليها حياة الشعب الليبي.

فعلى امتداد حكم القذافي لم تنج مقدسات الشعب الليبي وقيمه ورموزه من تطاول القذافي عليها عبثاً واستهتاراً، لم ينج من ذلك حتى ما كان موضع إجماع الشعب الليبي على اختلاف شرائحة وأجياله.

وإذا كان هناك من حاول أن يوهمنا بأن الصبيانية وانعدام الواعز والرقيب هي وحدها أسباب عبث القذافي واستهتاره، إلا أننا نستطيع أن نقرر أن هذا المسلك إنما تكمن وراءه نوايا دفينة ومخططات مرسومة وأهداف محددة تتمثل في هدم كل الصروح والقلاع التي تحفظ للشعب الليبي هويته وتصون وحدته وتحافظ على تاريخه وتعزز مستقبله.

ولقد كان الإسلام أبرز ما استهدفه عبث القذافي واستهتاره ومحاولاته المستمرة لنقض عراه ووشائجه وهدم أركانه وركائزه، ومن ثم إبعاده عن دائرة التأثير في كل ما يرتبط بشؤون الشعب الليبي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتشريعية، بل وإبعاده حتى عن دائرة الشعائر التعبدية المحضة.

وبدون شك فلم يكن القذافي أول من تطاول من الحكام على الإسلام وحاول طمس معالمه وحارب دعاته وسعى لفك ارتباط الناس به، لكنه يُعد أكثرهم اجتراء على مفهوم الدين واستخفافا به وبما يرتبط به. ولئن قصر آخرون محاربتهم للإسلام في بعض نواحيه، فإن حملات القذافي التي شنها على الإسلام قد اتصفت بالاستمرارية وشملت كل مفاهيم الإسلام وأركانه: عقيدة وشريعة، وعبادات ومعاملات، وعلماء ودعاة، وتاريخ ومواقف وقضايا.

ولقد خاض القذافي معاركه مع الإسلام متبعاً أسلوباً يغاير الأساليب التي اتبعها من سبقوه. ويتمثل هذا الأسلوب في التظاهر بتبني المفاهيم الإسلامية ورفعها كشعارات براقة والعمل على تفريغها من محتواها الحقيقي. وهذا الأسلوب ينطوي على خبث بين، فهو يخدع العوام، ويقدم ذرائع للمنافقين والمنتفعين، ويعطي غطاء لضرب كل من يمارس دوراً في التصدي لهذا المخطط باعتباره معادياً للشعارات المرفوعة.

وبدون شك فإن هذا الأسلوب أكثر خبثاً من الأسلوب الآتاتوركي – الذي اتبعه كثير من الحكام – والذي لم يعد قادراً على مواجهة دفق الصحوة الإسلامية النابض، وما تنشره من وعي يفضح مخططات المؤامرة على الإسلام.

وقبل أن نستطرد لابد من الإشارة إلى جملة الخصائص التالية التي حكمت وأحاطت بمواقف القذافي وسياساته وممارساته تجاه الإسلام:

1.فساد مستحكم –غير قابل للرتق والإصلاح – في تصور القذافي لطبيعة الدين الإسلامي الحنيف وموقعه من حياة الأمة، مصحوب بإصرار على التمسك بهذا التصور الفاسد وفرضه على جموع الأمة.

2.إصرار القذافي على تبني المغالطة والسوقية المبتذلة أسلوبين في مواجهة المفاهيم الصحيحة للإسلام، إلى حد النيل من هذه المفاهيم وتحقيرها والسخرية منها، وانتهاجه العنف والإرهاب وسيلة لفرض آرائه السقيمة وتصوراته الفاسدة ولقهر وقمع كل من حاول التصدي لها حتى ولو بإسداء النصح.

3.حقد دفين تموج به نفس القذافي تجاه كل من يطرح النهج الإسلامي القويم من العلماء والمفكرين والدعاة المعاصرين، ومن علماء السلف، ومن الأئمة المجتهدين، ولم ينج من ذلك الصحابة رضوان الله عليهم، بل لم ينج من ذلك حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.



إن مواقف القذافي من الإسلام بينة واضحة وتقف عليها شواهد من أقواله وأفعاله، فلسنا والحالة هذه في حاجة إلى كثير من الإسهاب في وصف هذه المواقف أو إيضاح مراميها أو دوافعها، غير أنه من المناسب الإشارة إليها بشيء من الإيجاز وخاصة وأن القذافي لم يعدم – طيلة حكمه – من يتصدى للدفاع عن هذه المواقف ومن يبذل المحاولات الخائبة لتسويغها وتسويقها.



الدين في رأي القذافي

تحدث القذافي في أكثر من مناسبة عن رأيه في مفهوم الدين وماهيته وعلاقته بالناس والحياة. وإذا كنا نلمس تناقضات واضحة في أحاديثه عن مفهوم الدين ومعناه من مناسبة لأخرى، إلا أنه في جميع خطبه كان يدور حول معان معينة تصب في قناة إبعاد الدين وتهميش دوره:

فهو يريد ألا يكون للدين دخل في الحكم والسياسة فيقول " اسمعوا السلطة السياسية إذا دخلنا فيها الدين يفسدوا الإثنين …….. الذي يستغل الدين في السياسة فهو يستخدمه كوسيلة من وسائل الخداع والتضليل لكي يحكم الناس".

وتحديداً فهو يؤكد على ضرورة قمع كل اتجاه يخالف هذا الرأي: "يعني أنا بنأكد على أن ربط الدين بالسياسة وخلطهم هذا شيء خطير ومرفوض ولابد أن يقاوم".

ليس هذا فقط بل إنه لا يريد أن ترتبط أمور الحكم وسياسة الناس بالله، حيث يقول بالحرف الواحد: ""لا تربط هذه الأشياء بالله أبداً، إذا ربطتها بالله حتى العقيدة نفسها تصاب بزلزال".

ولا يكفي إبعاد الدين عن سياسة أمور الناس، بل إن الدين – في رأيه – لا يعدو أن يكون علاقة فردية بين الفرد وربه: "الدين في المستوى الاجتماعي لا يقود إلى السياسة، وإنما هو علاقة بين الفرد وربه، وأخلاق في الأسرة وأخلاق فردية". ليس هذا فقط بل إنه يريد لهذه العلاقة أن تكون مغرقة في السرية تلفها الظلمة: ""إذا أردت أن تقوم بمسألة شخصية بينك وبين الله فيجب أن تفعل في حجرة مظلمة ومغلقة بحيث لا يراك أحد، حتى وأنت تصلي أو تزكي أو تتعبد يجب أن لا يكشفك أحد" وللتدليل على صحة هذا الرأي يورد القذافي عبارة ينسبها زوراً وبهتاناً للدين: " الدين يقول للناس (اعبدوا الله سراً تدخلوا الجنة سراً) وهذا يعني أن العبادة يجب أن تكون سراً". ولسنا ندري كيف يتأتى إقامة الصلاة جماعة، أو كيف يؤدي المسلم مناسك الحج سراً وفي غرفة مظلمة، إن لم يكن المراد حقيقة هو تعطيل هذه المناسك.

ليس هذا فقط، بل إن القذافي يرى في الدين عدواً لدوداً للحرية وللعلم أيضاً، فبعد أن يقرر بأن "من الجهل من الناحية العلمية أن يعتبر الدين له علاقة بالحرية" يعود في نفس الجملة فيقرر" الدين عدو لدود للحرية ….. الحرية ما فيها اسجد اركع، أنا حر، اخفض جناحك، أغضض بصرك، احفظ، الحرية ليس فيها تحفظ على شيء، لن أحفظ أي شيء، ولن أغض بصري". أما عداء الدين للعلم فيورده القذافي في عبارة تقريرية: " ... ومعروف أن المجتمعات القبلية والدينية لا تنجح عملياً، ولا تزدهر فيها الديموقراطية ولا تتحقق فيها المساواة، وبالتالي لا يمكن في مجتمع يحكم باسم الدين إمكانية لأن تتحقق عدالة ولا ديموقراطية ولا بحث علمي". ولسنا بصدد مناقشة القذافي في أقواله التي تجرد الدين من كل معاني الخير من عدل وحرية وتقدم في مجال العلم والمعرفة، فهذه الأقوال لا تختلف عن شعار الشيوعية المعروف " الدين أفيون الشعوب" إلا في أمر واحد أن القذافي يطلق أقاويله تلك زاعماً أنه ينتمي إلى أمة الإسلام التي كرمها الله بهذا الدين وجمعها ووحدها تحت مظلته. إن تاريخ الإسلام وإنجازات أبنائه العملاقة في شتى مجالات العلم والمعرفة التي قد حدثت يوم كان الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة ونظام حكم قد استقر في القلوب وحمل أبناءه مشاعل العلم والمعرفة أنارت دياجر ظلمات أوروبا. وهذه الإنجازات لم ينكرها حتى من ناصبوا الإسلام العداء، فما بال القذافي يسابق هؤلاء الأعداء فيسبقهم طعنا في الإسلام الذي كان العدل أحد مقاصده: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، والذي جعل الاستزادة في العلم منهجاً قويماً {وقل رب زدني علماً}، (من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة)، والذي فضل أصحاب العلم عن غيرهم {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}، والذي دعى إلى التفكر وإعمال العقل والنظر {كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون}.
والمزيد
الشريعة في رأي القذافي
موقف القذافي من السُّنة
موقف القذافي من الصحابة
تجدونها في الرابط هنا (http://www.nfsl-libya.com/Archives/ArchivedArticles/1039.htm)

أبو العزم
27-01-2004, 05:26 PM
أسف لظهور الموضوع مرتين بسبب خطأ أثناء إعتماد الموضوع وشكرا:p :p :p

أبو العزم
29-01-2004, 11:57 AM
أين أنتم أعضاء المنتدى وأين هي الغيرة على دنيكم هل هان عليكم :ciao:

Lord-of-Syria
29-01-2004, 12:54 PM
أخي العزيز..

أتسأل على غيرة عن دين..
أم عن موضوعك و الثناء عليك..

و لو كان فيك غيرة على دينك لما كنت دخلت موضوع المنتدى (الكتائب الاسلامية) و لم تشاركه أو ترد

للأسف..

سلام الله عليكم

أبو العزم
30-01-2004, 05:37 PM
على العموم يا أخي العزيز Lord-of-Syria
أنا أرى أن المنتديات جعلت للحوار و للنقاش وليس للثناء وتحقيق الشهرة الوهمية وهذا هو الذي جعلني انتسب إلى هذا المنتدى وبارك الله فيك على ملاحظاتك القيمة رغم أنك لم تعطي رأيك في الموضوع ولا تأسف عزيزي لأن الغيرة على الدين الذي تعرض له هؤلاء هي السبب الرئيسي وراء كتابتي للموضوع
والسلام عليكم

Pr.Game
30-01-2004, 06:46 PM
القذافي معروف بأنه كافر إعتمد كتابه الأخضر بدلا من الكتاب والسنة النبوية نسأل الله له الهداية

aboahmed615
30-01-2004, 07:21 PM
القذافي
معادى للعروبة والاسلام بنسبة تتجاوز 200%
ولا تعليق عليه فهو لافعل اي شئ له معنى.

aboahmed615
30-01-2004, 07:23 PM
القذافي
معادى للعروبة والاسلام بنسبة تتجاوز 200%
ولا تعليق عليه فهو لافعل اي شئ له معنى.

Pr.Game
30-01-2004, 07:32 PM
القذافي
معادى للعروبة والاسلام بنسبة تتجاوز 200%
ولا تعليق عليه فهو لافعل اي شئ له معنى.
معروف من زمن بعيد وروسيا هي التي أتت به للحكم

أبو العزم
31-01-2004, 11:22 AM
شكرا للإخوان BIG BOSS 3 و aboahmed615 على مروركما على الموضوع و المشاركة فيه ولكن لماذا يسمح له بالتعرض للإسلام دون أي موقف واضح من قبل الشيوخ وأصحاب العلم منهم ومن كل مسلم له غيرة على دينه وأمته:reporter: