المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا ما حدث عندما كنت ميتا



leopard_1
24-07-2001, 11:58 PM
:
*~~~ هذا ما حدث عندما كنت ميـــتاَ ~~~*

حين تقدمت لخطبة زميلتي التي تعمل معي في قسم المشتريات لم تعترض لأني متزوج أو لدي أبناء أو أني كبير في السن بالنسبة لها فإني فوق الأربعين و هي في الخامسة و العشرين من عمرها .. بل اعترضت على كرشي فقالت بأنني سمين جدا و لدي كرشاَ..... وأضافت بعدها أنّ السمنة اليوم ليست بمشكله لأن عمليات شفط الدهـون منتشرة في جميع المستشفيات الخاصة و الحكومية بالدولة ..

فذهبت بعد ذلك إلى مستشفى خاص و دفعت ثلاثمائة درهم للكشف و اخبروني أن عملية شفط الدهون الواحدة تكلف ثلاثين ألف درهم ...... و بما أني لدي كرش كبير فان قد احتاج إلى اكثر من عملية لكي أتخلص من جميع الدهون في بطني ..... واخبروني بان اذهب لمستشفى حكومي لأنها تقوم بنفس العملية و بدون اجر و بالفعل ذهبت..

و حين سألت الدكتور عن أضرار العملية قال : ليست لها مضار جانبيه.... لكن كغيرها من العمليات قد يكون هناك مضار للتخدير.... طمأنت نفسي أن ذلك ليس مخاطره حقيقية . فالكثير من الناس يدخلون غرف العمليات و يخرجون سالمين .

لم اكن خائفا حين بدّلت ملابسي و لبست ملابس العملية و لا حين نمت على السرير المتنقل ليدخلوني إلى غرفة العمليات ...... كانت الأقدام تتردد في الغرفة داخله و خارجه جاء أحدهم و ابتسم لي و اخبرني بأنه طبيب التخدير و انه سوف يبدأ بتخديري .

و طلب مني أن اعدّ حتى العشرة و لا أتذكر إلى أي رقم أعددت لكني شعرت باني أطفو فوق جسدي و أني أطير في سقف الغرفة حتى جلست على أحد الأرفف انظر إلى ما يحدث .

رأيتني نائما و طبيب التخدير و طبيب آخر يقولان بعض النكات و التعليقات على بطني ..... بعدها جاء الطبيب المعالج ومعه ممرضتان ..... و احضروا معهم جهاز يشبه الإبرة و ادخلوه في كرشي و قاموا بشفط الدهون من بطني ..... بعد أن انتهوا رأيت بطني صغيرا كان من المفترض أن أخرج من الغرفة لكن الطبيب قرر و دون استئذان مني أن يقوم بعملية شد لبطني..... .وضع مشرطا اسفل بطني و رأيت الدم يتدفق لكنني لا ادري لماذا صاروا يتراكضون و صار صوت الجهاز الذي يقيس دقات القلب عاليا ...؟؟؟؟ فجأة سمعتهم يقولون بأني ميــــــــــت ؟؟!!.... غطوا وجهي و نسوا أن يخيّطوا بطني المفتوح .. واخذ الطبيب المعالج يلوم طبيب البنج لأنه لم يعطني الجرعة الكافية .إذن طبيب التخدير قتلــــــني...

تركوني و خرجوا من الغرفة نظرت إلى جسدي تفحّصت وجهي و تفحّصت جرحي ثم بكيـــت سمعت أصواتا و ضجيجا عند الباب .كان أخي و زوجتي... سمعتها وهي تندفع نحو الباب لتراني آخر مرّة... وسمعت أخي و هو يمنعها من رؤيتي ثم سمعتهما يبتعدان ..... رقدت بجانب جسدي و احتضنته.....

مر ما يقارب الساعة و جاء ممرضان أخذاني إلى غرفة الثلاجة منتظرا أن يأتي أحد ليأخذني .. لا ادري لم تأخروا بأخذي ؟؟!!.. وأشفقت على نفسي و أنا في الثلاجة .. مرت ساعة أخرى قبل أن يصل أبي و أخواي اللذان يصغراني بكثير .

فتح لهم الممرِّض الدُّرْج الذي ارقد فيه وقّعوا علي بعض الأوراق و أخرجوني في ملابس بيضاء ( كفــــــن ) لا أتذكر متى ألبسوني إيّاه و ضعوني في سيارة إسعاف و ركب أبي و أحد اخوتي معي و الآخر يبدو عليه انه عاد إلى البيت بالسيارة التي جاءوا فيها. بدت رحلة العودة للبيت طويلة كان أبي و أخي ينظران إلى بعضهما و الدّموع تترقرق في عيونهما لا هي تعود إلى ما فيها و لا تنساب على خدّيهما .. كان كل منهما خجلا أن يذرف الدمع أمام الآخر ..

فبكيت لحزنهما على فراقي سمعت أبي يقول لنفسه ليته لم يدخل غرفة العمليات و سمعت أخي يقول لحاله ليته لم ينوي الزواج بأخرى وصلت سيارة الإسعاف للبيت أنزلوني و وضعوني على( الانتر لوك) بدون واق .

ذهب أخي الأصغر مسرعا و احضر مخده ليضعها تحت رأسي و أشار له أبى بأنه لا فائدة.... عاد أخي بمخدته و قلب يتمزق و الدمع يبلل رموشه جاء المغسل و آخرون حملوني و ضعوني على سرير بدون مرتبه …

و ألبسوني قميص ابيض اللون بدون أكمام و أزرار . و وضعوني على فراش كان هناك لهذا الغرض وضعوا العطر و الكافور في كل مكان من جسدي وركزوا و ضعه على لحيتي ثم قمطوني باكملي من أعلى رأسي حتى أخمص قدمي ثم غطوني باكملي. خرج الرجال من الغرفة نادوا بناتي و زوجتي و أخواتي . جاءت ابنتي الكبرى انحنت علي و قبلتني على رأسي و طلبت مسامحتي بكتني كثيرا رأيت عيناها و قلبها يبكيان على . لم أجد ما أسامحها عليه فهي لم تخطئ في حقي أبداً كانت مثال الإبنة التي يتمناها أي أب بكيت لبكائها كم وددت بان ارفعها عني و أضمها أليّ و اخبرها بان لا تحزن فهذه نهاية كل حي و أنها يجب أن تهتم بدراستها و إخوانها الصغار... رفعتها زوجتي عني و سألت ابنتي الصغيرتين بالاقتراب و تقبيلي على المكان الذي اعتقدت بأنه جبيني.. قبلتاني لكنهما لو تكونا تعيان شيئا حتى إنهما لم تعيا أنّ النائم هناك كان أنا والدهما اقتربت مني زوجتي لتقبلني لكن أخواتي منعنها و قلن أني محرم عليها لأني ميــــت لا ادري لِم أنا محرم عليها إذا كانت هي لا تزال زوجتي ..



شعرت بها و هي تبتعد عني ببطء اليائس .. بكتني بحرقه لم أتوقع بأنها ستبكيني بهذه الحرقة بعد كل ما فعلته بها .. كانت زوجة صالحه ما كنت لا أراها بهذا الصلاح لو لم اكن مستلقيا في هذا المكان..... أحسست بصراع عميق بين دموعها و قلبها عقلها و رأيت عقلها يخبرها باني ميت .. ورأيت قلبها ينفي ذلك بل رأتني حيا ارتع في ربوع قلبها لا يشاركني فيه أحد حتى أبنائي .. جاءت أمي أزاحت بعيدا عني أخواتي و بناتي بكتني بصمت كما عهدتها فهي لم تظهر لأي منا مشاعرها همست لي بان أسامحها و قالت لي " فديـــــتك يا بنيّ " لا ادري كيف كانت ستفديني و أنا ميت .. لكنها حتما قالتها من حبها لي .. شعرت بمغناطيسية هذا الحب .... لم اكن أريدها أن تبعد كنت أودّها أن تبقى بقربي أقصى ما تستطيع لكن أخواتي اخبرنها بان لا ترهق نفسها و بان ربي احبني لذلك أخذني بقربه.... رفعنها و أخرجنها من الغرفة .. أحطن بي و طلبن مسامحتي بكينني اخبرني بقلوبهن أنهن لن يتحملن بعدي .... فأنا كنت بمثابة الأب المتفهم لديهن و كنت الجسر الواصل بين جيل أبي و جيلهن جيل المحطات الفضائية و الإنترنت.... بكينني بحرقه أحسست لسعها في دموعهن كم تمنيت أن اجلس بينهن أكفكف دموعهن و أقول لهن النكات كما اعتدن مني .... و من ثم اخبرهن باني ساكون بخير و سيكونون بخير بدوني... و بأننا حتما سنلتقي..... فلقد لقينا نفس التربية فالذي جمعنا في الدنيا لابد انه جامعنا في الآخرة .....

استغربت الهدوء الذي عم المكان و استغربت الأنظار المتّجه نحو المرأة المقبلة عرفت تلك المرأة من رائحتها و هيبتها..... إنها المرأة التي انوي أن أتزوجها جاءت تدّعي البكاء و تتهيّج حاولت أن تسجد عليّ لتقبلني تمنيت أن يبعدوها عني حمدت ربي أن أخواتي فعلن .. رأيت عيني زوجتي تخرج من جفونها .!!! سمعت حال هذه المرأة يقول الحمد لله أني أصبحت أرمله و أنا عذراء حتى لا تفوتني فرصة الزواج مرة أخرى... تمنيت بان اخبرها بانّ الحمد لله أني لم أعاشر امرأة مثلها .. جاء اخوتي و اخرجوا زوجتي و بناتي و أخواتي وضعوني في النعش و غطوني بغطاء اسود صارت الدنيا ظلام ونحن ما زلنا في العصر .. خفت من وحدتي أخذوني إلى المسجد سمعت الناس يصلون صلاة العصر فتتبعتها معهم تمنيت لو أني أستطيع القيام والصلاة معهم و ندمت أني لم اكن اصلي جميع الصلوات في المسجد .. وقدموني أمامهم صلوا علي تلك الصلاة التي لا ركوع لها و لا سجود .. لا أتذكر كم مرة صليت هذه الصلاة .. ثم حملوني على الأكتاف كانوا يتناوبون في حملي .. طلبا للأجر.... لا ادري كم ميتا حملت على كتفي ... أخذوني إلى السيارة و ضعوني فيها .. كانت رحلة أخرى إلى المقبرة... لم يركب معي أحد تركوني خارجا في الشمس... و لحقوني بسياراتهم المبردة ؟؟ كان القبر جاهزا حين وصلنا دخل أبي و أخي القبر ..... و أوصلني إليهم أناس لا اعرفهم أدخلوني في لحدي كان واسعا فلم يحتاجوا لتوسيعه و ضعوني على جنبي الأيمن و ضعوا اللّبن حتى لا ينهال عليّ التراب أحسست بالوحشة و الظلمة ..... سمعت أقدامهم تبتعد قليلا لكني لم استطع حاولت الجلوس و تحريك فكي صرخت.....

قفزت فرأيتني في سريري و زوجتي ترقد بقربي .... فحمدت الله أن لا تزال لدي الفرصة للاعتذار منها تشهدت ....... سمعتني زوجتي و أنا أتشهد استيقظت و سألتني إن كنت بخير .. أحضرت لي بعض الماء أخذت تقرأ عليّ ما تحفظه من القران حتى غططت مرة أخرى للنوم و لم استيقظ إلا على أذان الفجــــر..... كانت المرة الأولى التي أصحو فيها على صوت الأذان بدون منبه قفزت إلى الحمام و أخذت حمام دافئا قبل أن أتوجه إلى صلاة الفجر .....

و ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلامتكم ....















:D

ELVERADOUS
25-07-2001, 12:04 AM
هياغ هياغ هياغ هياغ هياغ :D :D :D
فإني فوق الأربعين

طيب وش جابك هنا:D :D :D

Classic Evil
25-07-2001, 12:04 AM
يعيش النسخ واللصق .

سولجير
25-07-2001, 12:08 AM
لا والقهر يضحك اخر السالفة.......



وانا متحمس للقصة ...... :p

leopard_1
25-07-2001, 12:09 AM
ايفل يعيش يعيش يعيش

بس ما خبرتوني شو رايكم بالقصه:D

سولجير
25-07-2001, 12:10 AM
تقدر تقول بايخة......... :غضب:


لا امزح زينه تنفع...... :D

leopard_1
25-07-2001, 12:12 AM
احلى من وجهك يا سولجر:D

الثعلب
25-07-2001, 12:15 AM
صدق أنا من قريت إسمك و أنا غاسل يدي من قصتك

انا دخلت عشان ماكسر خاطرك زيادة عدد ..........ز بس معليش زوينة بس لو كانت أصقر
كان صارت ممتازة

leopard_1
25-07-2001, 12:19 AM
كتب العضو (الثعلب)
صدق أنا من قريت إسمك و أنا غاسل يدي من قصتك

انا دخلت عشان ماكسر خاطرك زيادة عدد ..........ز بس معليش زوينة بس لو كانت أصقر
كان صارت ممتازة

اصقر ولا اقصر

ههههههههه:D