المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يوم..يسابق قطار الزمن



زهرة الأحساء
03-02-2004, 07:34 PM
يوم..يسابق قطار الزمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصه لكاتبه سعوديه إسمها *لميس منصور*ومن مجموعة قصصيه في كتاب أسمه *نبتة في حقول الصقيع*
و لقد كتبتها لكم متمنية أن تعجبكم ...
إليكم القصه ...
* يوم..يسابق قطار الزمن*
الواحدة ظهرا عندما عدت من عملي بعد نهاية الدوام المدرسي، وقد بلغ التعب و الإرهاق في كل مبلغ، ولكن ثمة نشوة أخذت تسري بأوصالي؛ لأن غدا بداية الإجازة المدرسية، وما إن توقفت السيارة وهممت بالدخول حتى بادرني ذات صوت بعيد الغور:أين أنت ذاهبة؟
أنسيت أن عندنا موعدا بالمحكمة اليوم؟
رفعت نضري فإذا بوالدي يقف أمامي..تأوهت:أوه..إنني متعبة..ألا نؤجله إلى يوم آخر!!لم يجبني..إلا بقوله:هيا اركبي.
وقفت ثواني أمام مبنى المحكمة..لأول مرة أشعر..بالتهيب وثمة مشاعر أخرى بدأت تداخلني، التفت والدي إلي ونهرني لم أنت واقفة..هيا استعجلي خطاك، سرت خلفه و أنا أشعر أنني أكاد أتعثر بخطاي، يتراءى لي أن كل الأنظار مصوبة تجاهي والكل يتساءل ما السبب الذي أتى بي إلى المحكمة.
اقتربنا من البوابة رأيت رجلي الأمن يقفان وهما يتأبطان سلاحهما وعيناهما بمحجريهما يتفحصان كل قادم بنظراتهما الحادة.
-ماذا يقولان عني؟
سرنا بالممرات الطويلة، يسير والدي بخطوات مسرة وأنا أحاول اللحاق به لاهثة دون أن أوازيه وعندما يتفقد والدي خطواتي خلفه ينهرني..أسرعي ما بك تتهادين كأنك عروس؟!
"ما الذي أتى بي إلى هنا؟..ما أتعسني..لقد نسيت أن ألبس القفازين، أكيد سوف يصرخ الشيخ بوجهي"!
أكيد هنا من ينتقدني.. آه خاصة ويدي تزدان بخواتم الألماس.
-لم لم ينبهني أحد إلى هذا؟!
-أنني لا أرى امرأة في هذا المكان سواي!
-هل أنا فقط من قصد هذا المكان؟
تنحيت جانبا عندما رأيت والدي يستوقف أحدهم ليسأله، أومأ لي والدي وتبعته، و أثناء سيري تناهي إلى مسمعي أصوات هامسة..
-ما الذي أتى بهذه في هذا الوقت إلى المحكمة؟
رد عليه آخر..
-أكيد أن ليديها قضية طلاق أو إرث؟!
تابعنا سيرنا، في الطريق رأيت اثنين وما إن أقبلنا حتى حاول أحدهم أن يلفت نظر صاحبه.. انظر من القادم.. إنها شابة مع رجل عجوز
رد صاحبه..
آه .. إنهن بنات اليوم يرفضن الشباب ومن ثم يتزوجن من العجائز الأثرياء"حظوظ" أكيد هذه واحدة منهن، أتت "تجرجر" هذا الرجل العجوز معها كي يكتب ثروته أو نصفها باسمها؟! وما إن وصلنا إلى المكان الذي نريد حتى هب رجلان وقاما باستقبالنا..
-أين أنتما.. لقد انتظرنا طويلا؟
اعتذر والدي عن التأخير.
قال أحدهم هنا استراحة للنساء دعها تجلس بها حتى نطلبها.
جلست..ووجدت نفسي وحيدة لا يوجد بالمكان سواي، هممت بأن ألقي نفسي على أقرب أريكة لأضع التعب جانبا و أنال شيئا من الراحة ولكن ما لبث حتى عاد لي الشعور برهبة المكان.أوه..إذن هذه المحكمة التي أشاهدها بالأفلام ولكن لم يصل إلى مسمعي"مرافعات"..أو صوت القاضي وهو يضرب على الطاولة محاولا تهدئة الحضور بعد أن عمت الضوضاء المكان. نظرت إلى ساعتي.. ياه الساعة الثانية و النصف لقد قضيت أكثر من ساعة ولم يطلبني أحد أو يطل علي..ماذا يفعل هؤلاء، كل هذا من أجل...
لا يهم لقد بدأت الإجازة ومتى ما عدت أضع رأسي على وسادتي و أنا ليس هناك ما يقلقني ولا مسؤوليات تنتظرني لم أفق من استرسالي مع أفكاري إلا على صوت والدي:
هيا.. الشيخ ينتظر.. لقد أنهينا كل الأوراق لم يبق إلا توقيعك !! شعرت بتثاقل بخطواتي وخوف، و ارتجاف بأطرافي، أخذت أتحسس نفسي و أتفقد ردائي ودخلت، تقدم والدي بصحبة الرجلين.
وقفت .. تفصلني مسافة طويلة عن ذلك القابع خلف مكتبه لم أتبين ملامحه، وجه سؤاله لي:
- هل اشتريت قطعة الأرض الواقعة بالمخطط الجنوبي، قطعة رقم"313"؟
- نعم.
- هل دفعت قيمتها مبلغا قدره مائة ألف ريال.
- نعم.
- تفضلي اكتبي اسمك ووقعي.
و أشار بيده علامة الخروج من مكتبه.
خرجنا ولا أدري هل أنا سعيدة لأنني اشتريت قطعة أرض بعد خدمة سبع سنوات استطعت أن أجمع قيمتها لأقول أثمرت سنواتي بشيء بعد أن كنت مسرفة، أم أكون تعيسة لضياع ثلاث ساعات انتظار لم أستفد منها شيئا والزمن المطلوب دقائق من أجل "اشتريت، اكتبي اسمك ووقعي؟!".