المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ادعاء النبوة في تونس ظاهرة فردية



fankosh_007
22-02-2004, 01:13 PM
ادعاء النبوة في تونس ظاهرة فردية جمعت بين الرجل و المرأة

المدار العربي تونسـ يو بي آي:

لم يفلح الحكم بالسجن لمدة ثمانية أعوام الذي صدر مؤخرا ضد رجل تونسي ادّعي النبوة ووصف نفسه بـ المهدي المنتظر من تبديد حالة الاستغراب والذهول في الشارع التونسي منذ الإعلان في أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عن القبض علي هذا الدجال في مدينة صفاقس (270 كلم جنوب تونس العاصمة).
وفي الوقت الذي اعتقد فيه البعض بأن الستار قد أُسدل علي قضية هذا الرجل بمجرد صدور الحكم بسجنه حتي ظهرت معطيات تفيد بان هذه القضية مرشحة للمزيد من التفاعل وان هذا الرجل وعشيقته سيحاكمان قريبا بتهم جنائية جديدة من شأنها رفع مدة محكوميتهما.
وكانت محكمة الجنح بمدينة صفاقس التي نظرت في قضية هذا المتنبي وعشيـــقته قد أصدرت مؤخرا حكما يقــضي بسجــــنه ثمانية أعوام وسجن عشيــقته التي تدعي أنها أم الدنيا ثمانية أعوام وأربعة اشهر.
ومرد استغراب الشارع الذي شغلته قضية الرجل المدعو مصطفي يعود إلي أن الحكم الصادر ضده لا يرتقي إلي مستوي الجرم الذي ارتكبه جنائياً ودينياً علي اعتبار أن الازدراء بالدين يستوجب عقوبة أشد سيما وأن الرجل ذهب إلي حد وضع نصوص جديدة لدينه وإيهام أتباعه بأنه سيجلب الكعبة من مكة إلي مدينة صفاقس التونسية .
وتعود قضية مصطفي الذي استطاع خلال فترة وجيزة غش عدد كبير من الناس واستغلال سذاجتهم والاحتيال عليهم ونهب أموالهم إلي عام 1998 عندما بدأ يزعم أن الرسالة أدركته وأنه المهدي المنتظر وان مدينة صفاقس التونسية هي مدينة مقدسة ولها كعبتها أيضا .
ولم يكتف بذلك بل وضع نصوصاً أطلق عليها اسم آيات وسور وراح يوزعها ويدعو إلي حفظها مقدما في الوقت نفسه عشيقته التي أطلق عليها اسم أم الدنيا علي أنها صاحبة كرامات ويمكنها شفاء المرضي وإعــــادة الشباب للشيب إلي أن وقع في قبضة رجال الأمن قبل شهرين بعد انكشاف أمره لدي عدد من أتباعه الأغنياء الذين احتال عليهم وجمع ثروة طائلة.
ويري العارفون أن تطورات هذه القضية وان كانت غريبة عن المجتمع التونسي بحكم تجاوزها لحدود الظواهر النفسية والاجتماعية لتصل إلي الازدراء بالدين والاحتيال فأنها ليست الأولي ولن تكون الأخيرة لاسيما وان تونس عرفت خلال السنوات الماضية قضايا مماثلة.
وتشير التقارير الإعلامية إلي انه ظهر حالة مماثلة في مدينة جندوبة التونسية (150 كلم غربي تونس العاصمة) خلال صيف العام 2002 حيث اطلق رجل آخر علي نفسه اسم شاكر عليه السلام الذي زعم بدوره انه مبعوث الله للأمة الإسلامية وان مدينة جندوبة هي مدينة المقدسات وفيها كعبة جديدة وجبل مقدس... .
ولم تقتصر ظاهرة ادعاء النبوة في تونس علي الرجال فقط وإنما كان للمــــرأة نصيب فيها حيث برزت قبل ذلك في أحد الأحياء الشعبية بتونس العاصمة امرأة أطلقت علي نفسها اسم زهرة أم الأنبياء عمدت إلي كتابة المواعظ وتوزيعها علي الناس وعلي المسئولين أيضا وصولا إلي الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الأمريكي جورج بوش تبشر فيها بالنبوة الجديدة إلي أن أوقفتــــها السلـــطات الأمنية التي أطلقت سراحها بعد فترة وجــيزة بعد التأكد من أنها تعاني من اضطرا بات نفسية.
وبحسب الذين تابعوا عن قرب مثل هذه الحالات لا تعدو المسألة أن تكون ظاهرة اجتماعية لا يخلو منها أي مجتمع عربي إسلامي أو أوروبي مسيحي باعتبار أن أساسها نفسي بالدرجة الأولي وعادة ما ترتبط بأشخاص يعانون من اضطرا بات متنوعة يكون ادعاء النبوة أحد تجليّاتها.
الظاهرة ليست جديدة فهي تعود إلي قرون ماضية حيث كان يظهر أشخاص يدَّعون النبوة وصولا إلي ما بات يعرف حاليا في أوروبا والغرب عموما بـ الديانات الجديدة التي تجاوزت الحالة الفردية إلي الجماعة المنظمة وأضحت ظاهرة تشغل مراكز القرار السياسي ووسائل الإعلام عل حدٍّ سواء.