moKatel
27-02-2004, 10:21 PM
روى مالك الدار قال : إن عمر بن الخطاب –رضى الله عنه – أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدة(هو ابن الجراح ) ثم تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع .
قال : فذهب بها الغلام فقال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك .
قال :وصله الله ورحمه؛ ثم قال : تعالي يا جارية : اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ؛ وبهذه إلى فلان ؛ وبهذه الخمسة إلى فلان ....... حتى أنفذها .
فرجع الغلام إلى عمر وأخبره ؛ فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال : اذهب بها إلى معاذ بن جبل و تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع .
فذهب بها إليه فقال : : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك فقال : تعالي يا جارية اذهبي إلي بيت فلان بكذا ؛ واذهبي إلى بيت فلان بكذا .
فاطلعت امرأة معاذ فقالت : نحن والله مساكين فأعطنا ؛ ولم يتبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها .فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك ؛ فسر بذلك وقال : إنهم إخوة بعضهم من بعض .(سير أعلام النبلاء 1/456 )
قصص الصحابة ؛ لا ينبغي لنا أن نمر أمام هذه القصص دون تدبر وتوقف ؛ فقصصهم كلها عبر وكلها فوائد لو كنا نعلم ونتدبر .
وهذه قاعدة يجب على المريء المسلم أن يحرص عليها وهي تدبر قصص الصحابة و أن نستخلص منها العبر والعظات التي تفيدنا نحن في زماننا وتساعدنا في إعلاء الهمم وبلوغ القمم .
فمن وفوائد هذه القصة العظيمة : أن القائد يطمأن على دين قواته وجنوده وهذا هو الأهم فإن الدنيا تتبع الدين .
ومن فوائدها أيضا : الدعاء للأمير ومحبته و إقامة علاقة طبية معه ونحن في أشد الحاجة إلى مثل هذه المشاعر الرقيقة التي افتقدناها والله المستعان .
ومن فوائدها : عدم الحرص على الدنيا فهي آتية آتية فها هم تجاهلوها فأتت لهم راغمة حتى بيوتهم ومع هذا لم يحرصوا عليها بل صاروا يوزعونها ويتصدقون بها ولله درهم فهم تربية محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن الفوائد : أن نسر عندما نعلم أن أخانا على دين قويم وعلى صراط مستقيم ولا نحسده بل نحمد الله لنا وله وها هو الفاروق يعلمنا هذا الدرس الجليل فقد قال الراوي : فسر بذلك ؛ وهذا دليل على فرحه بهم وسعادته لما هم عليه من دين و إحسان رضي الله عنهم .
ومن الفوائد : أننا نحرص على أسرتنا و أننا إذا نسينا ذكرونا فمعاذ رضي الله عنه لم يبخل على أسرته ولكنه من حبه للخير كاد أن ينساهم لولا تذكرة امرأته إياه .
ومنها : حسن معاشرة الزوجات لزوجاتهن فها هي امرأة معاذ لم تنهره ولم ترفع صوتها عليه ولم تتسبب في مشكلة ما ولكنها استعطفته وطلبت رقة قلبه عليهم .
وأهم هذه الفوائد : أننا إذا تمسكنا بالسنة وعملنا بما شرعه لنا ربنا وما سنه لنا رسولنا سنكون إخوة على هيئة واحدة و على سلوك واحد ؛ وهذا هو توحيد الهوية الإسلامية أننا جميعا نكون معصما واحدا ؛ ويعاضد بعضنا بعضا .
وإذن لما افتقرنا إلى غيرنا وما عشنا في لحظة من اللحظات في ظلمات الوحدة لأننا سنجد من هم على دربنا ومنهجنا ومن هم إخوة لنا ونحن إخوة لهم .
ومن فوائدها : أن نعلم عظمة هؤلاء الصحابة و أن نحترمهم فهم خير مثال لتطبيق الدين والشريعة والسنة .
ومن جملة احترامهم أن نكف اللسان عن ما وقع بينهم من خلاف و أن نعلم أن كلهم مجتهدون من أصاب منهم فله أجران و من أخطأ فله أجر واحد .
وختاما وددت أن أنهي هذه الكلمات بكلام نفيس للإمام العلامة ابن القيم رحمه الله من قصيدته الميمية يقول :
إذا طَلَعَتْ شَمْسُ النهارِ فإنها * أمارةُ تسليمي عليكم فَسَلِموا
سلامٌ من الرحمنِ في كلِ ساعةٍ * وروْحٌ وريْحانٌ وفَضْلٌ وأنْعُمُ
على الصَحْبِ والإخوانِ والوِلدِ والأُلى * دعوْهم بإحسانٍ فجادوا وأنعموا .
وسائِرِ من لِلسنةِ المحضة اقتفي * وما زَاغَ عنها فهو حقٌ مُقَدَّمُ
أولئِكَ أتباعُ النبي وحِزْبُهُ * ولولاهمُ ما كان في الأرضِ مُسلِمُ
ولولاهُمُ كادت تميدُ بأهلِها * ولكِنْ رواسيْها و أوتادها هُمُ
ولولاهُمُ كانت ظلامًا بأهلِها * ولكِنْ هُمُ فيها بُدُورٌ وأنجُمُ
وقال رحمه الله :
فيا مُحسِنا بلغْ سلامي وقل لهم : * مُحِبُكُمُ يدعو لكم ويُسَلِمُ
ويا لائمي في حُبِّهم وولائِهم * تأمَّل – هداك اللهُ- من هو ألومُ ؟
بأي دليلٍ ؟ أم بأيَّةِ حُجَّةٍ * ترى حُبَهم عَارًا علَىَّ وتَنْقِمُ ؟
و ما العَارُ إلا بُغْضُهُم واجتنابُهُم * وحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عَارٌ ومأثَمُ .
رضي الله عن الصحابة وجمعنا بهم في جناته و رحم الله الإمام ابن القيم وأستاذه وعفا عنهم .
وكما قال :
أُعَلِلُ نفسي بالتَّلاقي وقربِه * وَأُوهِمُها لكِنْها تَتَوَهَّمُ .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قال : فذهب بها الغلام فقال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك .
قال :وصله الله ورحمه؛ ثم قال : تعالي يا جارية : اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ؛ وبهذه إلى فلان ؛ وبهذه الخمسة إلى فلان ....... حتى أنفذها .
فرجع الغلام إلى عمر وأخبره ؛ فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال : اذهب بها إلى معاذ بن جبل و تله ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع .
فذهب بها إليه فقال : : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجاتك فقال : تعالي يا جارية اذهبي إلي بيت فلان بكذا ؛ واذهبي إلى بيت فلان بكذا .
فاطلعت امرأة معاذ فقالت : نحن والله مساكين فأعطنا ؛ ولم يتبق في الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها .فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك ؛ فسر بذلك وقال : إنهم إخوة بعضهم من بعض .(سير أعلام النبلاء 1/456 )
قصص الصحابة ؛ لا ينبغي لنا أن نمر أمام هذه القصص دون تدبر وتوقف ؛ فقصصهم كلها عبر وكلها فوائد لو كنا نعلم ونتدبر .
وهذه قاعدة يجب على المريء المسلم أن يحرص عليها وهي تدبر قصص الصحابة و أن نستخلص منها العبر والعظات التي تفيدنا نحن في زماننا وتساعدنا في إعلاء الهمم وبلوغ القمم .
فمن وفوائد هذه القصة العظيمة : أن القائد يطمأن على دين قواته وجنوده وهذا هو الأهم فإن الدنيا تتبع الدين .
ومن فوائدها أيضا : الدعاء للأمير ومحبته و إقامة علاقة طبية معه ونحن في أشد الحاجة إلى مثل هذه المشاعر الرقيقة التي افتقدناها والله المستعان .
ومن فوائدها : عدم الحرص على الدنيا فهي آتية آتية فها هم تجاهلوها فأتت لهم راغمة حتى بيوتهم ومع هذا لم يحرصوا عليها بل صاروا يوزعونها ويتصدقون بها ولله درهم فهم تربية محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن الفوائد : أن نسر عندما نعلم أن أخانا على دين قويم وعلى صراط مستقيم ولا نحسده بل نحمد الله لنا وله وها هو الفاروق يعلمنا هذا الدرس الجليل فقد قال الراوي : فسر بذلك ؛ وهذا دليل على فرحه بهم وسعادته لما هم عليه من دين و إحسان رضي الله عنهم .
ومن الفوائد : أننا نحرص على أسرتنا و أننا إذا نسينا ذكرونا فمعاذ رضي الله عنه لم يبخل على أسرته ولكنه من حبه للخير كاد أن ينساهم لولا تذكرة امرأته إياه .
ومنها : حسن معاشرة الزوجات لزوجاتهن فها هي امرأة معاذ لم تنهره ولم ترفع صوتها عليه ولم تتسبب في مشكلة ما ولكنها استعطفته وطلبت رقة قلبه عليهم .
وأهم هذه الفوائد : أننا إذا تمسكنا بالسنة وعملنا بما شرعه لنا ربنا وما سنه لنا رسولنا سنكون إخوة على هيئة واحدة و على سلوك واحد ؛ وهذا هو توحيد الهوية الإسلامية أننا جميعا نكون معصما واحدا ؛ ويعاضد بعضنا بعضا .
وإذن لما افتقرنا إلى غيرنا وما عشنا في لحظة من اللحظات في ظلمات الوحدة لأننا سنجد من هم على دربنا ومنهجنا ومن هم إخوة لنا ونحن إخوة لهم .
ومن فوائدها : أن نعلم عظمة هؤلاء الصحابة و أن نحترمهم فهم خير مثال لتطبيق الدين والشريعة والسنة .
ومن جملة احترامهم أن نكف اللسان عن ما وقع بينهم من خلاف و أن نعلم أن كلهم مجتهدون من أصاب منهم فله أجران و من أخطأ فله أجر واحد .
وختاما وددت أن أنهي هذه الكلمات بكلام نفيس للإمام العلامة ابن القيم رحمه الله من قصيدته الميمية يقول :
إذا طَلَعَتْ شَمْسُ النهارِ فإنها * أمارةُ تسليمي عليكم فَسَلِموا
سلامٌ من الرحمنِ في كلِ ساعةٍ * وروْحٌ وريْحانٌ وفَضْلٌ وأنْعُمُ
على الصَحْبِ والإخوانِ والوِلدِ والأُلى * دعوْهم بإحسانٍ فجادوا وأنعموا .
وسائِرِ من لِلسنةِ المحضة اقتفي * وما زَاغَ عنها فهو حقٌ مُقَدَّمُ
أولئِكَ أتباعُ النبي وحِزْبُهُ * ولولاهمُ ما كان في الأرضِ مُسلِمُ
ولولاهُمُ كادت تميدُ بأهلِها * ولكِنْ رواسيْها و أوتادها هُمُ
ولولاهُمُ كانت ظلامًا بأهلِها * ولكِنْ هُمُ فيها بُدُورٌ وأنجُمُ
وقال رحمه الله :
فيا مُحسِنا بلغْ سلامي وقل لهم : * مُحِبُكُمُ يدعو لكم ويُسَلِمُ
ويا لائمي في حُبِّهم وولائِهم * تأمَّل – هداك اللهُ- من هو ألومُ ؟
بأي دليلٍ ؟ أم بأيَّةِ حُجَّةٍ * ترى حُبَهم عَارًا علَىَّ وتَنْقِمُ ؟
و ما العَارُ إلا بُغْضُهُم واجتنابُهُم * وحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عَارٌ ومأثَمُ .
رضي الله عن الصحابة وجمعنا بهم في جناته و رحم الله الإمام ابن القيم وأستاذه وعفا عنهم .
وكما قال :
أُعَلِلُ نفسي بالتَّلاقي وقربِه * وَأُوهِمُها لكِنْها تَتَوَهَّمُ .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .