المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فــــتــــاوى الــعـــدد الأول (للمجلة)



*Bo_Sh6ap
28-02-2004, 10:31 AM
مجلة المنتدى الإسلامي
العدد:1
التاريخ:28-2-2004م


بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في كل عدد إن شاء الله .. سيتم أختيار فتاوى متنوعة لشيوخ وعلماء الإسلام ,,


أخترنا لكم ..


س: يحــدث في بعـض البـــلاد أن يقــوم شخـــص في جمع النــاس بعمـل استعراضات مثيرة كأن يدخل سيفا أو سكينا في بطنه دون أن يتأثر وغير ذلك من الحركات التي لا تصدق في حياة الناس العادية، فما حكـم الشـرع في مثل هذه الأعمال ؟

ج: هذا مشعوذ و كذاب و دجال و عمله هذا من السحر التخييلي فـهو مــن جنس ما ذكره الله عن سحرة فرعون في قولـه تعالــى : ( فــاذا حبالــهم و عصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعى ) . و في قوله تعالى : ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس و استرهبوهم ) . و هؤلاء يستعملون ما يسمـى بالقمرة و هي التخييل للناس خلاف الحقيقة … أو يعملون شيئا من الحيـل الخفية التي تظهر للناس أنها حقيقة وهي كذب بان يظهر للناس أنه يطعن نفسه أو أنه يقتل شخصا ثم يرده كما كان . و فـي واقـع الأمر لـم يحصــل شيء من ذلك أو يظهر أنه يدخل النار و لا تضره و هو لم يدخلها ، وانما عمل حيلة خفية ظنها الناس حقيقة.. و لا يجوز السماح لهؤلاء بمزاولة هذا الباطل و التدجيل على المسلمين بحيلهـم الباطلـة لأن هذا يؤثر على العوام . و كان عند بعض الأمراء من بني أمية رجل يلعب فذبح انسانا و أبان رأسه ثم أحياه فعجب الحاضرون فجاء جندب الخير الأزدي رضى الله عنه فقتلـه و قال : ان كان صادقا فليحي نفسه .. و لايجوز للمسلم أن يحضر هذا الدجل و الشعوذة أو يصدق بها ، بل يجـب انكار ذلك و يجب على ولاة المسلمين منعه و التنكيل بمن يفعله و لو سمـي لعبا و فنا فالأسماء لا تغير الحقائـق و لا تبيح الحـرام . و مثلـه الذي يجـذب السيارة بشعره أو ينام تحت كفرات السيارة و هــي تمشـي أو غيـر ذلك مـن أنواع التدجيل .


------------------------------



ما رأي سماحتكم في رفع الأيدي للدعاء بعد الصلاة؟ وهل هناك فرق بين صلاة الفريضة والنافلة ؟


الجواب: حكم المرور بين يدي المصلى أو بينة وبين السترة التحريم لقول النبي- صلى الله عليه وسلم- " لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمّر بين يدي المصلي " متفق عليه.
وهو يقطع الصلاة ويبطلها إذا كان المار امرأة بالغة أو حمارًا أو كلبًا أسودَ.
أما إن كان المار غير هذه الثلاث فإنه لا يقطع الصلاة. ولكن ينقص ثوابها لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "يقطع صلاة المرء المسلم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل: المرأة والحمار والكلب الأسود" خرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر- رضي الله عنه-.
وخرج مثله من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- لكنه لم يقيد الكلب بالأسود والمطلق محمول على المقيد عند أهل العلم.
أما المسجد الحرام فلا يحرم فيه المرور بين يدي المصلي ولا يقطع الصلاة فيه شيء من الثلاث المذكورة ولا غيرها. لكونه مظنة الزحام ويشق فيه التحرز من المرور بين يدي المصلي وقد ورد بذلك حديث صريح فيه ضعف ولكنه ينجبر بما ورد في ذلك من الآثار عن ابن الزبير وغيره وبكونه مظنة الزحام ومشقة التحرز من المار كما تقدم في المعنى المسجد النبويّ وغيره من المساجد إذا اشتد فيها الزحام وصعب التحرز من المار لقوله عز وجل: ( فاتقوا الله ما استطعتم ) سورة التغابن، الآية: 16،. وقوله تعالى: ( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ) سورة البقرة، الآية: 286. وقول النبي- صلى الله عليه وسلم: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعم " متفق على صحته.

رفع الأيدي في الدعاء سنة ومن أسباب الإجابة لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً" أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث سلمان الفارسي. وقوله- صلى الله عليه وسلم: "إن الله - تعالى- طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما آمر به المرسلين فقال- سبحانه-: ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون )سورة البقرة، الآية 172. وقال- عز وجل-: ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليم ) .سورة المؤمنون، الآية: 51.

ثم ذكر الرجل يطل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يارب. يارب ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟! ". رواه مسلم.
لكن لا يشرع رفعهما في المواضع التي وجدت في عهد النبي.- صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع فيها كأدبار الصلوات الخمس وبين السجدتين وقبل التسليم من الصلاة وحين خطبة الجمعة والعيدين؟ لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يرفع في هذه المواضع. وهو- عليه الصلاة والسلام- الأسوة الحسنة فيما يأتي ويذر لكن إذا استسقى في خطبة الجمعة أو خطبة العيدين شرع له رفع اليدين كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم.
أما الصلاة النافلة فلا أعلم مانعًا من رفع اليدين بعدها في الدعاء عملاً بعموم الأدلة لكنّ الأفضل عدم المواظبة على ذلك؟ لأن ذلك لم يثبت فعله عن النبي - صلى الله عليه وسلم- ولو فعله بعد كل نافلةٍ لنُقل ذلك عنه؟ لأن الصحابة- رضي الله عنهم- قد نقلوا أقواله وأفعاله في سفره وإقامته. وسائر أحواله- صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهم جميعاً.
أما الحديث المشهور أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "الصلاة تضرعُ وتخشع وأن تقـنع أي أن ترفع يديك تقول يارب يارب " فهو حديث ضعيف، كما أوضح ذلك الحافظ ابن رجب وغيره. والله ولى التوفيق.




-----------------------

وجزاكم الله خير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته