مشاهدة النسخة كاملة : أروع القصص (سلسلة حلقات سلمان) السرد
حذيفة بن اليمان
07-03-2004, 06:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني اخواتي الاعزاء سوف اقوم بإذن الله بسرد قصة أحد الصحابه ألأطهار رضي الله عنهم .
على شكل سلسلة حلقات وسوف احاول قدر المستطاع وحسب سرعة نقل الموضوع من الكتاب الى المنتدى أن يكون الربط
بين الحلقات واضح جدآ وذلك لان لا يضيع من يتابع الموضوع أو يتملل.
هذا وأرجو منكم الدعاء وسوف نبداء إن شاء الله هذا اليوم .
فانتظرو أروع القصص .
التي يجهلها الكثير منا للأسف.
وسوف تكون بإذن الله
عن الصحابي المغترب والباحث عن الدين الحق
سلمان الفارسي
قريبآ جدآ
أرجو من الجميع أذا احبو ألرد أو التعليق
الذهاب الى موضوع الردود والتعليقات لعدم تشتيت القاريء لهذا الموضوع
وترك صفحة السرد لتتابع الحلقات
حذيفة بن اليمان
07-03-2004, 01:25 PM
(1)
كان سلمان غلامآ طويل القامة ممتليء الجسم قوي العضلات سليم الفطرة كبير العقل قوي الذاكرة تفوق على سائر أقرانه في مدينة [ أصفهان ] التي كان أهلها يقولون عنها أنها نصف الدنيا
ولقد عجب أهالي {جي} من دهقانهم {بوذخشان} والدهقان هو شيخ القريه فقد كان رجلآ واسع الغنى يتحلى بسائر صفات الزعيم الكبير وكان يتمنى أن يُرزق الولد الذي يرثه ماله ومواهبه وزعامته إلا أنه رغم تكرار زواجه لم ينجب الولد.
ثم إنه سعى الى مدينة {رامهُرمز} وهناك اتصلت حباله بحبال امرأة أرملة ثريه فأعجب بها وهي كذلك وتزوجها وقدم بها وبطفلها الصغير {سلمان} الى بلدته {جي} ولقد أحب الدهقان هذا الطفل حبآ عظيمآ حتى كأنه هو الذي أنجبه فرعاه رعاية عظيمة ونشأ هو ولا يحسب الدهقان الى أبوه وصار يناديه كما ينادي الابن اباه ووجد {بوذخشان} به العوض عما فاته من الولد فسكنت نفسه وذهبت أحزانه واطمأن الى أنه قد وجد من يرثه ويكون امتدادآ له .
..... حرص الدهقان على هذا الولد الذي ساقته إليه المقادير حرصآ عظيمآ فجعل يحوطه ويرعاه ويكرمه ولا يدعه يخرج من البيت إلا قليلآ وإن خرج أرسل وراءه من يحميه حتى يعود إليه وأحب أن يشغل له عقله الكبير وذهنه الوقاد فلم يجد خيرآ من أن يوجهه لدراسة طقوس {المجوسيه } دين ألأعاجم ... وأقبل الغلام النبيه على المجوسيه يقرأ تعاليمها بشغف عظيم حتى فقهها واتجه بكل طاقته نحو {النار}التي ترمز للمعبود ألأعظم للمجوس وهو
{إلَه النار}حتى صار القيم ألأول على بيتها في بلدته {جي }
فكان لا يدعها تخبو ساعة من ليل ولا نهار وكان يلقي إليها بخشب الصندل والبخور ويسعد لتلك الروائح الذكيه وهي تفوح منها ويُسر بمنظر لهبها ألأحمر الجميل الذي كان يرى فيه رمز الضياء والصفاء.
حذيفة بن اليمان
07-03-2004, 03:06 PM
ــ 2 ــ
سعد سلمان باديْ ألأمر بوظيفته الرفيعه التي أصبح يشغلها وهو لا يزال بعد غلامآ فقد كان يتمناها كل إنسان في بلدته واعتقد هو أنه يقوم بعمل يرضي ألإله عنه ويرتفع به قدره عنده وأذهبت هذه الوظيفه أيضآ كثيرآ من أحزانه التي أصابته بسبب موت والدته المفاجيء وخففت كثيرآ من وقع هذه الفاجعه على قلبه الغض .
وكانت تستولي عليه نشوة غامرة من السرور حينما يفد إليه أهل القريه صباح مساء فيقفون أمام النار صامتين لمدة يسيرة ثم ينصرفون وكذلك حينما كان يأتيه الحجيج من بلاد بعيدة ومعهم الهدايا من الخشب النفيس والبخور والأموال والتحف يقدمونها للنار المقدسه ويأتمنونه عليها ولا تسل عن سعادته العظيمه حينما كان يتسلم بين الحين والحين هدايا الملك الكبير {شاهنشاه} راعي المجوسيه ألأكبر.
بيد أنه لم يمض على سلمان إلا سنوات قليله حتى شعر أن نفسه قد عزفت عن هذا الدين الذي عليه قومه ومل حياته الرتيبه ومل هؤلاء الناس الذين يعيش معهم فقد كان لا يعرف من الدنيا سوى بيته وبيت النار القريب من بيته وليس له صحب وهو الشاب النابغ سوى أولئك الشيوخ الذين كانوا يعتكفون بجانب النار المقدسه يقضون ماتبقى من أعمارهم وكان هؤلاء يلتزمون الصمت ويؤثرونه فلا مجال لحديث يجربه معهم ولا مجال لمحاورة ونقاش في تلك الشكوك التي بدأت تثور في نفسه حول هذا الدين الذي هم عليه وحول اعتكافه هو إياهم فيما يحسبونه طاعة وتقربآ من ألإله.
........ وهكذا تبدلت نظرة سلمان الى دينه وتلاشى السرور الذي وجده باديء ألأمر واصبح في حيرة من أمره لا يدري ماذا يصنع !!
أما أ[وه الدهقان فقد تاه فخرآ على أهل قريته وأعجبه انصراف ابنه لخدمة النار وشغفه بها وانصرافه هو لشئون الزراعة وإدارة شئون القريه واعتقد أنه قد حاز المجد من أطرافه فهو رئيس القرية وكبير أغنيائها وابنه قيم النار وعالم المجوسيه !!! ..............
ــ 3 ــ
شغل الدهقان ذات يوم ببناءٍ له عن الخروج إلى ضيعته القريبه من { جي } فدعا إليه إبنه سلمان وطلب منه أن يذهب إلى الضيعة فيشرف على شؤونها وفرح سلمان بطلب والده أشد الفرح فقد كان يتمناه فهو يريد أن يغادر بيت النار الذي سئمه ويبتعد عن أولئك الرجال الذين عافتهم نفسه وأسرع فامتطى جواد والده الذي أوصاه قائلآ : لا تتأخر علي يابني وعُد إلي سريعآ فلست أصبر على فراقك ثم شيعه بنظرات الحب والحنان ألى أن غاب عن ناظريه.
سار سلمان والسرور يملأ قلبه فقد شعر وكأنما خرج من سجن طال فيه مكثه أو كأنما أبل من مرض قد لزمة
وتجاوز أطراف القريه ثم سلك طريقآ في سفح جبل تكسوه ألأشجلر الجميله كان قد سلكه بضع مرات بصحبة والده وأهوى سلمان بسوطه على جواده يريد أن يسرع ليصل إلى ضيعة والده فيستمتع بجناتها ومياهها ويقضي
فيها هذه الفرصة النادرة التي حصل عليها .
وبينا هو هو في سيره إذا به يمر بجانب بناء لا يشبه في طرازه أبنية أهل جي فلفت ذلك نظره فاقترب منه فإذا به يسمع أصواتآ جميله تنبعث منه وترانيم رائعه تنساب إلى القلب انسيابآ فتوقف عن سيره ليعرف حقيقة ما في هذا البناء الذي لم يلفت نظره من قبل وربط جواده في ضل شجرة قريبه ثم دخل في ممر ضيق قد سقف ثم أفضى إلى قاعة واسعة مرتفعة السقف ذات نوافذ علويه وسفليه وإذا فيها عدد من الرجال المسنين يلبسون المسوح السوداء قد طالت لحاهم وغطوا رؤوسهم بالقلانس وإذا بهم وكأن الروح قد خرجت منهم لكثرة اجتهادهم في عبادتهم وقد اتجهو جميعآ الى بلاد الشام بينما كبيرهم ورئيسهم لهم وجهه.
..... دهش سلمان لهذا المنظر فجلس خلف أولئك الرجال يستمع لترانيمهم ولم يعبأوا هم به بل تابعوا تلاوتهم بأصواتهم العذبة وجعلوا يتناوبون القراءة حتى إذا أتموا نسكهم قام إليه واحد منهم فسأله عن حاله فأخبره سلمان فأمسك بيده وجاء به إلى رئيسهم وقال له : سيدي هذا الغلام هو ابن دهقان {جي } دخل علينا فأعجبه حالنا وهو يريد معرفة ما نحن عليه.
..... جلس سلمان بين يدي كبير الرهبان فأخذته هيبته وتكلم الشيخ الجليل فزادت هيبته في قلب الغلام واتجه الى سلمان قائلآ:
ياغلام إن لك ربآ وإن لك معادآ وإن بين يديك جنة أو نارآ إليها تصير.
وإن هؤلاء الذين يعبدون النار أهل كفر وضلاله ليسوا على دين !!
ودهش سلمان للذي سمعه ونفذت كلمات الشيخ الى قلبه وسأل كبير الرهبان ببراءة :
وهل لنا رب سوى النار؟
فأجابه:
ربنا هو خالق الأرض والسماء وخالق النار والماء وخالق الجبال والاشجار وخالق جميع البشر وهو على كل شيء وكيل أما هذه النار فنحن نشعلها ونحن نطفئها فكيف نعبدها ؟
وسكت سلمان ولم يستطع أن يرد على الراهب شيئآ بل لقد أقنعه كلامه ..... بيد أن ذهنه بقي مشغولآ بما سمع من الراهب عن الجنة والنار.
فسأله قائلآ:
هذه الجنة والنار من أخبركم عنهما؟
فأجاب الشيخ الكبير:
أنبياء الله ورسله.
وقال سلمان :
ومن أنبياء الله ورسله ؟
أجاب الشيخ:
هم بشر من الناس اصطفاهم الله وأكرمهم وأنزل عليهم كلامه وأمرهم أن يدعو الناس إلى دين الله ويبلغوهم كلامة.
ثم ذكر له من مضى من ألأنبياء والرسل حتى خلص إلى عيسى فقال:
ثم بعث الله عيسى رسولآ وسخر له ماكان يفعل من إحياء الموتى وابراء الأكمه وألأبرص .... وكفر به قوم واتبعه قوم وإنما كان عبد الله ورسوله ابتلى به خلقه وما ترك الناس حتى بشرهم برسول عظيم يأتي من بعده ونحن في إنتظاره.
وفتح الراهب النصراني الصالح سلمان على الهدايه فأشرقت فيه ونورت جوانبه وأيقن أن هذا الدين خير من دين قومه وأعلى شأنآ فأعلن أمام الرهبان جميعآ أنه ترك دينه القديم وأنه على دينهم وهو يشهد أن الله إله واحد لاشريك له وأن كل ما عداه مخلوقات له وعبيد خاضعون لجلاله وانه يؤمن بألأخرة وما فيها من جنة ونار!
وفرح الرهبان أشد الفرح لدخول سلمان في دينهم وظهر منهم سرور بالغ فازداد اعتقاد سلمان بصدقهم وإخلاصهم وأقبل عليه كبيرهم يقول له :
ولكن ياسلمان أوصيك بألا تجهر بدينك في قومك فإن ذلك يؤذيك ويؤذينا.
فقال سلمان :
وكيف ياسيدي ونحن على الحق وهم على الباطل!
وأجاب الراهب :
إنهم يرون العكس....... إن الكفر أبدآ عدو للإيمان فخفف عنا وعنك ولا تحملنا من ألأمر ما لا نطيق فنحن إنما هاجرنا إلى بلادكم فرارآ بديننا من قومنا الذين غيروا وبدلوا.
وقال سلمان :
من أين أنتم ياسيدي وأين أصل هذا الدين ؟
فأجابه الراهب:
نحن من بلاد الشام وهي أصل ديننا ولكن ......
ولم يتم الراهب كلامه . وسكت سلمان ولم يُرد أن يحمله على كلام لا يريده.
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .