المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية هجمة دبلوماسية أميركية مصرية لتنفيذ خطة إخلاء غزة



ابو فيصل احمد
11-03-2004, 05:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

تسارعت الاتصالات أمس لاخراج خطة اخلاء قطاع غزة إلى حيز التنفيذ بلقاء سري لتنسيق هذا الانسحاب بين ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي وعمر سليمان مدير المخابرات المصرية قبل لقاء الأخير مع الرئيس ياسر عرفات الذي أكد أن السلطة قادرة على تولي الأمور بغزة في حين نفى أحمد قريع رئيس الوزراء الفلسطيني التقارير التي تحدثت عن اجتماعه مع شارون يوم الثلاثاء المقبل مؤكداً انه لا يوجد موعد نهائي بعد.



وبعد أن قام شارون بجولة استفزازية في منطقة بناء الجدار العنصري بالقدس قال مصدر إسرائيلي كبير ان شارون أصدر تعليمات باختصار 170 كيلومتراً من مسار الجدار في الضفة، في حين واصل جيش الاحتلال ممارساته القمعية التي تسببت في استشهاد رضيع في خانيونس وفتى في بيت لحم إضافة إلى اغتيال خمسة مقاومين ينتمون لكتائب شهداء الاقصى بدم بارد في جنين اعتبرها عرفات مذبحة جديدة وسط ترويج الصهاينة لاحباط هجوم بطائرة مفخخة على أهداف اسرائيلية بتمويل من حزب الله اللبناني.


وتكثفت الاتصالات امس لترجمة خطة شارون الخاصة باخلاء قطاع غزة الى خطوات عملية حيث توجه مبعوثون اميركيون امس الى المنطقة لبحثها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بعد تصريحات لكولن باول وزير الخارجية الاميركي الليلة قبل الماضية حول ضرورة تنسيق الانسحاب مع الفلسطينيين.


وكان عمر سليمان مدير المخابرات المصرية اجتمع سراً الليلة قبل الماضية مع شارون في مزرعة الاخير وبحث معه تنسيق خطة الانسحاب هذه وذلك قبل ان ينتقل سليمان امس الى رام الله للقاء عرفات الذي قالت الصحف العبرية انه مستعد للمشاركة في هذه الجهود شرط السماح له بحرية التنقل بين الضفة والقطاع. وطالب عرفات بان يكون الانسحاب من غزة في اطار تطبيق خريطة الطريق.


وقال عرفات للصحافيين ردا على سؤال حول امكانيات السلطة لتولي الامور في غزة في حال انسحبت اسرائيل «طبعا نحن مستعدون دائما لتولي مسئولياتنا على كافة المستويات». واضاف عرفات في مقره حيث يحاصره الجيش الاسرائيلي، «اقمنا نظاما قويا ورائعا في بيت لحم (بالضفة الغربية) ولكنهم عادوا (الاسرائيليون) واحتلوها».


وفي هذا الاطار اعلن نافذ عزام امس القيادي في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية موقفاً مخالفاً لموقف حركة حماس بقوله ان حركته لن تشارك في ادارة القطاع بعد الانسحاب الاسرائيلي وان السلطة الفلسطينية وحدها المخولة بهذه المهمة. ورفضت مصر مجددا القيام بدور امنى فى قطاع غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلى من القطاع.


ونسب راديو اسرائيل امس هذا الرفض الى القائم بالاعمال المصرى فى اسرائيل طارق القونى مكررا مقولة الرئيس المصرى محمد حسنى مبارك بان «مثل هذا الاقتراح شرك اسرائيلى قد يجرنا الى مواجهة مع الفلسطينيين او الاسرائيليين»، واستدرك قائلا ان مصر مستعدة لاتخاذ اجراءات لتوفير الامن على الحدود ومساعدة ودعم الفلسطينيين فى تحمل مسئولياتهم بعد الانسحاب.


على صعيد متصل قام رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بجولة استفزازية بمنطقة البناء الخاصة بالجدار العنصرى حول مدينة القدس المحتلة يرافقه عدد من كبار ضباط جيش الاحتلال حيث تجول بعدد من الاحياء بمدينة القدس.. واطلع على مساره بجنوبها الشرقى قرب العيزرية وأبوديس وشمالها الغربى.


وجاءت جولة شارون الاستفزازية فى الوقت الذى واصل فيه الفلسطينيون ببلدة بيت دقو شمال غرب القدس احتجاجاتهم على أعمال التجريف والتدمير المتواصلة فى أراضيهم لصالح بناء الجدار.


وعلى صعيد آخر نفى أحمد قريع انه سيلتقي بشارون يوم الثلاثاء وقال للصحفيين في اوسلو انه لم يتم تحديد موعد محدد، وجاءت تصريحات قريع بعد اعلان فرانكو فرايتني وزير الخارجية الإيطالي للصحافيين عقب لقائه أمس في القاهرة حسني مبارك الرئيس المصري أن «الرئيس مبارك تمكن من اقناع شارون واحمد قريع بأن يجتمعا في 16 مارس. واعربت للرئيس مبارك عن تقدير ايطاليا».


لكن رعنان غيسين مستشار شارون قال لوكالة اسيوشيتدبرس امس «هناك نقاشات حول عقد اللقاء في هذا الموعد لكن لاشيء مؤكداً». كذلك قال مسئول فلسطيني ان وفداً فلسطينيا من حسن أبو لبدة مدير مكتب قريع وصائب عريقات وزير شئون المفاوضات سيلتقي دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون الاحد المقبل وان تمخض هذا اللقاء الذي وصفه بالحاسم عن اتفاق فستعقد القمة الثلاثاء والا فإنه سيصار إلى عقد اجتماع تحضيري آخر.


وفي هذه الاثناء يتواصل العدوان الصهيوني ضد القطاع حيث استشهد الرضيع حسام النجار الذي يبلغ من العمر شهراً واحداً حين اعاق الجنود على حاجز التفاح عبور سيارة الاسعاف التي كانت تنقله الى مستشفى خانيونس. كما اغتال جنود الاحتلال فتى فلسطينياً بعد اطلاقهم النار على فتية رشقوهم بالحجارة في مخيم العروب جنوب بيت لحم.


كما جدد جيش الصهاينة اجتياح مخيم رفح أمس وقصف احيائه ما أدى لتدمير بعض المنازل واصابة ثلاثة بينهم امرأة حامل. الى ذلك روجت اجهزة الامن الاسرائيلية امس لنجاحها في احباط هجوم على أهداف داخل الدولة العبرية انطلاقاً من القطاع باستخدام طائرة صغيرة.


وقالت انها اعتقلت الفلسطيني شادي أبو الحزين (22 عاما) والذي اتهمته ببناء طائرة صغيرة طيلة عام وتفخيخها بالمتفجرات بهدف تفجيرها عن بعد في أهداف اسرائيلية. وزعمت هذه الأجهزة ان شادي ينتمي لخلية يمولها حزب الله اللبناني.


وواصل جيش الاحتلال عمليات تصفيته المنهجية للمقاومة حيث اغتال بعد ظهر أمس 5 مقاومين ينتمون لكتائب شهداء الأقصى في جنين، هم عامر الغول (20 عاما) وايمن سباعنة (23 عاما)، ومحمد خير الله (25 عاما) وايهاب ابو جعفر (24 عاما) وباسم المهدي (15 عاما)، وتم نقل جثامينهم الطاهرة إلى حاجز عسكري عند مدخل جنين إلى فرق الاسعاف الفلسطينية.


واعتبر الرئيس عرفات ماحدث مذبحة جديدة ضمن سلسلة الجرائم التي تنفذها اسرائيل. وفي وقت لاحق قال زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية في تصريح هاتفي لقناة الجزيرة الاخبارية بأن الخمسة كانوا في «مهمة عسكرية» للكتائب، مهددا إسرائيل «برد قاس» على مقتلهم.


وأشار الزبيدي إلى أن «الحرب مفتوحة مع العدو الصهيوني وسيكون ردنا داخل العمق الاسرائيلي .. سننقل المعركة داخل أراضي عام 48». وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية في روايتها للحادث بأن الجنود كانوا يحاولون اعتقال نشطاء مطلوبين في جنين عندما اقترب أربعة أشخاص «مريبين» منهم حاملين بنادق نصف آلية فيما بدا بأنهم كانوا في طريقهم إلى تنفيذ هجوم في مستوطنة قديم الاسرائيلية القريبة.


وأشارت المصادر إلى أن الفلسطينيين الاربعة سحبوا أسلحتهم لكن الجنود الاسرائيليين فتحوا النار عليهم قبل أن يتمكن الفلسطينيون من الضغط على زناد أسلحتهم