ابو فيصل احمد
11-03-2004, 05:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
مصادر أميركية: العرب يمكنهم هز أميركا وإسرائيل إذا دعوا بوش وشارون إلى قمة تونس لبحث مبادرة السلام
قالت إنه لا يوجد حلفاء لسورية في واشنطن ودمشق تريد التخلص من هذا الوضع «بمبادرات نصفية»
لندن: هدى الحسيني
قالت مصادر في الادارة الاميركية، مطلعة عن كثب على المبادرات الدولية والعربية على الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، ان العرب يمكنهم ان «يهزوا» النظام في الولايات المتحدة واسرائيل. اذا وجهوا دعوة الى الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لحضور مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في نهاية الشهر في تونس، من اجل ان يتباحث الجميع في مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي اقرتها القمة العربية في بيروت. واضافت المصادر ان مبادرة الأمير عبد الله تبنتها كل الدول العربية لانها تهتم بحل المشكلة، «وهناك مصلحة لكل دولة عربية لايجاد حل لمشكلة هذا الصراع من اجل الانطلاق». واضافت قائلة «اذا نظرنا الى الامة العربية ككل فهي تريد القتال، انما اذا اخذنا كل دولة بمفردها، فكل واحدة تريد السلام».
وقالت المصادر انه بعد الرسالة التي كانت السعودية وجهتها في شهر آب (اغسطس) 2001 الى الرئيس بوش، وبعد اللقاء الصريح الذي جرى بين الرئيس الاميركي وولي العهد السعودي في مزرعة الاول في كروفورد فوجئ مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بقوة الموقف السعودي وشعروا هناك بأن العرب لديهم وعي واحساس عميق بشرعية معارضتهم للسياسة الاميركية والغرب بشكل عام» انهم يبدأون بقوة ويكون لهم تأثير «لكن نفسهم قصير فيتراجعون».
وردا على ابعاد وصف بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بانه رجل سلام، اعترفت المصادر الاميركية بان الرئيس الاميركي تعرض لسخرية في العالم العربي لكنه كان «يود ان يكون شارون على قدر المسؤولية»، واضافت ان العلاقة بين الاثنين اكثر تعقيدا مما يتصوره كثيرون، وحتى الآن لم يحدد البيت الابيض موعدا لزيارة شارون، وقالت ان العلاقة السيئة تعود الى اليوم الذي تلا هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، حيث رأى بوش انها ازمة اميركية وعلى اسرائيل ان تدرك ذلك خصوصا ان الادارة الاميركية كانت تتطلع الى دعم العرب قبل ذهابها عسكريا الى افغانستان. غير ان شارون اصر على عدم اخذ الازمة الاميركية بالاعتبار ورفض تهدئة الاجواء مع الفلسطينيين والعرب. وعن موقف بوش من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قالت المصادر الاميركية انه منذ اليوم الاول لتسلمه الرئاسة كان بوش مصمما على عدم التعامل مع عرفات، فهو يعتبره آخر رمز من الزمن السوفياتي، «وبعدما انهى مثله الاعلى الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان ذلك العصر، لم يكن بوش مستعدا على الاطلاق لاحياء آخر رموز ذلك العصر» واضافت المصادر «وقد فوجئ بوش عندما اقترح على العرب ان يختاروا الدولة الفلسطينية المستقلة بدل عرفات ولم يفعلوا!». غير ان بوش، حسب المصادر، نجح في اقناع عرفات بتعيين رئيس وزراء فلسطيني مقبول عالميا، اي محمود عباس «الذي كان اول فلسطيني في تاريخ القضية الفلسطينية يرى ان الهوية الفلسطينية تعرَّف بما حققه الفلسطينيون وليس بما فعلت الصهيونية بهم». لكن، خطأ بوش تعرَّف اراد من ابو مازن ان يقاتل، الامر الذي لم يفعله هذا طوال حياته، «لذلك، عندما خرج ابو مازن من لقاء بوش في البيت الابيض، وكان برفقته احمد قريع (ابو علاء) رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، كان قد انتهى سياسيا، فهو لم يحصل على شيء، لا اطلاق مساجين ولا تفكيك مستوطنات.. والذي ساهم في انهاء ابو مازن، ان كل الوعود التي قدمها محمد دحلان (مسؤول الامن آنذاك) لم يتحقق شيء منها».
وقالت المصادر الاميركية ان رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي احمد قريع ليس برجل الاقتصاد او الاصلاح او الادارة، انما هو الاشطر في التفاوض مع الاسرائيليين والخروج بنتيجة «لذلك، فان شارون غير مهتم بالتعاون معه». لكن اذا سقط ابو علاء كما سقط ابو مازن، فلا يوجد رجل ثالث لتولي المسؤولية، «والشيء الوحيد الذي على الولايات المتحدة وبريطانيا فعله آنذاك هو الضغط لاطلاق سراح مروان البرغوتي من السجن، وهذا ما لا تريده اسرائيل».
وتحدثت المصادر الاميركية المطلعة عن «جدية» مسألة الانسحاب من غزة، وقالت ان هذه الخطة بنظر شارون هي الافضل لتحقيق ما كان يدور في خلده في الثمانينات، فهو يريد السير على خطى مناحيم بيغن واسحق شامير. بمعنى ان الاول وافق على اعادة صحراء سيناء الى مصر للاحتفاظ بالمقابل بالقدس والضفة الغربية وغزة، اما الثاني فوافق على المشاركة في مؤتمر مدريد وخطته ان يؤجل المفاوضات الجدية لمدة عشر سنوات بحيث تكون اسرائيل غيرت الجغرافيا كما تريد. الآن طرح شارون التخلي عن غزة، على ان يؤجل المفاوضات حول الضفة الغربية، وعندما يحين الوقت، تكون كل جغرافية الارض قد تغيرت، وانتهى العمل من بناء الجدار الذي سيبقي القدس بنظره في اسرائيل». وقالت المصادر الاميركية، ان هناك خطرا آخر اضافة الى التأثير السلبي والديموغرافي على الفلسطينيين الذي يتركه هذا الجدار، «انه ينهي تاريخ المسيحية في الاراضي المحتلة. ان عددا من رجال الدين المسيحيين والراهبات يعيشون بين بيت لحم والقدس، والجدار فصل بين المدينتين، وابعد هؤلاء عن اماكن عبادتهم، لقد بدأ من تبقى من المسيحيين هناك بالهجرة». وعندما سئلت هذه المصادر كيف يقبل الرئيس الاميركي الذي جدد مسيحيته هذا الامر اجابت: «انه لا يعرف التفاصيل».
من جهة اخرى قالت مصادر الادارة الاميركية ان لا حليف لسورية في واشنطن، وان قسما كبيرا ومؤثرا في الادارة يخطط لان تكون سورية الثانية بعد العراق المعرضة لهجوم اميركي. وعندما قيل للمصادر ان الادارة تفكر باستراتيجية خروج من العراق، فكيف يمكن ان تفتح جبهة اخرى على سورية ردت: ومن قال ان استراتيجية الخروج من العراق لا تعني الخروج منه والدخول الى سورية؟ ومع قولها ان هذا لن يحدث هذا العام، الا انها رأت ان سورية تريد التخلص من هذا الوضع، انما بمبادرات نصفية، وهي تفعل ما يكفي، فقط لتخفيف الضغوط الاميركية مؤقتا، انما لا تأتي بمبادرة. ومع الاقرار بان سورية لن تفعل ما فعلته ليبيا، قالت هذه المصادر ان لدى السوريين ورقتين مهمتين: ايران وحزب الله، والاثنان على مرتبة عالية من اهتمام الرأي العام الاميركي والنخبة ايضا. ورأت ان سورية بنظر اميركا ما زالت دولة متلزمة باسترجاع اراضيها اي الجولان، «وحتى خريطة الطريق التي لا تأتي على ذكر سورية، تشير الى القرار 242».
واضافت المصادر ان سورية قد تكون جادة في رغبتها بدء المفاوضات مع اسرائيل، لكنها تريد مشاركة اميركية. و«اميركا لن تسمح بأي مفاوضات اسرائيلية ـ سورية الآن لانها تزعزع استراتيجيته للمنطقة، هناك ايران وحزب الله». واضافت، ان القسم «القوي» في الادارة الاميركية يرى ان تغيير الاوضاع في الشرق الاوسط يسبق حل الصراع العربي ـ الاسرائيلي رغم ان في الخارجية هناك ويليام بيرنز نائب الوزير المسؤول عن كل ملفات الشرق الاوسط الذي لديه ثلاث قضايا رئيسية: معالجة القضية الفلسطينية، كسب سورية وحوار جدي مع ايران. وربما باحياء مبادرة الامير عبد الله وبقوة، يمكن للعرب المساعدة في احداث تعديل في التوجه». وعندما قيل للمصادر الاميركية ونقلا عن مسؤولين محافظين في ايران، ان ايران الجديدة، خصوصا بعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ستتراجع عن تأييدها لحل الدولتين: فلسطينية واسرائيلية، وستعود لدعم دولة «علمانية، ديمقراطية واحدة في فلسطين». ومن اجل ذلك ستشجع اكثر العمليات الانتحارية، وان مجلس الشورى الجديد سيلغي اتفاقية البروتوكول الاضافية التي وقعتها طهران مع المنظمة الدولية للطاقة النووية، وسوف تستمر ايران في برنامجها النووي «لاسباب دفاعية»، كما ان المحافظين لن يوافقوا على فتح حوار مع واشنطن، طالما ان رغبتها تغيير النظام. وقالت المصادر الاميركية: اذا اقدمت ايران على هذه الخطوات الجذرية، من استمرار في البرنامج النووي، وتشجيع العمليات الانتحارية، عندها تصبح هي الدولة الثانية المعرضة للضرب بعد العراق وليس سورية. وقالت المصادر ان اميركا لن تسمح بوجود اي سلاح نووي في ايران، «لان الحديث عن احتمال امتلاك الارهابيين لهذا النوع من السلاح يتزايد في واشنطن، ربما الى درجة المبالغة، وهناك قناعة لدى بعض صقور الادارة بان ايران قد تعطي هذا السلاح الى حزب الله». وفي النهاية، قالت هذه المصادر، ان واشنطن في حاجة الى ايران وسورية لحل مشاكل الشرق الاوسط. «ان قسما منا يتطلع الى اليوم الذي يجلس فيه حول طاولة المفاوضات للسلام في الشرق الاوسط مرشد الجمهورية علي خامنئي والشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله».
الحمد لله
مصادر أميركية: العرب يمكنهم هز أميركا وإسرائيل إذا دعوا بوش وشارون إلى قمة تونس لبحث مبادرة السلام
قالت إنه لا يوجد حلفاء لسورية في واشنطن ودمشق تريد التخلص من هذا الوضع «بمبادرات نصفية»
لندن: هدى الحسيني
قالت مصادر في الادارة الاميركية، مطلعة عن كثب على المبادرات الدولية والعربية على الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، ان العرب يمكنهم ان «يهزوا» النظام في الولايات المتحدة واسرائيل. اذا وجهوا دعوة الى الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون لحضور مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في نهاية الشهر في تونس، من اجل ان يتباحث الجميع في مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز التي اقرتها القمة العربية في بيروت. واضافت المصادر ان مبادرة الأمير عبد الله تبنتها كل الدول العربية لانها تهتم بحل المشكلة، «وهناك مصلحة لكل دولة عربية لايجاد حل لمشكلة هذا الصراع من اجل الانطلاق». واضافت قائلة «اذا نظرنا الى الامة العربية ككل فهي تريد القتال، انما اذا اخذنا كل دولة بمفردها، فكل واحدة تريد السلام».
وقالت المصادر انه بعد الرسالة التي كانت السعودية وجهتها في شهر آب (اغسطس) 2001 الى الرئيس بوش، وبعد اللقاء الصريح الذي جرى بين الرئيس الاميركي وولي العهد السعودي في مزرعة الاول في كروفورد فوجئ مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بقوة الموقف السعودي وشعروا هناك بأن العرب لديهم وعي واحساس عميق بشرعية معارضتهم للسياسة الاميركية والغرب بشكل عام» انهم يبدأون بقوة ويكون لهم تأثير «لكن نفسهم قصير فيتراجعون».
وردا على ابعاد وصف بوش لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بانه رجل سلام، اعترفت المصادر الاميركية بان الرئيس الاميركي تعرض لسخرية في العالم العربي لكنه كان «يود ان يكون شارون على قدر المسؤولية»، واضافت ان العلاقة بين الاثنين اكثر تعقيدا مما يتصوره كثيرون، وحتى الآن لم يحدد البيت الابيض موعدا لزيارة شارون، وقالت ان العلاقة السيئة تعود الى اليوم الذي تلا هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، حيث رأى بوش انها ازمة اميركية وعلى اسرائيل ان تدرك ذلك خصوصا ان الادارة الاميركية كانت تتطلع الى دعم العرب قبل ذهابها عسكريا الى افغانستان. غير ان شارون اصر على عدم اخذ الازمة الاميركية بالاعتبار ورفض تهدئة الاجواء مع الفلسطينيين والعرب. وعن موقف بوش من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات قالت المصادر الاميركية انه منذ اليوم الاول لتسلمه الرئاسة كان بوش مصمما على عدم التعامل مع عرفات، فهو يعتبره آخر رمز من الزمن السوفياتي، «وبعدما انهى مثله الاعلى الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان ذلك العصر، لم يكن بوش مستعدا على الاطلاق لاحياء آخر رموز ذلك العصر» واضافت المصادر «وقد فوجئ بوش عندما اقترح على العرب ان يختاروا الدولة الفلسطينية المستقلة بدل عرفات ولم يفعلوا!». غير ان بوش، حسب المصادر، نجح في اقناع عرفات بتعيين رئيس وزراء فلسطيني مقبول عالميا، اي محمود عباس «الذي كان اول فلسطيني في تاريخ القضية الفلسطينية يرى ان الهوية الفلسطينية تعرَّف بما حققه الفلسطينيون وليس بما فعلت الصهيونية بهم». لكن، خطأ بوش تعرَّف اراد من ابو مازن ان يقاتل، الامر الذي لم يفعله هذا طوال حياته، «لذلك، عندما خرج ابو مازن من لقاء بوش في البيت الابيض، وكان برفقته احمد قريع (ابو علاء) رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي، كان قد انتهى سياسيا، فهو لم يحصل على شيء، لا اطلاق مساجين ولا تفكيك مستوطنات.. والذي ساهم في انهاء ابو مازن، ان كل الوعود التي قدمها محمد دحلان (مسؤول الامن آنذاك) لم يتحقق شيء منها».
وقالت المصادر الاميركية ان رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي احمد قريع ليس برجل الاقتصاد او الاصلاح او الادارة، انما هو الاشطر في التفاوض مع الاسرائيليين والخروج بنتيجة «لذلك، فان شارون غير مهتم بالتعاون معه». لكن اذا سقط ابو علاء كما سقط ابو مازن، فلا يوجد رجل ثالث لتولي المسؤولية، «والشيء الوحيد الذي على الولايات المتحدة وبريطانيا فعله آنذاك هو الضغط لاطلاق سراح مروان البرغوتي من السجن، وهذا ما لا تريده اسرائيل».
وتحدثت المصادر الاميركية المطلعة عن «جدية» مسألة الانسحاب من غزة، وقالت ان هذه الخطة بنظر شارون هي الافضل لتحقيق ما كان يدور في خلده في الثمانينات، فهو يريد السير على خطى مناحيم بيغن واسحق شامير. بمعنى ان الاول وافق على اعادة صحراء سيناء الى مصر للاحتفاظ بالمقابل بالقدس والضفة الغربية وغزة، اما الثاني فوافق على المشاركة في مؤتمر مدريد وخطته ان يؤجل المفاوضات الجدية لمدة عشر سنوات بحيث تكون اسرائيل غيرت الجغرافيا كما تريد. الآن طرح شارون التخلي عن غزة، على ان يؤجل المفاوضات حول الضفة الغربية، وعندما يحين الوقت، تكون كل جغرافية الارض قد تغيرت، وانتهى العمل من بناء الجدار الذي سيبقي القدس بنظره في اسرائيل». وقالت المصادر الاميركية، ان هناك خطرا آخر اضافة الى التأثير السلبي والديموغرافي على الفلسطينيين الذي يتركه هذا الجدار، «انه ينهي تاريخ المسيحية في الاراضي المحتلة. ان عددا من رجال الدين المسيحيين والراهبات يعيشون بين بيت لحم والقدس، والجدار فصل بين المدينتين، وابعد هؤلاء عن اماكن عبادتهم، لقد بدأ من تبقى من المسيحيين هناك بالهجرة». وعندما سئلت هذه المصادر كيف يقبل الرئيس الاميركي الذي جدد مسيحيته هذا الامر اجابت: «انه لا يعرف التفاصيل».
من جهة اخرى قالت مصادر الادارة الاميركية ان لا حليف لسورية في واشنطن، وان قسما كبيرا ومؤثرا في الادارة يخطط لان تكون سورية الثانية بعد العراق المعرضة لهجوم اميركي. وعندما قيل للمصادر ان الادارة تفكر باستراتيجية خروج من العراق، فكيف يمكن ان تفتح جبهة اخرى على سورية ردت: ومن قال ان استراتيجية الخروج من العراق لا تعني الخروج منه والدخول الى سورية؟ ومع قولها ان هذا لن يحدث هذا العام، الا انها رأت ان سورية تريد التخلص من هذا الوضع، انما بمبادرات نصفية، وهي تفعل ما يكفي، فقط لتخفيف الضغوط الاميركية مؤقتا، انما لا تأتي بمبادرة. ومع الاقرار بان سورية لن تفعل ما فعلته ليبيا، قالت هذه المصادر ان لدى السوريين ورقتين مهمتين: ايران وحزب الله، والاثنان على مرتبة عالية من اهتمام الرأي العام الاميركي والنخبة ايضا. ورأت ان سورية بنظر اميركا ما زالت دولة متلزمة باسترجاع اراضيها اي الجولان، «وحتى خريطة الطريق التي لا تأتي على ذكر سورية، تشير الى القرار 242».
واضافت المصادر ان سورية قد تكون جادة في رغبتها بدء المفاوضات مع اسرائيل، لكنها تريد مشاركة اميركية. و«اميركا لن تسمح بأي مفاوضات اسرائيلية ـ سورية الآن لانها تزعزع استراتيجيته للمنطقة، هناك ايران وحزب الله». واضافت، ان القسم «القوي» في الادارة الاميركية يرى ان تغيير الاوضاع في الشرق الاوسط يسبق حل الصراع العربي ـ الاسرائيلي رغم ان في الخارجية هناك ويليام بيرنز نائب الوزير المسؤول عن كل ملفات الشرق الاوسط الذي لديه ثلاث قضايا رئيسية: معالجة القضية الفلسطينية، كسب سورية وحوار جدي مع ايران. وربما باحياء مبادرة الامير عبد الله وبقوة، يمكن للعرب المساعدة في احداث تعديل في التوجه». وعندما قيل للمصادر الاميركية ونقلا عن مسؤولين محافظين في ايران، ان ايران الجديدة، خصوصا بعد الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ستتراجع عن تأييدها لحل الدولتين: فلسطينية واسرائيلية، وستعود لدعم دولة «علمانية، ديمقراطية واحدة في فلسطين». ومن اجل ذلك ستشجع اكثر العمليات الانتحارية، وان مجلس الشورى الجديد سيلغي اتفاقية البروتوكول الاضافية التي وقعتها طهران مع المنظمة الدولية للطاقة النووية، وسوف تستمر ايران في برنامجها النووي «لاسباب دفاعية»، كما ان المحافظين لن يوافقوا على فتح حوار مع واشنطن، طالما ان رغبتها تغيير النظام. وقالت المصادر الاميركية: اذا اقدمت ايران على هذه الخطوات الجذرية، من استمرار في البرنامج النووي، وتشجيع العمليات الانتحارية، عندها تصبح هي الدولة الثانية المعرضة للضرب بعد العراق وليس سورية. وقالت المصادر ان اميركا لن تسمح بوجود اي سلاح نووي في ايران، «لان الحديث عن احتمال امتلاك الارهابيين لهذا النوع من السلاح يتزايد في واشنطن، ربما الى درجة المبالغة، وهناك قناعة لدى بعض صقور الادارة بان ايران قد تعطي هذا السلاح الى حزب الله». وفي النهاية، قالت هذه المصادر، ان واشنطن في حاجة الى ايران وسورية لحل مشاكل الشرق الاوسط. «ان قسما منا يتطلع الى اليوم الذي يجلس فيه حول طاولة المفاوضات للسلام في الشرق الاوسط مرشد الجمهورية علي خامنئي والشيخ حسن نصر الله الامين العام لحزب الله».