المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ذكر التوابين من الملائكة عليهم السلام ـ قصة هاروت و ماروت



Ramza
12-03-2004, 12:24 PM
عن موسى بن جبير ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر أنه سمع نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن آدم عليه السلام لما أهبطه الله إلى الأرض قالت الملائكة : أي ربنا : أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك ؟ قال : إني أعلم ما لا تعلمون . قالوا : ربنا ! نحن أطوع لك من بني آدم . قال الله تعالى للملائكة : هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض فتنظروا كيف يعملان . قالوا : ربنا ! هاروت و ماروت . فأهبطا إلى الأرض و مثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر ، فجاءتهما ، فسألاها نفسها ، قالت : لا و الله ! حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك . فقالا : لا و الله ! لا نشرك بالله شيئاً أبداً . فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله ، فسألاها نفسها ، فقالت : لا و الله ! حتى تقتلا هذا الصبي ، فقالا : لا و الله ! لا نقتله أبداً ، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله ، فسألاها نفسها ، فقالت : لا و الله ! حتى تشربا هذا الخمر ، فشربا حتى سكرا ، فوقعا عليها و قتلا الصبي . فلما أفاقا ، قالت المرأة : و الله ما تركتما شيئاً مما أبيتماه إلا فعلتماه حين سكرتما ، فخيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا .

أخبرنا أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد ، أنا جدي لأمي أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو علي بن دوما ، أنا أبو علي الباقرحي أنا الحسن بن علويه ، أنا إسماعيل ، أنا إسحاق بن بشر ، عن جويبر عن الضحاك عن مكحول عن معاذ ، قال :
لما أن أفاقا جاءهما جبريل عليه السلام من عند الله عز و جل و هما يبكيان ، فبكى معهما و قال لهما : ما هذه البلية التي أجحف بكما بلاؤها و شقاؤها ؟ فبكيا إليه ، فقال لهما : إن ربكما يخيركما بين عذاب الدنيا و أن تكونا عنده في الآخرة في مشيئته ، إن شاء عذبكما ، و إن شاء رحمكما ، و إن شئتما عذاب الآخرة . فعلما أن الدنيا منقطعة ، و أن الآخرة دائمة ، و أن الله بعباده رؤوف رحيم . فاختارا عذاب الدنيا ، و أن يكونا في المشيئة عند الله . قال : فهما ببابل فاسر معلقين بين جبلين في غار تحت الأرض ، يعذبان كل يوم طر في النهار إلى الصيحة . و لما رأت ذلك الملائكة خفقت بأجنحتها في البيت ، ثم قالوا : اللهم اغفر لولد آدم ، عجباً كيف يعبدون الله و يطيعونه على ما لهم من الشهوات و اللذات ! .

و قال الكلبي : فاستغفرت الملائكة بعد ذلك لولد آدم ، فذلك قوله سبحانه : و الملائكة يسبحون بحمد ربهم و يستغفرون لمن في الأرض .
و روي عن ابن عباس أن الله تعالى قال للملائكة : انتخبوا ثلاثة من أفاضلكم ، فانتخبوا عزرا و عزرايل و عزويا . فكانوا إذا هبطوا إلى الأرض كانوا في حد بني آدم و طبائعهم . فلما رأى ذلك عزرا و عرف الفتنة ، علم أن لا طاقة له . فاستغفر ربه عز و جل و استقاله فأقاله . فروي أنه لم يرفع رأسه بعد حياء من الله تعالى .
قال الربيع بن أنس : لما ذهب عن هاروت و ماروت السكر عرفا ما وقعا فيه من الخطيئة و ندما ، و أرادا أن يصعدا إلى السماء فلم يستطيعا و لم يؤذن لهما . فبكيا بكاء طويلاً و ضاقا ذرعاً بأمرهما . ثم أتيا إدريس عليه السلام و قالا له : ادع لنا ربك فإنا سمعنا بك تذكر بخير في السماء . فدعا لهما فاستجيب له ، و خيرا بين عذاب الدنيا و الآخرة .
و روي أن الملائكة ، لما قالوا لله تبارك و تعالى : أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ، طافوا حول العرش أربعة آلاف عام يعتذرون إلى الله عز و جل من اعتراضهم .

هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم وبارك.

منقول من الشبكة الاسلامية

moKatel
12-03-2004, 02:27 PM
السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي على حرصك على الخير .

ولكن وددنا الإفادة من كتاب (الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير) للدكتور محمد أبي شهبة .

قال بعدما ساق القصص التي ذكرتها وغيرها حول قصة هاروت وماروت وذكر الأسانيد قال رحمه الله " وكل هذا من خرافات بني إسرائيل ؛ وأكاذيبهم التي لا يشهد لها عقل ولا نقل ولا شرع ولم يقف بعض الرواة هذا القصص الخرافي الباطل عند روايته عن بعض الصحابة والتابعين ولكنهم أوغلوا باب الإثم والتجني الفاضح فألصقوا هذا الزور إلى النبي صلى الله عليه وسلم "

وقال رحمه الله " وقد حكم بوضع هذه القصة الإمام أبو الفرج الجوزي ؛ ونص الشهاب العراقي على ان من اعتقد في هاروت وماروت أنهما ملكان يعذبان على خطيئتهما : فهو كافر بالله العظيم . إلى أن قال " وكذلك : حكم بوضع المرفوع من هذه القصة : الحافظ عماد الدين ابن كثير وأما ما ليس مرفوعا فبين أن منشأه روايات إسرائيلية أخذت عن كعب وغيره ألصقها زنادقة أهل الكتاب بالإسلام ".

ومن شاء فليراجع الكتاب المذكور آنفا غير مأمور .

وللعلم الدكتور محمد أبو شهبة دكتور في الحديث وكان رحمه الله أستاذا بالأزهر و جامعة أم القرى قسم الحديث وعلوم القرآن وهو صاحب الكتاب المشهور دفاعا عن السنة في الرد على محمد أبي رية .

و لنذكر جملة الحكم في الإسرائيليات :
قال العثيمين رحمه الله في أصول في التفسير عن هذه لأخبار المنقولة عن بني إسرائيل :

وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع :
الأول : ما أقره الإسلام وشهد بصدقه فهو حق (وذكر مثاله)
الثاني : ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل (وذكر مثاله )
الثالث : ما لم يقره الإسلام ولم ينكره فيجب علينا التوقف فيه (وذكر الدليل )
ثم قال : وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه .

قلت : ومن المعلوم أن القصة الآنف ذكرها (هاروت وماروت) مما شهد الدين ببطلانه فإن ملائكة الله لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون وذلك ثابت في محكم النتزيل .

والله تعالى أعلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Ramza
13-03-2004, 05:30 PM
شكرا لك يا اخي مقاتل على التنبيه وهذه المعلومات اللتي كنا نجهلها

وأود ان اعطيك الرباط الذي اخذت منه هذا الموضوع

http://www.islamweb.net/php/php_arabic/ShowChapter.php?lang=A&BabId=1&ChapterId=1&BookId=1091&CatId=760

وجزاك الله خير على نصحك وتنبيهك