المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــــــــــــــتوبــــــــــــــــة والإستـــــــــــغفـــــــار



SaiF_AlislaM
12-03-2004, 10:02 PM
مجلة المنتدى الاسلامي: (العدد الثانى) 22/محرم/1425هـ
13/3/2004مـ

باب الرقائق:

التوبة و الاستغفار



------------------------------------------------------------------------------------------------

التوبة و الاستغفار


بسم الله الرحمن الرحيم


أخي 00 أختي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 000

الإنسان بطبيعته التي خلقه الله عليها يميل إلى ما يوافق هواه, وكثيرا ما يخطئ في حق الله تبارك وتعالى, إما بالتقصير في طاعته سبحانه, وإما بفعل ما نهى الله عنه.
ومن رحمة الله تعالى وفضله أن جعل له بابا مفتوحا , وهو باب الاستغفار و التوبة إلى الله تعالى.

لا بد من التوبة الآن وليس بعد ، ولا تسوِّف وتقول : سوف أتوب ، سوف أعمل الصالحات ، سوف أرتدي الحجاب ، سوف أترك الغناء ، سوف أقرأ القرآن ، سوف أترك الربا ، سوف أعمل في عمل حلال ، وأكسب من حلال ، سوف أربي أولادي على الدين ، سوف وسوف وسوف ...
تذكر .. الموت يأتي فجأة ، وإذا جاءك انتهى كل شيء ، إذ لا ينفعك إلا العمل الصالح {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ}

هل تدري إذا مت وأنت في قبرك والناس يشاهدون أو يستخدمون أعمالك التي تدعو إلى الانحلال والفجور ، أو كنت تدعو إلى الأمر بالفحشاء والمنكر ، أو غيرها من الأمور . إنك سوف تزداد عذاباً ، ويزيد من سيئاتك إلى يوم القيامة ، وتقول لربك وأنت تبكي : أرجعني سوف أعمل صالحاً , سوف أتوب , سوف أمحي كل أعمالي السيئة , يارب كنت في غفلة عنك , وإذا أرجعتني أوعدك أني أتوب إليك توبة نصوحاً ، وأكون عبدك الصالح ، قوَّاماً وصوَّاماً لك ، مطيعاً لك غير عاصياً .
قال تعالى : « حَتَّى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ا لْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّى أَعْمَلُ صَـالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ »
وقال تعالى : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ » .
والله قد فاز من تاب ومات ... وخسر من خاب ومات .
هناك من يموت على صلاة وصيام وسحور , وهناك من يموت على معازف ومعاصي وفجور.
أتدري يا أخي لو أصف لك ملك الموت من طوله وضخامته ربما لا يأتيك النوم هذه الليلة.
قال رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم : « أُذِنَ لِي أَنْ أحَدِّثَ عن مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ الله تَعَالَى مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمَائَةِ عَامٍ».

أتدري إن الإنسان عندما يأتيه الموت يفاجأ بملك الموت
على رأسه ويقول له : من أنت ؟ فيقول : أنا ملك الموت . فيقول له : ماذا
تريد ؟ يقول : جئت أقبض روحك 0 فيقول : انتظر .. انتظر
أمهلني فقط ساعة واحدة أذهب لأرد كل المظالم التي عندي , لدي أموال ربويه أريد التخلص منها, ولدي بعض الديون سأرجعها لأهلها , , ولدي أشرطة أغاني سأتخلص منها ، وأستبدلها بأشرطة قرآن ، بالأمس ظلمت أناس سأذهب لأعتذر منهم لعلهم يعفوا عني , حتى ألقي الله وهو راضٍ عني , وبقي لي صلاة لم أصليها , وأيضاً بقــي لـــي شيء واحد مهــــم
( التوبة ) أمهلني دقائق أتوب وبعدها اقبض روحي .
أخي .. هل تعتقد أن ملك الموت يمهلك ؟ كلا .
قال تعالى : { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }
والإنسان عليه أن يفكر لهذا اليوم ( يوم القيامة ) , ويود في ذلك اليوم أن يفتدي بأولاده كلهم لأجل أن ينجي بنفسه من هذا العذاب لما يرى من الأهوال {يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ}
وتأكد أنه لا ينفعك حينئذ أحد {يَقُولُ يالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ }.

والتوبة هي الرجوع إلي الله تعالى بعد أن بَعُدَ عنه بالمعصية, والاستغفار هو طلب العفو و المغفرة من الله تعالى.
ولا أحد معصوم بعد الرسل , فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ".
وأمر الله تعالى عباده بالتوبة و الاستغفار فقال سبحانه: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31) أي : توبوا توبة خالصة لله تعالى . فجعل الله تعالى التوبة سببا للفوز والفلاح. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائه مرة" . وقال صلى الله عليه وسلم : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة " .
فإذا كان هذا هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فكيف بنا نحن وهذه حالنا.
والتوبة النصوح لها خمسة شروط:
الأول: أن تكون خالصة لوجه الله تعالى, يبتغي التائب بها أن يغفر الله له ذنبه, وأن يرضى عنه.
الثاني: الندم على ما فعله من معصية الله تعالى, لأن هذا الندم دليل على صدق توبته.
الثالث: الإقلاع عن الذنب الذي هو فيه, ولا يُصِرُّ على ما فعله.
الرابع: العزم الأكيد على أن لا يعود إلي هذا الذنب مرة أخرى.
الخامس: إذا كان هذا الذنب يتعلق بآدمي , كأن يكون سرق مالا , فلا بد أن يرد هذا الحق إلي أصحابه ، أو يطلب منهم العفو.
والمسلم كثير التوبة والاستغفار ، فاجعل لسانك دائما ينطق: )أستغفر الله العظيم وأتوب أليه)
واجعل قلبك حاضرا حال قولك ذلك , يفتح الله لك أبواب رحمته ، ويرزقك من حيث لا تحتسب.
والمسلم لا يقنط من رحمة الله تعالى , فإذا عاود الذنب عاود الاستغفار.
نسأل الله تعالى أن يتوب علينا جميعا توبة نصوحا......

وأخيراً ... عندما تنام سلِّم أمرك لله , وحاول أن لا تحمل على أحد أي غل, وأهجر البغضاء والشحناء واجعل قلبك خالياً من شوائب الشرك , ونم
وأنت تائب إلى الله , حتى إذا لقيته في ليلتك تلقاه وهو راضٍ عنك ...
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ}.