Exodia
13-03-2004, 09:39 PM
قناة "الحرة" أخطر من سقوط بغداد
لم يسبق أن شهد العالم العربي غزواً ثقافياً وحضارياً وأيديولوجياً كالذي يشهده اليوم قادماً من الغرب، خلافاً للحملة العسكرية الأمريكية التي شهد العالم الإسلامي أشرس منها بكثير يوم وصل المغول إلى بغداد سنة 656م وقتلوا أكثر من مليون مسلم في أربعين يوماً.
فالهجمة الإعلامية والثقافية التي بدأتها الولايات المتحدة على الأقطار العربية في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 هي الأكبر في تاريخ أمة العرب، وهي تستهدف العقل العربي الذي يرغب الأمريكيون في توجيه تفكيره إلى القبلة التي يريدونها، حتى لا يقبل الاحتلال والهيمنة بذريعة فهم الآخر، وحتى يتخلى عن مفهوم "الجهاد" ليتبنى "ثقافة السلام".
في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 أطلقت الولايات المتحدة اذاعة "سوا" الناطقة بالعربية والموجهة للعالم العربي، والتي لعبت دوراً في الحرب الإعلامية الأمريكية التي رافقت الحملة العسكرية على العراق، وكانت تبثُ برامجها وأخبارها للعراقيين من على متن سفينة عسكرية في الخليج العربي.
وأطلقت الولايات المتحدة أيضاً مجلة "هاي" العربية التي تخاطب فئة الشباب في العالم العربي ممن هم دون الثلاثين، وخاصة طلبة الجامعات ومن هم على مقاعد الدراسة، ووزعت من هذه المجلة عشرات الآلاف من النسخ بأسعار زهيدة، مستهدفة عقول الشباب العرب.
أما اليوم، فالولايات المتحدة أطلقت مشروعها الأكبر لنشر الثقافة الأمريكية في العالم العربي، وهو محطة "الحرة" التلفزيونية، بكلفة تأسيسية تتجاوز 400 مليون دولار، وبتخصيص مبلغ 62 مليون دولار كميزانية لعامها الأول، فيما تعكف إدارة المحطة على افتتاح مكاتب لها في بغداد بتكلفة 40 مليون دولار.
والمحطة الجديدة، سوف تخاطب الإنسان العربي في منزله على مدار الأربع والعشرين ساعة، في أحدث وأكبر غزو ثقافي للعقل العربي، وبهدف تحسين صورة الاحتلال الأمريكي في العراق، وتغيير مسار التفكير العربي، وبذلك فان هذا المشروع هو أخطر على العرب بكثير من مشروع احتلال العراق ونهب ثرواته، لأن الاحتلال إلى زوال طال الزمان أو قصر، لكنَّ المفاهيم والقيم تتحول إلى تراث محفور في العقول مع السنين.
لكنَّ الرهان اليوم هو على وعي الجمهور العربي وذكاء العقل العربي، محل الاستهداف، فإما أن يكون العقل العربي فريسة سهلة لفخ "الحرة" وإما أن يُفشل بذكائه مشروعها الاستعماري حضارياً وثقافياً وفكرياً.
* صحفي من الاردن
لم يسبق أن شهد العالم العربي غزواً ثقافياً وحضارياً وأيديولوجياً كالذي يشهده اليوم قادماً من الغرب، خلافاً للحملة العسكرية الأمريكية التي شهد العالم الإسلامي أشرس منها بكثير يوم وصل المغول إلى بغداد سنة 656م وقتلوا أكثر من مليون مسلم في أربعين يوماً.
فالهجمة الإعلامية والثقافية التي بدأتها الولايات المتحدة على الأقطار العربية في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 هي الأكبر في تاريخ أمة العرب، وهي تستهدف العقل العربي الذي يرغب الأمريكيون في توجيه تفكيره إلى القبلة التي يريدونها، حتى لا يقبل الاحتلال والهيمنة بذريعة فهم الآخر، وحتى يتخلى عن مفهوم "الجهاد" ليتبنى "ثقافة السلام".
في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 أطلقت الولايات المتحدة اذاعة "سوا" الناطقة بالعربية والموجهة للعالم العربي، والتي لعبت دوراً في الحرب الإعلامية الأمريكية التي رافقت الحملة العسكرية على العراق، وكانت تبثُ برامجها وأخبارها للعراقيين من على متن سفينة عسكرية في الخليج العربي.
وأطلقت الولايات المتحدة أيضاً مجلة "هاي" العربية التي تخاطب فئة الشباب في العالم العربي ممن هم دون الثلاثين، وخاصة طلبة الجامعات ومن هم على مقاعد الدراسة، ووزعت من هذه المجلة عشرات الآلاف من النسخ بأسعار زهيدة، مستهدفة عقول الشباب العرب.
أما اليوم، فالولايات المتحدة أطلقت مشروعها الأكبر لنشر الثقافة الأمريكية في العالم العربي، وهو محطة "الحرة" التلفزيونية، بكلفة تأسيسية تتجاوز 400 مليون دولار، وبتخصيص مبلغ 62 مليون دولار كميزانية لعامها الأول، فيما تعكف إدارة المحطة على افتتاح مكاتب لها في بغداد بتكلفة 40 مليون دولار.
والمحطة الجديدة، سوف تخاطب الإنسان العربي في منزله على مدار الأربع والعشرين ساعة، في أحدث وأكبر غزو ثقافي للعقل العربي، وبهدف تحسين صورة الاحتلال الأمريكي في العراق، وتغيير مسار التفكير العربي، وبذلك فان هذا المشروع هو أخطر على العرب بكثير من مشروع احتلال العراق ونهب ثرواته، لأن الاحتلال إلى زوال طال الزمان أو قصر، لكنَّ المفاهيم والقيم تتحول إلى تراث محفور في العقول مع السنين.
لكنَّ الرهان اليوم هو على وعي الجمهور العربي وذكاء العقل العربي، محل الاستهداف، فإما أن يكون العقل العربي فريسة سهلة لفخ "الحرة" وإما أن يُفشل بذكائه مشروعها الاستعماري حضارياً وثقافياً وفكرياً.
* صحفي من الاردن