المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطاء تقع فيه الكثيرات



عائشة عمر
14-03-2004, 04:01 PM
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته

انظروا إليها كم هي بدينة، وتلك انظروا كم هي طويلة نحيلة.. وأسنان الأخرى كل في اتجاه وكأنك تشاهد الاتجاه المعاكس.

قالت أخرى: كاد طقم أسنان العجوز يقع من فمها البارحة وهي تسدي لي النصائح.

فأجابتها صديقتها: مازحت البارحة قريبتنا العجوز فأخذت نظارتها، المسكينة صارت تتلمس الحائط لتشعل النور لتبحث عنها.. كم حركتها ثقيلة.

كثيراً ما نسمع تلك الأحاديث بين الفتيات في اجتماعاتهن في المدارس والكليات، في اجتماعات العائلة.. ولا تكاد تخلو أحاديثهن من السخرية والاستهزاء ممن حولهن من الصديقات أو أقربائهن من كبار وصغار، يتربصن بعيوب بعضهن.. هذه بدينة، وتلك قصيرة، وهذه من أسرة فقيرة لكنها تتصنع الغنى، فيما تعلو في المكان الضحكات والغمزات..

هذا عدا سخرية بعض الفتيات وتعليقاتهن على كبيرات السن، طريقة كلامهن، مشيتهن، ملابسهن.

والأسوأ من ذلك حين يكون الاستهزاء لصاحب علة أو مرض ظاهر.

لا شك أن كثرة الفراغ لدى هذا السن وعدم الوعي والتوسع في المزاح دون ضابط قد يؤدي بهن إلى السخرية والاستهزاء.

ولا شك أيضا أن قليلا من المزاح يجلي السأم والملل ويطيب المجالس، لكن شريطة أن يلتزم بحدود معينة ولا يتعداها.. منها:

أن لا يكون في المزاح شيء من الاستهزاء بالدين، فإن ذلك من نواقض الإسلام. قال تعالى:{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}. قال ابن تيمية رحمه الله: "الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه". وكذلك الاستهزاء ببعض السنن، كالاستهزاء باللحية أو الحجاب أو تقصير الثوب.

قال فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في "المجموع الثمين": "فجانب الربو بية والرسالة والوحي والدين جانب محترم، لا يجوز لأحد أن يعبث فيه لا باستهزاء، ولا بإضحاك ولا سخرية، فإن فعل فإنه كافر، كأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله وكتبه وشرعه، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع؛ لأن هذا من النفاق، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعله في قلبه خشية الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته. والله ولي التوفيق".

يختلف الناس وتتفاوت شخصياتهم، لكن هذا لا يدعونا إلى الاستهزاء بأحد؛ إذ إن ما يقع فيه كثير من الفتيات ويعتبرنه أمراً هيناً على سبيل الدعابة أو المزاح ومضيعة الوقت هو كبير عند الله، إذ قال في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ ولاَ نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ولاَ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ ولاَ تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

والبعض يستهزئن بالخلقة أو المشية أو المركب، ويخشى على المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه، وفي الأثر: "لا تظهر الشماتة بأخيك، فيعافيه الله ويبتليك".

وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء؛ لأن ذلك طريق العداوة والبغض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم: لا يخونه ولا يكذبه، ولا يخذله؛ كل المسلم على المسلم حرام: عرضه، وماله، ودمه. التقوى ههنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم" رواه الترمذي.

معرفة مقدار الناس وخاصة فيما يتعلق بسخرية الفتيات من كبار السن، فللكبير تقديره وللشيخ توقيره، كما علينا أن نذكر أن شبابنا هذا ورشاقتنا وقوتنا لن تدوم، وسيأتي يوم نصبح كتلك العجوز التي نسخر منها، سنمشي كما تمشي، وربما أثقل، وسنضع نظارتها ونحمل عكازها، وربما إن لم نرحمهم من سخريتنا سيأتي اليوم الذي تسخر منا شابة في عمر الورد، فهل حينها سنذكر أننا كنا نفعل ذلك عندما كنا بعمرها.. لعلنا نحزن ولا نتذكر.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة.."، وقال صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا".

ولكي يبني الإسلام صرحاً اجتماعياً متيناً علينا احترام الآخرين والابتعاد عن السخرية والاستهزاء؛ لأنه انتهاك لحرمات الآخرين، فهي تعود إلى الإحساس بالتعالي وازدراء الآخرين، ولا يجوز اللمز وهو تعيير الآخرين بعيوبهم، واللمز خطوة في طريق إفساد العلاقات الاجتماعية. ونهى الدين عن تبادل الألقاب السيئة، وجاء في الحديث أن من حق المؤمن على المؤمن أن "يسميه بأحب أسمائه إليه". وقد خص الله تعالى النساء بتكرار النهي عن السخرية من العباد والتعالي عليهم، مع أنهن مشمولات بالنهي أولاً، نظراً لتفشي هذه العادة السيئة بين الكثيرات منهن.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رب أشعب أغبر ذي طمرين – الثوب الخلق البالي – تنبو عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره".

قد تسخر الجميلة من القبيحة، والغنية من الفقيرة، والرشيقة من البدينة، لكن ميزان الله الثابت العادل لا يرفع ولا يخفض إلا على أساس الإيمان والعمل الصالح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم".



الفتاة التي نأمل

الفتاة التي نأمل تتجنب أمورا ثلاثة في هذا المجال:

السخرية: وهي أن تنظر إلى أختها بازدراء وتسقطها عن درجتها.

واللمز: وهو ذكر ما في صديقتها من عيب في حضورها أو غيابها.

والنبز: وهو أن تضيف إليها وصفاً يوجب بغضها والحط من منزلتها.


منقول للأهمية لسلام الشرابي :ciao:

أبوجمـــال
14-03-2004, 05:38 PM
الله يجزيك الخير للفتك النظر الى نقظة غفل الكثيرون عنها...