أبوجمـــال
16-03-2004, 05:28 PM
خواطر أمام حادث سير مروع
تجمهر الناس ، وتزاحموا على جانب الطريق ، علت الأصوات واكفهرت الوجوه ، ترى في عيون الناس ألماً وحسرة ، ضياع ما بعده ضياع ، ينظر بعضهم إلى بعض ولا يستقر نظره عليه حتى ينتقل إلى غيره ، زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، الكل يريد أن يتحدث إلى الكل ، فلا يقوى على الكلام . . . فالمشهد أبلغ من كل تعبير .
فدافعت الناس بمنكبي حتى اصل إلى مستقر نظراتهم . . . ويا ليتني لم افعل ! كان هناك خليط من الدم واللحم والحديد . . منظر رهيب . . . يالها من فاجعة . . تذكر الرائي له بتفاهة كل شيء في هذه الحياة .
قبيل لحظات ، كانت هذه الآلة تباهي الدنيا بأناقتها وجمالها ، ومن فيها يباهي الكل اختيالاً وكبرياء . . . فانظر ما صارت وصار إليه ، انه العدم .
يا لأمه التي تنتظر عودته في كل لحظة ، ليملأ البيت بهجة و سعادةً ، فكيف سيحمل إليها الآن في صندوق ليملأ البيت صراخاً و عويلاً ؟ ! يا لسخف الحياة !
هذه الآلة الجميلة صنعتها يد الحضارة ، وسخرتها لخدمة الإنسان و رفاهيته ، ولكنها عند البعض تحولت إلى وحش كاسر يحطم ومن فيه أو من حوله ، إنها ملك الموت .
كيف تقولون أن الحرب قد توقفت وحلت مرحلة السلام ؟ ! وها نحن نعيش حرباً ضاربةً ولكنها ليست حرباً بيننا وبين العدو ، بل حرب بيننا وبين أنفسنا نخوضها بإرادتنا . وما أجهلنا إذ لا نتعظ ولا نستلهم الدروس ، لأن الحادث نفسه يتكرر كل يوم بنفس الطريقة ولنفس الأسبــــاب .
وتعالت الأصوات من سيارات الإسعاف وهي تقلّ أشلاء الجثث ، و أنفضّ الناس ، وطويت خواطري في ذاكرتي ، وواصلت طريقي إلى البيت مشياً على الأقدام . . . . . .
م ن ق و و و و و ل . . . . . .
تجمهر الناس ، وتزاحموا على جانب الطريق ، علت الأصوات واكفهرت الوجوه ، ترى في عيون الناس ألماً وحسرة ، ضياع ما بعده ضياع ، ينظر بعضهم إلى بعض ولا يستقر نظره عليه حتى ينتقل إلى غيره ، زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، الكل يريد أن يتحدث إلى الكل ، فلا يقوى على الكلام . . . فالمشهد أبلغ من كل تعبير .
فدافعت الناس بمنكبي حتى اصل إلى مستقر نظراتهم . . . ويا ليتني لم افعل ! كان هناك خليط من الدم واللحم والحديد . . منظر رهيب . . . يالها من فاجعة . . تذكر الرائي له بتفاهة كل شيء في هذه الحياة .
قبيل لحظات ، كانت هذه الآلة تباهي الدنيا بأناقتها وجمالها ، ومن فيها يباهي الكل اختيالاً وكبرياء . . . فانظر ما صارت وصار إليه ، انه العدم .
يا لأمه التي تنتظر عودته في كل لحظة ، ليملأ البيت بهجة و سعادةً ، فكيف سيحمل إليها الآن في صندوق ليملأ البيت صراخاً و عويلاً ؟ ! يا لسخف الحياة !
هذه الآلة الجميلة صنعتها يد الحضارة ، وسخرتها لخدمة الإنسان و رفاهيته ، ولكنها عند البعض تحولت إلى وحش كاسر يحطم ومن فيه أو من حوله ، إنها ملك الموت .
كيف تقولون أن الحرب قد توقفت وحلت مرحلة السلام ؟ ! وها نحن نعيش حرباً ضاربةً ولكنها ليست حرباً بيننا وبين العدو ، بل حرب بيننا وبين أنفسنا نخوضها بإرادتنا . وما أجهلنا إذ لا نتعظ ولا نستلهم الدروس ، لأن الحادث نفسه يتكرر كل يوم بنفس الطريقة ولنفس الأسبــــاب .
وتعالت الأصوات من سيارات الإسعاف وهي تقلّ أشلاء الجثث ، و أنفضّ الناس ، وطويت خواطري في ذاكرتي ، وواصلت طريقي إلى البيت مشياً على الأقدام . . . . . .
م ن ق و و و و و ل . . . . . .