المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب تحت رماد الحرب العاصفة..أسرار حرب العراق(1)و(2)



tahrer
20-03-2004, 07:23 PM
كتاب تحت رماد الحرب العاصفة..أسرار حرب العراق(1)و(2)
كتاب تحت رماد الحرب العاصفة
أسرار حرب العراق
ينشر على حلقات
علاء الدين المدرس
(1)

شبكة البصرة
www.albasrah.net

عرض نور الدين المهاجر

تعريف بالمؤلف
من مواليد عام 1954 م بمحلة باب الشيخ ببغداد ويعود لقب المدرس إلى جده السيد عبدالفتاح المدرس الذي كان يدرس الفقه الحنفي في القادرية في متنصف القرن التاسع عشر , وهو والد جده السيد محي الدين المدرس وجد الكاتب والقاص السيد محمود أحمد المدرس والأستاذ المفكر عبدالفتاح إبراهيم المدرس .
- أكمل دراسته الإعدادية في مدينة بعقوبة سنة 1972 م, ودراسته الجامعية في كلية الهندسة قسم الكهرباء جامعة بغداد سنة 1976 م, عمل مهندساً ثم مديراً لدائرة الصيانة والخدمات في إحدى منشآت وزارة الصناعة والمعادن حتى سنة 1992, ثم أحيل إلى التقاعد في تلك السنة .
- إعتقل من قبل أجهزة الأمن السرية في عهد صدام حسين عام 1995 لمدة سبعة أشهر
- تفرغ للبحوث والدراسات التاريخية والقرآنية لمدة 15 سنة , كتب عشرات المقالات التراثية والإسلامية في مجال الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية في الصحف والمجلات العراقية منها مجلة الفكرالإسلامي , الكوثر , وجريدة الرأي والفرات , وله أكثر من أربعين مؤلفاً في بغداد وعمان والدوحة أهمها :
1- الظاهرة القرآنية والعقل /ط. بغداد – مطبعة العاني 1986م
2- النسب والمصاهرة بين أهل البيت والصحابة (ثلاثة أجزاء) / ط. بغداد 1997م
3- الأمة الوسط / ط . بغداد دار الكتب العلمية , ط. عمان – دار عمار 1999م
4- المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام / ط. بغداد – دار الأنبار 1999م , ط. عمان – دار عمار 1999م
5- الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة / ط. بغداد-دار الأنبار 1999م , ط. عمان –دار عمار 1999م
6- مؤتمر النجف رؤية نقدية قرآنية معاصرة / ط.بغداد 2000م, ط.عمان 2001 م
7- عمر والحسين وجهان لمنهج إسلامي أصيل / ط. بغداد 2000 م, ط.عمان- دار الأمل 2001م
8- الصراع الصفوي وأثره في بلورة الطائفية / ط. بغداد-مكتبة الرقيم 2001م
9- الإعجاز العلمي في القرآن والسنة / ط. بغداد-مكتبة الرقيم 2001م
10- شخصيات قرآنية في عصر التابعين /ط.بغداد 2003م
11- برزخ العالم الثالث ( مذكرات سجين ) /ط.بغداد 2003م
العضوية في النقابات والجمعيات :
1- نقابة المهندسين العراقية رقم 12535 سنة 1976 م
2- عضو إتحاد المؤرخين العرب منذ عام 1989 م
3- عضو الإتحاد العام للادباء والكتاب في العراق منذ سنة 1999م
4- عضو جمعية الناشرين العراقيين منذ سنة 2001 م
5- عضو منتدى الإمام أبوحنيفة الأعظم – بغداد (الأعظمية)
6- عضو جمعية الآداب الإسلامية / بغداد
7- عضو جمعية التربية الإسلامية / بغداد
8- عضو جماعة الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية / كربلاء جامعة الإمام الحسن بن علي (رضي الله عنه)
9- عضو جماعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة / معهد الشرق – بغداد
10- عضو جماعة السلام لإنقاذ العراق – بغداد
ملاحظات

(*) ذكرنا كل مناقب المؤلف حتى لايخرج علينا من يدعي أن مؤلف الكتاب شحص مجهول لايعتد بكلامه
(*) الكتاب تم كتابته بين الفترة من 14/4/2003 وحتى 13 /5/ 2003 والأمور خلال هذه الفترة كانت لاتزال غامضة خاصة الوضع السياسي وخطط الطوائف الحاقدة المرتبطة بدول أخرى كذلك فإن نزعة المؤلف التقريبية تجعله ينأى عن الحديث عن الأدوار الخيانية لكثير ممن يعيثون الآن في بغداد هذا والله أعلم .

مقدمة

" لقد وعدتموني وحلفتم الأيمان الغليظة ان تقاتلوا العدو وحتى النهاية , ولكنكم والله لم تقاتلوا كما وعدتم , ولم يقاتل غير الفدائيين والقيادة ( يقصد نفسه) ثم دعا إلى الصبر وتدارك الضعف الذي حصل والعودة إلى القتال , وأن الأيام القادمة ستشهد عملاً متواصلاً لطرد الغزاة من بغداد , ثم توقف يبكي أثناء الخطاب ثلاث مرات , ثم وعد بالإستمرار وأنه ثابت ومستمر بالجهاد حتى آخر قطرة من دمه وختم كلامه بالتكبير وهو يردد , والله أكبر وليخسأ المجرمون . ثم خمت الإذاعة البائسة بثها بآخر سلام جمهوري في عهد صدام ليتوقف البث إلى الأبد . صدام في ليل ذلك اليوم الكئيب9\4\2003 موجهاً خطابه لأعضاء حزب البعث في بغداد (ص 51,52).

تمهيد

شهد الأسبوع الذي سبق الحرب أحداث ونشاطات كثيفة عاشها أهل العراق , فقد هرب مايقارب المليون شخص خارح البلاد إلى سوريا والدول المجاورة وذلك بعد إصرار أمريكا على أن تخوض الحرب رغم أنها لم تستطع الحصول على أغلبية الأصوات في مجلس الأمن إلا أنها قررت أن تخوض الحرب مع حلفائها دون أي غطاء شرعي او قانوني . وذلك بعد أن حققت مرادها من لجان التفتيش التي كانت تصب في إستراتيجية الجاسوية الأمريكية, ومضت أمريكا في غطرستها وتأليهها لنفسها وأنذرت الرئيس العراقي بأن يقدم دليل براءته خلال 48 ساعة !!

وهكذا بدأ الغزو البربري على العراق بعدما مهد الإعلام لتلك الكارثة الإنسانية بكل الوسائل المتاحة وإستخدام الحرب النفسية والإعلامية التي غطت العالم بأسره ورفعت أمريكا شعار ( الصدمة والترويع) لهذه الحرب لفتح باب السيطرة على العالم وفرض العولمة والنظام الدولي الجديد

بدء العمليات العسكرية

في فجر يوم الخميس في الساعة الخامسة بعد إنتهاء الإنذار القصير للعراق. بدأت الحرب الظالمة وسمعنا صوت صفارات الإنذار بعد دوي القصف الجوي والصاروخي على بغداد وإستمر القصف طوال اليوم والأيام التي تلت وبدأ البث التلفزيوني العراقي الخاص بتغطية الحرب في الساعة الثامنة صباحاً , وسمعنا خطاب الرئيس صدام الحماسي والقصير في الثامنة والنصف , وبدأ الإعلام العراقي يشد من أزر الشعب بالأغاني والأناشيد الوطنية الحماسية , ثم صدر البيان الأول معلناًُ بداية الهجوم البري الأمريكي الأول على أم قصر, تلك المدينة الصغير الباسلة التي تقع على الحدود العراقية الكويتية و وبدأت القوات الأمريكية تتدفق على جنوب العراق والفاو والبصرة من حدود الكويت الشقيقة !!

(2)

"وقد حدثني شاهد عيان آخر عن مئات القتلى الأمريكان التي كانت رؤوسهم تلقى أمام صدام في بغداد" (ص 14 )

معركة ام قصر

وقعت معركة أم قصر في اليوم الأول من الهجوم البري المتدفق من حدود الكويت ورغم صغر هذه القرية والميناء إلا أن العراقيين لم يتركوها لقمة سائغة للأمريكان بل أن قوات الجيش المتواضعة الموجودة فيها قاتلت وصمدت صمود الأبطال وكبدت العدو خسائر فادحة وإستطاعت أم قصر بذلك أن تصمد لمدة 17 يوما أمام الغزو الغاشم علماً بأنها كانت محمية من قبل الفرقة 11 والفرقة 51 واللتين كانتا من أضعف الفرق في الجيش العراقي وتوالت الصدما ت للقوات الأمريكية في البصرة والناصرية والنجف

العاصفة الرملية

كانت إستراتيجيات الدفاع العراقي في بغداد ومراكز المحافظات إشعال النفط الأسود في أسوار بغداد وحول المدن الكبيرة للتأثير على أجهزة الرادار والمراقبة والطيران لقوات الإحتلال ما ساعد في إرباك خطط العدو طوال الأسبوع الأول والثاني من الحرب وترسخت قناعات العدو الأمريكي أن يبقي قواته في الصحراء متجنباً دخول المدن بعد أن صدمته روح التحدي والبطولة لدى العراقيين داخل المدن وخصوصاً بعد معارك الناصرية والتي جرى التعتيم عليها بسسب إرتفاع صوت المعارضة الأمريكية للحرب وخشيةً من تأليب الرأي العام العالمي والأمريكي والبريطاني وجاءت النصرة من عند الله بالعاصفة الرملية والأعاصير الشديدة والتي دامت ثلاثة أيام ساعدت في زيادة الخسائر ومال ميزان المعركة لصالح الصمود العراقي رغم عدم التكافؤ في الإمكانيات والمعدات

وممايذكر أنه في معارك الناصرية وحدها تم إسقاط 20 طائرة سمتية من نوع آباتشي وطائرة سمتية من نوع الكوبرا وتدمير مئات الدبابات والناقلات وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح , ورغم ضعف الإمكانيات لدى الإعلام العراقي إلا أنه كان الأصدق قياساً بالإعلام الأمريكي الذي إعتمد على الزيف والخيال , ومع بداية الأسبوع الثالث بدأ الحديث عن تغيير الخطط المعدة نتيجة للهزائم المتلاحقة من البصرة والنجف والناصرية والسماوة وكربلاء وحتى الأنبار وقضاء البعاج بالموصل وفشلت العديد من الإنزالات فيالرطبة واليوسفية وتقهققر التحالف بشكل ملحوظ

العمليات الإستشهادية والأسرى

بدأ العمل الإستشهادي بالدخول إلى ساحة المعركة لاسيما بعد عملية الشهيد على النعمان في النجف والتي لم يعرف بالتحديد آثارها نظراً لضعف الإمكانيات العراقية إلا أن المصادر الإعلامية اكدت قتل 11 جندياً أمريكياً وتدمير دبابتين وناقلتي جنود آنذاك , وذكلك عملية إسقاط الآباتشي على يد الفلاح العراقي على لفتة بكربلاء ببندقيته (البرنو) يوم الإثنين 31/3 والعملية المزدوجة للشهيدتان نورا الشمري ووداد الدليمي في مدينة الرمادي 4\4 مطلع الأسبوع الثالث للحرب في مدينة الرمادي والتي تكتم الأمريكان على خسائرها كالعادة , ورغم إستبداد النظام الحاكم بالعراق وحرمانه لقطاعات عريضة من الشعب بالمشاركة إلا أن الجيش والفدائيين والمقاتلين العرب والعشائر وباقي قطاعات الشعب شاركت في القتال يداً واحدة طوال الأسبوعين الأولين للحرب , وقد حدثني الكثير من شهود العيان أن مئات الأسرى الأمريكان قد تم عرضهم على الناس وحجزهم في أماكن مخصصة تمهيداً لإستلام الأوامر بشأنهم , وقد ذكر لي أحد الثقات أنه في إنزال غرب الأنبار في الأسبوع الأول بين الرطبة والقائم تم قتل 50 أمريكي وأسر 75 جندي أخر تم حجزهم عند قبيلة البونمر ولم يسلموهم إلى الدولة بسبب إشكال قديم بينهم وبين السلطة , مما دعا الرئيس العراقي صدام حسين إلى إسترضائهم وإكرامهم على عملهم الباسل , وكذا الأمر في الناصرية حيث تم أسر عدد كبير من الجنود الأمريكان بعد معركة الناصرية , وقد حدثني شاهد عيان آخر عن مئات القتلى الأمريكان التي كانت رؤوسهم تلقى أمام صدام في بغداد , ممن كانوا حصيلة العمليات الفدائية في كل مكان ولكن بعد إفتعال الأمريكان ضجة حول عرض صور الأسرى الأمريكان أصبح عرض الأسرى والتصريح بعددهم من الأمور الحساسة في الإعلام العراقي ويقال أن صدام أمر بقتل من يقع في الأسر للتخلص من الإشكال الإعلامي والإتهامات الأمريكية . والمعاردك يطول سردها وهي كثيرة حيث كانت المدن العراقية كلها ساحة حرب ضد العدو المحتل إلا أن ماجاء بعد ذلك والخداع الإعلامي الأمريكي زيف الحقائق ومما يذكر من البطولات الفردية أحد الفدائيين العرب والذي شد رجله حتى لايستطيع التراجع وكان يضرب العدو وقد أحرق دبابة وناقلة ثم استشهد وكان ذلك في منطقة حمدان حيث سميت المعركة بمعركة حمدان ويروي لنا الثقات أن امرأة خائنة أخذت ترمي بالنار على الفدائيين بسبب ولائها للأجنبي وإدعائها بغضها لصدام ثم قتلت بنار الفدائيين