المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخـــــــــــر ألحـــميــر



حذيفة بن اليمان
22-03-2004, 01:26 AM
أفقت هذا الصباح على إيقاع إحساس مختلف ..

تمنيت أن أتحول فجأة إلى حمار .. له أذنين طويلتين .. وبردعة (وهيطة) .. ومراح متسع .. لأنني اكتشفت أن الحمار وأنا مختلفان اختلاف كيف لا نوع .. أشعلت سيجارة (كارلتون) عاجية بيضاء – نديمة كل صباح – فتبدد الإحساس الحميري مع دخان السيجارة .. وإن ظلت بالنفس حسرات على بقايا الحلم الجميل .. حلم أن تكون حماراً بكامل الزخم والميراث التاريخي لجنس الحمير .. فالشيء الوحيد الذي لا يتقنه الحمار هو التدخين .. وأنا أجيده إجادة تامة ..

الحمار لديه ميزة نسبية مفيدة فهو لا يتحسس الجمال مثل بقية خلق الله، ولا فرق لديه أبداً بين المزبلة والروضة الغناء كذلك يتمتع بقلة ذوق متناهية .. فالعصافير تغرد في الصباح فقط وعند الغروب، وهذا يجعلها كائناً متحسساً للجمال، الكلاب تنبح في وجه الغرباء فقط .. الحصان لا يطأ صاحبه أبداً .. أما صديقي الحمار فلديه القدرة على النهيق في أوقات لا منطقية وخصوصاً في منتصف الليل بعد أن يهجع الخلق إلى مراقدهم .. كذلك لديه القدرة على رفس أي كائن حي حتى ولو كان قادماً لغرض شريف كإحضار الطعام إلى الحمار نفسه ..

حمار الكارو (Cart Donkey) باعتباره نوعاً قائماً بذاته لا ينتمي حقيقة إلى شعبة الحمير قاضمة البرسيم، فهو حمار مثقف ومختلف قليلاً عن بقية الحمير (المطلوقة)، فهو يؤلف القصائد ويغني بصوت جميل ويلحن بعض أشعاره أحياناً .. هذا بالاضافة إلى قيامه بأعباء وظيفته الرسمية .. لذا فهو مختلف (كيفاً) عن حمار (الخَلا)، لأن حمار الخلا هو حمار بدوي متخلف لا يعرف سوى الدوبيت و(البرطعة) في (واطة) الله الواسعة .. أما حمار الكارو فهو حمار داجن ومواطن من الدرجة الثانية مثل أي مواطن في ,,,,,,,,,,,,,,,,

هناك الحمار الوحشي (Zebra)، وهو عبارة عن ملاية بيضاء مموهة باللون الأسود تنطلق في براري أفريقيا بلا حسيب ولا رقيب، ولا نراها سوى على شاشات التلفاز حينما يقرر القائمون عليه كسر الروتين اليومي المؤلف من جوقة الحمير الوطنية الناهقة فيتم استبدالها بفرقة الحمير في منافي الشتات وأدغال أفريقيا. يقال أن هذا الحمار المخطط متوحش جداً لذا سمي بهذا الاسم، وفي الحقيقة كل هذه إشاعات لأن لدي صديقاً منها، لا تنطبق عليه أي صفة من صفات الوحشية باستثناء قلة الذوق المشتركة لجميع أصناف الحمير والتي تحدثنا عنها آنفاً.

أيضاً لا يفوتني ذكر أحد الأنواع المهددة بالانقراض من ضرب الحمير، وهو الحمار المدير واسمه العلمي (Donkey de Manager)، وهذا النوع رغم كونه مهدداً بالانقراض إلا انه متوفر بكثرة، وجميعنا يصادفه يومياً دون استثناء فهو متوافر بكثرة في المدارس والمستشفيات والمعاهد والجامعات، وصفاته المشتركة هي البدانة والكسل وادعاء المعرفة، ورغم أن هذا الحمار لا يقوم بأي عمل طيلة اليوم، إلا أنه يملك مراحاً وثيراً أكثر (وثارة) من بقية المراحات كما أنه ينال برسيماً نهاية الشهر أكثر من أي حمار آخر من الحمير العاملة.

وعلى سيرة الحمار العامل (Labour Donkey)، فهذا الحمار هو الحمار المألوف لنا جميعاً وهو الحمار الذي تمنيت أن أكونه هذا الصباح، لأنني وجدت أنني أحصل على حقوقه وواجباته بالتمام والكمال إلا أنني أحتاج صفاته الوراثية التي تجعلني قنوعاً مثله ومتبلد الإحساس.

هنالك أيضاً الحمار المغني (Singing Donkey)، وهذا أخطر أنواع الحمير، لأنه يستخدم أخطر أنواع أسلحة الدمار الشامل والمتمثلة في صوته النشاز وحركاته الغريبة اللامسئولة، وفي اليوم الواحد نراه في التلفاز عدة مرات، ولكنه في كل مرة يقوم بتغيير ملابسه باعتقاد أن الحمير الأخرى التي تشاهده لا تستطيع أن تدرك تنكره المتقن، ورغم ذلك فصوته سرعان ما يفضحه ويدل الجماهير عليه.

في مصر هناك جمعية أنشأها توفيق الحكيم وأسماها (جمعية الحمير) قبل ما يزيد على خمسة عقود وكانت تضم صفوة من مثقفي مصر، وتتدرج الرتب (الحميرية) بين الأعضاء من (حمار صف) إلى (حمار أعظم)، ولا أدري هل ماتت هذه الجمعية بموت أعضائها أم لازالت باقية، ولكني على أية حال أعلن نفسي عضواً فاعلاً مع وقف التنفيذ في هذه الجمعية وذلك لحوجتي الشديدة لبعض الالتباس (الحميري) في مثل هذا التوقيت ...

THE HAWK
22-03-2004, 07:23 AM
المعذرة ... موضوع أدنى من مستواك

حذيفة بن اليمان
22-03-2004, 10:56 AM
اخي العزيز .
أشكرك من ألآعماق على هذه الشهادة التي أعتبرها وسام على صدري من شخص راقي في الحوار .
ولكن الموضوع يحكي واقع الخنوع العربي الذي أصبح ديدن ومنهج كل يوم يتزايد ولم يبقى إلى أن نصبح حمير أو دواب يمتطيها أعدائنا .
وأكبردليل ماذا صنعنا أو ماذا سنصنع لآستشهاد الشيخ أحمد ياسين أو لآ خواننا ألذين يقتلون كل يوم في فلسطين والعراق
أشكرك على أطرائك اللطيف والموضوع هو وصف تهكمي على الواقع المؤلم الذي نعيشه .
رحم الله والدينا ووالديك

THE HAWK
22-03-2004, 11:21 AM
اخي العزيز .
أشكرك من ألآعماق على هذه الشهادة التي أعتبرها وسام على صدري من شخص راقي في الحوار .
ولكن الموضوع يحكي واقع الخنوع العربي الذي أصبح ديدن ومنهج كل يوم يتزايد ولم يبقى إلى أن نصبح حمير أو دواب يمتطيها أعدائنا .
وأكبردليل ماذا صنعنا أو ماذا سنصنع لآستشهاد الشيخ أحمد ياسين أو لآ خواننا ألذين يقتلون كل يوم في فلسطين والعراق
أشكرك على أطرائك اللطيف والموضوع هو وصف تهكمي على الواقع المؤلم الذي نعيشه .
رحم الله والدينا ووالديكأعتذر ان كان رأيي أزعجك
و لكن أعتقد أنه كان بإمكانك أن تعرض الفكرة بدون هذه الكلمات ..
عموماً .. حصل خير
تحياتي