المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من المسئول بعد أحمد ياسين (رحمه الله)



الاعصار المدمر
23-03-2004, 06:40 AM
من المسئول بعد أحمد ياسين (رحمه الله)


أحسن الله عزاء الأمة الإسلامية جمعاء في وفاة شيخ الجهاد والمجاهدين الإمام الصابر المحتسب فضيلة الشيخ أحمد ياسين رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في الشهداء الأبرار وكتبه في عليين وأنزله نزل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر اللهم لنا وله يا رب العالمين، اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله، اللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.



والله لقد جف المداد، وتوارت الكلمات وتطامنت عجزاً عن إيفاء الحدث حقه؛ فكلها لن تستطيع أن تصف الحرقة واللوعة التي تكوي الفؤاد بل وتحرقه حزناً على فراق شيخنا المجاهد؛ وكم هو – والله - فخر لا أستحقه أن أسميه شيخنا، كيف لا وهو الذي يعد ممن جدد لهذه الأمة دينها في باب الجهاد.



أيها الأحبة ...



جميعنا الآن يترقب في كل لحظة كيف سيكون الرد المزلزل لكتائب القسام على هذه الجريمة البشعة؟!!


وما هي انعكاسات هذا الحدث المأساوي على مسيرة القضية الفلسطينية؟!!


وكيف سيكون وضع حركة حماس بعد استشهاد قائدها وزعيمها ومؤسسها عليه رحمة الله؟!!



وهذه تساؤلات منطقية لكل من يهمه شأن قضية المسلمين الأولى في الأرض المباركة.



ولكن...



من منا زاد على هذا القدر من التساؤلات؛ وذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بل وأقول ما هو أهم من ذلك...



وهو...



ما هي انعكاسات هذا الحدث المؤلم والجريمة النكراء على نفسي؟!!



نفسي !! ... نعم نفسي.



من أجل ماذا قدم الشيخ نفسه رخيصة في سبيل الله؟!!



ألأجل فلسطين ... الأرض والطين؟!!



تلك قضيته هو وحده ولا شأن لي بها؛ لأني وببساطة لم أولد في أرض فلسطين ولم أطأها في حياتي.




أم لأجل فلسطين ... قضية المسلمين؟!!



وهنا السؤال الكبير...



إذن فهي قضيتي كما أنها قضية الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.



مات الشيخ وترك القضية لنا نحن المسلمين؛ وليس للرنتيسي أو الزهار أو حتى لحماس أو الجهاد...



بل تركها لي ولك ولكل من ارتضى الإسلام ديناً، ولقد تركنا بعد أن أقام علينا الحجة...



فالشيخ مشلول منذ كان عمره ستة عشر عاماً!!



ولكنه كان مشلول الجوارح؛ ولم يكن مشلول الإيمان والإرادة.



فماذا فعلنا نحن الأصحاء الأغنياء الآمنون المستقرون؟!!



اللهم رحماك رحماك.



الحديث ذو شجون وسيطول وسيطول ...



ولكن ...



دعونا نتعاهد ونتواعد على أن لا تمر هذه الجريمة علينا مرور الكرام.



وأول ما نتعاهد عليه أن يكون هذا الكلام موجه لكل واحد منا بشخصه، وألا نتلفت يمنة ويسرة لنبحث عمن يعنيهم هذا الكلام.



فالمعني هو أنت ... نعم أنت ... أنت يا من تقرأ الآن هذا الكلام.



ثم ...



فلننطلق في كافة ميادين العمل لهذا الدين؛ وبالذات في دعم قضية فلسطين ...



حتى نوصل رسالة إلى المجرمين الصهاينة بأن قرارهم باغتيال الشيخ كان قراراً خاطئاً فتح عليهم أبواب الجحيم.



ولكن ... بالأفعال لا بالأقوال ...



فلتكن هذه هي الرسالة التي نوصلها للناس في المجالس التي ستتحدث قطعاً عن اغتيال الشيخ.



فلنختم تلك المجالس بجمع تبرعات – على سبيل المثال – للقضية التي استشهد في سبيلها الشيخ.



فلنحيي روح المقاطعة الاقتصادية لأعداء الله الأمريكان من جديد في أنفسنا وكل من نعرف عن طريق رسائل البريد والجوال والمجالس العامة والمنتديات والمساجد وغيرها.



فلنكن عمليين أكثر ...



فلندعم المجاهدين في فلسطين ...



فلنكفل يتيماً فلسطينياً ...



فلنطبع مصحفاً في فلسطين ...



فلندعم حلقة قرآن هناك ...



فلنبن مسجداً ...



فلنخلف شهيداً في أهله وأطفاله بخير ...



فلنفعل أي شيء يشفع لنا بين يدي الله .. يوم لا ينفع مال ولا بنون.



فلنتحرك يا رجال ... فوالله إني لأخشى أن يعاقبنا الله بخذلاننا لإخواننا ... فيحل بنا ما حل بغيرنا ... وإن الواقع لمخيف.



كل ما أرجوه ألا نسمع السؤال السقيم:



كلام جميل ... ولكن كيف لنا ذلك ... فقديماً قيل:



الأحدب يعرف كيف ينام!!



ومن أراد عوناً في ذلك فنحن على استعداد.



إنا لله وإنا إليه راجعون.



اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيراً منها.




وإلى جنان الخلد يا أبا محمد ...




منقول